الأحد، 31 مايو 2009

حسين الشيخ :تم تصفية خلية القسام لأنها تهدد الاتفاقيات وأمن الإسرائيليين!! و"إسرائيل" تثني

قال حسين الشيخ أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية ومسئول التنسيق والارتباط مع الجانب الإسرائيلي إن خلية القسام في قلقيلية تم تصفيتها لأنها كانت تهدد جميع الاتفاقيات والتفاهمات التي وصلنا إليها مع الطرف الآخر_الإسرائيلي_ كما أنها كانت تهدد الأمن في كل منطقة الشمال.
وأضاف الشيخ أنه تمت ملاحقة مجموعة "السمان" التابعة لكتائب القسام بناء على معلومات استخباراتية محددة أدت إلى تصفية المجموعة. وعقب أمين سر فتح رداً على سؤال لبرنامج الظهيرة في الإذاعة الإسرائيلية العامة حول وجود مجموعات أخرى قائلاً :" ما يهمنا الآن أن من يهدد الأمن ومن يخرق ويخرج عن القانون سيتم ملاحقته إما بالاعتقال أو التصفية وهم مسئولون عما يجري بحقهم ولن نجعل الأمر يتدهور كما كان في غزة وقد أوضحنا ذلك لجميع الفصائل".
وتأسف الشيخ على مقتل أبناء الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة قائلاً" ليلة أمس كانت عملية محددة في قلقيلية ضد مجموعة تخريبية كانت تهدد الأمن، تمت مواجهتهم وللأسف قتل 3 من الشرطة الفلسطينية وتم القضاء على عناصر المجموعة التخريبية أيضا!!
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن قيادات في السلطة ان هذه الحادثة تأتي لتؤكد ان السلطة تقوم بالمهام والالتزامات الأمنية المطلوبة منها و انه لم تبقَ حجة لإسرائيل.

الجيش الاسرائيلي: تصفية "محمد السمان" تكتسب أهمية كبيرة وهو مسئول عن عدة عمليات داخل اسرائيل
وكانت مصادر في الجيش الإسرائيلي أن محمد السمان مسئول عن عدة عمليات ضد إسرائيل, وأن تصفيته تكتسب أهمية خاصة.
وأوضحت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن أجهزة السلطة الفلسطينية اعتمدت على معلومات استخبارية إسرائيلية ومن خلالها قامت بتحديد أماكن المطلوبين واشتبكت معهم.
وأضافت الإذاعة أن السمان كان مطلوبا للأجهزة الأمنية الإسرائيلية وحاول الجيش الإسرائيلي قتله أو اعتقاله عدة مرات وفشل في ذلك, ولكن السلطة استطاعت أن تفعل ذلك بعد ستة أعوام من المطاردة.
وكان مسئول أمني رفيع المستوى في السلطة الفلسطينية كشف لصحيفة يديعوت أحرونوت أن هذه العملية تأتي نتيجة جهد استخباري استمر عدة أسابيع, اشتمل على اعتقال عشرات من نشطاء حركة حماس, متهمين في نقل الأموال إلى الضفة الغربية, وتصنيع المتفجرات والعبوات الناسفة, مؤكدا أن أجهزة السلطة اكتشفت في الآونة الأخيرة مخبأين للأسلحة تابعة لحركة حماس.
وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية تابعت باهتمام الاشتباكات الدامية التي اندلعت الليلة الماضية بين عناصر من الجناح المسلح لحركة حماس في مدينة قلقيلية وعناصر من الأجهزة الأمنية التابعة لرئيس السلطة أبو مازن.
وقد تصدرت أخبار الاشتباكات معظم الصحف الإسرائيلية صباح اليوم باعتبارها العملية الأولى منذ فترة طويلة, وقتل فيها قائد الجناح المسلح لحركة حماس محمد السمان.

نقاط مستقاة من اشتباكات قلقيلية..فهل من متدبر!؟

عن فلسطين الآن

خاص – بعد 6 سنوات متواصلة فشل خلالها الصهاينة من الوصول لعمالقة القسام في مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية، تمكنت أجهزة الخيانة الفتحاوية التي يشرف على إعدادها وتدريب عناصرها الجنرال الأمريكي (دايتون) فجر الأحد 31/5/2009 من الوصول إلى اثنين من مجاهدي القسام الذين دوخوا الصهاينة وزرعوا الموت في مدن الاحتلال.

وخلال 9 ساعات من الاشتباكات المسلحة في المكان ارتقى إلى العلا مع ساعات الفجر الأولى المجاهد القسامي محمد ياسين، ثم لحقه بعد ساعات قليلة الشهيد المجاهد محمد السمان (قائد كتائب الشهيد عز الدين القسام في مدينة قلقيلية)، والمجاهد عبد الحليم باشا الذي آوى الشهيدين في بيته.

وفيما يلي بعض الومضات التي ارتأينا في شبكة فلسطين الآن نشرها على شاكلة نقاط نظراً لأهميتها وضرورة التركيز عليها:

1-المجاهد محمد السمان من أبرز المطلوبين الذين حاولت أجهزة المخابرات الصهيونية الوصول إليهم منذ بداية انتفاضة الأقصى، حيث تتهمه قوات الاحتلال بالمسؤولية عن التحضير لعمليات فدائية داخل الأراضي المحتلة عام 48، وقد نجا عدة مرات من الاعتقال والاغتيال، وأبرز تلك المحاولات كانت في شهر أيار/مايو عام 2004 وأستشهد في حينه القائد القسامي مازن ياسين.

2-قبل عشرين يوماً وتحديداً بتاريخ 12/5/2009 أقدمت قوات الاحتلال الصهيونية على اقتحام منزل المطارد محمد ياسين في منطقة "خلة ياسين" بمدينة قلقيلية واعتقلت والدته الحاجة عدلة عبد العزيز ياسين (52عاما) بهدف الضغط على ابنها القسامي لتسليم نفسه، وبعد تحقيق ميداني استمر عدة ساعات أطلقت قوات الاحتلال سراح الأم بعد أن حملتها رسالة مفادها "عاجلاً أم آجلٍ سنصل إلى ابنك وسنحضره لك ميتا"!.

3-قبل نحو عامين وتحديداً بتاريخ 30/10/2007 اقتحمت قوات الاحتلال الصهيونية منزل المطارد محمد السمان في مدينة قلقيلية، واعتقلت والدته فردوس فهد زيد (42عاماً) ونقلتها إلى مراكز التحقيق، بهدف الوصول إلى طرف خيط يدل على مكان ابنها القسامي، وبعد أن فشلت أجهزة المخابرات الصهيونية من الحصول على أي معلومة تم إطلاق سراحها بكفالة مالية بعد شهرين متواصلين من التحقيق المكثف.

4-على مدار 6 سنوات اقتحمت قوات الاحتلال الصهيونية مدينة قلقيلية عدة مرات وداهمت مرات عديدة منزلي السمان وياسين، في محاولة للوصول إليهما، واعتقلت عدد من أقاربهما، وجندت من أجل ذلك العشرات من عملائها، لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل، واليوم أجهزة عباس المتصهينة تنجح بالمهمة!

5-خلال الاشتباك المسلح بين أسود القسام وأذناب الاحتلال وتلاميذ دايتون، قامت هذه الأجهزة المتصهينة باعتقال الحاج رفيق ياسين (والد محمد ياسين)، وكذلك تم اعتقال أربعة من أشقاء (محمد السمان) وذلك للضغط عليهما لتسليم نفسيهما، وهو ذات الإجراء الذي تقوم به قوات الاحتلال الصهيونية في مثل هذه العمليات!.

6-خلال الاشتباك المسلح قامت قوات عباس المتصهينة بإحضار أحد المختطفين لديها وهو الشاب بسام ياسين، وأجبرته بالحديث عبر مكبرات الصوت للطلب من المجاهدين بتسليم أنفسهم، وهو أيضاً ذات الإجراء الذي تقوم به قوات الاحتلال عندما تفشل في الوصول إلى المحاصرين!.
7- على الرغم من تواجد أكثر من 200 عنصر من أزلام عباس المدججين بأحدث الأسلحة الأمريكية، إلا أن هذه الأجهزة المتصهينة فشلت طوال 9 ساعات في اقتحام منزل يتحصن به اثنين فقط من أبناء القسام، مما يدلل على أن كل التدريبات الأمريكية المكثفة لهذه العناصر ما هي إلا ذر للرماد، وهذا ليس بالأمر المستغرب على هؤلاء الجبناء الذين تعودوا على الخروج بملابسهم الداخلية أمام قوات الاحتلال!.

8- -من شدة الاشتباكات وبعد فشل أجهزة عباس بكامل قواها وعتادها في مدينة قلقيلية من اقتحام المنزل الذي تحصن به المجاهدين القساميين، تم الاستعانة بقوات معززة من مدن نابلس وجنين وطولكرم، وهنا السؤال: كيف استطاعت هذه القوت المرور عبر عشرات الحواجز الصهيونية في هذا الوقت المتأخر من الليل!؟

9-جريمة اغتيال الشهيدين القساميين محمد ياسين ومحمد السمان تأتي تتويجاً لحملة شرسة شنتها أجهزة عباس المتصهينة خلال الأيام الثلاثة الماضية وتم خلالها اعتقال أكثر من 90 ناشطاً من أبناء حركة حماس.

10- بعد انتهاء جريمة اغتيال الشهداء، قامت عدة سيارات تابعة لأجهزة عباس المتصهينة بفرض منع التجول عبر مكبرات الصوت على كامل مدينة قلقيلية، متوعدة كل من يخرق قرارها بعقاب شديد. ولا بد هنا لكل فلسطيني عندما يقرأ ذلك أن يتذكر قوات الاحتلال الصهيونية التي كانت تفرض منع التجول خلال الانتفاضة الأولى!.

ولا شك أن جريمة الاغتيال هذه تؤكد بصورة قاطعة أن عصابات أجهزة عباس وتلاميذ دايتون أصبحوا عبيداً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى للاحتلال الصهيوني، وهم الذين ارتضوا على أنفسهم الاستبسال في الدفاع عن الاحتلال وتوفير الحماية له عبر تعقب المقاومين واعتقالهم وتصفيتهم.

فهل بعد كل هذه الخيانات والمؤامرات على الشعب الفلسطيني الذي لا زال يرزح تحت الاحتلال، وهو الشعب الذي قدم آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين على مذبح الحرية، هل بعد هذا كله يمكن لأحد أن يصدق أن أجهزة عباس ذو أجندة وطنية فلسطينية!؟ ألا تدل كل تصرفاتها وممارساتها بأنها أصبحت "حامية المشروع الصهيوني" بدل المشروع الفلسطيني!؟

هذه الأسئلة وغيرها يعرف أجوبتها عموم أبناء الشعب الفلسطيني، فالشمس لا تُغطى بغربال، لكن بقي أن نقول لبعض الفتحاويين آما آن الأوان لتصحو من غفلتكم!؟ وهل يرضيكم أن تصبح أجهزتكم الأمنية وكيلة لحماية أمن الصهاينة!؟ أويعجبكم أن تسجل صفحات التاريخ أنكم بعتم القضية وفلسطين التي هي أطهر البلاد من اجل حفنة دولارات معدودة!؟ مـــاذا تنتظرون!؟!؟!؟

الهالك شاهر حنيني اشتاق لقتل القائد السمان فقتله قبل أن يستشهد..بعض من تاريخه الأسود

عن فلسطين الآن
في جريمة بشعة تضاف إلى سلسلة الجرائم التي ارتكبتها أجهزة عباس ولا زالت بحق المقاومة ومطارديها حيث أقدم ما يقارب أكثر من 200 عنصر من منتسبي هذه الأجهزة مدججين بالأسلحة الصهيونية والأمريكية على حصار القائد في كتائب القسام محمد عبد الفتاح السمان(25 عاما) ومرافقه محمد رشيد ياسين (24عاما) في منزل عبد الناصر الباشا (38عاما ) ومن ثم اغتيالهم بدم بارد إرضاء لأسيادهم من الصهانية الذين قدموا لهم الدعم الكامل في هذه الجريمة النكراء

وفي هذه الملحمة القسامية حيث رفضا القساميان الخضوع للضغوط وتسليم نفسيها إلى عملاء الاحتلال ففضلا الاستشهاد والالتحاق بركب من سبقهم من الشهداء وآخرهم القائد القسامي في خليل الرحمن عبد المجيد ديدون الذي اغتيل قبل أيام على يد قوات الاحتلال بمشاركة أجهزة عباس بعد مطاردة استمرت أكثر من 14 عاما


وآثر المحمدان أن يصطحبا معهما 3 من عملاء الاحتلال الذي شاركوا في حصارهم ومن ثم اغتيالهم ليرحوا الشعب الفلسطيني من إفسادهم ، وهم حسام حسن فارس أبو الرخ،(43 عاماً)،من مخيم جنين من قوات الأمن الوطني.و عبد الرحمن حسين ياسين، 33 عاماً، من جهاز الأمن أما الثالث فهو المجرم الهالك شاهر حنيني شريم، (42 عاما) من جهاز الأمن الوقائي.صاحب اكبر ملف أمني ولاأخلاقي في مدينة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلةملف اسود
ملف اسود
حقد دفين، اندفاع أعمى، دعوات إلى القتل وهدر الدماء، سمات سادت تصرفات الهالك حنيني ليلة أمس أثناء حصار أبطال القسام في قلقيلية، حنيني ومعه زبانية الشر وحفنة الرذيلة كان مدفوعا لاجتثاث البقية الباقية من شرف الأمة وحصنها المنيع، أبطال القسام أشاوس المقاومة وأصحاب السجل الأبيض الناصع في كل معاني التضحية والفداء.

كان يقول سننجح في القيام بعمل لم ينجح به اليهود سنين طوال، وكان يبشر من معه بما ينتظرهم في حال نجاحهم في اقتناص هذا الصيد الثمين، ولكن وعد الله الغالب كان له بالمرصاد ليسقط ذليلا محسورا إلى جهنم وبئس المصير، في معركة غير متكافئة تصدى فيها القساميين القائدين السمان وياسين لأكثر من مائتين من أذناب دايتون تساندهم قوات خاصة وترقب مهمتم الموكلة لهم عن بعد.


يمتلك شاهر حنيني (أبو الطيب) ملفا مثقلا بروائح نتنة، تفوح منها قصص الفساد والإفساد والسقوط الأخلاقي والأمني، قلقيلية كلها تعلم بقصة شبكة الدعارة الشهيرة التي كان يقودها، وأحياء قلقيلية وحواريها تشهد على ذلك، هذه الأحياء الفاضلة التي لفظت أبو الطيب أو أبو الخبائث كما هو معروف بين الناس، "أبو الطيب" كان دائم البحث عن المال بشتى السب والوسائل، فعمل بتجارة السلاح وتاجر في المخدرات ومن ثم قام بإسقاط البعض في وحل الرذيلة بهدف الابتزاز المالي، حيث ثبت تورطه وبالأدلة القاطعة بتشغيل عدد من المومسات لحسابه الخاص، حيث استطاع أن يسقط من خلال شبكة الدعارة التي يترأسها العديد من رموز الأجهزة الأمنية لابتزازهم فيما بعد حيث شارف عددهم على الخمسة عشر كادرا،

ونجح هذا الحالك في استدراج وتصوير أحد أغنياء قلقيلية بعلاقة غير مشروعة واستمر في ابتزازه واستنزافه ماليا، حتى تم كشف أمره فيما بعد عن طريق أحد السائقين الذين يعملون في أحد مكاتب تكسيات قلقيلية، حيث تم تصويره مع إحدى العاملات في الشبكة بعد استدراجه، ولكنه رفض دفع المال وقام بتبليغ الأجهزة الأمنية بما حصل معه، وفور اكتشاف أمره قام بتصفية المرأة ذات الصلة بالسائق وقتلها بدم بارد وأمام نظر الجميع خوفا من اعترافها أو إدلائها بتفاصيل أخرى، حيث تم سجنه لبضعة أيام ليطلق سراحه بعد ذلك.

لم يكتف "أبو الخبائث" بذلك بل بدأ يستهدف زوجات الشهداء، فأخذ يتردد على زوجة أحد الشهداء وقام بتهديدها ومن ثم قتلها بدم بارد بعد أن رفضت التجاوب معه، وبعد ذلك بدأ يتردد على زوجة أحد شهداء كتائب الاقصى وتم كشفه، وقام بعض أعوانه ومرتزقته بلملمة الموضوع حيث أفادت في تسجيل مصور بكافة تفاصيل ومحاولات "أبو الطيب" معها وكان من ضمن ما أفادت به تهديده لها بالقول "إن لم تفعلي ما أريد سأقوم بانزال بيان للناس أنك شاركت في تصفية زوجك"

السجل الأخلاقي الأسود لأبو الخبائث يشمل محاولة المذكور قبل عدة سنوات الاعتداء على إحدى قريباته، والتي اشتكته بدورها لأحد اقاربها واسمه كمال حنيني، حيث توجه كمال إلى شاهر لمعاقبته فما كان من شاهر إلا القيام بغدره، وضربه بسكين من الخلف فاستشهد كمال على الفور رحمه الله

شاهر حنيني لم يكن ساقطا أخلاقيا فحسب، ولكن وكما هومعروف فإن السقوط الأخلاقي يشكل دوما سابقة أو أداة للسقوط الأمني، وهذا الأمر كان مدار شك العديد من شرفاء كتائب شهداء الأقصى في قلقيلية، حيث أُثيرت بشأنه العديد من علامات الاستفهام، فلماذا لا يتم اعتقاله مثلا وعليه اعترافات كثيرة وخطيرة من شباب كانوا يعملون معه منهم " التوأم " ، ولماذا تتركه أجهزة الأمن الإسرائيلية يصول ويجول ويعربد كيفما يشاء، وكيف نجا من محاولة اغتيال سقط قيها ثلاثة من رفاقه الذين كانوا معه؟ وهل كان بقاءه مصيدة للبقية الباقية من شباب فتح التي تحاول العمل ضد الاحتلال ؟

بيان الأقصى ضده

والجدير بالذكر أن كتائب شهداء الأقصى كانت قد أصدرت بيانا بحقه منتصف عام 2005 حذرته من التحدث باسمها ووصفته بالمتساقط والمستغل لظروف الشعب، وفيما يلي نص هذا البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى " يا أيها الذين امنوا إذا جائكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين"صدق الله العظيم
بيان توضيحي صادر عن كتائب شهداء الأقصى / محافظة قلقيلية
في ظل الظروف الصعبه التي يمر بها شعبنا المناضل , وفي ظل الظروف السياسية التي فرضت نفسها في الأونه الأخيرة وحفاظا على الصف الوطني وعلى اسم ومنهجية كتائب شهداء الأقصى التي ولدت من المعاناة , لتشق طريقها نحو النصر و التحرير , فرسان الليل الذين يحملون أرواحهم على أكفهم ويسهرون حين ينام الآخرين.
فإننا في كتائب شهداء الاقصى نود إعلامكم أن المدعو شاهر حنيني (ابو الطيب) لا يمت بأي صلة لكتائب شهداء الاقصى ولا يحق له التحدث باسم الكتائب , فهناك من هم اجدر منه في الحفاظ على اسم الكتائب وبرنامجها الوطني وعلى دعمها المادي . و لن نلين عن هدفنا في تحقيق الأمان والعدل لكل الشرفاء من أبناء شعبنا الكريم
فمن موقع المسؤولية نحذر كل من تسول له نفسه بالتحدث باسم كتائب شهداء الأقصى , والويل كل الويل للمتساقطين والمستغلين لظروف شعبنا الجبار فعهدنا عهد الشهداء والأسرى ونحن من حفظة الوصايا
.نعم يا شرفاء فلسطين .. نقف اليوم أمام مفترق طرق : فإما أن نسير في الطريق الخاطئ مرة أخرى ، طريق العار والمهانة ، وإما أن نسير على درب شهدائنا الأبرار في المقاومة والاستشهاد حتى نيل حقوق شعبنا الجبار في دحر الاحتلال وتحرير القدس الشريف وإقامة الدولة وعودة اللاجئين إلى ديارهم
.المجد كل المجد للشهداء و الحرية لأسرى الحرية
كتائب شهداء الأقصى إذا قالت فعلت وإذا ضربت أوجعت وإذا وعدت أوفتكتائب شهداء الأقصى
محافظة قلقيلية
30 /1/2005


شاهر حليلي وزبانيته عاود نشاطاته المشبوهة وتصدر جهاز الأمن الوقائي المنضوي للعمل فيه، وأجهزة أمن عباس الأخرى في شن حملات الاعتقالات السياسية، كان من بينها ما حدث عقب صلاة المغرب في 15/8/2007، حيث اقتحم أفراد من القوى الأمنية الفلسطينية بأحذيتهم مسجد عمر بن الخطاب (القديم) في قلقيلية، وشاركهم في هذه الفعلة الشنعاء عشرات المسلحين وفي مقدمتهم المدعو شاهر حنيني، واعتدوا بالضرب على المصلين واختطفوا ثلاثة منهم.

وها هو يسقط اليوم بعد تاريخ حافل بالخزي والعار تروح منه روائح العمالة النتنة والفساد الكريهة، فاعتبروا يا أولي الألباب.

وإذا تنشر فلسطين الآن هذا الملف سيء الصيت ليس من باب التشهير ولكن من باب أن نتعرف على أخلاق وسمات من نصبوا أنفسهم خدما للاحتلال ينفذون مخططاته في تصفية المقاومة وملاحقة المطاردين الشرفاء واغتيالهم بدم بارد ليرضى عنهم أسيادهم من الصهاينة والأمريكان مقابل ثمن بخس دراهم معدودة ..فهذه هي سماتهم فماذا تتوقع من أمثال من تخلوا عن شرفهم وعرضهم.لا غرابة في أفعالهم

"أنتم لم تنتصروا في الحرب"!؟ ...بسام الهلسة

* "أنتم لم تنتصروا في الحرب" قال "شلومو بن عامي" وزير خارجية اسرائيل خلال رئاسة "إيهود باراك"، ورئيس وفدها لمفاوضة الفلسطينيين في المباحثات التي جرت في "طابا" مطلع العام 2001م، كما روى رئيس الوفد الفلسطيني "أحمد قريع- أبو علاء" في كتابه: "الرواية الفلسطينية الكاملة للمفاوضات من أوسلو إلى خريطة الطريق" -2- "مفاوضات كامب ديفيد طابا واستوكهولم 1995-2000" الصادر عن "مؤسسة الدراسات الفلسطينية" في بيروت- لبنان في تشرين الأول- أكتوبر 2006م.
و"شلومو بن عامي" واحد من بين من يصنفون في "إسرائيل" بـ"الحمائم" ومن أشدهم حماسة لما يعرف بـ"حل الدولتين".
جملة "بن عامي" الواردة آنفاً، جاءت رداً على مطالبة مفاوضيهم الفلسطينيين بإقامة دولة عربية على الأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1967، إلى جانب "دولة إسرائيل" القائمة منذ العام 1948م على معظم أرض فلسطين التاريخية.
وهي جملة بليغة تفصح عن الطريقة التي ينظر بها الإسرائيليون للمفاوضات مع العرب. فهي لا تعني بالنسبة لهم أكثر من "وسيلة ناعمة" لإقناع العرب –وخاصة الفلسطينيين- بما يعرض عليهم ويُطلب منهم: وقف كل أشكال الصراع والقبول بالاحتلال والاستيطان بصفة شرعية، ووقف كل مطالبة بأية حقوق لهم بصفة نهائية.
أما ما يتفضل "الإسرائيليون الحمائم" بـ"منحه" لهم مقابل ذلك، فهو: السماح لهم بالعيش في المناطق المقطعة الأوصال ذات الكثافة السكانية العربية، وإدارة شؤونهم –ذات الطابع الخدمي- تحت مسمى "دولة"!
بل لم يمانع أحد قادة الليكود (الصقور حسب التصنيف) في تسميتها "إمبراطورية"! ما دامت الأسماء تعني شيئاً آخر غير مسمياتها، وما دام "التنازل الإسرائيلي المؤلم" يعني "السماح للفلسطينيين بجمع قمامتهم!" حسبما استنتج وزير الخارجية الأميركي الأسبق "سايروس فانس" بعد إطلاعه على عرض "مناحيم بيغن" "للحكم الذاتي للفلسطينيين" الذي قدمه خلال المفاوضات المصرية- الإسرائيلية في نهاية السبعينيات من القرن الماضي!
وهو ما ترجمه فنان الكاريكاتير المبدع الراحل "ناجي العلي" بطريقته الفذة، معبراً عن هذه المسخرة برسم بليغ له، فكتب على لسان "بيغن" موجهاً كلامه "للسادات": "الحكم الذاتي يعني أن تحكم ذاتك بذاتي"!
* * *
و"أنتم لم تنتصروا في الحرب" هي الفكرة التي توضح الفرق بالنسبة للإسرائيليين: بين عدم استعدادهم للتخلي عن الأراضي التي احتلوها في العام 1967م، حينما يطالبهم المفاوضون العرب بذلك، وبين "انسحابهم" من الأراضي المحتلة في جنوب لبنان عام 2000م. في الحالة الأولى العرب "يطالبونهم".. أما في الحالة الثانية فالمقاومون العرب اللبنانيون "أجبروهم" على الاندحار، مثلما أُجبروا من قبل (في الثمانينيات من القرن الماضي) هم وأميركا وفرنسا و"جماعتهم" اللبنانيون على الفرار آخذين معهم "إتفاق الإذعان" المسمى 17 أيار.
فإذا كانت عبارة "أنتم لم تنتصروا في الحرب" هي جواب "الحمامة" "بن عامي" رئيس الفريق الإسرائيلي المفاوض الذي أطلق عليه اسم "فريق الأحلام" "وذلك لشدة حماسة أعضائه لخيار السلام القائم على قاعدة دولتين لشعبين في رقعة جغرافية واحدة" كما يروي "أحمد قريع"، فلنا أن نتوقع الجواب الذي سيسمعه العرب الذين يطالبون "نتانياهو" وحكومته "الصقرية" (التي تعلن جهاراً نهاراً رفضها لحل الدولتين), أن تتنازل فتتكرم عليهم بقبول اللقاء بهم (دعك من التفاوض!) والتقاط الصور معهم كما جرى خلال عهد أولمرت!
ولنا أن نتوقع أيضاً ما الذي سيجنونه من وراء تعليقهم الآمال على رئيس الولايات المتحدة "أوباما" في الضغط على إسرائيل. فهو –في أفضل الأحوال- لن يتجاوز حدود ما قدمه وفعله "بيل كلينتون" أكثر رئيس أميركي كرّس للعملية السلمية اهتماماً وسعيا للوصول إلى حل للصراع. لكن جهوده وجهود فريقه الأميركي المشارك في مفاوضات كامب ديفيد في صيف عام 2000م، تركزت على ترجمة المقترحات والمشاريع الإسرائيلية وتقديمها للفلسطينيين كمقترحات ومشاريع أميركية! وحينما رفض الفلسطينيون ما عرض, لم يتردد في الضغط عليهم وتهديدهم وتحميلهم مسؤولية فشل المفاوضات!
ففي النهاية، وعندما يتعلق الأمر بإسرائيل، لن نجد في الادارة الاميركية "من يجرؤ على الكلام" كما كتب "بول فندلي" من قبل متسائلا.
* * *
لكي يسترد العرب حقوقهم يجب أن ينتصروا...
ولكي ينتصروا يجب عليهم حشد وبناء عناصر القوة لديهم...
أما المفاوضات التي يلهثون خلفها فهي كما الحرب:
صراع يكتب النصر فيه للمتفوقين والأقوياء, فيما ينال الضعفاء المتوسلون لعدوهم ما يستحقونه: القبول بما يجود به عليهم شاكرين!
فليس من حق المتسولين أن يشترطوا! وهذا هو ما يعنيه "نتانياهو" عندما يقول: "مفاوضات بدون شروط"، مترسماً خطى أستاذه "اسحق شامير" الذي وعد عند انطلاق "العملية السلمية" في "مدريد" بمفاوضات إلى الأبد!
* * *
- تريدون التفاوض؟
- شأنكم...
لكن الحكاية هي باختصار:
"أنتم لم تنتصروا في الحرب"!

يعززون حماس من حيث يريدون إضعافها ....عكيفا إلدار

يعززون حماس من حيث يريدون إضعافها
عكيفا إلدار" "هارتس

ترجمة صالح النعامي

منذ تشكيل حكومة بنيامين نتنياهو تصاعدت الدعوات الإسرائيلية لإسقاط حكم حركة حماس في قطاع، لكن أكثر ما يثير الانتباه هو أن هذه الدعوات لم تعد قاصرة على السياسيين، حيث غدا الكثير من قادة الأجهزة الأمنية يتبنون هذه الدعوات ويبررونها، وأبرز هؤلاء هو يوفال ديسكين رئيس جهاز المخابرات الداخلية " الشاباك "، الذي يعتبر أحد أكثر الجنرالات تأثيراً على عملية صنع القرار في تل أبيب. الكاتب الإسرائيلي عكيفا إلدار يدلل في مقال نشرته صحيفة " هآرتس " على أن المنطق الذي يستند إليه ديسكين غير سليم، ولن يؤدي إلا لتعزيز حركة حماس، وهذه ترجمة المقال:

يعتبر يوفال ديسكين رئيس جهاز المخابرات الداخلية " الشاباك " شخص مستقيم، إذ أنه يقول ما يؤمن به، وهذا تحديداً مصدر قلق. وقد عبر ديسكين الأسبوع الماضي عن مواقفه السياسية أمام أعضاء لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، وبواسطتهم نقل وجهة نظره للجمهور الواسع، ومواقف ديسكين تعبر عن فشل إستراتيجي خطير. لقد قال ديسكين أنه طالما ظلت حركة حماس تحكم غزة لا يوجد أي أمل لنجاح عملية سياسية حقيقية لحل الصراع بما يضمن مصالح إسرائيل. لكن ماذا يقترح ديسكين إذن؟، لقد قال " لقد اقترحت في حينه للمستوى السياسي للعمل على اسقاط حكم حركة حماس في غزة من أجل تهيئة السياقات لعملية سياسية بما يخدم مصالح إسرائيل ". لكن ديسكين ناقض نفسه، حيث أنه في الوقت الذي قال فيه أنه بالإمكان العمل على تهاوي حكم حماس، قال في نفس الوقت أنه من غير الممكن إجتثاث حماس من قلوب الفلسطينيين. لو تجاوزنا الافتراض أن ديسكين قال مثل هذه الأقوال من أجل خدمة سيده الجديد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فإن توصيف ديسكين والحكم المنبثق عنه من شأنه أن يتحول إلى حلم يحقق ذاته، حتى في حال لم يقم المستوى السياسي بتبنيه. موقف ديسكين يعني مد الآلة الدعائية لحكومة اليمين بالوقود، وذلك لتبرير رفضها فكرة إقامة الدولتين التي يدعو لها الرئيس باراك أوباما ومبادرة السلام العربية. أن الجمهور الإسرائيلي يقدس التصريحات التي تنسب عادة إلى قادة أمنيين كبار، لكن بعد مرور شهور أو سنين وعندما يتحول قادة الأجهزة الأمنية للحياة المدنية يتبين أن ليس كل من يشغل منصب عسكري لديه منطق سليم. بكلمات ثانية ديسكين يقول أن الطريقة الوحيدة بالتي بوساطتها يمكن تدمير حكم حركة حماس هو شن الطبعة الثانية من حرب " الرصاص المصبوب "، على غزة، لكنه في نفس الوقت يقر أن مثل هذه الحرب لن تؤدي إلى اجتثاث حماس من قلوب الناس...... والسؤال الذي يطرح نفسه كيف يمكن تهيئة سياقات سياسية تناسب مصالح إسرائيل في الوقت الذي تتربع حركة حماس على قلوب الفلسطينيين ؟ ففي غياب خيار جدي لحل الصراع بوسائل سياسية، فإن الخيار العسكري يجعل الفلسطينيين أمام خيار واحد: تخليد الصراع مع إسرائيل وتعاظم التأييد لحركة حماس. حتى أكثر الناس عداءً من بين الفلسطينيين لحماس يقرون أنه لا يوجد تنظيم أكثر منها قدرة على إدارة الصراع في ظل حرب استنزاف ضد إسرائيل، من هنا فإن حماس لن تحافظ على حكمها في غزة، بل أنها ستحصل على مواطئ قدم راسخة في الضفة الغربية على حساب السلطة الفلسطينية. لكن ماذا سيكون مصير التنسيق الأمني بين الأجهزة الأمنية التابعة لأبو مازن وإسرائيل، وماذا بخصوص خطط دايتون ( الجنرال الأمريكي الذي يشرف على تدريب أجهزة عباس الأمنية )، وتحديداً فيما يتعلق تسليم السلطة المزيد من المناطق للسيطر عليها أمنيا.في نفس الوقت، فإن أي عملية عسكرية ضد حماس لن تحصل على شرعية دولية في حال لم يرافقها أفق سياسي، بل ستؤدي إلى اجتثاث إسرائيل من قلوب أفضل مؤيديها في العالم، وماذا سيكون مصير جلعاد شليت الذي تحتجزه حماس، في حال دفعنا هذه الحركة إلى الزاوية؟.

الدكتور ماتي شطاينبيرغ الذي عمل لسنوات مستشاراً لرؤساء جهاز " الشاباك " لشؤون الفلسطينيين، غضب من موقف زميله السابق ديسكين، وهو يؤكد أن ما يدعو له ديسكين لن يؤدي إلى انهيار حركة حماس، بل سيؤدي إلى انهيار حكم السلطة في الضفة الغربية. ويضيف إن كان رئيس " الشاباك " يعتقد أنه لا مفر من عملية عسكرية ضد حماس فإنه لا مفر من تهيئة الأرضية لعملية سياسية. اندماج إسرائيل في تحرك دولي وضمن ذلك أنظمة الحكم العربية المعتدلة تمكنها من العمل العسكري ضد حماس، وبهذا فقط يمكن أن نظهر حركة حماس كحركة تهدف لضرب العملية السياسية وتثير ضدها ليس المجتمع الدولي، بل أيضاً الدول العربية، كما أنها ستخسر تأييد معظم الفلسطينيين، وعلى رأسهم الفلسطينيين في غزة.

أن شطاينبيرغ مقتنع أن الطريق الوحيدة لوقف تعاظم حركة حماس يتمثل في محاولة اقناع الجمهور الفلسطيني بتفوق عوائد التسوية السياسية على طريق الدم والعرق والألم، لذا يقترح أن يتم قلب المعادلة التي رسمها ديسكين رأساً على عقب، فبدلاً من اشتراط الشروع بالعملية السياسية بإسقاط حكم حماس من الحكم، يجب تبني موقف يقول انه طالما لم يتم الشروع في عملية سياسية لحل الصراع، فإنه يتوجب السماح لحماس بمواصلة حكم قطاع غزة.

السبت، 30 مايو 2009

سيف أبو دجانة

من يأخذ هذا السيف بحقه؟"صمت رهيب يسود الموقف بعد هذه الجملة التي قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد... فقام الزبير بن العوام رضي الله عنه وقال: أنا يارسول الله.. فأعرض الرسول عنه... وكرر سؤاله: من يأخذ هذا السيف بحقه؟فقام الزبير بن العوام وقال: أنا يا رسول الله... فأعرض الرسول عنه وكرر السؤال...عندها قام أبودجانة رضي الله عنه وقال: وما حقه يارسول الله؟قال صلى الله عليه وسلم: أن تضرب به العدو حتى ينحني ... فقال أبو دجانه : أنا آخذه بحقه يارسول الله.فدفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه.
فلما أخذ أبو دجانة السيف من يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخرج عصابته الحمراء فعصبها على رأسه.. ثم قام يتبختر بين الصفين، ويمشي مشية يعرض فيها جرأته وقوته

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأى أبا دجانة يتبختر: "إنها لمشية يبغضها الله إلا في مثل هذا الموطن"..وفي بداية الغزوة قام أبودجانة ففلق بسيف رسول الله صلى الله عليه وسلم هام المشركين، وقال في ذلك:
أنا الذي عاهدنـي خليلـي .. ونحن بالسفـح لدى النخيـلأن لا أقوم الدهر في الكيول .. أضرب بسيف الله والرسولفلله دروه من صحابي.. قوي عتيد أبي..قهر الله بسيفه هام المشركين... وخلد ذكراه في قلوب المسلمين..قد مكنه الله من حمل الأمانة... إنه حبيبنا أبودجانة.فهل عقمت أرحام أمهاتنا أن تنجب مثل هؤلاء النجباء... أم أنها أرحام مباركة تصنع الكرماء..

إمبراطورية "حماس" المالية .. مصادر لا تنضب وإنفاق بذكاء وإدارة سرية تسهم في تعزيز سلطة ‏‏الحركة على الارض

الشرق الأوسط اللندنية
ما تزال مصادر التمويل التي تحصل عليها حركة المقاومة الاسلامية (حماس) ‏لتدعيم سلطتها ومؤسساتها التنظيمية في الاراضي الفلسطينية وخارجها مثار جدل وغموض، استدعى ‏تدخل السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية للبحث عن هذه المصادر والمشغلين لها لوقف نفوذ الحركة ‏المتزايد. في المقابل، تعيش حركة "فتح"، التي يرضى عنها العالم ‏وإسرائيل، أزمة مالية صعبة، بينما ‏‏‏تقول حركة "حماس" التي يحاصرها ‏العالم وإسرائيل إن "الخير كثير".
أدركت الحركتان أهمية المال ‏‏‏من أجل ‏الاستمرار، ويمكن القول إن الحركتين دفعتا مئات الملايين فقط لغرض ‏التنظيم والاستقطاب، ‏‏‏وما زالتا بحاجة لمئات الملايين الأخرى إذا ما أرادتا ‏الاستمرار.‏

وعندما سيطرت "حماس" على قطاع غزة منتصف تموز (يوليو) 2007، ‏قال الشاعر الفلسطيني ‏‏‏الراحل محمود درويش، في قصيدته "أنت منذ الآن ‏غيرك": "سألني: هل يدافع حارس جائع عن دارٍ ‏‏‏سافر صاحبها، لقضاء ‏إجازته الصيفية في الريفييرا الفرنسية أو الإيطالية.. لا فرق؟ قُلْتُ: لا ‏يدافع!".‏

ويقول التقرير الذي أعدته "الشرق الاوسط" الصادرة في لندن اليوم الجمعة، إن الجوع لم يكن ‏وحده ‏سببا في هزيمة "فتح"، لكن "حماس" أحسنت استخدام المال. فقد ‏تسلحت جيدا ودربت ‏‏عناصرها جيدا ‏وأكرمتهم، كما أكرمت كل تابعيها، ‏بينما تركت "فتح" جيشها من دون رواتب، من دون ‏‏تدريب ومن ‏دون اهتمام، ‏وانشغلت في السلطة على حساب التنظيم. ‏

واليوم لا نبالغ إذا قلنا إنه بسبب ‏‏‏‏"المال" تحكم "حماس" قبضتها على قطاع غزة، بل بنت دولتها هناك ‏وما ‏زالت قادرة على أن تستمر. ‏‏وبسبب المال، أيضا، فقدت "فتح" القطاع ‏والضفة كذلك. وليس سرا، ‏أن "حماس" حافظت على كونها ‏‏حركة لا ‏سلطة، وظلت تحصل على المال بكل الطرق الممكنة، عبر ‏الأنفاق والشنط ‏والجمعيات ‏‏والدول والتجارة، بينما استسلمت "فتح" لكونها السلطة، وتماهت ‏معها إلى ‏حد ذاب فيه الجسمان، وعندما ‏‏فقدت "فتح" السلطة، وجدت أنها ‏بحاجة إلى أن تعيد التنظيم من جديد. ‏فمن أين تحصل حركتا "فتح" ‏‏و"حماس" ‏على التمويل؟ ‏

‏تنبهت "حماس" مبكرا، لمسألتين هامتين، أهملتهما "فتح" أكثر بعدما ‏أصحبت الحزب الحاكم في ‏‏‏السلطة، وهما المال والإعلام. ومنذ اندلاع ‏الانتفاضة الثانية، لم تترك "حماس" محتاجا ولا فقيرا ولا ‏‏‏يتيما، إلا وقدمت له ‏مساعدة مالية أو عينية، وقد حرصت على الاستمرار في ذلك.‏ اذ دفعت لعائلات ‏الشهداء والأسرى والجرحى والمعاقين، في وقت كان هؤلاء ‏يقفون بالطوابير أمام ‏‏مؤسسات تابعة ‏للسلطة، من أجل الحصول على ‏مساعدة. وبنت منازل عناصرها، التي هدمها ‏‏الاحتلال، بينما كانت ‏عناصر ‏"فتح" تلجأ إلى بيوت بالإيجار. وحتى داخل السجون الإسرائيلية، كانت ‏‏عناصر ‏"حماس" ‏مرفهة من ناحية مالية، وتدفع لهم الحركة راتبا مضافا لذلك الذي ‏كان جميع الأسرى ‏‏يحصلون عليه ‏من السلطة.‏

تغلغلت "حماس" بذكاء في المجتمع، كان قادتها متواضعين، سيطرت على ‏المساجد، ووقفت على كل ‏‏‏المنابر، وأشرفت على حلقات الدروس الدينية. ‏شكلت لجان الزكاة، أقامت مدارس ورياض أطفال، ‏‏‏أسست جمعيات خيرية ‏لرعاية اليتيم، وأخرى لتحفيظ القران. أبدا لم يكن ينقص "حماس" المال، ‏‏وعندما ‏‏كانت تنتظر عائلة شهيد من "فتح"، الراتب الشهري الذي تصرفه ‏السلطة الوطنية، ولا يزيد ‏عن 200 ‏‏دولار، كانت عائلة أخرى فيها شهيد ‏من "حماس" تتلقى رعاية كاملة، وكل ما تحتاج، بما ‏في ذلك بناء ‏‏بيت للعائلة ‏إذا استوجب الأمر، وهناك أمثلة.‏

كبرت "حماس"، وكبرت جماهيرها، ولم تتراجع الحركة ماليا، بل تقدمت على ‏صعيد التصنيع ‏‏‏العسكري، الذي يحتاج إلى أموال كثيرة، وبنت جيشا خاصا، ‏ولاحقا بنت دولتها في القطاع. فمن أين ‏‏‏تحصل "حماس" على المال؟

ببساطة قال القيادي في الحركة يحيى موسى لـ"الشرق الأوسط": "إن ‏الخير كثير". وتابع: ‏‏"أصدقاء ‏‏الشعب الفلسطيني كثيرون، وأبدا لم يكن ‏توفر المال في أي يوم مشكلة للفلسطينيين".‏

وتعتبر "حماس" الابن المدلل لحركة الإخوان المسلمين العالمية، وبحسب ‏مصادر في الحركة، فإنها ‏‏‏تتلقى تمويلا كبيرا من الإخوان، وكان الإخوان ‏مصدر التمويل الأول. أما كيفية هذا التمويل، فقد ‏‏‏اتخذت أشكالا مختلفة، ‏لكن أهمها على الإطلاق، كان تمويل الجمعيات الخيرية والدينية ‏والتعليمية، ‏‏‏التي كانت إحدى أذرع "حماس". واستمر هذا التمويل على هذا ‏الشكل، حتى يومنا هذا، وإن كانت ‏‏‏إسرائيل ومعها السلطة ودول في العالم، ‏شنت "حربا" على مؤسسات "حماس" من أجل تتبع ووقف أي ‏‏‏حوالات مالية ‏لجمعيات الحركة، سواء في غزة أو الضفة.‏

تضررت "حماس"، لكنها كانت قد أقامت "دولة مؤسسات" حقيقية في غزة ‏والضفة. ولجأت إلى ‏أساليب ‏‏أخرى لتحويل الأموال، ومن بينها "الشنطة" ‏أي تسليم الأموال يدا بيد، واستخدمت الحركة ‏أنفاقا في ‏‏غزة لذلك، وعن ‏طريق قادتها المارين عبر معابر القطاع. أما في الضفة فقد لجأت الحركة ‏إلى ‏صيارفة ‏‏لتحويل الأموال، وبحسب الأجهزة الأمنية الفلسطينية، بعضهم ‏اعترف بإدخال أموال ‏ل"حماس". وكان ‏‏الجيش الإسرائيلي، شن حملة واسعة، ‏تحت اسم "البدلة الشخصية"، لاعتقال ‏صيارفة العام الماضي، ‏‏وصادر ‏مبالغ مالية تصل إلى 3 ملايين شيكل (حوالي 850 ألف دولار). وقال ‏إنه ‏وضع يده على ‏‏وثائق هامة خلال تفتيش منازل 14 صرافا. وقالت إسرائيل، ‏إن الأموال تأتي من ‏منظمات خارج ‏‏البلاد إلى حساب صيارفة عرب، ومن ‏ثم إلى حساب الصيارفة الفلسطينيين، دون رقابة ‏السلطة ‏‏الفلسطينية.‏

أبلغ الإسرائيليون السلطة، أن "حماس" تدير حكومة خاصة بها داخل ‏الحكومة الفلسطينية، ومن أجل ‏هدم ‏‏هذه الحكومة الحمساوية، أغلقت ‏السلطة جمعيات ومدارس ومؤسسات تابعة لـ"حماس"، وقامت ‏بعزل ‏‏إدارات ‏بعض الجمعيات وتعيين إدارات جديدة لتسييرها، فضلا عن أنها تفرض ‏رقابة مشددة ‏على ‏‏أنشطتها.‏

أما المسألة الأولى التي لاحقتها السلطة وحرصت على إبعاد عناصر ‏"حماس" عنها، فكانت لجان ‏الزكاة، ‏‏إذ أعادت تشكليها من جديد العام ‏لماضي.‏

وفي الماضي، عملت جمعية "الإصلاح الخيرية" كإحدى أكبر جمعيات ‏الحركة، وكانت كما قالت ‏‏‏المصادر، ترعى الفقراء وتقيم المدارس وتشتري ‏أراضي، وتوظف أبناء "حماس"، وتقوم بإقراض ‏‏‏البعض أحيانا أخرى.‏

أما داعم هذه الجمعية الرئيسي، فكان "ائتلاف الخير" الذي يرأسه الشيخ ‏يوسف القرضاوي، مثل ‏‏‏مؤسسة القرضاوي عملت وما زالت تعمل ‏مؤسسات أخرى، تتبع تنظيم الإخوان.‏

وكانت مصادر إسرائيلية أكدت أن "أنبوب المال" الذي يغذي حركة ‏"حماس"، يبدأ من "نيوجيرسي" ‏‏‏و"تكساس" عبر أوروبا في"فتح" صنبوره ‏الرئيسي في دمشق وفمه في جنين وجباليا.‏

وبحسب الإسرائيليين، "في قلب شبكة التمويل العالمية لحماس يوجد ‏التنظيم العالمي المسمى ‏‏ائتلاف ‏الخير".‏

وقبل يومين، قضت محكمة أميركية في مدينة دالاس، بسجن 5 من رؤساء ‏أكبر جمعية إسلامية ‏‏‏خيرية في أميركا لمدد طويلة بعد إدانتهم بتحويل ‏ملايين الدولارات لحركة "حماس". وقضت المحكمة ‏‏‏بالسجن عشرين عاما ‏على مفيد عبد القادر، الأخ غير الشقيق لخالد مشعل، بتهمة دعم منظمة ‏‏‏‏‏"إرهابية"، فيما قضت بعشرات السنوات على أربعة آخرين، من بينهم ‏محمد المزين، قريب موسى ‏‏‏أبو مرزوق، وهو نائب مشعل.‏

أما شكري أبو بكر، وغسان العشي، اللذان اعتبرتهما المحكمة مسؤولين ‏عن تأسيس "مؤسسة الأرض ‏‏‏المقدسة" فقد حوكموا بالسجن لمدة 65 ‏عاما.‏

وجاءت الأحكام، التي تشدد القضاة بها، بعد مضي نحو ستة أشهر على ‏إدانة هيئة محلفين عليا ‏‏‏لمؤسسة الأرض المقدسة، واتهامها بالتآمر ‏لمساندة منظمة "إرهابية" أجنبية وغسل الأموال ‏والاحتيال ‏‏الضريبي وتهم ‏أخرى.‏

وكانت المؤسسة ومقرها في إحدى ضواحي دالاس من أكبر المؤسسات ‏الخيرية الإسلامية في الولايات ‏‏‏المتحدة، قبل أن تغلقها الحكومة في أعقاب ‏هجمات 11 من أيلول (‏ سبتمبر) عام 2001.‏

وفي 2004 أعلن الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش، أنه تم تجميد ‏أرصدة "مؤسسة الأرض ‏‏‏المقدسة"، ومجموعتي تمويل أخريتين، وهما "بنك ‏الأقصى العالمي"، ومجموعة "بيت المال ‏الاستثمارية"، ‏‏ومقرهما الأراضي ‏الفلسطينية. وقال بوش، إن المجموعات الثلاث على صلة مباشرة ‏بـ"حماس"، ‏وقال ‏‏بوش إن الأموال التي تجمعها مؤسسة الأرض المقدسة "تستخدم ‏من قبل حماس ‏لتجنيد الأطفال ‏‏وتدريب انتحاريين".‏

وقالت المؤسسة إن أنشطتها تتركز على تقديم المعونات والإغاثة من ‏الكوارث إلى اللاجئين ‏‏‏الفلسطينيين والأطفال.‏ وقالت صحيفة "دالاس مورننغ نيوز" إن القاضي رد على دفاع ‏المتهمين: "الفلسطينيون ‏‏كانوا في وضع بائس لكن هذا لا يبرر ‏مساندة "حماس".‏

واعتبر موسى أن هذه الحرب الدولية هي حرب على قيم الدين ومحاصرة ‏الفقراء المسلمين في كل ‏‏‏مكان، بينما يسمح لمؤسسات تبشيرية، وأخرى ‏تثير النزاعات، بالعمل كيفما شاءت.‏

وقال موسى: "عندما يحاصر شعب، ويمنع التعامل مع البنوك، ما هو ‏الواجب الوطني، أن نمد يد ‏‏‏الإغاثة لشعبنا والقوانين تبيح كافة الطرق، ولن ‏نعدم وسيلة من أجل إيصال المال يدا بيد". وتابع: ‏‏‏"نحن ‏أول من يعمل ‏بشفافية، والمنظومة الأميركية الصهيونية، تحاصر كل البنوك، وبالتالي ‏فالعمل ‏‏عن ‏طريق الشنطة مشروع، وهم (السلطة) يجب أن ينتبهوا لمصادر ‏تمويلهم المغمسة بالدم".‏

وأكد أن مصادر التمويل للشعب الفلسطيني تبقى مفتوحة. ومضى نحن لا ‏نحتاج لمال الغرب، ونحن ‏‏‏في الحكومة العاشرة (حكومة "حماس") لم نكن ‏نحتاج المال، كان متوفرا، لكن المشكلة كانت في ‏إدخال ‏‏المال، حاصروا ‏البنوك ومنعونا من إدخال المال باليد، فما الحل؟".‏

وتابع: "كل هذه الظواهر، نقل المال باليد والشنطة وعن طريق الأنفاق ‏التي يتداعى ضدها الكذابون ‏هم ‏‏من يصنعونها فليرفعوا الحصار وستنتهي ‏كل هذه الوسائل".‏

وبينما تدير "حماس" حكومة غزة الآن، أكد موسى "إن دولا كثيرة تدفع، ‏ومن بينها إيران والكويت ‏‏‏وليبيا والجزائر وقطر، ومؤسسات دينية وخيرية، ‏وناشطون ورجال الخير ومحبون للشعب ‏‏‏الفلسطيني".‏

وتأكيدا لحديث موسى، كان رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، ‏أعلن قبل أيام أن بلاده ‏‏‏تعتز بدعمها لحركة "حماس" ولحزب الله اللبناني. ‏وقال لاريجاني، إن هذا الدعم هو جزء من التزام ‏‏‏إيران في المنطقة ‏بمساعدة جيرانها في محاربة الاحتلال.‏

وعلى الرغم من أن دولا تدفع ل"حماس" وأخرى تدفع لحكومتها، فقد ‏استفادت "حماس" من تجربة ‏‏"فتح" في ‏‏السلطة، فحافظت بخلاف "فتح"، على ‏مؤسساتها وجهازها العسكري، وفصلت بين التنظيم ‏والحكومة.‏

وكان الناطق باسم "حماس" فوزي برهوم أوضح في تصريحات سابقة ‏لـ"الشرق الأوسط" أن حكومة ‏‏‏هنية تعتمد على أربعة مصادر أساسية ‏للتمويل، المصدر الأول: مدخولات خزينة الحكومة من ‏‏‏الضرائب والمعارف ‏والعمل الخدماتي والجمركي، الخ. والثاني: استغلال بعض المستوطنات ‏المخلاة ‏‏‏في تنمية القطاع الزراعي. والثالث: الموظفون المتطوعون ‏وآخرون متبرعون بالأموال. والرابع: دعم ‏‏‏عربي وإسلامي من خارج قطاع ‏غزة، ومن بينها مؤسسات كبيرة تتبرع لصالح الحكومة. بالإضافة ‏‏‏إلى ‏الجمعيات الخيرية العالمية التي تمثل مصدرا مهما في تمويل "حماس"، ‏والدعم الذي تقدمه دول ‏‏‏تملك الحركة كما أكدت مصادرها لـ"الشرق ‏الأوسط"، محلات ومؤسسات تجارية كبيرة. وعلى سبيل ‏‏‏المثال، جمعيات ‏استهلاكية، ومعارض سيارات، ومفروشات، وأجهزة كهربائية، ومحلات ‏كومبيوتر، ‏‏‏ومصانع شتى. وفي الضفة الغربية، تنتشر فعلا كما في قطاع ‏غزة، مئات من هذه المؤسسات التجارية ‏‏‏الكبيرة، التي يشغلها "رجال ‏أعمال حماس". واخيرا، عملت السلطة الفلسطينية على "تفكيك" هذه ‏‏‏‏الإمبراطورية المالية. وخرج الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مرارا، ‏ليعلن أنه لن يتهاون في قضية ‏‏‏‏"غسيل الأموال"، وأن لديهم الكثير من ‏المعتقلين الذين عملوا في غسيل الأموال.‏

وعلمت "الشرق الأوسط" أن بعض رجال أعمال "حماس"، الذين اعتقلتهم ‏السلطة، اعترفوا بأنهم ‏‏‏يديرون مؤسسات بملايين الدولارات. وأكدت ‏مصادر أمنية لـ"الشرق الأوسط" أن جمعيات ‏ومؤسسات ‏‏بعضها تعليمي ‏كانت تمول شراء أسلحة ل"حماس" وتدعم بنيتها التحتية. وقال مصدر كبير ‏‏في ‏السلطة ‏لـ"الشرق الأوسط": "ما علاقة مدارس رياض أطفال بتمويل ‏شبكات مسلحة؟ نريد أن ‏نفهم؟". ‏وبالطبع ‏تنفي "حماس" هذه التهم، وتقول ‏إن حرب السلطة تستهدف المقاومة في الضفة الغربية.‏

وتقول "حماس"، إن الهدف من هذه الهجمة الشرسة، هو تجويع وتركيع ‏الشعب الفلسطيني وكسر ‏‏‏إرادته، حتى يرضخ للإملاءات الأميركية ‏والصهيونية، ويقبل بسياسة الأمر الواقع، التي يرسخها هذا ‏‏‏الاحتلال. لكن ‏هذه الحرب التي طالت فعلا بعض مؤسسات "حماس" في الضفة، لم تستطع ‏أن تطال ‏‏‏مؤسساتها في غزة، بل طردت السلطة من هناك.‏

وتمتاز مؤسسات "حماس" بأنها شبكة مترابطة وقوية، وقال مصدر مطلع ‏لـ"الشرق الأوسط": ‏‏‏‏"المؤسسات تشتري من بعضها، ولا نذهب إلى ‏مؤسسات أخرى"، بل زاد المصدر الحمساوي في ‏‏‏الضفة قائلا، "مثلا إذا ‏ما احتاجت مؤسسة عشرات أجهزة الكومبيوتر، ولا يوجد في تلك المنطقة ‏فإنه ‏‏‏يمكن أن تمول الحركة محلا لأجهزة الكومبيوتر". وأضاف "هذا نظام ‏اقتصادي متكامل". وعلى ‏الرغم ‏‏من أن عمل هذه المؤسسات أصبح ‏أصعب كثيرا في ظل ملاحقة رجال السلطة لكل من يشتبه ‏به، ‏‏لحساباته ‏ومحلاته وأصول أمواله، إلا أن مثل هذه المؤسسات ما زالت قائمة وتعمل، ‏وقال ‏المصدر: ‏‏‏"من الصعب التوصل إلى مصدر التمويل الأول، ‏والمؤسسات تعمل بشكل مهني لا لبس ‏فيه".‏

وبحسب المصدر "إن الحركة تشغل أموالها في السوق، ليس بسبب الربح ‏فقط، ولكن نحن ممنوعون ‏‏‏من وضع الأموال في البنوك الربوية، ولذلك ‏نفضل تشغيل الأموال في السوق والله بارك التجارة".‏

وأوضح المصدر، أن "حماس" تبحث عن محسوبين عليها، وتثق بهم، ‏وتحولهم إلى رجال أعمال عبر ‏‏‏تمويلها لهم بمبالغ طائلة لافتتاح مشروع ‏ما". وتابع "في الحقيقة، إنها مؤسسات "حماس" ويديرها ‏‏رجال ‏أعمال ‏يعرفون ذلك تماما".

حركة ... فتح الخروج من الأزمة ....مصطفى إبراهيم

لم يكن من السهل البحث في ما يدور من اشتباك مستمر داخل حركة فتح في ظل تغييب لقواعد وقيادات فتحاوية مناضلة وعقد تحالفات مستغربة من معظم القاعدة في حركة فتح، فأعداء الأمس أصبحوا أصدقاء وحلفاء اليوم، فالحركة الدائمة والدؤوبة داخل صفوف قيادة حركة فتح تزيد من حال الاشتباك والاستقطاب ومن حال الشرذمة، وتغييب للعديد من القيادات التي لا يراد لها أن تشارك في إعادة استنهاض حركة فتح.
فخلال جلسة مع عدد من الأصدقاء الفتحاويين الذين عبروا عن حجم الأزمة الكبير داخل حركة فتح، والذين اجمعوا على أن الأزمة ليست وليدة التحضير لانعقاد مؤتمرها السادس، فأزمة حركة فتح تاريخية والسلطة عمقت من أزمة فتح، وتم إفسادها بالسلطة مع وجود ذلك تاريخياً.
والأسباب الحقيقة للازمة تتمثل بأسباب داخلية وإقليمية ودولية، فمن الأسباب الداخلية أن حركة فتح من دون تنظيم وهو في حال من الانهيار، وعدم انعقاد المؤتمرات بشكل دائم ومستمر عمق من حال الترهل وإسقاط العديد من القادة والعناصر في بريق السلطة بشكل متعمد، ولا يوجد تجديد في القيادة التي شاخت وظلت تعمل على استبعاد عدد كبير من المناضلين الذين قادوا الانتفاضتين.كما أن أوسلو كان اكبر مفسدة لحركة فتح، فقال: احدهم، مثلا تشكيل جهاز الأمن الوقائي لم يأتي صدفة، فالجهاز الذي تم تشكيله من رموز الحركة التنظيمية في الداخل والذين تحولوا من مناضلين إلى سجانين، ومن ثم تحولت حركة فتح من حركة تقود الشعب الفلسطيني تمتلك القدرة على تمويل ذاتها عبر مؤسساتها المالية إلى مجرد جهاز في السلطة تتلقى مصروفاتها من السلطة مثلها مثل أي جهاز امني في السلطة، فجاء وقت على حركة فتح أنها لم تستطيع تنظيم مسيرة جماهيرية.فحركة فتح لم تأخذ العبر ولم تستخلص النتائج من تجربة حكمها وسيطرتها على مقاليد الحكم خلال سنوات التسعين من القرن الماضي وخلال انتفاضة الأقصى، وهذا ما يجري الآن في الضفة الغربية، وهي لا تزال لا تمتلك الرؤية في ما يتعلق ببرنامجها هل تستمر في النهج الذي يقوده الرئيس محمود عباس، أما تعود الحركة إلى الجذور ومبادئها التي من اجلها انطلقت من أجل تحرير فلسطين بكافة أشكال النضال.
وأضاف أن غياب الرمز النضالي عجل من أسباب تعميق الأزمة، فالرئيس محمود عباس لا يمثل الرمز لحركة فتح والشعب الفلسطيني، ومع ما يتمتع به من إجماع داخل الحركة، إلا انه لا يمتلك صفات القائد الرمز، بالإضافة إلى انه يتحمل المسؤولية في أزمة فتح، ففي عهده أصيبت حركة فتح بعدة انتكاسات بدءا من الفشل في الانتخابات المحلية مرورا بالانتخابات التشريعية إلى الانقسام السياسي والخروج من غزة.وهو يساهم من خلال استمراره في نهج التسوية غير المجدي بالتعجيل في انهيار الحركة واستبعادها من المشاركة في قيادة الشعب الفلسطيني، وانه لا يدرك أو يدرك أن رأس حركة فتح مطلوب إسرائيلياً وأمريكياً وعربياً، والهدف تفريغها من محتواها الوطني والاستمرار في انخراط حركة فتح في سلطة لا تمتلك من أمرها سوى توفير الغطاء لعدد من المستفيدين من السلطة والحفاظ على مصالحهم.وان ما يدور من اشتباك وصراع داخل حركة فتح من خلال التنافس على قيادة الحركة، ما هو إلا صراع على مواقع قيادية من بعض الشخصيات والتي تطمح في الحفاظ على مكانتها ومناصبها، وليس النهوض بحركة فتح، والصراع يتمثل بجيلين الجيل القديم الذي يتغنى بأمجاد الماضي ويريد أن يحافظ على مكانته، وبين الجيل الشاب الذي يرى أن له الحق في قيادة الحركة لعجز وفشل الجيل القديم، و حديث من يقود هذا التيار هو حديث حق يراد به باطل، فالتحرر والنضال ليس على أجندة هذا البعض من هذا الجيل فمشروع بعضهم واضح ويتنافى مع مبادئ وقيم حركة فتح في النضال والتحرر من الاحتلال.فالصراع داخل الحركة هو صراع على قيادة اللجنة المركزية، وهو ليس من أجل العودة بحركة فتح إلى جذورها بل هو من اجل السيطرة على اللجنة المركزية والحفاظ على المناصب للجيل القديم، وتنفيذ مشاريع وأجندات شخصية لبعض القيادات من الجيل الشاب، ولتبقى اللجنة المركزية من دون مشروع وطني نضالي يقود إلى التحرر.
وذكرني احد الأصدقاء بكتاب هاني الحسن " الخروج من مأزق أوسلو" في العام 1998، حيث شبه حركة فتح بحوت ضخم عظيم واجه العواصف والأنواء، وكلما واجه عاصفة خرج منها أكثر قوة وعنفواناً، وكيف جلس الأعداء على الشاطئ واخذوا يفكرون كيف يمكن أن يسلبوا هذا الحوت قوته، واكتشفوا أن سر قوته بقائه في الماء" بين الناس والجماهير"، فقاموا برمي الطعم له " أوسلو والسلطة"، وبدءوا باستدراجه نحو الشاطئ إلى أن وصل الحوت إلى المياه الضحلة التي بالكاد تحمله، و كان أمام هذا الحوت ولا يزال خيارين:
الأول البقاء في المياه الضحلة ومصيره الموت كي يلفظ أنفاسه الأخيرة.
والخيار الثاني أن يستجمع قواه الذاتية من جديد ليعود سيد البحار والمحيطات ويتوجه نحو الأعماق " الاستنهاض" ، واستجماع قوة فتح من خلال مؤتمرها السادس، فهل فتح قادرة على استجماع قوتها واستنهاض نفسها من جديد والخروج من الأزمة؟وفي النهاية اجمع الأصدقاء الفتحاويين على أن طبيعة فتح وبنيتها التنظيمية والفكرية والنكسات التي مرت بها جعلتها اقرب إلى حال الانهيار والتلاشي منها إلى حال النهوض والاستنهاض، وهذا المؤتمر نكسه جديدة وقد يكون شهادة وفاة، وهذا ما تولد من قناعات لدى كثيرين من قيادات حركة فتح خاصة في غزة، وهم يؤكدون أن الصراع هو من اجل السيطرة على اللجنة المركزية وليس للخروج من الأزمة.

دراسة وثائقية عن حرب 1948 التي لم تنته بعد" .. بقلم.... د. رفعت سيد أحمد

* هزيمة 1948 بدأت منذ العام 1917، عندما صدر وعد بلفور وتحالف الغرب الاستعماري مع الصهيونية وعمل بدأب لإنشاء الكيان الصهيوني بتآمر عربي رسمي تماماً كما هو الحال اليوم.
* كانت المساندة العربية لفلسطين مجرد (شكل) دون جوهر حقيقي بالمقابل كان الاستعداد الصهيوني عسكرياً وسياسياً ضخماً ومؤثراً
*نتيجة النكبة ضياع 70% من أرض فلسطين و تهجير 60% من شعب فلسطين وتدمير أكثر من 400 قرية ومدينة.

احتفل الكيان الصهيوني بالذكرى الحادية والستين لإنشائه، (15 مايو 1948) واحتفلنا نحن بنكبتنا، وهي النكبة التي لا تزال حاضرة، وحية وطازجة، رغم مرور كل هذه السنين الطوال، وهي حية لأن أسبابها ونتائجها، لا تزال تكوى الوجوه، وتدمى القلوب، وكل عقد من السنين أو أقل يتعمد الكيان الصهيوني أن يعيد انتاج الذكرى سواء بالعدوان أو الاحتلال المباشر ولنتأمل الحروب التي شنت طيلة هذه السنوات علي بلادنا العربية: (1948 ـ 1956 ـ 1967 ـ 1973 ـ 1982 ـ 1996 ـ 2000 ـ 2006 ـ 2009) في كل هذه الحروب كانت إسرائيل هي البادئة بالعدوان تحت حجج وذرائع مختلفة، وكانت دائماً في كل ما تفعله تحاول أن تذكرنا خاصة أولئك المسكونون بداء الهزيمة النفسية امامها واؤلئك المهووسون بوهم التطبيع والسلام معها، أنها أبداً لم تكن ولن تكون دولة سلام، وأنها ستظل عدواً مهما زينوا، وادعوا، وأن الحرب مع العرب، والعدوان عليهم وتأديبهم هو منهج ثابت، بل هو جزء من بنية الدولة ووظيفتها التي أنشئت من أجلها، بهذا المعنى ورغم لحظات الفرح القليلة (حرب 1973 علي الجبهة المصرية السورية ـ وحربي 2000 و2006 علي الجبهة اللبنانية)، والانتفاضات الفلسطينية الصامدة علي الرغم من ذلك فإن مجمل أداء المشروع الصهيوني في مواجهتنا، لا يزال ينتصر، وبالمقابل لايزال العرب(الرسميون) يهزمون! لماذا؟ هذا هو السؤال لعل هذه الدراسة تجيب عليه انطلاقاً من النكبة الأساس؛ نكبة 1948؟.

* في البداية يحدثنا التاريخ أن خلاصة حرب 1948 تقول سطورها أنها بدأت منذ العام 1917 عام وعد بلفور ثم جاءت الحلقة الثانية عام 1920ـ عندما وضعت بريطانيا فلسطين تحت الحكم العسكري في نهاية يونيو 1920، ثم حولتها إلى الحكم المدني، وعينت اليهودي الصهيوني هربرت صمويل أول "مندوب سام) لها على فلسطين (1920 ـ 1925) حيث شرع في تنفيذ المشروع الصهيوني ميدانياً على الأرض. وتابع المندوبون "السامون" المسيرة نفسها، غير أن أكثرهم سوءاً ودهاءاً ونجاحاً في التنفيذ كان "آرثر واكهوب" (1931 ـ 1938) حيث وصل المشروع الصهيوني في عهده إلى درجات خطيرة، ويذكر المؤرخون أن فلسطين عاشت تحت الاحتلال البريطاني مؤامرة رهيبة، فحُرم أهل فلسطين من بناء مؤسساتهم الدستورية وحُكم أنفسهم ،ووضعوا تحت الحكم البريطاني المباشر، وأُعطي المندوبون السامون صلاحيات مطلقة. وضيقت بريطانيا على الفلسطينيين سبل العيش وكسب الرزق، وشجعت الفساد، وسعت لتعميق الانقسامات العائلية والطائفية وإشغال أبناء فلسطين ببعضهم، وفي المقابل شجعت الهجرة اليهودية، فزاد عدد اليهود من 55 ألفاً (8% من السكان) سنة 1918 إلى 650 ألفاً (31% من السكان) سنة 1948. ورغم الجهود اليهودية البريطانية المضنية للحصول على الأرض، إلا أن اليهود لم يتمكنوا من الحصول سوى على نحو 6.5% من فلسطين بحلول عام 1948 وكان معظمها إما أراضي حكومية أو أراض باعها إقطاعيون غير فلسطينيين كانوا يقيمون في لبنان وسوريا وغيرها من البلاد العربية وقد بنى اليهود على هذه الأراضي 291 مستوطنة.

وفي الوقت الذي كانت فيه السلطات البريطانية تسعى حثيثاً لنزع أسلحة الفلسطينيين، وتقتل أحياناً من يحوز سلحاً نارياً، بل وتسجن لسنوات من يملك رصاصات أو خنجراً أو سكيناً طويلاً ،فإنها غضت الطرف، بل وشجعت سراً تسليح اليهود لأنفسهم، وتشكيلهم قوات عسكرية وتدريبها، بلغ عددها مع اندلاع حرب 1948 أكثر من سبعين ألف مقاتل (64 ألف مقاتل من الهاجاناه، وخمسة آلاف من الأرجون، وألفين من الشتيرن… وغيرها)، وهو عدد يبلغ أكثر من ثلاثة أضعاف الجيوش العربية السبعة التي شاركت في حرب 1948.

أما بالنسبة لتسلسل وقائع الحرب ومقدماتها فيحدثنا التاريخ بأنها تمت على النحو التالي:

1- صدور قرار تقسيم فلسطين إلى دولتين يوم 29/11/1947 حين وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على القرار رقم 181 الذي يوصي بتقسيم فلسطين إلى دولة يهودية ودولة فلسطينية ولقد رحب الصهاينة بمشروع التقسيم بينما شعر العرب والفلسطينيون بالإجحاف.

2- تصاعدت حدة القتال بعد قرار التقسيم، وفي بداية عام 1948 تم تشكيل جيش الإنقاذ بقيادة فوزي القاوقجي، وبحلول يناير 1948 كانت منظمتا الأرجون وشتيرن قد لجئتا إلى استخدام السيارات المفخخة (4 يناير تفجير مركز الحكومة في يافا مما أسفر عن مقتل 26 مدني فلسطيني)، وفي مارس 1948 قام المقاتلون الفلسطينيون غير النظاميين بنسف مقر الوكالة اليهودية في القدس مما سؤدي إلى مقتل 11 يهودياً وجرح 86.

3- استشهاد عبد القادر الحسينى في القسطل يوم 8/4/1948.

4- مذبحة دير ياسين يوم 9/4/1948 والتي قتل فيها 253 فلسطيني وهجر الباقين مع تدمير البيوت والحقول الأمر الذي أصاب العديد من المدن والقرى بالرعب فسقطت تباعاً (طبريا وحيفا يوم 19/4/1948 ـ بيسان وصفد ويافا 22/4/1948ثم توالى السقوط).

5- في 12 أبريل 1948 تقر الجامعة العربية بزحف الجيوش العربية إلى فلسطين واللجنة السياسية تؤكد أن الجيوش لن تتدخل قبل انسحاب بريطانيا المزمع في 15 مايو. وكان الانتداب البريطاني على فلسطين ينتهي بنهاية يوم 14/مايو/ 1948 وفي اليوم التالي أصبح إعلان قيام دولة إسرائيل ساري المفعول ومباشرة بدأت الحرب بين الكيان الجديد والدول العربية المجاورة.

6- المعارك في فلسطين بدأت في مايو 1948 بعد الانتداب البريطاني على فلسطين وإعلان العصابات الصهيونية قيام دولة إسرائيل على المساحات الخاضعة لسيطرتها في فلسطين، وتدفقت الجيوش العربية في مصر وسوريا والعراق وإمارة شرق الأردن على فلسطين ونجحت القوات العربية في تحقيق انتصارات كبيرة، وفي السادس عشر من مايو 1948 اعترف رئيس الولايات المتحدة هاري ترومان بدولة إسرائيل ودخلت أول وحدة من القوات النظامية المصرية حدود فلسطين وهاجمت هذه القوات مستعمرتي كفار داروم ونيريم الصهيونيتين في النقب، كما عبرت ثلاثة ألوية تابعة للجيش الأردني نهر الأردن إلى فلسطين، واستعادة القوات النظامية اللبنانية قريتي المالكية وقدس على الحدود اللبنانية وحررتهما من عصابات الهاجاناة الصهيونية.

7- استمرت المعارك على هذا النحو حتى تدخلت القوى الدولية وفرضت الهدنة الأولى (من 11/6 ـ 8/7/1948) ثم اشتعلت المعارك لتعقد هدنة ثانية (من 18/7 ـ 10/11/1948) ثم عاد اقتال ليستمر حتى 7/يناير/1949 موعد الهدنة الثالثة وما بين هذه الهدن كانت إسرائيل تتسلح وتتسع وتقوى والعرب يتفرقون ويتراجعون لتنتهي الحرب بتوقيع مصر لاتفاق هدنة في 24 فبراير 1949 تليها لبنان 23 مارس 1949 ثم الأردن في 3 أبريل 1949 فسوريا 20 يوليو 1949 ودائماً كانت مصر هي البادئة سواء بالحرب أو بالاستسلام وحتماً سيتبعها العرب حتى يومنا هذا وكان من نتائج هذه الحرب سهولة احتلال الصهاينة لأغلب مدن الشمال الفلسطيني مع اللد والرملة والنقب الذي كان يشكل لوحده نصف مساحة فلسطين وذلك نتيجة انكسار الجيوش العربية بعد الأشهر الستة الأولى من القتال والتي عانت فيها العصابات الصهيونية ثم استطاعت أن تستعيد زمام المبادرة وتنتصر نتيجة التفرق العربي وعدم التنسيق بين الجيوش وعدم الاستعداد الجيد للقتال وغلبة القرار السياسي على القرار العسكري وغيرها من الأسباب (الدروس) التي سنتحدث عنها لاحقاً.

* ومن النتائج المؤلمة أيضاً لهذه الحرب إجبار حوالي 800 ألف فلسطيني على الفرار والهجرة القسرية من ديارهم من أصل مليون ومائتين وتسعون ألف فلسطيني أي نحو 60% من أهل فلسطين وذلك نتيجة ارتكاب الصهاينة 34 مذبحة مروعة أثرت سلباً على روحية الصمود الفلسطيني، وكان من النتائج الخطيرة لهذه الحرب المؤلمة سقوط 78% من أراضي فلسطين في أيدي الصهاينة فضلاً عن دمار قرابة الـ 400 قرية ومدينة مع تهويدها بالكامل.

إلا أن السؤال الآن، وبعد 60 عاماً من الحرب والصمود والمقاومة وبعد 9 حروب متتالية مع هذا العدو، ما هي القراءة الجديدة للحرب في ضوء أحداث وتطورات السياسة العربية اليوم، سوف نحاول هنا أن نعيد القراءة بهدف أخذ العبر من خلال محاولة الإجابة عن سؤالين رئيسيين الأول: ما هو المشهد السياسي العربي قبل بدء الحرب مباشرة عام 1948 وما هي أوجه تشابهه مع المشهد السياسي العربي الراهن (2008)؟ والسؤال الثاني: ما هي الدروس المستفادة من حرب 1948 من المنظور المعاصر والذي نعيشه اليوم في العام 2008؟ وفي الإجابة عن هذين السؤالين قد نكتشف الحقيقة الضائعة...

* * الأمة عشية الحرب * *

يمكن إجمال العوامل التي أثرت على الموقف العسكري والاستراتيجي لحرب 1948 بوجه عام قبل بدء العمليات مباشرة، من وجهة النظر الرسمية، والتي تشكل سيناريو عاما (لمنطق الهزيمة عسكرياً) في الآتي:

1- رفض الحكام العرب لفكرة بدء العمليات الحربية في داخل فلسطين قبل يوم 15 مايو 1948، نظراً لبقاء فلسطين تحت سلطة الانتداب البريطاني حتى ذلك التاريخ، مما يجعل تدخل أي قوات عربية قبله (من وجهة نظر الحكام) اعتداء على الدولة صاحبة الانتداب(أنظر كيف هي العمالة المبكرة للغرب والتي لا تزال حاضرة بنفس الأداء في كافة قضايانا!!).

2- إن الأسطول البريطاني كان يقوم بحراسة شواطئ فلسطين وحوض شرقي البحر الأبيض المتوسط، مما يجعل وصول إمدادات من الأفراد أو المعدات للصهاينة على نطاق واسع من قبرص وفرنسا أو إيطاليا وغيرها من دول البحر المتوسط أمراً متعذراً وفق تصور الحكام العرب وقتذاك وهو لا يزال حسن نية مفرط حكامنا يتمتعون به إزاء واشنطن ودول الغرب.

3- رأى القادة العرب الانتظار حتى تنتهي حراسة الأسطول البريطاني لحوض شرقي البحر المتوسط بمجرد انتهاء الانتداب وبدء العمليات فور انتهائه، وأن تتخذ هذه العمليات صفة خاطفة غرضها الاستيلاء على موانئ فلسطين لتعطيلها ولمنع الصهاينة من استغلالها.

4- إن القادة العرب رأوا أيضاً أن تردي الأوضاع والآراء داخل الأمم المتحدة، بعد الموافقة على تشكيل هيئة إشرافية لفلسطين في نوفمبر 1947 ،ثم اختلاف الدول العظمى وقتذاك على طريقة تنفيذ وتشكيل هذه الهيئة، يشجع على القول بأن دخول قوات عربية في فلسطين عقب انتهاء الانتداب مباشرة وقبل قيام الهيئة الدولية المزمع تشكيلها للإشراف على فلسطين لن يعتبر انتهاكاً لحرمة ميثاق هيئة الأمم المتحدة (طبعاً وفق التصور الساذج للحكام العرب وقتذاك).

5- كان من الحسابات المحتملة عسكرياً أيضاً أن عدد السكان اليهود في فلسطين في ذلك الوقت الحالي هو حوالي 700 ألف نسمة يمكن تجنيد 60 ألفاً منهم في جميع أنحاء المستعمرات الصهيونية، وكان المحقق أن لديهم 25 ألف مقاتل من الهاجاناه علاوة على جماعات إرهابية أخرى أهمها "أرجون زفاي لئومي" بين (3000) و(5000) مقاتل وعصابة "شتيرن" التي لا يتجاوز عددها بضع مئات، وتتركز معظم قوات اليهود الرئيسية حول تل أبيب والقدس وحيفا، وأن معظم أسلحة اليهود (رشاشات ـ مدافع هاون ـ سيارات مصفحة لنقل المؤن والذخائر) وكان عدد الأسلحة الثقيلة محدوداً للغاية ومستعمراتهم محاطة بالأسلاك الشائكة والألغام الأمر الذي رتب حسابات خاطئة لدى القادة العرب منها أن الصهاينة لن يقوموا بحرب نظامية بل حرب عصابات، لذا كان من المقدر لديهم أنه إذا دخلت القوات المصرية مجهزة بكميات كبيرة من الأسلحة الآلية والأسلحة المعاونة كالمدفعية ووحدات المهندسين وغيرها لتفوقت على العدو في قوة النيران، كما قدر أيضاً أن أقل تشكيل يجب أن يشترك في القتال هو مجموعة لواء مشاة مستقل متماسك حتى لا يتعرض لأخطار لا مبرر لها من حرب العصابات الصهيونية، وكان من المفترض أن يتدخل عرب فلسطين لمساندة القوات المصرية.

6- والأهم من كل هذا أنه كان من المقدر أن تتعاون الدول العربية كافة بالتدخل بقواتها النظامية في عملية تحرير فلسطين، مما استوجب التفكير في تخصيص قطاع للقوات النظامية لكل دولة منها على ضرورة تنسيق الجهود لضمان الحصول على التفوق النهائي على قوات العدو المشترك طبعاً كل هذا لم يتم وبالتالي كانت الهزيمة.

7- من الثابت تاريخياً أنه لم يكن هناك خطة عسكرية واحدة بين الجيوش العربية كافة ويكفي أن نقوم باستعراض عام لخطة كل جيش على حدة لنلاحظ الانفصال العام بين خططهم خلال حرب عام 1948.

أ. الجيش المصري: كانت خطته هي الاحتشاد على الحدود في منطقة العريش وكان هدفه هو قطاع غزة، على أن يناط بالبحرية المصرية واجب مراقبة السواحل الفلسطينية وفرض حصار عليها مع القوة الجوية المصرية (الطريف المؤلم هنا أن الحقائق تؤكد أن إجمالي قوة مصر الجوية كان يتكون من 6 طائرات مقاتلة وطائرة للاستكشاف والتصوير وخمس طائرات نقل داكوتا).

ب. الجيش الأردني: كانت خطته تقوم على تقوية فرقته المرابطة في جسر الشيخ ياسين لتأمين الدفاع عنها ويوجه قواته كالآتي: لواء مشاة وهدفه نابلس ـ لواء ميكانيكي وهدفه رام الله ـ لواء ميكانيكي في الاحتياط وهدفه منطقة خان الأحمر.

ج. الجيش العراقي: كانت مهمته أن يحتشد في المنطقة الكائنة بين أربد والحدود، وهدفه التقدم على رأس أربد ـ جسر الجامع، وتطهير المنطقة من المستعمرات اليهودية واحتلال رأس جسر عبر الأردن في منطقة جسر الجامع.

د. الجيش السوري: كان من المفترض أن يحتشد في منطقة فيق، وكان هدفه التقدم على محور الحمة ـ سمخ، وإنشاء رأس جسر عبر نهر الأردن.

هـ . الجيش اللبناني: كانت مهمته أن يحتشد في منطقة الناقورة ،وهدفه (نهاريا) وتطهير المنطقة الكائنة بين الحدود وأيضاً تدمير المستعمرات اليهودية الموجودة فيها كافة.

8- إن أي محلل استراتيجي لديه أدنى إلمام بأدبيات الحرب يدرك إذا ما تأمل الوضع العام لخطط الجيوش العربية (كما حددناها آنفاً) مضافاً إليها تردي الأوضاع السياسية العامة في المنطقة، وقبول أغلب القادة العرب وقتذاك لمنهج بيع القضية والخوف من الصدام مع قوات الانتداب البريطاني، مثل هذا المحلل سيدرك أن كل هذا سيؤدي حتماًُ إلى انتصار إسرائيل بعد الهدنة الثالثة والأخيرة يوم 7 يناير 1949.

إن ثلاثة عوامل ـ كما يروي من عاشوا القضية ـ هي التي عجلت بالنهاية الدرامية لأحداث 1948:

أ. تواطؤ بريطاني مع الصهاينة بتسليمهم بعض المناطق الاستراتيجية دون قتال.

ب. تآمر بعض الملوك العرب (الملك عبد الله ملك الأردن نموذجاً) مع القادة الصهاينة وتسليمهم بعض المناطق الاستراتيجية بالإضافة إلى عدم الالتزام وغياب التنسيق بين الجيوش العربية كنتيجة لطبيعة التآمر.

ج. تصاعد الضغوط الدبلوماسية الأمريكية والغربية من جراء القدرة الصهيونية على استثمار الوضع الدولي العام لصالحها خاصة داخل الأمم المتحدة (وهو ذات الموقف المعاصر اليوم مع خلافات شكلية بسيطة في المواقع والأسماء والخنادق!!)

* إن ما يجري هذه الأيام، سواء في مصر أو في غيرها من بلاد العرب، من هجوم وتكفير وتنفير ضد ثقافة المقاومة ولقواها المجاهدة، يستوقف المراقب ويؤلم المثقف المهموم حقا بقضايا امته وبالتوازى يستوقفه أيضاً وبعد مرور 61 عاماً علي النكبة، هذه الهرولة العربية الرسمية ناحية العدو، دونما تقدير لمصالح أو مشاعر أمة اكتوت بنار الاحتلال والاغتصاب والعدوان، إن هؤلاء الحكام وإعلامهم المجن، هم النسخة المعاصرة من حكام وأعلام النكبة، ولكن في شكل جديد أكثر عولمة وزخرفة ودجل، ولكي نبرهن على هذه النتيجة دعونا نتأمل ومن واقع وثائق حرب فلسطين وملفات العسكريين المصريين والتي أعددناها وأصدرناها قبل سنوات في كتابنا الموسوعي (وثائق حرب فلسطين ـ مكبتة مدبولي ـ القاهرة ـ 1987)، أبرز الدروس والعبر المستفادة من هذه الحرب التاريخية في مسار الصراع العربي الصهيوني؛ يمكننا بلورة هذه الدروس التي تفسر وتجيب عن السؤال المركزي الذي لا يزال حاضراً وطازجاً ومراً:

"لماذا هزمنا" في عشرة أسباب رئيسية على النحو التالي:

(1) غياب الغرض الاستراتيجي من الحرب:

لقد أدى التدخل السياسي المستمر في هذه الحرب إلى أن تسير دون غرض استراتيجي محدد، فالحكومة المصرية وقتذاك لم تبين بوضوح لرئاسة هيئة أركان حرب الجيش، في أي وقت من الأوقات، الغرض الحربي من هذه الحرب، بل كانت الأغراض المؤقتة تعطى للقيادة في الميدان تلفونياً أولاً بأول، وقد نتج عن ذلك ارتباط القائد بالأراضي التي احتلها حيث أنها أصبحت الغرض الوحيد الواضح أمامه، وتعرضت القوات العربية للاشتباك في عمليات لا لزوم لها إلا المحافظة على هذه الأراضي، كما كان الجنود يسألون دائماً عن الغرض من الحرب خصوصاً في الفترات الأخيرة من العمليات وقد كان لذلك تأثيره السلبى على الروح المعنوية والمقدرة على القتال.

(2) فقدان مبدأ الحشد العسكري والسياسي:

لم تكن للحكومات العربية عام 1948سياسة قاطعة حيال المشكلة الفلسطينية قبل انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين، ومع ذلك أنشئ معسكر للتدريب بالعريش في أكتوبر 1947، وكانت القوة التي تعمل به عبارة عن "كتيبة من المشاة وكتيبة مدافع ماكينة"، وعندما ظهرت بوادر تخلي الحكومة البريطانية عن انتدابها في فلسطين طلبت رئاسة الجيش (في شهر مارس 1948) عدة طلبات حتى مكنها تجهيز قوة مجموعة لواء كاملة للتدريب استعداداً للتدخل في فلسطين (15 مايو 1948) ولكن جميع هذه المطالب لم تجب في الوقت المناسب لها، بسبب عدم البت في خطة سياسية ثابتة للحكومة في ذلك الوقت.

والغريب أنه قد تقررت سياسة الحكومة المصرية ـ على سبيل المثال ـ حيال مشكلة فلسطين، أو على الأقل أخطرت رئاسة الجيش رسمياً بهذه السياسة قبل التدخل العسكري الفعلي بأربعة أيام فقط، وبذلك لم يتسع الوقت لإجراء أي حشد لقوات الجيش عدا مجموعة لواء ناقصة التسليح والتدريب، جمعت على عجل من مناطق مختلفة، ثم أمرت بدخول فلسطين.

(3) انهيار مبدأ خفة الحركة:

نتج عن قصر المدة التي جرت فيها التجهيزات أن دخلت القوات العربية المعركة دون أن يكون لديها وسائل الحملة الميكانيكية الكافية أو وحدات الاستطلاع والوحدات المدرعة الأخرى، وقد ظل هذا النقص ملموساً من أول العمليات حتى انتهائها.

نتج عما سبق عجز القوات عن تطبيق مبدأ خفة الحركة خصوصاً في المراحل الأخيرة من العمليات، وبالتالي فقدت ميزة المبادأة التي انتقلت للعدو، وأصبح الجيش يعمل على خطوط مواصلات طويلة مهددة لا تمكنه من خفة الحركة، بينما يعمل العدو على مواصلات داخلية قصية آمنة تمكنه من تطبيق هذا المبدأ على أوسع مدى ممكن.

(4) فقدان مبدأ الأمن:

فرضت "السياسة التي ينتهجها الحكام العرب على قادة القوات العربية بفلسطين التقدم السريع في أول الحرب؛ فتقدمت القوات المصرية إلى غزة ثم إلى المجدل وأسدود، وإلى الخليل وبيت لحم، ثم احتلال خط المجد إلى الخليل، ثم اضطرت القوات تنفيذاً لذلك إلى ترك عدد كبير من المستعمرات ومواقعه القوية خلف خطوط المواصلات مما كان محل تهديد دائم لهذه الخطوط، ثم فرضت السياسة أيضاً دوام احتلال هذه المناطق بأي ثمن في الوقت الذي لم تتمكن فيه من إحضار أسلحة أو عتاد جديد، وتمكن العدو فيه من زيادة قوته أضعافاً مضاعفة، وإكمال تسليحها وتدريبها تماماً ،وبذلك انقلب الأمر وأصبحت القوات المصرية مهددة تهديداً أساسياً في المناطق التي يحتلها بدلاً من أن تهدد مواقع العدو فيها، ونفس الأمر ينسحب على باقي القوات العربية مما أدى إلى فقدان تام لمبدأ الأمن الاستراتيجي، وانهيار خطط الدفاع العربية أمام هجمات حرب العصابات اليهودية وقتذاك.

(5) فقدان مبدأ الاقتصاد في القوة:

اضطرت السياسة العربية الحاكمة قادة القوات بفلسطين إلى احتلال مناطق واسعة، وكانت هذه المناطق أكبر بكثير مما يسمح به حجم القوات، وبذلك اضطر القادة الى احتلالها كلها بقوات صغيرة ذات دفاعات رقيقة متباعدة غير متماسكة ،ولم يتمكنوا في أي وقت من تجميع أي قوة لازمة لأي عملية يضطرون للقيام بها أو لاستخدامها لإيقاف هجمات العدو وتهديده لخطوط مواصلاتها.

تمكن (العدو) بناء على ذلك من جعل القوات العربية في حالة تيقظ تام واستعداد مستمر باستخدامه قوات صغيرة خفيفة الحركة للقيام بأي هجوم على النقط الضعيفة في دفاعاتها، وقد تمكن من اختراق هذه الدفاعات عندما توفرت لديه القوة اللازمة لذلك، أي أن (العدو) طبّق هذا المبدأ تماماً في حين أن القوات العربية عجزت عن تطبيقه.

(6) غياب مبدأ العمل الهجومي التعرضي:

تمكنت القوات العربية من تطبيق هذا المبدأ في الأيام الأولى من العمليات فقط، حيث كانت لديها ميزة المبادأة والتفوق في التسليح والسيادة الجوية، وبذلك أصبحت متمكنة من مهاجمة العدو وتهديد مستعمراته المتعددة وقواه المتفرقة، التي لم تكن لديه الوسائل الكافية للدفاع عنها بأجمعها.

ولكن الحال انعكست بمجرد أن أرغمت المطالب السياسية الحاكمة القوات العربية على احتلال أراض واسعة والدفاع عنها، فارتبطت القوات بالأرض واضطرت للدفاع عن مناطق كبيرة متباعدة، وانتقلت ميزة المبادأة بالعمليات إلى العدو الذي قصرت خطوط مواصلاته، فزال التهديد عن مستعمراته المنعزلة التي لم تكن لدى العرب قوات كافية لمحاصراتها أو الاستيلاء عليها.

(7) مبدأ المفاجأة:

جاء قرار الحكومات العربية بالتدخل عسكرياً في فلسطين في آخر لحظة قبل بدء التدخل فعلاً، وبذلك كانت المفاجأة لرئاسات الجيوش العربية وليست للعدو وكانت رسائل المخابرات في ذلك الوقت بالغة النقص، وظلت كذلك أثناء العمليات، ولك يكن لديها لا الوقت ولا الوسائل اللازمة لجمع المعلومات عن العدو وعن قواته وتحصيناته ومواقعه، وقد كانت قوة تحصينات العدو وأسلحته مفاجأة تامة للقاوت العربية، بل إن مواقع بعض المستعمرات كانت مجهولة للقوات.

(8) غياب مبدأ التعاون محلياً وعربياً:

تمكن القوات المصرية ـ فقط وإلى حد ما ـ من تطبيق هذا المبدأ بين أسلحتها البرية والبحرية في أغلب العمليات التي اشتركت فيها، وقد يرجع السبب في ذلك إلى أنه المبدأ الوحيد الذي لا يتأثر (في داخلية الجيش) بالعوامل السياسية.

أما التعاون بين القوات المصرية والقوات العربية الأخرى فقد كان في حكم المنعدم تقريباً، لعدم وجود قيادة موحدة تشرف على العمليات جميعها، ولعدم صفاء النية نحو الغرض المشترك.

فالقوات الجوية المصرية كانت تقدم المعاونة التي يطلبها الجيش الأردني في المراحل الأولى من العمليات دون تردد، وكذلك زحفت القوات الأرضية واحتلت (عجور وعرطوف) معاونة للأردنيين، ولكن لما جاء الدور على الجيش الأردني لتخفيف ضغط العدو على القوات المصرية بالهجوم على جبهته لم يتم تحقيق المعاونة المطلوبة.

هذا وقد كان للتدخل السياسي آثار أخرى ضارة بمسار الحرب، فقد اضطرت القوات العربية إلى قبول مواقف ومعارك كان من الأصوب تلافيها.

(9) عدم استكمال الشئون الإدارية للجيوش:

لقد أضيفت الشئون الإدارية كمبدأ مهم إلى مبادئ الحرب المعروفة وكان ذلك عقب الحرب العالمية الثانية وذلك نظراً لتأثيرها على العمليات.

وعندما بدأت حملة فلسطين في 15 مايو 1948 لم تكن الجيوش العربية مستكملة للشئون الإدارية، فعلى سبيل المثال نجد أن الوحدات كافة كانت تنقصها الحملات الميكانيكية بشكل واضح ومؤثر ولم تكن هناك وسائل كافية لنقل الوقود والمياه وكما كانت المطابخ الميدانية قليلة.

وعندما اتسعت رقعة العمليات وتعددت الوحدات زاد الضغط على طلبات الذخيرة والأدوات الدفاعية والمخازن الميدانية كافة، ولذلك ركنت القيادة العامة في مصر (على سبيل المثال) إلى عمليات الاستيلاء على المركبات المدنية لتواجه النقص الملموس في الحملات الميكانيكية وفي غيرها من الأفرع الإدارية.

(10) انهيار الروح المعنوية:

يتفق المحللون العسكريون على أن الروح المعنوية الطيبة إذا ما توافرت تعتبر من أكبر الدوافع لإحراز النصر. وقد ظهر ذلك جلياً منذ فجر التاريخ في جميع الحروب.

ولقد دخلت القوات العربية وفي مقدمتها القوات المصرية ـ على سبيل المثال ـ فلسطين، وكانت الظروف تتمشى مع وجود روح معنوية قوية، الأمر الذي كان يعوض إلى حد ما النقص في النواحي الأخرى واستمر الحال على هذا المنوال حتى فترة الهدنة الثانية.

ولما تبدلت الظروف وعمد الاستعمار الغربي (البريطاني ـ الأمريكي) إلى معاضدة الصهيونيين الذين تدفقت عليهم الأسلحة من كل مكان، تبدلت الحال وتأثرت الروح المعنوية للقوات، ولم يكن مستطاعاً السيطرة التامة على هذه الروح ولاسيما وأن الحال لم تكن لتؤهل لذلك، فكان لهذا كله الأثر البالغ في نتيجة العمليات في الفترة الأخيرة وقد صحبت ذلك كله مشاكل الأسلحة والذخائر الفاسدة وما إلى ذلك، وأدى هذا جميعه إلى التدرج النفسي في قبول الهزيمة أمام الصهاينة.


* وبعد: إن الدروس المستفادة إذن من حرب 1948 من وجهة النظر الاستراتيجية/ السياسية تدور حول (فقدان مبادئ: المحافظة على الغرض ـ فقدان الحشد العسكري والسياسي ـ خفة الحركة الاستراتيجية ـ استيعاب مفهوم الأمن ـ الاقتصاد في القوة ـ العمل الهجومي التعرضي ـ المفاجأة لإرباك العدو ـ الدعم المنظم للشئون الإدارية ـ الروح المعنوية ـ وأخيراً غياب مفهوم التعاون العربي محلياً وإقليمياً).

* ترى ما الذي تغير بين (اليوم) و(البارحة)؟

إن الباحث المحايد في أوضاع المنطقة العربية بوجه عام والأراضي الفلسطينية المحتلة بوجه خاص يرصد الآتي على مسار العمل العربي العسكري والسياسي:

(1) تفتقد الدول العربية إجمالاً ـ والمحيط منها بالكيان الصهيوني على وجه الخصوص ـ مبدأ التعاون في حده الأدنى اقتصادياً وسياسياً، ويزداد الأمر فداحة إذا ما وصلنا إلى التعاون العسكري، فالموجود منه يشكل هامشاً هلامياً دون مضمون فعلي، بل أحياناً يصل الأمر إلى حد القطيعة بين جيوش تلك الدول (أنظر حال كل من مصر وسوريا اليوم!)، وأحياناً يصل الخلاف بين الأشقاء العرب إلى حد الحرب والانقضاض علي قوى المقاومة أنظر حال مصر مع كل من حماس وحزب الله وحملات الردح الإعلامي والسياسي التي لا تتوقف، من هنا تتشابه أوضاع المنطقة العربية، ودول المواجهة للكيان الصهيوني تحديداً، ـ وإلى حد بعيد ـ مع أوضاع عام 1948، بالإضافة لتردي جديد متمثل في الاتفاقات والعلاقات الخاصة مع إسرائيل والتي أضرت العرب ولم تفدهم بدء من كامب ديفيد 1979 وحتى زيارة تننياهو القادمة لمصر في نهاية مايو 2009.

(2) وبالتبعية، فإن غياب الحد الأدنى من التعاون العربي المشترك بين المؤسسات السياسية والاقتصادية والعسكرية العربية، أدى إلى فقدان مبادئ استراتيجية بديهية في نطاق قتال العدو من قبيل (مبدأ الحشد ـ خفة الحركة الاستراتيجية ـ غياب مفهوم الأمن والاقتصاد في القوة) ويلاحظ بالنسبة للمبدأ الأخير أن الدول العربية لا تنتهج ـ على سبيل المثال ـ تنسيقاً في مسألة التسليح العسكري ،إذ نلحظ وجود دول لديها فائض عسكري هائل دون وجود بشري حقيقي بل أحياناً دون حاجة حقيقية (أنظر صفقات دول الخليج وبخاصة السعودية شبه الدورية مع أمريكا وبريطانيا كنموذج)، تقابلها دول كثيفة السكان لا تستطيع تجديد قطع الغيار العسكري ،لانعدام القدرة المالية وتقييد أقساط الديون المتفاقمة لحركتها.

(3) ولكن الملاحظ أنه على الرغم من كآبة الصور الاستراتيجية/ السياسية العربية الحالية وتشابه أغلب أجزائها مع صورة عام 1948، إلا أن جوانب مضيئة آتية من الداخل (الوطن الفلسطيني المحتل) ومن الجنوب اللبناني (حزب الله) ومن العراق المقاوم للاحتلال، طبعاً رغم التشويه المتعمد لهذه المقاومات من أعلام وسياسي الحكومات التابعة لواشنطن والمتحالفة سراً وعلانية مع تل أبيب.

* إن ثمة نصف كأس ممتلئ رغم ظلام النصف الفارغ، وهذا هو الرهان الحقيقي لأمتنا التي رغم مرور 61 عاماً على النكبة لا تزال ترفض قبول نتائجها، وتقاوم وهو الأمر الذي دفع شارون العفن في موته المؤجل ذات يوم في الانتفاضة الفلسطينية الثانية وبسبب صمود وصحوة الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الدائم عليه قال ـ وكان على صواب ـ "إن حرب 1948 لم تنته بعد" وفي تقديرنا أنها لن تنتهي إلا بنهاية هذا الكيان وخروجه من فلسطين اواستئصاله بداخلها، ولو كره المطبعون في بلادنا الذين يخشون علي( كيانهم) الإسرائيلي أكثر من خوفهم علي أمن أمتهم ووطنهم القومي، أولئك الذين سموا ذات يوم (بالمارينز العرب)، ويبدو أن هذا المصطلح من كثرة ما تأولوه ومارسوه من تطبيع حرام لم يعد دقيقاً، أو لم يعد كافياً، وصار واجباً علي كل أديب أن يبحث معنا عن مسمى جديد لهم.


عزمي بشارة: الشعب الفلسطيني غير قادر بالمقاومة على تحرير فلسطين لأن التحريرمهمة عربية

رأى المفكر الفلسطيني عزمي بشارة في محاضرة ألقاها في الجامعة الاميركية في بيروت - قاعة عصام فارس حول الذكرى 61 للنكبة ان حق العودة قضية لا تصلح للتفاوض والمفاوضات الجارية الآن لا تهدف الى حل للقضية الفلسطينية بل غايتها سلام منفرد بين الفلسطينيين والاسرائيليين.

وأكد ان قضية فلسطين ليست قضية تخص الفلسطينيين وحدهم بل هي قضية عربية بالدرجة الاولى وقال: ان اسرائيل تريد من العرب الارض والاعتراف بها وأوضح ان البعض ينظر الى ان الطريقة المصرية في مقاربة الصراع مع اسرائيل بأنها نموذج يمكن ان يحتذى به وهذا امر في غاية الخطورة.

واعتبر بشارة ان محاولة تهميش ذكرى النكبة هي بالتركيز على الحديث عن تحرير الاراضي المحتلة في عام 1967 والابتعاد عن فكرة تحرير الاراضي المحتلة في عام 1948.

وقال: نحن انتصرنا على العدوان الاسرائيلي في حرب 2006 وحرب غزة ووصف السجال الدائر حول خيار الدولة العلمانية في فلسطين وخيار الدولة الثنائية القـــوميـــة او الدولة الواحدة بأنه نقاش خاطئ.
وفيما يلي أبرز ما جاء في المحاضرة التي دعا اليها «النادي الثقافي الفلسطيني في الجامعة الاميركية».
بعد تقديم من سيرين سعد الدين تحدث بشارة فقال: شهدت أروقة هذه الجامعة قبل نحو ستين عاما الكلمات الاولى لكتاب قسطنطين زريق «معنى النكبة» ثم كتابه الثاني «معنى النكبة مجددا» لكن جميع الذين عاشوا النكبة حينذاك لم يفكروا قط في اننا سنبقى واحدا وستين عاما خارج فلسطين وان النكبة ستستمر طوال هذه المدة لكن الاسرائيليين ايضا لم يفكروا البتة في اننا سنكون موجودين بعد واحد وستين عاما اخرى ومن سخريات الايام ان بعض الرؤساء العرب لا يخجلون من تهنئة اسرائيل بذكرى «استقلالها» الذي هو يوم نكبة للفلسطينيين لهذا لابد من التشديد على اهمية إحياء هذه الذكرى في مواجهة المحاولات الدائمة لتهميشها وإغفالها او حتى نسيانها.
القضية عربية
ورأى بشارة ان احد وجوه تهميش ذكرى النكبة هو التركيز على تحرير الاراضي التي احتلت في سنة 1967 والانصراف عن فكرة تحرير الاراضي التي احتلت في سنة 1948، وقال: ان قضية فلسطين ليست قضية الفلسطينيين وحدهم بل هي قضية عربية بالدرجة الاولى فالصهيونية في الاساس مشروع سياسي لليهود لكن الاستعمار البريطاني تبناه وكان الهدف والمستهدف معا هو العرب وتخوف المحاضر من تشويه النفوس في هذه الايام لا من تشويه التاريخ فتشويه التاريخ يمكن دحضه والرد عليه لكن تشويه النفوس أمر صعب ومن مظاهر تشويه النفوس ان يعتقد اللبناني ان لا علاقة له بفلسطين وان يعتقد السوري ان قضيته هي الجولان فحسب وان يعتقد حتى الفلسطيني ان قضيته هي قضية اراضي 1967 فقط وهذا الاعتقاد امر خطير جدا فهو ينسي اراضي 1948 ويؤسس على ذلك هويات مشوهة فلا عجب ان تظهر في هذا السياق هويات فينيقية أو بابلية أو فرعونية وهذا يعني اننا نتدهور من القضية القومية الى الهويات الطائفية والمذهبية.

واعتبر بشارة ان الرئيس أنور السادات حينما تبنى في سنة 1974 قرار «الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني» والمقصود منظمة التحرير الفلسطينية انما كان يفعل ذلك في مواجهة الاردن واستعدادا للانخراط في التسوية التي أوصلت الى كامب ديفيد اي ليس لتحرير فلسطين بل لتحرير مصر من القضية الفلسطينية مع ان لقرار العرب بشأن منظمة التحرير باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للفلسطينيين وجها ايجابيا من حيث التأكيد على الهوية الوطنية في مواجهة الصهيونية التي أرادت نفي هذه الهوية.

واعتبر ان حق العودة قضية لا تصلح للتفاوض وما يجري اليوم من مفاوضات لايهدف الى حل القضية الفلسطينية بل غايته التوصل الى سلام منفرد بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وأوضح انه في هذا الميدان لا يتحدث عن خطاب يميني أو يساري متطرف أو معتدل بل يتحدث بلغة النضال الوطني ضد الاستعمار العنصري وتساءل: لماذا بعد واحد وستين عاما لم تحل قضية فلسطينيين مع ان جميع حركات التحرر في العالم انجزت مهماتها؟ وأجاب: لأن قضية فلسطين واقعة عند تخوم المسألة اليهودية وهي لدى الغرب مجرد هامش على المتن أي على المسألة اليهودية والمسألة اليهودية نشأت في سياق تشكل الهويات في أوروبا وتعريفها لذاتها هذه الهويات التي تحددت بالمواجهة مع الآخر من الداخل أي اليهودي ومع الآخر في الخارج أي الاسلام.

وقال شارحا: ان اوروبا لم تكن تسمح لليهودي بالاندماج أما الصفقة التاريخية فمضمونها ان هذا اليهودي كي يصبح أوروبيا عليه الخروج من اوروبا وبهذا المعنى تصبح اسرائيل قطعة من اوروبا لكن في الشرق اي امتدادا للاستعمار الاوروبي وذات هوية قومية معاكسة لهوية المنطقة العربية ومن هنا يأتي انشغال العالم بقضية فلسطين هو انشغال بالمسألة اليهودية أساسا أي بذلك الاوروبي الخارج من اوروبا التي تذبحه في الداخل وتتضامن معه في الخارج.
المفاوضات

وحدد بشارة الاهداف الجوهرية لإسرائيل اليوم اي بعد واحد وستين عاما على قيامها فقال انها تريد الاراضي ونيل الاعتراف من العرب ووقف الحرب معهم كما حصل مع مصر وبهذا التطلع هي مستعدة لتوقيع سلام معهم ورأى ان الطريقة المصرية في مقاربة الصراع مع اسرائيل صارت نموذجا يحتذى لدى العرب الرسميين وهذا أمر في غاية الخطر وأعاد التذكير بأن ازالة آثار العدوان كانت شرطا للشروع في التفاوض مع اسرائيل وليس شرطا لتدشين السلام معها اي ان العرب آنذاك ولاسيما بعد لاءات الخرطوم في سنة 1967 كانوا يقولون لإسرائيل: عليك ان تنسحبي من الاراضي المحتلة في سنة 1967 كي نفاوضك وليس كي نقيم سلاما معك، واستطرد قائلا: لقد حان الوقت للكلام عن «واجب» الشعوب في مقاومة الاحتلال وليس على «حق» الشعوب في مقاومته ان واجبها هو المقاومة. وسأل: هل يمكن الحديث عن قضية فلسطين من غير الكلام عن قضية اللاجئين؟ وأجاب: ان العودة مرتبطة بمشروع التحرير وانتزاع حق العودة بالتفاوض أمر مستحيل وفي هذا المجال تطرق بشارة الى مصير لاجئي العراق ومخيم نهر البارد وتخوف من ان اخراج اللاجئين من عملية صنع القرار سيحول القضية الى جلسات تفاوض وورش عمل لا أكثر. وأكد انه اذا لم تحل قضية اللاجئين فإن المخيم الفلسطيني سينفجر، فالناس تموت والحقوق تموت أما عملية السلام لدى أصحابها فلا تموت أهذا ما يريده العرب؟ أيريدون ألا ينتج المخيم الا الارهاب والتطرف والهجرة؟ في هذه الحال ستتلاشى الوظيفة التاريخية للمخيم.
ذرائع واهية

ورفض بشارة تحميل القضية الفلسطينية وزر الاستبداد العربي. وقال: من تناسى النكبة هم العرب الذين أقاموا أنظمة استبدادية وفاسدة متذرعين بالقضية الفلسطينية وميزانيات الحرب وليس صحيحا ان هذه الانظمة صارت استبدادية لأنها لم تتمكن من تطوير بناها ومؤسساتها جراء الاستنفار الدائم في وجه اسرائيل واكثر طرف متصل بقضية فلسطين هو اسرائيل، فلماذا تمكنت اسرائيل من تأسيس ديمقراطية من طراز خاص. وطورت هوية لها ولغة وأقامت مؤسسات واقتصادا مزدهرا؟

وأضاف: ان الحرب الوحيدة التي خاضها العرب كانت الحرب ضد ايران التي خاضها العراق بدعم من معظم الدول العربية لاسيما الخليجية وفي هذه الحرب سقط مئات آلاف الشهداء بينما راح هؤلاء العرب أنفسهم يهولون علينا سقوط ألف شهيد في لبنان أو في غزة معتبرين ذلك تدميرا لبلداننا وإبادة لشعوبنا.

وأكد بشارة ان الانظمة العربية بهذه الذرائع تريد ان تقول انها لا تريد الحرب مع اسرائيل وهي جميعها بلا استثناء تمنع المقاومة الفلسطينية من أراضيها وعبر حدودها.

حوار

وبعد ان انهى بشارة محاضرته جرى نقاش بين الحشد الطلابي والسياسي الذي حضر المحاضرة وبينه تناول مختلف المستجدات على الساحة الفلسطينية وموضوع المقاومة وملف التسوية في المنطقة وتلخصت ردود المحاضر على كل هذه التساؤلات بأن اسرائيل ليست مشرفة على الهزيمة اطلاقا مشيرا الى اننا لم ننتظر على اسرائيل لا في حرب تموز عام 2006 في لبنان ولا في حرب غزة الاخيرة. وقال: لقد انتصرنا على عدوانها وهزمنا عدوانها لكننا لم ننتصر عليها حتى الآن وقارن بشارة بين خطاب بعض القادة العرب في عام 1966 وخطب البعض الآخر اليوم فأوضح انه في عام 1966 كان البعض يتحدث عن ازمات اسرائيل ومشكلاتها وكأنها ستنهار في أية لحظة لكنها في عام 1967 اجتاحت اسرائيل ثلاث دول عربية وهزمتها واليوم ثمة لغة «انتصارية» غير جدية وغير دقيقة وغير علمية وعلينا ان نفهم خصمنا بدقة. وقال: ان الشعب الفلسطيني غير قادر بالمقاومة على تحرير فلسطين لأن التحريرمهمة عربية متضافرة بل مشروع عربي متكامل ومهمة الفلسطينيين وحدهم وفي غياب هذا المشروع لابد من التصدي لإسرائيل وإبقاء قضية فلسطين ماثلة في السياسة وإنهاك الكيان الاسرائيلي والبرهان ان الانتصار ممكن في نهاية المطاف، الانتصار مع العرب وليس من دونهم.

وأشار بشارة في ختام المحاضرة الى انه ليست وظيفة المستعمر عرض الحلول على المستعمر وليس على الشعب الفلسطيني ان يقترح حلولا سياسية الا قبيل التحرير لأن أي حل إنما هو حل مؤقت وقابل للتغيير والتعديل بحسب المراحل المتغيرة والمتبدلة.

ووصف السجال الدائر حول خيار الدولة العلمانية في فلسطين أو خيار الدولة الثنائية القومية أو الدولة الواحدة بأنه نقاش خاطئ لأن على حركات التحرير الوطني ان تعرض برنامجا ديمقراطيا وكفى وليس عليها ان تعرض حلولا على المحتل، فهذا الأمر يستدرجها الى مصيدة صناعة الحلول وصوغ المبادرات.

الأربعاء، 27 مايو 2009

الصحافة العبرية: الحرب على إيران في غضون أيام

كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية أن كل المؤشرات تدل على أن إسرائيل تنوي شن حرب على إيران في غضون أيام قليلة ، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدأ الإعداد للحرب بعد زيارته للولايات المتحدة في 18 مايو / أيار. وأضافت أن زيارة نتنياهو لواشنطن وتصريحاته بأن أمريكا وإسرائيل اتفقتا على أن لا تصل إيران إلى مرحلة التطوير النووي وأن المسألة لا تتعدى سوى بضعة أيام وبعدها يتخذ قرارا بشأن إيران ، هى أمور تشير إلى أن الحرب على الأبواب. واستطردت قائلة "بدأت إسرائيل فعليا حربها ضد إيران دبلوماسيا وسياسيا وإعلاميا ، حيث عرض التليفزيون الإسرائيلي لأول مرة تقريرا أظهر تدريبات عسكرية على اعتراض صواريخ تماثل صواريخ إيرانية الصنع في حال أطلقت على إسرائيل " ، مشيرة إلى أن التقرير أظهر أول محاولة لاعتراض صواريخ مماثلة لتلك التي تملكها إيران وتفجيرها في الجو قبل إصابة هدفها. وفي المقابل ، هدد رئيس مؤسسة الدراسات الإستراتيجية للقوات المسلحة الإيرانية الأدميرال علي شمخاني بأن الرد العسكري الإيراني على أي عدوان إسرائيلي على بلاده سيكون مباشراً وفي بضع ثوان ، مشيراً إلى أن التهديدات الإسرائيلية محاولة يائسة لإستعادة ثقة بعض الدول الغربية التي باتت تشعر أن دعمها لتل أبيب بات مكلفاً. ونقلت وكالة الأنباء السورية عن شمخاني القول أن إسرائيل تفتقر إلى القدرة العسكرية التي تمكنها من تحويل تهديداتها إلى أمر واقع على الأرض وأنها غير قادرة على مهاجمة إيران عسكرياً ، معتبراً التهديدات التي يطلقها القادة الإسرائيليون ضد إيران مجرد لعبة سياسية يريدون من خلالها فرض وجودهم في المنطقة وإظهار طهران على أنها عدو للعرب. وأضاف أن الرد الإيراني على أي عدوان إسرائيلي سيكون "موجعا" ويفوق أي تصور بفضل تعزيز طهران لقدراتها الدفاعية الصاروخية . واختتم تصريحاته قائلا :" إيران تتبنى سياسة الصداقة والمودة مع العالمين العربي والإسلامي وتل أبيب أصبحت اليوم أمام طريق مسدود كما أن الولايات المتحدة ليست في ظروف تمكنها من توجيه تهديدات لأحد".

إيران تمتلك السلاح النووي ..بقلم: د. عبد الستار قاسم

تثير تجربة كوريا الشمالية النووية الأخيرة بتاريخ 25/أيار/2009 مسألة المشروع النووي الإيراني بقوة من جديد، ذلك لأن الغرب قد صبر كثيرا على كوريا حتى فلتت من العقال. السؤال المطروح بالتأكيد في الدوائر الإسرائيلية والأمريكية هو: هل ننتظر حتى تقوم إيران بتجربتها النووية؟ هناك في إسرائيل وأمريكا من يضغطون بقوة من أجل مهاجمة إيران وضرب منشآتها النووية؛ وهناك أيضا من يطالب بالتريث بسبب قلة المعلومات حول قدرات إيران العسكرية التقليدية منها والاستراتيجية. إسرائيل وأمريكا لا تملكان معلومات كافية عن التسليح الإيراني، ولا تعرفان بالضبط مدى وحجم الرد الإيراني فيما إذا حصل الهجوم. المغامرة هنا كبيرة جدا في كلتا الحالتين. إنما ستكون النتائج وخيمة جدا ومؤلمة فيما إذا ضُربت إيران واستطاعت امتصاص الضربة والرد بقوة على المهاجمين. عندها سيتم تتويج إيران كملكة على المنطقة، وستصبح قوة مهابة الجانب على المستوى الدولي.

تقديري بأن إيران، على أغلب احتمال، تمتلك الآن سلاحا نوويا، وأن الزمجرة الغربية والإسرائيلية قد باتت متأخرة جدا، ولا يجدي معها بناء تحالفات مع دول عربية تنهزم بدون قتال. أبني تقديري هذا على:

1- أعلن الرئيس الإيراني منذ سنوات بأن إيران هي ثامن قوة نووية في العالم، وكان يعني الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن والهند وباكستان. من ناحية تخصيب اليورانيوم، إيران ليست الثامنة لأن دولا كثيرة تقوم بعملية التخصيب مثل اليابان وألمانيا والبرازيل، لكنها إن كانت تمتلك السلاح النووي فهي التاسعة. وإذا قلنا أن الرئيس الإيراني لا يعترف بإسرائيل كدولة، فإيران تكون الثامنة.

2- من المحتمل أن إيران اشترت يورانيوم عالي التخصيب أو رؤوسا نووية من السوق الروسية والأوكرانية السوداء بعد انهيار الاتحاد السوفييتي. حصلت فوضى كبيرة في دول الاتحاد السفييتي المنهار، وتسابق مسؤولون كثر على اغتنام الفرصة وتكوين ثروات سريعة. إذا صح هذا فإن إيران تكون قد أعدت اليورانيوم اللازم قبل تطوير قدراتها الصاروخية القادرة على حمل رؤوس نووية، وتكون بذلك أول دولة تبدأ مسيرة التسلح النووي بطريقة عكسية، أي تحضير اليورانيوم أو الرأس النووي قبل تحضير وسيلة الإيصال.

3- حسب معرفتي بالقيادة الإيرانية، وأنا أول من كتب كتابا عن إيران بعد طرد الشاه، إنها قيادة متكتمة وتؤمن بقوة بقول الرسول عليه الصلاة والسلام: "استعينوا في قضاء حوائجكم بالكتمان." القيادة الإيرانية تفعل أكثر بكثير مما تتكلم، وإنجازاتها العملية أسرع بكثير من إعلاناتها وتصريحاتها في مجالات التسلح. لنا عبرة في حزب الله الذي فاجأ إسرائيل والعالم عام 2006 بالأسلحة التي يمتلكها والتكتيك العسكري الذي اتبعه. عندما يقول الإيرانيون بأنهم يخصبون اليوارنيوم على درجة 3%، فإنهم يحصبونه على درجة 75%، وعندما يقولون بأن قدراتهم الصاروحية تصل إلى ألفي كيلومتر، فإنهم يملكون تقنية تصنيع بحدود خمسة آلاف كيلومتر. صحيح أن إيران لم تقم بتجربة نووية، لكن إسرائيل لم تقم بتجربة نووية أيضا. ومن المحتمل أن التجربة النووية الكورية الأخيرة عبارة عن عمل كوري-إيراني مشترك.

4- على مدى سنوات طويلة من مراقبة التصريحات الإيرانية، خرجت باستنتاج بأن قادة إيران لا يتكلمون بطريقة أكبر من حجمهم، وهم يزنون كلامهم بطريقة يكونون فيها قادرين على حماية ما يقولون. أفواههم ليست أكبر من بنادقهم، ويتحدثون بالقدر الذي لا يبدون معه كاذبين. حديث الإيرانيين على مدى السنوات الثلاث الأخيرة مليء بالثقة بالذات فيما يتعلق بأي هجوم تشنه أمريكا وإسرائيل عليها. هم لا يقولون كيف سيردون، لكن ردة فعلهم تشير إلى ثقة كبيرة بإفشال أي هجوم. على ماذا يعتمدون؟ هل لديهم قنبلة نووية يمكن أن يستخدموها إذا تضايقوا؟ أظن أن استعمال القنبلة النووية، فيما إذا كانت موجودة، غير وارد الآن إلا إذا تعرضت إيران لهجوم بقنابل نووية تكتيكية. لكن من المحتمل أن إيران قد طورت أسلحة استراتيجية غير معروفة حتى الآن ويأتي على رأسها أسلحة تعمل بأشعة الليزر، وهي أسلحة، من الناحية النظرية، سريعة الاستخدام وفتاكة وقوية التدمير. هل استطاعت إيران تطوير مثل هذه التقنية؟

إيران لا تتكلم من فراغ، وأشد ما يقلق نوم الأمريكيين والإسرائيليين أنهم لا يعرفون ما الذي يملأ هذا الفراغ الظاهر. وماذا أمام المخطط الاستراتيجي الأمريكي والإسرائيلي؟ ليس من الحكمة أن تنتظر عدوك حتى تكتمل قواه؛ وإذا كنت متشككا من نتائج الحرب فلا بد أن تفتح قنوات التفاهم. فتح قنوات الحوار متاح أمام أمريكا، فماذا أمام إسرائيل

* أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية- نابلس. -

البشير :عرضوا علينا التطبيع مع "إسرائيل" مقابل حل مشكلاتنا

أكد الرئيس السوداني عمر البشير في حوار مع “الخليج” أن الدوائر التي تتربص بالسودان لا تستهدفه شخصياً، بل المبادئ والأفكار التي يتبناها ويتمسك بها، وكشف أن بلاده عرض عليها التطبيع مقابل حل مشكلاتها وأزماتها كافة، وشدد على أن السودان لن يساوم على مبادئه أو حريته أو موقفه الثابت من الحقوق الفلسطينية. وسخر من المؤشرات العالمية التي تضع السودان في ذيل القائمة وتصمه ب”الدولة الفاشلة”، وشكك في نزاهة هذه المؤشرات، وقال إن الدولة الفاشلة هي التي كانت وراء الازمة الاقتصادية العالمية وغزو أفغانستان واحتلال العراق.
وأعرب عن تفهمه للشكوك التي تثيرها الحركة الشعبية الشريك في حكومة الوحدة الوطنية، وقال إن الحركة التي اعتمدت الحرب أسلوباً لتحقيق أهدافها لسنوات طويلة ليس من السهل أن تتحول بين عشية وضحاها الى حركة سياسية تعتمد الحوار، واعتبر المصاعب التي تواجهها البلاد على الصعيد الاقتصادي الداخلي طبيعية، خاصة أن السودان في مرحلة تحول، ويعترف بهذه الصعوبات ويسعى الى تجاوزها.
واتهم الرئيس السوداني تشاد الجارة الغربية المتاخمة لإقليم دارفور بأنها تحاول لعب دور الضحية للهروب من أزماتها وصراعاتها الداخلية وتفلتاتها القبلية، ونعى عليها انها ارتضت أن تكون مخلب قط بيد القوى الاستكبارية. وتالياً نص الحوار:
- إلى متى يظل السودان مستهدفاً، حصار اقتصادي، وعقوبات، وأخيراً قضية المحكمة الجنائية الدولية؟ ما الذى يملكه السودان من خيارات ضد الاستهداف الموجه اليه؟
الهدف المعلن والأجندة الخفية التي تعمل لإزاحتنا عن الحكم لا تستهدف الشخص بذاته وإنما المبادئ والأفكار، وسيظل الاستهداف مستمراً كلما تمسكنا بعقيدتنا ووطنيتنا والدفاع عن ترابنا والعمل على رفاه شعبنا، لكننا نملك وقفة هذا الشعب الأبي، ونملك الشجاعة والخبرة على مواجهة المؤامرات، وفوق ذلك نملك إيماناً لايتزعزع بأن الله هو مالك الملك يؤتي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء.
معلوم أن مشكلة دارفور يغذيها تحالف من اكثر من 150 منظمة وجماعة ضغط يهودية في الولايات المتحدة، لماذا الاستهداف “الإسرائيلي” للسودان، بل لأول مرة يكون السودان هدفا لعدوان عسكري خاطف ومباشر من قبل “إسرائيل”، بقصف قافلة شاحنات في شمال شرق السودان بزعم انها تحمل أسلحة وذخائر مهربة الى غزة؟
ليس سراً أن الاستهداف الصهيوني يشمل كل دولة في العالم العربي والإسلامي، ونصيبنا نحن في السودان من الاستهداف كبير، وهذا ما صرح به وزير الأمن “الإسرائيلي” بلا حياء ولا خجل.
- تحدثتم اكثر من مرة عن ضغوط للقبول بالتطبيع مع “إسرائيل”، لماذا؟
عُرض علينا التطبيع مع “إسرائيل” مقابل حل كل المشاكل والأزمات التي تواجهنا، ولم نكن لنساوم في مبادئنا أو حريتنا أو أن تعود فلسطين السليبة لأهلها وعاصمتها القدس الشريف.
- لماذا تضع التقييمات الدولية والمؤشرات العالمية السودان دائما في ذيل القائمة، أو المقدمة اذا كان الامر يتعلق بالفساد وغياب الشفافية، بل السودان مدرج على قائمة الدول الفاشلة؟
السؤال هو: من يضع هذه المؤشرات؟ ومن يقوم بهذا التقييم؟ إن هذه المؤشرات سلاح آخر خفي في أيدي الصهاينة، ومعظم هذه المؤسسات تكيل بمكيالين وتنعدم فيها النزاهة والأمانة، وهي أجهزة سياسية تسعى لقتل الطموح في الدول النامية، وإيقاظ الفتن الأهلية وزعزعة الاستقرار. لهذا لا نأبه كثيراً بتصنيفاتهم، بل نتحداهم أن يثبتوا لنا فساداً حكومياً في أي صفقات أو اتفاقيات أبرمناها، أما الفشل الحقيقي فهو الأزمة الاقتصادية، وغزو العراق واحتلاله، وغزو أفغانستان.
-بعد قرار المحكمة الجنائية الدولية، تشكل إجماع شعبي وحزبي في السودان يرفض المحكمة، هل ترجمت الحكومة امتنانها بما يعود بالتوسعة السياسية على هذه الأحزاب الوطنية وعلى رفاه ورخاء الشعب؟
الإجماع الشعبي والحزبي ضد قرار الجنائية لم يكن محل مساومة أو ابتزاز، ونحن ممتنون لشعبنا، ونسير نحو التحول الديمقراطي بخطة واضحة حددها الدستور واتفاقية السلام، وهذه ليست منة على شعبنا لكنها حقوق والتزامات كفلها الدستور والقانون.
- نلحظ بين الحين والآخر إعراب الشريك “الحركة الشعبية” عن رفض الإجراءات وإبداء شكوك وتحميل الشريك “المؤتمر الوطني” مسؤولية كل إخفاق أو عرقلة أو إبطاء في إنفاذ الاتفاقية؟
ليس هناك عاقل يطلب من حركة مسلحة ظلت تعتمد الحرب أسلوباً لتحقيق أهدافها لمدة طويلة من السنوات، أن تتحول بين عشية وضحاها لحركة سياسية تعتمد الحوار، ومع ذلك نجحنا كشريكين في تجاوز مرارات الحرب والصراع. وظهور استياء أو شكوك حول موضوع أو موضوعين بين فينة وأخرى ظاهرة طبيعية ونتفهمها تماماً، ولم تعق مسيرة السلام أبداً.
- هل انتم راضون عما أنجز من عناوين المرحلة الانتقالية: السلام، التنمية، والتحول الديمقراطي؟
كل الرضا، فالسلام والتنمية وجهان لعملة واحدة، ويكفي أنه لم تحدث أي خروقات حتى قبل توقيع اتفاق السلام.
-ما مدى رضاكم عن التضامن العربي والإسلامي والإفريقي مع السودان؟
التضامن العربي والإفريقي والإسلامي مع السودان يتحدث عن نفسه، فلم تتوقف المبادرات والمفاوضات والتحركات الإيجابية للحظة واحدة.

الفلسطينيون؛ شَعبُ الفُرَصِ الضَائعةِ ....بقلم: د. فايز صلاح أبو شمالة

يقال: أن الفلسطينيين أحسن شعب يضيّع الفرص، وقد لاحت له أكثر من فرصة لإقامة دولته، وفي أكثر من محطة تاريخية إلا أنهم أضاعوها، وأضاعوا برفضهم الغبي فرصة تحررهم من الاحتلال الإسرائيلي أكثر من مرة، وقد جرّهم عنادهم السياسي إلى التهلكة، وأقعدهم التشدد يلوكون الندم، ويلومون أنفسهم. هكذا يقال نقلاً عن الإعلام الإسرائيلي الذي لا يكتفي بالإشارة إلى الغباء السياسي الفلسطيني، وإنما يهدف من وراء ذلك إلى تحميل الفلسطينيين المسئولية عما لحق بهم من دمار، وكأن الذي يصنع السياسة في المنطقة، ويقررها الفلسطيني لوحده، وما الآخرون إلا منفذون لما ترمى إليه السياسة الفلسطينية، متجاهلين دور الحركة الصهيونية، ودور اليهودية العالمية، وألاعيب السياسة التي تحكمها مصالح الدول، والحكام، لصير الإيحاء بأن العناد الفلسطيني هو الذي يحدث ردة الفعل الإسرائيلية، وهو الذي أوصل الفلسطينيون إلى ما هم عليه، وكما يلهث الفلسطينيون اليوم على ما رفضوه أمس، سيلهث الفلسطينيون غداً على ما يرفضونه اليوم.
كان آخر اللائمين، والمنظرين للفكرة هو مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق جنرال احتياط "غيورا أيلاند" في صحيفة "يديعوت أحرنوت" يقول: "إن التخلص من الاحتلال، وإقامة دولة فلسطينية في حدود 1967 هو جوهر الحلم الوطني الفلسطيني". ويضيف: "ثلاث مرات كان بوسع الفلسطينيين أن يصلوا إلى مثل هذه الدولة سنة 1937، وسنة 1947، وسنة 2000، ولكنهم في المرات الثلاث ركلوا العرض، ورفضوه".
لن أعود إلى التاريخ، وأناقش حجم المؤامرة التي تعرض لها الفلسطينيون، وإنما سأعرض حقائق رقمية تقول أن: 600 ألف نسمة بلغ عدد اليهود في فلسطين سنة 1947، وكانوا يمتلكون 6% فقط من أرض فلسطين رغم التسهيلات البريطانية لليهود في تملك أراضي الدولة، ورغم بيع كبار الملاك غير الفلسطينيين الأرض لليهود. ضمن الحقائق الرقمية السابقة، من هو الفلسطيني الغبي، أو الخائن، أو المجنون الذي يوافق على قرار تقسيم يتخلى عن 53% من أرض فلسطين لليهود؟
سيقولون: جاء الرفض لقرار التقسيم مخيباً للحلم الفلسطيني في الاستقلال، وأعطى الفرصة لليهود للسيطرة على فلسطين، وهذا كلام صحيح، وينجم عنه السؤال التالي: ألم يلتزم الفلسطينيون بعد ذلك، ومعهم العرب بهدنة 1948، التي أعطت لليهود 87% من أراضي فلسطين، فهل سكت اليهود، واكتفوا، ورضوا، ولم يعتدوا على العرب سنة 1967؟ ألا يعني ذلك أن اليهود كانوا سيحتقرون قرار التقسيم حتى لو وافق عليه الفلسطينيون؟. ولا أخال فلسطينياً بات يجهل أن اليهود لا يحلمون بنسب معينه من فلسطين، اليهود يحلمون بأرض أجدادهم، وآبائهم، وأنبيائهم ملكاً خالصاً لهم، ولا يقبلون القسمة حتى لو قبل العرب بحدود 1967، وقبلوا باتفاقية "كامب ديفيد"، وقبلوا باتفاقية "أوسلو"، وخارطة الطريق، وهذا يؤكد أن الصراع ليس نزاع حدود كما يسميه البعض، بل هو صراع وجود، وبقاء، وحياة، وخلود.
* كاتب فلسطيني يقيم في قطاع غزة - fa

مؤشرات تنذر باحتمال نشوب حرب جديدة في الشرق الأوسط

مركز الدراسات العربي - الأوروبي
معظم المؤشرات تفيد أن احتمال نشوب حرب جديدة في الشرق الأوسط اكبر بكثير من احتمال حصول أي تقدم في مسار التسوية لأن مجيء حكومة يمينية متشددة في إسرائيل قد أعاد خلط الأوراق من جديد، خاصةً وأن أركان هذه الحكومة قد أعلنوا أنهم ضد إقامة دولة فلسطينية وضد إعادة الجولان السورية.
ومن المؤشرات التي تنذر بإمكانية نشوب حرب :
* إعلان العاهل الأردني عبد الله الثاني أن هناك احتمال نشوب حرب خلال 18 شهراً دون أن يحدد المكان والزمان الدقيقين لهذا الاحتمال، وقد سبق للعاهل الأردني أن حذر من احتمال نشوب حرب فكانت الحرب في تموز / يوليو عام 2006 في لبنان، كما سبق وحذر من إمكانية نشوب حرب أخرى فكانت الحرب الأخيرة على غزة .
*تمكنت القوى الأمنية اللبنانية من تفكيك خلال أشهر قليلة نحو 12 شبكة جواسيس إسرائيلية نشطت في لبنان بشكل مفاجئ لتجهيز بنك أهداف يطال عناصر ومواقع على كامل الأراضي اللبنانية، والغرابة ليس في المهمة الموكولة إلى هؤلاء الجواسيس بل في التحرك العاجل والسريع لكل هذه الخلايا مما يوحي أن إسرائيل مستعجلة للقيام بعمل ما .
* هناك ضغوطات كبيرة تمارس على إسرائيل من جانب الإدارة الأميركية التي تعهد رئيسها باراك اوباما بإقامة دولتين ، ومن الجانب الأوروبي وكذلك من جانب الدول العربية التي تطبع علاقاتها مع إسرائيل.
* قيام إسرائيل خلال الفترة الممتدة من 31/5/2009 إلى 4/6/2009 بأكبر مناورات عسكرية في تاريخها ستجري على كامل أراضيها.
كل هذه المؤشرات توحي بأن إسرائيل قد تلجأ إلى إعادة خلط الأوراق عبر شن حرب ما ليس بالضرورة أن تكون حرب شاملة بل قد تكون كناية عن ضربة عسكرية موجعة تخلق تداعيات تطال منطقة الشرق الأوسط .
ويستبعد بعض المحللين إمكانية لجوء إسرائيل مجدداً إلى ضرب حزب الله أو حركة حماس في محاولة منها للضغط على إيران أو لتوجيه رسالة إليها بأنها قادرة على إلحاق الهزيمة بحلفائها لأنها سبق وجربت ذلك خلال السنتين المنصرمتين دون أن تحقق النتيجة المتوخاة. ولهذا قد تلجأ الآن إلى توجيه ضربة مباشرة إلى منشآت نووية إيرانية مستفيدة من المناخ الدولي المشغول بهذا الملف، ولمنع حصول أي تقارب أمريكي – إيراني ، وللحد من الدور الإيراني المتمدد باتجاه أفغانستان وباكستان والعراق فضلاً عن سورية وفلسطين ولبنان .
وإذا ما تمت هذه الضربة فسيصبح العالم مشغول بتداعياتها أكثر مما سيكون مشغول بموقف "تل أبيب" من مسار التسوية في الشرق الأوسط .
ولكن محللين آخرين يستبعدون هذا السيناريو لأنه بحاجة إلى غطاء أمريكي وهذا الأمر لن توفره واشنطن الآن ما لم تستنفذ مسبقاً فرص الحوار المتاحة مع النظام الإيراني المقبل قريباً على انتخابات رئاسية، ويستند هؤلاء المحللين في مواقفهم إلى ما صدر عن الإدارة الأميركية من تحذيرات لإسرائيل بعدم القيام بأي عمل عسكري مفاجئ ضد إيران .
في شتى الأحوال هناك حراك ما يجري سريعاً في منطقة الشرق الأوسط والتمني أن لا تتم ترجمته بقيام إسرائيل بمغامرة عسكرية ما..!!.
نتنياهو يلغي زيارته المقررة لباريس وروما لأسباب غير معلنة
أفادت وسائل الإعلام العبرية، صباح اليوم الأربعاء (27/2)، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي قرر إلغاء زيارته التي كانت مقررة مطلع الشهر المقبل إلى كل من فرنسا وإيطاليا، لأسباب غير معلومة حتى الآن.
وقالت الإذاعة العبرية إن نتنياهو ألغى زيارته المخططة لباريس وروما في مطلع الشهر القادم، مشيرة إلى أن ديوان رئيس الوزراء لم يفصح عن أسباب إلغاء الزيارة، مكتفياً بالقول إنه يدرس حالياً عدة مواعيد محتملة أخرى للقيام بها.
وكان مكتب نتنياهو قد أعلن أن رئيس الوزراء سيتوجه مطلع شهر حزيران (يونيو) المقبل إلى العاصمة الفرنسية باريس للقاء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وذلك في رابع بلد اجنبي يزوره رئيس حكومة الدولة العبرية بعد الولايات المتحدة ومصر والأردن.
وأشار المكتب في بيان صد في حينه إلى أن نتنياهو سيبحث مع المسؤولين الفرنسين الملف النووي الايراني وقضايا اخرى بينها العملية السلمية والعلاقات الثنائية بين البلدين.

الثلاثاء، 26 مايو 2009

من يتهجمون على حزب الله رددت عليهم قبل 19 عاما!../ رشاد أبو شاور

عادت بي الذاكرة إلى ذلك اليوم من عام 1990، وكنت أعيش آنذاك في تونس. ففي وقت مبكّر جاءني صوت في الهاتف يقول: يريد الأخ أبو إياد أن يكلمك...بلهجته المعروفة: كيفك أخ رشاد؟ وأكمل دون أن ينتظر منّي جوابا: - ما رأيك أن نشرب القهوة معا غدا صباحا؟ وقبل ان أجيب قال ضاحكا، ربّما ليطمئنني، فأنا أكتب في (الوطن) الكويتيّة مقالاً أسبوعيا، ورغم أنني أعيش في تونس حيث القيادة، فإنني أكتب معارضا، ومنتقدا بحدّة التوجهات السياسيّة لتلك القيادة، وأبو إياد للتذكير هو رجل الأمن الأوّل فلسطينيّا، والرجل الثاني في فتح بعد عرفات:- اطمئن، فأنا أريدك لأمر عّام يهمنا معا، لنقل أنني أنتظرك في العاشرة!أجبته:- إن شاء الله...صبيحة اليوم التالي، وحوالي التاسعة، تحركت بسيارتي إلى حيث بيت أبي إياد، وهو غير بعيد عن بيتي، والتقيت في الطريق بالصديق الشاعر أحمد دحبور، فأوقفت السيارة، ودعوته لنذهب معا، وهذا ما كان.بعد أن فُتح لنا الباب، رأينا أبا إياد يتمشّى، وعلى مقربة منه اثنان من مرافقيه الذين نعرفهم ويعرفوننا. عانقني بحرارة رأيتها مبالغا بها، فأنا لست من المقربين منه، أو من غيره من القيادات، وسلّم على دحبور بشيء من الفتور، عرفت فيما بعد سببه.طلب لنا وله ليمونا، ومن بعد قهوة، ثمّ ابتسم، وخاطبني:- أريد أن أشكرك على ما فعلته من أجلنا...تساءلت في داخلي: على ماذا يشكرني.ليخرجني من حيرتي قال: - أنا أعرف أنك فعلت ما فعلت وأنت لا تريد شكرا، بدليل أننا لم نعرف الأمر منك، ولكن من لطفي الخولي...أنا في حيرة، ودحبور سيبدو مندهشا، ونحن معا لا نعرف عمّاذا يتحدث الرجل.- أنت تعلم أننا كقيادة نتعرّض لحملة إعلاميّة في الصحافة المصريّة، بعد حادثة قتل سيّاح (إسرائيليين) على طريق الإسماعيليّة- القاهرة!. بصراحة لقد بهدلونا، وافتروا علينا، ونحن لا نملك وسائل إعلام للرد عليهم، كما إننا لا نريد تبرير الحملة بتأجيجها بالرّد عليهم، ولذلك وسّطنا لطفي الخولي. مقالتك في ( الوطن) الكويتيّة أفقدتهم صوابهم، وبخّاصة مكرم محمد أحمد، الذي من أن قرأها حتى اتصل بلطفي الخولي، وهو يصرخ محتجا: أنت طلبت أن نوقف الحملة، أنظر إلى ما كتبه أبوشاور في ( الوطن) - كانت توزّع في القاهرة في فنادق الخمس نجوم، ولدى المكتبات المعروفة في القاهرة- فحاول الخولي تهدئته، واتصل بنا، ففوجئنا، ولكنني التقطت الأمر، وقلت له: هذا هو بداية ردّنا على الحملة، وعندها أخذ الخولي يرجوني أن نتوقف عند هذا الحد!خاطبني وهو ينظر نظرة مؤنبة إلى أحمد دحبور: أنت يا رشاد معارض، وغير راض عمّا نفعله، ومع ذلك أنت من بادر إلى الرّد على الهجمة، في حين شعراء فتح، وكتّابها مشغولون، ولا على بالهم!ثمّ دعانا للدخول إلى الصالون حيث وجدنا عشرات القادة، والكوادر، من حركة فتح، ومن المنظمات الشعبيّة، فخاطبهم بنفس الكلام الذي وجهه لي، وأمعن في شُكري، يرحمه الله...ولأنني أحتفظ بالكثير مما نشرت من مقالات على صفحات الوطن، وغيرها، فقد عدت وفتشت عن المقال، ووجدت أنه منشور في عدد يوم الخميس 19 نيسان 2009 وفي الصفحة 17، وتحت عنوان: البقاع ليس في الأردن يا أستاذ مكرم!!والأستاذ مكرم هو نفسه مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين المصريين، و..رئيس اتحاد الصحفيين العرب، وهو من رافق السادات في رحلته المشؤومة إلى القدس، وهو ادعى عندما فضحناه بأنه استأذن (عرفات) في السفر مع السادات!بعض الذين كتبوا متطاولين على القيادة الفلسطينيّة في تلك الحملة، وردت أسماؤهم في مقالتي تلك، ومنهم: أنيس منصور، إبراهيم أبوسعدة، محفوظ الأنصاري، وهم وغيرهم وجهوا نفس التهم، وكالوا البذاءات نفسها التي يقصفون بها قيادة حزب الله هذه الأيّام.لم نكن أيامها نكتب على الكمبيوتر، ونرسل بالإيميل، وما كنّا نعرف الإنترنت، بل كنّا نكتب بالحبر، وبعضنا - وهذا ما كنت أفعله أحيانا- على الآلة الكاتبة. المقالة حرفيا بلا نقص ولا زيادة.يا أستاذ مكرم... البقاع ليس في الأردنما من شّك أننا نحن الفلسطينيين قصّرنا. أقولها بكّل صراحة، وأريحية، نعم: نحن قصّرنا، وإلاّ ماذا تسمون التلكؤ الذي وقعنا فيه قيادةً وشعبا؟! الواجب الذي قصرنا فيه هو تقديم العزاء لبعض الأشخاص في مصر المحروسة بعد خسارتهم لعدد من ذويهم، لا أذاقكم الله مكروها، ولا أصابكم في عزيز!الأستاذ أنيس منصور، والأستاذ إبراهيم أبوسعدة، والأستاذ محفوظ الأنصاري عاتبون، ومعهم كل الحق.. وهم غاضبون بعد العتب ومعهم حق.. وهم يلعنون و.. هل معهم حق؟!كّتّاب مصر ردّوا عليهم، وقالوا لهم: اختشوا، فأبناء فلسطين لم يحضروا من فلسطين عبر رفح لتقديم العزاء بمناسبة فقدكم عددا من المستوطنين اليهود الصهاينة على طريق الإسماعيليّة – القاهرة، لأنهم مشغولون في الانتفاضة، وأيضا هم مشغولون بدفن شهدائهم في رفح الفلسطينيّة.. هناك رفح مصريّة، يعني رفح فلسطينيّة مصريّة.. مخلوطة دما ولحما وجغرافيا وتاريخا، وفي غيرها من المدن والمخيمات!. ومع ذلك ربما كان الواجب أن يلبّي القائد الفلسطيني ياسر عرفات (أوامر) إبراهيم أبو سعدة بالحضور، وكان على صلاح خلف ( أبو إياد) أن يرسل لأنيس منصور، ويستمزجه، في نوعية البيان المطلوب إصداره ضد الذين قاموا بعمليّة الإسماعيليّة، والذين هم ( لهجتهم غير مصريّة)!لكن أبا عمّار لم يخطر بباله رضا وغضب أبو سعدة، وأبو إياد غاب عن فكره تقديم العزاء لأنيس منصور باليهود الصهاينة بالمناسبة: هل هم يهود سوفييت، أم يهود بولون، أم يهود أمريكان، أولئك الذين حضروا إلى مصر ببراءة، لإراحة أعصابهم من أعمال الفلسطينيين الحجارية.. الاستفزازية!!لكن الفلسطينيين قيادة وأشبالا وزهرات ورجال دين و(شيوخا في مساجد، أو رهبانا في كنائس) لم يرسلوا وفدا يقابل الصحفيين المفجوعين بأهلهم الكامب ديفديين، وهذا ما أطار صوابهم، وافقدهم أعصابهم..لماذا؟! لأنها تكررت، اقصد عملية إهمال القيام بالواجب، مُنذ قُتل السادات في الاستعراض إيّاه، ومرورا بعملية سليمان خاطر، ووصولاً على عمليات ( ثورة مصر).ترى هل كان يجب أن يحضر الفلسطينيون معهم حجارة إلى سرادق العزاء للتذكير بفلسطين وشعبها؟! أم كان يجب أن يحضروا رملاً من رمال غزّة، وبئر السبع، للتذكير بأن فلسطين هي بوابة مصر، وأن أمكن مصر من فلسطين؟!ومع ذلك لم يهدأ أنيس بيانا، وأبو سعده، ونجيب، وغيرهم، اقصد مع صدور البيان، ورغم صدوره- وبالمناسبة: هل كان يجب أن يحضر هذا البيان من أصله!- وما علاقتنا لنصدر بيانا، فالجماعة بسبب مصابهم الأليم، وجهوا الشتائم للشعب الفلسطيني، ولثورته، ولانتفاضته، وقيادته، وحقّه التاريخي، والجغرافي.إنهم أوفياء لمنجزات كامب ديفد، ولزيارتهم للدولة العبريّة الصهيونيّة، وللمردودات التي يحصلون عليها، خاصة أنيس منصور في برنامجه الإذاعي الأسبوعي في إذاعة ( صوت إسرائيل) البرنامج للعلم موجه، ومسخّر، لشتم العرب الجهلاء الذين لا يستحقون ثرواتهم وأرضهم.. وأي شيء في الحياة!!لقد سكت الفلسطينيون على الشتائم، لأن الشتّامين الإقليميين أرادوا جرّهم للاشتباك مع مصر المحروسة،ومع عروبتها. وحسنا فعل الفلسطينيّون، لأن المعركة ليست بين مصر وفلسطين، ولكنها معركة اللوبي الصهيوني ضد العروبة وفلسطين. أليس أصحاب الأقلام أولئك هم الذين روّجوا لكامب ديفد؟!أليسوا هم الذين ما أن سكتت مدافع الحرب حتى انقضّوا بأقلامهم ضد العراق المنتصر وشعبه في حملة تخريبيّة هدفها إحداث فّك ارتباط بين الشعبين العربيين العراقي والمصري؟!إنهم هم أنفسهم، ولهذا ردّت عليهم أهم وأكبر وأشجع وأنبل الأقلام، ووضعت المعركة في إطارها الصحيح والسليم: مجموعة تكره العرب والعروبة، وتحقد على فلسطين وشعبها وانتفاضتها، وتخدم الزمن الصهيوني الأمريكي.إن هذه الأقلام لم تكتب شيئا عن انتفاضة شعبنا، ولم تكتب شيئا عن عمليات التخريب الأمريكي الصهيوني في مصر، وخرست تماما مع افتضاح الهجرة اليهوديّة السوفييتيّة.لقد سكتنا نحن الكتّاب والصحفيين الفلسطينيين لأسباب كثيرة، منها أن مصر هي التي سترّد على اللوبي الصهيوني وأقلامه وأفكاره المريضة. ومنها أن بعض الأقلام يجب أن تظهر على حقيقتها، الأقلام الحاقدة، والأقلام التي سكتت في الوقت اللحظة التي يجب أن تعلن فيه موقفا، لأنها شفويا مع فلسطين وانتفاضتها، وكتابة عند احتدام المعركة تحسب مصالحها، وتستقرى اتجاه الرياح وأحوالها!ولقد أسعدنا نحن الكتّاب والصحفيين الفلسطينيين، أن الأقلام التي ردّّت ناصريّة، يسارية ماركسيّة، وطنيّة مصريّة، تنتمي إلى كافة الاتجاهات، ولكنها ولأنها تنتمي إلى مصر فهي تدافع عن فلسطين.لقد استفدنا من دروس المعركة ضدنا، ومن الهجمة على شعبنا، ليس لأننا تأكدنا من جديد، وتعرضنا أكثر إلى الأقلام الحاقدة، ولكن لأن الذين يحقدون على فلسطين وشعبها وعروبتها وانتفاضتها هم الذين حركوا تلك الأقلام الحاقدة، وهم ليسوا صهاينة فقط، ولكن بينهم متصهينون، وهم الذين يفكرون إقليميّا، وتهمهم مصالحهم فقط.. ألم يكن زكي بدر يتشدّق بأنه يحب مصر وخيرها؟! نعم يوجد صحفيون ( زكي بدر) في التفكير، والبذاءة، فالزكي بدريّة ليست شخصا، إنها الساداتيّة العارية تماما.لقد وجهت الأمانة العامة للاتحاد العام للكتّاب والصحفيين الفلسطينيين برقية إلى الأستاذ مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين في مصر، من أجل التدخل لوضع حد لحفلة الشتائم والأحقاد التي يشنها صحفيون يعملون في الصحف الحكوميّة الرسمية- تسمّى بالصحف القوميّة.. أمّا أية قوميّة فلا نعرف!- ضد الثورة الفلسطينيّة، والشعب الفلسطيني، فجاء رّد الأستاذ مكرم على صفحات (المصوّر).. وبعد عودة الوفد الفلسطيني من مصر وإعلانه بأن الحملة ليست رسميّة، وأنها أوقفت!( بالمناسبة: كيف ليست رسميّة، علما بأنها في الصحف (القوميّة)؟! وكيف انتهت والذي واصل الحملة هو الأستاذ مكرم نقيب الصحفيين؟!شخصيّا لا أستطيع الرّد على ما جاء في افتتاحية مكرم في العدد 3411 تاريخ 23 شباط /فبراير من مجلة (المصوّر)، لأن الرّد يجب أن يناقش تاريخ الفكر الإقليمي، والاستعلاء على الأمة، والتفضّل على فلسطين..و..الخ.ومع ذلك يجب تذكير الأستاذ مكرم، وغيره بما يلي:أولاً: إن م.ت.ف. ليست شرطة عسكريّة، أو جهازا أمنيا مهمته الحفاظ على أمن الصهاينة وراحتهم في مصر.ثانيا: إن تضحيات مصر، وغير مصر، في المعركة ضد ( إسرائيل)، والحركة الصهيونيّة، هي واجب مصري دفاعا عن النفس، وليس تفضلاً على الشعب العربي الفلسطيني، وفلسطينثالثا: إن كامب ديفد قد جرّ على الأمة العربيّة المصائب والكوارث والآلام الاقتصادية والسياسيّة والثقافيّة والجغرافيّة.رابعا: لا يحق لأي صحفي في بلاد العرب أن يُحرّض القطر الذي ينتمي له ضد الأمة العربيّة وشعبها، لأن المعركة ليست مع العرب يا أستاذ مكرم، والتعالي على الأمة عيب.. فالأمة أكبر منّا جميعا، أقطارا وحكّاما وأفرادا..أليس كذلك؟!والآن يا أستاذ مكرم، اسمح لي أن أصحح لك، فأنت في مقالتك بالمصوّر تقول بأن منظمة أيلول الأسود أخرجت الفلسطينيين من ( البقاع) في الأردن.. يا للعجب: ألا تعرف يا نقيب الصحفيين المصريين أن البقاع في لبنان، وأن الأغوار في الأردن؟! إذا كنت لا تعرف الجغرافيا، فكيف ستعرف في السياسة يا رعاك الله؟!تكتب يا أستاذ مكرم أن السيّاح (الإسرائيليين) جاءوا إلى مصر ليتعرفوا على شعبها العربي.. شكرا لأنك أفضل من أنيس منصور وغيره، فأنت تعترف بأن شعب مصر عربي، ولكن ألا تعرف بأن الشعب الفلسطيني هو شعب عربي؟! ما رأيك بالتعارف والتعرّف الذي يتّم بين شعبنا العربي الفلسطيني.. واليهود الصهاينة هناك في القدس والخليل وغزة..ورفح..والجليل..وحيفا..و..الخ؟!هل الأسلوب العربي الفلسطيني في تعريف اليهود الصهاينة خاطئ وغير لبق؟! هل يجب أن يقدّم شعبنا الكيك والورد للقادمين من روسيا وأمريكا وأثيوبيا ( للتعرّف) بالفلسطيني؟!ولكن ماذا نقول وبعضكم اتهم البطل (سليمان خاطر) بالجنون، وهاجم عروبة عبد الناصر، وتأميم قناة السويس، وبناء السّد العالي..غطّى القطط السمان الذين مصّوا دم مصر، وأكلوا لحمها من عصمت السادات حتى بقيّة الساداتيين والعثمانيين؟أليس من العيب أن تغطّوا رصاص اليهود الصهاينة المستوطنين في رفح وغزة، وأن تغطّوا تهريب اليهود السوفييت، علما بأن هؤلاء اليهود سيستديرون ذات يوم على مصر، وعلى العرب أجمعين؟!يا أستاذ مكرم، ويا.. إن لهجة الذين أطلقوا النار على الصهاينة هي لهجة عربية، وليس بالضرورة أن تكون فلسطينيّة، ولكن لهجة الذين كتبوا ضد فلسطين وشعبها وقادتها هي قطعا لهجة ليست مصريّة.. إنها لهجة عبريّة، بالضبط عبريّة.وأنتم يا أخوتنا: محمود المراغي، صلاح عيسى، فيليب جلاّب، أحمد بهاء الدين، محمود بكري، رفعت السعيد، محمود العالم، وغيركم كثير من أبناء مصر الولاّدة: نحن وإيّاكم بلغتنا العربيّة نكتب من أجل فلسطين ومصر، وكّل أرض عربيّة، وكل ( إنساننا) العربي.. لهذا لا أقول لكم شكرا.. فلا شكر على واجب.إن صحفيي مصر الذين فضحوا الأسلحة الفاسدة عام 48، هم الذين يفضحون الأقلام الفاسدة عام 1990، وهم الذين كتبوا بالبنط العريض على غلاف (روز اليوسف): قتلهم شامير.. وهل غير الصهاينة من يتحمّل وزر جرائم الإرهاب؟! وهل أبشع وأكثر إرهابا من الذي يحدث لشعب فلسطين العربي على أرض فلسطين؟!!أستاذ مكرم: الفلسطينيّون بالحجارة يدافعون عن أمن مصر، ومستقبل العرب جميعا.. وهم ليسوا متفضلين على أحد، لأنهم يقومون بواجبهم ودورهم القومي، وهذا ما لا تعرفه بعض الصحف والمجلاّت( القوميّة)!انتهت المقالة المنشورة في صحيفة الوطن الكويتيّة بتاريخ 19 نيسان 1990أمّا بعد:فكما سيلاحظ القارئ العربي، فإن نفس المجموعة الحاقدة المرتزقة التي تشّن حملة مسعورة هذه الأيام على حزب الله، هي نفسها التي حرّضت على الثورة الفلسطينيّة، وقيادتها وحتى على الشعب الفلسطيني، ومتى؟ إبان اشتعال الانتفاضة الأولى التي أدهشت العالم!كان السبب في تلك الحملة وقوع عملية ضد حافلة تقّل سيّاحا صهاينة، على طريق القاهرة / الإسماعيليّة...أحد أبرز مروّجي التهمة للفلسطينيين آنذاك هو مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين المصريين حاليا.. أيضا، ويا للعجب: رئيس الاتحاد العام للصحفيين العرب!إنها مناسبة لمناشدة الاتحادات الصحفية العربيّة لطرد هذا الشخص من هذا الموقع القومي، والذي يجدر أن يشغله صحفي قومي محترم، كما كان الأستاذ كامل زهيري، والصديق الشهيد حنّا مقبل، وصلاح حافظ...نفس الخطاب المريض الإقليمي، هذا الذي نسمعه، وبنفس الأسطوانة الناشزة نفسها، من نفس الصحفيين، ونفس نظام الحكم الفاسد والمتآمر...هذه المقالة كتبتها قبل 19 عاما..ألم أرد بها على نفس الخطاب الإقليمي المنحّط؟ لا عجب، فماذا لديهم ليقولوه غير الذي قالوه دائما، ويقولونه من قبل، ومن بعد؟!20 نيسان 2009