عبدالله بن زايد في مهمة خليجية "توافقية" للقيادة الإيرانية
-محادثات وزير خارجية الإمارات مع القيادة الإيرانية الخميس تحمل رسالة "خليجية" واضحة من الاتفاق النووي الموقت بين إيران والقوى العالمية. وتأتي زيارة عميد الدبلوماسية الإماراتية الشيخ عبدالله بن زايد لطهران غداة ترحيب دول مجلس التعاون الخليحي أثناء اجتماعها في الكويت الأربعاء إزاء الاتفاق الذي توصلت اليه القوى الكبرى مع إيران حول برنامجها النووي . وهي كذلك تتزامن مع المحادثات الهاتفية التي بادر لها الرئيس الأميركي باراك أوباما مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي تركزت في مجملها على الاتفاق الذي قدم أوباما شرحاً وافياً عنه للملك. وأثارت علاقات الإدارة الأميركية الدافئة قلق الحلفاء في دول الخليج العربية، لكن مصادر دبلوماسية أكدت أمام (إيلاف) أن اي تطور في علاقات واشنطن مع طهران لن يكون "على حساب العلاقات الاستراتيجية مع دول الخليج العربية وخاصة المملكة العربية السعودية". اتفاق مرحلي ونوّهت المصادر إلى أن الاتفاق "النووي" مع ايران ما هو إلا اتفاق مرحلي يمتد إلى ستة أشهر تجري بعده مراجعة شاملة للإجراءات الإيرانية في شأن مفاعلاتها النووية. وقالت إن مثل هذا الموقف أكده البيت الأبيض حول المحادثة الهاتفية بين أوباما والعاهل السعودي، وانهما سيواصلان التشاور بشكل منتظم مع استمرار المفاوضات بشأن اتفاق طويل الأمد "من شأنه التعامل مع مبعث قلق المجتمع الدولي بشأن برنامج إيران النووي". ويشار إلى أن طهران استبقت المحادثة الهاتفية، وغداة موقف الرياض من الاتفاق، بالاعلان عن ترحيبها على لسان مسؤول كبير قبل يومين أنها "ترحب بزيارة أي وفد سعودي لمنشآتها النووية". ترحيب سعودي حذر وكانت السعودية قالت إنها ترحب ترحيباً حذرًا باتفاق جنيف، ووصفته بأنه أول خطوة نحو حل بشأن ملف إيران النووي لو صدقت النوايا. واضافت على لسان وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، بعد اجتماع لمجلس الوزراء برئاسة الأمير سلمان بن عبدالعزيز الاثنين الماضي، أن اتفاق إيران النووي الموقت مع القوى العالمية، يمكن أن يكون خطوة تجاه حلّ شامل لبرنامج طهران النووي المتنازع عليه بشرط أن تخلص النوايا. وقال الدكتور خوجة إن حكومة المملكة ترى أنه إذا توافرت حسن النوايا فيمكن أن يشكّل هذا الاتفاق خطوة أولية في اتجاه التوصل لحل شامل للبرنامج النووي الإيراني، فيما إذا أفضى إلى إزالة كافة أسلحة الدمار الشامل، خصوصاً السلاح النووي من منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي. وأعربت المملكة عن أملها في أن يستتبع الاتفاق النووي مع ايران المزيد من الخطوات المهمة المؤدية إلى ضمان حق كافة دول المنطقة في الاستخدام السلمي للطاقة النووية. ويقضي اتفاق 5 + 1 مع إيران بأن توقف طهران "جزئيًا" تخصيب اليورانيوم مقابل تخفيف بعض العقوبات المالية والاقتصادية المفروضة عليها. وتخفيف هذه العقوبات يكاد يكون الانتصار الوحيد الذي حققته إيران التي تعاني أوضاعًا اقتصادية صعبة منذ فرض الحصار عليها بسبب تعنت موقفها في شن البرنامج النووي. لا تهنئة بانتصار وعلم على هذا الصعيد، أن عميد الدبلوماسية الإماراتية يزور طهران "ليس لتهنئتها بانتصار حققته، كما تروج لذلك وسائل الإعلام الإيرانية، بقدر ما سيؤكد لها حرص دول مجلس التعاون الخليجي على علاقات جوار قائمة على الاحترام وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والعمل في شكل جدي على حسم القضايا العالقة". وتزايد التوتر بين إيران وقادة دول الخليج العربي بسبب الاضطرابات السياسية في الشرق الأوسط، وتعد الزيارات التي يقوم بها وزراء من دول الخليج لإيران نادرة. كان الشيخ عبدالله بن زايد دعا إيران إلى معالجة القضايا التي تؤدي إلى توتر علاقاتها مع دول الخليج، بما في ذلك النزاعات الحدودية وموقفها من الحرب الأهلية السورية وبرنامجها النووي. ويشار هنا إلى أن الإمارات وإيران خصمان إقليميان يدّعي كل منهما السيادة على جزر أبوموسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى عند مضيق هرمز. وتسيطر إيران على الجزر منذ عام 1971، قبل فترة قصيرة من استقلال الإمارات الخليجية السبع عن بريطانيا وتكوينها دولة الإمارات العربية المتحدة. جولة خليجية لظريف وإلى ذلك، فإن زيارة وزير الخارجية الإماراتي التي يتحادث خلالها مع الرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف تأتي قبل زيارة منتظرة لهذا الأخير لدولة الكويت يوم الأحد المقبل، ومن بعدها سيقوم بجولة خليجية تشمل المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان. وتترأس دولة الكويت حاليًا المجلس الوزاري لدول مجلس التعاون الخليحي الذي عبر أثناء اجتماعها في الكويت الأربعاء عن "ارتياحه" ازاء الاتفاق الذي توصلت اليه القوى الكبرى مع إيران حول برنامجها النووي . وأكد وزراء خارجية دول المجلس الست في بيان لهم: "تابعنا بارتياح إبرام الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، ونعرب عن ارتياحنا لهذا الاتفاق آملين أن يكون مقدمة للتوصل لحل شامل لهذا الملف". كما أن المجلس الوزاري دعا إيران إلى التعاون التام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذكر البيان أن دول المجلس تتطلع إلى أن تشكل الانتخابات الإيرانية الأخيرة "مرحلة جديدة بين دول مجلس التعاون وإيران، وشدد على ضرورة انتهاج سياسة عدم التدخل وحسن الجوار، وعدم استخدام القوة أو التهديد بها. هجوم اسرائيلي ومع اتضاح المزيد من المواقف " التوافقية المرنة" من جانب دول الخليج العربية تجاه الجارة الشرقية، فإن صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية شنّت هجومًا حاداً على دول الخليج العربية، وفي مقدمتها السعودية والإمارات لالتزامهما الصمت إزاء الاتفاق الذي تم التوصل إليه صباح اليوم بين إيران والدول الغربية. وذكرت الصحيفة أن "المملكة العربية السعودية لم تنصَع للتحذيرات التي كانت تعلنها إسرائيل من أن تتمكن طهران إلى الوصول إلى حل دبلوماسي لملفها النووي". وأوضحت يديعوت أحرونوت أن تل أبيب "كانت عرضت على السعودية استخدام أراضي بعض الدول العربية ذات المذهب السني، وترتبط مع السعودية بعلاقات جيدة لتوجيه ضربة قاضية للمنشآت النووية الإيرانية، لكن قوبل هذا برفض شديد". وخلصت الصحيفة الى القول: إنه بعد هذا الرفض أصبحت تل أبيب تواجه بمفردها إيران، رغم أن من مصلحة السعودية ودول الخليج عدم امتلاك إيران أي أسلحة دمار شامل، أو التوصل لحلول مرضية لها على الأقل. -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق