الثلاثاء، 22 يوليو 2014
سببان أجبرا الاحتلال على تأخير إعلان أسر أحد جنوده في غزة
بعد 3 أيام من إعلان كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس في غزة أسر أحد جنود الاحتلال خلال المعركة التي خاضتها مجموعة من الكتائب مع قوات الاحتلال في حي الشجاعية شرق قطاع غزة فجر الأحد الماضي، اعترفت قوات الاحتلال بفقدان احد أفراد الفرقة التي داهمت الحي.
وأقر جيش الاحتلال بعد ظهر اليوم الثلاثاء، أن الجندي المفقود يدعى "أورون شاؤول"، ويبلغ 21 عاما، وهو من بلدة بوريا قرب طبريا، ويطابق هذا الاسم اسم الجندي الذي أعلنت كتائب القسام عن أسره.
وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية، ظهر اليوم، أن رئيس شعبة القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي، أورنا برفيفاي، زارت أمس عائلة الجندي المفقود، وأبلغت عائلة الجندي المفقود بتسلسل أحداث العملية التي قتل فيها الجنود الذي تواجدوا في المدرعة، لكن عائلة شاؤول قالت "إنها تعتبر ابنها الجندي حيا".
قبل هذا الاعتراف، حاول جيش الاحتلال لعب لعبة على المقاومة الفلسطينية، وهي محاولة جرها لتقديم تفاصيل مجانية عن الجندي المفقود، ليتسنى لها الوصول إلى مكان احتجازه، كما ان الاحتلال الذي يزرع شرائح متابعة في أجساد جنوده لتعقبهم في حال تعرضهم للاسر، ظننا منه أن عناصر المقاومة يفتقدون للخبرة او الدراية في مثل هذه العمليات.
لكن عناصر المقاومة أثبتوا للاحتلال مرة اخرى، انهم على علم ودراية عالية بهذا النوع من العمليات، بل أنهم يدربون عناصر على مثل هذه العمليات التي تفضي في معظم الأحيان إلى أسر جندي أو اكثر من جنود الاحتلال.
ولعل الاحتلال لا يدري، أن المجموعات التي أسرب سابقا الجندي "جلعاد شاليط" كانت تتدرب على العملية قبل وقت التنفيذ بشهور، إلى جانب الخبرة والحنكة التي يتمتع به هؤلاء المقاومون في إدارة الصراع في مثل هذه العمليات، الذين لا يقدمون أي معلومة بالمجان او دون مقابل.
السر الثاني وراء تأخير اعتراف الاحتلال هذا، هو محاولة منه لعدم زيادة الضغوط النفسية على جنوده الذين يتعرضون للقتل والضرب المتواصل على يد المقاومة الفلسطينية في غزة، خلال عمليات نوعية أجبرت جنود الاحتلال في كثير من الأحيان على الفرار من أماكنهم، او الاستسلام للمقاومين.
فمنذ إعلان قوات الاحتلال شروعها بعملية برية في قطاع غزة، يتعرض جنود الاحتلال المنتشرين على طول الحدود مع القطاع لعمليات قتل وقنص ومحاولات أسر على يد عناصر المقاومة الفلسطينية، التي أظهرت بسالة في مواجهة هذه القوات.
هذا بالإضافة إلى أن المقاومة الفلسطينية نجحت ومنذ اللحظة الاولى للعدوان الإسرائيلي على غزة في إدارة حرب نفسية على الجمهور الإسرائيلي وجيش الاحتلال، حيث بث العشرات من الرسائل الموجهة إلى الجنود تحثهم فيها على الهروب من قطاع غزة وعدم المجازفة في عملية برية ضد القطاع، لأن المصير المحتوم الذي سيلاقوه هو الموت أو الأسر على يد المقاومة الفلسطينية.
وإعلان مثل هذه الحادثة للجمهور الإسرائيلي أو لجنود الاحتلال، سيزيد بالضرورة من حجم الضغوط النفسية التي ستساعد على إضعاف جبهة الجيش، وإحداث إرباك وخلق حالة من الخوف بل الرعب في صفوف قوات الاحتلال.
هذين السببين، وضعا أجهزة الاحتلال وقواته على المحك، فمن جهة انتظرت مخابرات الاحتلال كتائب القسام لتقديم معلومات مجانية عن جنديها الأسير، وخاب ظنها في المقاومة الفلسطينية، ومن جهة اخرى ارتبكت قوات الاحتلال ووضعت نفسها في حرج من الإقرار بعملية الأسر وتحطيم معنويات جنودها، او الصمت وتسجيل نقطة انتصار أخرى للمقاومة الفلسطينية التي بات صوتها أصدق لدى الجمهور الإسرائيلي من حكومة نتنياهو المتهمة بالكذب والخداع من أول يوم للعدوان.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق