الخميس، 27 فبراير 2014
أحمد ماهر يكتب من داخل السجن: 13 طريقة مضمونة لصناعة «إرهابي أو خائن أو مخرب
نشرت مدونة صوت ماهر "ماهر فويس" المخصصة لنقل ما يكتبه أحمد ماهر، مؤسس حركة 6 أبريل، من داخل السجن مقالاً كتبه منذ شهر، في 26 يناير الماضي، يشرح فيه ما قال أنها طرق صناعة إرهابي، وتتضمن الهجوم الإعلامي الدائم، وعدم محاسبة الضباط على قتل المتظاهرين، والاعتقال العشوائي، وتوظيف القضاء سياسيًا على حد قوله.
يُذكر أن ماهر محبوس في سجن ليمان طرة، حيث يمضي حكمًا بالحبس 3 سنوات، بتهم مخالفة قانون التظاهر، والاعتداء على قوات الأمن، وذلك في الاشتباكات التي شهدها محيط محكمة عابدين في 30 نوفمبر الماضي.
وإلى نص المقال:
1- اقعد قول عليه ارهابي وإلزق فيه التصنيف ده لمجرد الشك، ونفس الكلام بالنسبة للخاين أو المخرب المحتملين ... إلزق فيهم هذه الصفه واقنع الناس بكده.
2- سخر كل وسائل الإعلام لشتيمته كل يوم وفي كل برنامج ... ارهابي خاين ، أو خاين وعميل.
3- هات خبراء استراتيجيين من على القهوة وخليهم يطلعوا على التليفزيون يتكلموا عن المؤامرات الكونية، خليهم يحسوا بالحسرة على ثورتهم، خلي الشباب يحس بالقهر.
4- اضرب النار على المظاهرات بدم بارد وأوعى تحاسب ظابط .. دي أسرع وسيلة لتحويل أهل و أصدقاء القتيل لإرهابيين، اقتل متظاهر سلمي فيتحول 3 أو 4 من أصحابة لإرهابيين.
5- إعتقل الناس بشكل عشوائي وعاملهم كإرهابيين بدون حقوق .. دي برضه وسيلة ممتازة لتحويل اللي مش إرهابي لإرهابي واللي مش خاين لخاين وهكذا.
6- لا تراعي حرمة بيت أثناء البحث عن مشتبه فيه، نفض لأذن النيابة، ولو حد سألك عن إذن نيابة اضربه بكعب الطبنجة على دماغة، ومايهمكش إن فيه حريم في البيت لوحدهم وادخل كسر براحتك ومايهمكش اللي لسه مالحقتش تلبس حاجة أو تغطي شعرها .. أصلها أم أو اخت أو مرات ارهابي أو خاين أو مخرب ... دي بقى طريقة مضمونة لتحويل كل الجيران والأقارب وأهل المنطقة لإرهابيين فعليين كل همهم الإنتقام من الشرطة.
7- لو مالقيتش الارهابي أو المخرب المحتمل ... اعتقل ابوه العجوز أو أمه أو مراته أو أخته ... كده تأكد انه هايجيلك .. بس احتمال كبير يجي يفجر المبنى وقتها، أو حد تاني يفجر مكتبك بعدها ... مش مهم التفجير .. المهم تظبيط الورق.
8- ضيق عليه الخناق وحل جمعيته وطارده في كل مكان علشان الارهابيين اللي بجد يقعدوا يقولوا له شوفت السايسة واخرتها ايه ... وتأكد انك بكده هاتحول كتير من الشباب اللي كانوا صدقوا فكرة السياسة والتغيير السلمي إلى ارهابيين بجد شايلين سلاح .. أصل كلها محصلة بعضها.
9- أرفض أي حوار أو تسوية وأركب دماغك واقطع أي فرصة للحل السلمي.
10 – بالنسبة للعيال اللي مضايقينك وعاملين دوشة دول، قول عليهم خونة ومخربين واتهمهم بالتمويل، وخلي الصحفيين بتوعك يشتموهم ويشوهوهم كل يوم هتلاقيهم ضموا على الارهابيين رغم انهم مش طايقينهم، وكده تبقى جمعت كل الناس مع بعض، الشامي والمغربي، الاخواني والليبرالي والشيوعي وحطيتهم في وعاء واحد، وكده تعرف تخلص عليهم كلهم .. لو لحقت يعني.
11- خلي عبد الرحيم علي يطلع تسريبات هبلة ، ويطلعها بطريقة إن فيه خيانة وعمالة وتمويل، وخليه يحور في الكلام ويقص ويلزق وخليه يحرض على أهالي الناس المتسرب ليهم مكالمات .. وتأكد إن أول تعدي على أهل الشباب المتسرب ليهم مكالمات هايحول ناس كتير لإرهابيين بجد.
12- استخدم القضاء الشامخ في الصراع السياسي وتصفية خصومك ومن يزعجك، وخلي القضاه بتوعك يدوهم أحكام سريعة ورادعة .. وبكده تخلي الناس تفقد الثقة في القضاء المسيس، والناس طبعاً هاتشيل سلاح علشان تاخد حقها طالما القضاء شامخ قوى كده.
13- خلي الناس تكفر بالسلمية، وسد كل القنوات والمنافذ السياسية على خصومك وطاردهم وحرض عليهم في كل مكان، وخلي أنصار الحكومة يشيلوا سلاح ضدهم، وخلي اللي كان بينظر لمفهوم اللاعنف والكفاح السلمي يندم على اللي قاله قبل كدا...
أحمد ماهر ليمان طره
جزيرة القرم تعود إلى دائرة الصراع- مواجهات بين مؤيدي ومعارضي روسيا
يبدو ان شبه جزيرة القرم ترفض ان تختفي من دائرة الصراعات الدولية وتصر ان تبقى حاضرة في صراعات روسيا القديمة منها والجديد .
وللتعريف تتمتع شبه جزيرة القرم حاليا بالحكم الذاتي ضمن سيادة الجمهورية الأوكرانية وتقع في جنوب البلاد محاطة بالبحر الأسود من جنوبها وغربها فيما يحاصرها بحر " ازوف" من الشرق وتبلغ مساحتها 27000 كم مربع " مساحة فلسطين التاريخية تقريبا " ويبلغ عديد سكانها حوالي 2:5 مليون نسمة نصفهم من الروس فيما لا يزيد سكانها من أصول أوكرانية عن 305 والبقية عبارة عن أقلية تترية إسلامية وأشهر مدنها المعروفة هي " سيفاستوبول " صاحبة الميناء الأشهر الذي يحتضن أسطول البحر الأسود الروسي .
وتعتبر القرم أراضي روسية حتى خمسينيات القرن الماضي حين قرر الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف عام 1954 نقل شبه الجزيرة إلى أوكرانيا وسلخها على الأراضي الروسية .
وشهدت شبه الجزيرة العديد من الحروب الدموية المدمرة اشهرها الحرب الروسية العثمانية او ما يعرف في كتب التاريخ بحرب القرم التي اندلعت عام 1853 بين الإمبراطورية الروسية والعثمانية واستمرت حتى عام 1856 وانضم إليها لاحقا بريطانيا ومصر وفرنسا وسردينيا او ايطاليا حاليا تلك الدول التي دخلت الحرب الى جانب الدولة العثمانية التي كانت تعاني حالة ضعف كبيرة .
وأرجعت الكتب العثمانية والغربية الحرب إلى أطماع روسيا على حساب الأراضي العثمانية في شبه جزيرة القرم التي كانت مسرحا لمعارك دامية انتهت بتوقيع اتفاقية باريس وهزيمة الروس.
وأرسل الزعيم النازي ادولف هتلر في أيلول من عام 1941 أقوى الجيوش الألمانية لاحتلال شبه الجزيرة الإستراتيجية ليفتح الطريق الى القوقاز وثرواته النفطية ونجح الجيش الألماني باحتلال المنطقة بعد معارك طاحنة خسر فيها الجيش الأحمر مئات ألاف الجنود القتلى وأضعافهم من الجرحى والأسرى إضافة إلى مقتل الاف المدنيين وتدمير عاصمة القرم " " كيرتش" التي سوتها القوات النازية بالأرض.
وكانت المحاولات السوفيتية لتحرير المنطقة عديدة وفاشلة.. مثل عملية إنزال قوات مشاة البحرية على الساحل بالقرب من كيرتش التي جرت وسط عاصفة بحرية وصقيع بلغ 15 درجة تحت الصفر ورغم النجاح الأولي أسفرت العملية عن خسائر فادحة بين العسكريين السوفيت لتتجاوز 300 ألف شخص وقع نصفهم في الأسر الى ان دخلها الجيش الأحمر في ابريل عام 1944 وطرد النازيين منها.
وعادت القرم إلى دائرة الصراع حين اقترب موعد انتهاء عقد إيجار القاعدة البحرية الروسية الذي يحل وفقا للاتفاق الأصلي عام 2017 وأسفرت ضغوط روسية هائلة على إجبار أوكرانيا على توقيع معاهدة تمدد بموجبها تواجد الأسطول الروسي في شبه جزيرة القرم بـ 25 عاما اخرى تنتهي عام 2042 .
ومع اندلاع الأزمة الأوكرانية الجديدة احتلت شبه الجزيرة عناوين الصحف العالمية مجددا وجذبت انتباه الخبراء الذين حاولوا استقراء الموقف الروسي من الأحداث الجارية فيما ابرز الإعلام الدولي ما قال بأنه مدرعة روسية ظهرت في احد مدن شبه الجزيرة التي تشهد تظاهرات ومواجهات .
وخرج اليوم " الأربعاء" ألاف المتظاهرين ليتجمعوا أمام مبنى برلمان " القرم " لتندلع مواجهات عنيفة بين متظاهرين مؤيدين لروسيا باعتبارها الوطن الأم وآخرين يؤيدون الشراكة مع الاتحاد الأوروبي والدول الغربية فيما تحاول الشرطة المحلية تفريق الجموع الغاضبة التي هتفت بأعلى صوتها " القرم ارض روسية " وإخلاء الشوارع
وتحدثت التقارير الصحفية عن مقتل متظاهر داسته الجموع خلال التظاهرات الحاشدة في القرم فيما خرج حوالي 10 ألاف تتري مسلم في تظاهرات مؤيدة للحكومة الأوكرانية الجديدة المشكلة بالمناطق الغربية.
ويبقى السؤال الكبير الذي يحير خبراء الصراعات الدولية ماذا تنوي موسكو فعله" وهل لها دور في تنظيم هذه التظاهرات والصدامات استعدادا وتمهيدا لتدخلها عسكريا.
في غضون ذلك قال وزير الدفاع الروسي" سيرغي شيغو " اليوم " الأربعاء" ان بلاده تتخذ وستتخذ جميع الخطوات الضرورية لضمان امن المنشات ومخازن الذخيرة التابعة لسلاح البحرية الروسي والقائمة في شبه جزيرة القرم جنوب أوكرانيا .
" نحن نتابع عن قرب ما يجري في القرم ونتابع ما يدور في المنقطة المحيطة باسطول البحر الاسود " قال وزير الدفاع الروسي في تصريح نقلته وكالة الانباء الروسية. ولم يدلي الوزير الروسي باية تفاصيل تتعلق بنوايا موسكو لكن توترا حادا يمكن لمسه في الاجواء السائدة ما حدا بالكثير من الدول الغربية الى دعوة روسيا بعدم التدخل في اوكرانيا .
وللتعريف تتمتع شبه جزيرة القرم حاليا بالحكم الذاتي ضمن سيادة الجمهورية الأوكرانية وتقع في جنوب البلاد محاطة بالبحر الأسود من جنوبها وغربها فيما يحاصرها بحر " ازوف" من الشرق وتبلغ مساحتها 27000 كم مربع " مساحة فلسطين التاريخية تقريبا " ويبلغ عديد سكانها حوالي 2:5 مليون نسمة نصفهم من الروس فيما لا يزيد سكانها من أصول أوكرانية عن 305 والبقية عبارة عن أقلية تترية إسلامية وأشهر مدنها المعروفة هي " سيفاستوبول " صاحبة الميناء الأشهر الذي يحتضن أسطول البحر الأسود الروسي .
وتعتبر القرم أراضي روسية حتى خمسينيات القرن الماضي حين قرر الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف عام 1954 نقل شبه الجزيرة إلى أوكرانيا وسلخها على الأراضي الروسية .
وشهدت شبه الجزيرة العديد من الحروب الدموية المدمرة اشهرها الحرب الروسية العثمانية او ما يعرف في كتب التاريخ بحرب القرم التي اندلعت عام 1853 بين الإمبراطورية الروسية والعثمانية واستمرت حتى عام 1856 وانضم إليها لاحقا بريطانيا ومصر وفرنسا وسردينيا او ايطاليا حاليا تلك الدول التي دخلت الحرب الى جانب الدولة العثمانية التي كانت تعاني حالة ضعف كبيرة .
وأرجعت الكتب العثمانية والغربية الحرب إلى أطماع روسيا على حساب الأراضي العثمانية في شبه جزيرة القرم التي كانت مسرحا لمعارك دامية انتهت بتوقيع اتفاقية باريس وهزيمة الروس.
وأرسل الزعيم النازي ادولف هتلر في أيلول من عام 1941 أقوى الجيوش الألمانية لاحتلال شبه الجزيرة الإستراتيجية ليفتح الطريق الى القوقاز وثرواته النفطية ونجح الجيش الألماني باحتلال المنطقة بعد معارك طاحنة خسر فيها الجيش الأحمر مئات ألاف الجنود القتلى وأضعافهم من الجرحى والأسرى إضافة إلى مقتل الاف المدنيين وتدمير عاصمة القرم " " كيرتش" التي سوتها القوات النازية بالأرض.
وكانت المحاولات السوفيتية لتحرير المنطقة عديدة وفاشلة.. مثل عملية إنزال قوات مشاة البحرية على الساحل بالقرب من كيرتش التي جرت وسط عاصفة بحرية وصقيع بلغ 15 درجة تحت الصفر ورغم النجاح الأولي أسفرت العملية عن خسائر فادحة بين العسكريين السوفيت لتتجاوز 300 ألف شخص وقع نصفهم في الأسر الى ان دخلها الجيش الأحمر في ابريل عام 1944 وطرد النازيين منها.
وعادت القرم إلى دائرة الصراع حين اقترب موعد انتهاء عقد إيجار القاعدة البحرية الروسية الذي يحل وفقا للاتفاق الأصلي عام 2017 وأسفرت ضغوط روسية هائلة على إجبار أوكرانيا على توقيع معاهدة تمدد بموجبها تواجد الأسطول الروسي في شبه جزيرة القرم بـ 25 عاما اخرى تنتهي عام 2042 .
ومع اندلاع الأزمة الأوكرانية الجديدة احتلت شبه الجزيرة عناوين الصحف العالمية مجددا وجذبت انتباه الخبراء الذين حاولوا استقراء الموقف الروسي من الأحداث الجارية فيما ابرز الإعلام الدولي ما قال بأنه مدرعة روسية ظهرت في احد مدن شبه الجزيرة التي تشهد تظاهرات ومواجهات .
وخرج اليوم " الأربعاء" ألاف المتظاهرين ليتجمعوا أمام مبنى برلمان " القرم " لتندلع مواجهات عنيفة بين متظاهرين مؤيدين لروسيا باعتبارها الوطن الأم وآخرين يؤيدون الشراكة مع الاتحاد الأوروبي والدول الغربية فيما تحاول الشرطة المحلية تفريق الجموع الغاضبة التي هتفت بأعلى صوتها " القرم ارض روسية " وإخلاء الشوارع
وتحدثت التقارير الصحفية عن مقتل متظاهر داسته الجموع خلال التظاهرات الحاشدة في القرم فيما خرج حوالي 10 ألاف تتري مسلم في تظاهرات مؤيدة للحكومة الأوكرانية الجديدة المشكلة بالمناطق الغربية.
ويبقى السؤال الكبير الذي يحير خبراء الصراعات الدولية ماذا تنوي موسكو فعله" وهل لها دور في تنظيم هذه التظاهرات والصدامات استعدادا وتمهيدا لتدخلها عسكريا.
في غضون ذلك قال وزير الدفاع الروسي" سيرغي شيغو " اليوم " الأربعاء" ان بلاده تتخذ وستتخذ جميع الخطوات الضرورية لضمان امن المنشات ومخازن الذخيرة التابعة لسلاح البحرية الروسي والقائمة في شبه جزيرة القرم جنوب أوكرانيا .
" نحن نتابع عن قرب ما يجري في القرم ونتابع ما يدور في المنقطة المحيطة باسطول البحر الاسود " قال وزير الدفاع الروسي في تصريح نقلته وكالة الانباء الروسية. ولم يدلي الوزير الروسي باية تفاصيل تتعلق بنوايا موسكو لكن توترا حادا يمكن لمسه في الاجواء السائدة ما حدا بالكثير من الدول الغربية الى دعوة روسيا بعدم التدخل في اوكرانيا .
زمن حماس الصعب ...دراسة صادرة عن معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي
حماس خرجت من المواجهة مع اسرائيل في شهر نوفمبر 2012 بموقف قوي نسبياً تمثل الرد الدولي والاقليمي على المعركة. وهذا شكل دليلاً على قدرة حماس على الاعتماد على حلفائها الجدد والمطالبة لنفسها بدرجة اضافية في الشرعية الاقليمية.
هذه المواجهة اكدت شبكة العلاقات الجديدة المتطورة لحماس مع مصر بقيادة الاخوان المسلمين. تجلى ذلك في رد الرئيس مرسي على تلك المواجهات. على سبيل المثال: سحب السفير المصري في اسرائيل، ووصف العملية على غزة بأنها "عدوان غيران مقبول"، وارسال رئيس الحكومة المصرية هشام قنديل الى غزة. كل ذلك شكل تغيرا في الموقف المصري الرسمي لصالح حماس.
هذا الدور الهام الذي لعبته مصر خلال هذه الحرب بالإضافة الى الرؤية السائدة آنذاك بان صعود الاخوان المسلمين هو امر لا يمكن وقفه في الشرق الاوسط بشكل عام – أدى الى تقوية الاحساس بأن حماس موجودة في الجانب المنتصر لما سمي بالربيع العربي.
يذكر ان حماس قبل عام من هذه الاحداث كانت قد قلصت درجة علاقتها مع سوريا أحد أهم حلفائها. الأمر الذي أثر على علاقتها مع إيران – أحد اهم حلفائها، وشجعها على خلق شراكة جديدة مع مصر تحت حكم الاخوان المسلمين ومع حكومة قطر. وعملياً شكلت الحرب على غزة في نوفمبر 2012 اختباراً للاصطفاف الجديد الذي سلكته الحركة واتضح يومها ان هذا الخيار ايجابي بشكل كبير لحماس.
من جانب اخر الحقت عملية عمود السحاب ضرر كبير جداً بالجهاز العسكري التابع لحماس وبقدراتها، واضعفت قدرتها على القيام بعمليات مسلحة ضد اسرائيل والدخول بمواجهة شاملة معها. ومع هذا فإن نتائج العملية لم تقوض سيطرة حماس على قطاع غزة بل حدث العكس، فإن وقف إطلاق النار بين حماس واسرائيل بوساطة مصر أكد "السر المعروف" القائل بأن اسرائيل اعترف عملياً بحركة حماس كحكومة في قطاع غزة، وتفاوضت معها بوصفها الطرف الرئيسي.
علاوة على ذلك فإن الشروط التي تم تحديدها لوقف إطلاق النار اعدت الارضية لإجراء محادثات غير مباشرة بين الاطراف بهدف رفع تدريجي للقيود المفروضة على دخول وخروج الاشخاص والبضائع من والى غزة.
ففي الاسابيع التي تلت وقف إطلاق النار اقدمت اسرائيل فعلاً على اتخاذ عدد من الاجراءات الحاسمة لتخفيف السياسة التي تتبعها في غزة. امثلة على ذلك قيامها بتوسيع منطقة الصيد من ثلاثة اميال الى ستة، فتح المجال امام المزارعين للعودة الى المنطقة التي تبعد أكثر من مائة متر من الجدار الفاصل، وزيادة الاستيراد ودخول السيارات ومواد البناء لصالح القطاع الخاص. مصر ايضاً لينت سياستها المتبعة حيال غزة.
نجحت حماس في تسخير الدعم الاقليمي لها والخطوات الاسرائيلية برفع جزء من القيود الاقتصادية في المحافظة على مكانتها في القطاع. بالإضافة الى ذلك نجحت حماس في الحفاظ على كرامتها في جولة القتال مع اسرائيل وذلك عن طريق منع العملية البرية في القطاع. واعتمدت حماس على الطابع السريع في الحرب الذي عكس عدم رغبة اسرائيل بالمخاطرة في مواجهة طويلة كان من شأنها ان تؤدي الى سقوط عدد كبير من الضحايا.
كل هذه الامور ساهمت في حدوث صعود مؤقت في شعبية حكومة حماس. هذا الصعود ترافق بتآكل كبير في التأييد – الهش اصلاً – الذي كانت تتمتع فيه السلطة الفلسطينية في رام الله وذلك بسبب الاداء الحكومي غير الموفق والجمود على الجبهة السياسية، وفقدان الزخم في معركة السلطة الفلسطينية على الساحة الدولية لحشد الدعم الدولي للاستقلال الفلسطيني. وفي استطلاع للرأي في ديسمبر 2012 اجراه المركز الفلسطيني للسياسة واستقصاء الرأي العام اتضح التالي:
لو تم اجراء انتخابات جديدة للرئاسة وكان فيها مرشحان لرئاسة السلطة هما محمود عباس واسماعيل هنيه، حيث حظي عباس ب 45% بينما حصل هنية 48 % من اصوات الناخبين، وكانت نسبة التصويت للمشاركين في الانتخابات ستصل الى 69%. وكان قد جرى قبل ثلاثة شهور من هذا التاريخ استبيان مشابه، حصل فيه عباس على 51 % بينما حصل هنية على 40%. وعليه فإن الفترة التي تلت وقف إطلاق النار وضعت حماس في موقف قوي جداً، حيث تمتعت بدعم اقليمي وبتخفيف القيود المفروضة على غزة وبزيادة في مستوى التأييد للحركة في اوساط الجمهور الفلسطيني.
من القمة الى القاع
التحسن الاولي الذي طرأ على موقع الحركة على الصعيد الداخلي وعلى صعيد المنطقة انقلب على عكسه بسرعة كبيرة وانتقلت الحركة من موضع القوة الى موضع الضعف، فقد وجدت حماس نفسها معزولة أكثر فأكثر من الناحية السياسية والمالية وذلك عندما اتضح لها ان حلفائها الجدد ضعفاء او متقلبون. كما ان العزلة الاقليمية لحماس قد اساءت لقدرة الحركة على السيطرة على غزة بشكل فعال.
مع اقصاء مرسي في بداية 2013 وصعود سلطة جديدة مدعومة من الجيش اهتزت العلاقات بين مصر وحماس خلال اسابيع معدودة. كانت حماس تستند عملياً على علاقتها الوثيقة مع الاخوان المسلمين الذين فقدوا عزهم وبدأت حملة اعلامية منفلتة من كل القيود ادانت وجود الحركة في مصر. وتعرضت حماس لغضب شديد بسبب علاقتها على ما يبدو مع عناصر جهادية عاملة في سيناء واتخذت الحكومة الجديدة المصرية خطوات متشددة جداً لتقليص تنقل الاشخاص والبضائع وأصبح معبر رفح يعمل وفق شروط قاسية.
كل هذه الامور ادت الى خلق صعوبات اقتصادية في وجه سكان غزة وشكلت ضغطاً كبيراً على حماس. والمعركة ضد الانفاق وانتقال البضائع والاشخاص شكلت خسارة مباشرة لمداخيل الحركة وجناحها العسكري كتائب القسام وهما اللذان كانا يستفيدان بشكل مباشر من اقتصاد الانفاق خلال السنوات الاخيرة. اما حكومة حماس نفسها فقد واجهت صعوبة متزايدة في النهوض بعبء الميزانية وتقديم البضائع والخدمات الضرورية للسكان في غزة.
الصعوبات الاقتصادية الناجمة عن ذلك اثرت على شعبية حماس. فالصعود الذي طرأ على شعبية حماس غير اتجاهه في شهر مارس 2013. الا ان هذا الاتجاه قد تغير في شهر مارس 2013. ففي استطلاع الرأي الذي اجراه المركز الفلسطيني للسياسة واستقصاء الرأي العام في ذلك التاريخ (مارس 2013) حصل عباس على 52 % في مقابل 41% لإسماعيل هنية، بينما فازت حركة فتح بـ 41% مقابل 29% حصلت عليها حماس في الانتخابات الافتراضية للبرلمان، ومن المتوقع أن يستمر هذا الهبوط إذا حصل تقدم جدي في عملية التسوية حينها ستصبح حماس هامشية بدرجة كبيرة. (يذكر انه في الاستطلاع بعد عمود السحاب الذي جرى في ديسمبر 2012 فإن عباس كان سيُهزم امام هنية لو جرت انتخابات الرئاسة في حينه).
دور قطر وتركيا
يبدو ان دور قطر كداعم لحركة حماس وقطاع غزة من الناحية السياسية والاقتصادية يتأثر بشكل سلبي بالتحولات الجارية في الإمارة ذاتها. وفي اعقاب التغير الذي طرأ على القيادة القطرية في شهر يونيو 2012 عندما تنازل الشيخ حمد بن خليفة عن العرش لابنه تميم – فانه من المتوقع ان تحدث عملية اعادة تقييم جديدة للسياسة الخارجية للدولة وتكون اقل حيوية بكثير حين يتعلق الأمر بدعم الاخوان المسلمين وحركة حماس وبالفعل فان حاكم قطر الجديد لم يأت على ذكر حماس في خطاب التتويج والمسئولين القطريين لم يدلو بتصريحات ضد اسقاط حكم مرسى على يد الجيش.
ايضاً نجد أن حليفة اخرى لحماس وهي تركيا منشغلة بمشاكلها الداخلية وبالحرب الدائرة في سوريا، ومن المقبول الافتراض من ان تركيا تنوي الاستمرار في دعم حماس فانه سيكون لهذا الدعم مدلول سياسي.
ماذا سيكون خيار حماس؟
المتغيرات الدراماتيكية في البيئة السياسية والأمنية دفعت حركة حماس الى اجراء عملية بحث عن استراتيجية جديدة، وعلى خلفية ذلك ازدادت الخلافات الداخلية في الحركة علماً بان الخلافات الداخلية ليست بالأمر الجديد، فقد ظهرت خلال العقدين الأخيرين توترات متكررة بين اعضائها فيما يتعلق بالخط السياسي والعسكري الذي يجب انتهاجه، وكذلك لجهة قضية الزعامة بين الداخل والخارج. وتجدد الصراع في الحركة بعد المواجهة العسكرية الأخيرة نوفمبر 2012. حيث ازداد بشكل ملحوظ تأثير السياسة التي اتبعها خالد مشعل وكان مشعل بالغ التأثير في تخطيط وتطبيق عملية التموضع الجديد لحركة حماس حيال مصر – مرسي وكذلك حيال قطر. وهذا مما ساعد في اختيار مشعل من جديد في شهر ابريل 2013 في منصب رئيس المكتب السياسي. انتخاب مشعل يومها كان اشارة الى نية الحركة لتحريك المصالحة مع فتح.
هذه المصالحة كان مشعل محركها الرئيسي وساعد على تعزيز هذا التوجه خروج محمود الزهار من مجلس الشورى الذي ظل معارضاً لنهج المصالحة والمرتبط بطهران في الوقت نفسه حافظت القيادة المقيمة في غزة بقيادة رئيس الحكومة اسماعيل هنية على موقعها بوصفها المركز الجديد القوي وللقوة التنظيمية وقد اكدت انتخابات ابريل 2013 هذا الواقع عندما قام هنية باستبدال موسى ابو مرزوق الموجود في الخارج الذي كان يعمل نائباً لمشعل.
خياران أمام حماس
في اعقاب الأزمة الجديدة التي تمر بها الحركة فان مشعل والقيادة في غزة يجدون أنفسهم محكومين الى ضرورة اجراء حوار داخلي عميق في كيفية مواجهة الأزمة ويبدو ان الحركة تقف امام خياريين رئيسيين: اما ان تعتمد خطة عمل بنهج صقري او تعتمد خيار ادارة الأزمة.
وفي ظل الدعم المتدهور أكثر فأكثر والتهديد الكامل في استئناف المفاوضات، فان من الممكن ان تختار حماس تصليب مواقفها وان تعمل على تجديد الشراكة الاستراتيجية مع طهران. وهناك اصوات داخل الحركة تدفع في هذا الاتجاه مثل محمود الزهار الذي كان مرتبط مع إيران حتى بعد ان افترق طريق الحركة عن طريق إيران. وهذا ان حصل سيعيد للزهار مكانته التي فقدها مؤخراً.
من المعروف ان التصالح مع إيران لن يكون امراَ سهل التحقيق بالنظر الى التغيير الذي حصل في الزعامة الإيرانية مع انتخاب حسن روحاني، وبالنظر الى الحرب الدائرة في سوريا، وبالنظر الى التأثير القوي للعقوبات الدولية المتواصلة على الاقتصاد الإيراني.
في ظل كل ذلك من المحتمل الا تكون إيران مؤهلة للقيام بدور الراعي السياسي والمالي لحركة حماس وهو الدور المطروح امامها بعد ان ادارت كل من مصر وقطر ظهريهما لحماس. علاوة على ذلك فانه في ضوء التوتر الذي ساد مؤخراً بين إيران وحماس فان من شأن إيران ان تخط نهجاً قاسياً حيال حماس خاصة ً بعد ان قررت إيران توثيق علاقتها مع الجهاد الإسلامي في قطاع غزة وتقديم العون لها.
إذا شعرت حماس بأنها معزولة ومنبوذة على الهامش بسبب استمرار القيود المربكة للحياة والمفروضة على غزة، فإن ذلك من شأنه ان يغريها ويدفعها باتجاه محاولة تخريب المفاوضات بين اسرائيل والسلطة، وبوسع حماس ان تفعل ذلك ببساطة عن طريق افساح المجال امام التنظيمات الأخرى للعودة الى مهاجمة اسرائيل او حتى ان تتورط هي مباشرة في ذلك كوسيلة للحفاظ على موقعها في جبهة الصراع ضد إسرائيل.
ومع ذلك فإن من شأن تبني هذا التوجه ان يدفع حماس الى مواجهة مع اسرائيل ومن الواضح ان هذه المواجهة ستلحق ضرراً كبيراً بالحركة سواء بناحية التأييد الشعبي لها، او لناحية البنى التحتية الاقتصادية والعسكرية الخاصة بها. كذلك فان خطوة كهذه لن تساهم كثيراً في تعزيز مكانة حماس في المنطقة وهذا ما سيحصل ايضاً فيما إذا ادت مواجهة كهذه الى وقف المفاوضات بين اسرائيل والسلطة.
الخيار الثاني" ادارة الأزمة"
هناك مسار آخر مقبول أكثر بالنسبة لحماس حيال ضعفها النسبي في المجالين السياسي والعسكري ويتمثل بإدارة الأزمة. فمن خلال ادراكها ان الساحة الداخلية غير مستقرة وان مصلحة الحركة الرئيسية هي الحفاظ على قوتها في غزة – مواصلة للخط الذي يوجه هنية وحكومة حماس هناك – فإن الحركة قد تختار حالة الانتظار بعد اعطاء الأولوية للاستقرار ولاستمرار سيطرتها على غزة، وبما يتناسب مع ذلك فإن الحركة ستتصرف بشكل "لا يدمر السفينة". وعلى الصعيد الدولي تستطيع الحركة ان تعمل للحفاظ على علاقتها مع تركيا ومع قطر وان تحاول في موازاة ذلك ان تحسن علاقتها مع مصر، علماً ان الآمال امام تحقيق هذه الأهداف ليست كبيرة.
على الرغم من ذلك من المتوقع ان تعمل حماس على بلورة علاقات العمل مع السلطات السياسية الجديدة في مصر لتخفف من القيود على المعابر الحدودية. من الطبيعي ان الدفع باتجاه تحقيق هذا الهدف يتطلب اجراء مفاوضات، ومن المقبول الافتراض ان حماس ستضطر الى عملية ضبط الانفاق مقابل رفع القيود المفروضة على الحدود.
سيتطلب اسلوب ادارة الأزمة ايضاً المزيد من الحرص من جانب الحركة للحفاظ على وقف إطلاق النار مع اسرائيل. وبدلاً من ان تكون الحركة متورطة بشكل مباشر في الجهود الرامية الى تخريب مفاوضات التسوية فإنها ستفضل الانتظار الى ان تنهار المفاوضات من تلقاء ذاتها وفي الوقت نفسه ستواصل الحركة دفع ضريبة كلامية على المصالحة الداخلية الفلسطينية بدون ان تقدم على أي خطوة عملية لتحقيقها.
وليس من المستبعد ان تقوم حماس بدراسة الانتقال من "حصر الأضرار" الى "التدخل المباشر" وذلك إذا اعتقدت ان بمقدورها ان تحصل على فائدة سياسية. وعليه فان التقدم في مسيرة التسوية بين اسرائيل والسلطة المترافقة مع محفزات اقتصادية، قد يساهم في دفع حركة حماس وفي تحفيزها لبذل الجهد بشكل أكثر جدية باتجاه احتمال تحقيق الوحدة السياسية وذلك بهدف ترسيخ التنسيق المؤسساتي مع السلطة الفلسطينية بحيث لا تخسر ما تبقى لها من اهمية سياسية.
في ظل الضعف الذي تعاني منه حماس في الداخل وفي المنطقة كلها فان من شأن السلطة الفلسطينية ان ترفض اشراك حماس في السلطة طالما انه لم يتم التوصل الى اتفاق مع اسرائيل يتيح للسلطة الفلسطينية ان تقدمه كإنجاز سياسي لها.
في نفس الوقت فان من شأن تقدم كبير في مسيرة التسوية ان يؤدى الى تعزيز قوة حركة فتح وان يفسح المجال امامها للعمل من اجل تحقيق المصالحة الفلسطينية من مركو قوة وفي مثل هذه الظروف سيكون بوسع حركة فتح ان تملي شروط الصفقة بينما ستكون حماس مضطرة للقبول بهذه الشروط، او انها ستخاطر باحتمال دفعها الى هامش الساحة السياسية الفلسطينية
الآثار على اسرائيل
انطلاقاً من الافتراض ان الحيلولة دون عودة حماس مرة اخرى الى احضان إيران او استمرار الهجمات العنيفة هي بدون شك تقع في إطار المصالح الإسرائيلية، فإنه من المهم الاشارة الى ان اسرائيل تستطيع المشاركة في اللعبة والتأثير على القرارات الاستراتيجية للحركة. وسيكون مطروحاً امام متخذي القرارات في اسرائيل التقدير بأنه كلما ازدادت المحاولات الإسرائيلية والدولية لعزل حماس، وكلما شعرت الحركة بانها تفقد السيطرة على غزة وعلى السياسة الفلسطينية فانه سيكون لديها دوافع قوية أكثر من العمل متحررة من اية قيود.
وعلى الرغم من انه من المهم لإسرائيل الاستمرار في المحافظة على قدرة الردع تجاه حركة حماس، الا انه من المهم بالدرجة نفسها فعل ذلك من خلال بذل جهود محسوبة للحيلولة دون الانزلاق الى مواجهة شاملة. وهذا الأمر صحيح بشكلٍ خاص، لأنه إذا انزلقت حماس الى وضع صعب فإن ذلك سيترافق مع مخاطرة اخرى: وهي دخول تنظيم معارض لحركة حماس في غزة – أي حركة الجهاد الإسلامي – التي ستحاول استئناف النشاطات العسكرية ضد اسرائيل وكذلك اعلان تحديها لحماس وذلك في محاولة منها لشدها الى جولة مواجهة جديدة ضد اسرائيل.
وبموازاة المحافظة على الردع تجاه حركة حماس، فان اسرائيل تستطيع ايضاً الاستمرار في الطريق الذي تم ارسائه بعد وقف إطلاق النار والتخفيف من القيود المفروضة على قطاع غزة، وربما حتى اتخاذ خطوات تؤدي الى دمج اقتصاد القطاع مع اقتصاد الضفة الغربية وبذلك يتم تقديم محفزات لحركة حماس للاستمرار في المحافظة على وقف إطلاق النار. كما ان أي اتفاق بين حماس ومصر لتطبيع الوضع على الحدود بينهما مقابل اغلاق الأنفاق تحت الأرض سيشكل هو ايضاً تطوراً ايجابينا من وجهة النظر الإسرائيلية.
اضافة الى ذلك فإن أي تقدم جدي ومثابر في مسيرة السلام يمكن ان يكون الطريق الأمثل لأضعاف حركة حماس ولأضعاف شعبيتها ايضاً في اوساط الجمهور سواء في الضفة الغربية او قطاع غزة وذلك مع تشجيع قيادة حماس على تقديم ما هو أكثر من الضريبة الكلامية لتنظيم العلاقات مع حركة فتح والتكامل المؤسساتي للسلطة الفلسطينية.
دحلان وحماس قد يستغلان الفوضى ..السلطة قلقة من إانسحاب اسرائيلي أحادي من الضفة
الت مصادر أمنية فلسطينية لـ«الشرق الأوسط» إن ثمة تخوفات كبيرة من إقدام إسرائيل على تنفيذ انسحاب أحادي الجانب من الضفة الغربية في حال فشلت جهود وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في دفع عملية السلام نحو الأمام.
وأكدت المصادر أن اجتماعات أمنية عقدت مؤخرا لمناقشة الأمر الذي من شأنه خلق فوضى كبيرة في الضفة الغربية.
وأكدت المصادر أن اجتماعات أمنية عقدت مؤخرا لمناقشة الأمر الذي من شأنه خلق فوضى كبيرة في الضفة الغربية.
وتسيطر إسرائيل على ثلثي مساحة الضفة الغربية، وتقتحم يوميا المناطق المتبقية تحت السيطرة الفلسطينية.
ويعني انسحاب إسرائيل الأحادي من الضفة الغربية، إذا ما تم، تراجع الجيش الإسرائيلي إلى حدود الجدار الفاصل، وعن مناطق يختارها بنفسه، وإخلاء مستوطنات محددة، من دون اتفاق مع السلطة الفلسطينية، وهو ما سيعطي إسرائيل فرصة رسم حدود الضفة الغربية، وفق ما تراه مناسبا، وضم المستوطنات التي تختارها إلى حدودها.
وترفض السلطة الفلسطينية أي انسحاب أحادي من الضفة، وتريد إقامة الدولة الفلسطينية ضمن حدود 1967، مع إخلاء كامل للمستوطنات ومنطقة الأغوار، وأن تكون القدس الشرقية عاصمة الدولة.
ويوجد نقاش حاد بين الفلسطينيين والأميركيين حول هذه الملفات.
وقالت المصادر الأمنية: «سيكون ذلك مثل فخ، لأن من شأنه خلق فوضى كبيرة، إذ يعني أن على السلطة بسط سيطرتها فورا على مناطق أوسع وأشمل، وتشكل بمعظمها ملجأ للعصابات».
ويتمركز كثير من العصابات والفارين من وجه العدالة، في المناطق المصنفة «سي» التي تخضع لسيطرة أمنية وإدارية إسرائيلية ويمنع على السلطة العمل داخلها. وعادة لا تولي إسرائيل هذه المناطق أهمية تذكر من الناحية الأمنية والإدارية وعلى صعيد الخدمات.
والأسبوع الماضي التقى مسؤولون أمنيون فلسطينيون بقادتهم في المناطق الفلسطينية، وطلبوا منهم الاستعداد لمرحلة جديدة محتملة.
وبحسب المصادر، فإن ثمة تقديرات أمنية أن تعمد إسرائيل إلى انسحاب أحادي لإحراج الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) وتركه في مواجهة الفوضى من جهة، وأعدائه في الداخل الفلسطيني من جهة ثانية.
وهذا الشهر جاهر وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون بذلك، قائلا: «الانسحاب من الضفة الغربية المحتلة سيمس بحرية عمل الجيش الإسرائيلي وسيؤدي إلى انهيار حكم الرئيس الفلسطيني محمود عباس».
وأضاف: «إن من شأن تطبيق سيناريو الانسحاب من غزة في الضفة تثبيت أقدام حماس والإطاحة بأبو مازن».
وأشارت المصادر إلى «احتمال استغلال حركة حماس والقيادي الفتحاوي المفصول من الحركة محمد دحلان، لحالة الفوضى المتوقعة، والعمل على إضعاف السلطة أكثر في الضفة الغربية عبر تحريك عناصرهم لتنفيذ مخططات مختلفة».
وتحكم الأجهزة الأمنية الفلسطينية قبضتها الآن على المدن تحت سيطرتها، لكنها تبقي عيونها مفتوحة تجاه عناصر حماس ودحلان.
وتخطط اللجنة المركزية لحركة فتح لفصل كل من يثبت أنه على اتصال من داخل الحركة مع دحلان، وهو ما قد يدفع البعض للانتقام.
ويترافق ذلك كله مع الخشية من دخول السلطة في أزمة مالية حادة بعد شهر أبريل (نيسان) المقبل، وبدء النقابات إضرابات مفتوحة من شأنها شل عمل المؤسسات الحكومية.
ولإسرائيل تاريخ جيد في الانسحابات الأحادية المفاجئة إذ أقدمت على ذلك مرتين، وانسحبت من دون مقدمات من مناطق كان يعتقد أنها تريد البقاء فيها للأبد.
وغادرت إسرائيل بشكل مفاجئ جنوب لبنان عام 2000، بقرار من رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أيهود باراك، من دون أي تنسيق مع الحكومة اللبنانية، وأبقت على مزارع شبعا تحت سيطرتها.
كما انسحبت في 2005 من قطاع غزة ضمن خطة عرفت آنذاك بـ«خطة فك الارتباط أحادي الجانب»، وبحسبها أخلت إسرائيل 21 مستوطنة في القطاع ومعسكرات الجيش الإسرائيلي، بقرار من رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الوقت آرييل شارون.
ويوجد في إسرائيل من يدعمون هذا الاقتراح، إذ كتبت صحيفة معاريف الأسبوع الماضي عن خطة للانسحاب الأحادي يضعها اثنان من مساعدي رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو السابقين، من دون علمه، ليقدماها له في وقت لاحق.
واقترح السفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة، مايكل أورن، أمس، انسحابا إسرائيليا أحاديا من الضفة الغربية في حال أقدمت السلطة الفلسطينية على التوجه للمنظمات الدولية إذا ما فشلت جهود السلام.
وقالت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، إن أورن المقرب من نتنياهو، أطلق على خطته اسم «الخطة ب» ردا على «الخطة ب» التي يضعها الفلسطينيون للتوجه إلى المؤسسات الدولية، مؤكدا أن تطبيقها سيجري فقط في حال تنفيذ الفلسطينيين تهديداتهم.
ودعا أورن إسرائيل لعدم التخوّف من الحل أحادي الجانب. وقال لصحيفة معاريف، إن خطته ترتكز على الانسحاب الأحادي من الضفة الغربية، بحيث ترسم إسرائيل بشكل أحادي أيضا حدود الدولة الفلسطينية، على أن يبقى الجيش الإسرائيلي في المناطق الحيوية. وأضاف: «الانسحاب لن يكون إلى حدود 67، وليس على طريقة غزة (الخروج الكامل)، لكنه سيمكّن الفلسطينيين من إقامة دولة متواصلة جغرافيا يعيش فيها معظم الفلسطينيين على أن يعيش معظم الإسرائيليين في إسرائيل».
الاحتلال يعلن التاهب ويلغي اجازات جنوده تخوفا من رد لحزب الله على الغارة
\ ذكر موقع صحيفة معاريف الاسرائيلية ان قوات جيش الاحتلال اعلنت حالة التأهب على امتداد الحدود اللبنانية حسباً لاحتمال رد حزب الله على الغارة الجوية التي تعرض لها موقع تابع له على الحدود السورية اللبنانية.
وأوعز جيش الاحتلال إلى المدنيين وخاصة المزارعين بعدم الاقتراب من السياج الحدودي خشية استهدافهم بنيران القناصة.
كما تم تكثيف انتشار قوات الجيش قرب التجمعات السكنية في المنطقة. وامر الجيش الجنود بعدم الخروج من القواعد والغاء الاجازات في منطقة الشمال بصفة عامة.
كما تم تكثيف انتشار قوات الجيش قرب التجمعات السكنية في المنطقة. وامر الجيش الجنود بعدم الخروج من القواعد والغاء الاجازات في منطقة الشمال بصفة عامة.
وكان حزب الله قد أقر أمس بتعرض قوة تابعة له لغارة إسرائيلية معلناً أنه سيرد عليها في الوقت والطريقة المناسبيْن .
وأبدت مصادر عسكرية خشيتها من محاولة حزب الله استهداف بعض ضباط الجيش الكبار.
وأبدت مصادر عسكرية خشيتها من محاولة حزب الله استهداف بعض ضباط الجيش الكبار.
الجبهة الشعبية وكتائب ابو علي تنعيان الشهيد وشحة وتتوعدان بالرد >>>معتز وشحة عانى أسيرا وارتقى شهيدا
كانت الساعة تشير إلى الخامسة صباحا، عندما شقت الآليات العسكرية الإسرائيلية، طريقها نحو بلدة بيرزيت القريبة من مدينة رام الله، الهدف هذه المرة الأسير المحرر معتز وشحة الشاب النحيل الأسمر الذي لم يكمل الخامسة والعشرين من عمره.
أمام أعين عائلته، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الشاب وشحة، بعد صموده أكثر من ثماني ساعات داخل منزله، الذي تهاوت لبناته شيئا فشيئا، وكان بالإمكان سماع صوت سقوط حجارته بفعل هدم الجرافات الإسرائيلية من مسافة بعيدة.
مئات المواطنين انتشروا في شوارع البلدة، وعلى أسطح المنازل يرقبون ما يحدث، ظنا منهم أن معتز اعتقل، لتبدأ فصول الجريمة البشعة التي ارتكبها جنود الاحتلال بالتكشف شيئا فشيئا.
عائلة الشهيد المكلومة حضرت لتفقد المنزل، لتجد ابنها جثة هامدة على أرضية المنزل بفعل الصواريخ الحارقة التي أطلقها الجنود، ليعلو بعدها صوت البكاء والنحيب والعويل، مختلطا بهتافات الشبان وتكبيراتهم، فوق جثمانه الملقى على الأرض.
وقالت بيسان وشحة إحدى قريبات الشهيد، إن الجنود طوقوا المنطقة المحيطة بالمنزل، ولم يسمحوا لأحد بالاقتراب، 'لقد عانت والدته الكثير، الشهيد أسير سابق لدى قوات الاحتلال أمضى 4 سنوات في الأسر، أشقاؤه الأربعة سجنوا لدى الاحتلال، وشقيقة الأكبر أحمد أبعد إلى الخارج بعدما سجن فترة طويلة'.
وأضافت:' كان محبوبا ومتعاونا مع الجميع'.
اختنقت بيسان بدمعها، قبل أن تردف قائلة: 'شاهدت جنود الاحتلال يعتدون بالضرب على شقيق الشهيد فادي، والشاب سامر القيسي، كبلتهما واحتجزتهما داخل أحد الجيبات العسكرية، وأطلقت النار على شقيقه رامز وأصابته بقدمه، قبل أن يتم اعتقاله، لقد تعاملوا بهمجية كبيرة'.
ذاع خبر استشهاد معتز، المواطنون بدأوا بالتوافد على المنزل، لا شيء يلف المكان سوى الصمت والحزن، أصدقاء الشهيد وقفوا مشدوهين غير مصدقين ما حدث.
الشاباك:حماس تسعى لإشعال الموقف بالأقصى بهدف تصعيد الاوضاع بالضفة
/ حذر ضابط رفيع في جهاز المخابرات الإسرائيلي "الشاباك"، الخميس، من محاولة حركة "حماس" إشعال الموقف في المسجد الأقصى المبارك بهدف تصعيد الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة.
وادعى الضابط خلال شهادته أمام محكمة إسرائيلية ونقلت القناة العبرية العاشرة مقاطع منها، أن أكثر ما يخشاه الشاباك في الآونة الأخيرة هو محاولة إشعال منطقة الأقصى على يد حركة حماس وبكل الوسائل من أجل تغيير الأمر الواقع في الضفة الغربية.
ونقلت القناة عن الضابط قوله:" إن الشاباك يلاحظ محاولات متكررة لحماس لتجنيد الشبان واستقدامهم إلى الأقصى للقيام بمظاهرات واعمال عنف واحتجاج بهدف تسميم الأجواء وزيادة حالة الاحتقان حتى الوصول إلى المواجهة مع قوات الأمن الإسرائيلية".
الجمعة، 14 فبراير 2014
السيسي في موسكو.. منهوك على منهوك!
سليم عزوز
فاجأنا الأخ الأستاذ عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع المصري، حتى ساعته وتاريخه، وهو في طريقه للشقيقة الكبرى موسكو، مرتدياً حلة مدنية جديدة، بدت شكلاً كما لو كانت خارجة من المصنع تواً، على نحو جعلني أظن للوهلة الأولى أنه إعلان عن مصنع ملابس جاهزة. وفي الوهلة الثانية اعتقدت انه إعلان تجاري لواحد من محلات النظارات في القاهرة، اذ كانت النظارة التي يضعها علي عينيه تبدو وثيقة الشبه بالماركات العالمية!.
في الوهلة الثالثة، وقفت على أن الأخ الأستاذ عبد الفتاح السيسي، وقد تخلص من حلته العسكرية، وارتدى ملابس مدنية " لميع"، وهو في طريقه لروسيا، إنما يرسل رسالة سياسية بالأساس، وقد أرسلت وسط ضجة من أنصاره، الذين توقف بهم الزمن عن الحقبة الناصرية، وباعتبار أن زيارة موسكو هي نوع من التحدي لواشنطن، وعلى أساس أن من سيستقبل السيسي في المطار هو "خروشوف"، وأن عبد الناصر الجديد، بصدد توقيع صفقة سلاح، ليرهب بها إسرائيل ومن وراء إسرائيل!.
نحن نعيش أجواء الحلم الناصري، الذي لم يعد يمثله المرشح التقليدي حمدين صباحي لكن يمثله الآن الأستاذ عبد الفتاح السيسي. فنجل عبد الناصر قال إن السيسي هو الوريث الشرعي والوحيد لوالده. وكريمة الزعيم الراحل " هدى" قالت إن السيسي سيحقق انجازات أكثر من تلك التي حققها والدها.
وإلى كتابة هذه السطور، لم يقل السيسي نفسه ماذا يمثل له جمال عبد الناصر؟..وفي الوقت الذي يقدمه البعض على أن ناصر العائد من الأجداث، كان السيسي يحلم بالسادات، فلم يرى عبد الناصر كما يرى النائم، فهو حتى في "مناماته" رأي من مشى على طريق الزعيم الملهم " بأستيكة"!.
" الأخ الأستاذ" هو اللقب الأكثر وجاهة، لاسيما ونحن في حالة خلاف على ألقابه العسكرية، فالبعض لا يقر له برتبة مشير، التي تمنح للقادة الميدانيين للجيوش الذين يخوضون حروباً وينتصرون فيها، وربما كان الأمر الوحيد الذي يربطه بعهد عبد الناصر هو هذه الرتبة غير المستحقة، وعبد الناصر منح عبد الحكيم عامر رتبة "المشير" بالمخالفة للتقاليد العسكرية المتعارف عليها.
البعض يصر إصراراً ويلح إلحاحاً على أن صاحبنا هو فقط " فريق أول"، والبعض يقول إنه مجرد " لواء" فالفريق والفريق أول رتبتان منحهما له الرئيس محمد مرسي، وقد سقطتا بسقوط مانح الرتب، فلا يجوز أن نسقط الحكومة التي شكلها، والبرلمان الذي يعمل في عهد، والدستور الذي وافق عليه وعرضه على الاستفتاء، والنائب العام الذي عينه، فتنزع عنه الشرعية، وعن كل تصرفاته، ويبقى الشرعي الوحيد هو الرتب الممنوحة للسيسي!.
وإزاء الجدل المحتدم حول ما إذا كان السيسي مشيراً، أم فريقاً، أم لا يزال لواء، فإنني رأيت أن لقب "الأخ الأستاذ" هو الأفضل، فضلاً عن أنه اللقب المتسق مع هذه المرحلة التي خلع فيها السيسي بزته العسكرية وارتدى حلة مدنية، جعلته أكثر وسامة، وهو تصرف لا تخطئ العين دلالته!.
السيسي سافر إلى موسكو في رحلة رسمية، وباعتباره وزيراً للدفاع والدليل علي هذا هو أنه اصطحب معه وزير الخارجية، والمعلن أنه سيقوم بتوقيع بعض العقود، الخاصة "ببضائع" عسكرية، ولا أرى مبرراً والحال كذلك أن يتخلى عن زيه العسكري، لكن الجنين في بطن أمه يعلم أن الحلة المدنية هي رسالة مقصودة!.
من حيث الشكل، كنت أربأ بالأخ الأستاذ أن يقدم على توقيع مثل هذه العقود، لاسيما وأنه في مرحلة لملمة الأوراق والاستقالة من وزارة الدفاع ليترشح رئيساً، وما أظن أن البلاد في حالة حرب تستدعي أن يسارع الزمن من أجل توقيع هذه العقود، فكان عليه أن يؤجل التوقيع عليها إلى حين أن يصبح رئيسا. وهذا الإجراء في السفر وتمثيل مصر، كاشف عن أن الأمر ليس مرتبط بشراء أسلحة أو معدات، لاسيما وأن السلاح الروسي وفي أيام مجده، تمت هزيمته في كل المعارك التي خاضها، والتي لم يخضها؟!.
الذين رقصوا على "واحدة ونص" ابتهاجاً بهذه الخطوة المباركة للسيسي، والتي تمثل تحدياً للإرادة الأمريكية، وجعلتهم يعيشون في أجواء أغنية "أمجاد يا عرب أمجاد"، لم يكن هذا رأيهم عندما ذهب الرئيس محمد مرسي إلى هناك، بل هم أنفسهم من سخروا منه، وقالوا بأن روسيا ليست هي الاتحاد السوفيتي، وأن الجيش المصري فقد علاقته بالسلاح الروسي، وأي سلاح سيأتي من هناك لن يكون الجيش ملماً به، فهو يحتاج إلى فترة للتدريب عليه.
ولأن الزعيم الروسي لم يستقبل مرسي في المطار، كما كان خروشوف يستقبل عبد الناصر، فقد تصايحوا في البرية، إن مصر تقزمت علي يد مرسي. لكنهم لم ينطقوا ببنت شفة، ومن استقبل الوزيرين المصريين: السييسي وفهمي ليسا نظراءهما هناك، فقد كان في استقبالهما مندوبان. واحد عن وزارة الخارجية والآخر عن وزير الدفاع!.
المدهش أن التلفزيون المصري الرسمي قال إن السيسي تم استقباله بشكل أسطوري كما كان يتم استقبال الرئيس جمال عبد الناصر. مع أن الجنين في بطن أمه وقف على أنه استقبال بائس، لا يليق بمدير مكتب رئيس الدفاع!.
الشاهد، أن الهدف من الزيارة هو أن نشاهد السيسي بالملابس المدنية، وهو أمر ذكرنا بحالة المشير محمد حسين طنطاوي، عندما كان يتولي منصب رئيس المجلس العسكري الحاكم بعد تنحي المخلوع، وعندما اشتد الهجوم على حكمه، وهتفت الجماهير بإسقاط حكم العسكر، وتعيين مجلس مدني للحكم. فقد ارتدى الملابس المدنية ونزل لوسط القاهرة، ليصافح الجماهير ويؤكد على شعبيته، وفي اليوم التالي كانت المظاهرات في ميدان التحرير تهتف:
تلبس مدني.. تلبس بوكسر.. يسقط.. يسقط حكم العسكر!.
كان طنطاوي قد تحدث عن أنه قد يلجأ للاستفتاء ليستفتي الشعب في الاستمرار لانجاز المهمة، أم الإسراع بالانتخابات الرئاسية، وكان كالسيسي يظن أن له شعبية جارفة، وتحدث الذين ينحازون لحكمه من الكتاب والساسة بأن طنطاوي إذا لجأ للاستفتاء فسوف يضع معارضيه في "خانة اليك"، لأن نتيجة الاستفتاء ستكون حتماً لصالحه، وكتبت أنا: " لم نأت بك باستفتاء لنعزلك باستفتاء".
ما علينا، فالسيسي ما كان له أن يخلع بزته العسكرية، لاسيما وأنه في عمل من أعمال الوظيفة، وفي مهمة مرتبطة بمنصبه وهو وكونه وزيراً للدفاع، وهي التعاقد على " بضائع عسكرية"، ومن هنا فان ارتداءه للملابس المدنية، يعني أنها رحلة للمرشح الرئاسي وإن أخذت طابع الرسمية، وليست رحلة لوزير مختص!.
لقد حرص السيسي أن يصطحبه المصور لداخل الطائرة، ويبدو وهو جالس كما لو كانت "الكاميرا الخفية" هي التي صورته وأنه لم ير الكاميرا، أو الفلاش، أو المصور، ففي بعض اللقطات قد أرخى جفنيه، ليبدو الأمر طبيعياً تماماً، فهل كان بالفعل كذلك؟!.
لاشك أن هذه الملابس المدنية هي إعلان قرار، لكن على طريقة التصريحات المنشورة له في السياسة الكويتية والتي مثلت إعلاناً عن أنه اتخذ قراره بالترشح.. لا حظ أنه نفسه لم يكذب الصحيفة حتى الآن، واكتفى بتصريح للمتحدث العسكري نشره على صفحته على "فيس بوك" وليس في رسالة للجريدة التي نشرت إعمالاً بحق الرد، ولم يكن التصريح نفياً للمنشور ولا حتى تأكيداً على أن قرار الترشح لم يتم اتخاذه بعد، فالنفي هو لأن تصريحات لم تصدر من السيسي لكنها تكهنات من الجريدة الناشرة.
ملابس موسكو المدنية، هي في نفس سياق المنشور في "السياسة" الكويتية، فالسيسي يريد أن يضع دوائر الانقلاب، خارجياً وخليجياً، أمام الأمر الواقع، لاسيما تلك المترددة بالقبول بالسيسي رئيساً.
وزيارة السيسي لموسكو هي في نفس سياق زيارة حازم الببلاوي رئيس الحكومة للسعودية، وزيارة رئيس الأركان للإمارات، ويبدو أن الإجماع لم ينعقد على أنه "المرشح الضرورة" على النحو الذي يسوق له الكاتب محمد حسنين هيكل، والذي زار دبي بهدف تحقيق الإجماع علي ترشح السيسي، فلما لم ينجح في مهمته قال إن الإمارات ليس لها الحق في الجزر الثلاث التي تخضع للسيادة الإيرانية، وجاء كلامه على قواعد " كيد النساء".
في دول الخليج الراعية للانقلاب، يوجد الرأيان، فهناك من هو متحمس للسيسي وهناك من هو فاتر، لأن وجوده في سدة الحكم سيحمل هذه الدول من أمرها رهقاً، لان استمرار الغضب الشعبي، سيدفعه دائما لانتظار المساعدات الخليجية، وهو أمر فوق القدرة، لهذا فهؤلاء مع استمراره في منصبه وزيراً للدفاع.
ويبدو أن التأييد الأمريكي لم يأت حاسماً ومبايعاً، وهو لا يريد مجرد موافقة علي ترشحه فهو يريد ترحيباً ينتج عنه مساندته في السلطة، فيلزم الجيش ودول الخليج على العمل على إنجاحه وعدم تركه للمجهول.
وهو بزيه المدني يريد أن يفرض سياسة الأمر الواقع، فيحسم تردد المترددين، وينهي فتور أصحاب المواقف الفاترة لتصبح حماساً له، وهو يريد أن يناور على الطريقة التقليدية، بأنه إن لم يجد تأييد أمريكياً فسوف يلجأ إلى المنافس، وربما أغراه انتصار بشار إلى الآن، في توهمه بأن موسكو لا تزال يعمل لها البيت الأبيض حساباً، فاته أنه لا توجد هناك رغبة أمريكية أو إسرائيلية في تغيير الحكم في سورية، في حين أن الانحياز الروسي لم يمنع من غزو العراق وإسقاط حكم صدام حسين.
هناك أهداف مركبة وراء الزيارة لروسيا فالسيسي يريد من موسكو أن تقربه من البيت الأبيض زلفى، ليمثل التأييد الروسي الإسرائيلي موقفاً معتبراً لدى واشنطن فتدفع به وتعمل على مساندته مرشحاً ورئيساً.
لكن فاته أنه في طلبه النجدة من موسكو، كأنه منهوك على منهوك.
في الوهلة الثالثة، وقفت على أن الأخ الأستاذ عبد الفتاح السيسي، وقد تخلص من حلته العسكرية، وارتدى ملابس مدنية " لميع"، وهو في طريقه لروسيا، إنما يرسل رسالة سياسية بالأساس، وقد أرسلت وسط ضجة من أنصاره، الذين توقف بهم الزمن عن الحقبة الناصرية، وباعتبار أن زيارة موسكو هي نوع من التحدي لواشنطن، وعلى أساس أن من سيستقبل السيسي في المطار هو "خروشوف"، وأن عبد الناصر الجديد، بصدد توقيع صفقة سلاح، ليرهب بها إسرائيل ومن وراء إسرائيل!.
نحن نعيش أجواء الحلم الناصري، الذي لم يعد يمثله المرشح التقليدي حمدين صباحي لكن يمثله الآن الأستاذ عبد الفتاح السيسي. فنجل عبد الناصر قال إن السيسي هو الوريث الشرعي والوحيد لوالده. وكريمة الزعيم الراحل " هدى" قالت إن السيسي سيحقق انجازات أكثر من تلك التي حققها والدها.
وإلى كتابة هذه السطور، لم يقل السيسي نفسه ماذا يمثل له جمال عبد الناصر؟..وفي الوقت الذي يقدمه البعض على أن ناصر العائد من الأجداث، كان السيسي يحلم بالسادات، فلم يرى عبد الناصر كما يرى النائم، فهو حتى في "مناماته" رأي من مشى على طريق الزعيم الملهم " بأستيكة"!.
" الأخ الأستاذ" هو اللقب الأكثر وجاهة، لاسيما ونحن في حالة خلاف على ألقابه العسكرية، فالبعض لا يقر له برتبة مشير، التي تمنح للقادة الميدانيين للجيوش الذين يخوضون حروباً وينتصرون فيها، وربما كان الأمر الوحيد الذي يربطه بعهد عبد الناصر هو هذه الرتبة غير المستحقة، وعبد الناصر منح عبد الحكيم عامر رتبة "المشير" بالمخالفة للتقاليد العسكرية المتعارف عليها.
البعض يصر إصراراً ويلح إلحاحاً على أن صاحبنا هو فقط " فريق أول"، والبعض يقول إنه مجرد " لواء" فالفريق والفريق أول رتبتان منحهما له الرئيس محمد مرسي، وقد سقطتا بسقوط مانح الرتب، فلا يجوز أن نسقط الحكومة التي شكلها، والبرلمان الذي يعمل في عهد، والدستور الذي وافق عليه وعرضه على الاستفتاء، والنائب العام الذي عينه، فتنزع عنه الشرعية، وعن كل تصرفاته، ويبقى الشرعي الوحيد هو الرتب الممنوحة للسيسي!.
وإزاء الجدل المحتدم حول ما إذا كان السيسي مشيراً، أم فريقاً، أم لا يزال لواء، فإنني رأيت أن لقب "الأخ الأستاذ" هو الأفضل، فضلاً عن أنه اللقب المتسق مع هذه المرحلة التي خلع فيها السيسي بزته العسكرية وارتدى حلة مدنية، جعلته أكثر وسامة، وهو تصرف لا تخطئ العين دلالته!.
السيسي سافر إلى موسكو في رحلة رسمية، وباعتباره وزيراً للدفاع والدليل علي هذا هو أنه اصطحب معه وزير الخارجية، والمعلن أنه سيقوم بتوقيع بعض العقود، الخاصة "ببضائع" عسكرية، ولا أرى مبرراً والحال كذلك أن يتخلى عن زيه العسكري، لكن الجنين في بطن أمه يعلم أن الحلة المدنية هي رسالة مقصودة!.
من حيث الشكل، كنت أربأ بالأخ الأستاذ أن يقدم على توقيع مثل هذه العقود، لاسيما وأنه في مرحلة لملمة الأوراق والاستقالة من وزارة الدفاع ليترشح رئيساً، وما أظن أن البلاد في حالة حرب تستدعي أن يسارع الزمن من أجل توقيع هذه العقود، فكان عليه أن يؤجل التوقيع عليها إلى حين أن يصبح رئيسا. وهذا الإجراء في السفر وتمثيل مصر، كاشف عن أن الأمر ليس مرتبط بشراء أسلحة أو معدات، لاسيما وأن السلاح الروسي وفي أيام مجده، تمت هزيمته في كل المعارك التي خاضها، والتي لم يخضها؟!.
الذين رقصوا على "واحدة ونص" ابتهاجاً بهذه الخطوة المباركة للسيسي، والتي تمثل تحدياً للإرادة الأمريكية، وجعلتهم يعيشون في أجواء أغنية "أمجاد يا عرب أمجاد"، لم يكن هذا رأيهم عندما ذهب الرئيس محمد مرسي إلى هناك، بل هم أنفسهم من سخروا منه، وقالوا بأن روسيا ليست هي الاتحاد السوفيتي، وأن الجيش المصري فقد علاقته بالسلاح الروسي، وأي سلاح سيأتي من هناك لن يكون الجيش ملماً به، فهو يحتاج إلى فترة للتدريب عليه.
ولأن الزعيم الروسي لم يستقبل مرسي في المطار، كما كان خروشوف يستقبل عبد الناصر، فقد تصايحوا في البرية، إن مصر تقزمت علي يد مرسي. لكنهم لم ينطقوا ببنت شفة، ومن استقبل الوزيرين المصريين: السييسي وفهمي ليسا نظراءهما هناك، فقد كان في استقبالهما مندوبان. واحد عن وزارة الخارجية والآخر عن وزير الدفاع!.
المدهش أن التلفزيون المصري الرسمي قال إن السيسي تم استقباله بشكل أسطوري كما كان يتم استقبال الرئيس جمال عبد الناصر. مع أن الجنين في بطن أمه وقف على أنه استقبال بائس، لا يليق بمدير مكتب رئيس الدفاع!.
الشاهد، أن الهدف من الزيارة هو أن نشاهد السيسي بالملابس المدنية، وهو أمر ذكرنا بحالة المشير محمد حسين طنطاوي، عندما كان يتولي منصب رئيس المجلس العسكري الحاكم بعد تنحي المخلوع، وعندما اشتد الهجوم على حكمه، وهتفت الجماهير بإسقاط حكم العسكر، وتعيين مجلس مدني للحكم. فقد ارتدى الملابس المدنية ونزل لوسط القاهرة، ليصافح الجماهير ويؤكد على شعبيته، وفي اليوم التالي كانت المظاهرات في ميدان التحرير تهتف:
تلبس مدني.. تلبس بوكسر.. يسقط.. يسقط حكم العسكر!.
كان طنطاوي قد تحدث عن أنه قد يلجأ للاستفتاء ليستفتي الشعب في الاستمرار لانجاز المهمة، أم الإسراع بالانتخابات الرئاسية، وكان كالسيسي يظن أن له شعبية جارفة، وتحدث الذين ينحازون لحكمه من الكتاب والساسة بأن طنطاوي إذا لجأ للاستفتاء فسوف يضع معارضيه في "خانة اليك"، لأن نتيجة الاستفتاء ستكون حتماً لصالحه، وكتبت أنا: " لم نأت بك باستفتاء لنعزلك باستفتاء".
ما علينا، فالسيسي ما كان له أن يخلع بزته العسكرية، لاسيما وأنه في عمل من أعمال الوظيفة، وفي مهمة مرتبطة بمنصبه وهو وكونه وزيراً للدفاع، وهي التعاقد على " بضائع عسكرية"، ومن هنا فان ارتداءه للملابس المدنية، يعني أنها رحلة للمرشح الرئاسي وإن أخذت طابع الرسمية، وليست رحلة لوزير مختص!.
لقد حرص السيسي أن يصطحبه المصور لداخل الطائرة، ويبدو وهو جالس كما لو كانت "الكاميرا الخفية" هي التي صورته وأنه لم ير الكاميرا، أو الفلاش، أو المصور، ففي بعض اللقطات قد أرخى جفنيه، ليبدو الأمر طبيعياً تماماً، فهل كان بالفعل كذلك؟!.
لاشك أن هذه الملابس المدنية هي إعلان قرار، لكن على طريقة التصريحات المنشورة له في السياسة الكويتية والتي مثلت إعلاناً عن أنه اتخذ قراره بالترشح.. لا حظ أنه نفسه لم يكذب الصحيفة حتى الآن، واكتفى بتصريح للمتحدث العسكري نشره على صفحته على "فيس بوك" وليس في رسالة للجريدة التي نشرت إعمالاً بحق الرد، ولم يكن التصريح نفياً للمنشور ولا حتى تأكيداً على أن قرار الترشح لم يتم اتخاذه بعد، فالنفي هو لأن تصريحات لم تصدر من السيسي لكنها تكهنات من الجريدة الناشرة.
ملابس موسكو المدنية، هي في نفس سياق المنشور في "السياسة" الكويتية، فالسيسي يريد أن يضع دوائر الانقلاب، خارجياً وخليجياً، أمام الأمر الواقع، لاسيما تلك المترددة بالقبول بالسيسي رئيساً.
وزيارة السيسي لموسكو هي في نفس سياق زيارة حازم الببلاوي رئيس الحكومة للسعودية، وزيارة رئيس الأركان للإمارات، ويبدو أن الإجماع لم ينعقد على أنه "المرشح الضرورة" على النحو الذي يسوق له الكاتب محمد حسنين هيكل، والذي زار دبي بهدف تحقيق الإجماع علي ترشح السيسي، فلما لم ينجح في مهمته قال إن الإمارات ليس لها الحق في الجزر الثلاث التي تخضع للسيادة الإيرانية، وجاء كلامه على قواعد " كيد النساء".
في دول الخليج الراعية للانقلاب، يوجد الرأيان، فهناك من هو متحمس للسيسي وهناك من هو فاتر، لأن وجوده في سدة الحكم سيحمل هذه الدول من أمرها رهقاً، لان استمرار الغضب الشعبي، سيدفعه دائما لانتظار المساعدات الخليجية، وهو أمر فوق القدرة، لهذا فهؤلاء مع استمراره في منصبه وزيراً للدفاع.
ويبدو أن التأييد الأمريكي لم يأت حاسماً ومبايعاً، وهو لا يريد مجرد موافقة علي ترشحه فهو يريد ترحيباً ينتج عنه مساندته في السلطة، فيلزم الجيش ودول الخليج على العمل على إنجاحه وعدم تركه للمجهول.
وهو بزيه المدني يريد أن يفرض سياسة الأمر الواقع، فيحسم تردد المترددين، وينهي فتور أصحاب المواقف الفاترة لتصبح حماساً له، وهو يريد أن يناور على الطريقة التقليدية، بأنه إن لم يجد تأييد أمريكياً فسوف يلجأ إلى المنافس، وربما أغراه انتصار بشار إلى الآن، في توهمه بأن موسكو لا تزال يعمل لها البيت الأبيض حساباً، فاته أنه لا توجد هناك رغبة أمريكية أو إسرائيلية في تغيير الحكم في سورية، في حين أن الانحياز الروسي لم يمنع من غزو العراق وإسقاط حكم صدام حسين.
هناك أهداف مركبة وراء الزيارة لروسيا فالسيسي يريد من موسكو أن تقربه من البيت الأبيض زلفى، ليمثل التأييد الروسي الإسرائيلي موقفاً معتبراً لدى واشنطن فتدفع به وتعمل على مساندته مرشحاً ورئيساً.
لكن فاته أنه في طلبه النجدة من موسكو، كأنه منهوك على منهوك.
حماس والابتزاز بقطر! ...ساري عرابي
ساري عرابي
على ضوء ما بينته المقالة السابقة "اللجوء الحمساوي إلى قطر: مقدمة تمهيدية"، فإن حماس بصفتها حركة مقاومة؛ تحتاج إلى التحالفات والعلاقات الدولية بما يعزز مشروعها المقاوم، لا من جهة الحاجة إلى أرض آمنة للتحرك خارج ساحة الصراع المباشر فقط، ولكن أيضا لجملة من الأسباب؛ منها: تقريب المزيد إلى أرضيتها وإن بنسب متفاوتة اقترابا وابتعادا، ولتحييد من لا يمكن كسبه، ولكبح جهود الخصوم قدر الإمكان. ولأن مشروع تحرير فلسطين وبقدر ما يعتمد على القدرات الذاتية للشعب الفلسطيني وقواه التحررية فإنه يحتاج إلى تحالفات إقليمية ودولية توفر الأغطية السياسية والمالية والإعلامية لحركات المقاومة، وتحالفات سياسية أكثر جذرية تعمل بالفعل لأجل تحرير فلسطين، بمعنى أن طبيعة العلاقات الدولية والتحالفات السياسية ذات مستويات مختلفة، وعلى هذا من الممكن أن توجد حماس في أكثر من مستوى في الوقت نفسه.
فعلاقة حماس بقطر هي علاقة عادية ومفهومة ومفيدة وتمليها الحاجة في سياق تعدد مستويات العلاقات السياسية، بيد أنها صارت إشكالية من بعد خروجها من سوريا لأسباب وجيهة قابلة للنقاش لا تتعلق بمبدأ وجود علاقة تجمع حركة مقاومة بدولة قطر، ولكن لاتخاذ قطر مقرا لرأس الحركة وجزء هام من قيادتها، وهو الأمر الذي قد قد يخلق تعارضا ما بين وظيفة حماس كحركة مقاومة ووجودها في دولة بحجمها وقدراتها وارتباطاتها وبنيتها لا تحتمل مطلق هذه الوظيفة، وهو الإشكال الذي ناقشته المقالة الماضية ذاهبة إلى أن اتخاذ قطر قاعدة لحركة مقاومة ليس أمرا طبيعيا من حيث الأصل، بيد أن هذا الإشكال الذي يفترض نقاشه بتجرد لصالح حركة المقاومة، يجري حمله على سياق آخر مفتعل يصور الحركة وكأنها تخلت عن المقاومة نهائيا، وهو تصوير يستبطن قصر المقاومة على مجرد التحالف مع المحور الإيراني، بصرف النظر عن الأفعال على أرض الواقع، إضافة إلى اتهام الحركة بالارتباط العضوي بقطر كما هو ارتباط حزب الله بإيران، ومن ثم تتخذ هذه العلاقة سببا للطعن في الحركة وإسقاطها والتشهير بها على أساس من الخلاف حول تقييم الأزمة السورية.
تبدو حجج أنصار المحور الإيراني، في حال تلفعت برداء المبدئية، داحضة بمجرد تذكيرهم بالعلاقات الحميمة التي جمعت كل أطراف محورهم بلا استثناء مع دولة قطر حتى بداية الثورة السورية، وهي علاقة اتسمت بعض أشكالها بالمبالغة في تبجيل قطر وأميرها السابق والد الأمير الحالي، ولذلك فإن هذا الاتهام ما يلبث أن يتراجع لصالح الزعم بأن المشكلة ليست في العلاقة مع قطر، ولكن في اتخاذها مقرا لقيادة الحركة.
وقد يصح هذا لو كان الاتهام يقتصر على هذه القضية دون الاحتجاج بالقاعدة الأمريكية، وعلاقات دولة قطر بدولة الاحتلال، والأمر نفسه يمكن قوله مع تركيا عضو الناتو، لكن هذا المشهد كان هكذا بكل هذه الصور حينما جمعت المحور الإيراني علاقة حميمة بكل من قطر وتركيا، وبالتالي لا معنى لاستدعاء كل ذلك للتأكيد على ذم علاقة حماس بقطر أو تركيا، وإلا فإن المحور الإيراني أولى بالذم لهذا السبب، فهذا الخلط الذي يكثف احتجاجه بكل سياسات قطر وتاريخها وعلاقاتها يُفقد الحجة الأساسية مصداقيتها، ويظهرها متقصدة الكيد والمناكفة والإسقاط الرخيص لا الحرص المبدئي على حركة مقاومة.
لكن بعيدًا عن روح السجال، فإن هذا الاتهام مهما كانت دوافعه، يفتقر للفهم الموضوعي لظروف حماس، بما يجعل الحديث عن علاقة حماس بقطر عملية ابتزاز لا أكثر، بحيث لا يبقى أمام حماس إلا المكث في سوريا بعد دفع الثمن المطلوب بتأييد النظام في معركته مع أبناء شعبه، أو التوجه لإيران بالرغم من الخلاف معها حول تقييم الأزمة السورية، بمعنى أنه لا سبيل أمام حماس، حين إسقاط ظرفها الموضوعي، إلا الاصطفاف في محور بات في معركة ضد طيف واسع من أبناء الشعب السوري. فتعيير حماس بوجود قيادتها في قطر مبني على الخلاف من الأزمة السورية، لا على مجرد اللجوء إلى قطر، فلو انتقلت قيادة حماس إلى قطر في ظرف آخر لما أشكل هذا على أنصار المحور الإيراني، ولما تشكّل في أذهانهم تصور التعارض بين طبيعة قطر وطبيعة حركة المقاومة، ولما تذكروا فجأة كل ما يسردونه الآن من علاقات وسياسات قطر!
وحتى لا تكون المخاوف والحسابات الذهنية على حساب الحقائق العملية والأحداث الفعلية، لا بد من التذكير بأن آخر حرب خاضتها حماس مع دولة العدو حصلت بعد استقرار قيادتها في قطر، وفيها استهدفت حماس للمرة الأولى القدس وتل أبيب بالقصف الصاروخي انطلاقا من قطاع غزة، وهذا بالتأكيد لا علاقة له بوجود حماس في قطر، ولكنه يكشف انتفاء نظرية الارتباط العضوي، وأن هذا الوجود لم يكن مؤثرا على قرار الحركة في الرد الضخم وغير المسبوق على اغتيال أحمد الجعبري، رحمه الله، والذهاب نتيجة ذلك إلى حرب مدمرة، تتحمل حماس عادة العبء الأكبر من الجهد الحربي فيها، والوحيد من جهد الإعمار وترميم الجراح وتحمل المسؤوليات تجاه الشعب المكلوم بعد ذلك! بينما التهدئة الأطول في تاريخ الحركة مع العدو حصلت وحماس لا تزال في سوريا، وهذا أيضًا لا علاقة له بوجود حماس داخل سوريا، لكنها إشارة لافتة إلى سخف هذا النوع من المقارنات الاعتباطية، وتأكيدًا على أن حماس ما كانت مرتبطة بأحد عضويًا لا سابقا ولا الآن.
وبقدر ما يبدو الحديث في البدهيات مملاً ويبعث على السأم، إلا أنه لا بد منه في هذا الموضوع، لتوضيح الفارق الموضوعي بين ظروف حماس من جانب وبقية عناصر المحور الإيراني من جانب آخر، فحماس فضلاً عن كونها ليست دولة لديها وفرة في البدائل والخيارات، فإنها لا تعمل على أرض حرّة كما هو شأن حزب الله، وبالتالي لا تدخل علاقات حماس السياسية في باب الحاجة فقط كما هو حال النمط الغالب من العلاقات الدولية عمومًا، بل تدخل في باب الضرورة أيضا.
فحزب الله ورغم ارتباطه العضوي بإيران، وحاجته لأشكال دعمها المتنوعة، فإنه لا يحتاج إلى أي نوع من اللجوء إليها، حتى في مرحلة المقاومة لتحرير جنوب لبنان، لوجود قواعده الآمنة ونقاط ارتكازه ومقاره القيادية ومجمل مؤسساته وأجهزته وجسمه التنظيمي على أرض غير محتلة ولا تخضع لأي نوع من الفعل الصهيوني المباشر، وهذا الوجود الآمن والحر والمستريح لا يتعرض للحصار بما يفقده وظيفته، بل على العكس من ذلك أضاف الحزب إلى نفوذه الكبير في الدولة وأجهزتها أن جعل من ذات وجوده دولة داخل هذه الدولة.
بينما حماس، كما هو حال كل الشعب الفلسطيني، إما أنها على أرض خاضعة للاحتلال المباشر وبالتالي مستنزفة بعملياته اليومية، أو لها وجود مكثف على أرض شبه محررة ولكنها صغيرة وضيقة ومحاصرة ومهددة على مدار الساعة، وفي وضع لا يحتمل أن توضع كل مقدرات الحركة فيه وهي تخوض صراعا وجوديا مفتوحا على كل الاحتمالات، أو أنها تعاني اللجوء خارج الوطن كما بقية أبناء الشعب الفلسطيني، فهي بالضرورة بحاجة إلى مساحات عمل آمنة خارج فلسطين، وبالتالي فإن تقييم خيارها باللجوء إلى قطر بإسقاط ظروفها الموضوعية وقياسا إلى ظروف غيرها؛ هو عملية خاطئة تماما من البداية سواء حسنت النوايا أم لا، فقرار الحركة في هذا الموضوع أقرب للاضطرار منه إلى الخيار، خاصة وقد قررت أن تغادر سوريا لخلافها مع النظام السوري في سبل معالجة الأزمة السورية من ناحية، ولأنه طالبها بموقف واضح مؤيد له من ناحية ثانية، وبمعزل عن الأسباب السياسية فقد كان الخروج محتمًا لأسباب أمنية، وهذا الخلاف على تقييم الأزمة وسبل حلها طال علاقة الحركة بالمحور كله، وخاصة إيران التي لها فهمها الخاص للتحالف الذي يتجاوز قاعدة التحالف على أساس المقاومة ليصبح تحالفا كليا مطلقا في القضايا كلها، بحيث لا يسع حماس من وجهة نظرها اتخاذ موقف مغاير لبقية عناصر التحالف، ما جعل لجوء الحركة إلى إيران غير ممكن حينها بالرغم من وجود مكتب لها هناك لا يزال يعمل حتى الساعة.
إن التغير الذي حصل كان داخل سوريا، أما علاقة حماس بقطر فلم تتغير لا قبل الثورة السورية ولا بعدها، بمعنى أنها لم تستجد من بعد الثورة كي تعتبر دليلاً على ارتباط عضوي، والإضافة التي حصلت بانتقال قيادة الحركة إلى قطر جاءت ضمن السياق الذي سبق شرحه، ولا يمكن لها أن تشكل دليلاً على تحولات عميقة في استراتيجيات الحركة، وإن كانت بالتأكيد تشكل دليلاً على أزمة مؤقتة تمرُّ بها الحركة، وهو ما يفرض العمل على منع تحولها إلى أزمة دائمة، والخروج من حالة انتظار استقرار التحولات في الإقليم إلى المساهمة في صياغة هذه التحولات، ومدافعة الغموض الاستراتيجي بما يخدم مشروع الحركة التحرري، وبما قد يضعها على رأس مشروع إسلامي عالمي محوره القضية الفلسطينية إن توفرت الرؤية والإرادة والتخطيط.
فعلاقة حماس بقطر هي علاقة عادية ومفهومة ومفيدة وتمليها الحاجة في سياق تعدد مستويات العلاقات السياسية، بيد أنها صارت إشكالية من بعد خروجها من سوريا لأسباب وجيهة قابلة للنقاش لا تتعلق بمبدأ وجود علاقة تجمع حركة مقاومة بدولة قطر، ولكن لاتخاذ قطر مقرا لرأس الحركة وجزء هام من قيادتها، وهو الأمر الذي قد قد يخلق تعارضا ما بين وظيفة حماس كحركة مقاومة ووجودها في دولة بحجمها وقدراتها وارتباطاتها وبنيتها لا تحتمل مطلق هذه الوظيفة، وهو الإشكال الذي ناقشته المقالة الماضية ذاهبة إلى أن اتخاذ قطر قاعدة لحركة مقاومة ليس أمرا طبيعيا من حيث الأصل، بيد أن هذا الإشكال الذي يفترض نقاشه بتجرد لصالح حركة المقاومة، يجري حمله على سياق آخر مفتعل يصور الحركة وكأنها تخلت عن المقاومة نهائيا، وهو تصوير يستبطن قصر المقاومة على مجرد التحالف مع المحور الإيراني، بصرف النظر عن الأفعال على أرض الواقع، إضافة إلى اتهام الحركة بالارتباط العضوي بقطر كما هو ارتباط حزب الله بإيران، ومن ثم تتخذ هذه العلاقة سببا للطعن في الحركة وإسقاطها والتشهير بها على أساس من الخلاف حول تقييم الأزمة السورية.
تبدو حجج أنصار المحور الإيراني، في حال تلفعت برداء المبدئية، داحضة بمجرد تذكيرهم بالعلاقات الحميمة التي جمعت كل أطراف محورهم بلا استثناء مع دولة قطر حتى بداية الثورة السورية، وهي علاقة اتسمت بعض أشكالها بالمبالغة في تبجيل قطر وأميرها السابق والد الأمير الحالي، ولذلك فإن هذا الاتهام ما يلبث أن يتراجع لصالح الزعم بأن المشكلة ليست في العلاقة مع قطر، ولكن في اتخاذها مقرا لقيادة الحركة.
وقد يصح هذا لو كان الاتهام يقتصر على هذه القضية دون الاحتجاج بالقاعدة الأمريكية، وعلاقات دولة قطر بدولة الاحتلال، والأمر نفسه يمكن قوله مع تركيا عضو الناتو، لكن هذا المشهد كان هكذا بكل هذه الصور حينما جمعت المحور الإيراني علاقة حميمة بكل من قطر وتركيا، وبالتالي لا معنى لاستدعاء كل ذلك للتأكيد على ذم علاقة حماس بقطر أو تركيا، وإلا فإن المحور الإيراني أولى بالذم لهذا السبب، فهذا الخلط الذي يكثف احتجاجه بكل سياسات قطر وتاريخها وعلاقاتها يُفقد الحجة الأساسية مصداقيتها، ويظهرها متقصدة الكيد والمناكفة والإسقاط الرخيص لا الحرص المبدئي على حركة مقاومة.
لكن بعيدًا عن روح السجال، فإن هذا الاتهام مهما كانت دوافعه، يفتقر للفهم الموضوعي لظروف حماس، بما يجعل الحديث عن علاقة حماس بقطر عملية ابتزاز لا أكثر، بحيث لا يبقى أمام حماس إلا المكث في سوريا بعد دفع الثمن المطلوب بتأييد النظام في معركته مع أبناء شعبه، أو التوجه لإيران بالرغم من الخلاف معها حول تقييم الأزمة السورية، بمعنى أنه لا سبيل أمام حماس، حين إسقاط ظرفها الموضوعي، إلا الاصطفاف في محور بات في معركة ضد طيف واسع من أبناء الشعب السوري. فتعيير حماس بوجود قيادتها في قطر مبني على الخلاف من الأزمة السورية، لا على مجرد اللجوء إلى قطر، فلو انتقلت قيادة حماس إلى قطر في ظرف آخر لما أشكل هذا على أنصار المحور الإيراني، ولما تشكّل في أذهانهم تصور التعارض بين طبيعة قطر وطبيعة حركة المقاومة، ولما تذكروا فجأة كل ما يسردونه الآن من علاقات وسياسات قطر!
وحتى لا تكون المخاوف والحسابات الذهنية على حساب الحقائق العملية والأحداث الفعلية، لا بد من التذكير بأن آخر حرب خاضتها حماس مع دولة العدو حصلت بعد استقرار قيادتها في قطر، وفيها استهدفت حماس للمرة الأولى القدس وتل أبيب بالقصف الصاروخي انطلاقا من قطاع غزة، وهذا بالتأكيد لا علاقة له بوجود حماس في قطر، ولكنه يكشف انتفاء نظرية الارتباط العضوي، وأن هذا الوجود لم يكن مؤثرا على قرار الحركة في الرد الضخم وغير المسبوق على اغتيال أحمد الجعبري، رحمه الله، والذهاب نتيجة ذلك إلى حرب مدمرة، تتحمل حماس عادة العبء الأكبر من الجهد الحربي فيها، والوحيد من جهد الإعمار وترميم الجراح وتحمل المسؤوليات تجاه الشعب المكلوم بعد ذلك! بينما التهدئة الأطول في تاريخ الحركة مع العدو حصلت وحماس لا تزال في سوريا، وهذا أيضًا لا علاقة له بوجود حماس داخل سوريا، لكنها إشارة لافتة إلى سخف هذا النوع من المقارنات الاعتباطية، وتأكيدًا على أن حماس ما كانت مرتبطة بأحد عضويًا لا سابقا ولا الآن.
وبقدر ما يبدو الحديث في البدهيات مملاً ويبعث على السأم، إلا أنه لا بد منه في هذا الموضوع، لتوضيح الفارق الموضوعي بين ظروف حماس من جانب وبقية عناصر المحور الإيراني من جانب آخر، فحماس فضلاً عن كونها ليست دولة لديها وفرة في البدائل والخيارات، فإنها لا تعمل على أرض حرّة كما هو شأن حزب الله، وبالتالي لا تدخل علاقات حماس السياسية في باب الحاجة فقط كما هو حال النمط الغالب من العلاقات الدولية عمومًا، بل تدخل في باب الضرورة أيضا.
فحزب الله ورغم ارتباطه العضوي بإيران، وحاجته لأشكال دعمها المتنوعة، فإنه لا يحتاج إلى أي نوع من اللجوء إليها، حتى في مرحلة المقاومة لتحرير جنوب لبنان، لوجود قواعده الآمنة ونقاط ارتكازه ومقاره القيادية ومجمل مؤسساته وأجهزته وجسمه التنظيمي على أرض غير محتلة ولا تخضع لأي نوع من الفعل الصهيوني المباشر، وهذا الوجود الآمن والحر والمستريح لا يتعرض للحصار بما يفقده وظيفته، بل على العكس من ذلك أضاف الحزب إلى نفوذه الكبير في الدولة وأجهزتها أن جعل من ذات وجوده دولة داخل هذه الدولة.
بينما حماس، كما هو حال كل الشعب الفلسطيني، إما أنها على أرض خاضعة للاحتلال المباشر وبالتالي مستنزفة بعملياته اليومية، أو لها وجود مكثف على أرض شبه محررة ولكنها صغيرة وضيقة ومحاصرة ومهددة على مدار الساعة، وفي وضع لا يحتمل أن توضع كل مقدرات الحركة فيه وهي تخوض صراعا وجوديا مفتوحا على كل الاحتمالات، أو أنها تعاني اللجوء خارج الوطن كما بقية أبناء الشعب الفلسطيني، فهي بالضرورة بحاجة إلى مساحات عمل آمنة خارج فلسطين، وبالتالي فإن تقييم خيارها باللجوء إلى قطر بإسقاط ظروفها الموضوعية وقياسا إلى ظروف غيرها؛ هو عملية خاطئة تماما من البداية سواء حسنت النوايا أم لا، فقرار الحركة في هذا الموضوع أقرب للاضطرار منه إلى الخيار، خاصة وقد قررت أن تغادر سوريا لخلافها مع النظام السوري في سبل معالجة الأزمة السورية من ناحية، ولأنه طالبها بموقف واضح مؤيد له من ناحية ثانية، وبمعزل عن الأسباب السياسية فقد كان الخروج محتمًا لأسباب أمنية، وهذا الخلاف على تقييم الأزمة وسبل حلها طال علاقة الحركة بالمحور كله، وخاصة إيران التي لها فهمها الخاص للتحالف الذي يتجاوز قاعدة التحالف على أساس المقاومة ليصبح تحالفا كليا مطلقا في القضايا كلها، بحيث لا يسع حماس من وجهة نظرها اتخاذ موقف مغاير لبقية عناصر التحالف، ما جعل لجوء الحركة إلى إيران غير ممكن حينها بالرغم من وجود مكتب لها هناك لا يزال يعمل حتى الساعة.
إن التغير الذي حصل كان داخل سوريا، أما علاقة حماس بقطر فلم تتغير لا قبل الثورة السورية ولا بعدها، بمعنى أنها لم تستجد من بعد الثورة كي تعتبر دليلاً على ارتباط عضوي، والإضافة التي حصلت بانتقال قيادة الحركة إلى قطر جاءت ضمن السياق الذي سبق شرحه، ولا يمكن لها أن تشكل دليلاً على تحولات عميقة في استراتيجيات الحركة، وإن كانت بالتأكيد تشكل دليلاً على أزمة مؤقتة تمرُّ بها الحركة، وهو ما يفرض العمل على منع تحولها إلى أزمة دائمة، والخروج من حالة انتظار استقرار التحولات في الإقليم إلى المساهمة في صياغة هذه التحولات، ومدافعة الغموض الاستراتيجي بما يخدم مشروع الحركة التحرري، وبما قد يضعها على رأس مشروع إسلامي عالمي محوره القضية الفلسطينية إن توفرت الرؤية والإرادة والتخطيط.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)