الجمعة، 3 يناير 2014

يديعوت: حل القضية الفلسطينية عودة الاردن ليدير أمور الضفة الغربية ويمنح السكان الجنسية الاردنية

بقلم: غي بخور


زعم الدبلوماسي والأديب البريطاني المشهور هارولد نكلسون (1886 – 1968) أنه يوجد نوعان من المفاوضين وهما “مقاتلون” و”حانوتيون”. فالمقاتلون يستعملون التفاوض لتحسين مواقعهم استعدادا لمرحلة الصراع التالية، في حين يحاول الحانوتيون التوصل الى اتفاق يرضي الجميع. فالمقاتلون يأتون ليأخذوا والحانوتيون ليعطوا. والمقاتلون يرون الاتفاق مرحلة مؤقتة، ويأمل الحانوتيون أن ينهوا الصراع به.
 إن السلطة الفلسطينية جاءت الى التفاوض مثل المقاتلين بصورة واضحة. فهي معنية باعادة الزمن واصلاح ماضي 1948، وطرد 700 ألف يهودي من يهودا والسامرة وإدخال مليون الى مليوني فلسطيني من سوريا ولبنان والعالم العربي بدلا منهم. وسيكون هؤلاء أخطر السلفيين في المنطقة. وتريد اسرائيل إنهاء الصراع لكن السلطة تريد أن تقوي نفسها كي تقوي المواجهة، فهدفها هو الاستمرار في خطة المراحل للقضاء على اسرائيل.
وتبدأ المشكلة حينما يظن الحانوتيون أنه يواجههم حانوتي آخر ويتبين لهم أنهم يواجهون مقاتلا، لكن حينما يكون ذلك متأخرا جدا احيانا. ويدرك من يفهم أن الحديث عن قوتين ذواتي قصد متضاد ولغة مختلفة أنه لا يوجد أصلا ما يُتحدث فيه مع تلك التي تسمى “السلطة الفلسطينية”.
وتكون النتيجة من هنا أنه سيفشل بعد وقت ما ما يسمى “مفاوضة” تلك السلطة، التي هي كلها سذاجة امريكية في أحسن الحالات. لأن الوسيط الذي لا يفهم أنه يوجد أمامه مقاتلون بازاء حانوتيين يصعب عليه فهم المواجهة، فقد يكون هو نفسه حانوتيا. ولهذا فان هذا هو الوقت لاعداد وصوغ الخطة ب بعد أن أصبحت الخطة أ غير ممكنة. والقصد هو الاردن.
 كما اضطرت مصر الى العودة الى قطاع غزة وقضاياه، يتوقع أن يحدث هذا مع الاردن لأنه جزء من الصراع. كان تشرتشل هو الذي فصله عن ارض اسرائيل الغربية “دولة عربية”، لكنه جزء من الحل وهو يعلم ذلك بل إنه معني به. لم تكن الضفة الغربية جزءا خالصا من المملكة الاردنية في 1967.
 ضمها الاردن ضما كاملا ومنح سكانها جنسية كاملة. وفي 31 من تموز 1988 ألغى الملك حسين الجنسية الاردنية الكاملة التي كانت لسكان يهودا والسامرة وشرق القدس العرب في اطار ما سمي “فك الارتباط”. لكن من ذا يلغي جنسية سكانه عبثا ولماذا مر ذلك في صمت؟.
 سيستعيد السكان العرب في يهودا والسامرة الجنسية الاردنية ويدير الاردن الحياة المدنية في المنطقة أ، ويبقى الجيش الاسرائيلي هو المسؤول العسكري في جميع اراضي يهودا والسامرة، بتنسيق مع الاردنيين الذين لنا معهم اتفاق سلام، ويبقى الاستيطان كله بالطبع. ويقترع العرب في يهودا والسامرة للبرلمان الاردني وتكون جوازاتهم اردنية. وتُحل قضية القدس ايضا سريعا لأن اسرائيل التزمت في اتفاق السلام مع الاردن أن تمنح المملكة “مكانة خاصة” في الاماكن المقدسة في القدس.
ستكون اسرائيل معنية بهذه التسوية التي ستكون بين حانوتيين وحانوتيين. ويصبح الفلسطينيون سُعداء لأنهم يُعطون جنسية مُشتهاة هي الثانية في فخامة شأنها بعد الاسرائيلية، ويكون الاردن راضيا ايضا. فالدولة الفلسطينية التي ستصبح في غضون وقت قصير مليئة بالسلفيين ورجال القاعدة هي تهديد استراتيجي لأمنها.
إن الوحيدة التي لن تكون راضية هي السلطة الفلسطينية التي أوجدت من العدم في اوسلو. لكن ليس من عملنا هنا أن نهتم بهذه السلطة.
 يكرر متحدثون اردنيون الزعم أن الولايات المتحدة واوروبا تخطئان في أن الاردن ليس الحل المطلوب مع تحفظهما وابتعادهما عن “السلطة”. وهم يعلمون ايضا أن حلا فلسطينيا يُنذر الجميع بالشر حتى العرب أنفسهم الذين يسكنون في يهودا والسامرة لأن اتفاق سلام مع مقاتلون خطير.
يديعوت   2/1/2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق