الأحد، 5 مايو 2013

إسرائيل تقود العدوان على سوريا


دخلت إسرائيل رسمياً الحرب على سوريا. خلال 48 ساعة، شنت الطائرات الإسرائيلية غارتين على مواقع في ريف دمشق. فبعد تقدّم الجيش السوري على أكثر من محور في مواجهة المجموعات المسلحة التابعة للمعارضة، دخلت إسرائيل على خط المواجهات، لتقول صحف عبرية إن باراك اوباما يستخدم إسرائيل ليثبت أن "كل الخيارات مطروحة".


بعيد الساعة الواحدة و45 دقيقة من فجر اليوم، استيقظ سكان العاصمة السورية دمشق وضواحيها وأريافها على صوت انفجار ضخم. في اللحظات الاولى، كان سكان كل منطقة يظنون ان الانفجار في حيهم أو محيطه، من المزة إلى المهاجرين إلى الهامة إلى التضامن والقدم وغيرها من الأحياء والمدن. بعض سكان دمشق ظنوا أن ما حدث هو «زلزال». أهالي المناطق المحيطة بجمرايا شاهدوا انفجاراً هائلاً في مستودعات عائدة للجيش السوري، تلته عدة انفجارات. وفي عدد من مناطق دمشق وريفها الشرقي، شوهدت سحب النار والداخن تتصاعد من وراء السفح الغربي لجبل قاسيون.
سريعاً أيقن المعنيون والأهالي ما يجري. غارات إسرائيلية على عدد من المواقع العسكرية السورية. تضاربت الأنباء حول عدد المواقع المستهدفة، قبل أن ترسو الترجيحات على ما بين موقعين و6 مواقع. وفي بعضها، وقع أكثر من انفجار، نتيجة ذخائر مخزنة أو صواريخ او متفجرات، عائدة للجيش السوري.
دمشق سارعت إلى الإعلان عن وقوع الغارة، لكن من دون إصدار بيان رسمي. اكتفت بنشر أخبار موجزة عبر وسائل الاعلام الرسمية، مؤكدة ان هجوماً إسرائيلياً بالصواريخ استهدف مجمع البحوث العلمية في جمرايا. وذكّرت وكالة «سانا» بغارة سابقة شنتها طائرات حربية إسرائيلية، بعدما « اخترقت المجال الجوي لسوريا في الثلاثين من شهر كانون الثاني الماضي » واستهدفت «أحد مراكز البحث العلمي المسؤولة عن رفع مستوى المقاومة والدفاع عن النفس، الواقع في منطقة جمرايا بريف دمشق».
وحتى ما بعد ظهر اليوم، لم يكن قد صدر أي موقف رسمي سوري .
الاعتداء الجديد اتى بعد أقل من 48 ساعة على الانفجار الضخم الذي وقع على مقربة من مطار دمشق الدولي، والذي أكدت وسائل إعلام إسرائيلية وأميركية بأنه ناجم عن غارة اسرائيلية شنتها الطائرات من فوق الأراضي اللبنانية، فيما نفت دمشق هذه المعلومات. وتجدر الإشارة إلى ان بعض مجموعات المعارضة السورية المسلحة تبنّت إنفجار المطار الذي وقع فجر يوم الجمعة الماضي، قائلة إنه ناتج عن انفجار مخازن وقود في المطار، بعد إصابتها بقذائف هاون.
في إسرائيل، لم يعلن أي مسؤول رسمي تبني جيش الاحتلال لاعتداء فجر اليوم، فيما نشر الجيش الإسرائيلي منظومتين من منظومات «القبة الحديدية » المضادة للصواريخ، في المناطق الشمالية، وتحديداً شمال مدينة حيفا. أما وسائل الإعلام العبرية، فتعاملت مع الخبر بما يوحي بأنه لا يزال خاضعاً للرقابة العسكرية، إذ أشارت إليه بوصفه « هجوماً مزعوماً». لكن اللافت أن التحليلات الإعلامية الإسرائيلية توسعت في قراءة الحدث. أبرز تلك التحليلات ما نشرته صحيفة يديعوت احرونوت على موقعها. الصحيفة العبرية وضعت الاعتداء في إطارين: الأول، أن الرئيس الأميركي بارك اوباما «يستخدم إسرائيل ليقول لداعمي ( الرئيس السوري بشار) الأسد ــ إيران وروسيا والصين ـــ إن الولايات المتحدة جادة في قولها إن كل الخيارات موضوعة على الطاولة». اما الإطار الثاني، فمرتبط بالمقاومة تحديداً. فوفقاً ليديعوت، استهدفت الغارة مركزاً لتدريب رجال حزب الله على استخدام «أسلحة كاسرة للتوازن» مع إسرائيل. والمكان المستهدف، يُستخدم أيضاً، بحسب الصحيفة الإسرائيلية، كمحطة لنقل أسلحة متظورة من سوريا إلى حزب الله. ورجّحت الصحيفة أن يكون قصف المركز قد تم من مكان بعيد جداً، مع «احتمال ألا تكون الصواريخ قد اُطلِقَت من فوق الأراضي اللبنانية، بل من فوق البحر (المتوسط). فإسرائيل تملك صواريخ أرض جو يمكن إطلاقها عن بعد 100 كلم عن هدفها ».
في هذا الوقت، تعاملت قوى المعارضة السورية، وخاصة المسلحة منها، مع العدوان، بطريقة احتفالية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق