الخميس، 5 ديسمبر 2013
يديعوت:"السعودية وإسرائيل متقاربتان أكثر من أي وقت مضى"
تناول المحلل السياسي لشؤون العالم العربي في "يدعوت أحرونوت" د. يارون فريدمان التقارب في المصالح بين إسرائيل والسعودية، تحت عنوان "السعودية وإسرائيل قريبتان أكثر من أي وقت مضى"، وتحت عنوان ثانوي آخر "السعودية ستضطر إلى الاختيار ما بين إيران أو إسرائيل".
يشار إلى أن د. فريدمان هو خريج جامعة "السوربون" في باريس، ويحاضر عن الإسلام في التخنيون وكلية الجليل، ويدرس اللغة العربية في التخنيون، وفي كلية تاريخ الشرق الأوسط في جامعة حيفا.
وبحسبه فإن السعودية وإيران تخشيان تحول إيران إلى دولة نووية، وتدعمان حرب النظام المصري ضد الإسلاميين، ومعنيتان بفشل حزب الله في سورية، وتشعران أن الولايات المتحدة تركتهما لوحدهما في المنطقة. ويتساءل عن احتمال حصول المزيد من التقارب وتطبيع العلاقات بينهما.
وأشار إلى أن محللين سعوديين عبروا مؤخرا عن خيبة أملهم من التسوية الإيرانية – الأمريكية والتي تمنح إيران الشرعية لتخصيب اليورانيوم، وأنه في المستقبل القريب سيجد العالم العربي نفسه بين دولتين نوويتين، إيران وإسرائيل، بدون أن يمتلك العرب قدرات نووية.
وكتب أن السعودية تشعر بأنها زعيمة العالم العربي، وأنها "جزيرة من الاستقرار والقوة الاقتصادية في العالم العربي الضعيف والنازف من أضرار الربيع العربي". وبحسبه فإنها تعتبر "زعيمة العالم السني المعتدل، وتدعم القوى السنية العلمانية، مثل الجيش المصري في مواجهة الاخوان المسلمين، وتنظر بقلق إلى التوتر الحاصل بين تركيا ومصر، على خلفية دعم رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان للإخوان المسلمين.
ويضيف أن إزالة العقوبات الاقتصادية عن إيران سيسمح لها بتعزيز قوتها، وزيادة نفوذها في سورية والعراق والبحرين.
وتحت تساؤل "هل نفوت فرصة تاريخية"، كتب د. فريدمان أن مصالح السعودية وإسرائيل في الشرق الأوسط لم تكونا أبدا متقاربتين كما هي عليه اليوم. فكلاهما تخشيان من تحول إيران إلى دولة نووية، وتدعمان حرب الجنرال عبد الفتاح السيسي في مصر ضد الإسلاميين، ومعنيتين بفشل حزب الله في سورية، ومعنيتين أيضا بإضعاف تنظيم "القاعدة"، وتعزيز العناصر السنية المعتدلة في سورية، وكلتاهما قد خاب أملهما من سياسة الولايات المتحدة، وتشعران أنهما تركتا لوحدهما في المنطقة.
وكتب أيضا أن السعودية توجهت في العام 2002 لإسرائيل، بواسطة اقتراح جامعة الدول العربية لسلام شامل في الشرق الأوسط، مقبل انسحاب إسرائيل إلى حدود 1967. ويضيف أن إسرائيل لم توافق بشكل رسمي على المبادرة، رغم أن سياسيين كبار، مثل إيهود أولمرت وشمعون بيرس، قد عبروا بإيجاب عنها.
كما لفت الكاتب إلى أن الصحافة العربية تكتب كثيرا مؤخرا عن تعاون سري بين إسرائيل والسعودية، وأن لقاءات تنظم في دول أوروبية، بيد أن فحوى اللقاءات بشأن إيران لا يزال غير واضح.
وكتب أيضا أن هناك ادعاءات بأن لقاءات تجري في الأردن بين عناصر استخبارية سعودية وإسرائيلية لتنسيق التعاون في سورية، مشيرا إلى اتهامات نائب وزير الخارجية السورية فيصل مقداد للسعودية بالتعاون مع إسرائيل ضد النظام السوري.
كما كتب أن الولايات المتحدة تسببت بأزمة خطيرة عندما قررت التنازل عن شن هجوم على سورية وتوصلت إلى اتفاق مع إيران، بيد أن ذلك فتح الباب أمام إمكانيات جديدة أمام قادة السعودية وإسرائيل لاستغلالها.
وكتب أن السعودية حذرت الولايات المتحدة المتحدة من أنها تراهن على "الجواد الخاسر"، وذلك بادعاء أن "السنة هم الأكثرية في الشرق الأوسط، في حين أن الشيعة أقلية (20%)، كما أن النفط السني أكبر من النفط الموجود في المناطق الشيعية".
وأشار إلى أن تصريحات كبار المسؤولين السعودييين كانت مماثلة جدا لتصريحات المسؤولين الإسرائيليين. مشيرا إلى تصريحات مثل "لن نجلس مكتوفي الأيدي إذا أصبح لدى إيران أسلحة نووية.. بالنسبة لنا كافة الخيارات لا تزال على الطاولة".
وبحسب محلل "يديعوت أحرونوت" فإن المشكلة التي تواجهها السعودية تكمن في أن التقارب مع إسرائيل يعني خيانة القضية الفلسطينية، وأن التقارب مع إيران يعني خيانة المعارضة السورية.
ورغم أن الكاتب يرجح أن يحصل تقارب بين السعودية وإيران، وليس بين السعودية وإسرائيل، وبناء عليه فمن الممكن أن يحصل تقارب سني – شيعي، وبالتالي ستكون المسألة السورية في مركز محادثات محتملة وتسوية محتملة برعاية الدولتين في مؤتمر جنيف الثاني، وهو ما يبعد إسرائيل أكثر وأكثر عن المصالحة مع العالم الإسلامي.
بيد أن الكاتب د. فريدمان يستدرك بالقول إن الإيرانيين سيواصلون إصرارهم على تخصيب اليورانيوم، وسيواصلون الهتاف في الشوارع "الموت لأمريكا"، وبالتالي فإن الدولة الوحيدة التي يمكنها إفشال الاتفاقيات بشأن تجميد العقوبات هي إيران نفسها، حيث أنه سواء عاجلا أم آجلا ستدرك الولايات المتحدة وأوروبا أنه لا يوجد لدى طهران نية حقيقية في وقف سباقها إلى القنبلة النووية. على حد قوله.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق