السبت، 14 ديسمبر 2013

عن صفقة الترتيبات الأمنية>>>>علي بدوان

بُعيد ساعات قليلة من انتهاء زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأخيرة للأراضي الفلسطينية المحتلة، وتحديداً في اليوم الرابع من ديسمبر 2013 الجاري، باتت العديد من الملفات المُصاغة في كواليس الدبلوماسية السرية واضحة المعالم، وهي ملفات تحاول الادارة الأميركية تمريرها عبر صفقات جديدة على المسار التفاوضي الفلسطيني «الإسرائيلي» تحت عنوان «الترتيبات الأمنية في اطار عملية التسوية المتوقع ابرامها» بعد عدة شهور من انطلاقتها الأخيرة، في سياق ومنحى منهجي «إسرائيلي - أميركي» للهبوط بسقف قضايا المفاوضات ليصبح كل سقف جديد يجري التفاهم عليه هو مرجعية التعامل مع ما يسمى قضايا الحل النهائي في مسار عملية التسوية المختلة أصلا. وهو أمرٌ يمتد من قضية الأمن التي جرى بحثها والتوصل لورقتها الأخيرة بين «إسرائيل والولايات المتحدة» بمعزل عن الجانب الفلسطيني، وصولاً لإقرار تفاهمات ذات أهمية بالنسبة لباقي عناصر التسوية والمتعلقة باللاجئين والمياه والاقتصاد وغيرها.
اخراج موضوع المستعمرات من التداول
خطة «الترتيبات الأمنية» الأخيرة، كَشَفَتها على الفور مصادر سياسية «إسرائيلية» سربتها لجهات اعلامية صهيونية، وهي خطة ترتيبات أمنية أعدّتها وصاغتها الادارة الأميركية بين السلطة الفلسطينية والاحتلال (دون الرجوع للطرف الفلسطيني أصلاً) في اطار ما يسمّى «التسوية الدائمة» كتقاطعات تم التوافق عليها من الوجهة الأميركية «نتيجة العمل الدؤوب الذي بذلته طوال الشهور الماضية» على حد تعبير البعض من المتنفذين في تلك الجهات، في تصريحاتهم لبعض الصحف العبرية الصادرة في تل أبيب قبل أيامٍ خلت.
وعند قراءة وتفحص ماتم تسريبه والتدقيق بمضامينه، نلحظ أن هذه الخطة المسماة بـ «الترتيبات الأمنية» تضرّ بمصالح الفلسطينيين وتتجاهل مطالبهم الوطنية العادلة، ولا تخدم الاّ أجندات الاحتلال الذي يُمعن يومياً في حصار الفلسطينيين، وتهجير أعداد اضافية منهم، وسرقة أراضيهم وتهويد مقدساتهم العربية الاسلامية والمسيحية. وهي ترتيبات تمس مسألة حدود العام 1967 أو (خط الهدنة) ليصبح وفق الترتيبات الأمنية المُقدمة والمصاغة أميركياً داخل حدود العام 1948 تحت مسمى تبادل الأراضي أكثر مما يستند خط الحدود (اياه) إلى الاقرار بحدود عام 1967 كمرجعية للحدود وفق منطق التفاوض المستند لقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن والتي قَبِلَ بها الفلسطينيون بالرغم من الاجحاف الكبير الذي تحمله لهم ولقضيتهم الوطنية وحقوقهم التاريخية.
فالترتيبات الأمنية الأميركية التي تم تسريبها مؤخراً، تدعو بصورة عملية لضم الكتل الاستيطانية التهويدية المقامة فوق أراضي سلسلة الجبال في الضفة الغربية ومحيط القدس الشرقية وداخل أحيائها وتوسيع تلك الكتل بما يضمن الحاق مستعمرات جديدة بها وهو ما قال عنه وزير الخارجية الاميركي جون كيري (في وقت سابق) ضمان بقاء (85 %) من المستعمرات والكتل الاستيطانية المقامة فوق أراضي من الضفة الغربية مع «إسرائيل»، وهذا يعني توسيع المفهوم السابق للتبادل حتى عما طرح في مفاوضات كامب ديفيد 2000 الشهيرة، وهو مايفسر أيضاً التسارع المحموم في عمليات التهويد وعطاءات الاستيطان خلال الشهور الماضية، والسعي «الإسرائيلي» لخلق تكتلات استيطانية وتوسيع عملية الربط بينها بالطرق الالتفافية العريضة، استناداً إلى التفاهمات «الإسرائيلية الأميركية» والتي بانت واضحة وصارخة في وضوحها عبر مشروع الترتيبات الأمنية الأخير.
وبلغة فصيحة وواضحة، ان مشروع ورقة «الترتيبات الأمنية» المُقدمة والمصاغة أميركياً قد أخرج عملياً وفعلياً موضوع المستعمرات المقامة فوق الأراضي المحتلة عام 1967 من التداول ومن اطار عملية التفاوض، وحصرت عملية التفاوض حول الحدود في اطار توسيع نسبة ضم أراضٍ اضافية خارج الكتل الاستيطانية، وذلك في حدود نسبة مئوية تتراوح بين (8 % و14 %) على الأقل من مساحة الضفة الغربية المحتلة عام 1967 عدا مناطق القدس الشرقية وأحياءها الداخلية، بالاضافة إلى السعي لابقاء منطقة الأغوار الفاصلة بين حدود الضفة الغربية والأردن، بقسمها الأكبر وبعض المرتفعات الغربية والقدس وجوارها تحت السيطرة الأمنية «الإسرائيلية» تحت دعاوى مختلفة منها (استئجارها لسنوات طويلة جداً) في اطار الترتيبات الأمنية بحيث لا تؤول فعلياً إلى السيادة الفلسطينية، وبالتالي التنصل من مرجعية قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ذات الصلة، والاستناد بدلاً عنها إلى معطيات الأمر الواقع والهبوط بمعالجة مجمل قضايا المفاوضات حتى عما كان مطروحاً منذ مفاوضات كامب ديفيد 2000 والتي رفضها الطرف الفلسطيني بشخص الرئيس الراحل ياسر عرفات وقد دفع حياته ثمناً لموقفه هذا.
مجموعة «مارتن انديك» الصقرية
وبهذا، ان تلك الأفكار أو «الترتيبات الأمنية» وهي الصفقة المُراد تمريرها أميركياً والموافقة عليها «إسرائيلياً» جاءت على حساب مصالح وحقوق الشعب الفلسطيني بحيث يجري غض النظر الأميركي عن الانتهاكات «الإسرائيلية» في الضفة الغربية والقدس، وخاصة تلك المتصلة بالنشاطات الاستيطانية مقابل تهدئة الخلاف بين حكومة «إسرائيل» وادارة الرئيس باراك اوباما بشأن اتفاق جنيف الموقع بين إيران ومجموعة (5+1) حول الملف النووي الإيراني. هذه الخطة تضرّ بمصلحة شعبنا الفلسطيني ومقاومته ولا تخدم الاّ أجندات الاحتلال وسياساته.
وبالنتيجة، انّ الادارة الأميركية أثبتت في أكثر من محطة في مسار عملية التسوية المأزومة في المنطقة، عدم نزاهتها في التعامل مع القضية الفلسطينية وانحيازها الفاضح للاحتلال الصهيوني وسياساته، وما هذه الزيارات المتكرّرة لوفود الخارجية الأميركية بما فيها الزيارة الأخيرة للوزير جون كيري، الاّ للضغط على الطرف الفلسطيني المُفاوض دون غيره.
من هنا، ان سلوك الادارة الأميركية وموفديها للمفاوضات وعملية التسوية برئاسة الحالة الصقرية المتصهينة (مارتن انديك) لا يوحي بالثقة والنزاهة على امتداد أشهر المفاوضات التي انقضت منذ نهاية يوليو 2013 الجاري وحتى الآن، بقدر ما يؤكد مدى الانحياز الاميركي وتدني مصداقية التعهدات التي يقدمها الجانب الأميركي للطرف الفلسطيني، الأمر الذي يرفع من درجة القلق لدى الفلسطينيين من محاولات واشنطن استرضاء حكومة نتانياهو وكسب صمتها ولو مؤقتاً على اتفاق (5+1) مع إيران بتنازلات اضافية يقدمها الوزير الاميركي للجانب «الإسرائيلي» على حساب حقوق ومصالح الشعب الفلسطيني.

وعليه، تبرز في هذا المقام أهمية التوقف الفلسطيني عن المضي في مسلسل التفاوض العبثي الذي لا طائل منه في ظل الاختلال الهائل على طاولة المفاوضات وغياب روافع الاسناد العربية والأممية المشغولة بملفات ما يجري من تعقيدات هائلة في المنطقة العربية عموماً، والشروع في إعادة ترتيب البيت الفلسطيني من خلال تنفيذ بنود ما تمّ التوافق عليه وطنياً بين جميع القوى الفلسطينية دون استثناء والتي تحاورت في القاهرة وتوصلت لمساحات واسعة من الاجماع الوطني الفلسطيني. فاستعادة العافية للجسد الفلسطيني أمرٌ لابد منه لافشال مذكرة التفاهم الأميركية المعنونة بـ «الترتيبات الأمنية».

حسابات الحل النهائي وخبايا مقترحات كيري>>>شاكر الجوهري

تقدم مهم حدث على مسار المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية، برعاية جون كيري، وزير الخارجية الأميركي، يؤكد ذلك أمران:
الأول: تلويح قادة الأحزاب الأكثر يمينية في اسرائيل بالإنسحاب من الإئتلاف الحكومي في حالة التوصل إلى إتفاق سلام مع الفلسطينيين، كما هو حال حزب "البيت اليهودي".
الثاني: تركيز تسريبات ووسائل إعلام اسرائيلية أن الخلاف بين الجانبين أصبح يتركز على مسائل الحدود..
حين تكون المفاوضات متمركزة الآن حول الحدود، يكون قد م الإتفاق على كل، أو معظم، ما هو داخل هذه الحدود.
الثالث: رفض الأردن التورط بوضع قواته إلى جانب القوات الإسرائيلية على الحدود الأردنية ـ الفلسطينية.
أسباب الموقف الأردني تتلخص في:
أولا: رفض التورط في الحل النهائي الفلسطيني، حتى لا يتهم الأردن باتهامات مماثلة للتي أعقبت هزيمتي 1948، و1967..
ثانيا: سد أي باب يمكن أن يأتي للأردن منه ريح صرصرا..
أن تتمركز القوات الأردنية على الحدود الفلسطينية ـ الأردنية، إلى جانب القوات الإسرائيلية، وفقا لمقترح كيري، يعني امكانية اشتباك هذه القوات مع أي جهة فلسطينية مستقبلا.. خاصة الجهات الموجودة التي تصر على مواصلة الكفاح المسلح حتى تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني، مع يا يستدعيه ذلك من تهريب أسلحة عبر الأردن إلى الداخل الفلسطيني.. وذلك فضلا عن امكانية توظيف هذا التمركز من قبل المعارضة الأردنية ضد النظام.
ثالثا: احتمال أن يؤدي هذا التمركز إلى خلافات مستقبلية، وربما اشتباكات بين القوة الأردنية، والقوة الإسرائيلية.. على نحو من شأنه تهديد معاهدة السلام مع اسرائيل، التي يحتاجها الأردن، بأكثر مما تحتاجها اسرائيل.. ذلك أن هذه المعاهدة حصل الأردن بموجبها على اعتراف اسرائيل بوجوده، ولذلك رفضها المتشددون الإسرائيليون في حينه، ومن بينهم بنيامين نتنياهو، الذين ينشدون كل صباح "الأردن (النهر) ضفتان.. هذه لنا.. وتلك أيضا لنا"..!!!
لقد سبق لنتنياهو أن فاز بانتخابات الكنيست، وشكل أول حكوماته سنة 1996، على قاعدة برنامج انتخابي ضمنه في كتابه "مكان تحت الشمس" الذي يؤكد فيه أن الأردن جزء من "أرض اسرائيل الكبرى".
رابعا: إلى ذلك، فإن تمركز قوات اردنية إلى جانب قوات اسرائيلية على الحدود الأردنية ـ الفلسطينية، وأخذا بعين الإعتبار ما ورد في (ثالثا) يدفع الفلسطينيين إلى رفض أي صيغة مستقبلية تربط بين الأردن وفلسطين، سواء أكانت فدرالية أو كونفدرالية.
رغم كل ذلك، فإن بلوغ مرحلة بحث الحدود، يعني تحقيق تقدم مهم في مفاوضات الحل النهائي للقضية الفلسطينية.
وهذا يستدعي تساؤلات من طراز:
• ماذا عن حدود الدولة الفلسطينية..؟
• ماذا عن تسليح جيش هذه الدولة..؟ الجيش الفلسطيني قائم فعلا تحت مسمى الأمن الوطني..!
• ماذا عن القدس الشرقية في إطار الحل، ونتنياهو أصر على استمرار الإستيطان، خاصة في القدس الشرقية طوال فترة المفاوضات.. بالضد من استحقاقات "خارطة الطريق"، والموقف الأميركي، والموافقة الفلسطينية على استئناف المفاوضات.
• ماذا عن وضع قطاع غزة في الدولة الفلسطينية..؟ وهل سيأذن توقيع الإتفاق بشن حرب جديدة شاملة على قطاع غزة من أجل اخضاعه لسلطة الدولة العتيدة..؟
• ومن هي الجهات التي ستشارك في هذه الحرب إلى جانب مصر..؟!
أحد أهم أسباب الإنقلاب العسكري في مصر على الرئيس محمد مرسي، هو تيسير الحل النهائي للقضية الفلسطينية.
• ماذا عن مستقبل العلاقات الأردنية ـ الفلسطينية..؟ فدرالية أم كونفدرالية..؟ أم كونفدرالية ثلاثية قد تضم أيضا اسرائيل..؟ أم "الأردن هو الأردن.. وفلسطين هي فلسطين.. الشعار الذي رفعه ياسر عرفات في ثمانينيات القرن الماضي، وتبناه الملك عبد الله الثاني في العقد الأول من القرن الثالث للميلاد.
على كل، ليس فقط الأردن الذي يرفض عرض كيري تمركز قوات اردنية واسرائيلية على الحدود الأردنية ـ الفلسطينية، فالقيادة الفلسطينية ترفض أيضا ذلك لأسباب مختلفة اضافية منها:
أولا: أن هذا التمركز المؤقت نظريا (بين 10 ـ 15 سنة) قد يصبح دائما، جاعلا من الكيان الفلسطيني جزيرة معزولة وسط بحر ترسانات السلاح الإسرائيلي..!
ثانيا: أن هذا العزل هو خطوة اسرائيلية مرحلية هدفها النهائي هضم "يهودا والسامرة" في المعدة الإسرائيلية بالتدريج..!
"يهودا والسامرة" هو الإسم العبري للضفة الغربية..
ثالثا: أن مقترح كيري لا ينص فقط على تمركز قوات اردنية واسرائيلية، وإنما هو يتضمن ما يلي، وفقا لتقرير نشره موقع "ديبكا" الإستخباري الإسرائيلي بتاريخ 9 الجاري:
1.         "نشر قوة دولية إقليمية، بما فيها القوات الأميركية، على طول وادي نهر الأردن (غور الأردن) والضفة الغربية في الدولة الفلسطينية المستقبلية".
2.         هذه القوة تشكل "ضمن مخطط اميركي اقليمي أوسع، لا تزال إدارة أوباما تعمل على تطويره لتشكيل قوة إقليمية في الشرق الأوسط لمكافحة تنظيم القاعدة (العدو الجديد)".
3.         "تؤمن هذه القوة اجزاء من سوريا وكذلك الأردن والسعودية والدولة الفلسطينية المستقبلية وإسرائيل ضد أي هجوم من تنظيم القاعدة من مواقع في سوريا والعراق وسيناء".
4.         "دمج وحدات القوات الخاصة الإسرائيلية والفلسطينية في مخطط القوة الإقليمية لمكافحة الإرهاب، جنبا إلى جنب مع نشر وحدات اميركية وبريطانية وفرنسية وسعودية واردنية ومصرية وقطرية".
5.         "مع اتساع نطاق عملياتها، بدءا من جنوب سوريا إلى سيناء، بما في ذلك إسرائيل والدولة الفلسطينية المحتملة، فإن الجيش الإسرائيلي يكون قادرا على الاستمرار في أداء المهام الأمنية في يهودا والسامرة وغور الأردن، كجزء من قوة جديدة".
لذلك، فإن الدكتور عبد الله النسور رئيس الوزراء الأردني، أكد في جلسة مغلقة مؤخرا "إن الأردن لا يريد عازلا بينه وبين دولة فلسطين المستقلة"، مشيرا إلى أن الدولة الفلسطينية الوليدة ستكون بحاجة لحدود ومعابر وميناء ومطار.. نافيا ما تردد عن سعي الأردن لبقاء قوات أجنبية في منطقة الأغوار.
ووصف مسؤولون فلسطينيون الإقتراح الأميركي بأنه اقتراح اسرائيلي بالفعل، وقالوا إنه إذا أصر عليه كيري فإن المفاوضات ستفشل.
ودعا المسؤولون الوزير الأميركي إلى طرح اقتراح أكثر اتزانا على حد تعبيرهم.
وذكرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية في وقت سابق، أن هدف زيارة كيري هو عرض اتفاق الإطار لحل المسائل الجوهرية للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي في غضون أسابيع معدودة.
وقالت الصحيفة إن كيري يرمي من خلال ذلك إلى حمل نتنياهو وعباس إلى الوصول إلى نقطة حسم يجبران فيها على حسم امرهما إما الموافقة على خطة السلام الأميركية أو رفضها.
وأضافت أن نتنياهو وعباس سيلزمان باتخاذ قرارات مبدئية صعبة ودراماتيكية بالنسبة لجميع المسائل الجوهرية للنزاع، مشيرة إلى أن هذه القرارات ستحدد الخطوط العريضة لاتفاق دائم بين الطرفين، وتشكل قاعدة لمفاوضات مفصلة في أي موضوع كان.
مما سبق نخلص ثانية إلى أن:
أولا: الأجواء عشية جولة كيري بين عباس ونتنياهو توحي بأن إتفاقا على النار بين الطرفين يتم انضاجه خصوصا وأن الملك عبدلله الثاني والرئيس عباس إتفقا على دعم وإسناد خطة كيري للسلام مما يوحي ضمنيا بأن الطرف المعارض لهذه الخطة هو اسرائيل.
ثانيا: أن ملف الأمن في منطقة الأغوار بصفة حصرية هو الذي يؤخر إنضاج تصورات الإتفاق أو التوافق على خطة كيري، كما تؤكد أيضا صحيفة "معاريف" الإسرائيلية.

الخميس، 12 ديسمبر 2013

حسان ويعقوب والحويني يتبرأون من موقف حزب النور

 أعلن حاتم الحويني - نجل ومساعد الشيخ أبي إسحاق الحويني عضو مجلس شورى العلماء السلفي - أن والده والشيوخ: محمد إسماعيل المقدم، ومحمد حسان، ومحمد حسين يعقوب - يتبرأون من موقف حزب النور من المشاركة في خارطة الطريق والانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي.
وأضاف «الحويني» في حسابه على موقع «ask.fm»: إن «الحزب شارك في الانقلاب، وهذا واضح للعامة وللخاصة ممن يعرفون ما يدور داخل الأجواء»، وأضاف: "موقف الشيخ المقدم متواتر أنه ضد الانقلاب".

(وكالات)

قصة طالوت و جالوت

في بدايه القصه يجب ان نعرف بعض الاشياء عن حال بنو إسرائيل قبل داوود
توفي سيدنا موسى و توفي قبله سيدنا هارون عليهما السلام و تركا وراءهما ميراث الرسالة الالهية ترك لهم موسى عليه السلام التوراة و ترك لهم صحفاً مقدسة وضع سيدنا موسى التوراة و الصحف في صندوق و سلّمه الى وصيّه يوشع بن نون ، الفتى الذي أخذه موسى عليه السلام معه في رحلته الى “مجمع البحرين”

مرّت أربعون سنة و بنو اسرائيل يدورون في صحراء سيناء و كانوا يخافون الحرب ، و يخافون الوثنيين العمالقة الجبارون الذين يحكمون الأرض المقدسة عندما أصبح يوشع بن نون نبياً كان قد مات الكثير من بني إسرائيل ، و جاء جيل جديد لا يخاف الحرب و لا يخاف من العمالقة
لهذا دعاهم يوشع بن نون لتحرير الأرض المقدسة فاستجابوا له وقاد يوشع بن نون المؤمنين و حارب بهم الكفار و انتصر عليهم و دخل الأرض المقدّسة . وقامت دولة لبني اسرائيل ، و لم تستمر هذه الدولة طويلاً لأن بني اسرائيل بعد وفاة يوشع بن نون عادوا الى المعاصي وعبد بعضهم الأصنام ، واستخفوا بصندوق العهد ، ولم يزل بين أظهرهم من الأنبياء من يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكرات
وعندما ضعف ايمانهم اصبحوا أمّة ضعيفة فسلط الله عليهم أعداءهم ، حكم جالوت الأرض المقدسة ، وراح يقتل رجال بني اسرائيل و يستعبد نساءهم ، ثم شرّدهم من أرضهم ، و أخذ منهم صندوق العهد ، وقتل منهم مقتلة عظيمة ، وسقطت دولتهم ، وأصبحوا مستعبدين ، وانقطعت النبوة من أسباطهم ، ولم يبقى من السبط الذى يخرج منه أنبياءهم الا امرأة حامل من زوجها الذى قتل ، فأخذوها وحبسوها فى بيت واحتفظوا بها لعل الله يرزقها غلاما يكون لهم نبيا .

فسمع الله دعاءهم ووهبها غلاما ، فسمته صمويل “شمويل” ومعناه بالعبرانية إسماعيل ، أي سمع الله دعائي .
فأنبته الله نبايا حسنا ، ولما بلغ سن الأنبياء أوحى الله اليه ، وأمره الله بالدعوه اليه وتوحيده و و تذكير قومه بتعاليم التوراة .
بينما هو ذات ليلة نائم : إذا صوت يأتيه من ناحية المسجد فانتبه مذعورا ظانا أن الشيخ يدعوه .
فهرع أشموئيل إلى يسأله : أدعوتني ؟
فكره الشيخ أن يفزعه فقال : نعم،، نم ،، فنام.
ثم ناداه الصوت مرة ثانية،، وثالثة ، وانتبه إلى جبريل عليه السلام يدعوه: إن ربك بعثك إلى قومك .
فذهب إلى قومه وقال لهم : انكم ضعفتم لأن الأيمان في قلوبكم أصبح ضعيفاً.. انتم تحبون الذهب اكثر من ربّ العالمين ، تخافون من الوثنيين و لا تخافون من الله.
وندم بنو اسرائيل وعادوا الى تعاليم الدين فعاد الأيمان الى قلوبهم 


اختيار طالوت ملكا :
وذات يوم ذهب بنو إسرائيل لنبيهم. سألوه: ألسنا مظلومين؟
قال: بلى
قالوا: ألسنا مشردين ؟


قال: بلى
قالوا: لقد قهرنا جالوت ، و اذلّنا بظلمه.. فاسأل الله أن يبعث لنا قائداً و ملكاً لنقاتل تحت لوائه في سبيل ونستعيد أرضنا ومجدنا .
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ)
قال نبيهم وكان أعلم بهم : هل أنتم واثقون من القتال لو كتب عليكم القتال ؟
قالوا: ولماذا لا نقاتل في سبيل الله، وقد طردنا من ديارنا، وتشرد أبناؤنا، وساء حالنا ؟
( قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا)
قال نبيهم: إن الله اختار لكم طالوت ملكا عليكم. (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا)
كان طالوت شاباً فقيراً ، من ذرية بنيامين ، بنيامين شقيق يوسف عليه السلام ..
قالوا : كيف يكون ملكا علينا وهو ليس من أبناء الأسرة التي يخرج منها الملوك -أبناء يهوذا- كما أنه ليس غنيا وفينا من هو أغنى منه ؟( قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ)
قال نبيهم : إن الله اختاره، وفضله عليكم بعلمه وقوة جسمه .
( قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)

قالوا: ما هي آية ملكه ؟
قال لهم نبيهم: يسرجع لكم التابوت تجمله الملائكة .
قال لهم نبيهم: ان آيته ان يأتيكم صندوق العهد الذي فيه ميراث موسى و هارون .
(وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)

قالوا :كيف ؟!
قال النبي :اذهبوا الى الصحراء و سوف ترون ذلك بأعينكم .
سكت بنو اسرائيل ، لم يبق امامهم إلاّ أن يسلّموا لارادة الله ، ولكن كيف سيأتي صندوق العهد ؟! هكذا راحوا يتساءلون .
قال لهم النبيهم: سيأتيكم الصندوق تحمله الملائكة ،فهل تريدون آية أكبر من ذلك ؟!
و خرج بنو اسرائيل الى الصحراء يترقبون المشهد المثير . و جاءت اللحظة المرتقبة و رأى بنو اسرائيل صندوق العهد و قد غمرته أنوار الملائكة .
و هبط الصندوق المقدس برفق بين يدى طالوت ، وشعر بنو اسرائيل بالسكينة والايمان يملأ قلوبهم ، ها هو صندوق العهد رمز عزتهم يعود اليهم مرّة أُخرى . و هكذا أصبح طالوت ملكاً على بني اسرائيل و ساد النظام حياتهم .

قيادة طالوت للجيش وقرار الانطلاق للجهاد :

——————————————–

اعلن طالوت انه يستعد للجهاد في سبيل الله ، و أن على بني اسرائيل ، أن يتهيأوا للحرب ضد جالوت الظالم .
مرّة أخرى تناسى بنو اسرائيل العهد الذي قطعوه على انفسهم لقد طلبوا من النبي أن يبعث الله لهم ملكاً ليقاتلون معه في سبيل الله سبحانه و استجاب لهم واختار لهم طالوت عندما أعلن طالوت انه سيجاهد في سبيل الله ، تراجع بنو اسرائيل وخانوا العهد .
القليلون فقط استجابوا لطالوت ، كانوا مؤمنين بالله مطيعين لنبيهم وملكهم ، أمّا الأكثر فقد كانت تميل الى حياة الذل والعبودية ، ولكن طالوت والمؤمنين استطاعوا ان يؤلفوا جيشاً من بني اسرائيل . و أعلن طالوت انه سيزحف بالجيش في الصباح .
عندما اشرقت الشمس كان الجنود يستعدون للتحرك ، والايمان يملأ قلوبهم باستعادة أرضهم و بلادهم و قهر الكفار .
في الطريق أعلن طالوت بياناً هاما . (فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ)
قال الملك طالوت لجنوده: سنصادف نهرا في الطريق (نهر الأردن حاليا) ، فمن شرب منه فليخرج من الجيش، ومن لم يذقه وإنما بل ريقه فقط فليبق معي في الجيش..
وجاء النهر فشرب معظم الجنود ، وخرجوا من الجيش ، وكان طالوت قد أعد هذا الامتحان ليعرف من يطيعه من الجنود ومن يعصاه ، وليعرف أيهم قوي الإرادة ويتحمل العطش، وأيهم ضعيف الإرادة ويستسلم بسرعة. لم يبق إلا ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا ، لكن جميعهم من الشجعان .
(فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)
كان عدد أفراد جيش طالوت قليلا، وكان جيش العدو كبيرا وقويا.. فشعر بعض -هؤلاء الصفوة- أنهم أضعف من جالوت وجيشه وقالوا: كيف نهزم هذا الجيش الجبار..؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍!
قال المؤمنون من جيش طالوت: النصر ليس بالعدة والعتاد، إنما النصر من عند الله.. كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ .. فثبّتوهم .

خروج داوود لمقاتلة جالوت :
——————————

(وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)
وبرز جالوت في دروعه الحديدية وسلاحه، وهو يطلب أحدا يبارزه ، وخاف منه جنود طالوت جميعا ،وسخر جالوت من طالوت و جنوده لأن أحداً لا يريد مبارزته. وهنا برز من جيش طالوت راعي غنم صغير هو داود.
كان داود مؤمنا بالله ، وكان يعلم أن الإيمان بالله هو القوة الحقيقية في هذا الكون، وأن العبرة ليست بكثرة السلاح ، ولا ضخامة الجسم ومظهر الباطل وكان صغير السن جدا للقتال.
وكان الملك قد قال : من يقتل جالوت يصير قائدا على الجيش ويتزوج ابنتي ، ولم يكن داود يهتم كثيرا لهذا الإغراء.. كان يريد أن يقتل جالوت لأن جالوت رجل جبار وظالم ولا يؤمن بالله ، وسمح الملك لداود أن يبارز جالوت..
وتقدم داود بعصاه وثلاثة أحجار ومقلاعه (وهو نبلة يستخدمها الرعاة) دهش جالوت لمنظر ذلك الفتى صغير السن وهو يتقدم اليه دون سيف و لا رمح .
قال جالوت :انك ولا شك تريد أن تموت ايها الفتى ، اذهب وارسل أحد الرجال أقاتله.. فانى لا أحب قتلك.
قال داود: ولكننى والله أحب قتلك .
قال جالوت: فأين سيفك اذن و رمحك و معدّاتك الحربية ؟
قال داود :إن سلاحي الإيمان وأقاتلك باسم الله .
فغضب جالوت وتقدم مدججا بالسلاح والدروع ،ووضع داودالأحجارفي مقلاعته وطوح به في الهواء وأطلق الحجارة ،واصطدم الحجارة برأس جالوت فقتله .
وبدأت المعركة ، وانتصر جيش طالوت على جيش جالوت . بعد فترة أصبح داود عليه السلم ملكا لبني إسرائيل ، فجمع الله على يديه النبوة والملك مرة أخرى .
(فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ)
============

تــابعوا معانا باقي قصص القرأن الكريم في شهر رمضان
المعظم ^_^



المصادر :
1- تفسير أبن كثير
2-تفسير القرطبي
3-قصص القرآن لاحمد بهجت

قصة الملكين ‘‘هاروت وماروت’’

موقع القصة في القرآن الكريم : ورد ذكر القصة في سورة البقرة
قال الله تعالى :
وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102)
القصة المؤكدة من معظم العلماء والشيوخ

* أن اليهود نبذوا كتاب الله واتبعوا كتب السحرة والشعوذة التي كانت تُقْرَأ في زمن ملك سليمان عليه السلام.
* كانتِ الشياطين تصعدُ إلى الفضاءِ فتصلُ إلى الغمام والسحابِ حيثُ يسترقونَ السمعَ من كلامِ الملائكةِ الذين يتحدَّثونَ ببعض ما سيكونُ بإذن الله في الأرضِ من موتٍ أو أمر أو مصائب، فيأتون الكهنَة الكفار الذين يزعمون بأنّهم يعلمون الغيبَ ويُخبروهم، فتُحدّثُ الكهنةُ الناسَ فيجدونه كما قالوا ، فلما ركنَت إليهم الكهنة ، أدخلوا الكذبَ على أخبارهم فزادوا مع كل كلمةٍ سبعين كلمة ، وقد دونوها في كتب يقرؤونها ويعلمونها الناس وفشا ذلك في زمان سليمان عليه السلام ، حتى قالوا إن الجن والشياطين تعلم الغيب ، وكانوا يقولون هذا علم سليمان عليه السلام ، وما تمَّ لسليمان ملكه إلا بهذا العلم وبه سخر الجن والإنس والطير والريح.
* فأنزل الله هذين الملكين ” اثنين من الملائكة ” هاروت وماروت لتعليم الناس السحر ابتلاءً من الله وللتمييز بين السحر والمعجزة وظهور الفرق بين كلام الأنبياء عليهم السلام وبين كلام السحرة.
* وما يُعلِّم هاروت وماروت من أحدٍ حتى ينصحاه ، ويقولا له إنما نحن ابتلاء من الله ، فمن تعلم منا السحر واعتقده وعمل به كفر ، ومن تعلَّم وتوقَّى عمله ثبت على الإيمان.
* فيتعلم الناس من هاروت وماروت علم السحر الذي يكون سبباً في التفريق بين الزوجين ، بأن يخلق الله تعالى عند ذلك النفرة والخلاف بين الزوجين ، ولكن لا يستطيعون أن يضروا بالسحر أحداً إلا بإذن الله تعالى ، لأن السحر من الأسباب التي لا تؤثر بنفسها بل بأمره تعالى ومشيئته وخلقه.
* فيتعلم الناس الذي يضرهم ولا ينفعهم في الآخرة لأنهم سخروا هذا العلم لمضرة الأشخاص.
* ولقد علم اليهود أن من استبدل الذي تتلوه الشياطين من كتاب الله ليس له نصيب من الجنة في الآخرة ، فبئس هذا العمل الذي فعلوه.
والخلاصة : أن الله تعالى إنما أنزلهما ليحصل بسبب إرشادهما الفرق بين الحق الذي جاء به سليمان وأتم له الله به ملكه ، وبين الباطل الذي جاءت الكهنة به من السحر، ليفرق بين المعجزة والسحر.
* وقد اختار اليهود الاشتغال بالسحر ، واستبدلوه بكتاب الله وآياته المنزلة فى القرآن والتوراة ، وصدق القرآن المنزل عليه من رب العالمين .. ولبئس البديل الذى اختاروه وفضلوه على الإيمان وهو السحر .. ولو انهم آمنوا واتقوا ، لكان خيرا لهم..
مــــلاحــظـــه : إن ورد غير ذلك في شأن هذه القصة فلا يبعد أن يكون من الروايات الإسرائيلية.
سبب نزول الآية الكريمة :
سبب ذكر قصة ‘‘هاروت وماروت’’ فى القرآن الكريم ، أن يهود المدينة كانوا لا يسألون النبى ’’محمد‘‘ صلى الله عليه وسلم عن شىء من التوراة ، إلا أجابهم عنه ،
* فسألوه عن السحر ، فأنزل الله تعالى هذه القصة
* وقال بعضهم أنه لما ذكر نبى الله ’’سليمان‘‘ عليه السلام فى القرآن
* قالت يهود المدينة : ألا تعجبون لـ’’محمد‘‘ يزعم ان ابن ’’داوود‘‘ كان نبيا ؟!
* والله ما كان إلا ساحرا فأنزل الله هذه الآية ليكذب أقوالهم وليبرأ رسوله الكريم سليمان بن داوود عليهما السلام مما ينسبون إليه




المصدر : تفسير ابن كثير وتفسير القرطبي

مصادر: اللقاء الأخير بين عباس وكيري كان "أسوأ من سيء"

نقلت صحيفة " المنار السياسية" عن مصدر فلسطيني بعضاً من تفاصيل الاتفاق الأمني الذي عرضه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال زيارته إلى مناطق السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.
وذكرت الصحيفة أن الخطة الأمنية التي عرضها كيري على الجانبين، والتي من المفترض التوقيع عليها في حال تم التوصل إلى اتفاق سلام، هدفها هو "هو تمرير المطالب الإسرائيلية على طاولة التفاوض، وإرضاء "إسرائيل" على حساب المطالب والحقوق الفلسطينية."
وأن هذه المقترحات "بشأن الترتيبات الأمنية وضعه طاقم أمني أمريكي، يلبي 90% من المطالب الإسرائيلية ، وقد عرض جون كيري رسميا هذا المقترح على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".
وتقول المصادر لذات الصحيفة " أن هذا المقترح الأمريكي هو خلاصة مشاورات ولقاءات أجراها الطاقم الأمني الأمريكي في فريق الدعم التفاوضي برئاسة مارتن انديك مع خبراء أمنيين إسرائيليين سابقين وحاليين، ولم يشارك الجانب الفلسطيني في ذلك، بمعنى أن كيري وطاقمه لم يدع الجانب الفلسطيني للمشاركة في هذه المشاورات، وجاء هذا المقترح انعكاسا للمشاورات الأمريكية الإسرائيلية التي امتدت على مدار الأشهر الثلاثة الأخيرة، وكان استبعاد الفلسطينيين متعمدا."
وتضيف المصادر " أن الاقتراح الأمني الامريكي يمنح للاحتلال الإسرائيلي السيطرة الفعلية على المعابر الحدودية مع الدولة الفلسطينية المستقبلية، بالاضافة الى تواجد اسرائيلي فعلي في منطقة الاغوار عبر العديد من الأنظمة الأمنية والدفاعية ، مقابل وجود رمزي للجانب الفلسطيني. " وأشارت " الى أن هناك تجاوبا أمريكيا ايجابيا واضحا مع بعض المطالب الاسرائيلية بشأن "تلال" في الضفة الغربية تعتبرها اسرائيل "تلالا ذات أهمية استراتيجية" من الدرجة الأولى، وضرورة بقائها تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية."

يديعوت: حماس والجهاد الإسلامي ستطبقان تكتيكا جديدا حال نشوب حرب

نشر موقع "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلي، تقريرا عن حديث يدور في الأروقة الامنية في جيش الاحتلال عن وجود تكيتك تسعى له كل من حركتي حماس والجهاد الاسلامي في قطاع غزة سيتم تطبيقه في حالة نشوب حرب مع "إسرائيل".
وتحدثت مصادر أمنية في جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال جلسة المجلس الأمني المصغر "الكابنت" والذي عقد الاثنين الماضي في مقر الموساد بتل أبيب عن أن هذا التكتيك يثبت يوما بعد يوم نجاعته في إلحاق الضرر في صفوف الجيش الإسرائيلي، وكانت الجلسة مخصصة للاستماع لتقارير قادة الأجهزة الأمنية والاستخبارات العسكرية لإيجاز عام 2013 ورؤية عام 2014.
وحسب ضباط جيش الاحتلال، فإن هذا التكتيك جاء في أعقاب قيام الجيش المصري بجهود كبيرة لمنع إدخال الأسلحة من سيناء لقطاع غزة، ويقوم بتدمير الأنفاق، حيث أصبحت فصائل المقاومة تبذل جهودا جبارة لتنتج بأنفسها صواريخ بعيدة المدي تحاكي صاروخ ام 75 و صاروخ فجر 5 الإيراني.
وأضافت الصحيفة طبقاً لتقارير أجهزة الأمن أن "هناك جهود كبيرة لحفر أنفاق لإطلاق الصواريخ وزرع العبوات الناسفة بهدف إطلاق صواريخ وبشكل مكثف نحو "تل أبيب" والمدن المجاورة لها ونحو مدينة القدس، حيث يتم إطلاق عدد كبير من الصواريخ للتغلب على منظومة القبة الفولاذية".
وبينت الصحيفة، أنه يمكن للأنفاق المحفورة أن تكون أنفاق قتالية يمكن عبرها تنفيذ عمليات في "كيبوتسات" النقب ولكن الآن وضع حماس مختلف، فحماس تحاول الآن الاقتراب من إيران من أجل استئناف الدعم المالي لها وأيضاً من أجل المضي قدماً بالمصالحة مع الرئيس محمود عباس.

الاحتلال: حماس تختبر صاروخا يصل مداه لـ"تل أبيب" وما بعدها

كشف موقع "والا" العبري أن حركة حماس تجري تجارب على صواريخ "M-75"، حيث تم اطلاق 20 صاروخ نحو البحر، وهي تتدرب على ذلك منذ اكثر من شهرين.
وأوضح الموقع بأن هذه الصواريخ تستطيع الوصول الى "تل أبيب" وربما أبعد منها، مشيرة إلى أن أنظمة الإنذار المبكر التابعة لجيش الاحتلال تمكنت تسجيل 20 عملية إطلاق لهذا الصاروخ في الشهرين الماضيين، وفي الشهر المنصرم جرى إطلاق 11 صاروخ، وكلها كان يتم إطلاقها نحو البحر وفقا لمصادر الجيش.
وأضاف الموقع بأن هذه المحاولات من قبل حماس في إطلاق هذا النوع من الصواريخ يأتي في سياق محاولتها لزيادة قوتها في قطاع غزة، وضمن سلسلة من الأعمال والتي من ضمنها تشكيل قسم خاص بجمع المعلومات عن إسرائيل عبر المنطاد، وكذلك حفر الانفاق نحو مناطق الداخل المحتل والعمق الإسرائيلي.
وقال الموقع "إن قيادة الجيش االإسرائيلي قد بعثت برسائل شديدة اللهجة الى حماس عن طريق مصر إثر عمليات إطلاق الصواريخ حتى لو تكن نحو البلدات والمدن الاسرائيلية، كونها تهدد السفن الإسرائيلية وكذلك تعد خرقا لاتفاقية الهدنة التي جرى التوصل لها في أعقاب الحرب الأخيرة على غزة برعاية مصرية.

سجانو مانديلا كان لهم حلفاء أقوياء في العالم

دعمتهم أميركا وبريطانيا وإسرائيل

الدول التي أشادت بنلسون مانديلا كمحارب من أجل الإنسانية وإلغاء التمييز العنصري هي نفسها التي كانت تدعم النظام الذي وضعه في السجن، فأميركا لم تشطب اسم مانديلا من لائحة الارهاب إلا في 2008.

القدس:  قال خبراء إن نظام الفصل العنصري الذي عزل على الساحة الدولية استفاد من دعم عدد كبير من الحلفاء الاستراتيجيين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة وبريطانيا في الحرب الباردة واسرائيل المنبوذة في منطقتها، كما كانت جنوب افريقيا.
فبينما كانت بريتوريا تواجه عقوبات مفروضة من الامم المتحدة، بقيت اسرائيل واحدة من اقرب حلفائها. واستمرت العلاقات الدفاعية معها التي استفاد منها النظام المعادي للشيوعية في تايوان.
 
ودفع الخوف من الشيوعية رئيسة وزراء بريطانيا في حينه مارغريت ثاتشر خلال الثمانينات الى دعم جنوب افريقيا. ولم يتم شطب اسم مانديلا نفسه من لائحة الارهاب الاميركية الا في 2008 قبل ايام من عيد ميلاده التسعين.
وفي رثاء مانديلا، وصفه الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز بـ"المحارب من اجل حقوق الانسان وترك بصمة لا تمحى على النضال ضد العنصرية والتمييز".
 
ولكن بينما كان مانديلا في السجن في السبعينات والثمانينات، كان موقف اسرائيل مختلفاً.
فالدولة العبرية دعمت في البداية العقوبات التي فرضتها الامم المتحدة على جنوب افريقيا لكنها عززت علاقاتها مع بريتوريا خاصة بعد أن وجدت نفسها معزولة بعد حرب تشرين الاول/اكتوبر 1973، وهي عملية انخرط فيها بيريز كوزير دفاع وبعدها كوزير للخارجية.
 
ويقول يوسي بيلين، وهو مدير سابق في وزارة الخارجية عمل على ابعاد اسرائيل عن جنوب افريقيا في الثمانينات، إن "بيريز وكوزير للدفاع، انخرط في ذلك".
واكد بيلين لوكالة فرانس برس: "على الرغم من قرار الامم المتحدة عام 1977 الذي كان واضحًا للغاية بوجوب مقاطعة نقل الاسلحة أو التعاون الامني مع جنوب افريقيا، فإن اسرائيل لم تحترم ذلك على الاطلاق".
 
وترك التعاون الدفاعي والامني الوثيق مع جنوب افريقيا بما في ذلك تطوير اسلحة نووية بحسب الادعاءات، الدولة العبرية معزولة وكلفها تقريبًا المساعدات العسكرية الاميركية الهامة كونها تحدت قرار الامم المتحدة بفرض عقوبات على حكومة الاقلية البيضاء في بريتوريا.
ويشير الون لايل، الذي شغل منصب سفير اسرائيل الى جنوب افريقيا في الفترة ما بين 1992-1994 خلال السنوات الاخيرة من الابارتايد، الى أنه "كان نوعاً من التحالف مع بعدٍ عسكري وامني قوي للغاية".
 
ويضيف أن "جنوب افريقيا كانت معزولة تمامًا من قبل حظر الاسلحة من الامم المتحدة عام 1977، وقمنا بتجاوزه".
وحافظت جنوب افريقيا على العلاقات مع اسرائيل بعد انهاء نظام الفصل العنصري، ولكن مانديلا كان ناقدًا قويًا للاحتلال الاسرائيلي، حيث قال في عام 1997 في خطاب ألقاه بأن "حريتنا غير مكتملة دون حرية الفلسطينيين".
 
وتراجع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو عن تعهده حضور حفل تأبين مانديلا قائلاً إن الذهاب الى جنوب افريقيا سيكلف الكثير من الاموال بعد اسبوع من انتقاد الصحافة لنفقاته الشخصية، بينما لم يتمكن بيريز من الذهاب بسبب تعافيه من الانفلونزا بحسب مكتبه.
واستفاد حليف آخر لنظام الابارتايد من العلاقات الاسرائيلية مع بريتوريا، وهو النظام المعادي للشيوعية في تايوان.
 
وتفيد معلومات أن تايوان وجنوب افريقيا حافظتا على تجارة السلاح بينهما في فترة نظام الفصل العنصري في تحدٍ لقانون العقوبات. وقد قامت تايبيه ببيع الذخيرة والاسلحة الصغيرة لبريتوريا مقابل الحصول على اليورانيوم.
ويقول المؤرخون إنه تم استخدام اليورانيوم في ما كان برنامجاً نووياً سعى فيه الحزب الشعبي الحاكم ( كومينتانغ) الى تطوير اسلحة نووية بمساعدة تكنولوجية نقلت من اسرائيل.
 
وانفصلت تايوان عن الصين عام 1949 بعد حرب اهلية.
ووجد مسؤولو الحزب دعمًا من النظام المعادي للشيوعية في بريتوريا.
 
وقال مسؤول تايواني سابق كان مسؤولاً عن الاتصال والروابط الثقافية مع بريتوريا طالبًا عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس: "كانت حكومة جمهورية الصين (تايوان) تحاول أن تفعل كل شيء للتقليل من عزلتها الدبلوماسية".
وفي واشنطن ولندن، اعتبر مانديلا وحزبه المؤتمر الوطني الافريقي لوقت طويل حليفًا سوفياتيًا آخر يجب معارضته باسم "الحرية والديموقراطية" على الرغم من السياسات العنصرية للحكومة التي سعى مانديلا للاطاحة بها.
 
وكانت ثاتشر التي توفيت هذا العام قد رفضت دعم العقوبات في الثمانينات، ووصفت اعضاء الحزب الوطني الأفريقي "بالارهابيين".
ويشير سول دوبو، وهو بروفيسور في التاريخ الأفريقي في جامعة الملكة ماري في لندن، الى أن "خوف اليمين السياسي من أن يكون المؤتمر الوطني الافريقي كان بيدقاً بيد موسكو وبأن مانديلا كان شخصية خطيرة تخضع لسيطرة الحزب الشيوعي الجنوب أفريقي، استمر لفترة طويلة خلال الحرب الباردة".
 
واضاف: "حرصت مساحة كبيرة من الحزب المحافظ على عدم الموافقة على الفصل العنصري (...) لكن فكرة أن حكومة جنوب افريقيا كانت معادية للشيوعية وشريكاً يعتمد عليه في التحالف الغربي، كانت طاغية".
وحضر رئيس الوزراء البريطاني المحافظ ديفيد كاميرون لتأبين مانديلا الثلاثاء، الى جانب ثلاثة رؤساء وزراء سابقين.
 
كما قام الرئيس الاميركي باراك اوباما الثلاثاء بإلقاء خطاب في ذكرى مانديلا بعد خمس سنوات فقط على شطب اسمه من لائحة الارهاب الاميركية.
وحتى ذلك الوقت، لم يكن مانديلا وغيره من قادة المؤتمر الوطني الافريقي قادرين على دخول الولايات المتحدة الا بعد الحصول على وثيقة من وزارة الخارجية الاميركية لحضور اجتماعات الامم المتحدة، في خطوة وصفتها وزيرة الخارجية الاميركية السابقة كوندوليزا رايس "بالمحرجة".

الجمعة، 6 ديسمبر 2013

منظمة أمريكية تمنح باسم يوسف جائزة فيصبح عميلاً ومجلة أمريكية تمنح السيسى لقباً فيصبح بطلاً

سخر الإعلامى محمد الجارحى من حصول الفريق أول عبد الفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، على المركز الأول فى استفتاء مجلة «تايم» الأمريكية لشخصية العام.  وقال الجارحي, فى تدوينه له على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"  منظمة أمريكية تمنح باسم يوسف جائزة فيصبح عميلاً ومجلة أمريكية تمنح السيسى لقباً فيصبح بطلاً".  فيما أعرب الإعلامى خيرى رمضان عن سعادته بسبب حصول السيسى على شخصية العام، مشيرًا إلى أن أفضل ما فى الجائزة هو فوز السيسى وتقدمه على رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان.  وكان السيسى قد حصل على فى تصويت مجلة "تايم"، الذى تم إغلاقه فى الساعة السابعة من صباح الخميس، بتوقيت القاهرة على 26.2 % من أصوات القراء، وتلاه رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، بنسبة 20.8 %، وتلتهما مغنية البوب الأمريكية الشابة، ميلى سايرس بنسبة 16.3 % - 

يديعوت: كيف سيستعد الجيش الاسرائيلي للجولة التالية مع ايران بعد تخلي امريكا والسعودية عنه

بقلم: اليكس فيشمان
“الى أين ذهبت اذا كل تلك المليارات الـ 12 التي طلبتموها؟”، سأل رئيس الوزراء قائد سلاح الجو، ولم يكن هو اهود اولمرت الذي كان يسأل منذ أن استقال هذا السؤال تحت كل شجرة ناضرة (ويصر بالمناسبة على مبلغ 10 مليارات شيكل خصوصا). إن الذي سأل هذا السؤال الذي تناول المبلغ الذي تم انفاقه في السنوات الست الاخيرة على الاستعداد الاستخباري والعملياتي للهجوم على ايران كان بنيامين نتنياهو خاصة بعد فوزه في الانتخابات الاخيرة بقليل.
كان ذلك “تباحثا في الوضع″ مع وزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان وقائد سلاح الجو وفريق خبراء في سؤال أين يقف استعداد اسرائيل العسكري لامكانية الهجوم على ايران. وتجري هذه المباحثات منذ سنين بصورة منظمة في حين يعرض الجيش – ولا سيما قائد سلاح الجو – درجة الاستعداد للهجوم والفروق والحاجات. وعرض قائد سلاح الجو أمير ايشل في تلك المباحثة المذكورة، الخطة وبين آخر الامر ايضا بلغة واضحة جدا الثمن الباهظ الذي سيدفعه سلاح الجو في الأساس في هذا الهجوم. ونفد صبر نتنياهو فقال: أنتم تطلبون المال أولا وبعد ذلك تُبينون لي الحدود. وهو لم يستعمل هذه الكلمات حقا لكن الحاضرين في الغرفة فهموا بالضبط غضب رئيس الوزراء على الجيش. وقد جُر ذلك من فترة ولاية رئيس الاركان السابق غابي اشكنازي الذي صد – لا بالحديث فقط – نضج الخطط.
يعرف نتنياهو الخطط بأدق تفاصيلها. وليس من الصدفة أن عين رجل سلاح الجو اللواء يوحنان لوكر أمين سره العسكري. فقد منحه لوكر زيادة فهم لقدرات سلاح الجو على تنفيذ عمليات فعالة في ايران، وهو الى اليوم يؤمن بهذا الخيار. وما كان مستعدا لقبول شك قائدي سلاح الجو الاخيرين عيدو نحوشتان وأمير ايشل اللذين عبرا عن رأيهما كل واحد باسلوبه: أما نحوشتان فأشد انطواءا وأما ايشل فلا ينتقي كلماته.
نبعت خيبة أمل نتنياهو ايضا من حقيقة أن المجلس الوزاري المصغر لم يرفض قط طلبات الجيش ولا سيما سلاح الجو والاستخبارات. فقد طلبوا وأخذوا فكانت خطط تطوير ونفقات وتسلح وقوة بشرية. واحتفل العلماء والصناعات العليا، وارتفع سلاح الجو و”أمان” عدة درجات على نحو لم يحلما به، واشتملت الخطط المفصلة التي نضجت على قدرات طورت في اسرائيل لا مثيل لها في العالم، بل إن بعضها غير معروف في أي مكان حتى ولا عند اصدقائنا.
سيناريوهات وحكايات
كان الرئيس الامريكي في بداية هذه السنة مذعورا خشية أن تهاجم اسرائيل وهدد نتنياهو بصورة شخصية تقريبا ليضبط نفسه. وقد استقبلوا في اسرائيل في تلك الفترة جهدا استخباريا معززا للقوى العظمى ما زال مستمرا حتى اليوم، لجمع كل معلومة وكل أثر وكل شظية الكترومغناطيسية تطلق في الهواء في الشرق الاوسط، ويشارك في هذا الجهد الروس والفرنسيون والامريكيون الذين عززوا اجهزتهم في كل مكان حتى في البحر. وعادت الى البحر المتوسط فجأة “سفن الصيد” الشهيرة بفضل غابات الهوائيات فيها بكميات غير عادية. وكانت الحساسية في ذروتها وشمل ذلك تفجيرات غامضة في سوريا لم ينجح الايرانيون والروس – برغم الفحوص التي أجروها – في أن يزيلوا عنها رداء الغموض.
بعد ذلك أرسلت اسرائيل الى الروس والايرانيين والسوريين لغزا آخر وهو صاروخ “أنكور” أُطلق من طائرة اف 15 وكان يرمي الى أن يكون صاروخا هدفا في اطار تجربة صواريخ حيتس. وكان ذلك اظهار قوة اسرائيلية لاجل الردع يقول: “دير بالك”، يحسن أن تنظروا الى قدراتنا بجدية.
تبين لاسرائيل أن الامريكيين يجرون من وراء ظهرها تفاوضا سريا مع الايرانيين في دول الخليج. وبدأ التراسل بين رئيس مجلس الامن القومي آنذاك يعقوب عميدرور، ومستشار الامن القومي الامريكي في ذلك الوقت توم دونلون. إن الامريكيين لا يكذبون لكنهم لا يقولون الحقيقة كلها لحليفتهم.وكانت اجوبة الاسئلة التي تأتي من اسرائيل تبدأ بـ “سنفحص”. وبعد ذلك، حينما ضغطت اسرائيل أكثر بدأ دونلون يروي قصصا عن “لقاءات اكاديمية” بين ايرانيين و”خبراء” ومبعوثين امريكيين من تلقاء أنفسهم لم تتم بحسب رأي الادارة. ولم تعرف اسرائيل بالاتصالات بين رئيسة وفد الولايات المتحدة الى الامم المتحدة آنذاك سوزان رايس وممثلي ايران هناك، ولم يبلغها الامريكيون ذلك.
لم ينبع ضغط نتنياهو فقط من الاجراءات السياسية التي تم من وراء ظهر اسرائيل لتسويات مع ايران بل من حقيقة أن وزير الدفاع آنذاك اهود باراك ايضا أقنع المحيطين به بأن الزمن ينفد وأن ايران توشك أن تدخل في 2013 “منطقة الحصانة”، وهذا مصطلح يصف وضعا يبلغ فيه السباق بين المهاجم والمدافع نقطة يكون للمدافع ميزة فيها. أي أنه وضع ستخطيء فيه العملية الهجومية الاسرائيلية على ايران هدفها الرئيس ولا تكون مجدية. وثم وضع آخر لـ “منطقة الحصانة” وهو حينما يصبح المفاعل الذري “ساخنا”. وفي هذه الحال قد يسبب ضربه ضررا بيئيا عظيما. وهذا هو السبب الذي جعل اسرائيل تضغط وجعل القوى العظمى الى الايرانيين أن يكفوا تماما عن الاستمرار في بناء المفاعل الذري في أراك.
قال غاري سيمور، الذي كان في الماضي مستشار اوباما في الشؤون الذرية، والذي جاء الى مؤتمر في اسرائيل في هذه الايام، قال في هذا الاسبوع إن الامريكيين آمنوا بأن اسرائيل ستهاجم في 2012. وخشي الامريكيون أن يفضي هذا الهجوم الى تدهور اقليمي يجرهم الى عمل عسكري لا يخدم مصالحهم. ولم يُعقهم ذلك احيانا عن استعمال السوط العسكري الاسرائيلي لتقوية التحالف الدولي والعقوبات على ايران ولاحداث شعور بالخوف عند الايرانيين.
حللوا في الادارة الامريكية دائما قدرات اسرائيل واستعدادها للهجوم على ايران. وعُرضت هناك اربعة سيناريوهات محتملة. الاول: الهجوم على منشأة ذرية واحدة – في أراك أو في بوشهر أو في مكان آخر. ولسلاح الجو الاسرائيلي تجربة ناجحة وقدرات جيدة حتى في هذا المدى لتنفيذ عملية نقطية كهذه. وله ايضا العلم والطائرات والتسليح الصحيح والقدرة الدفاعية التي تُمكن الطيارين من قدرة عالية على البقاء. بيد أن الهجوم على منشأة واحدة في ظروف ايران، كالهجوم على المفاعل الذري في العراق وسوريا، غير ذي موضوع لأن البنية التحتية الذرية الايرانية تشمل نحوا من ثماني منشآت تخصيب كبيرة متصلة باستخراج الوقود الذري، ونحوا من عشرة مختبرات من أنواع مختلفة ومناجم يورانيوم ونحوا من 50 ألف عامل.
إن الحديث عن بنية تحتية قومية لا عن منشأة واحدة. ولاحراز نجاح – حتى بدرجة 70 بالمئة – في القضاء على بنية تحتية من هذا النوع، يحتاج المخطط العسكري الى بناء عملية تدوم اسابيع تشمل هجمات وهجمات مكررة وتشمل سيطرة استخبارية جيدة جدا في الوقت المناسب ومع سلاح خاص يُمكن من القضاء على أهداف في داخل الارض. وهذا هو السيناريو الثاني الذي خططه الامريكيون وهو لا يلائم حجم سلاح الجو الاسرائيلي والجو الدولي. فليس الحديث هنا عن هجوم على مفاعل ذري واحد في العراق أو في سوريا، بل عن أهداف مدافَع عنها جيدا بمنظومات دفاع جوي كثيفة جدا. ويرى الامريكيون أن اسرائيل ليس لها حتى قدرة ادعاء الوصول الى عملية من هذا النوع، هذا الى أنهم يتحدثون طول الوقت عن أعداد كبيرة من المصابين – عند المهاجِم – في هجمات من هذا النوع. وما كان أحد ليدع اسرائيل تقوم بهذا القتال اسابيع طويلة، فوق ايران ايضا.
كان الامريكيون خائفين من السيناريو الثالث أكثر من كل شيء وهو الذي رأوه الأكثر واقعية بالنسبة لقدرات سلاح الجو الاسرائيلي، وهو “هجوم تحريك”. فالحديث عن هجوم على عدد قليل من الأهداف المهمة جدا للنظام الايراني أو للبنية التحتية الذرية يُحرك الازمة نحو حل سياسي تريده اسرائيل. وكان تقدير الوضع الامريكي أن عملية من هذا النوع – حتى قبل أن تحرك مسيرة سياسية – ستوجب على الولايات المتحدة أن تدخل الصورة العسكرية لمنع الايرانيين من انجاز عسكري يجعل التسوية السياسية غير مقبولة ويجعل المشروع الذري الايراني لا عودة عنه. والحديث في هذه الحال – بحسب السيناريو الامريكي – عن عملية عسكرية اسرائيل تستمر اربعة ايام حتى اسبوع وتشمل أمواجا متوالية من الهجمات في العمق. وخطر هجوم التحريك هذا هو أن يتدهور الوضع الى السيناريو الرابع وهو السيناريو الذي يشبه الكابوس عند حلف شمال الاطلسي وهو حرب شاملة لايران تفضي الى احتلال أجزاء منها واسقاط نظام الحكم.
لم تعِد الولايات المتحدة قط اسرائيل بازاء كل واحد من هذه السيناريوهات أن تمنحها “قدما سياسية مُنهية”. بل إن اسرائيل حتى بعد السيناريو الثاني وهو الضرب المحدود لأهداف لنظام الحكم أو لبنى تحتية ايرانية، قد تجد نفسها بعد بضعة ايام من هجوم ناجح على ايران بغير الجزء السياسي الذي كان يفترض أن تحركه الضربة العسكرية. ويصف كبار مسؤولي جهاز الامن في اسرائيل ذلك اليوم بلغة مغسولة بقولهم: لم ينشأ “الجو الاستراتيجي” الصحيح للهجوم، ولهذا لم يحدث ذلك في السنوات الست الاخيرة ولن يحدث ايضا في السنة القريبة في اثناء التفاوض.
الى جانب حكاية الوعد – الذي لم يوجد – بقدم امريكية سياسية مُنهية، نشأت في الشرق الاوسط حكاية اخرى مدنية تقول إن السعودية كانت مستعدة لمساعدة اسرائيل، ويشمل ذلك فتح سماء السعودية لطائرات هجوم اسرائيلية – وهو ما كان يمكن في ظاهر الامر أن يقلل التعلق بالتعاون مع الولايات المتحدة. وتُعرف جهات سياسية في اسرائيل هذه الانباء التي نشرت في الصحف البريطانية خصوصا بأنها “فلكلور اعلامي”.
نقل السعوديون طول جميع الاتصالات غير الرسمية بواسطة طرف ثالث، الى حكومة اسرائيل رسالة واحدة ثابتة وهي: نحن نعارض بكل قوة هجوما اسرائيليا على ايران. فقد أدرك السعوديون الامكانات العسكرية التي تواجه اسرائيل وقدروا – كما بينوا لاسرائيل ايضا – أن الهجوم سيجر المنطقة الى ورطة دامية. وقالوا أنه اذا حدث ضرر جزئي بالبرنامج الذري الايراني ايضا فان الهجوم سيفضي الى انهيار العقوبات وانهيار جبهة الدول الغربية في وجه ايران.
إن الازمة الذرية الايرانية طورت كما يبدو العلاقات بين اسرائيل والسعودية، لكن الهجوم الاسرائيلي على ايران ما كان قط قاسما مشتركا بين الدولتين. تحدثت السعودية واسرائيل عن صد التأثير الايراني الاقليمي، ووقف التآمر الايراني، ووقف نشر السلاح في المنطقة، والحفاظ على استقرار الحكم الاردني وصد الجهاد العالمي. بل إن السعوديين بينوا أنهم سيكونون مستعدين للخروج من الخزانة اذا حدث تقدم ما في التفاوض مع الفلسطينيين أو تناول ايجابي اسرائيلي للمبادرة السعودية المعروفة ايضا بأنها المبادرة العربية لتسوية اقليمية. إن ظهور الرئيس بيرس – ببث حي من القدس – أمام 29 وزير خارجية للدول العربية في أبو ظبي قبل نحو من اسبوعين يمكن أن يكون إظهار نية أول لاخراج العلاقات بين السعودية واسرائيل من الظلام الى النور.
إشارات الى خطط جديدة
إن التوجه الامريكي المصمم الى تسوية سياسية مع الايرانيين يعبر عن شعور الادارة الامريكية بأن ليس لاسرائيل خيار عسكري في مواجهة ايران. وإن التصريحات الغاضبة من الرئيس اوباما ووزير الخارجية الامريكي جون كيري ووزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الموجهة الى اسرائيل تقول في واقع الامر: كفوا عن التشويش، وكفوا عن التهديد فليس عندكم في الحقيقة سوط حقيقي. فقد نجحت اسرائيل في الردع وفي التأثير ما بقوا في العالم يؤمنون بأن عندها القدرة على الهجوم وارادة الهجوم. وانتهت هذه اللعبة اليوم، فما عادوا يؤمنون بها.
إن التوقيع على الاتفاق في جنيف وضع أمام اسرائيل حقيقتين استراتيجيتين جديدتين جوهريتين. الاولى أن الولايات المتحدة بدأت بعد ثلاثين سنة عداوة حوارا سياسيا مع ايران بغرض تطبيع العلاقات بين الدولتين. والثانية أن استراتيجية السوط الاسرائيلية الحالية فقدت معناها. وسواء أكان تهديد اسرائيلي حقيقي بالهجوم على ايران أو خدعة بُنيت لأجل الردع فقط، فقد انتهى ذلك. ويجب على اسرائيل الآن أن تستعد لهذا الوضع الجديد – في الصعيد العسكري وفي الصعيد السياسي ايضا.
أما في الصعيد السياسي فقد اتُخذ في اسرائيل قرار تقليل الاختلاف مع الولايات المتحدة وارسال رئيس مجلس الامن القومي يوسي كوهين الى الولايات المتحدة ليحاور الامريكيين هناك ولبذل كل ما يستطيع لدفع البرنامج الذري الايراني الى الوراء بقدر المستطاع وللتحقق من أن الشركات الغربية لا تجري للتوقيع على صفقات مع الايرانيين في المستقبل. وتريد اسرائيل الى ذلك أن تؤثر في مجلس النواب الامريكي كي يُهييء رزمة عقوبات اخرى تدخل حيز التنفيذ اذا لم يوجد اتفاق دائم مع ايران يرضيها.
وأما في المجال العسكري فان الاستعداد أكثر تعقيدا. فقد كان يفترض أن يكون الجيش مستعدا في ظاهر الامر حتى التوقيع على اتفاق جنيف لهجوم في كل وقت مع خضوع لقرار المستوى السياسي، وهو ما اقتضى نفقات كبيرة جدا على الاستعداد.
لن يوجد هجوم على ايران في السنة القريبة، ولهذا فان كل الاموال التي تحول للاستعداد يفترض أن تحول الى حاجات اخرى. ويجب على اسرائيل بازاء الظروف الجديدة أن تنشيء قدرة ردعية فعالة لا نظرية لأن الخطط التي تم اعدادها الى الآن فقدت كما يبدو جزءا كبيرا من صلتها بالواقع. فاذا فشلت المحادثات مع ايران فان القدرة العملياتية والردعية سترمي الى صد حصولها على القدرة الذرية. ومن الصحيح الى الآن أن اسرائيل ربحت سنة هادئة في مجال الاستعداد لايران. ويجب عليها في 2015 أن تعود مع قدرات مختلفة يمكن اظهارها لأجل الردع.
تظهر اشارات الى تلك القدرات في خطة العمل المفصلة التي وضعها رئيس هيئة الاركان بني غانتس للجيش الاسرائيلي في العقد القريب. ويتحدث رئيس هيئة الاركان في جملة ما يتحدث عنه عن تطوير قدرات في مجالات المعارك التي لا يشارك فيها بشر على اختلاف أنواعها. وهذه اشياء أصبحت موجودة في المختبرات فيجب أن يوجه المال الى هناك. ويتحدث رئيس هيئة الاركان في فصل آخر عن تقوية القدرة على “العمل في العمق”: في الاوقات العادية وفي الاوقات الطارئة وفي الحرب. ويقرر في نهاية الفقرة الرؤيا للجيش وهي “لا يوجد مكان بعيد جدا”.
يديعوت   6/12/2013

البريطانيون أخجلونا ....فهمي هويدي

انتابنى شعور عميق بالخجل حين طالعت صورة كبيرة لمجموعة من الناشطين البريطانيين الذين حمل كل واحد منهم لافتة تدعو إلى وقف مخطط برافر الذى يستهدف اقتلاع بدو النقب وتهجيرهم من أرض أجدادهم، ولم يفارقنى الخجل وأنا أتابع التقرير الذى نشرته صحيفة «الحياة» اللندنية يوم الأحد الماضى (الأول من ديسمبر) عن تفاصيل حملة التضامن مع فلسطين فى بريطانيا، وكيف أن العشرات من الإنجليز تظاهروا أمام السفارة الإسرائيلية فى لندن. كما خرجت تظاهرات أخرى فى مدن اكسفورد وبرايتون ولامبيت وكارديف، رفع خلالها المتظاهرون اللافتات ذاتها التى كتب عليها «يوم الغضب ــ برافر لن يمر»، ورددوا شعارات ضد المخطط داعين إلى وقفه.
فى التقرير أيضا أن أكثر من 50 من الشخصيات البريطانية البارزة وقعوا رسالة أدانت مخطط التهجير المذكور.. ومن بين الموقعين أكاديميون وروائيون ومخرجون وموسيقيون ونواب ومؤلفتان ومصممة أزياء وإذاعية وقادة اتحادات عمالية، وذكرت الرسالة التى صدرت عن حملة التضامن مع فلسطين ووقعها ذلك الخليط المدهش من البشر ان البرلمان الإسرائيلى (الكنيست) أقر مخطط برافر ــ بيجين الذى سيؤدى تنفيذه إلى تدمير أكثر من 35 قرية وبلدة فى النقب (جنوب إسرائيل)، واقتلاع وفصل نحو 70 ألف بدوى فلسطينى، الأمر الذى يعد تهجيرا قسريا لفلسطينيين من بيوتهم وأراضيهم تصر الحكومة الإسرائيلية على المضى فى تنفيذه رغم ما يمثله ذلك من انتهاك صارخ لأبسط حقوق الإنسان. ودعا البيان أيضا حكومة المملكة المتحدة إلى الضغط على إسرائيل بمختلف السبل للتخلى عن المخطط، كما دعا حكومات العالم إلى اتخاذ موقف مماثل يلزم حكومة تل أبيب باحترام حقوق الإنسان والقانون الدولى.
نقل التقرير عن رئيس حملة التضامن مع فلسطين فى بريطانيا ــ اسمه هيولانينج ــ قوله على الموقع الإلكترونى للحملة إن الحكومة البريطانية مطالبة بالتخلى عن حذرها فى مخاطبة حكومة إسرائيل، فى حين أن المطلوب منها سياسيا وأخلاقيا أن تتبنى موقفا حازما فى مواجهة سياستها الاستيطانية، من ثم فلا ينبغى أن يكتفى الموقف البريطانى بالإدانة أو التحذير، وإنما يتعين أيضا أن تتخذ الحكومة خطوات عملية تؤكد جديتها فى رفض تلك السياسة العنصرية، كأن تفرض حظرا على تجارة السلاح مع إسرائيل.
هذا الموقف يفاجئنا بقدر ما أنه يخجلنا. ووجه المفاجأة فى الموضوع لا يتمثل فقط فى كون الحملة يقودها فريق من النخبة البريطانية، ولكنه يتمثل أيضا فى أن الموضوع برمته ليس مثارا فى الإعلام المصرى. ذلك أننى أزعم بأن الرأى العام فى بلادنا لا يعرف شيئا عن خطة التهجير المذكورة، رغم الأهمية الاستراتيجية للنقب للأمن القومى فى مصر، باعتبارها لصيقة بشبه جزيرة سيناء. وللعلم فإن مخطط برافر هو قانون إسرائيلى تم اقراره فى شهر يونيو من العام الحالى، بناء على توصية من وزير التخطيط الإسرائيلى إيهود برافر عام 2011. وقد شكلت لجنة حملت اسمه لكى تتولى تهجير سكان عشرات القرى فى النقب، وتجميعهم فيما سمى بلديات التركيز. وتدعى الحكومة الإسرائيلية ان هدف المخطط هو تسوية النزاع المتواصل بين بدو النقب والسلطة الإسرائيلية فى شأن ملكية الأراضى بالمنطقة، بما يسمح بالتخطيط لمستقبل قرى البدو ومضاربهم، إلا أن البدو يؤكدون أن الهدف الحقيقى هو نهب ما تبقى من حوزتهم من أراضٍ، حيث يؤدى القانون إلى مصادرة نحو 800 ألف دونم تعادل نصف الأراضى التى تبقت لهم بعد المصادرات التى تمت عام النكبة (سنة 1948) ــ (الفدان يعادل أكثر قليلا من أربعة دونمات) ويقضى المخطط بتخصيص منطقة ينقل إليها البدو بما يعيد إلى الأذهان فكرة «الجيتو» وخبرة نظام الآبارتايد البائد فى جنوب أفريقيا، الذى حدد أماكن منفصلة لكى يعيش فيها السود من أصحاب البلاد، كى يظلوا بمعزل عن البيض الوافدين إليها، وفى الحالة التى نحن بصددها فالمراد هو عزل البدو واقتلاعهم لصالح مخططات التغول الاستيطانى.
ان يعرف البريطانيون عن الموضوع أكثر مما نعرف فذلك سبب كاف لشعورنا بالخجل والخزى. وان يتحرك بعضهم وينظمون حملة لوقف هدم القرى وتهجير عشرات الألوف من البدو بينما نحن صامتون وذاهلون، فذلك سبب آخر للخجل. وان تطالب حملة المثقفين الإنجليز حكومة بلادهم باتخاذ موقف حازم إزاء إسرائيل ووقف بيع السلاح لها. فى حين أن حكومتنا تقف متفرجة وتنهمك فى هدم الأنفاق لإحكام الحصار حول فلسطينيى غزة، فذلك سبب ثالث للخجل.
لا أعرف إلى من نتوجه باللوم والعتاب. إلى حكومتنا المتفرجة على المشهد، وباتت تضن عليه حتى بالشجب والاستنكار؟ أم إلى وسائل الإعلام التى انخرطت فى الاستقطاب السياسى والصراع الداخلى الدائر إلى حد أنساها مسئوليتها المهنية فى الأخبار وتنوير الرأى العام؟ أم إلى النخبة التى تخلت عن دورها فى التعبير عن ضمير الأمة وتحولت إلى طرف فى الحرب الأهلية الدائرة؟ ــ وإلى ان نعرف فإننا لا نستطيع أن نتخلص من الشعور بالخجل والخزى.

عبد الرحمن يوسف لنادر بكار: «خسرتم الآخرة لمشاركتكم في الدستور»

«لقد خسرتم الدنيا والآخرة، وخسرتم الناس وأنفسكم، وخسرتم الماضي والمستقبل، ومصيركم سيكون نفس مصير ورقة العار التي شاركتم فيها»، هكذا رد الإعلامي والشاعر عبد الرحمن يوسف، على تغريدة نادر بكار، القيادي بحزب النور، عندما أعلن عن دعوة حزب النور للمصريين بالتصويت بـ«نعم» على تعديلات الدستور، عبر موقع تويتر.
وفي تغريدة سابقة قال نادر بكار، مساء الخميس: «قرر حزب النور التصويت بنعم على التعديلات، ويدعو جميع أبناء الشعب المصري للتصويب بنعم.. الله المستعان».
ليقول له يوسف: «لقد خسرتم الدنيا والآخرة»، فرد عليه بكار: «هداك الله وإيانا، كيف تتأله على الله وتقول خسرنا الآخرة؟ كيف تحجر رحمة الله سبحانه وأنت لا تدري بما يختم لنا أو لك؟ غفر الله لك».

قائد إسرائيلي: "حماس" تحفر أنفاقا للسيطرة على مستوطنات وحجز عشرات الرهائن

قال قائد "فرقة غزة" السابق "تسفيكا فوغل"، إنّ الشرق الأوسط يحترق، وما زال السلام لا يخطو نحو إسرائيل.
وزعم فوغل أن "إظهار القوة العسكرية مع التصميم السياسي، شرط لإنشاء اتفاق سلام لأمد بعيد في المستقبل، لافتاً إلى أنّ "أعداء" الكيان سيترجمون ضبط النفس اليومي إزاء الأحداث، بأنه تحلل من المسؤولية، وعجز وفقدان إرادة وتصميم".
ولفت فوغل إلى الأحداث الأمنيّة حول الكيان الإسرائيلي في سوريا ومصر، مضيفاً:" تُسمع أصوات اعتراض على اتفاق السلام مع دولة إسرائيل أكثر من مرة، وفي الضفة الغربية لا يقل عدد العمليات عن 100 في كل شهر، بالإضافة إلى أن حماس تحفر أنفاقاً هدفها إدخال مئات المسلحين، يفترض أن يستولوا على كيبوتس، ويحتجزوا عشرات الرهائن".
ورأى أنه لمواجهة مثل هذه التطورات، فإن جيش الاحتلال ما زال بحاجة لجنود آخرين ليكونوا هناك ، موضحا أنه لا توجد طائرة بطيار أو بغيره تعرف ما يحدث في الأنفاق التي تُحفر تحت جدار الحدود في قطاع غزة حسب ما نقلته وكالة الرأي.
وطالب بتوفير مزيد من جنود المشاة والهندسة لجيش الاحتلال، في غلاف غزة كي يحموا المنطقة من كل خطر حسب زعمه.

حماس تستعد لنقل المعركة البرية إلى داخل الأراضي الإسرائيلية

تشكل الأنفاق تحدياً نوعياً أمام "إسرائيل" في ميدان المواجهة مع التنظيمات الفلسطينية في قطاع غزة ، كونها خلقت بيئة جديدة للصراع بعيدة عن ميادين القتال الاعتيادية للجيش الإسرائيلي البرية والجوية والبحرية ، وحداثة الخبرة لدى المنظومة الأمنية الإسرائيلية في التعامل معها مما جعلها نقطة ضعف في إستراتيجية الدفاع الإسرائيلية.وتكمن الصعوبة في التعامل مع تحدي الأنفاق في اتساع رقعة انتشارها على طول الحدود بين قطاع غزة و"إسرائيل"، وقلة المعلومات الإستخبارية بشأن أماكن حفرها ومساراتها وأهدافها ، فضلاً عن تأخر المنظومة الأمنية في إيجاد حلول لهذه المعضلة ، وذلك وفقاً لما ذكر الخبير الجيولوجي "يوسي لنغوستكى" عقيد في الاحتياط وعنصر سابق في الإستخبارات العسكرية الإسرائيلية.
وأوضح الخبير، أن جميع الحلول التي يعكف الجيش والمنظومة الأمنية على تجنيدها في مجال محاربة الأنفاق بما فيها الاستعانة بخبرات خارجية لن تكون مجدية ، وذلك حسب قوله: "لأنهم بدأوا متأخرين جداً وهم يقومون بذلك بعد أن (هربت الحصون من الإسطبل) كما يقول المثل الشعبي في إسرائيل ، وهناك أنفاق حفرت بالفعل منذ سنوات ولا نعلم عن وجودها وحتى أفضل أجهزة الكشف الجيوفيزيائية لن تستطيع الكشف عنها الان".
"لنغوستكى" بدأ التعامل مع موضوع الأنفاق منذ عام 2005 عندما كانت "إسرائيل" تسيطر على قطاع غزة , وذلك في أعقاب مقتل 14 جندي إسرائيلي في عمليات مختلفة على محور "صلاح الدين" الواقع بين قطاع غزة والحدود المصرية , وقبل عام من أسر الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط" من قبل التنظيمات الفلسطينية في القطاع.
ولفت الخبير الإسرائيلي أنه قبل حوالي ثمانية أعوام عندما كان "موشي يعلونِ" يشغل آنذاك منصب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي دعاه لفحص الموضوع، فقال له وللجيش: "أصغوا جيداً , موضوع الأنفاق سيُشغلنا وسيلاحقنا سنوات طويلة إلى الأمام , ولن يتوقف الأمر عند محور صلاح الدين فقط وإنما سينتقل الأمر على طول حدود غلاف غزة وفي لبنان ، وأيضاً ربما علي حدود أخرى , نحن نتحدث عن موضوع مهني جداً".
الأنفاق نقطة ضعف في إستراتيجية الدفاع الإسرائيلية
وأوضح "لنغوسكتي" أن الجيش الإسرائيلي والمنظومة الأمنية يُقدرون أن حركة حماس حفرت أو في مراحل بناء عشرات الأنفاق من غزة وصولاُ إلى "إسرائيل" , وعملياً يمكن القول في كل ما يتعلق بالأنفاق أن الجيش الإسرائيلي "مازال يتلمس طريقه في الظلام" أو بعبارات مقنعة قل ليس لدى "إسرائيل" أي معلومات أين تُحفر تلك الأنفاق , وإلى أين تؤدي , لقد أصبحت هذه الأنفاق تتحول تدريجياً لنقطة الضعف في الدفاع عن "إسرائيل".
وأكد الخبير الإسرائيلي ، أن عملية الكشف الأخيرة عن النفق بالقرب من كيبوتس "العين الثالثة" والقصف الجوي لنفق أخر في جنوب القطاع يعاظم من هذه الحقيقة فقط , مشيراً أن النفق كان مثيراً للإعجاب ويُدلل على القدرة الهندسية المتطورة لعناصر حماس.
ونقل الخبير عن الناطق السابق باسم الجيش الإسرائيلي "يؤاف مردخاي" قوله أن النفق كان من أكثر الأنفاق المتطورة على الإطلاق التي يكشف عنها الجيش في غزة ، حيث يبلغ طوله كيلو ونصف المتر وبدايته من قرية "عبسان الصغيرة" الواقعة بين خانيونس والجدار الحدودي.
وفتحة الخروج للنفق التي تم الكشف عنها في أحد الحقول الزراعية ليس بعيداً عن كيبوتس "العين الثالثة" فقد كان مبُطن بجدران من الباطون سواء من الجوانب أو من السقف لمنع عمليات إنهيار الأتربة , وكانت فيه عدد من التفريعات , وانقسم إلى اتجاهات مختلفة، أيضاً بني فيها مساحات كبيرة نسبياً خُصصت لتخزين المواد الناسفة بكميات كبيرة , وأيضاً اُكتشف فيه عربات سكة حديدية ووسائل إنارة ومعدات هندسية للحفر، وكانت شهادة جنود الجيش الإسرائيلي الذين دخلوا إلى النفق مقلقة للقدرات الهندسية لعناصر حماس –وفقاً للخبير-.
إستراتيجية المواجهة الجديدة لحركة حماس
وأشار الخبير الجيولوجي الذي يعمل حالياً في القطاع المدني وأحد أكثر الأشخاص إنتقاداً للمنظومة الأمنية الإسرائيلية , بخصوص عجزها في موضوع الكشف عن الأنفاق ، أن للنفق عنصر مفاجأة دراماتيكي.
وقال " لنغوسكتي" إن بناء النفق من غزة في اتجاه المناطق الإسرائيلية مع التفريق بين الأنفاق بين غزة ومصر والتي في الأساس مخصصة للأهداف الإقتصادية ، تدلل على الإستراتيجية الجديدة التي تتبناها حركة حماس في السنوات الأخيرة كجزء من استخلاص العبر من المواجهتين السابقتين مع "إسرائيل" وهي عملية "الرصاص المصبوب" في عام 2010، وعملية "عامود السحاب" في عام 2012.
"الوسط التحت أرضي" هو المصطلح الجديد للأنفاق في اللغة العامية للجيش الإسرائيلي -كما ذكر الخبير- مشيراً أن حماس تبني أنفاق تحت أرضية متطورة وراسخة ومُموه جداً , يمكن من خلالها نقل مقاتلين مع معداتهم وأسلحتهم ، وعملية الحفر تتم بالإعتماد علي الخبرة التي تراكمت داخل غزة ، حيث يعمل فيها مئات العناصر الذين أصبحت لديهم خبرة كافية على مدى 15 عاماً الأخيرة , والذين أقاموا مئات الأنفاق.
وحسب تقديراته، حماس تعمل من خلال معلومات وخبرة جلبتها من الخارج في السنوات التي كان لها علاقات وطيدة مع إيران وحزب الله ، موضحاً أن خبراء من الحركة إجتازوا عمليات تأهيل لدى مهندسين إيرانيين وعناصر من حزب الله متخصصين في مجال التحصين التحت أرضي على غرار "المحميات الطبيعية" التي تم اكتشافها في حرب لبنان الثانية ، وهدف حماس هو إستخدام هذه الأنفاق ومفاجأة "إسرائيل" وخاصة من خلال تنفيذ هجمات عبرها.
حماس تستعد لنقل المعركة البرية إلى داخل الأراضي الإسرائيلية
وحسب رأيه الأنفاق تشكل تهديد إستراتيجي على "إسرائيل" , وينبغي الأخذ بالحسبان أسوأ السيناريوهات التي تتمثل في قيام عناصر من حماس بالتسلل إلى أحد البلدات بالقرب من الحدود والقيام بخطف العشرات من سكان هذه البلدة وأخذهم إلى غزة إلى أماكن سرية جهزتها مسبقاً ، وحينها ماذا ستفعل إسرائيل؟ هل ستخرج في حرب على غزة وحينها سيقتل عشرات الجنود الإسرائيليين؟ وما الذي سيكون بعد تلك الحرب؟ .
وحول أهداف حفر الأنفاق، قال الخبير: يمكن التقدير أن قسم من هذه الأنفاق التي حفرتها حماس ليست فقط لتنفيذ عمليات أسر، بل أن الحركة تستعد لنقل المعركة البرية القادمة إلى داخل الأراضي الإسرائيلية , هذا بالإضافة طبعاً إلى الحلبة الجوية والتي تستغلها حماس جيداً من خلال إطلاق الصواريخ.
وأردف قائلاً: هناك على الأقل إستخدامين تقوم بهما حماس في هذه الأنفاق , الأول بناء تحصينات تحت أرضية عبارة عن "خنادق"، وأنفاق تواصل واتصال , ومواقع لإطلاق الصواريخ ، تُشابه التحصينات والخنادق التي بناها مهندسي حزب الله على الحدود مع "إسرائيل" إبان حرب 2006، أما الإستخدام الثاني فهو إقامة مخازن ذخيرة وورش تحت الأرض لإنتاج الصواريخ.
وقدر أن قرار قادة الحركة في الإعتماد على "الأنفاق" كميدان في الحرب القادمة هو بالتأكيد قرار منطقي ومفهوم , لان واضعي الإستراتيجية لدى حماس يعرفون أنهم سيجدون صعوبة في القتال أمام الجيش الإسرائيلي في البر والبحر والجو , فهذه الساحات يعاني فيها الفلسطينيين أمام التطور التكنولوجي الذي يمتلكه الجيش الإسرائيلي.
ومقابل المزايا المحدودة جداً التي يتمتع بها الجيش الإسرائيلي في الأنفاق، وهذه الإستراتيجية التي تتبعها حركة حماس خُصصت لتمكين الحركة من تحويل التفوق العسكري للجيش الإسرائيلي فوق الأرض أمام مقاومتها إلى أفضلية وميزة لصالحها تحت الأرض , وهذه الإستراتيجية تتميز بها العصابات المسلحة.
خلافات على إدارة ملف مواجهة الأنفاق داخل وزارة الدفاع
وكشف "لنغوسكتي" أنه أشار على يعلون زمن توليه رئاسة الأركان إقامة مديرية مقلصة تتخصص في متابعة موضوع الأنفاق وتعمل على بلورة خطط طوارئ , ودعاه إلى منح الموضوع أولوية قصوى ، واقترح على الجيش حلول تعتمد في أساسها على المجال (الجيوفيزياء الأرضية).
وقال أن فكرته كانت تتلخص في استخدام أجهزة كشف الزلازل والبحث عن النفط ، لان هؤلاء الأشخاص الذين يحفرون الأنفاق يشغلون معدات حفر تصدر ضجيج يمكن كشفه ، حيث كانت الحلول في متناول اليد وهذه الأجهزة كانت متوفرة منذ عشرات السنوات ، لكنهم لم يستمعوا لي ورغم أنني وافقت على العمل معهم تطوعاً لكنهم لم يلقوا لي بالاً ولماذا أنا لا أعرف؟" -على حد قول الخبير-.
وعاد الخبير وأجاب على تساؤله قائلاً : إن مديرية تطوير البنى التحتية والتكنولوجية والوسائل القتالية في وزارة الدفاع والجيش الإسرائيلي خافوا أن يأخذ أحداً منهم "طفلهم المُدلل" وهي الأنفاق , لأنهم لا يحبون أن ينافسهم أحد ويتصرفون في هذا المجال كشركة إحتكارية، لافتاً إلى أنه قدم ملف ضخم إلى مراقب الدولة في "إسرائيل", حول فشل إدارة المنظومة الأمنية في موضوع الأنفاق.
وذكر أن مراقب الدولة وبمساعدة لواء الأمن بقيادة الجنرال إحتياط "مندي أور" فحص الموضوع، وكتب تقرير شامل حول كيفية اتخاذ القرارات وإدارة المنظومات المختلفة للعملية، ومع ذلك يدور الحديث عن موضوع وحسب متخصصين من اللائق أن يتم فحصة من قبل مراقب الدولة , لكن المشكلة هي أن المسئول اليوم عن لواء الأمن في مكتب مراقب الدولة هو العميد إحتياط "بن هورين" والذي حل مكان الجنرال "مندي أور".
تجدر الإشارة هنا وفقاً للخبير، إلى أن أخ "بن هورين" هو العميد إحتياط "شموئيل كيرن" والذي كان يشغل حتى قبل عدة سنوات رئيس مديرية تطوير الوسائل القتالية والبنى التحتية، هنا تساءل "لنغوتسكى" هل تريد من "بن هورين" اليوم أن يقوم بالتحقيق في فشل أخوه؟.
ومع ذلك لفت الخبير أن المنظومة الأمنية عادت قبل عامين وتبنت اقتراحه في مواجهة تحدي الأنفاق ، وحسب قوله إعترفت المنظومة الأمنية أن الحلول التي كان قد طرحها عليها في السابق, هي الحلول الوحيدة والمتاحة اليوم، وقد بدأوا بالتعاون المشترك للعمل ضد الأنفاق مع المعهد الجيوفيزيائي.
تصور الجيش الإسرائيلي لتهديد الأنفاق
وحول تصور الجيش لتهديد الأنفاق ، قال الخبير الجيولوجي ، أن هناك عدة أبعاد لهذا التصور منها البعد الإستخباري ، والأمن الجاري ، والتطوير التكنولوجي, وفي البعد الإستخباري الهدف هو الحصول من جميع وسائل جمع المعلومات الإستخبارية سواء من العملاء على الأرض , أو من خلال الصور الجوية , أو أبراج المراقبة , أو التنصت على الهواتف النقالة وشبكات الإتصال اللاسلكي أو الثابت ، عن نوايا وخطط حركة حماس أين تحفر وأين حفرت الأنفاق , وإلى أين تؤدي تلك الإنفاق , وما شابه.
وبخصوص الأمن الجاري ، فهناك الدوريات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي على طول الحدود , حيث يقوم الجيش بإطلاع جنوده بأن يكونوا يقظين لكل تغير يحصل على وجه الأرض يُدلل ربما عن حفر نفق أو تواجده تحت الأرض، وإجراء تدريبات للقوات وخاصة الذين يعملون في المراقبة وتحديداً (المراقبات) على طول الحدود أن يكونوا بمثابة "العيون" في العمق , والعمل ليس فقط على مراقبة " غزة "، وإنما مراقبة أيضاً الأراضي الإسرائيلية من خلف الجدار الحدودي.
وفي شق التطوير التكنولوجي، فقد بدأت مديرية تطوير الوسائل القتالية والبنى التحتية، بتطوير وسائل مختلفة بما في ذلك أجهزة كشف مخصصة للكشف عن الإنفاق , وأول مشروع من هذا النوع أطلق علي اسم (حارس الشاشة) وقد خصص هذا المشروع لتطوير ما يُشبه الجدار التحت أرضي, من خلال زرع ميكروفونات قادرة على إلتقاط الضوضاء والتحذير منها , لكن هذا المشروع فشل رغم أنه تم إستثمار أموال طائلة فيه.
ومن ثم انتقلت إلى مشروع ثاني والمتواجد حالياً في مراحل التطوير واحتمالات نجاحه جيدة يسمى (الرقم القوي) فقد ألقت المديرية المسئولية عن تطويره علي عاتق شركة " ألبيت" وبالتعاون مع شركة "رفائيل"، بالإضافة إلى شركات مدنية وخبراء متخصصين من معهد "التخنيون" في " حيفا" ، والفكرة الأساسية هي تطوير أجهزة كشف زلازل تدمج معها أيضاً عناصر أخرى يتم زرعها في باطن الأرض لإلتقاط الضوضاء.
إسرائيل تستعين بخبراء غربيين لمواجهة الأنفاق
وحسب الخبير تستعين المنظومة الأمنية اليوم للكشف عن الأنفاق أيضاً بخبراء غربيين ولديهم قدرات تكنولوجية خاصة في مجال التقاط الصور عبر الأقمار الصناعية , وضباط إستخبارات كبار كانوا قد زاروا "إسرائيل" في المدة الأخيرة.
ولفت الخبير في هذا الصدد إلى المساعدة التي تقدمها وزارة الدفاع الأمريكية "خاصة سلاح الهندسة الأمريكي" في المدة الأخيرة للجيش المصري لمحاربة الأنفاق بين غزة ومصر ، وتلقي مصر منحة أمريكية بمبلغ 30 مليون دولار لهذا الغرض, مشيراً أن هذا التعاون أثمر عن نتائج, فقد إستطاع الجيش المصري في الأشهر الأخيرة الكشف عن عشرات الأنفاق وقد ملأها بالمياه العادمة.
وأشار مصدر أمني إسرائيلي أن ظاهرة الأنفاق في النهاية هي بمثابة "سيف ذو حدين" وأنت تحت الأرض فأنت في الواقع تحفر "قبرك" بيدك ، أما في البعد التكتيكي فقد تكون هناك معوقات تتسبب في إبطاء عمليات حفر الأنفاق لأن حماس تستخدم ألاف الأطنان من الأسمنت التي قد يعيق الحصار المفروض على غزة إدخالها.
ويرى "لنغوتسكى" صورة الوضع على حدود إسرائيل كالتالي , هناك أبراج مراقبة , ومراقبات , ودوريات متنقلة على طول الحدود , وقصاصي أثر، لكن تحت الأرض نحن مُنكشفين لتسلل عناصر من حماس من خلال هذه الأنفاق, وتذكر الجيش الإسرائيلي والمنظومة الأمنية متأخراً جداً العمل على إيجاد حلول لهذه المشكلة , وحتى أفضل أجهزة الكشف لن تستطيع الكشف عنها الان.
ومن مكتب مراقب الدولة جاء الرد التالي عن هذه الإدعاءات، "موضوع الأنفاق في بُعده الواسع يتم فحصه الآن في مكتب مراقب الدولة كمرحلة مُسبقة لإحتمال أن يتم عملية إنتقاد لهذا الموضوع , وسيتخذ مراقب الدولة قراراً في الموضوع بالإعتماد على مجُمل الإعتبارات , ومن بينها سلم الأولويات للمواضيع الأمنية التي سيتم فحصها ومراقبتها في المنظومة الأمنية".