ومساءً أعلنت «الكتائب» وقوع دورية أخرى في كمين متقدم شرق حي الشجاعية، واشتباك المقاومين مع الجنود «من مسافة صفر، ما أدى إلى مقتل عشرة جنود وإصابة آخرين، وأيضاً عاد مجاهدونا بسلام، مؤكدين أنهم أحصوا الجنود العشرة قتلى، فضلاً عن الإصابات». كذلك ذكرت أن «إحدى مجموعات النخبة هاجمت مساءً قوة راجلة للعدو في حي الغوافير شرق القرارة (خان يونس) واشتبكوا معهم بالأسلحة الرشاشة، ما أوقع خمسة جنود قتلى مع إصابات أخرى».
وأشارت «القسام» إلى أنّ مقاوماً تابعاً لها أكد بعد عودته من خطوط المواجهة شرق غزة أنه تمكن صباح أول من أمس من تفجير دبابة بعبوة «شواظ 4» وتدميرها بالكامل.
الإسرائيليون اعترفوا بمقتل خمسة جنود وإصابة 25 آخرين. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في تغريدة على موقع «تويتر»: «خلال 24 ساعة قتل 7 جنود وضباط من الجيش في غزة»، وأضاف أنه «منذ بداية عملية الجرف الصامد قتل 25 جندياً وضابطاً». وأشار بيان للجيش إلى أن «30 جندياً أصيبوا خلال 24 ساعة في القطاع»، من هؤلاء ثلاثة جروحهم خطرة وثمانية إصاباتهم متوسطة و19 إصاباتهم طفيفة.
وأكدت مصادر عبرية أن ستة جنود إسرائيليين وصلوا أمس إلى مستشفى شيبا، ثلاثة منهم في حالة الخطر الشديد، وقالت إن 15 جندياً ممن أصيبوا في المعارك أمس وصلوا إلى مستشفى برزلاي في عسقلان. وهؤلاء يضافون إلى 21 جندياً يرقدون في المستشفى نفسه منذ بداية العدوان. وفجر اليوم سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية بنشر خبر يفيد بإصابة قائد وحدة (الكوماندوز) البري (إيغوز) بجراح خطرة خلال الاشتباكات الضارية مع المقاومة على حدود غزة صباح أمس.
هذه التطورات الميدانية ترافقت مع سلسلة مجازر جديدة ارتكبتها القوات الإسرائيلية. وزادت وتيرة القصف لتطاول فضلاً عن بيوت عائلات بحد ذاتها أبراجاً سكنية بصورة عشوائية في مدينة غزة.
بدأت سلسلة المجازر باستهداف منزل لعائلة أبو جامع في خان يونس جنوبي القطاع، ما أدى إلى استشهاد 26 من أفراد العائلة من الأطفال والنساء والرجال، تلاها قصف مستشفى الأقصى وسط قطاع غزة مباشرة في مبنى الجراحة والباطنة، ما أدى إلى استشهاد أربعة وإصابة سبعين وإخلاء المصابين في المستشفى إلى مناطق أخرى. يذكر أن مصادر طبية ذكرت أن الاحتلال استهدف أكثر من 25 مؤسسة صحية منذ بدء العدوان. تلا ذلك استهداف مدرسة تابعة لوكالة «الأنروا» في المغازي (وسط) ومسجد في المنطقة نفسها، كذلك استُهدفت عائلتا اليازجي والقصاص، فاستشهد تسعة من العائلة الأولى وتسعة من العائلة الثانية. وفي ساعات الليل انتقلت إسرائيل بجنونها لاستهداف أبراج سكنية في مدينة غزة بصورة عشوائية، فاستشهد 12 مواطناً من عائلة الكيلاني في قصف مبنى سكني وسط المدينة بينهم 5 أطفال ومسن، فيما أصيب أكثر من 45 شخصاً.
وأشارت المصادر الطبية إلى أن غالبية الشهداء وصلوا جثثاً متفحمة، ما صعّب التعرف إلى هوياتهم. كذلك نقل أكثر من 60 إصابة خطرة ومتوسطة في استهدافين لعائلتي ستية وبكر في مخيم الشاطئ (غرب).
وحتى منتصف الليل أفادت وزارة الصحة في غزة بأن حصيلة العدوان المستمر إلى صباح اليوم السادس عشر هي 565 شهيداً و3600 جريح، علماً بأن أكثر من 149 شهيداً من الأطفال، وكذلك 1150 من الجرحى منهم. وأوضحت الوزارة، في مؤتمر صحافي عقدته أمس، أن 85 شهيداً ارتقوا أمس بفعل المجازر المتعمدة ضد بيوت المواطنين على وجه الخصوص.
يشار إلى أن الاحتلال لا يزال يمنع إجلاء عشرات الشهداء والجرحى من حي الشجاعية الذين لا يزالون تحت الركام لليوم الثالث على التوالي، ويمنع اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أخذ دورها في هذا المجال.
(الأخبار)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق