الجمعة، 30 أغسطس 2013

عطوان يكشف عن اسباب تأجيل الضربة الامريكية العسكرية ضد سوريا

كتب عبد الباري عطوان : "في صيف عام 2003، وبعد بضعة اشهر من الغزو، ومن ثم الاحتلال الامريكي للعراق، كنت مشاركا في ندوة اقامتها كلية الحقوق في جامعة هامبورغ الالمانية وكان "خصمي" فيها ريتشارد بيرل (امير الظلام) رئيس لجنة مستشاري الرئيس جورج بوش الابن للشؤون الدفاعية، واحد ابرز مهندسي الحرب على العراق.
النقاش كان ساخنا جدا، حيث جادلت بشدة حول عدم قانونية او شرعية هذه الحرب الامريكية، واستنادها الى اكذوبة اسلحة الدمار الشامل، ووجدت تجاوبا من المئات من الخبراء والدبلوماسيين الذين حضروا الندوة من مختلف انحاء البلاد، ليس لوجودي، وانما لمشاركة خصمي، ومكانته في الادارة الامريكية، والرغبة في التعرف على آرائه.
في حديث جانبي خاص، وبعد انتهاء المحاضرة، قال لي بيرل ان الادارة الامريكية كانت تعرف بخلو العراق من اسلحة الدمار الشامل، وانها ادركت ان المفتشين الدوليين بقيادة هانز بليكس سيقدمون تقريرا الى مجلس الامن يؤكدون فيه هذه الحقيقة، الامر الذي سيجبرها على رفع الحصار عن العراق، وخروج صدام حسين بطلا شعبيا، اقوى مما كان عليه، وبما يمكنه من اعادة بناء برامجه من اسلحة الدمار الشامل في غضون خمس سنوات لوجود علمائه الذين يملكون خبرات كبيرة في هذا الصدد.
تذكرت هذه الواقعة، مثلما تذكرت ايضا منظر كولن باول وزير الخارجية الامريكي الاسبق وهو يلوح امام جلسة خاصة لمجلس الامن قبل الحرب بأيام، بصور قال انها لمعامل كيماوية وبيولوجية عراقية متنقلة (شاحنات) لتبرير قرار بلاده بشن العدوان لاطاحة نظام الرئيس صدام، واحتلال العراق، تذكرتهما وانا اشاهد واراقب ادارة الرئيس اوباما وحلفاءها الانكليز والفرنسيين وهم يقرعون طبول الحرب في المنطقة مجددا، استنادا الى ادلة دامغة لديهم حول مسؤولية النظام السوري عن استخدام اسلحة كيماوية ضد ابناء شعبه في الغوطة الدمشقية.
***
الاستعدادات لتوجيه حمم الصواريخ والقنابل الامريكية على اهداف سورية بدأت، والمفتشون الدوليون يقومون بمهامهم على الارض، ويجمعون الادلة والقرائن، لتحديد نوعية الاسلحة المستخدمة اولا، والجهة التي استخدمتها، مما يؤكد ان الرئيس اوباما لا يريد لهؤلاء ان يكملوا مهمتهم بعد ان سمح لهم النظام بالقيام بها، لانه يملك الادلة الدامغة.
عندما بحثنا عن هذه الادلة لدى الرئيس اوباما وحلفائه في لندن وباريس، قالوا لنا انها اسرائيلية، وان اجهزة امن دولة الاحتلال الاسرائيلي رصدت مكالمات بين ضباط سوريين تؤكد استخدامهم لهذه الاسلحة.
نحن لا نبرئ نظام الرئيس الاسد الذي تتهمه المعارضة باستخدام هذه الاسلحة مثلما اتهمت المعارضة العراقية صدام بامتلاكها وتبين كذبها وفبركتها، ولكننا نريد تحقيقا دوليا محايدا، لاننا لم نعد نثق بكل اجهزة الاستخبارات الغربية ولا حتى بالسياسيين الغربيين، او معظمهم، خاصة من امثال توني بلير اكبر سياسي كاذب ومزور في التاريخ الحديث.
نعم هناك اكثر من مئة الف قتيل، نسبة كبيرة منهم سقطوا بقصف النظام وغاراته، والبقية برصاص قوات المعارضة المسلحة وقصفها ايضا، باسلحة حصلوا عليها من دول عربية، والمملكة العربية السعودية وقطر على وجه الخصوص، ولكن نحن الآن امام غزو واحتلال لبلد عربي ربما يؤدي الى اشتعال حرب اقليمية وربما دولية تؤدي الى مقتل مئات وربما ملايين الاشخاص. لان ألسنة لهب هذه الحرب لن تتوقف عند حدود سورية.
البرلمان البريطاني هزم ديفيد كاميرون رئيس الوزراء الذي ارسل بوارجه الحربية وطائراته المقاتلة الى قبرص استعدادا للمشاركة في الضربة، هزمه لانه غير مقتنع بمبررات هذه الحرب القانونية والانسانية، ولا بالادلة التي تدين النظام السوري باستخدام الاسلحة الكيماوية. وهناك اكثر من ستين بالمئة من الامريكيين يتبنون الموقف نفسه.
الرئيس اوباما الذي بات اسير خطوطه الحمر بدأ يتراجع تدريجيا، واول الغيث في هذا الصدد اعلانه امس انه لم يتخذ قرارا بعد ببدء الحرب، واطلاق الصواريخ لضرب اهداف سورية، لعله ادرك انه بات محاصرا بالشكوك بنواياه وصدقيته.
لقد ولى الزمن الذي كانت تحسم فيه الضربات القوية المفاجئة الحروب في العالم، وتدفع بالمستهدفين الى رفع رايات الاستسلام على غرار ما حدث في حرب عام 1967، والحروب السهلة بالمعايير والمواصفات القديمة انقرضت ايضا.
***
امريكا والغرب خاضا ثمانية حروب في دول عربية واسلامية على مدى الخمسة عشر عاما الماضية ربحتها جميعا، ولكنها انتصارات كلفتها اكثر من خمسة آلاف مليار دولار وما يقرب من سبعة آلاف من جنودها، بالاضافة الى سمعتها كدولة غازية معتدية. وما الانهيار الاقتصادي والمالي الذي تعيشه الا نتيجة لهذه الانتصارات!
نتحفظ كثيرا على نظرية الضربات المحدودة هذه التي تروج كأحد خيارات اوباما واكثرها ترجيحا، مثلما نتحفظ على العناوين الانسانية لتبريرها، فجميع الحروب السابقة بدأت تحت الذرائع نفسها، وتطورت الى احتلالات او تغيير انظمة، ولنا في العراق وليبيا وافغانستان ثلاثة امثلة، وسورية لن تكون استثناء.
اوباما خائف ومتردد لانه سمع كلامنا وغيرنا في هذا الاطار من قبل، خائف من النتائج لان سورية ليست وحدها، وحلفاؤها يدركون جيدا ان هذه الحرب لن يكون بعدها اخرى، ستكون آخر الحروب في المنطقة، وسقوط سورية يعني سقوطهم ايضا، مثلما كان سقوط العراق سقوط لانظمة عربية اخرى، وتعزيزا للهيمنتين الامريكية والاسرائيلية.
الشاب الجبوري الذي "فبرك" او فبركت له المخابرات الامريكية اكذوبة المعامل الكيمياوية والبيولوجية العراقية المتنقلة، وخدع باول نفسه ودفعته الى الاعتذار عن هذه الاكذوبة علنان، يعمل حاليا خادما في مطعم "بيرغر كنغ" في احدى المدن الالمانية، واعترف باكذوبته التي كلفت شعبه مليون شهيد وخمسة ملايين من الجرحى، ودمرت بلاده ونسيجها وتعايشها الاجتماعي امام عدسات التلفزة العالمية.
هل سنكتشف دورا اسرائيليا، او فبركة امريكية لاحقا، وهل سنتعرف مستقبلا على "جبوري سوري"؟ ولكن بعد خراب سورية ومقتل مئات الآلاف من ابنائها وربما ابناء الدول المجاورة؟

أ.ف.ب: ألمانيا لن تشارك في أية عملية عسكرية ضد سورية

أعلن وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيليه أن بلاده لن تشارك في عملية عسكرية في سورية.
وقال فسترفيليه في مقابلة ستنشرها صحيفة "نوي اوسنابروكر تسايتونغ" المحلية السبت "لم يطلب منا" المشاركة في عملية عسكرية ضد نظام دمشق "ولا نفكر" في مثل هذه المشاركة.
وجاء ذلك بعيد إعلان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إنه لا يستبعد توجيه ضربات جوية إلى النظام السوري قبل الأربعاء، مشيراً إلى أن رفض مجلس العموم البريطاني المشاركة في عملية عسكرية ضد سورية لن يؤثر على موقف فرنسا الداعي الى تحرك "متناسب وحازم" ضد دمشق.

رسالة إلى إيران وحزب الله.. كيري: سنقوم بعملية "محددة الهدف" ضد سوريا

 أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الجمعة أن العملية العسكرية المحتملة ضد سوريا، المتهمة بشن هجمات كيميائية ستكون محددة الهدف، ولن تشارك فيها قوات على الأرض.

وللقيام بهذه العملية العسكرية، قال كيري إن واشنطن تعول على حلفائها وهم فرنسا والجامعة العربية وأستراليا، معتبرا أن هذا التدخل العسكري سيكون بمثابة رسالة إلى إيران وحزب الله اللبناني، حليفي النظام السوري
وقال أن الولايات المتحدة "تعرف ان الحكومة السورية استخدمت أسلحة كيماوية عدة مرات هذا العام"، وأن بلاده "ستتحرك بناء على جدولها الزمني الخاص".

وشدد على ان "أي شيء تفعله أمريكا بخصوص سوريا لن يكون بلا نهاية وأمريكا لن تتحمل مسؤولية الحرب الأهلية في سوريا".

وأضاف "أمريكا تعلم ان مسؤولا كبيرا في الحكومة السورية أكد استخدام الأسلحة الكيماوية"، وأن "أفراداً من النظام السوري كانوا في المنطقة قبل الهجوم بأسلحة كيماوية وطلب منهم ارتداء أقنعة واقية".

كما استبعد ان تكون المعارضة السورية شنت هجوم 21 اغسطس/ آب، مشيرا الى ان "مفتشي الأمم المتحدة لا يمكنهم ابلاغ الولايات المتحدة بأي شيء لا تعرفه بالفعل بشأن هجوم 21 أغسطس/ اب".

وقال ان واشنطن "ليست وحدها الراغبة في التحرك عقب الهجوم السوري"،

حزب الله يضع قواته العاملة في حالة"الجاهزية القصوى" على عموم الأراضي اللبنانية وفي سوريا، ويدعو قوات"التعبئة" للالتحاق بوحداتهم

قالت مصادر مقربة من حزب الله إن هذا الأخير وضع قواته العاملة والاحتياطية( قوات"التعبئة") في حالة استنفار قصوى اعتبارا من يوم أمس. وبحسب أحد المصادر، وهو من كوادر الحزب في قطاع الطلاب بالجامعة الأميركية في بيروت، فإن جميع أعضاء الحزب ممن هم في عداد قوات"التعبئة"، أي الأعضاء الذين يجيدون استخدام السلاح من مختلف الاختصاصات، ذكورا وإناثا، والذين سبق لهم أن خضعوا لتدريبات عسكرية أو شبه عسكرية، سواء داخل أو خارج لبنان، وكذلك منهم المعبأون في القطاعات الرديفة الأخرى مثل القطاع الطبي، تلقوا دعوة للتعبئة العامة "بحيث يكونون جاهزين للالتحاق بوحداتهم العسكرية أو اللوجستية الرديفة حالما يطلب منهم ذلك، وفي غضون بضع ساعات وحسب على الأكثر". كما أن أعضاء الحزب الموجودين في الخارج، على اختلاف قطاعات التعبئة الخاصة بهم، تلقوا هم أيضا توجيهات بأن يكونوا على استعداد وجاهزية قصوى للعودة إلى لبنان في غضون يوم واحد من تاريخ تلقيهم طلبا بذلك، علما بأن بعضهم طلب منه فعليا العودة فورا.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن الحزب لا يضع قواته في حالة استنفار قصوى ويدعو للتعبئة إلا إذا كان"شبه متيقن من حصول مواجهة مع إسرائيل". وأشار  مصدر آخر إلى أن إعلان حالة الاستنفار القصوى جاء بعد أن حصل الحزب على نص برقية من الأمم المتحدة موجهة إلى أعضاء بعثتها في دمشق تطلب منهم  البدء بمغادرة سوريا فورا. وشملت البرقية مساعد المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي ، السفير "مختار لاماني" وفريقه، إضافة إلى فريق المفتشين الدوليين في قضية الأسلحة الكيميائية. وبحسب المصدر، فإن قسماً من فريق المحققين وموظفين آخرين من المنظمة الدولية بدأوا مساء أمس الانتقال إلى لبنان، مشيرا إلى أنه تقرر مغادرة الجميع خلال 24 ساعة وألا يبقى في سوريا إلا "لاماني" وفريق صغير من المساعدين.
وكان الحزب لزم الصمت المطبق إزاء رد الفعل الذي سيقوم به في حال تعرض سوريا لهجوم أمريكي أو غربي كما هو متوقع، ولم تصدر عنه أي ردة فعل إزاء هذه القضية، وهو ما أربك الجهات الأمريكية والإسرائيلية التي حاولت عبر موفدين أوربيين وديبلوماسيين عرب وأجانب في بيروت معرفة موقفه وردة فعله، لكنهم فشلوا جميعا في الحصول على أي إشارة منه توحي بما يمكن أن يتصرفه في حال حصل مثل هذا الهجوم!
وبسبب الطبيعة الكتومة جدا ، والسرية الكبيرة التي يخضع لها أنشطته، من الصعب تقدير حجم القوات التي يمكنه تعبئتها، ولو أن هناك إجماعا على أنه أصبح قادرا على حشد عشرة أضعاف ما كان عليه الأمر في العام 2006. وتتفاوت الأرقام بين الجهات المختلفة المهمتة به، إلا أن أن هناك إجماعا على أن وحداته القتالية لا تقل الآن عن أربعين ألفا من مختلف صنوف الاختصاصات العسكرية، فضلا عن قوات"التعبئة" التي تزيد عن هذا العدد. وأيا يكن، تبقى هذا الأرقام مجرد تكهنات، بالنظر للطابع السري جدا الذي يحيط بكل ما يتصل به، بما في ذلك حتى المتعلق منه بالتعبئة في المجالات الاجتماعية واللوجستية التي يحتاجها خلال الحرب.

حرب إلى ما لا نهاية: الخطــة الأميركيّة في سوريا >>>>أسعد أبو خليل

الحماسة والتهليل سيّدا الموقف: المعارضة السوريّة «الوطنيّة» التابعة لسلالتيْ قطر والسعوديّة تزهو بالتدخّل الأميركي (المنشود)، وتعتبر أنه وحده يمكن أن يعيد الأمور إلى نصابها في الشرق الأوسط. مشكلة «سايكس _ بيكو» عند هؤلاء أنّ «الراعي الأميركي» كان غائباً. كاتب مواظب في إعلام خالد بن سلطان، وكان سابقاً قد دعا العرب من منبر اللوبي الصهيوني في واشنطن إلى «استبطان» عقيدة بوش، يأخذ على أوباما «جبنه».
خذله الرجل لأنه لم يشنّ بعد حروباً تحريريّة في منطقتنا مع أنه لم يتوقّف عن قصف العرب والمسلمين منذ تبوّأ منصب الرئاسة. عمّار القربي يظهر على شاشة لبنانيّة ويزهو بـ«بنك أهداف» في حوزة الحكومة الأميركيّة. القربي بدا كأنه يتحدّث عن قصف لوطن غير وطنه. كاد يقفز عن كرسيه وهو يعدّد عناصر «بنك الأهداف» الأميركي. طبعاً، أضاف القربي على طريقة المعارضة السوريّة الخارجيّة أن «مصداقيّة أوباما على المحك»: أي أن مصداقيّته لا تتحقّق إلا بقصف سوريا. أما «مثقّف» «الثورة» السوريّة المُحاكة في قطر والسعوديّة، ياسين الحاج صالح، فيميّز _ لا للدقّة _ بين عدوان غربي «جيّد» (أي أن يكون مدمّراً بالكامل لبلده) وبين عدوان غربي «سيّئ» (أي ذلك الذي يقصّر في التدمير). ويحلم أمثال هؤلاء بتولّي سلطة وطنيّة في سوريا على طريقة أحمد الجلبي الذي حلم بقيادة العراق بعد تحريره من الغازي الأميركي وانتهى ملتحفاً بعباءة مقتدى الصدر.
محطة الملك «فهد»، «العربيّة»، نشرت على موقعها تقريراً بالصور والأرقام عن الأسطول السادس الأميركي وقالت عنه بفخر شديد أنه «احتل بيروت وساهم بإسقاط 3 رؤساء عرب (وأنه) يتربّص بالأسد». دائماً يزهو ملوك العرب وأمراؤهم بقوّة الغرب وكأنها تُبنى للدفاع عن عروشهم. أما السفير السعودي في واشنطن، عادل الجبير (الذي كنت أتسلّى في سنوات الدراسة في جامعة جورجتاون على حسابه عبر السخرية من آل سعود ومنه في الصفوف، وكان مذّاك يدافع عنهم بتملّق شديد إلى درجة أن البروفسور مايكل هدسن ذكّره مرّة بأن الحديث الجامعي يختلف عن حديث أروقة السفارات) يجول مع صحبه من الصهاينة على أعضاء الكونغرس لحثّهم على مزيد من التدخّل العسكري الأميركي في الشأن السوري. الصورة تكاد تكتمل. والإيذان بالعمل العدواني الأميركي له مؤشّراته: حالما تتحضّر أميركا للقيام بعمل عسكري في بلد عربي، تفرد صحيفتا «الشرق الأوسط» و«الحياة» صفحات طوالاً زاخرة بالصور والرسوم عن عظمة السلاح الأميركي الذي لا يُقهر. يتعامل إعلام آل سعود مع غزوات أميركا على أساس أنها تسديد حسابات من أميركا لأنظمة الخليج مكافأة لها على حسن سلوكها.
لكن الموقف الأميركي في سوريا هو غير الموقف السعودي. نخطئ لو أهملنا الخلاف بين أميركا وبعض حلفائها في المنطقة العربيّة، كما أن خلافات عرضيّة قد تنشأ هنا وهناك بين أميركا وأعزّ حلفائها في المنطقة، أعني الكيان الصهيوني الغاصب. الحكم السعودي يتحضّر لرسم معالم نظام عربي شديد بعدما تيسّر له إحداث تغيير واضح المعالم في قطر: لم يعد الحكم القطري الحالي (الذي اعتبره ساطع نور الدين في موقع «مدن (الملح)» تتويجاً لـ«الربيع العربي» وتطبيقاً لجمهوريّة الفارابي الفاضلة) يشكّل عنصر منافسة في المنطقة العربيّة (هذا من دون مديح الحكم القطري السابق الذي بنى سياسة عدائه لآل سعود على تحالف وثيق مع أميركا وإسرائيل). والأمير تميم ترك الإخوان في مصر يتعرّضون لأقسى حركة تنكيل دون إبداء اعتراض قوي باستثنناء جهاز الدعاية الكلامي في «الجزيرة». يشعر الحكم السعودي اليوم (وهو مُشترك بين الأمير بندر والأمير محمد بن نايف والأمير عبدالعزيز بن عبد الله، ما يعني أن الهوس في إعلام الممانعة بشخص بندر بن سلطان يكشف جهلاً بطبيعة الحكم في السعوديّة كما أنه يبرّئ الملك السعودي من المسؤوليّة عن جرائم السياسة السعوديّة في منطقتنا) أنه يمسك بملف إعادة رسم المنطقة العربيّة على هواه في زمن الانتفاضات العربيّة المُقلقة (له).
يختلف الموقف الأميركي عن الموقف السعودي في ملفّات عدة في المنطقة العربيّة. فقد أخذ الحكم السعودي على الحكومة الأميركيّة قلّة وفائها لحلفائها من أمثال مبارك وبن علي (والوفاء عند العائلة التي تتحكّم بها أبشع ما لدى الموروث القبلي والعشائري من قيم بمثابة الوقوف مع موالي القبيلة). كان الملك السعودي ونتانياهو على تواصل يومي عبر الهاتف مع أوباما (حسب روايات «نيويورك تايمز») من أجل حثّه على دعم حق مبارك باستخدام القوّة للبقاء في الحكم. الحكم الأميركي رأى غير ذلك، دون أن يكون هذا لاعتبارات إنسانيّة أو أخلاقيّة أو ديموقراطيّة.
تفكّر الولايات المتحدة في تقويم مصالحها بالمدى الطويل للنفوذ الأميركي في المنطقة العربيّة والاتعاظ من تجربة انقلاب إيران عام 1953 (طبعاً أعني الاتعاظ غير الأخلاقي، على الطريقة الأميركيّة). وهي مُدركة أن الشعوب العربيّة تعادي الولايات المتحدة لألف سبب وسبب (طبعاً باستثناء بعض العرب من أمثال ميشيل كيلو، زعيم الجناح السعودي في المعارضة السوريّة و«المفكّر» اليساري _ على ما يُقال لنا _ للمعارضة في آن واحد، الذي زها في مقالة في «السفير» أنه يحمل من دولة الإمارات «إذناً حكومياً خاصاً» يسمح له بالدخول والخروج بلا تأشيرة إليها). تسعى أميركا لتحقيق المُستحيل: كسب ودّ الشعب العربي من غير إحداث تغيير في الأسباب الرئيسية التي تدفع العرب إلى معاداة أميركا، أي شنّ الحروب ضد العرب والمسلمين وتبنّي العدوان والاحتلال الإسرائيلي بالإضافة إلى فرض أنظمة قمعيّة في طول المنطقة العربيّة وعرضهاوتحاول أميركا أن تخفّف من العداء الشعبي العربي عبر الخداع، مثل أن تُقحم نفسها في «المحور السنّي» لزيادة الفائدة الدعائيّة، أو لبيع العرب المعسول من الكلام وتكريس محطات خاصّة (إذاعيّة وتلفزيونيّة) بجذب العرب عبر أغاني عمرو دياب والرقص على أنغام القصف الأميركي. وكان جورج بوش يزور المركز الإسلامي في واشنطن فيما كانت قوّاته تحتلّ العراق وأفغانستان كي يكسب ودّ المسلمين (أما أوباما فقد تمنّع عن زيارة المركز كي لا يتهمه خصومه بأنه لا يزال يعاني آثار الإسلام من سنوات الطفولة في إندونيسيا).
أرادت أميركا أن تُبقي مبارك وبن علي حتى رمق الحكم الأخير لكن مع خداع الشباب العربي عبر إيهامه بأنها معه وأنها تناصر حقوقه وتطلّعاته. وهناك من يعاني من ذاكرة ضعيفة وينسى أن وزارة الخارجيّة الأميركيّة دعت المُنتفضين المصريّين في 2011 إلى التمنّع عن استعمال العنف فيما كانوا هم ضحايا للعنف من قبل القوّات المسلّحة المصريّة. لكن دعم أميركا الكلامي للشباب العربي يزداد عندما يتنحّى الطاغية العربي وعندما يفقد ذلك الطاغية القدرة على البقاء في الحكم. لكن أميركا تسعى سرّاً عبر أجهزتها العسكريّة والإستخباراتيّة إلى الحفاظ على الطاغية (حاولت، مثلاً، في تونس أن تُقنع رئيس أركان الجيش بأن يقوم بانقلاب عسكري بالنيابة عن مصالحها، لكنه رفض). خافت أميركا أن تعاني لسنوات لو أنها استبقت مبارك بالقوّة: مثال محمد مصدّق لا يزال يؤرق مُخطّطي السياسة الأميركيّة. عارضت أميركا الانتفاضات العربيّة في المطلق وأصيبت _ مثلها مثل إسرائيل _ بالهلع الشديد لأن النظام العربي الرسمي السائد منذ عام 1990، وقد ضمّ في مَن ضمّ النظام السوري الذي شارك في العدوان على العراق عام 1991، كان في مصلحة التحالف الأميركي _ الإسرائيلي. وكان الضغط الأميركي على النظام السوري من أجل رصّ الصفوف في جسم النظام العربي وراء الحروب والسياسات الأميركيّة.
لكن الحكم السعودي اختلف مع الولايات المتحدة حول طريقة التعاطي مع التهديد لأي نظام عربي: حكم آل سعود يرى أن كل وسائل القوة والعنف مُتاحة للحفاظ على النظام العربي المتحالف مع المحور الأميركي _ السعودي _ الإسرائيليتتعامل العائلة المالكة في الرياض مع العلاقات بين الدول بكثير من العاطفة (كان الملك فهد لا يردّ طلباً لرونالد ريغان ولو طلب منه الأخير نقل الكعبة إلى مزرعته في كاليفورنيا لفعل دون تردّد)، بينما تحسب الولايات المتحدة حساباتها بلا عاطفة وبالنظر إلى المصالح الأميركيّة البعيدة المدى (تعرّضت تلك الحسابات لتغيير في عقيدة بوش الذي أهمل حساب المصالح على المدى الأبعد). والتدخّل العسكري السعودي في البحرين كان من أجل إنقاذ النظام ومن أجل إفهام أميركا أن مصالح السلالات الحاكمة تسود حتى على حساب الحسابات الأميركيّة القصيرة والبعيدة المدى. علمت دول الخليج، ولاسيما قطر والسعوديّة اللتان تتنافسان على خدمة المصالح الأميركيّة، أن أميركا لا ترتبط معهما بعاطفة أو بودّ، وأنها تتخلّى عن وكلائها المحليّين _ خارج دولة الكيان الغاصب _ مقابل تقديم المصالح الأميركيّة البعيدة المدى.
لكن لأميركا حساباتها الخاصّة في سوريا، بالإضافة إلى حسابات عزيزتها إسرائيل. وتناقض أو تنافر الحسابات الأميركيّة في سوريا يرجع إلى اختلاف الرأي حول التعاطي مع الأمر السوري في إسرائيل. هناك في إسرائيل من رأى أن بقاء النظام السوري يعود بالفائدة على تل أبيب لأنه يحرص على حماية الحدود من أي عمل مقاوم من أي نوع. وهناك من رأى أن النظام ساقط لا محالة وعليه، فإن من واجب حكومة العدوّ إقامة علاقات وطيدة مع قوى المعارضة المُسلّحة التي ستتسلّم السلطة بعد تغيير النظام. هذا التخبّط في الموقف الإسرائيلي عكسه تردّد أميركي. اللوبي الإسرائيلي الذي يتخذ عادة مواقف واضحة لا لبس فيها، لم يشتغل بقوّة في الموضوع السوري: هو مشغول بموضوع حزب الله في سوريا أكثر من انشغاله بموضوع النظام بحد ذاته. والقيادة العسكريّة الأميركيّة لم تتمنّع عن التعبير الصريح عن معارضتها لتدخّل عسكري في سوريا من باب انعكاس ذلك على العمليّات العسكريّة الأميركيّة في طول العالم العربي وعرضه. ولم يعد الوجود العسكري الأميركي القوي في الأردن سرّاً من الأسرار (يجب النظر إلى التحليلات الصادرة عن «يسار البلاد الأردني» على مدار السنتيْن الماضيتيْن حول معارضة الملك الأردني للتدخّل العسكري ضد النظام على انها تسريبات استخباراتيّة بلاطيّة لا أكثر).
ليس معروفاً إدوارد لتفاك لدى كثيرين وكثيرات في العالم العربي. هو مؤلّف عسكري _ استراتيجي وله كتاب مسلّ من عام 1968 بعنوان «الانقلاب العسكري: دليل عملي» (وتُرجم إلى 18 لغة). ولتفاك صهيوني ليكودي يميني متطرّف لا يداور ولا يغلّف صهيونيّته ونزعاته الحربيّة بقفّازات اللغة الليبراليّة في العلاقات الدوليّة. لتفاك من دعاة مدرسة ما يسمّيه خبير العلاقات الدوليّة، جون هرشهايمر، «الواقعيّة العدائيّة» أو «العدوانيّة». هو يرى أن المصالح الأميركيّة (أو الإسرائيليّة التي يراها متطابعة بالكامل مع المصالح الأميركيّة) لا تحتاج إلى إعتذار أو ترويج أو تسويغ: إنها تتفوّق على كل ما هناك من أخلاقيّات. ولتفاك بات شبه متقاعد لكنه يطلّ بين الفينة والأخرى كي يدلي بدلوه، وكان له أخيراً مقالة مستفيضة عن الوضع السوري في جريدة «نيويورك تايمز».
ما قاله لتفاك عن سوريا يُختصر بما قاله هنري كيسينجر عن الحرب الإيرانيّة العراقيّة في الثمانينيات عندما دعا إلى سياسة تهدف إلى هزيمة الطرفيْن في الوقت نفسه. هذه السياسة اعتمدتها أميركا وأدّت إلى إطالة أمد الحرب لنحو عقد من الزمن. أي أن الولايات المتحدة تتحمّل مباشرة المسؤوليّة عن مئات الآلاف من الضحايا في تلك الحرب. وعليه، يقيس لتفاك الأمر في تقييم الموقف الأميركي في سوريا ويدعو إلى تكرار «النفور _ من _ الطرفيْن» في الحكم على مجرى الحرب. وليس الموقف الأميركي من الحرب في سوريا منذ اندلاعها إلا تكراراً للصيغة نفسها. والتهويل بضربة أميركيّة على سوريا (وقد تكون حدثت بعد نشر هذه المقالة) ليس من باب إنهاء الحرب الوحشيّة بل من باب تطويل الحرب إلى أجل غير مسمّى.
السيناريو الأميركي للحرب أكثر تعقيداً مما يبدو للمطبّلين والمُهلّلين للعدوان الأميركي (واحد من كتّاب أمراء النفط عقد مقارنة بين ترحيبه بضرب سوريا وبين قبول لينين على مضض باتفاق «برست _ ليتوفسك»، لكنه نسي أن يخبرنا من يكون لينين في مقارنته تلك: الأمير خالد بن سلطان أم الأمير بندر بن سلطان؟). لا تنوي أميركا باعترافها هي أن تُنهي النظام السوري أو أن تقاتله حتى النهاية، أي حتى إسقاطه. وحتى السيناتور بوب كوركر (الجمهوري الأرفع في لجنة العلاقات الخارجيّة في مجلس الشيوخ) كان صريحاً في قوله إنّ الضربة الأميركيّة «لا يجب أن تهدف إلى تغيير ديناميكيّة الحرب السورية الأهليّة الكبرى»، بالحرف. والجمهوريّون في الكونغرس من أمثاله يكونون عادة من المزايدين في مناشدة الرئيس لاستعمال قوّة أكبر وعنفاً أوسع. لكن الدعوات بين الحزبين تتلاقى في التركيز على ضرورة حصر الضربات في أهداف مركّزة مع الإصرار على عدم تغيير النظام بالقوّة (والمُعارض السوري «الوطني» جداً، برهان غليون _ الذي في غضون سنتيْن فقط حوّل كل كتاباته عن الديموقراطيّة إلى نكتة غير مضحكة _ عبّر عن رفضه لأي ضربة أميركيّة ما لم تكن مُدمّرة).
أميركا لا تريد أن يختلّ ميزان القوى في الصراع السوري. وقصّة استعمال السلاح الكيميائي (بصرف النظر عن صحّتها أو عدم صحّتها لأن مزاعم المعارضة المُسلّحة ومزاعم النظام لا ترقى إلى مستوى الصدقيّة مع أن الجيش السوري الحرّ أثبت وفي وقت قصير أنه أكذب من النظام) أتت في سياق تغيير حاسم في الحرب السوريّة لمصلحة النظام، وباعتراف القوى المعادية للنظام حول العالم.والمعارضة المسلّحة عانت في الأسابيع الماضية نكسات عسكريّة متوالية (أو «انسحابات تكتيكيّة» حسب التسمية المُتكرّرة للجيش السوري (غير) الحرّ) في مناطق مختلفة من سوريا. وكان محتماً أن هذا الاختلال في موازين القوى لن يروق واشنطن التي ستسارع إلى تغييره بطريقة أو أخرى. وهناك طريقتان لتغيير موازين القوى: إما في ضرب قوّات النظام أو في تكثيف الدعم العسكري لقوى المعارضة الُمسلّحة. لكن القادة العسكريّين في القوات المُسلّحة الأميركيّة كانوا واضحين في شهادتهم أمام الكونغرس عندما اعترفوا بأن أيّاً من أطراف النزاع السوري ليس صديقاً لأميركا. وقد قتّرت أميركا في مساعداتها «العسكريّة» لقوى المعارضة حتى بعد إعلانها المطنطن عن رفع الحظر عن تسليح المعارضة. لن تثق الولايات المتحدة بالجيش السوري (غير) الحرّ ولا بقدرته على عدم تسريب الأسلحة المتطوّرة إلى الفصائل الجهاديّة، التي تعرف أميركا أنها ستتفرّغ لحرب ضد مصالحها حالما يسقط النظام. وهنا كان مكمن الخلاف أو الاختلاف في الموقف بين الطرف السعودي والطرف الأميركي: تسعى السعوديّة إلى فتح الباب أمام هزيمة النظام عبر دعم عسكري غير محدود لقوى المعارضة المُسلّحة. لكن عائقاً حال دون ذلك: لا تقوم السلالة القطريّة ولا السلالة السعوديّة بخطوة تسليحيّة في سوريا دون إذن أميركي، وأميركا صارمة في فرض مراقبة على التسليح السعودي والقطري خشية وصول بعضه إلى القوى الجهاديّة.
لهذا ستلجأ أميركا بشتّى الطرق إلى إعادة الميزان إلى نصابه عبر ضربات مباشرة أو غير مباشرة (عبر العدوّ الإسرائيلي الذي تستمرّ اعتداءاته ضد سوريا على أن يحدّد النظام في وقت لاحق زمان المعركة ومكانها) ضد قوّات النظام. هذه هي وصفة الحرب اللامنتهية.
تُعاد كتابة التاريخ العربي المعاصر بالدم مرّة أخرى: ها هو أحمد الجلبي السوري يطلّ برؤوس مختلفة وبالوعود الأميركيّة (والمحليّة) ذاتها، عن تغيير جذري لطبيعة السياسة في المنطقة العربيّة. واحد في مضرب أمير نفطي يعد الغرب (من كيسه) بأن غزو سوريا سيعود بمنافع تاريخيّة على الغرب، وآخر في المعارضة السوريّة يعد العدوّ الإسرائيلي عبر «يديعوت أحرونوت» بأن التأجيج الإسرائيلي لغزوة غربيّة لسوريا سيعود بالنفع على إسرائيل وسيثبت للسوريّين «حسن نواياها» نحوهم. ينسى بعض الطائفيّين (الإسلاميّين والمسيحيّين) في لبنان أن انتصار الغزوات الصليبيّة لم يعتمد على دعم مسيحيّي لبنان لهم _ كما يُقال في كتابات أيديولوجيّة طائفيّة من الطرفيْن _بقدر ما اعتمد على دعم أمراء وحكّام مسلمين في حقبات مختلفة من الغزوات الصليبيّة. والنظام العربي الرسمي اصطفّ بأمر من جون كيري: والأخير اتصل بنبيل العربي وأمره بعقد اجتماع للجامعة العربيّة للتغطية على ضربة أميركيّة محتملة.
تغيّر العالم العربي كثيراً، وتغيّرت أهواء شعوبه. توحّد الشعب العربي «من المحيط إلى الخليج» في رفض العدوان الثلاثي على مصر عام 1956. لم يتجرأ عربي واحد آنذاك على دعم العدوان علناً. أما اليوم، فإن العدوان (ما فوق الثلاثي) يعتمد على تأييد لأنظمة وشعوب عربيّة على حدّ سواء. تسارعت كتابة التاريخ العربي في السنتيْن الماضيتيْن. لكنْ هناك درس تاريخي يمكن الركون إليه: لم يُكتب لأميركا أن تحقّق الأهداف السياسيّة لأعمالها وحروبها واعتداءاتها العسكريّة في المنطقة العربيّة. كتابة التاريخ ستستمرّ، وهي لن تكون رحيمة مع أعوان العدوان الغربي المحليّين.
ملاحظة: كانت الكتب العربيّة المطبوعة في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين تختم بالقول: وردت أخطاء في هذا الكتاب لكنها لا تخفى على اللبيب. وجب عليّ أن أختم مقالاتي بالملاحظة نفسها وذلك للاعتراف للقرّاء بورود أخطاء مطبعيّة وغير مطبعيّة فيها.
كاتب عربي

البرلمان البريطاني يصوت ضد الحرب على سوريا، لكن واشنطن تؤكد أن عدوانها سيحصل حتى دون أدلة

أوباما يبصق بوجوه مرتزقته من السوريين ويؤكد أن عدوانه سيكون من أجل إسرائيل والنفط، أما استخباراته فتؤكد أنها لا تملك أي دليل على تورط النظام في"الكيماوي"!؟
 استطاعت المعارضة البريطانية، أمس، أن تفرمل اندفاع رئيس الحكومة ديفيد كاميرون لشن عدوان على سوريا، مجبرة إياه على انتظار نتائج التحقيق الدولي بشأن استخدام أسلحة كيميائية في غوطة دمشق قبل الذهاب إلى الحرب، بينما كان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أكثر حذرا في تصريحاته، داعيا إلى بذل كل جهد سياسي لحل الأزمة.
وأكد كاميرون، في مداخلة أمام النواب، «اقتناعه بان النظام السوري شن هجوما كيميائيا في 21 آب»، لكنه اقر بان مسؤولية السلطات السورية «غير مؤكدة بنسبة مئة في المئة». وخاطب النواب قائلا «عليكم اتخاذ قرار والرد على جريمة حرب» عبر الموافقة على مذكرة حكومية تجيز مبدأ التدخل العسكري في سوريا.
وأضاف «ليس المطلوب أن نكون طرفا في النزاع، ليس الأمر اجتياحا، ليس الأمر تغييرا للنظام أو حتى العمل في شكل أوثق مع المعارضة (السورية)، انه استخدام واسع النطاق لأسلحة كيميائية ورد من جانبنا على جريمة حرب لا أكثر".
وعما إذا كانت بريطانيا ستتحرك إذا كانت هناك معارضة قوية داخل الأمم المتحدة، قال كاميرون «لا يمكن التفكير في المضي قدما إذا كانت هناك معارضة كاسحة داخل مجلس الأمن الدولي». وأضاف «في العام 2003 (غزو العراق) أوروبا كانت منقسمة والجامعة العربية عارضت الحرب على العراق، لكن الآن أوروبا متوافقة كما الجامعة العربية على مهاجمة سوريا». وتابع «علينا أن نبقى ملتزمين بإنهاء الأزمة في سوريا عن طريق الحل السياسي".
والمذكرة الحكومية التي رفعها كاميرون إلى مجلس العموم للتصويت عليها تدين «استخدام أسلحة كيميائية في سوريا في 21 آب من جانب نظام (بشار) الأسد، الأمر الذي يتطلب ردا إنسانيا قويا من جانب المجتمع الدولي، قد يستدعي عند الضرورة عملا عسكريا يكون قانونيا ومتكافئا ويهدف إلى إنقاذ حياة الناس ويمنع أي استخدام مقبل لأسلحة كيميائية في سوريا".
وعقب الاقتراع الذي اجرى في مجلس العموم ، وفيما يبدو أنه خطوة تراجع ، تعهد كاميرون باحترام تصويت البرلمان الرافض للحرب. وأعلن أنه "يدرك شكوك الرأي العام والبرلمان تجاه ضرب سوريا لمعاقبتها على استخدام أسلحة كيميائية. سأتصرف على ضوء ذلك".
تبقى الإشارة إلى أن تصويت البرلمان لم يغلق الباب نهائيا أمام مشاركة بريطانيا في أي عدوان محتمل. فقد لحظ الاقتراح الحكومي يلحظ تصويتا آخر بعد إعلان نتائج التحقيق الدولي.
وفي تطور لاحق، قال وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند في ساعة متأخرة من مساء أمس"ان بريطانيا لن تشارك في أي عمل عسكري ضد سوريا بعد ان خسرت الحكومة على نحو غير متوقع إقتراعا مهما في البرلمان حول هذه المسألة".وأبلغ هاموند برنامج (نيوز نايت) لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) بالقول "كنت آمل في ان تنجح حججنا لكننا نتفهم انه يوجد قدر هائل من الارتياب بشان التورط في الشرق الاوسط". وقال ان الولايات المتحدة -وهي حليف رئيسي- ستشعر بخيبة أمل ان بريطانيا "لن تشارك" . واضاف قائلا "لا أتوقع ان عدم مشاركة بريطانيا سيوقف أي عمل."
على صعيد متصل، وفيما يتعلق بفرنسا،اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، خلال لقائه رئيس «الائتلاف السوري» المعارض احمد الجربا في باريس، أن على المجتمع الدولي «وضع حد لتصاعد العنف» في سوريا.
وقال هولاند «يجب بذل كل شيء من اجل حل سياسي، لكن ذلك لن يتحقق إلا إذا كان الائتلاف ـ وجيشه خصوصا ـ قادرا على الظهور في موقع بديل وإذا كانت الأسرة الدولية قادرة على وضع حد لتصاعد العنف الذي لم تكن المجزرة الكيميائية سوى تصوير له". وقد لاقى تصريح هولاند، وتحديدا حديثه عن"جيش الائتلاف"، سخرية مرة في أوساط الإعلاميين الفرنسيين ، بالنظر لأن الجميع يعرف أن "جيش الإئتلاف" ليس في واقع الحال سوى " جبهة النصرة" و"دولة العراق والشام الإسلامية"( جناحي "القاعدة" في سوريا)، إلا إذا كان يعني "أرطة الزعران" الذين يقودهم سليم إدريس تحت اسم "الجيش الحر"، فهؤلاء ـ وكما يقال في اللهجة الدارجة في بلادنا ـ ليسوا أكثر من"قردين وحارس"!
وكان هولاند أكثر حذرا مما كان عليه قبل أيام حين أدلى بتصريحات قال فيها "إن فرنسا مستعدة لمعاقبة المسؤولين عن الهجوم الكيميائي." وقال إن فرنسا «ستقدم كل مساعدتها وكل دعمها السياسي إنما كذلك كل مساعدتها الإنسانية والمادية إلى الائتلاف»، لكنه لم يذكر زيادة «الدعم العسكري للائتلاف".
من جهته، قال الجربا ، الذي تحول حديثه إلى موضوع للتفكه والشتائم المقذعة والسخرية المرة حتى من قبل أنصار"الائتلاف" بعد أن بدا كما "الطرطور" و"كركوز"، إن «هذه الجريمة (الهجوم الكيميائي) يجب ألا تبقى من دون عقاب»، مؤكدا أن «عقابا سينزل بالأسد وآلة القتل التي يديرها». وكان أعلن، في مقابلة مع صحيفة «لو باريزيان» الفرنسية نشرت قبل اللقاء، أن على «الغربيين أن يضربوا نظام بشار الأسد وان يحيلوه على المحكمة الجنائية الدولية".
وأعلنت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية نجاة فالو بلقاسم أن على المجتمع الدولي «أن يجد ردا ينسجم مع الوضع»، مضيفة انه «من المعقد بناء» مثل هذا الرد على النظام السوري. وأوضحت انه «ينبغي الحصول على انضمام عدة حلفاء وعدة شركاء، وهو ما نسعى لتحقيقه في مجلس الأمن الدولي»، مشيرة إلى أن بين أعضاء مجلس الأمن «دولا مثل الصين وروسيا تطرح عددا من المصاعب». وتابعت «من المهم للغاية للأسرة الدولية في حال تدخلت أن تفعل ذلك في ظروف تسمح للبلد في ما بعد بالنهوض مجددا".
واشنطن :
في غضون ذلك، وفيما يبدو أنه هدوء ما قبل عاصفة العدوان الذي ازدادت مؤشراته أمس ، خفتت حدة التهديدات الغربية ضد سوريا، من دون تلاشي الخيار العسكري الذي تعزز بإعلان أميركي صريح، من البيت الأبيض، بأن ضربة ستتم وستكون «محدودة»، وباستمرار إرسال التعزيزات البحرية والجوية للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا الى المنطقة
وإذا كان يوم الاربعاء ميزته لهجة التحدي الإيراني العالية النبرة، فإن الاهتمام توجه امس نحو الكونغرس الاميركي ومجلس العموم البريطاني، بعدما فرضا على حكومتي باراك اوباما وديفيد كاميرون الاستجابة للأسئلة المتزايدة في البلدين بشأن جدوى الحرب ومدى جدية الاتهامات التي استندت عليها الحكومتان من اجل السعي الى تشريع الحملة العسكرية المتوقعة ضد سوريا. وفي هذا الإطار، رفض البرلمان البريطاني في ساعة متأخرة من ليل امس، التدخل العسكري في سوريا في عملية تصويت «رمزية» نال فيها المعارضون للحرب 285 صوتاً مقابل 272 أيّدوا الحرب
كما كان من اللافت أنه بينما أقرت كل من واشنطن ولندن بأنه لا وجود لـ«أدلة قاطعة» بشأن الهجوم الكيميائي في غوطة دمشق في 21 آب الحالي، فإن الحشود العسكرية تواصلت استعداداً للحرب التي تدور تكهنات بأنها صارت وشيكة، بعد خروج المفتشين الدوليين المفترض غداً من سوريا، وبعد إعلان اسرائيل طلبها من المجالس المحلية استكمال استعداداتها للوضع الطارئ قبل يوم الاثنين المقبل، في وقت طلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الدول الغربية على عدم شنّ عدوان على سوريا حتى يُقدم المحققون الدوليون نتائج بحثهم إليه وأعضاء مجلس الأمن الدولي

وفي مؤشر على تواصل الخلاف بين الدول الكبرى حول مشروع القرار البريطاني الذي يدعو الى تدخل عسكري في سوريا، جرت مشاورات جديدة، دعت اليها روسيا، بين مندوبي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، لم تدم سوى 45 دقيقة. وكان سفراء الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا اجتمعوا، امس الاول، من دون أن يتوافقوا على مشروع قرار يجيز تدخلاً عسكرياً في سوريا مع استمرار تمسك موسكو وبكين بموقفهما المعارض

وبدأ حجم الحشود العسكرية وطبيعتها تحضيراً للعدوان على سوريا يُظهر شيئاً فشيئاً شكل العمل العسكري الذي تنوي القوى الغربية القيام به، حيث أرسلت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا المزيد من القطع الحربية إلى المنطقة، في حين أرسلت روسيا سفينتين حربيتين يعتقد أنهما قد تؤديان دوراً وقائياً في عمليات الإنذار المبكر
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية، أمس، إن الولايات المتحدة سترسل مدمرة إلى قبالة السواحل السورية ما يرفع عدد السفن الحربية الأميركية في شرق المتوسط إلى خمس. وذكرت صحيفة «لوبوان» أن فرنسا أرسلت الفرقاطة «شيفاليه بول» الحديثة لتنضمّ إلى حشد القوات الغربية التي تستعدّ لضرب سوريا. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية إن بلاده سترسل ست طائرات من سلاح الجو إلى قبرص، مضيفاً إن الطائرات، وهي من طراز «تايفون» الاعتراضية، ستنشر في قاعدة «أكروتيري» البريطانية في قبرص
"لا أدلة أميركية دامغة"
ونقلت وكالة «اسوشييتد برس» عن مسؤولين في الاستخبارات الأميركية قولهم "إن الاستخبارات الأميركية لا تملك دليلاً قاطعاً يربط بين الرئيس السوري بشار الاسد او الدائرة الضيقة حوله بالهجوم المزعوم بالاسلحة الكيميائية في غوطة دمشق"، مشيرين الى انه "لا يزال هناك اسئلة حول من يتحكم ببعض مخازن الاسلحة الكيميائية السورية وشكوك بشأن ما اذا كان الرئيس السوري أمر بالهجوم".
وأشار المسؤولون إلى ان تقريراً قدم إلى رئاسة الاستخبارات يرجح ان تكون القوات السورية مسؤولة عن الهجوم، لكنه يتحدث عن ثغرات. وقال مسؤول رفيع المستوى في الاستخبارات و3 مسؤولين آخرين اطلعوا على تقرير للاستخبارات قدم الى البيت الابيض انه خلال الأشهر الستة الماضية، والتي تمت خلالها تغيرات كثيرة على الأرض، لم يعد عملاء الولايات المتحدة والحلفاء يعرفون مَن يسيطر على بعض الاسلحة الكيميائية، بالاضافة الى ان المكالمة الهاتفية التي تم اعتراضها كانت بين مسؤولين من رتب منخفضة، ولا يوجد أي دليل مباشر يربط بين الهجوم الكيميائي والدائرة الضيقة للأسد او حتى مسؤول عسكري رفيع المستوى
واوضح المسؤولون انه، وفي حين ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري اعتبر، الاثنين الماضي، ان الحكومة السورية تقف «بشكل أكيد» خلف الهجوم، فإن مسؤولي الاستخبارات غير متأكدين بشكل كامل من أن الهجوم تم بناء على أوامر الأسد، او ان القوات السورية هي مَن شنته
وأكد البيت الأبيض أن الرئيس باراك أوباما سيتخذ قراراً بشأن كيفية الرد على استخدام أسلحة كيميائية في سوريا بناء على مصالح الأمن القومي الأميركية
وأشار المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست إلى تعليقات مسؤول بريطاني رفيع المستوى قال إن الولايات المتحدة يمكن أن تتخذ قرارات بشأن السياسة الخارجية من تلقاء نفسها، ومن دون موافقة الكونغرس الاميركي
وأعلن أن الولايات المتحدة ستقدم التبرير القانوني لأي استجابة لاستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا إذا لزم الأمر بمجرد أن يقرر أوباما كيفية المضي قدماً. وقال «عندما يصل الرئيس إلى رأي حاسم بشأن الاستجابة المناسبة، وعندما يتطلب الأمر تبريراً قانونياً لتأكيد القرار أو دعمه فسنقدّمه من تلقاء أنفسنا»، برغم انه اشار الى انه «ما من أدلة دامغة حتى الآن على تورط النظام السوري في استخدام السلاح الكيميائي في الغوطة".
وكرر أن أي رد أميركي سيكون محدوداً، ورفض المقارنات مع الغزو الأميركي للعراق. وقال «ما نتحدث عنه هنا هو رد محدود ومحدد جداً»، مضيفاً إن «واشنطن لا تبحث عن تغيير النظام السوري بل عن رد على استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين".
وأشار إرنست الى ان دولاً عربية وقادة العالم اعربوا عن غضبهم من الهجوم الكيميائي ويريدون رداً عليه. وأضاف «رأي قادة العالم الآخرين في هذا الوضع مهم». وقال إن «الرئيس تحادث هاتفياً مع المستشارة (الالمانية انجيلا) ميركل. وهذا يأتي في اطار الاتصالات المتواصلة التي يجريها الرئيس بشأن الوضع في سوريا".
وأعلن أن الادارة الاميركية لا تزال مصمّمة على كشف تفاصيل تقرير الاستخـــبارات الذي يظهر لماذا واشنطن متأكدة من ان «الحكومة السورية تقف وراء استخدام السلاح الكيميائي".
وكان أوباما سدد صفعة قوية قبل يومين على وجه المعارضة السورية التابعة لواشطن والسعودية، حيث أكد أن ما يعنية في المنطقة هو" أمن إسرائيل واستمرار تدفق النفط"، في إشارة إلى أن ما ستستهدفه واشنطن في سوريا هو الأسلحة التي تهدد أمن إسرائيل، وليس ما ستستفيد منه المعارضة التي لا تنظر إلها واشطن إلا بوصفهم مجموعة "صرامي" تنتعلها لكي لا تتسخ قدماها بالوحل، ومجموعة مرتزقة ومأجورين أو مراحيض تتبول في حلوقهم حين تصاب بحالة إمساك!

الخميس، 29 أغسطس 2013

الجربا مطالبًا من باريس بعمل عسكري: اضربوا النظام ليختفي -

دعا رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا من باريس بعيد لقائه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الخميس إلى "ردع أممي ودولي قوي" لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أنه لم يحصل على التزام واضح بالحصول على الأسلحة التي تطالب المعارضة بها.

باريس: في اجواء حرب اثر إعراب العديد من الدول الغربية عن استعدادها لتوجيه ضربة عسكرية الى النظام السوري بعد اتهامه باستخدام السلاح الكيميائي في ضواحي دمشق في الحادي والعشرين من آب/اغسطس، استقبل الرئيس الفرنسي الجربا لنحو ساعة في قصر الاليزيه.
اضربوه كي يختفي
وقال الجربا في تصريحه بعيد اللقاء مع الرئيس الفرنسي "نحن نقول ان هذه الجريمة ضد الانسانية لن تفلت من العقاب، ويجب ان يكون هناك ردع قوي اممي دولي من حلفاء الشعب السوري، على رأسهم فرنسا"، واعتبر ان "اي عقاب لن يطال إلا هذا المجرم وإلا آلة القتل التي تدمّرنا، والسلاح الذي لم يستعمله الا ضد هذا الشعب".
وفي مقابلة مع صحيفة لوباريزيان الفرنسية نشرت الخميس، طالب الجربا المجتمع الدولي باتخاذ "قرار شجاع" والتدخل في سوريا ضد نظام الاسد. وقال "ليضرب وليختف هذا النظام"، معربًا عن الاسف لميوعة الدعم الدولي للمعارضة السورية. واضاف الجربا في مقابلته "نحن لا نشكك بصدقهم، لكن مضت سنتان، ونحن ننتظر ولم يفعلوا اي شيء لنا".
وقال سفير الائتلاف السوري المعارض في باريس منذر ماخوس، الذي شارك في اللقاء مع هولاند، ان فرنسا "اتخذت القرارات المناسبة". واضاف في تصريح لفرانس برس بعد مقابلة هولاند "ان الرئيس الفرنسي على وشك اتخاذ قرارات فاعلة جدا وسيتحمل مسؤولياته التاريخية والاخلاقية"، مشيرا الى "تسليم اسلحة وتوجيه ضربات عسكرية في سوريا".
ومع ان الرئيس الفرنسي كان اعلن الثلاثاء بانه سيزيد "الدعم العسكري" للمعارضة السورية، فانه تجنب الخميس بعد اللقاء مع الجربا الالتزام بهذا الامر. واعتبر هولاند ان على المجتمع الدولي ان "يوقف تصاعد العنف" واكد دعمه للمعارضة. وقال "ان فرنسا ستقدم كل مساعدتها السياسية ودعمها كما نفعل منذ اشهر، وايضا ستقدم دعمها الانساني والمادي" الى الائتلاف. وتابع "كما سنستخدم ايضا الدعم الذي نملكه في دول الخليج" بهذا الشأن.
المطلوب بديل قوي
وهي جملة ملتبسة، لان بعض الدول العربية، وخاصة قطر والسعودية، هي التي ترسل اسلحة الى المعارضة السورية. ومع ان دول الاتحاد الاوروبي رفعت في ايار/مايو الماضي الحظر على ارسال اسلحة الى سوريا، فانها بقيت متحفظة جدا ازاء ارسال سلاح نوعي الى المعارضة السورية، بحجة الخوف من وقوعه بايدي مقاتلين اسلاميين متطرفين يقاتلون ايضا في سوريا ضد نظام الاسد.
واضاف هولاند "لا بد من القيام بكل ما هو ممكن توصلًا الى حل سياسي، الا ان هذا الحل لن يأتي الا اذا كان الائتلاف قادرا على الظهور بموقع البديل مع القوة المطلوبة بما في ذلك قوة الجيش اي القوة العسكرية، ولن نصل الى ذلك ما لم يقم المجتمع الدولي بوقف هذا التصعيد في العنف الذي عبّرت عنه المجزرة الكيميائية الاخيرة". وهي طريقة للقول ان الائتلاف لم يبلغ هذه المرتبة بعد.
ولا تزال صدقية الائتلاف المعارض وفعاليته موضع تشكيك لدى الدول الغربية بسبب النزاعات التي تعصف بين اعضائه والفصائل التي يتكون منها. وخلال اقل من عام تبدل رئيس الائتلاف مرارًا ما جعل الثقة تتراجع بفعاليته لدى فرنسا والدول الغربية.
ويقول محمد حسين علي الضابط السوري المنشق منذ صيف 2012 لفرانس برس "هناك فصائل عديدة في المعارضة السورية وللاسف لم نتمكن من توحيد كل الضباط الذين انشقوا". وقالت وزارة الخارجية الفرنسية ان اجتماعا جديدا لمجموعة اصدقاء سوريا سيعقد "قريبًا، الا ان الموعد لم يحدد بعد".
الضربة "ستغير ميزان القوى"
 اعتبر رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد الجربا الخميس ان الضربة العسكرية المحتمل ان تشنها دول غربية ضد نظام الرئيس بشار الاسد، "ستغير موازين القوى على الارض"، وان النظام "سيلفظ انفاسه الاخيرة".
وقال الجربا في حديث الى قناة "المؤسسة اللبنانية للارسال" ان "هذه العملية ستغير ميزان القوى على الارض (...) هذه العملية ستعيد ميزان القوى الذي طالبت فيه من اول يوم"، في اشارة الى تاريخ انتخابه رئيسا للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في تموز/يوليو الماضي.
اضاف "نحن في هذه اللحظة، الجيش الحر (الذي يشكل مظلة لغالبية مقاتلي المعارضة) مستعد لانهاء المعركة مع النظام".
ودعا الجربا في الحديث الذي اجري معه من باريس الجيش السوري النظامي الى "الانفصال عن هذا النظام المجرم الفاسد (لانه) خلال هذه الفترة النظام سيلفظ انفاسه الاخيرة".
وطمأن رئيس الائتلاف المعارض المدنيين السوريين الى ان العملية "لن تطال مدنيين ابدا"، بل ستضرب "الآلة العسكرية لهذا النظام ولن تضرب مدنيين مهما كانوا، أكانوا مع النظام او ضده".
وتصاعدت في الايام الاخيرة استعدادات دول غربية في مقدمها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لتوجيه ضربة محتملة الى النظام السوري الذي يتهمه الغرب والمعارضة السورية بالمسؤولية عن هجوم مفترض بالاسلحة الكيميائية في الغوطتين الشرقية والغربية لدمشق في 21 آب/اغسطس.
وقال الجربا ان الضربة العسكرية المحتملة هي "عملية رد وردع وعقاب على قيام النظام بهجوم ارهابي كيميائي ضد شعبنا في ريف دمشق".
واتت تصريحات الجربا بعد ساعات من لقائه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. ودعا رئيس الائتلاف بعد اللقاء الى "ردع اممي ودولي قوي" للنظام السوري، من دون ان يحصل على التزام واضح بالحصول على الاسلحة التي تطالب المعارضة بها.
الا ان الجربا قال في حديثه المتلفز "بعد ضربة الغوطة سيأتي السلاح (...) وسيكون نوعيا وغير نوعي".

الحرب على الأسد تقترب... فجر الجمعة وربما الثلاثاء

باتت الضربة العسكرية قاب قوسين أو أدنى من سوريا، ففي حين تكهنت وسيلة إعلام إسرائيلية أنها ستكون يوم الجمعة، رأت صحيفة بريطانية أنها على الأرجح ستنطلق الثلاثاء المقبل، وذلك بسبب خلافات ظهرت بين المعارضة والحكومة البريطانيتين.

وكالات: حذر قائد أركان القوات المسلحة الإيرانية الجنرال حسن فيروز أبادي من عواقب أي عمل عسكري ضد سوريا في المنطقة، مؤكدًا أن "النيران" ستطال إسرائيل. وبينما تنظر الولايات المتحدة والدول الغربية في احتمال شنّ ضربات عسكرية بحق النظام السوري، الذي يتهمونه بشن هجوم كيميائي، حذر الجنرال فيروز آبادي من مغبة شنّ أي عمل عسكري، مؤكدًا أن "نيران أي عمل عسكري في سوريا ستطال الصهاينة".
وأكد فيروز أبادي أن "أي عمليات عسكرية جديدة ستسفر عن إلحاق المزيد من الخسائر بالمنطقة، وهو أمر ليس في مصلحة أحد غير الصهاينة". وبحسب فيروز آبادي، فإن "الولايات المتحدة وبريطانيا وحلفاءهما سيتكبدون خسائر جراء إثارة الحروب في سوريا والمنطقة".
وكان آية الله علي خامنئي المرشد الأعلى للجمهورية أكد الأربعاء أن التدخل العسكري الأميركي في سوريا "سيكون كارثة على المنطقة". وكثفت إيران في الأيام الماضية تحذيراتها من تدخل عسكري لواشنطن وحلفائها في سوريا. وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما الأربعاء إنه لم يتخذ قرارًا بعد بضرب سوريا، وحمّل مباشرة نظام الرئيس بشار الأسد مسؤولية الهجوم المفترض بالأسلحة الكيميائية في الأسبوع الماضي في ريف دمشق.
مدمّرة أميركية خامسة
إلى ذلك، أكد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية الخميس أن الولايات المتحدة سترسل مدمّرة إلى قبالة السواحل السورية، ما يرفع عدد السفن الحربية في شرق المتوسط إلى خمس.
وقال هذا المسؤول إن "السفينة يو إس إس ستاوت موجودة في المتوسط ومتوجهة شرقًا". وأضاف إن هذه السفينة الحربية ستحل محل السفينة يو إس إس ماهان، لكن السفينتين ستبحران معًا مع ثلاث مدمّرات أخرى لفترة غير محددة قبالة السواحل السورية.
موعد الهجوم
وكانت وسائل الإعلام العالمية دخلت في تكهنات حول موعد الضربة العسكرية لسوريا ردًا على استخدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد الأسلحة الكيميائية في ريف دمشق.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إن الضربة العسكرية كان من المفترض أن تتم فجر اليوم الخميس، إلا أنها تأجّلت بسبب خلافات بين الحكومة والبرلمان في بريطانيا، فيما قالت القناة العاشرة في إسرائيل إن الضربة قريبة جدًا، وستكون في نهاية الأسبوع، في إشارة إلى يوم الجمعة. وأضافت القناة إن القوات الأميركية والبريطانية جاهزة لتنفيذ ضربتها بمجرد تلقي الأوامر العسكرية، ومن الممكن أن يتم ذلك في أي لحظة.
انقسامات بريطانية
لكن صحيفة الغارديان البريطانية قالت إن العملية العسكرية المرتقبة ضد النظام السوري قد يتم تأجيلها حتى الثلاثاء المقبل، وذلك بسبب ظهور خلافات حادة بين المعارضة في البرلمان البريطاني والحكومة حول عدم توريط الجانب البريطاني في العمل العسكري على سوريا، وعدم تكرار سيناريو ما حدث في العراق عام 2003.
وأفادت الصحيفة نقلًا عن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن النواب البريطانيين سيمنحون تصويتًا آخر بحسب طلب المعارضة، من أجل الموافقة على عمل عسكري في سوريا، وذلك لنزع فتيل تمرد البرلمان، بحسب وصف الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مسؤولة في الحكومة البريطانية قولها "إن الولايات المتحدة قد خططت لتوجيه ضربات عسكرية على أهداف سورية قبل عطلة نهاية الأسبوع، وتستعد لتجهيز خطة احتياطية لتأخير الضربات حتى يوم الثلاثاء المقبل. وكان رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما قد أكد في تصريحات تلفزيونية أن الحكومة السورية هي من قامت بالهجوم الكيميائي، لافتًا إلى أنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي بشأن الغارات الجوية، لكن على النظام السوري استيعاب أن هناك تحركًا دوليًا بسبب أفعاله، على حد تعبيره.
هذا ومن المتوقع أن تنشر الولايات المتحدة وبريطانيا بشكل مشترك تقريرًا حول مسؤولية نظام الأسد عن استخدام النظام السلاح الكيميائي في منطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق، في محاولة منهما لحشد التأييد لتوجيه الضربات العقابية.
الضربة قادمة لا محالة
وأكد السفير الأميركي لدى إسرائيل دان شابيرو، في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية صباح اليوم الخميس، أن الولايات المتحدة ستوجّه ضربة عسكرية إلى سوريا لا محالة، لكن الرئيس الأميركي باراك أوباما لم يحدد موعدها بعد. وقال شابيرو إنه على ضوء المشاهد التي بثت من سوريا واستخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية ضد النساء والأطفال، فإن الولايات المتحدة تعتبر ذلك أمرًا جديًا، وبالتالي فإنه سيكون هناك رد أميركي وفي الوقت المناسب.
وأضاف شابيرو أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يجري اتصالات ومشاورات مع حلفاء الولايات المتحدة، ومشاورات مع الكونغرس حول هذا الموضوع. وأقرّ الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال مقابلة تلفزيونية الليلة الماضية، بأنه لم يتخذ قراره بشأن توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا بعد، علمًا بأنه متيقن من أن الأسد استخدم الأسلحة الكيميائية ضد شعبه، وأنه يجب أن تكون لذلك تداعيات.
وقال أوباما في المقابلة إن الولايات المتحدة تجري اتصالاتها مع حلفائها والمجتمع الدولي لتحديد الخطوات المقبلة، مضيفًا أن على الأسد أن يدرك أن استخدامه للأسلحة الكيميائية ضد شعبه لا يتنافى مع المبادئ الدولية فحسب، ولكنه يعرّض أيضًا المصالح الأميركية للخطر.
إسرائيل سرّبت معلومات الكيميائي
من جهة ثانية، ذكرت مصادر استخباراتية غربية أن المخابرات الإسرائيلية تمكنت من اعتراض معلومات تفيد بأن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يقف وراء الهجوم بالأسلحة الكيميائية، الذي وقع في الحادي والعشرين من شهر أغسطس/آب الجاري.
أضافت هذه المصادر، في تصريحات خاصة أدلت بها إلى شبكة فوكس نيوز الإخبارية الأميركية، أن "وحدة الاستماع التابعة للمخابرات العسكرية الإسرائيلية تمكنت من اعتراض معلومات في هذا الصدد، وقامت بإبلاغها إلى وكالة الأمن الأميركي، حيث أسهمت هذه المعلومات التي تم اعتراضها في توصل البيت الأبيض إلى مسؤولية نظام بشار الأسد عن استخدام الأسلحة الكيميائية ضد شعبه.
وأشارت الشبكة إلى أن مصادر في المخابرات الأميركية أوضحت أيضًا في هذا الصدد أن واشنطن كانت تعاني في البداية من معلومات مشوّشة وغير دقيقة بشأن الرد على الأسئلة الآتية: هل استخدمت أسلحة كيميائية فى سوريا بالفعل؟.. ومن الذي أصدر الأمر بذلك؟، ولكنها تمكنت في النهاية بعد اعتراض وحدة الاستماع الإسرائيلية من الحصول على نص المحادثات ذات الصلة في هذا الهجوم.
وأشارت إلى أن الإدارة الأميركية لم تفرج - حتى الآن - عن المعلومات الاستخباراتية الخاصة بالهجوم الكيميائي الذي وقع في سوريا في الأسبوع الماضي لأسباب عدة، من بينها ضرورة تحديد الجزء الذي سوف ترفع السرية عنه من ذلك الذي سوف يظل في عداد المعلومات المحظورة.

الغارديان: العملية العسكرية ضد سوريا قد تتأجل حتى الثلاثاء المقبل

ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية الخميس أن العملية العسكرية المرتقبة ضد النظام السوري قد يتم تأجيله حتى الثلاثاء المقبل، وذلك بسبب ظهور خلافات حادة بين المعارضة في البرلمان البريطاني والحكومة حول عدم توريط الجانب البريطاني في العمل العسكري على سوريا وعدم تكرار سيناريو ما حدث في العراق عام 2003م.
وأفادت الصحيفة نقلاً عن رئيس الوزراء البريطاني "ديفيد كاميرون" أن النواب البريطانيين سيمنحون تصويتاً آخر بحسب طلب المعارضة من أجل الموافقة على عمل عسكري في سوريا، وذلك لنزع فتيل تمرد البرلمان، بحسب وصف الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مسئولة في الحكومة البريطانية قولها "إن الولايات المتحدة قد خططت لتوجيه ضربات عسكرية على أهداف سورية قبل عطلة نهاية الأسبوع على استعداد تجهيز خطة احتياطية لتأخير الضربات حتى يوم الثلاثاء المقبل.
وكان رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما قد أكد في تصريحات تلفزيونية على أن الحكومة السورية هي من قامت بالهجوم الكيميائية، لافتاً إلى أنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي بشأن الغارات الجوية، لكن على النظام السوري فهم أن هناك تحرك دولي بسبب أفعالها، على حد تعبيره.
هذا ومن المتوقع أن تنشر الولايات المتحدة وبريطانيا بشكل مشترك تقريراً حول مسئولية نظام الأسد على استخدام النظام السلاح الكيماوي في منطقة الغوطة الشرقية بدمشق، في محاولة منهما لحشد التأييد لتوجيه الضربات العقابية.

روسيا: الأوقات التي كنا نحارب فيها في سبيل ومن أجل أحد قد مضت

موسكو / وكالات / أكد مصدر في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، الأربعاء 28 أغسطس/آب، أن هيئة الأركان تتابع وتحلل باستمرار تطور الأوضاع العسكرية حول سوريا، مشيراً إلى أن الأوقات التي كانت روسيا تحارب فيها في سبيل أحد قد مضت.
وأشار المصدر إلى أن القوات المسلحة الروسية ليست مكلفة بالحيلولة دون وقوع نزاع مسلح أو التدخل في الأحداث حول سوريا.
وقال المصدر لوكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء: "منذ بداية تصعيد النزاع تتابع هيئة الأركان الوضع في شرق البحر الأبيض المتوسط وتقوم بتقييمه".
وأضاف المصدر، وفقاً لموقع "روسيا اليوم"، أن "هذا الوضع يتطلب متابعة دقيقة لتطور الأحداث ومراقبة تحركات القوى المتنازعة في المنطقة. ولهذا الغرض نستخدم منظومة الرصد من الأقمار الصناعية، وتشارك في المراقبة سفننا من مجموعة السفن الحربية في البحر الابيض المتوسط، ونستند أيضاً الى مصادر أخرى للمعلومات".
وأضاف أن هيئة الأركان تتابع الأوضاع من أجل الحصول على أكبر حجم ممكن من المعلومات التي ستستخدم في خدمة مصالح الأمن القومي الروسي. وقال المصدر: "هذا وضع طبيعي بالنسبة الينا. وإن الأزمان التي كنا نحارب فيها في سبيل أحد، قد مضت. ونحن ننوي الحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات لخدمة مصالح الأمن القومي الروسي، وتحليل تكتيكات المشاركين في النزاع المحتمل بدقة، واستخلاص النتائج للمستقبل".
هذا وكانت وسائل الإعلام قد ذكرت أن عدداً من السفن الحربية الأميركية المجهزة بالصواريخ المجنحة "توما هوك" والغواصات الذرية الأميركية انتشرت بالقرب من السواحل السورية.
وأعلن عدد من الدول، بما في ذلك فرنسا وبريطانيا وتركيا، عن استعدادها لدعم الولايات المتحدة في حال بدأت التدخل العسكري في سوريا.
وأكد المصدر أخيراً أن ورشة العمل العائمة التابعة لأسطول البحر الأسود التي تنفذ المهام المنوطة بها في ميناء طرطوس السوري سيتم سحبها ووضعها تحت حماية السفن المتواجدة في المتوسط في حال تفاقم الوضع.

بوتين وروحاني يعارضان الأسلحة الكيماوية والتدخل العسكري في سوريا

موسكو (رويترز) - قال الكرملين بعد محادثة هاتفية بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني إنهما اتفقا على ان استخدام الأسلحة الكيماوية أمرا غير مقبول وعبرا عن معارضتهما للتدخل العسكري في سوريا.
وقال المكتب الصحفي لبوتين في بيان عن المحادثة يوم الأربعاء "الجانبان يعتبران استخدام الأسلحة الكيماوية من جانب أي طرف أمرا غير مقبول."
وأضاف "ونظرا للدعوات التي تتردد للتدخل العسكري الخارجي في الصراع السوري أكد الرئيسان ايضا الحاجة الى البحث عن طريق يؤدي الى حل بالطرق السياسية والدبلوماسية وحدها."

بشار الاسد: انتظرنا اطلالة رأس العدو الحقيقي وسنخرج منتصرين من المواجهة

 أكد الرئيس السوري في اجتماع له مع قيادات سوريا خلال تصاعد موجة الانباء عن العدوان الاميركي المحتمل، ان دمشق كانت تنتظر عدوها الحقيقي منذ بدء الازمة، مضيفا ان "سوريا ستخرج منتصرة" من المعركة.
وذكرت صحيفة "الاخبار" اللبنانية انه "فيما لا تهدأ الاتصالات والاجتماعات الساخنة في دمشق لاستنهاض الروح الوطنية لمواجهة الحرب على سوريا التي يكثر الحديث عنها، قال الرئيس السوري بشار الاسد في اجتماع له مع قياداته بعد تعاظم أخبار الضربة الأميركية، انه "منذ بداية الأزمة وأنتم تعلمون جيداً أننا ننتظر اللحظة التي يطلّ بها عدونا الحقيقي برأسه متدخلاً ".
واضاف الرئيس السوري بحسب ما نقلت عنه صحيفة "الاخبار": "أعرف أن معنوياتكم مرتفعة وجاهزيتكم كاملة لاحتواء أي عدوان والحفاظ على الوطن. ولكن أطالبكم بأن تنقلوا هذه المعنويات إلى مرؤوسيكم والمواطنين السوريين".
وأضاف الرئيس السوري مخاطبا قياداته: "فهذه مواجهة تاريخية سنخرج منها منتصرين".
وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما قال مساء الاربعاء، في حديث متلفز، انه لم يتخذ قرارا بعد بشأن سوريا، الا انه اكد ان اي "تدخل عسكري مباشر او تورط في الحرب السورية لن يساعد في حل الوضع على الارض".
وتتهم الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا، الحكومة السورية باستخدام السلاح الكيماوي ضد المجموعات المسلحة وتهددان دمشق جراء ذلك بشن ضربة عسكرية؛ الموضوع الذي يعيد للاذهان محاولات هذين البلدين، لاتهام النظام العراقي السابق بحيازة اسلحة الدمار الشامل، الامر الذي تبين لاحقا انه كان كذبة لتبرير غزو العراق عام 2003.

روسيا ترسل سفينتين حربيتين الى شرق البحر المتوسط

 قالت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء اليوم الخميس إن روسيا سترسل سفينتين حربيتين الى شرق البحر المتوسط لتعزيز وجودها البحري بسبب "الوضع المعروف جيدا" هناك في إشارة الى الأزمة في سوريا.

ونقلت الوكالة عن مصدر في هيئة الأركان بالقوات المسلحة قوله إنه سيتم إرسال سفينة مضادة للغواصات وطراد صواريخ في الأيام القادمة لأن الوضع "يتطلب منا بعض التعديلات" في القوة البحرية.

ولم يتسن الاتصال بوزارة الدفاع على الفور للتعليق.

اوباما لم يتخذ بعدْ قرار ضرب سوريا والمفتشون لم يخرجوا بتقرير الكيماوي

 قال الناطق الرسمي باسم البيت البيض جوش إرنست أن الإدارة الأمريكية تملك سلسلة من "البراهين" تؤكد أن نظام بشار الأسد هي الجهة الوحيدة في سورية القادرة على استخدام السلاح الكيميائي.

وفي مؤتمر صحفي بواشنطن اليوم، أفاد أن الحكومة الأمريكية تعمل حاليا على اعداد تقرير على أساس المعلومات التي جمعتها المخابرات الأمريكية حول استخدام السلطات السورية السلاح الكيميائي، وأنه من المتوقع نشر هذا التقرير خلال الأيام القادمة.

وأكد أن الرئيس الامريكي باراك أوباما لم يتخذ بعد قرارا حول كيفية الرد الأمريكي على "استخدام السلاح الكيميائي" في سورية، مشيرا إلى أنه يرى من المهم إجراء المشاورات في الكونغرس الأمريكي قبل ذلك.

وفي السياق ذاته، أكد المبعوث الأممي العربي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي أن فريق المفتشين لم يحدد بعد ما هي المادة التي استخدمت في الهجوم الكيميائي بغوطة دمشق يوم 21 أغسطس/آب.

وفي مؤتمر صحفي في باريس مساء اليوم قال الابراهيمي: "خبراؤنا يعملون حاليا في دمشق. إنهم جمعوا كمية كبيرة من المعلومات، ولم يتم حتى الآن تحديد ما هي المادة التي استخدمت في الهجوم الكيميائي المحتمل. نحن في انتظار نتائج التحليلات".

ونفى الإبراهيمي معرفته بالتحضيرات الجارية لتوجيه ضربة الى سورية التي قال عدد من وسائل الإعلام إنها تجري حاليا في بعض دول الغرب. 

موسكو: لا ضربة هذا الأسبوع، وسندافع عن مواطنينا في دمشق

يبدو أن على المتلهفين لبدء هطل المطر الأميركي القاتل على دمشق، أن يطيلوا انتظارهم أياماً إضافية. والأهم أنّه يبدو أنّ على المراهنين على حصاد ديموقراطي ليبرالي في بادية الشام، مرويٍّ بدماء السوريين أو بسماد صواريخ «توماهوك»، أن يدققوا أكثر في رهاناتهم؛ فقد تكون من نوع الأوهام، وقد يكون بريق طائرات العم سام سراباً، وقد لا يكون شتاء ولا موسم. لماذا؟ هذا ما تشرحه موسكو
بيروت / جان عزيز
كان أحد المسؤولين السوريين، منتصف ليل أول من أمس، يكاد يتبنى الموعد المحدد من قبل القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، لموعد بدء الغارات الأميركية على دمشق. «يبدو أنها ستبدأ قبل الخميس»، قالها المسؤول السوري لصديقه اللبناني، قبل أن يهمّ الأخير بالإخلاد إلى ما كان مفترضاً نوماً... طار على وقع إرهاصات الطائرات. ما سمح باستكمال الحديث والتحليل. لكن المضمون كان أقرب إلى أقوال الصحف، في زمن الصحافة الإلكترونية: أربع مدمرات أميركية باتت جاهزة قبالة سوريا. على كل منها 90 صاروخاً معداً للإطلاق، من نوع «توماهوك». المجموع 360 صاروخاً دفعة أولى من دفعات التأديب الأميركي. والشعار حتى اللحظة مطمئن: سقوط صواريخ، لا إسقاط نظامهذا إذا ما انتهت الأمور عند صليات الصواريخ المحمولة، وتوقف العنف البطريركي الأخلاقي لواشنطن عند هذا الحد. أما إذا استدعيت شحنات أخرى لإعادة تذخير المدمرات، ولتجهيزها بطواقم أخرى، عندها يصير الوضع أسوأ...
في وقت متزامن تماماً، كان دبلوماسي روسي معني بملفي سوريا ولبنان، ينام ملء عينيه في موسكو، قبل أن يوقظه هاتف من بيروت: الحرب تكاد تندلع عندنا وأنتم نيام؟ على أي حرب تتكلمون؟ لا حرب الآن، ولا قصف أميركياً، لا اليوم ولا غداً. اطمئنوا واستريحوا وناموا. وإذا ما استجد فعلاً قرار حرب أو قصف أو غارات، سنكون أول من يعلم، وتكونون أول من نُعلمه... أجاب الدبلوماسي الروسي. قبل أن يسهب ويفصل:
معلوماتنا وقراءتنا أن لا شيء هذا الأسبوع. فبعد الضجة الأولى التي سرت في واشنطن، عادت الأمور إلى بعض الهدوء. فإدارة أوباما قررت استنفاد كل سبل «الشرعية الدولية» قبل اتخاذها قراراً أحادياً بالتصرف حيال سوريا. الآن سنذهب إلى مجلس الأمن. هناك ستبدأ عملية الكباش المعهود بيننا نحن الخمسة الكبار. النتيجة الحسابية معروفة مسبقاً، ثلاثة ضد اثنين. واشنطن ومعها لندن وباريس، ضدنا نحن وبكين. لكن النتيجة السياسية معروفة أيضاً: تعادل سلبي، وخروج المنظمة الدولية من حسابات الحرب على سوريا. هذه المرحلة وحدها يمكن أن تستمر طوال ما بقي لهذا الأسبوع. أصلاً إدارة أوباما تريد تقطيع هذا الوقت؛ فهي تريد العودة إلى الكونغرس لإقرار تفويض منه للرئيس، يجيز له اتخاذ قرار توجيه الضربة. لماذا؟ ربما لحسابات سياسية أميركية داخلية. أو في سياق عمليات التبادل الدائم للصفقات بين الإدارة ومعارضيها. أصلاً، لا سياسة خارجية لواشنطن. كل العالم بالنسبة إليها «شأن أميركي داخلي». مثله مثل مشروع العناية الصحية أو تقديم كفالة لمصرف مفلس.
معلوماتنا، لن ينعقد الكونغرس الأميركي لبتّ الموضوع قبل مطلع الأسبوع المقبل. وبالتالي ثمة أيام عدة ستمضي في الانتظار. والانتظار على ما يبدو لن يكون عقيماً. نحن في موسكو فتحنا خطوط اتصالنا مع كل الأطلسيين. وزير خارجيتنا لافروف حدد جدولاً ثابتاً للتواصل هاتفياً مع نظيره الأميركي كيري. مع مضي كل ساعة، إما اتصال أو رسالة. الهدف مواكبة التطورات عن كثب، وعدم الوقوع في أي سوء فهم أو عدم تواصل. الأمر نفسه أقمناه ولو بوتيرة أقل مع الأوروبيين. وهذا ما يسمح لنا بتوقع انخفاض سقف اللهجة الغربية مع انقضاء هذا الأسبوع. قد لا يعني ذلك العودة كلياً عن نية توجيه الضربة إلى سوريا، لكننا بدأ في الساعات القليلة الماضية نلمس اتجاهاً تنازلياً لا تصاعدياً في اللهجة والنبرة. وهو أمر نراهن على استمراره، ونستثمر فيه جدياً.
يتابع الدبلوماسي الروسي: لم نتوقف طويلاً عند إلغاء واشنطن لاجتماع لاهاي الذي كان مقرراً الأربعاء في 28 آب الجاري، والذي كان مخصصاً للخبراء الذين يعملون على مسار «جنيف 2». نرى خطوة الإلغاء مسألة طبيعية في سياق ردّ واشنطن على مواقفنا من مسألة الكيميائي، وإصرارنا على عكس الاتهام الذي تبنوه هم، وعلى قلبه وتوجيهه إلى حلفائهم في غوطة دمشق. في كل حال، رسائل دبلوماسية من هذا النوع أمر اعتيادي في علاقاتنا. علماً أننا لسنا مستعجلين على إنضاج مؤتمر جنيف الثاني. بل هم المستعجلون. وهم من يثابر ويتابع ويلاحق منذ فترة طويلة، محاولين دفع الأمور إلى الأمام واختصار الوقت. لذلك نعتقد أن موعداً آخر سيتحدد قريباً. أصلاً هو الإعلام الغربي من ملأ الصفحات كلاماً على أن الغارة الأميركية إذا حصلت، سيكون هدفها إنضاج «جنيف ، وبالتالي تسريع المسار الحواري، لا الاستعاضة عنه بمسار عسكري. وفي كل حال، وأياً كانت خيارات واشنطن في الأيام القليلة المقبلة، لا نزال في موسكو نعتقد أن المرحلة الثانية من مؤتمر الحوار السوري ممكنة هذا الخريف، وبين التشرينين.
في مقابل الكلام السياسي، ماذا عن أخبار الضربة الأميركية على سوريا، وخصوصاً لجهة موقفكم منها؟ يفهم الدبلوماسي الروسي فوراً الإشارة في السؤال: كلام لافروف على عدم استعدادنا للدخول في حرب مع أي كان، هو كلام من باب الدبلوماسية، وجاء في سياق جواب فوري على سؤال في مؤتمر صحافي. أما في مقلب آخر، فثمة واقع مختلف. عنوانه وجود نحو 17 ألف مواطن روسي في سوريا الآن. وهؤلاء يعملون بصفة «خبراء» ضمن مؤسسات الحكومة السورية. ونقول للجميع، لمواطنينا ولكل العالم، إن موسكو ملتزمة الدفاع عن هؤلاء، والدفاع عن سلامتهم الجسدية. هذا أمر محسوم أفهمناه لكل المعنيين. لا عمليات إجلاء كبرى ستحصل في الساعات المقبلة. آخر عملية إجلاء لبعض العائلات التي فضلت مغادرة دمشق، حصلت في الأسبوع الأخير من كانون الثاني الماضي. وتضمنت بضع مئات من العائلات، التي أجليت عبر بيروت. من بقي، أي الـ 17 ألف روسي، هم خبراء ناشطون، باقون في دمشق، وسنحميهم بكل الوسائل الممكنة.
هذا الكلام الواضح يقود إلى السؤال عن موازين القوى العسكرية في البحر قبالة سوريا. هنا يكشف الدبلوماسي الروسي أن التعبئة الأميركية لم تكن نتيجة حادثة كيميائي الغوطة المزعومة. معلوماتنا ثابتة وموثقة أن الحشد الأميركي بدأ قبل شهر. وفي المقابل وجودنا هناك معروف ومستمر منذ نحو عامين. منذ كتبتم أنتم في 29 تشرين الثاني 2011، أن معركة سوريا باتت معركة روسيا.
ماذا سيحصل إذن؟ كل الاحتمالات مفتوحة. هي نموذج مصغر عن أزمة صواريخ كوبافالرئيس أوباما معجب بجون كينيدي، وبوتين أقرب إلى زعيم سوفياتي يُصلح تركة مماثلة لما قبل خروتشيف. وبالتالي كل شيء ممكن. المهم أن تقديرنا يميل إلى عدم حصول شيء هذا الأسبوع. اذهبوا إلى النوم، وإذا استجد طارئ نبلغكم...

إسرائيل: قرار ضرب سوريا خلال ساعات من قبل واشنطن ولندن وباريس و...السعودية والأردن

قرار مهاجمة سوريا سيتخذ في الساعات القليلة المقبلة، على ما أفادت إسرائيل أمس، مشيرة إلى أنه يستند إلى تحالف غربي وإقليمي وعربي واسع، وموضحة أنّ الهجوم سيكون محدوداً وأهدافه مختارة جيداً: لا تسبّب سقوط النظام، ولا تغيّر من موازين القوى على الأرض
يحيى دبوق
الرئيس الأميركي باراك أوباما سيتخذ قرار توجيه ضربة لسوريا قريباً، وربما في الساعات القريبة المقبلة. التأكيد صدر من إسرائيل، ونقلته القناة العاشرة في التلفزيون العبري أمس. مراسل القناة في واشنطن غيل تماري أكد «رمزية الضربة»، واستبعاد تأثيرها المباشر على ميزان القوى في الاقتتال السوري.
القناة حسمت أنّ قرار الضربة سيتخذ في الساعات المقبلة، مع حدّ أقصى لا يتجاوز 48 ساعة، مشيرة إلى أنّ الهجوم سيستند إلى تحالف أميركي وبريطاني وفرنسي، مع دعم خارجي من تركيا ودول عربية أخرى، مثل دول الخليج والأردنوأضافت أن الجهد الأميركي منصبّ في الوقت الحالي على بناء هذا التحالف، و«لهذا السبب رئيس أركان الجيوش الأميركية، الجنرال مارتين دمبسي، موجود في الأردن، حيث يجتمع مع نظرائه من قادة الجيوش العربية». وأشارت القناة إلى أنّ الرئيس الأميركي بلور قراره في أعقاب المحادثات التي أجراها في الأيام الأخيرة مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، حيث «لمس ضغطاً وتأييداً ودفعاً لشن الهجوم على سوريا».
وأشارت القناة إلى ضرورة التأكيد أنّ الهجوم سيكون رمزياً، إذ لا توجد نية لتدمير النظام، كما أنّه لا توجد نية لتغيير ميزان القوى داخل الساحة السورية، مضيفةً أنّ «الفكرة الأساس تتركز على أنّ الهجوم سيكون رسالة لا أكثر».
وذكرت القناة أنّ «الهجوم سينفذ من خارج المياه الإقليمية أو المجال الجوي لسوريا، وعبر صواريخ موجهة، توماهوك، أما الهدف المنوي ضربه فسيكون مركز تحكّم وسيطرة تابع للجيش السوري، أو منشآت انطلقت منها الأسلحة الكيميائية» التي استعملت في الهجوم في ريف دمشق.
وأكدت القناة أنه بمعزل عن الاستعدادات على الصعيد الدبلوماسي، «هناك استعدادات لوجستية يجب القيام بها قبل الهجوم، مثل انتظار وصول عدد من المدمرات البريطانية إلى شرق المتوسط، كي يتمكن البريطانيون من المشاركة».
كذلك نقلت القناة عن مصادر في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قولها، تعقيباً على تهديد مسؤول سوري بالردّ على إسرائيل في حال تعرض بلاده لهجوم غربي، إنّ «قدرات دمشق الحالية للمسّ بإسرائيل باتت محدودة جداً، في ظل النزف الذي تعرض له الجيش السوري على مدى العامين الماضيين».
إلا أنّ المصادر حذّرت من صواريخ «سكود» التي ما زالت في حوزة سوريا، وقدرتها على إصابة العمق الإسرائيلي.
وقدرت المصادر أن يتركز الهجوم الغربي ضد سوريا على أهداف تتعلق بالمنصات الصاروخية ومخازن السلاح الكيميائي. وأعربت المصادر عن ثقتها بإمكان تدمير أكثر من 80% من هذه الترسانة، التي يمكن أن تطلق باتجاه إسرائيل، مشدّدة على أن «الغاية هي عدم الانجرار إلى مواجهة أو تصعيد إقليمي».
إلى ذلك، حذر المدير العام لوزارة حماية الجبهة الداخلية الإسرائيلية السابق، الون روزن، من أن الجبهة الداخلية ليست جاهزة لمواجهة هجمات بسلاح كيميائي، مشيراً في حديث إلى موقع «واللا» العبري إلى أنّه في حال اندلاع حرب مع سوريا، فسيسقط على إسرائيل عدد من الصواريخ أكبر من الذي تساقط عليها في كل حروب السنوات الماضية، مع لبنان أو قطاع غزة. وأشار إلى أنّ«منظومة القبة الحديدية يمكن أن تؤمن الحماية لمنشآت استراتيجية، لكنها ستكون عاجزة عن تأمين الحماية للمدنيين».
وتوالت أمس تعليقات وسائل الإعلام العبرية، المستندة إلى «حتمية الضربة لسوريا»، بحثاً عن تداعياتها المحتملة، مع استبعاد إمكان تدحرجها إلى مواجهة شاملة، تفضي إلى إسقاط النظام السوري.
ورأت صحيفة «هآرتس» أنّ «إسرائيل لم تعد بعيدة عمّا يجري في سوريا»، مشيرة إلى «الموقف العلني لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي دعا فيه إلى ضرورة العمل العسكري الغربي لردع الأسد، فضلاً عن المخاوف من أن بقاءه في الحكم سيمثّل نصراً للتحالف الراديكالي الذي تقوده إيران».
وأضافت أنّ إسرائيل لم تعد في موقع المتفرج، بل بات عليها الاستعداد لكافة السيناريوات، مشيرة إلى أنّ «إسرائيل تستعد للتطورات المقبلة، وقد قامت بتحسين الإجراءات والموانع على الحدود في الجولان، وكثفت من عمليات جمع المعلومات الاستخبارية، كما عملت في عدة حالات ضد نقل السلاح من سوريا إلى حزب الله».
وأكدت الصحيفة أنّ «الانطباع في إسرائيل»، وتحديداً لدى شخصيات إسرائيلية على صلة بمستويات قيادية في الإدارة الأميركية، يشير إلى أنّ الأميركيين يستعدون فعلاً لشنّ هجوم على سوريا، مضيفةً أنّ «الهجوم، على الأرجح، سيكون محدوداً، رغم أن أوباما لم يتخذ حتى الآن قراراً نهائياً في هذا الشأن، ورغم كل نغمة التصعيد في تصريحات كبار المسؤولين الأميركيين».
وكتب معلق الشؤون العسكرية في الصحيفة، عاموس هرئيل، أنّ «من الصعب التكهن كيف سيرد الأسد على الهجوم، من دون أن يتسبّب بحرب شاملة»، لافتاً إلى أن ما يخشاه الأميركيون، في المقابل، هو «المهمة الزاحفة المتضخمة»، وهو المصطلح الذي وُلد بعد التورط الأميركي في الصومال، في منتصف تسعينيات القرن الماضي.
"الأخبار"

الروس يحاولون تشتيت اندفاعة الأميركيين، وإسرائيل تزود "التحالف" ببنك أهدافها السوري مطالبة بتدميره، فيما السعوديون والأردنيون يحشدون على الحدود

باريس / محمد بلوط
القرار بضربة عسكرية غربية لسوريا في نفق المناورات الأميركية ــ الروسية حول قرار دولي، لن يصدر بحق سوريا، ولجنة تحقيق في «الكيميائي» رهينة تجاذبات أميركية ــ روسية ــ بريطانية
وتسعى موسكو إلى تنفيس الاستعجال الغربي الذي تجلى بالمزايدة على ضربات وشيكة، صاحبتها تسريبات إعلامية عن مواعيد تنهمر معها صواريخ «كروز» وغيرها على سوريا، قبل نهاية الأسبوع الحالي
ويحاول الروس كسب الوقت، وتقييد أي عمل عسكري بنتائج التحقيق باستخدام أسلحة كيميائية في غوطة دمشق، وتقوية عمل خبراء الأمم المتحدة، بمنحهم المزيد من الوقت، بعد أن تحوّل إخراجهم من سوريا في الساعات الأخيرة محور مناورات ديبلوماسية روسية ــ أميركية في الأمم المتحدة. فطلب الأميركيون مساء أمس الأول من الأمم المتحدة سحب أعضاء البعثة، معللين ذلك بأن ما جمعوه من عيّنات على الأرض، بعد زيارة يتيمة واحدة لموقع المعضمية، يكفي لتأكيد استخدام الكيميائي. أما شق تحديد هوية المستخدم، فتملك الأجهزة الغربية ما يكفي من معلومات، لاستكمال ملفها الاتهامي ضد النظام السوري. وكررت واشنطن «تحميل الرئيس السوري بشار الأسد مسؤولية استخدام أسلحة كيميائية». 
وقدّم الروس طلباً مضاداً للإبقاء على البعثة، كي تستمر في عملها، ويتسنى لها أن تكشف على المواقع الثلاثة الأخرى المتفق عليها في البروتوكول الأصلي الموقع في نيويورك. وتلقى الاستعجال في توجيه الضربة إلى سوريا، ضربة مساء أمس عندما أعلنت الحكومة البريطانية أنها لن تقوم بأي عمل عسكري قبل الانتهاء من أعمال التحقيق، مضيفة إن «الأمين العام للأمم المتحدة يجب أن يتمكن من التوجه إلى مجلس الأمن مباشرة بعد نهاية مهمة الفريق»، وان «مجلس الأمن يجب أن تكون لديه فرصة الحصول على هذا التقرير ويجب بذل الجهود كافة للحصول على قرار في مجلس الأمن يدعم أي تحرك عسكري قبل القيام بمثل هذه الخطوة». 
ويقول مسؤول روسي يشرف على الملف السوري لقد طالبنا بإبقاء الخبراء ١٤ يوماً في سوريا، بحسب الاتفاق، وألا يتم سحبهم قبل انقضاء تلك المدة. وتم الاتفاق الأولي على منحهم مهلة تنتهي الأحد المقبل، في ما يشبه هدنة غير معلنة تغلق نافذة أي هجوم عسكري على سوريا، قبل عبورهم المحتمل، نقطة المصنع اللبنانية ليلة الأحد المقبل
وجلي أن الروس يحاولون كسب الوقت، ريثما تتضح عناصر الملف الكيميائيوفي هذا الإطار جاء انسحاب الروس والصينيين من جلسة نقاش مشروع قرار بريطاني يدين استخدام الكيميائي مسلحاً بالفصل السابع، ويدعو إلى حماية المدنيين في صورة طبق الأصل، عن القرار الذي استخدمه حلف شمال الأطلسي لقصف ليبيا، وإسقاط نظام العقيد الراحل معمر القذافي
وفي هذا الإطار أيضاً، قال مسؤول روسي لمعارضين سوريين إن موسكو تملك دلائل ووثائق وصور حصلت عليها من الأقمار الاصطناعية، تؤكد انطلاق صاروخين كيميائيين من منطقة دوما، التي تسيطر عليها المعارضة السورية و«لواء الإسلام». وقال المسؤول الروسي لمعارضين سوريين إن الوثائق الروسية ستقدم إلى لجنة التحقيق الأممية في مرحلة لاحقة
وكانت الأجهزة الأمنية الفرنسية قد كشفت أنها عثرت في العراق، في وقت لم تحدده، على معدات استخدمها تنظيم «القاعدة» لتطوير إمكانيات كيميائيةويقول مصدر أمني فرنسي إن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام " (داعش) قد يكون حصل على تلك المعدات والإمكانيات ونقلها إلى المناطق التي يسيطر عليها في سوريا
ونقلت مصادر سورية معارضة عن مسؤولين روس، في الساعات الأخيرة، إن الأميركيين قد يكونون حسموا أمرهم في توجيه ضربة إلى سوريا «لكنهم سيجدون أنفسهم في ورطة كبيرة في المنطقة، وأن من يفتح النار ينبغي أن يتحمّل النتائج، وسيعودون إلينا لمساعدتهم على الخروج منها".
وقال مسؤول روسي يشرف على الملف السوري إن «الأميركيين لا يعلمون إنهم سيواجهون مشاكل كبيرة في المنطقة، تكبر وتتسع باتساع الضربة التي قد يوجهونها ومدتها». وأضاف «نعتقد أن أطرافاً كثيرة في المنطقة ستقوم بالردّ على الهجوم الأميركي ــ الغربي، وان الرد لن يقتصر على أطراف من داخل سوريا وحدها، إنما سيشمل أطرافاً إقليمية أخرى». وتابع إن «روسيا لن تسمح بأن تحصل الولايات المتحدة على أي تفويض دولي يضفي شرعية على الهجوم الذي تحاول القيام به في سوريا".
وتقوم إسرائيل، بحسب المسؤول الروسي، بتزويد الولايات المتحدة والتحالف الغربي ــ العربي، بلائحة الأهداف، والمواقع التي ينبغي عليهم تدميرها، لإرباك النظام السوري وتدمير البنى العسكرية الأساسية السورية. ويقول المسؤول الروسي إن الاستخبارات الإسرائيلية، تقوم أيضاً بتزويد التحالف بكل ما تملكه من معطيات التنصت على اتصالات المسؤولين السوريين من عسكريين وسياسيين.
ويبدو أن الأميركيين ذهبوا بعيداً في التهديد بتوجيه الضربة حتى يستطيعوا العودة عنها من دون خسارة ماء الوجه. ويرجح مسؤول روسي أن تكون الولايات المتحدة تحاول الانتقام لهزائمها الكثيرة في المنطقة، عبر نصر «أخلاقي» تعتقد انه ممكن التحقيق في سوريا
ويقول المسؤول الروسي إن تراجع النفوذ الأميركي بعد هزائم العراق وأفغانستان، وانحطاط مكانة أميركا في المواجهة مع إيران حول الملف النووي، كلها عناصر قد تدفع الأميركيين إلى المغامرة بعملية عسكرية في سوريا
ويعدد الروس أكثر من سيناريو، يقول المسؤول الروسي، إنها في النهاية لن تكون مجدية، لأن الولايات المتحدة لن تجد المعارضة السورية التي تؤيدها قادرة على الاستفادة من أي انتصار بعد غلبة «الجهاديين» في كل الساحاتوقال إن الأميركيين يعلمون ذلك «لذا فإنهم لم يطلبوا إلغاء اللقاءات التحضيرية لمؤتمر جنيف، وإنما اقترحوا في رسالتهم الاثنين الماضي تأجيلها بعض الوقت». 
ويقول المسؤول الروسي إن عملية خاطفة تتضمن الكثير من المواقع الرمزية السياسية والعسكرية للنظام قد لا تجد رداً عليها، ولكن عملية طويلة تدوم أكثر من يوم واحد، قد تتحوّل إلى مأزق بالنسبة للولايات المتحدة. ويرجح سيناريو الضربات الطويلة أن تلجأ الولايات المتحدة إلى الاستفادة من نتائج العملية في جنوب سوريا، إذ تقول معلومات إن الأردنيين والسعوديين بدأوا بحشد قوات كبيرة في المنطقة التي تحد بادية السويداء. ووصلت مدرعات سعودية وأردنية الى المنطقة، ونشر الأردنيون، جنوب غرب درعا، في نقطة تبدأ من سحم، قوة سورية معارضة مدربة تعدّ ما بين ٢٥٠٠ إلى ثلاثة آلاف مسلح تمّ تدريبهم في معسكرات الملك عبدالله الثاني للقوات الخاصة
وبوسع هذه القوات الاستفادة من الضربات الجوية لإرباك القوات السورية، وتدمير مطار السويداء الاستراتيجي المحتمل، للتقدم بسرعة عبر البادية نحو غوطة دمشق الشرقية وتهديد العاصمة السورية، التي تبعد ٨٠ كيلومتراً عنها، والتواصل مع قوات المعارضة المتواجدة في الغوطة، أو الالتفاف من السويداء وممر الجولان المحرر، على القوات السورية في درعا، بعد تشتيتها بضربات الطيران والصواريخ
ولكن النافذة التي فتحت لتوجيه ضربة، سلّم بها الكثيرون في الساعات المقبلة، للائحة أهداف سورية، أغلقت مؤقتاً، بسبب تعقيدات أخرى تتعلق بتركيبة التحالف الغربي وأوضاع بلدانه الداخلية الاقتصادية والسياسيةوكلما امتد الوقت بالنقاش في توجيه الضربة لسوريا، ارتفعت كلفتها السياسية والاقتصادية.وبغض النظر عن طبيعة التحقيق في استخدام الكيميائي، تعمل سابقة التضليل والكذب في الحرب العراقية على الاشتباه في أي محاولة أميركية لشن حرب جديدة في الشرق الأوسط. ويغيب الإجماع في دول الاتحاد الأوروبي عن دعم أي عملية قتالية في سوريا.
"السفير"