الخميس، 9 مايو 2013

نصرالله: النظام الرسمي العربي يتصرف مع فلسطين كما لو أنها عبء تاريخي ونحن امة تضيع الفرص


 توجه الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله "بالتحية لجميع العاملين بإذاعة النور" التابعة للحزب، مشيراً الى أن "هذه الاذاعة بدأت كجزء من مسيرة المقاومة بخبرة ناشئة وفتية وبأمل عظيم بالمستقبل وثقة بالنفس باننا قادرون على صنع الانتصار في اي مجال من المجالات، وكما بدأت المقاومة كمجموعة صغيرة، بدأت اذاعة النور بغرفة صغيرة وامكانيات متواضعة وكانت البداية تعبر عن الصفاء والبساطة وعدم التعقيد والمبادرة الذاتية"، لافتاً الى أنه "كما تطورت مقاومة الميدان تطور اعلام المقاومة بنفس الجدية والاخلاص والانتاجية وكان دائما اعلام المقاومة مواكبا لعملها الميداني".
وشدد على ان "اذاعة النور هي جزء من اعلام مقاوم وملتزم كان المهم والاهم الصدق والامانة في القول والفكر والنية والعمل والممارسة، وهذا الالتزام كان حاسما وقاطعا، ولكن احيانا بالحرص على السبق الصحفي يتورط الكثيرون بالكذب وتغيير الوقائع وتحريفها، ووظيفة وسيلة الاعلام ان تنقل الاحداث لا ان تخترع ولا ان تزور ولا ان تلفق. كنا نقول للاخوة ان نقل بعض الاخبار الصادقة قد يخدم العدو، وليس بالضرورة ان ننقل كل الاحداث ولكن يجب ان لا نزور ونفتري".
 واضاف "حتى في الحرب النفسية، الصدق في تجربتنا هي نقطة القوة في اي حرب نفسية خضناها مع العدو. الحرب النفسية التي شنتها المقاومة الى جانب عملها الميداني كان يعتمد على الصدق، اما من يهول ويخترع ويكتشف العدو انه يخترع، فتصبح الحرب النفسية مجرد كلام ليس له اي أثر".
ورأى أن "اخطر معضلة يواجهها الكثير من وسائل الاعلام في العالم والعالم العربي ومع كثرة وسائل الاعلام المكتوبة والمرئية وغيرها هي عدم المصداقية والتضليل وافتراء الوقائع والكذب بالسياسة والعلاقات والاخبار وغيرها من المجالات"، مشيراً الى أن "البعض يتعمد الكذب وهم يعرفون انهم يكذبون الى ان وصلنا الى وقت اليوم عندما تشاهد الفضائيات او تسمع الخبر، فعليك ان تدقق لترى الوسائل الاعلامية الثانية ماذا ستقول والمصادر وامكانية تاكيد الخبر، واحيانا يتم نقل اخبار عن معارك طاحنة في اماكن ليس فيها معارك اصلا، وفي  مواجهة من هذا النوع يجب ان نتمسك بصدقنا والتزامنا وامانتنا ونحن لا يجوز لنا ان نفتري على الاخرين او ان نتهمهم زورا وظلما لان هذا السلوك يثبت المصداقية ويصنع النصر"، لافتاً الى أن "مع كل خطوة وحركة كان اعلام المقاومة يواكب لذلك استطاع في الجانب الذاتي الذي يتعلق بالمقاومة تثبيت الامة وتبيين الحق والحقيقة والدفاع عن المقاومة امام اتهامات الارهاب وامام اتهامات التبعية ومحاولات الشيطنة وتشويه الصورة مع ان محاولات الشيطنة موضوع عمره 30 سنة، بالاضافة الى الصورة الاخلاقية والصورة الجهادية وصورة الاخلاص والدفاع عن الوطن والامة والمقدسات وساهم في المس بمعنويات العدو"، مضيفاً "وسائل المقاومة ستستمر باداء هذا الواجب الجهادي الى جانب كل مواقع المقاومة التي تتطلع بكل ثقة الى الانتصار".

وأشار الى أن "المخاطر التي تتهدد القضية الفلسطينية اليوم كالارض والهوية، لان الارض من الممكن ان تحتل لمئات السنين ولكن عندما لا يعترف بهوية الاحتلال فهذا يعني ان المعركة مستمرة ولكن التسليم بهوية الاحتلال فهذا يعني ان المعركة انتهت، وما يجري في المنطقة يساعد العدو على الاستفادة من الفرص المتاحة والعدو يحسن الاستفادة من الفرص ونحن امة تضيع الفرص"، لافتاً الى أنه "عندما ينظر الاسرائيلي حوله ويجد الساكتين امضوا اكثر سكوتا ويجد ان المهتمين يتم اشغالهم بتحديات خطيرة، فلماذا لا يستفيد العدو؟، وعندما يجد العدو ان النظام الرسمي العربي اكثر استعدادا للتنازل عن الحقوق بعد الربيع العربي، وخلال الربيع العربي والصحوات الشعبية كان العدو في حالة رعب شديد، والشعب الفلسطيني كان يطمح ان يجعل الربيع العربي من العرب اكثر تمسكا بالحقوق"، متسائلاً "عندما يكون هناك وزراء عرب مستعدون للتنازل عن الحقوق فأليس هذا محزنا؟".

وشدد على أن "سوريا تواجه حربا قاسية جدا وفي لبنان معروف ما فيه وتفترضون ان ايران محاصرة والنظام الرسمي العربي يتصرف مع فلسطين واللاجئين الفلسطينيين والاقصى وكنائس القدس على انهم عبء تاريخي، وهو يحتاج الى الظرف والشجاعة ليقول ذلك، لذا نرى كلما سمحت الفرصة انه يقتحم نحو التنازل، وفي يوم من الايام كان هناك اقوال عن ان العالم العربي سيتحرك ان تم المس بالاقصى"، أسفاً لأن "هناك اشخاص يقولون ان الاولوية ليست للمسجد الاقصى.. الاولوية اصبحت كيف نقتل بعضنا في سوريا والعراق وكيف ندفع لبنان الى الهاوية"، لافتاً الى أن "المطلوب اعتراف رسمي عربي وليس فلسطيني فقط بالاعتراف بيهودية الدولة وهذا ما يحمله وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى المنطقة، ويجب ان يعرف الناس ما هي مخاطر الاعتراف بيهودية الدولة على اللاجئين والمقدسات وعلى فلسطينيي 48 وعلى نضالات الشعب الفلسطيني منذ مئات السنين"، مشيراً الى أنهم "ليسوا جاهزين لان يدفعوا الاموال للمسلمين السنة في الصومال الذين يموتون من الجوع، وليسوا مستعدين لان يقدموا دعما حقيقيا للمقدسيين ليبقوا في ارضهم ولو ثمن مدينة رياضية واحدة من كرة القدم العالمية، ولكنهم جاهزون ليدفعوا لليهود الاموال والتعويضات"\ز
 واضاف"هناك مخاطر كبيرة وجمة حضارية وبيئية واقتصادية وديمغرافية وغيرها يجب ان تشرح، ومن جملة المساعي الاسرائيلية ان ما يجري الان في ما يتعلق بالمسجد الاقصى نفسه، من الاعتداء على المقدسيين وتدنيس القدس واعتقال مفتي فلسطين، والشعب الفلسطيني يدافع عن المسجد الاقصى بلحمه العاري وصدره ونسائه واطفاله، وهناك خشية حقيقية من تحويل دخول المستوطنين الى المسجد الاقصى امر طبيعي، قبل ان نصل الى موضوع بناء الهيكل"، مشيداً "بالموقف الصادر عن البرلمان الاردني ورفع التحية له، ففي هذا الزمن الصعب، ان يخرج هكذا موقف من البرلمان الاردني فهذه خطوة قوية ومعبرة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق