الاثنين، 26 أكتوبر 2009

مقتل 14 جنديا أميركيا بأفغانستان

أعلن الجيش الأميركي مقتل 14 جنديا أميركيا جراء تحطم ثلاث مروحيات بأفغانستان.
ونقلت أسوشيتد برس عن بيان للجيش الأميركي قوله إن سبعة جنود أميركيين وثلاثة مدنيين قتلوا اليوم في تحطم مروحية غرب أفغانستان.
وأضاف المصدر أن 12 أميركيا و14 أفغانيا آخرين جرحوا في هذا الحادث.
ولقي أربعة جنود أميركيين مصرعهم اليوم أيضا وأصيب اثنان آخران في تصادم مروحيتين جنوب أفغانستان.
وأوضح بيان من قوات المساعدة الدولية (إيساف) بقيادة حلف شمال الأطلسي (ناتو) أن تحقيقا يجرى حول الحادث, مشددا على عدم وجود ما سماها نيرانا معادية.
وفي تطور منفصل ذكر البيان أن مروحية أخرى سقطت في عمليات ضد طالبان بغرب أفغانستان, حيث وقعت إصابات.
وأشار البيان في هذا الصدد إلى مقتل العشرات من طالبان, قائلا إن المروحية سقطت لأسباب غير معروفة.
ورفضت المتحدثة باسم القوة الدولية الكشف عن مزيد من التفاصيل بشأن ملابسات سقوط المروحية.
يشار إلى أن الوضع في جنوب أفغانستان أكثر اضطرابا, حيث تنشط حركة طالبان في مواجهة نحو مائة ألف من قوات الناتو والولايات المتحدة.

الخميس، 22 أكتوبر 2009

غضب إسرائيلي من مسودة الاتفاق مع إيران واتهامات للبرادعي

لم تصدر ردود فعل إسرائيلية رسمية على مسودة الاتفاق التي وقعت يوم أمس بين القوى العظمي وإيران حول مشروعها النووي إلا أن الصحافة الإسرائيلية سارعت لاعتباره إنجازا لإيران وضربة لجهود إسرائيل. كما أشارت إلى أن القيادة السياسية تتابع التطورات بقلق.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن الاتفاق يعتبر ضربة لإسرائيل. وكتب المحلل السياسي اليكس فيشمان تحت عنوان "نحن سندفع الثمن"، إن الاتفاق يبشر بمصائب. ويصب فيشمان جام غضبه على رئيس الوكالة الدولية للطاقة النووية محمد البرادعي، ويقول: هذا الرجل الذي قالت عنه وكالات استخبارات غربية منذ مدة بأنه يتعاون مع إيران، سيبيعنا بخسا ويُعقّد حياتنا. ويصف فيشمان البرادعي بأنه «محتال» ويقول إن هناك من يحذرون منذ سنوات بأنه يبلغ الإيرانيين بنوايا المجتمع الدولي بشأن مشروع إيران النووي.
ويضيف في اتهاماته: " الإيرانيون تلقوا تحذيرات بشكل مسبق وعرفوا ماذا يريد الغرب منهم . كان لديهم مصدر في الوكالة الدولية للطاقة النووية".

ويرى فيشمان أن البرادعي «سيسر جدا بتحقيق حلم وطنه مصر وباقي العالم العربي والإسلامي، وذلك بخصي ما يعرف بالمشروع النووي الإسرائيلي».

وأعرب فيشمان عن خشيته من أن تطالب إيران مقابل توقيعها على الاتفاق النهائي بفرض رقابة على المشروع النووي الإسرائيلي. ويقول إن الولايات المتحدة بدأت بالاستعداد لإمكانية أن تشترط إيران موافقتها على الاتفاق بفرض رقابة على المشروع النووي الإسرائيلي.

من جانبها اعتبرت صحيفة هآرتس أن الاتفاق يبعد ضربة إسرائيلية محتلمة لإيران. وقال المعلق السياسي يوسي ميلمان أن إمكانية أن تقوم الولايات المتحدة بمهاجمة إيران تعرضت أيضا إلى ضربة قوية. ويرى أن الاتفاق بمثابة إنجاز هام لإيران «في حرب الاستنزاف والتأجيل التي تديرها مع المجتمع الدولي بهدف دفع مشروعها النووي».
ويضيف ميلمان أن الاتفاق لا يرجئ الخيار العسكري لسنة أو سنة ونصف فحسب بل يحول دون فرض عقوبات ضد إيران كما تطالب إسرائيل . ويعتبر ذلك هزيمة قوية لإسرائيل.


ويقول المعلق شمعون شيفر في صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن القيادة السياسية الإسرائيلية لا تعتقد أن إيران ستستجيب لشروط الاتفاق، وتتوقع أن تواصل جهودها لكي تصبح لقوة نووية عظمى. وأشار إلى أن إسرائيل تتابع بقلق وتشكك التطورات على صعيد المشروع النووي الإيراني.

بدوره رأى المعلق السياسي رونين بارغمان أن «الاتفاق لن يزيل التهديد». وقال: "من يعتقد أن الاتفاق سيزيل تهديد القنبلة النووية الإيرانية فإن ذلك سيتبدد عاجلا أم آجلا، وأن هذا الموضوع سيستمر في إشغال الإسرائيليين لمدة طويلة".

الأربعاء، 21 أكتوبر 2009

الوفاق الوطني شرط للانتخابات .....هاني المصري

إذا كان تهديد الرئيس أبو مازن بإجراء الانتخابات في موعدها الدستوري في 25/1/2010، إذا لم توقع "حماس" على الورقة المصرية مناورة تستهدف الضغط على "حماس" لإقناعها بالتوقيع، فهذا أمر قابل للنقاش حول صحته أولاً.

أما إذا كان التهديد جدياً وأن الرئيس سيصدر مرسوماً بإجراء الانتخابات في موعدها قبل 25/10/2009، كما ذكر أمين سرّ اللجنة التنفيذية، معتبراً أن هذا الأمر قد يكون لحسن الحظ وليس لسوئه، فإن هذا الأمر بحاجة للمناقشة حتى لا تقع الفأس بالرأس، ونمضي بإجراء الانتخابات دون وفاق وطني، الأمر الذي يجعل إجراء الانتخابات مدخلاً لتكريس الانقسام وشرعنته وتحوله الى قطيعة كاملة، ومثل هكذا انتخابات لن تعطي الشرعية لأحد.

مثلما قال عدد من قادة "حماس" فإن لكل فعل رد فعل، ورغم أنهم لم يفصحوا عن رد فعلهم المحتمل على إجراء الانتخابات في الضفة الغربية فقط. فهو سيقع ضمن دائرة المضي في انتهاك الدستور عبر اعتبار المجلس التشريعي بمن حضر من أعضاء كتلة التغيير والإصلاح، هو المرجعية الشرعية حتى إشعار آخر، ويمكن أن يصل الأمر الى الدعوة الى إجراء انتخابات أخرى في قطاع غزة، ونزع الشرعية نهائياً عن الرئيس، وتعيين رئيس آخر فوراً او بعد 25/1/2010 على اعتبار أن الرئيس في ذلك التاريخ يفقد شرعيته، وفقاً لكل الاجتهادات بما فيها تلك التي أقرت تمديد الرئاسة لمدة عام اعتماداً على قانون الانتخابات الذي ربط بين إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية.

طبعاً إن عدم إجراء الانتخابات في موعدها الدستوري، يمثل خرقاً للدستور ومن شأنه تكريس الانقسام، ولكنه رغم مساوئه يبقي باب الحوار مفتوحاً ويجعل هناك بصيص أمل بإنجاز المصالحة الوطنية، فالضرورات تبيح المحظورات شرط استمرار الحوار والجهود الرامية لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة. فالوحدة ضرورة وشرط لا غنى عنه للانتصار في معركة الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال.

كتبنا وقلنا مراراً وتكراراً إن التمسك بإجراء الانتخابات في موعدها الدستوري أمر قانوني هام جداً، ولكنه عند البعض في الفريقين سياسة يرفعونه تارة الى مستوى القداسة، وتارة أخرى لا يعيرونه أية أهمية. فالقانون الأساسي انتهك من كل الأطراف طوال السنوات الماضية. فالمسألة إذن ليست احتراماً للقانون الأساسي.

إن البعض الحريص جداً على الدستور الآن، سبق ودعا الى إجراء استفتاء وطني بعيد الانتخابات التشريعية الأخيرة، لأنه لم يعجب بنتائج الانتخابات. ثم دعا لإجراء انتخابات مبكرة قبل مضي عام على إجراء الانتخابات، وكان بعض أصحاب هذا الاتجاه، قد رفضوا السماح بمشاركة "حماس" بالانتخابات قبل أن تقر باتفاق اوسلو وبرنامج م.ت.ف والاتفاقيات والالتزامات التي عقدتها المنظمة مع إسرائيل، أي ما يلغي الخلافات بالقوة، ويضرب الديمقراطية في الصميم.

إن جزءاً من هذا الفريق لا يزال يطالب حتى الآن بوضع شروط على المرشحين للانتخابات تلزمهم بالموافقة على أوسلو والالتزامات المترتبة عليه. وبعض البعض من هذا الفريق دعا مؤخراً، وقبل عدم الوصول الى لحظة عرض الورقة المصرية للتوقيع وتهرب "حماس" من التوقيع عليها، الى إجراء الانتخابات بدون مصالحة وطنية لأن الشرعية، وفقاً لوجهة نظرهم أهم من المصالحة الوطنية، ودعا الى منع "حماس" من المشاركة بالانتخابات، لأنها تنظيم انقلابي وتعمل على إيجاد بديل عن المنظمة، ولا تلتزم ببرنامجها والاتفاقيات التي عقدتها.

إن الشرط الرئيس لإجراء الانتخابات في بلد حرّ ومستقل أن تكون حرة ونزيهة، بحيث تضمن حرية الترشيح والانتخاب، وحرية المرشحين بالدعاية الانتخابية، بما في ذلك حرية التنقل، وحرية أن يطرح كل مرشح برنامجه ورأيه بدون قيود أو اشتراطات داخلية وخارجية، ما عدا ضرورة الاتفاق على ركائز المصلحة الوطنية العليا، واحترام قواعد العمل السياسي والديمقراطي، التي يجب أن يلتزم بها الجميع.

إن كون فلسطين واقعة تحت الاحتلال، وما يقوم به الاحتلال من تدخل واسع في الانتخابات من خلال اعتقال مرشحين ومنع حريتهم بالتنقل والدعاية الانتخابية، واعتقال النواب كما حصل بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة، حين قامت قوات الاحتلال باعتقال عشرات النواب غالبيتهم الساحقة من أعضاء كتلة التغيير والاصلاح، الأمر الذي حرم هذه الكتلة من حقها في ممارسة التأثير على المجلس التشريعي عبر الأغلبية التي حصلت عليها، الأمر الذي كان السبب الرئيس في تعطيل المجلس التشريعي، كل ذلك يجعل التوافق الوطني شرطاً لإجراء الانتخابات وبدونه لا يمكن أن تكون الانتخابات حرة ونزيهة.

إذا أضفنا الى ذلك، أن مبدأ احترام نتائج الانتخابات، مهما تكن، ركن جوهري لضمان حرية الانتخابات، وهو مبدأ تعهد الرئيس ابو مازن باحترامه، وأن هذا المبدأ انتهك بشكل سافر من خلال الحرب والحصار والتجويع الذي مارسه الاحتلال الإسرائيلي منذ الانتخابات الأخيرة وحتى الآن، وانتهك جراء المقاطعة الدولية التي مورست على حكومة "حماس" ثم على حكومة الوحدة الوطنية، بحجة عدم التزامها بشروط اللجنة الرباعية الدولية في انتهاك صارخ للقانون الدولي والمواثيق الدولية التي تقوم على احترام إرادة الشعوب التي تعبر عنها بالانتخابات، وحقها بتقرير نفسها بنفسها.

تأسيسا على ما سبق، لا يمكن إهمال المصالحة الوطنية، وتقزيمها الى أبعد حد، وتضخيم بند الانتخابات وتصويرها كأنها عصا سحرية ستحل مشاكل الشعب الفلسطيني بضربة واحدة.

إن الوفاق الوطني على أساس برنامج وطني يحدد الأهداف الأساسية وأشكال النضال الأساسية وقواعد العمل السياسي والديمقراطي وحده هو الذي يكفل جعل التدخلات الإسرائيلية والإقليمية والدولية في الانتخابات الفلسطينية في أدنى مستوى ممكن.

إن إجراء الانتخابات بدون وفاق وطني، وفي ظل استمرار وتعمق الانقسام وطغيان الاتهامات المتبادلة والتحريض الذي تجاوز كل الحدود، واستمرار الاعتقالات والحد من الحريات الفردية والعامة، فيفتح طريق جهنم لكل أنواع التدخلات، وخصوصاً التدخلات الإسرائيلية، ويحول دون إجراء انتخابات حرة ونزيهة.

إن الإصرار على إجراء الانتخابات واعتبار ذلك هو الهدف يخفي نوايا بأن هذه الانتخابات مصممة لتحقيق هدف واحد هو إخراج "حماس" من الشرعية الفلسطينية من البوابة التي دخلت منها، وهي صناديق الاقتراع. وهذا يجعل "حماس" تخشى من الانتخابات، كما يجعلها تخشى من أنها إذا فازت لن تتمكن من الحكم مرة أخرى. إن الطرف "المطمئن جدا" لنتائج الانتخابات عليه أن يقرأ نتائج الاستطلاع الأخير، الذي أجراه مركز القدس للاعلام والاتصال، بعد تأجيل تقرير غولدستون. فقد حصل الرئيس على 16.8% واسماعيل هنية على 16%!!

ما سبق كله يعني أن الديمقراطية ليست لها علاقة بالدعوة لإجراء الانتخابات، وإنما وراء الأكمة ما وراءها. فالدعوة لإجراء الانتخابات بدون وفاق وطني تحمل في طياتها، بقصد او بدونه، مراهنة على توظيف الاحتلال والتجويع والحصار والحرب والمقاطعة الدولية لصالح طرف بالانتخابات، وهذا يمس بشرعية الانتخابات وبحريتها ونزاهتها.

إن إجراء الانتخابات بدون وفاق وطني يعني أن قطاع غزة بأسره لن يشارك بها لأن سلطة حماس القائمة هناك ستمنعه من ذلك، ويعني أن حركتي حماس والجهاد الإسلامي في الضفة الغربية، وربما الجبهة الشعبية وقطاعات سياسية وشعبية أخرى ستقاطعها.

كيف يمكن أن تعطي الانتخابات، في ظل هذه المقاطعة الواسعة والمترافقة مع مقاطعة من قطاعات شعبية لا تشارك أصلا في الانتخابات ومن قطاعات أخرى أصبحت محبطة ويائسة من القيادات والقوى الفلسطينية، الشرعية لمن سيفوز فيها. فلا شرعية لانتخابات لا تشارك بها "حماس" تحديدا لأنها الفصيل الذي حصل على الأغلبية في الانتخابات الأخيرة، وخصوصا أنها حرمت من الحكم ولم يتبلور أغلبية شعبية كبيرة ثابتة لأي طرف، كما تشير المعطيات.

إن الانتخابات في ظل الاحتلال بدعة اخترعناها بعد اتفاق اوسلو. ولكنها كانت من المفترض لمرة واحدة على أساس أن اتفاق اوسلو سيقود خلال 5 سنوات الى قيام دولة فلسطينية حرة ومستقلة. إن عدم قيام الدولة هو الذي جعل الرئيس الراحل ياسر عرفات يرفض إجراء الانتخابات مرة أخرى حتى وفاته، لأنه لا يريد أن يرسخ الاحتلال ويعطيه شرعية. فلم يكن ياسر عرفات يخشى من المنافسة، كما أن القانون الأساسي لم يكن ينص على إجراء انتخابات كل 4 سنوات.

إن المطلوب الآن، والذي يجب أن تكون له أولوية على أي شيء آخر، هو بلورة رؤية استراتيجية واحدة ينبثق عنها برنامج مشترك لمواجهة الاحتلال ودحره وإنجاز الحرية والعودة والاستقلال. وإذا تم الاتفاق على مثل هذا البرنامج لن يسمح الاحتلال على الأرجح بإجراء انتخابات.

إن برنامج المفاوضات كأسلوب وحيد فشل فشلاً ذريعاً الى حد أن المفاوضات متوقفة منذ حوالي عام وأوهام الحل القريب تبخرت مع تخلي إدارة اوباما عن وعودها.

وبرنامج المقاومة غاب في ظل تغليب الصراع على السلطة على أي شيء آخر. لقد تحولت المقاومة الى أسلوب من أساليب الصراع الداخلي وليست استراتيجية لدحر الاحتلال، لدرجة وصلنا الى وضع نجد فيه أن المقاومة معلقة، والصراع الداخلي مفتوح على الاحتمالات المرعبة.

وإذا كان التوصل للوفاق الوطني الذي أساسه الاتفاق على برنامج مشترك متعذراً، فعلى الأقل يجب الاتفاق على اللجوء للانتخابات لحسم الخلاف على أساس أن تكون حرة ونزيهة وتوفير ضمانات فلسطينية وعربية ودولية لاحترام نتائجها.

ما سبق لا يعطي الحق لـ"حماس" بأن تستخدم الفيتو لمنع إجراء الانتخابات الى الأبد، ولكنه يفرض على من يريد الانتخابات أن يتخلى عن شروط الرباعية كأساس لبرنامج حكومة الوفاق الوطني، ويلتزم باحترام نتائج الانتخابات مهما تكن، من خلال توفير شبكة أمان فلسطينية لحماية الفائز وعدم حرمانه من الأغلبية التي يحصل عليها، والعمل من اجل توفير ضمانات عربية ودولية لاحترام إرادة الشعب الفلسطيني.

أما "حماس" فعليها أن تفرق بين ضرورة الانسجام مع الشرعية الدولية وهذا ضروري جداً، وبين الاعتراف بشروط اللجنة الرباعية المجحفة والموجهة أساساً لعزل "حماس".

ما سبق ليس دعوة لانتظار "حماس" الى الأبد، وإنما دعوة لإعادة توحيد الشعب الفلسطيني وقواه الحية حول برنامج وطني قادر على تحقيق أهدافه الوطنية، وإذا توفرت أغلبية وراء هذا البرنامج وتخلفت "حماس" عن الالتحاق به ستعزل وسيتجاوزها الشعب الفلسطيني الذي لا يرضى أن تكون قضيته رهينة بيد أحد أياً كان.

إن الوفاق الوطني على مرجعية واحدة هدفها الناظم مواجهة الاحتلال أهم من الانتخابات وشرط لتحقيقها، لأن الهاجس يجب أن يكون دائماً عند الجميع كيف يمكن أن ندحر الاحتلال ونوقف تهويد القدس وأسرلتها، وأن نزيل المستوطنات ونهدم الجدار وننهي الحصار والعدوان والاغتيال والاعتقال!! وإذا كانت الانتخابات ممكنة وضرورية لتحقيق ذلك فأهلاً وسهلاً بها، وإذا لم تكن فلا داعي. فالانتخابات ليست ممراً إجبارياً ما دمنا تحت الاحتلال وإنما هي ضرورية بقدر ما تساعد على إنهاء الاحتلال، وضارة إذا جاءت لتكريس الاحتلال والتعايش معه ومنحه الشرعية!!

الاثنين، 19 أكتوبر 2009

A predictable setback in Gaza....Sever Plocker


Gaza War’s disastrous diplomatic implications were easy to predict



Were we surprised by the Goldstone Report and its implications? Did it hit us out of the blue? I, for one, was not surprised. In the midst of Operation Cast Lead, I wrote the following:

“The operation’s objective had been secured: Israel ‘responded recklessly’ to Hamas’ rocket fire, and it’s a ‘good thing we did,’ said

Foreign Minister Tzipi Livni in an interview…if a ‘reckless response’ was the main means utilized during Operation Cast Lead, it is no wonder that so many Palestinian civilians and so few Hamas leaders were killed during its course. If a ‘reckless response’ was the proper means, it is no wonder that at the end of the operation, Israel will find itself handing over control over Gaza back to Hamas.

Israel won the second Intifada not by bombing Palestinian cities, neighborhoods, and refugee camps, but rather, by gradually and methodically eliminating terror leaders. So we wanted to win…if we don’t defeat Hamas now, but rather, merely ‘respond recklessly’ and punish – unintentionally but in practice – the civilian Palestinian population, Israelis will be seen as wild creatures that have no place among civilized nations. Hamas will end up being the victor.”

I regret to say it, but this is precisely what happened. Operation Cast Lead did not prompt Gilad Shalit’s release, did not topple Hamas, did not boost the moderates (they were boosted by the economic recovery in Palestinian cities,) did not put an end to the Qassam fire, (the fire ended after Israel agreed to hold its fire and in fact reconciled itself to the arms smuggling tunnels,) and did not secure even one of its declared goals – with the exception of the one characterized as “reckless response.”

In diplomatic terms, Operation Cast Lead’s implications are destructive: Our diplomatic standing had not been so lowly for years, and at the end of the day we may very well end up at the International Criminal Court in The Hague.

In praise of Sharon’s way

We can continue raising a hue and cry about the “injustice! Hypocrisy! Anti-Semitism” for however long we wish, yet the screaming won’t help us. The snowball is already rolling, and it is doubtful whether anyone can stop it. I hope I’m wrong, but an international arrest warrant for some of Israel’s leaders during the Gaza operation is no longer a bad dream. This may happen, as Prime Minister Netanyahu made clear in his Knesset speech.

Even if no Israeli ends up facing justice at The Hague, the Goldstone Report will remain etched in the consciousness of the intellectual elites in the West and the incited masses in the Muslim world. This indictment against Israel – among the gravest ever drafted – will hurt us for years to come. There is no erasure that can erase the mark of Cain this report left on our forehead. It is an outrageous report that constitutes a crude blood libel – but it’s a fact.

I have no doubt that had Ariel Sharon served as prime minister, Operation Cast Lead would never have been launched. Sharon led the State of Israel during a particularly brutal Palestinian terror war, and was able to win it. To that end he utilized a comprehensive strategy – ranging from targeted eliminations (which in my view are the most moral and effective means in the fight against terror leaders and ideologists) to isolating the leadership in Ramallah and Operation Defensive Shield, which was cautious, purposeful, resulted in few casualties, and secured its objectives.

Not once during his war against the Intifada did Sharon consider or order the utilization of massive firepower vis-à-vis the Palestinians as was the case in Operation Cast Lead. When many around him urged and encouraged him to “respond recklessly” after every murderous terror attack, he continued to object to massive bombings and continued to approve the targeted eliminations of senior Hamas figures. Restraint is power, said Sharon before he fell ill; restraint, rather than a “reckless response.”

في جامعة شيكاغو: طلاب يستقبلون أولمرت بالاحتجاج والأحذية



الأحد، 18 أكتوبر 2009

مقتل 7 جنود أمريكيين في أفغانستان خلال 24 ساعة

أعلن الجيش الأمريكي السبت مقتل ثلاثة من جنوده العاملين ضمن قوات حلف شمال الأطلسي "الناتو" في أفغانستان، ليرتفع عدد قتلى القوات الأمريكية إلى سبعة خلال الساعات الأربعة والعشرين الماضية.

وقالت قوات المساعدة الدولية لإقرار الأمن بأفغانستان "إيساف" التابعة للناتو، في بيان، إن جنديين قُتلا نتيجة انفجار عبوة ناسفة زُرعت على جانب أحد الطرق شرقي الدولة الآسيوية الجمعة، بينما قُتل الثالث نتيجة انفجار بإحدى المناطق الجنوبية.

ولم يكشف البيان عن مزيد من التفاصيل حول موقعي الهجومين، كما لم يتضح ما إذا كانا قد أسفرا عن سقوط جرحى آخرين في صفوف القوات الأمريكية.

جاء الإعلان عن مقتل هؤلاء الجنود، بعد قليل من تأكيد الجيش الأمريكي، في وقت سابق الجمعة، مقتل أربعة من جنوده، إثر انفجار عبوة ناسفة في جنوبي أفغانستان.
وذكر مسؤولون عسكريون أمريكيون أن جنديين قُتلا في موقع الهجوم، فيما لفظ آخران أنفاسهما لاحقاً، متأثرين بجراحهما.

وتزايدت حدة الهجمات، التي يشنها مسلحو حركة "طالبان"، أو عناصر تابعة لجماعات مسلحة أخرى، على القوات الدولية في أفغانستان، في الآونة الأخيرة.

وتحارب القوات الدولية الحركة "المتشددة" منذ أواخر 2001، واستجمعت طالبان قواها خلال الأعوام القليلة الماضية، ونفذت مئات الهجمات التي استهدفت الحكومة والقوات الدولية.

وتكبدت القوات الأمريكية، قبل أيام، ما يُعد "أكبر خسارة" في غضون أكثر من عام، عندما قُتل ثمانية جنود، إلى جانب جنديين بالجيش الأفغاني، في اشتباكات مع مسلحين شرقي أفغانستان.

وحسب تقديرات CNN فإن سقوط ثمانية قتلى يُعد أكبر خسارة يتكبدها الجيش الأمريكي، نتيجة "عمل عدائي"، خلال يوم واحد في أفغانستان، منذ 13 يوليو/ تموز من العام الماضي، عندما قُتل تسعة جنود في هجوم على قاعدة عسكرية بقرية "وانات" شرقي أفغانستان.

ومن المتوقع أن يكون أكتوبر/ تشرين الأول الجاري واحداً من أكثر الشهور دموية للقوات الأمريكية في أفغانستان، حيث سجل النصف الأول من هذا الشهر مقتل 28 جندياً أمريكياً نتيجة "أعمال عدائية"، وفق إحصائية تعدها CNN اعتماداً على بيانات عسكرية.

وبدأت أعداد القتلى الأمريكيين تتزايد منذ الربيع الماضي، حيث سجل شهر مايو/ أيار 2009 مقتل 12 جندياً، ارتفع العدد في يونيو/ حزيران التالي إلى 25 قتيلاً، وقفز الرقم إلى 45 قتيلاً في يوليو/ تموز، ثم إلى 52 في أغسطس/ آب، الذي يُعد أكثر شهر دام للأمريكيين منذ بدء الحرب على أفغانستان، ثم تراجع العدد في سبتمبر/ أيلول الماضي إلى 39 قتيلاً.

المصدر: CNN

2009-10-18

انتخابات في زمن الحصار ..عزمي بشارة

لكي توافق فصائل المقاومة الفلسطينية على اتفاق المصالحة المقترح مصرياً، يجب أن تتعهد الرباعية المتمثلة بالولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أن تحترم نتائج الانتخابات أياً كان الفائز، وأن تلتزم بعدم فرض حصار على الشعب الفلسطيني إذا كان الفائز هو “حماس”. وليس هذا شرطاً موجهاً إلى مصر. وهو لا يعني فتح بنود الاتفاق للنقاش من جديد، بل هو شرط دولي، ظرف دولي من دونه لا يعني الاتفاق شيئاً، سوى محاولة التخلص من المقاومة بموافقتها، ومسايرتها إذا لزم حتى تصل الى نقطة اللاعودة.

وحتى إذا تجاوز الشعب الفلسطيني مسألة الانتخابات تحت الاحتلال برمتها، كمسألة تثير معركة داخلية وتهمش الصراع ضد الاحتلال وتجري تحت سقف اتفاقيات أوسلو، فإن من حقه أن يطالب بتوفر هذا الظرف الدولي المتمثل بالتعهد أعلاه كي يطمئن وذلك لسببين:

1- إنه جرت انتخابات في الماضي لم يعترف بنتائجها وعوقب عليها الشعب الفلسطيني.
2- إن الانتخابات الحالية سوف تجري تحت الحصار، وفي ظل رفض إعادة بناء ما دمرته الحرب في غزة، أي تحت التهديد.

عدم صدور مثل هذا الالتزام، أو مثل هذا التعهد عن الرباعية المسؤولة عن الحصار، يوجه الرسالة التالية: عليك أيها الشعب الفلسطيني أن تنتخب طرف التسوية المتمثل بفريق أوسلو، وأن تمنحه الثقة، وذلك ليس لأنه جدير بالثقة سياسياً أو مبدئياً أو وطنياً، ولا لأنك تؤيد التنسيق الأمني مع “إسرائيل”، ولا لأنك مقتنع بهذا الفريق بالمجمل، بل لأنك إذا لم تفعل ذلك سوف تتعرض لحصار لا يكل ولا يلين، ولا يعترض عليه النظام الرسمي العربي، بل يساهم فيه. وليكن في حصار غزة المستمر منذ أعوام خلت والحرب التي شنت على القطاع عبرة لمن يعتبر.

طبعاً، لا نتوقع ممن يذهب للانتخابات بسيف الحصار والحرب المسلط من قبل أعداء الشعب الفلسطيني أن يخجل أو يشعر بالحرج، فهذا كثير في مثل هذه المرحلة، ولكننا نطلب منه ألا يكثر من الخطابة والوعظ علينا في شؤون الديمقراطية.

هذه ليست انتخابات، بل مبايعة تحت التهديد بالقتل، وليس قتل الناخب وحده بل قتل أبنائه وبناته أيضاً الذين لا ذنب لهم.

ومن هنا، لا تخضع حركات المقاومة للانتخاب قبل الاستقلال، أو قبل اتضاح هزيمة الاحتلال على الأقل في استفتاء عليه. فأيّ شعب كان سوف ينتخب حركة مقاومة وهو تحت الاحتلال وقبل اتضاح زوال الأخير، أيّ شعب كان سوف ينتخب حركة مقاومة تحت التهديد بالنتائج الوخيمة؟ تطلب المقاومة من المناضل أن يضحي، ولكنها لا تطلب من المواطنين العاديين عموماً أن يختاروا في عملية انتخاب بين طعام عائلاتهم والمقاومة.

يتضمن الاتفاق أمراً رئيسياً آخر يتكرر في كل فصل من فصوله وهو اعتبار رئيس السلطة مرجعية عليا فوق النقاش والخلاف. فهو بموجب اقتراح اتفاق المصالحة مرجعية لجنة الانتخابات، وهو مرجعية لجنة المصالحة والوفاق الوطني، وهو مرجعية الهيئة الأمنية العليا. ينص الاتفاق على رئيس السلطة كمرجعية وهو أحد أهم رموز الخلاف والاختلاف عند الشعب الفلسطيني. فهو يحتل مكانة مرموقة حتى بين مجموعة قليلة من الشخصيات الأقل شعبية والأكثر إثارة للغضب على الساحة الفلسطينية منذ فترة طويلة. ورمزياً على الأقل، ما كانت هذه الفقرات لتكتب بهذا النص في هذه المرحلة بعد سفور السلوك في جنيف.

لا شك في أن قيادات السلطة الفلسطينية سوف توافق على اتفاق المصالحة المصري ولو كان مجلداً من ألف صفحة، وليس ثماني وعشرين، ولو اشتمل على شرح مسهب لوسائل تحرير فلسطين. فهذه القيادات تنظر الى الاتفاق كمجرد ديباجة لأمر واحد فقط هو الانتخابات. لقد ذُوبت الانتخابات في محلول من سكر الألفاظ المعسولة والتي تشمل ليس فقط الوحدة الوطنية، بل حتى “الحفاظ على سلاح المقاومة”. ولكنه ليس اتفاق مصالحة. ولا توجد أصلاً أجواء مصالحة مع “الإمارة الظلامية” على حد تعبير رئيس السلطة المتنور، بل هو أداة لحصد نتائج الحصار والحرب على غزة. رئيس السطلة يرفض علناً المصالحة مع حركة “حماس”، ولكنه يوافق على اتفاق المصالحة لأنه يتضمن أدوات للتخلص منها بإرادتها.

لم تناقش السلطة مواد الاتفاق بجدية، ولن تناقشها. سوف تمررها رغم أنها غير موافقة على قسم كبير منها، لأن الاتفاق يشمل أمرين وسواهما كلام: إعادة بناء الأجهزة في غزة قبل الانتخابات، ثم التوجه الى انتخابات، وذلك من دون رفع الحصار عن القطاع ومن دون إعادة بناء ما دمرته الحرب. وهدف الانتخابات العلني ليس المصالحة بل “التخلص من الإمارة الظلامية”، و”التخلص من آثار الانقلاب الظلامي”.

وطبعاً، لو جرت الانتخابات كما جرت عام 2006 لما تحمس لها فريق أوسلو. وقد رفض نفس الفريق انتخاب الرئيس بعد انتهاء مدته، وأصر على التأجيل وقد فرض الأخير بقرار من الجامعة العربية. ولكنه يتحمس الآن للانتخابات معتمداً على متغيرات أخرى، وليس لأنه يؤيد الانتخابات مبدئياً. ففواعل مثل الحصار على حكومة “حماس”، وعلى حكومة الوحدة الوطنية، والحرب على غزة لاحقاً، واستمرار الحصار حالياً من جهة، وإقامة حكومة غير محاصرة ومدعومة مالياً من قبل الولايات المتحدة وأوروبا، ولو كانت غير منتخبة وغير شرعية في رام الله، من جهة أخرى مأخوذة سوية كفيلة بإفهام المواطن الفلسطيني من عليه أن ينتخب، وماذا عليه ان يصوت. هذه انتخابات تجري تحت التهديد بالحصار ومنع التنقل، والعقوبات الجماعية، والتجويع، وحتى الحرب.

وما الانتخابات المقترحة حالياً إلا عملية تزوير واسعة النطاق لإرادة الشعب الفلسطيني تجري تحت التهديد. وليس بوسع فصائل المقاومة مواجهتها إلا بطلب توفر الشرط الدولي أعلاه، والتمسك بالثوابت الوطنية، وبحق المقاومة من دون تردد ولكن بحسن إداء، وطرح نموذج ديمقراطي في السلوك. وهذا يتطلب بعض التعديلات الأساسية على نمط السلوك الذي ساد عند السلطة في قطاع غزة. أما الانتخابات من طرف واحد التي يلوح بها فريق اوسلو حاليا، إذا لم توقع “حماس” الاتفاق، فما هي إلا تكريس للانقسام بين الضفة الغربية وغزة، فهو غير قادر على فرضها في الأخيرة، وما هي الا تأكيد على أن هدفه ليس المصالحة.

وطبعاً، تعرف الولايات المتحدة وأوروبا معنى الانتخابات “الطبيعية”. ولذلك فهي تخشى أن يُفَسر صمتُها عن الاتفاق المصري كموافقة عليه. ومن هنا يعلن ميتشل بصريح العبارة عدم الموافقة على هذه الورقة المصرية للاتفاق مؤكداً شروط الرباعية الثلاثة: وقف العنف، والالتزام بالاتفاقيات الموقعة، والاعتراف ب”إسرائيل”. وهذا يعني أن شروط الحصار باقية، وأن الولايات المتحدة عبر تصريح مسؤولها الأخير تنذر الناخب. وقد أعذر من أنذر.

ولو تركنا مساحة لحسن النية، نقول ربما لا تفهم الولايات المتحدة الأحابيل السياسية الكلامية العربية. فهي ربما لا تعرف، وغالباً تعرف، أن الكلام المرسل بين السياسيين العرب لا يعني الكثير، أو للدقة قد يعني الكثير كوسيلة للتأثير وكأداة للمسايرة، ولكنه يعني القليل كنصوص يلتزم بها. فبالإمكان كتابة أي اتفاق يصل حد الوحدة ثم الاستيقاظ في اليوم التالي كما لو أنه لم يكن، تماماً كما ذكرنا مؤخراً نوري المالكي حين احترم اتفاقية للتعاون الاستراتيجي مع سوريا، وأشبعها احتراماً. وطبعاً يختلف الأمر حين يلتزم السياسيون العرب لقوة أجنبية أو حتى معادية، فهنا يصبحون الأكثر تزمتاً في التزامهم، ويشتهر عنهم هذا الالتزام على الساحة الدولية كما يشتهر عنهم عدم الالتزام فيما بينهم. مثل أمور كثيرة أخرى متعلقة باحترام الحقوق والاحترام الثقافي الذاتي وعقد النقص أمام الآخر والتعامل الداخلي كأنه بين قبائل. ويختلف التعامل الداخلي بين الطوائف والعشائر والقبائل والمماليك. فهذا عالم يقع خلف الدول والمعاهدات والحقوق وغيرها، وتسوده قوانين أخرى.

ويمكننا تخيل مسؤول امريكي يسأل “زميله” الفلسطيني أو العربي: “كيف توقعون اتفاقاً كهذا يتضمن عبارات مثل “الحفاظ على سلاح المقاومة” و”واجب الأجهزة الأمنية في المقاومة” (غير واضح مقاومة من؟)، ولا تتضمن التزاماً بالاتفاقيات مع “إسرائيل”، ولا نبذ العنف، ناهيك بالاعتراف...؟”. فيجيبه “زميله” العربي أو الفلسطيني مستغرباً جهله: هذا كلام وتخريجات بعد مناقشات على النقطة والفاصلة فقط لكي يخرج نص نوقعه، ولكن الأهم هو إعادة بناء الأجهزة وعبور يوم الانتخابات. وبعدها لكل حادث حديث. أنظر ماذا يجري ل”حماس” في الضفة الغربية، وما يجري لكل من تسول له نفسه التهجم على السلطة أو التشكيك في اتفاقياتها مع “إسرائيل””.

لقد أقامت السلطة الفلسطينية في رام الله نظاماً من المنافع في ظل استمرار الاحتلال تخطيطاً وممارسة، وفي ظل تهويد القدس، وتهميش الشتات، والتنسيق الأمني مع “إسرائيل”، يرافقه نظام من التخويف حتى من التعبير عن الرأي والتهديد بالوظيفة ولقمة العيش، لم تشهد له الساحة الفلسطينية مثيلاً حتى في ظل الاحتلال.

ومن ناحية أخرى، فهي تكرر ادعاء ديمقراطياً ليبرالياً كان يستخدم في الغرب ضد الشيوعيين والنازيين عن استخدام الانتخابات للوصول الى السلطة ثم إلغائها. وقد تكرر استخدامه في نهاية القرن العشرين عدة مرات ضد الحركات الإسلامية. وفيما عدا حالة السودان (الخطيرة فعلاً في سلوك التيار الإسلامي وانتهازيته في الوصول للحكم وسلوكه في الحكم)، ما حصل حتى الآن هو العكس في كافة الدول، إذ لم تعترف القوى المعارضة للحركات الإسلامية بنتائج الانتخابات، أو مَنَعت الانتخابات حين تبين أن الأخيرة سوف تفوز. وحالة فلسطين هي حالة كلاسيكية عن فوز انتخابي للحركة الإسلامية لم يعترف به الطرف الخاسر، وجرى تدخل دولي لغرض إفشاله والانقلاب عليه ومنع تكراره. فحكومة رام الله الحالية والمعترف بها عربياً ودولياً غير منتخبة بل معينة. وهي معيّنة برضى أمريكي - “إسرائيلي” يسهل عليها شؤونها. فكيف تسوّل نفوسٌ لأصحابها الادعاء بأن حركات المقاومة الإسلامية تستخدم الانتخابات لمرة واحدة للوصول الى السلطة ثم إلغائها، في حين أن الانتخابات في تلك المرة لم توصل أحداً الى السلطة، وتم الانقلاب عليها بتدخل دولي، ورغم الاعتراف بنزاهتها فلم يُعتَرَف بنتائجها

النهوض التركي ومواجهة المشكلات التاريخية ..د. رضوان السيد

خلال الأسبوع الماضي عقد الأتراك الأردوغانيون اتفاقين "تاريخيين": الاتفاق مع أرمينيا على فتح الحدود، والاتفاق مع سوريا على "إسقاط" الحدود بإعفاء مواطني الدولتين من التأشيرة، وبحرية التبادل التجاري، وبتشجيع الاستثمار، وأُمورٍ أُخرى. ورغم الفرق الواضح بين الأمرين؛ إذ إنّ الاتفاق مع أرمينيا أهمّ بكثير بسبب ضخامة المشكلة التاريخية؛ فإنّ للاتفاقين دلالتهما المميَّزة. وأهمُّ التمييزات أنّ هذا "الانفتاح" والاتجاه للانتشار والامتداد ما كان يمكن أن يحصل في حقبة العسكريين الأتراك والحرب الباردة، ولا كان يمكن أن يحصل في عصر الحزبية الأتاتوركية.

فعلى مدى أربعين سنةً ونيّفاً ظلّت المشكلتان الأرمينية والقبرصية أهمَّ مشكلات السياسة الخارجية التركية. فالأرمن الذين وقعوا، مثل الأكراد، بين الدول الكبرى والوسطى، كتركيا وإيران وروسيا، يتهمون الأتراك بأنهم أَوقعوا بهم مذابح كبرى منذ تسعينيات القرن التاسع عشر، دفعت أكثريتهم إلى الهجرة باتجاهاتٍ مختلفةٍ. وعندما فشل مشروع الدولة القومية، انصرفوا من مهاجرهم للنضال ضد تركيا الدولة القومية الصاعدة. ومع أنّ تركيا حمتْ نفسها مبدئياً من اندفاعاتهم الإعلامية من المهاجر، بالدخول في "الناتو" بعد الحرب الثانية؛ فإنّ تأكيدهم على المذابح التركية ضدَّهم، صنع مشكلة مُقلقة للأتراك منذ ستينيات القرن الماضي. وخفّت هذه المشكلة بقيام الدولة الأرمينية على جزءٍ من أرض الأرمن التاريخية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي. ثم استطاعوا في التسعينيات خوض حرب ضد أذربيجان المجاورة على إقليم ناغورنو قره باخ الذي ما يزالون يحتلُّونه حتى اليوم. وفي حين وقفت روسيا مع أرمينيا، وكذلك إيران (بسبب مشكلاتها مع القومية الآذرية رغم الأكثرية الشيعية بين السكان)؛ فإنّ الأتراك أَظهروا تعاطُفاً مع أذربيجان (ذات الإثنية التركية) دون أن يصطدموا بالأرمن أو الروس أو الإيرانيين. وفي النتيجة، ورغم الانحياز الأوروبي للأرمن؛ فإنّ الأخيرين وجدوا لهم مصلحةً كدولة في تغيير سياساتهم تُجاه الجار التركي، ولأنَّ الأميركيين ساعدوا الطرفين على التقارُب لحين المصالحة الأولية برعايةٍ أميركيةٍ خلال الأُسبوع الماضي. وما يزال الأتراك يعلِّقون التطبيع الكامل مع أرمينيا على تسوية مشكلاتها مع أذربيجان، رغم الخيبة التي أظهرها الآذريون من الاتفاق التركي -الأرمني.

أمّا المشكلة التركيةُ مع قبرص؛ فتتمثل في أنّ رُبع سكان قبرص من أُصول تركية. وعندما توتّرت العلاقاتُ بين القبارصة اليونان والقبارصة الأتراك مطلع السبعينيات على خلفية انقلابٍ عسكريٍّ يونانيٍّ بجزيرة قبرص؛ تدخَّل الجيش التركي عام 1975 واحتلّ وحمى الجزء التركيَّ من الجزيرة. وقد تحسّنت العلاقاتُ اليونانية- التركية خلال العقد الماضي؛ ومال الأتراك لحلّ المشكلة بقبرص أيضاً وإعادة توحيد الجزيرة في نظامٍ فيدرالي. واقترحت الأُمم المتحدةُ حلاًّ للمشكلة وافق عليه الأتراك في بداية عهد أردوغان، لكنّ القبارصة اليونانيين رفضوا الحلَّ الاُمَمي، وساعدهم الاتحاد الأوروبي بإدخال قبرص (اليونانية) في الاتحاد! والأميركيون مع تركيا في قبرص أيضاً، وقد يعودون للتوسُّط كما توسَّطوا بينها وبين أرمينيا.

أربعة أَوجُه لنهوض تركيا: النمو الاقتصادي، والانتشار في مناطق النفوذ التقليدية، والتدخل في "الشرق الأوسط"، واستئناف "الهجوم" لدخول الاتحاد الأوروبي.

وهكذا فإنّ الإسلاميين الأتراك بادروا لحلّ مُشكلاتٍ مستعصيةٍ من عهد الحُكْمين الأتاتوركي والعسكري. بيد أنّ أخطر المشكلات التركية الداخلية والخارجية الباقية هي المشكلة الكردية. فالأكراد يشكلون نحو 15 في المئة من عدد السكّان، وهم في ثورةٍ شبه دائمة منذ تمرد الشيخ سعيد عام 1924. وقد انتهجت الحكومات التركية المتعاقبة سياسات قومية متشددة؛ فتحالفت مع إيران والعراق ضد الطموحات الاستقلالية للأكراد. وفي حين تزداد قبضة إيران على أقليتها الكردية شدةً؛ فقد أنشأ الأكراد كياناً شبه مستقلٍ بالعراق بمعاونة الأميركيين (والإسرائيليين) قبل سقوط صدّام وبعده. وما خمدت المقاومة الكردية ضد النظام التركي، وإنْ خَفَّ أُوارُها منذ سَلَّمتْهم سوريا عبدالله أوجلان زعيم "العمال" الكردستاني. وما تردَّد أردوغان في المبادرة في الملف الكردي أيضاً. فقد أعطى الأكراد حقوقاً ثقافيةً وتربوية. وفي البرلمان التركي الآن كتلة نوابٍ أكراد صغيرة، ولا يلقى حراكُهُم غير العنيف اعتراضاً كما في السابق. بيد أنّ أردوغان تردد حتى الآن في اقتراح "الحكم الذاتي" في الأقاليم ذات الكثرة الكردية.

وللنهوض التركي في عهد أردوغان أربعة أَوجُه: النمو الاقتصادي الكبير، والانتشار الواسع في مناطق النفوذ التركية التقليدية، والتدخل الاقتصادي والسياسي في منطقة "الشرق الأوسط الكبير"، وتجديد الهجوم (الودّي) للدخول إلى الاتحاد الأوروبي. فمنذ سبع سنواتٍ ما قلّتْ نسبةُ النموّ الاقتصادي بتركيا عن 7 في المئة. ومنذ سقوط الاتحاد السوفييتي وتفكُّك يوغوسلافيا، انتشر الأتراك الاقتصاديون والتاريخيون في آسيا الوسطى والقوقاز والبلقان. وعندما ذهبْتُ في الصيف الماضي إلى كوسوفو وجدْتُ آثار العمل التركي ظاهرة في كل مكان: من المؤسسات الاقتصادية، ومؤسسات الدولة الجديدة، إلى تجديد المساجد العثمانية التاريخية، والمدارس الدينية. وقد عرض عليَّ موظفو الإدارة الدينية، والأوقاف، بأنقرة واسطنبول خلال زيارةٍ قبل شهرين قوائم بـ111 ألف منحة دراسية لطلاب درسوا ويدرسون العلوم الدينية من آسيا الوسطى والقوقاز والبلقان وتركيا، وإنشاء وترميم مئات المدارس والجامعات الدينية. وقد ذكرت الدراساتُ الغربيةُ تنافُساً بين الإيرانيين والسلفيين بآسيا الوسطى والقوقاز وتركستان والبلقان.

صحيحٌ أنّ التوتُّر بين تركيا وسوريا خَفَّ بعد عام 1998 وتسليم أوجلان. لكنْ منذ عام 2004 بدأت علاقةٌ إيجابيةٌ جديدةٌ بين سوريا وتركيا وصلت في الأيام الأخيرة إلى الاتفاق الاستراتيجي. وبالتوازي مع ذلك التقارُب، حاول الأتراك التوسُّط بين سوريا ولبنان، وأرسلوا عسكرهم مع القوات الدولية إلى جنوب لبنان. وتدخلوا أخيراً في النزاع بين سوريا والعراق متوسّطين، ويوم الخميس 15/10/2009 وصل أردوغان إلى بغداد ووقّع عشرات البروتوكولات مع المالكي، وأعلن عن علاقة جوار منقطعة النظير. والوساطةُ بين سوريا وإسرائيل معروفة، وقد توقفت بعد حرب إسرائيل على غزة أواخر 2008؛ لكنّ الاتصالات لم تنقطع.

وبين تركيا وإيران تبادُلٌ اقتصاديٌّ مُتَنامٍ، وسيذهب أردوغان إلى إيران قريباً، وهو معني بالاتصالات بين واشنطن وطهران. وقد اقتصر التشارُك تقليدياً بين البلدين على الملفّ الكرديّ؛ لكنه يتجاوزُهُ الآن إلى العراق، والمصالح الاقتصادية، و"الشرق الأوسط الكبير". وفي أفغانستان تُشاركُ تركيا في قوات الأطلسي؛ وهي تقود الآن تلك القوات.

وما يزال الأتراك في مواقع الهجوم لدخول الاتحاد الأوروبي. وقد عرفوا انتكاساتٍ في هذا الشأن بعد ذهاب شيراك ومجيء ساركوزي الذي أراد صَرْفَهُم عن ذلك باقتراح الاتحاد المتوسِّطي. وفي حين كان المستشار الألماني السابق شرودر بين المؤيدين؛ فإنّ المستشارة ميركل متردِّدة، وكذلك رئيس الوزراء البريطاني. ويصرّح اليمين الأوروبي علناً أنه لا يريد تركيا، الدولة الإسلامية الكبرى، داخل الاتحاد. لكنّ الأميركيين، جمهوريين وديمقراطيين، متحمِّسون لتركيا الأوروبية.

وهاكُم في الخاتمة هاتين القصّتين: جاء وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلوا إلى لبنان قبل ثلاثة أشهر، فزار سعد الحريري، كما زار القوات التركية في الجنوب. لكنه زار كذلك قريةً تركمانيةً بأقاصي الشمال (عكّار)، ويبدو أنّ أهالي القرية شكوا له سوءَ أوضاعهم؛ فقال: إن عطش قرية "مشحة" هو مثلَ عطَش الأَناضول، وتركيا لن تسمح بحلول الضَيم بأيّ تركيٍّ بعد اليوم!

أمّا القصة الأُخرى فتعود لعام 1920 عندما بدأت الاتصالات بين الجنرال غورو، القائد الفرنسي بسوريا ولبنان، ومصطفى كمال، بشأن إقليم الإسكندرون. وقد مال غورو لإعطاء الإقليم لتركيا، بينما رأت الغُرَف التجارية الفرنسية أنّ في ذلك خَطَراً على المصالح التجارية الفرنسية. أجاب غورو: إنّ الأتراك جِدّيون، والعرب ليسوا كذلك؛ لذا فالأفضل إعطاء الإسكندرون لتركيا للحصول على صداقتها في منافسة الإنجليز على العراق، وللتمكُّن من حكم سوريا!

واليوم، هل تنجح تركيا في عرض وجهٍ آخر للإسلام؟ وهل ينجح الانتشار التركي في أوروبا والشرق الأوسط الكبير؟ الصحافي التركي المعروف "جنكيز تشاندار"، يقول إنّ السياسيين والعسكريين الأتراك يملكون مزاجاً نكِداً يتأبَّى على الاستقرار والاستمرار! ومن المشكلات التركية ما يستعصي على الحلول السريعة. بيد أنّ مشكلات تركيا في ظلّ التوجُّهات الجديدة تبقى مشكلات النجاح، وليست مشكلات الفشل!

في نقد الخطاب السياسي الجديد لحماس ....الكاتب: د. حيدر عيد*

من أصعب الأمور التي قد يواجهها الناشط السياسي، الغير مرتبط بأجندات تمويلية تشترط عليه شروطا تبعده عن الخوض في معارك حقيقية ، كما هو الحال مع ذوي الماضي الثوري الذين تمت أنجازاتهم ، هو أن يجد نفسه في موقف ناقد لفصائل المقاومة والمحسوبة على تيارات الممانعة وذات القاعدة الجماهيرية الواسعة .

ولكن كما قال أحد أهم المفكرين النقديين (ثيودور ادورنو) ،إن المثقف أو ،الناشط ، يجب أن يقيس مدى جديته واخلاصه بمقدار المسافة بينه وبين السلطة الحاكمة.

ولا شك أن هذه اللحظة التاريخية التي تمر بها القضية الفلسطينية في غاية الأهمية. مما يحتم على المفكر ، الناشط ، المثقف العضوي الحقيقي أن يترك برجه العاجي ، كما يقول المفكر المجري جورج لوكاش، وأن يغوص في الهم اليومي والعام لشعبه .

كانت هذه المقدمة ضرورية للتمهيد لموضوع في غاية الحساسية ، والأهمية أيضاً ، بسبب علمي مسبقاً أنه سيتم تقييمه ,وبمشاركة قوة من المفروض ان تكون نقدية, من خلال الثنائية السائدة في مجتمعنا هذه الأيام.

ولكن سيف هذه الثنائية البغيضة يجب ألا يكون المعيار الوحيد لخياراتنا السياسية وبالذات في هذه المرحلة التي يجب ان تتميز بسيادة مفهوم التحرير وليس تصنيم الدولة " والإستقلال" الخالي المضمون.

حينما فازت حركة المقاومة الاسلامية حماس وبشكل مفاجئ وكاسح بانتخابات 2006 م في الضفة الغربية وقطاع غزة كانت الرسالة من الناخبين الذين يمثلون ثلث الشعب الفلسطيني واضحة : لا كبيرة "لعملية السلام" السخيفة بما تحتويه من ترديد ممل عن "حل الدولتين-السجنين" المستحيل تحقيقه . ولا أكبر لفضلات الطعام المقدمة لطبقات اوسلوية ومتأنجزة .

والحقيقة أن الكثيرين ممن صوتوا لحماس لم يكونوا في الواقع مؤيدين أصلاً لهذا الفصيل, ولكنهم كانوا قد سئموا من واقع أوسلو ورغبوا بالمساهمة في خلق تغيير انقلابي على واقع مرير كانوا قد عاشوه لمدة 13 عاماً من المفاوضات العبثية والتي أضرت بشكل هائل بالقضية الفلسطينية وحولتها من قضية نضال من أجل التحرير ومدعومة من قبل الملايين في العالم الى قضية "نزاع" Dispute بين طرفين متساويين, بين دولتين متصارعتين لتعديل الحدود بينهما !

ومما لا شك فيه أن انتصار حماس في الإنتخابات قد قلب الطاولة رأساًعلى عقب واعتبر ,بحق ، ضربة موجعة لعقيدة جورج بوش في الشرط الأوسط من "نشر للديمقراطية ". ولكن الثمن الذي دفعه الفلسطينيون كان ، ولا يزال, باهظاً جداً ، ليس لانتخابهم حركة حماس في الواقع ولكن لأن هذا الخيار كان يعني بالضرورة رفض كامل ، والبعض يجادل أنه تأجيل ، لخرافة "العملية السلمية" . لو كان هناك قوى فلسطينية أخرى تتمتع بثقة الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة على أنها قادرة على مقارعة إتفاقيات أوسلو بطريقة جدية, وغير شكلية, لكان لديها فرصة لتحقيق إنجاز إنتخابي. ولكن ما بين (1993_2006) كان "اليسار" قد أكمل عملية ألأسلوة والأنجزة بشكل وضعه سياسياً ، وحتى إجتماعياً ، على يمين حركة حماس ، من خلال تذيله للجناح اليميني المسيطر على منظمة التحرير الفلسطينية .

اذاً فقد فازت حماس بالإنتخابات لانها كانت متوقعة ، صواباً أو خطأً, بأن تصحح أخطاءً تاريخية ارتكبتها القيادة الرسمية الفلسطينية وبالذات الدفاع عن حق عودة اللاجئين ووضع حل نهائي لحل الدولتين التصفوي. وبمجرد فرز نتائج الإنتخابات تم فرض حصار قروسطي قاتل على فلسطيني قطاع غزة تم اتباعه بعدة خطوات لزعزعة الوضع السياسي والأمني في القطاع من محاولات انقلابية على النتائج بطرق مختلفة وصولاً لحرب الإبادة الهمجية التي استمرت 22 يوم.

إن مجزرة غزة كانت عبارة عن تسونامي سياسي ، يهدف لخلق قناعة لدى الشعب الفلسطيني بأنه شعب مهزوم ، بأنه يواجه قوى ميتافيزيقية لا تهزم على الاطلاق . إن الرسالة كانت واضحة ألا هي أن أي خيار معاد لاوسلو كان عبارة عن خطأ ليس فقط سياسي, بل أيضاًَ وجودي. خطأ أدى وسيؤدي الى تغيير نمط الحياة لديهم وبشكل كامل وهنا يمكن فسير الاستهداف المنهجي للأطفال والعائلات. أكثر من 90% من ضحايا المجزرة كانوا مدنيين تبعاً لمنظمات حقوق الانسان. ولكن لم يتم تحقيق أي هدف من الأهداف المعلنة للحرب : فحماس لا زالت على سدة الحكم ، وصمود أهل غزة أقوى مما سبق ، بمعنى أن إسرائيل قد فشلت فشلاً ذريعاً بإقناعهم أنهم شعب مهزوم وما يترتب عى هذه القناعة من استسلام كامل.

وقد قامت حركة حماس بحشد الآلاف من مؤيديها في شوارع قطاع غزة احتفالاً (بالنصر التاريخي على العدو الصهيوني .)وقد صرح المتحدثون بإسمها مراراً وتكراراً بأنه بناءً على هذا النصرالتاريخي فإنه لن يكون هناك عودة للحصار الذي كان ,ولا زال, مفروضاً على القطاع ، وأن الحقائق على الأرض الآن تتطلب خطوات جديدة. كذلك كان لدى الشعب الفلسطينيفي الضفة وغزة ، 48، والشتات آمال وتوقعات بحدوث تغيير جدي. إن مجزرة غزة 2009م كان من المفروض أن تكون تماماً كمجزرة شارب فيل في جنوب أفريقيا ، وجورنيكا في إسبانيا, نقطة تحول تاريخي مفصلية في نضال الشعب الفلسطيني ضد سياسات إسرائيل من إحتلال عسكري ، استيطان ، وأبارتهيد .

ولكن إستثمار هذا النصر التاريخي ضد العدوان الاسرائيلي كان يتطلب قيادة ذات رؤية تتميز بوضوح استراتيجي تحريري يعلن الطلاق الكامل مع اتفاقيات أوسلو ونتائجها من خيار ووهم حل (الدولتين _السجنين). فبدلاً من استثمار والبناء على الكم الهائل والغير مسبوق من التأييد الشعبي الدولي في شوارع اسطنبول وعمان وكاراكاس وجوهانسبرغ, وحتى مسقط ،( مع استثناء رام الله!) فقد هرعت قيادات فصائل المقاومة ، بما فيها حماس الى القاهرة للبدء فيما تحول لاحقاً الى مفاوضات وحوار وطني لا يبدو أن له نهاية.

من البديهي انني لست ضد أي محاولات جدية لتحقيق وحدة وطنية على أسس مقاومة الاحتلال ونتائج اتفاقيات أوسلو ولكن أيضاً ومن أبجديات العمل القيادي وبالذات لحركات التحرر, وبالذات ان كانت منتخية ديمقراطياً, هو أن تكون مع الجماهير. ان الحصار القاتل ، والذي أى الى استشهاد حوالي 400 من المرضى المحتاجين للعلاج بالخارج ، كان يجب أن يستخدم كعقبة حقيقية من قبل القيادات المحلية لعدم تمكنها من مغادرة القطاع لمواصلة "الحوار الوطني" لأنها وبكل بساطة كقيادات منتخبة ووطنية لا تستطيع أن تترك شعبها المحاصر والمكلوم من الحرب ، والتحرك بحرية خارج القطاع : إن هذا لا يجوز! كان يجب أن يتحول هذا الى شرط أساسي. لو أراد أي ممثل لنظام عربي أن يتناقش مع القيادة المنتصرة ، كان يجب أن يشترط عليه القدوم الى القطاع . إن قيادة المقاومة في القطاع كان يجب عليها أن تتصرف من منطلق النصر, بأن تنتظر في القطاع بعد الحرب على الأقل لمدة تتراوح بين شهرين وثلاثة وأن ترسل رسالة ليس فيها لبس بأنها سترحب بأي إشارات من التضامن الحقيقي ولكن من خلال وجودها في القطاع مع الشعب المحاصر. ولكن هذا ، وللأسف, لم يحصل.

كان هذا الخطأ خطوة أولى نحو إجهاض النصر التاريخي . فبدلاً من استثمار تلك اللحظة التاريخية والعمل على وضع برنامج بديل لما كان قد تم طرحه منذ عام 1993م ، أي منطق وبرنامج أوسلو, وبدلاً من البناء الخلاق على التضامن الدولي الغير مسبوق مع الشعب الفلبسطيني من مظاهرات ومسيرات واحتلال للجامعات في اوروبا وأمريكا, والنمو الهائل والمتراكم لحركة المقاطعة الدولية BDS فإن قيادة حركة حماس ومن خلال تصريحات عديدة على لسان قياداتها ومن خلال رسائل كتبت وأرسلت للرئيس الأمريكي باراك اوباما ، كانت قد بدأت بإعادة اختراع العجلة. سأحاول أن ألتزم بمثالين مهمين إلا وهما محاولة الغزل مع واسترضاء ادارة اوباما ، وقبول الحركة بحل (الدولتين _السجنين).

بعد خطاب أوباما الشهير في جامعة القاهرة الموجه للعالم الاسلامي, والذي تميز من خلوه لأية إشارات تسير إلى اتخاذ خطوات عملية مهمة او جادة نحو احقاق الحقوق الاساسية للشعب الفلسطيني, تميز رد فعل حماس وعلى لسان أكثر من متحدث وبالذات باللغة الانجليزية بالترحيب المبالغ به. تم التعليق على "اللغة الجديدة" وأهمية الاستفادة من "التعددية" داخل الادارة الأمريكية، وكون الخطاب شبيه بالخطاب التاريخي( لمارتن لوثر كينج )....إلخ. وكانت ردود الفعل هذه قد جاءت بعد محاولات حماس المتعددة إرسال رسالة للرئيس الأمريكي الجديد مع عضو الكونجرس السيناتور جون كيري والذي تبعا للكثير من وكالات الأنباء رفض حمل الرسالة ووضعها في القنصلية الأمريكية في القدس.

إن الفشل في تقييم فوز أوباما وفهم أنه لا يمثل تغيير راديكالي حقيقي في سياسة أمريكا الشرق أوسطية ، هو إشارة لما يمكن أن نسميه عدم نضوج سياسي . إن ما سمي "بالتعددية والتنوع" داخل المؤسسة الحاكمة الامريكية لا يختلف اطلاقا عن الفرق بين حزبي العمل والليكود في اسرائيل. فأوباما يمثل الحزب الديمقراطي والذي هو في المحصلة النهائية جزء من المؤسسة الأمريكية الحاكمة (Establishment). إن فوز أوباما في الانتخابات لم يؤدي إلى تغير في جوهر الامبريالية الأمريكية بقدر ما هو تغيير في الشكل (style).

ولكن من الواضح أن حماس قد بلعت الطعم و خرافة انتخاب أوباما و جدية "اللغة الجديدة" التي تبناها في حل "الصراع " . ما لا تراه الحركة هو أنه لا يوجد اختلاف حقيقي بين بوش وأوباما فيما يتعلق بالسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط. في خطابه المذكور قال أوباما بالفم الملآن أن العلاقات الأمريكية الاسرائيلية لن تتزحزح "unbreakable". وقبل ذلك قال إن القدس ستبقى عاصمة الدولة اليهودية الأبدية. أضف لذلك إن أمن اسرائيل يبقى الأولوية القصوى لإدارة أوباما والذي في المحصلة النهائية يهمش القضية الفلسطينية تماماً ، كما ثبت حديثا من انصياع الادارة وخضوعها لحكومة نتنياهو فيما يتعلق بسياسة الاستيطان.

إن الحصار الاسرائيلي الأمريكي المفروض على قطاع غزة من الممكن أن يرفع وفورا لو أن أوباما قرر ذلك! في حقيقة الامر ان ادارة اوباما ليست فقط متهاونة في قضية الحصار بل مشاركة في جرائم الحرب التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة. وانا لا اعتقد أن هذا صعب الفهم على طالب سنة أولى تخصص علوم سياسية, فما بالك بحركة تحرر! و لابد هنا من الاشارة لتصويت الولايات المتحدة ضد تبني توصيات تقرير جولدستون في مجلس حقوق الانسان التايع للامم المتحدة. ان ادارة اوباما أصلا قررت الانضمام لهذا المجلس "لوضع حد لمعاداة اسرائيل" كما جاء على لسان سوزان رايس, ممثلة الادارة لدى الأمم المتحدة.

إن المثال الآخر والذي يشير إلى عدم النضوج السياسي للحركة هو القبول بحل (الدولتين_ السجنين ) الميت أصلا. من خلال العديد من التصريحات للقيادات البارزة في الحركة في غزة ودمشق تم التأكيد والتكرار مرارا على أن الحركة تقبل بدولة فلسطينية مسنقلة على المناطق التي احتلت عام 1967م وعاصمتها القدس "الشرقية طبعا". إن هذا الطرح و بلا أدنى شك مثير للعجب والاستغراب لأن كل سياسي في فلسطين وكل ناشط مهتم بالقضية يعلم أن حل" الدولتين_ السجنين" قد أصبح مستحيلا بسبب سياسة إسرائيل الاستيطانية في الضفة الغربية وبسبب تدمير قطاع غزة ، وبناء جدار الفصل العنصري ، توسيع القدس الكبرى ، وتمديد المستوطنات وزيادة عدد المستوطنين لأكثر من نصف مليون مستوطن. منذ عام 1967م و حتى الان والولايات المتحدة تدعم اسرائيل في خلق الظروف التي جعلت حل الدولتين مستحيلا وغير عمليا وغير عادل!

إنه لمن المحزن أن تقوم قيادات لا شك أنها مقاومة وصلبة بتكرار نفس الخطأ السياسي بخصوص حل الدولتين . إن دل هذا على شيئٍ فهو أنه بداية لسياسة التدهور ، وحتى أسلوة ، ليس فقط في اللغة ولكن حتى في الممارسات . إن الشعب الفلسطيني ليس فقط أولئك الذين يقطنون الضفة وغزة.

يعلم القاصي والداني ان هناك أكثر من6 مليون لاجئ ينتظر غالبيتهم تلك اللحظة التي يعودون فيها الي قراهم ومدنهم تبعا لقرار الأمم المتحدة 194. وأن هناك 1.4 مليون فلسطيني من سكان مناطق 1948 واللذين يعاملون كمواطني درجة ثالثة . إن النضال الفلسطيني ليس فقط من أجل دولة مستقلة على حدود 1967 بل هو نضال من أجل التحرير وتقرير المصير . إن القبول بوهم الدولة المستقلة على حدود 67 ، هو قبول بحل عنصري وبامتياز .

إن إسرائيل ومن خلال شنها حرب الابادة الهمجية على القطاع كانت قد أطلقت الرصاصة الأخيرة على رأس حل السجنين. إن هذا يتطلب العمل على إيجاد برنامج بديل يتعامل مع القضية الفلسطينية كقضية تحرر وطني ، مساواة ، ديمقراطية ،حقوق إنسان ، و في المحصلة النهائية قضية تحرير من الاحتلال ، والاستيطان ، وسياسية التمييز العنصري .إنه لمن المحزن ، وبالرغم من الاشارات الواضحة لنتائج انتخابات 2006 المعادية لأسلو ، أن حماس وقعت في هذا الفخ الأوسلوي بما يتميز به من تصنيم لفكرة الدولة (statehood)ولو على حساب الحقوق الأساسية الفلسطينية . لاشك وان مصدر الأزمة الحالية في فلسطين هو الطبيعة المشوهة للنظام الذي خلق نتيجة لاتفاقيات أوسلو والادعاء أنها خلقت الأرضية لحل الدولتين . إن مشاركة العديد من القوى السياسية بانتخابات 2006 كان اشارة لقبول هذه القوى ، والعديد منها معادي لأوسلو ، بالواقع السياسي الجديد الذي خلقته الاتفاقيات ومن ثم مبدأ (حل الدولتين _السجنين). ولكن المفارقة أن حماس أدعت أن هدفها هو التخلص من أوسلو !

في نهاية الثمانينات قامت الحركة الوطنية الفلسطينية ، وبشبه اجماع ، بقبول حل الدولتين ، وفي مرحلة متأخرة تم الإعتراف بإسرائيل وحقها في الوجود!انها نفس الحركة الوطنية والتي انطلقت في منتصف الستينات لتحرير فلسطين من النهر للبحر. ولكن المحصلة كانت مفاوضات من وراء الستار أدت إلى توقيع إتفاقيات أوسلو والتي بدورها مهدت الطريق لتحويل القضية الفلسطينية الى قضية احسان وصدقة . والآن وبقبول حل السجنين والتعويل على الادارة الأمريكية الجديدة والنظام الرسمي العربى فإن حركة حماس تعيد إختراع العجلة. فهل يعيد التاريخ نفسه كمأساة أم مهزلة هذه المرة؟

إن أكبر العقول العربية ,مثل محمد حسنين هيكل وعزمي بشارة, قد كررا وفي أكثر من مناسبة انتقادهما البناء لحركة حماس وقلة خبرتها السياسية واحتكاكها في العالم الخارجي . إن هذا العالم الخارجي لايشمل فقط أمريكا أو ايران ، أو النظام الرسمي العربي فقط، بل يشمل أيضاً مؤسسات العمل المدني ولجان التضامن التي اجبرت حكوماتها على مقاطعة نظام الأبارتهيد في جنوب افريقيا في الثمانينات من القرن الماضي . انه عالم يشمل الطلاب الذين احتلوا قاعاتهم للتضامن مع غزة، و اتحاد نقابات العمال الاسكتلندية والبريطانية والايرلندية والجنوب أفريقية التي تبنت حملة مقاطعة إسرائيل وفرض عقوبات عليها ، إنه عالم يشمل فنزويلا ووبوليفيا اللتان قطعتا علاقاتهما الدبلوماسية مع اسرائيل احتجاجاً على مجزرة غزة. ما الذي صنعته المقاومة الفلسطينية للبناء على هذا النموذج المصغر من الانجازات الهائلة والتي وجهتها حملة المقاطعة الوطنية الفلسطينية بنداءاتها المتكررة لفرض حملة من المقاطعة وعدم الاستثمار وفرض عقوبات على دولة اسرائيل العنصرية؟ أين هذا من الخطاب المقاوم الفلسطيني في هذه اللحظة التاريخية ؟ إن النضال الفلسطيني يجب أن يعوّل على التنوع في الأساليب والأدوات النضالية, وبالذات في هذه اللحظة, على التضامن الدولي الشعبي والتعبئة الجماهيرية بدلاً من وضع كل بيضنا في سلة أوباما وإدارته .

إن غزة 2009 والصمود الهائل الذي صاحبها وأدى الى نصر تاريخي نابع من صميم الايمان بعدالة هذه القضية تحتم علينا جميعاً ,قوى سياسات ومنظمات مجتمع مدني, أن نعمل على بلورة موقف إجماعي واضح ضد سياسات الاحتلال والابارتهيد. و لكن الواقع وللأسف يشير الى أن الشعب الفلسطيني متقدم ,وبخطوات, على قياداته.

* محلل سياسي مستقل و ناشط في حملة المقاطعة

السبت، 17 أكتوبر 2009

مصادر إسرائيلية: نتنياهو وبيرس تلقيا صفقة علي خديهما من قبل ساركوزي وبراون

ذكرت مصادر إسرائيلية أن تبني مجلس حقوق الإنسان في جنيف لتقرير ريتشارد غولدستون الخاص بارتكاب إسرائيل جرائم حرب في غزة خلال حربها الأخيرة يعتبر بمثابة هزيمة سياسية ساحقة لإسرائيل لم تشهدها من قبل.

وقالت المصادر ذاتها بحب موقع تيك ديبكا الاستخباري إن عدم نجاح حكومة بنيامين نتنياهو بمنع عرض التقرير للتصويت يعني ضربة ساحقة لحكومة نتنياهو كما أنه يعني في نظر إسرائيل انهيار المفاوضات السياسية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

وأضافت المصادر أن إسرائيل من اليوم وصاعداً ستتطلع للضفة الغربية علي أنها نظام خاص بأبو مازن.

وفي سياق آخر قالت المصادر أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومبعوثه جورج ميتشل فشلا فشلاً ذريعاً فيما يتعلق باستئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية بعد التصويت علي التقرير.

واتهمت المصادر الإسرائيلية الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والرئيس البريطاني غوردون براون بأنهما خذلا إسرائيل عندما أعطيا تعليماتهما لمندوبيهما في مجلس حقوق الإنسان وقت التصويت علي التقرير لمغادرة القاعة.

وقالت المصادر بان نتنياهو ورئيس الدولة العبرية شمعون بيرس تلقيا صفقة علي خديهما من قبل ساركوزي وبراون، فنتنياهو وبيرس طوال الوقت يقولان بان ساركوزي وبراون أصدقاء مهمين لإسرائيل. معتبرة أن تغيب المندوب الفرنسي والبريطاني عن التصويت ومغادرة القاعة يعني الأمر في نظر باريس ولندن بان إسرائيل بالفعل ارتكبت جرائم حرب في قطاع غزة.

وأكدت المصادر أن إسرائيل من اليوم وصاعدا تضع علامات استفهام حول باريس ولندن بما يتعلق بتصريحات الدولتين بما يتعلق بالملف الإيراني فإسرائيل أصبحت تشكك في فرنسا وباريس حيال الملف الإيراني.

وحسب المصادر ففي الجو الدولي الحالي وبعد التصويت علي تقرير غولدستون فلن يستطيع نتنياهو الجلوس معا علي طاولة واحدة مع أبو مازن.

الجمعة، 16 أكتوبر 2009

حماس تسلم ردها على الورقة المصرية للمصالحة اليوم السبت و"يوسف" يؤكد ان لدى حماس تحفظات علىها

/ سما / اعلنت حركة حماس مساء الجمعة انها انتهت من دراسة الورقة المصرية للمصالحة الفلسطينية حيث اوضحت ان رد الحركة سيسلم للجانب المصري غداً السبت مع وفد قيادي من الحركة.
وقال القيادي في حماس ايمن طه خلال تصريحات تلفزيونية مساء الجمعة ان حركته لديها بعض التحفظات على الورقة ولكن الرد سيصل الجانب المصري غداً السبت.
واوضح طه ان حماس ومنذ البداية لا تعترض على الورقة المصرية لكنها احتاجت الى وقت من اجل التأكد من بعض النقاط مشيرا الي ان القاهرة سترعى المصالحة حتى نهاية الشوط لضمان عدم تكرار ما حدث سابقا .

على صعيد ذي صلة نفى وكيل وزارة الخارجية في الحكومة المقالة د.احمد يوسف ما تناقلته على لسانه عض وسائل الاعلام من ان حماس وافقت على الورقة المصرية.

وقال يوسف ان موافقة حماس مشروطة ببعض التحفظات على الورقة المذكورة وان الرد سيسلمه وفد حماس اليوم السبت الى السلطات المصرية.

وكانت فتح قد وقعت على الورقة المصرية المتعلقة باتفاق المصالحة وسلمتها إلى الوسيط المصري

وكانت السلطات المصرية قالت الجمعة إنها قررت إرجاء التوقيع على اتفاق المصالحة الوطنية لحين "توفر المناخ المناسب." لكن الدكتور يوسف اكد انه لا تغيير على الموعد .

وكان الدكتور موسى ابو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس قد أكد ان الحركة ستسلم القيادة المصرية يوم غد السبت ورقة تتضمن مجموعة من التحفظات على بعض النقاط الواردة في وثيقة المصالحة الفلسطينية التي تعتقد انها بحاجة الى المزيد من الحوارات والنقاشات من اجل توضيحها والاتفاق حولها.
وقال الدكتور ابو مرزوق ان من بين هذه النقاط التصريحات الامريكية الرسمية التي طالبت بان تأتي المصالحة الفلسطينية على اساس الشروط الامريكية اي استنادها الى بنود خريطة الطريق ومبادئ اللجنة الرباعية.
واضاف ان النقطة الثانية تتعلق بضرورة وجود ضمانات بان يتم احترام نتائج اي انتخابات تجرى تطبيقا لنصوص وثيقة المصالحة في النصف الثاني من العام المقبل، وتساءل عما سيكون عليه الحال لو فازت 'حماس' فيها مثلا، هل ستشكل الحكومة وتحظى باعتراف عربي ودولي؟
اما النقطة الثالثة حسب قوله، فتتعلق بمستقبل الحصار المفروض على قطاع غزة، وآلية العمل في معبر رفح، وهل ستظل المعابر الاخرى التي تسيطر عليها اسرائيل مغلقة او تفتح جزئيا.
اما النقطة الرابعة فتتعلق بمعتقلي حركة حماس في السجون المصرية، والتعذيب الذي يتعرضون له. فالافراج عن هؤلاء مطلب اساسي لا بد من تحقيقه في اسرع وقت مم

الخميس، 15 أكتوبر 2009

السياسة الخارجية التركية: أعداء الماضي أصدقاء المستقبل

التعاون التركي – السوري – الأرمني – الروسي – الإيراني – الأذربيجاني والابتعاد عن محور واشنطن – تل أبيب


تشهد الساحة السياسية الخارجية التركية عملية تحول كبيرة وإذا كان المشهد الشرق متوسطي لسياسة تركيا الخارجية تبدو صورته أكثر وضوحاً من خلال تطورات دبلوماسية خط أنقرة – دمشق فإن ثمة صورة أخرى ممكنة لهذا المشهد تتمثل في تطورات دبلوماسية أطراف مثلث أنقرة – باكو الأذربيجانية – يوريغان الأرمنية، وعلى الجانب الآخر من هذا المشهد تبدو صور عن أطراف مثلث أنقرة – تل أبيب – واشنطن، فإلى أين ستؤدي هذه التطورات، وهل حقاً بدأت أنقرة إعادة إدماج نفسها ضمن بيئتها الشرق أوسطية؟
* المعلومات الدبلوماسية الاستخبارية: ماذا تقول؟
التقى الرئيس الأرمني سركيسيان مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف يوم أمس الثلاثاء 13 تشرين الأول في العاصمة الروسية موسكو، وأعلن سركيسيان تقديره لجهود روسيا في دعم دبلوماسية أرمينيا في القوقاز. وما كان لافتاً للنظر أن قمة ميدفيديف – سركيسيان جاءت بعد لقاء وزير الخارجية الأرمني إدوارد نعلبنديان بنظيره التركي احمد دافو توغلو في زيورخ في سويسرا في 10 تشرين الأول وهو اللقاء الذي وقع فيه الطرفان بروتوكول تطبيع علاقاتهما وبروتوكول فتح الحدود التركية – الأرمنية.
تقول المعلومات أن البروتوكولين أصبحا في طريقهما إلى البرلمانين التركي والأرمني للحصول على الموافقة التشريعية في البلدين وبعد ذلك تقوم الحكومتان الأرمنية والتركية بوضع بنود هذه البروتوكولات موضع التنفيذ.
أما على الجانب الآخر فقد حدثت تطورات شديدة الأهمية تمثلت في الآتي:
• تكوين لجنة عليا سورية – تركية مما جعل علاقات التعاون بين البلدين تتخطى مرحلة الترتيبات وتدخل مرحلة التنفيذ.
• تكوين لجنة عليا عراقية – تركية، ولكن تأثير العامل الأمريكي والخلافات العراقية – العراقية لم يُتح لهذه اللجنة التقدم من مرحلة الترتيبات إلى مرحلة التنفيذ لعلاقات التعاون بين العراق وتركيا.
إضافة لذلك، فإن المتابع لمجرى تطور العلاقات التركية – الإيرانية يلاحظ أن النوايا التركية لتعزيز الروابط مع إيران قد تخطت العقبات والعوائق الدولية فتركيا برغم استهداف واشنطن المحتمل لإيران بواسطة العقوبات الدولية قررت أن ترفع معدلات التبادل التجاري مع إيران من 5.5 مليار دولار إلى 20 مليار دولار، وتشير التفسيرات الاستخبارية إلى أن هذا الموقف ينطوي على الآتي:
• النوايا التركية: عدم المشاركة في فرض العقوبات الأمريكية ضد إيران.
• الهدف التركي: توسيع الغطاء القانوني التركي بما يتيح لتركيا تغطية احتياجات إيران في حال فرض العقوبات عليها.
السيناريو ذاته ينطبق على الموقف التركي من سوريا وعلى خلفية فتح الحدود بين البلدين وتكوين وتفعيل الأداء السلوكي لجدول أعمال اللجنة العليا السورية – التركية فإن الموقف التركي ينطوي على الآتي:
• النوايا التركية: عدم الالتزام بالتوجهات الأمريكية – الإسرائيلية إزاء سوريا.
• الهدف: تعزيز القدرات الاستراتيجية التركية من خلال الاستفادة من مزايا سوريا باعتبارها بوابة العالم العربي الشرق أوسطي الرئيسية.
أشار تحليل استخباري أمريكي صادر اليوم وضمن تخمين سياسي شامل إلى أن التطورات الإقليمية الجارية في القوقاز وشرق المتوسط بفعل تأثير عامل التعاون التركي – السوري والأرمني – التركي سبب فساد الحسابات الاستراتيجية الأمريكية – الإسرائيلية الخاصة بالمنطقتين للفترة القادمة، وبالتالي إذا لم تسع واشنطن لإعادة الوضع على ما كان عليه فإنه يتوجب عليها تغيير حساباتها بما يتماشى وينسجم مع واقع التحولات والحراك السوري – التركي والتركي – الأرمني والذي إذا تجاهلته واشنطن فإنه سيؤدي بلا شك ليس إلى إنشاء منظومة إقليمية تتضمن طهران وبغداد وحسب، وإنما كذلك تراجع النفوذ الأمريكي في الشرق الأدنى.
* المفاجأة الجديدة في الجانب القوقازي:
ظل محور تل أبيب – واشنطن يراهن على التحالف الأمريكي – الأذربيجاني كموازن للتحالف الروسي – الأرمني وبعد صعود حزب العدالة والتنمية لجأ محور واشنطن – تل أبيب إلى دعم الموقف الأرمني الخاص بالمذبحة الأرمنية على النحو الذي أتاح لأرمينيا أن تحصل على الدعم والمساندة الروسية والدعم والمساندة الأمريكية، ولكن بدخول تركيا على الخط وحل الأزمة التركية – الأرمنية فقد كان متوقعاً أن تشدد أذربيجان موقفها ضد أنقرة وبسبب نجاح أنقرة في تضمين شرط انسحاب القوات الأرمنية من الأراضي الأذربيجانية فقد سعت أذربيجان إلى مساندة تفعيل روابطها مع أنقرة والتخلي عن تهديداتها السابقة بمنع تدفقات نفط وغاز بحر قزوين إلى تركيا. وقوف أذربيجان إلى جانب التعاون التركي – الأرمني هو خطوة هامة يمكن أن تؤدي لاحقاً إلى:
• ابتعاد أذربيجان عن إسرائيل لأن موقفها الحالي لا ينسجم مع موقف محور تل أبيب – واشنطن الذي كان يستخدم أذربيجان كوسيلة ضغط على تركيا.
• تقارب أذربيجان مع دول الشرق الأوسط وعلى وجه الخصوص سوريا والعراق إضافة إلى ابتعاد أذربيجان عن القيام بدور في مخطط الاستهداف الأمريكي لإيران.
تشير التوقعات إلى أن هامش المناورة الدبلوماسية الأمريكية – الإسرائيلية في القوقاز بدأ يضعف أكثر فأكثر وبرغم ذلك فإن واشنطن تحاول القيام بالآتي:
• دفع البرلمان التركي إما إلى رفض البروتوكول الأرمني – التركي أو تأجيله.
• دفع البرلمان الأرمني إما إلى رفض البروتوكول الأرمني – التركي أو تأجيله.
وتحقيق هذين المطلبين سوف لن يكون سهلاً أو بالأحرى أصبح أقرب إلى المستحيل وما هو مقلق أكثر للإسرائيليين والأمريكيين هو أن الرئيس الروسي –برغم مقابلة وزيرة الخارجية الأمريكية له في توقيت لا يكون فيه رئيس وزرائه بوتين موجوداً في موسكو- سيقوم في القريب بعقد لقاءات مع رؤساء أذربيجان وأرمينيا وتركيا مع احتمالات عقد لقاءات إضافية مع بعض الأطراف الشرق أوسطية الأخرى.
يرى الخبير الأمريكي فريدمان أن تفعيل التعاون السوري – التركي والأرمني – التركي – الأذربيجاني هو الخطوة الأولى التي تفيد لجهة بداية تراجع النفوذ الأمريكي في المنطقة وهو تراجع سوف لن يؤدي إلى تقدم النفوذ الروسي لملء هذا الفراغ.



الأربعاء، 14 أكتوبر 2009

Yasir `Abd Rabbu now wants armed struggle against Israel

"Abed Rabbo also criticized Hamas for preventing Palestinian military groups from launching shells at Israeli targets bordering the Gaza Strip. He said Mash’al “wants to be nothing more than a border guard for Israel.”" If Muhammad Dahlan is the worst Palestinian, this one is one of the worst five or six. (thanks Asa)

http://angryarab.blogspot.com/

سال احد الفلسطينينين ادوارد سعيد :يد كيف تقييم وترى مستويات وكفائة مسؤولينا؟

ذات مرة سالت مفكرنا الراحل الكبير ادوارد سعيد كيف تقييم وترى مستويات وكفائة مسؤولينا , فابتسم الرجل بوقاره المعتاد ولم يجب وهاانذا اجيب بضمير ومسؤولية وطنية ومعرفة

ان قادتنا نموذجا لاباطرة العصور الوسطى وهم ليسوا رجال دولة بل يتصرفون كقطاع طرق وان علي بابا والاربعين حرامي لا يمثلون شرورا اكبر من شرور هؤلاء فهذا دحلان قيل فيه ما قيل وهو شخص لا احد يعرف حجم وولائه لوطنه وشعبه وهو شخص لا يختلف على كراهيته الكثيرون وغارق حتى اذنيه في الريبة والشك ومع هذا يفتي الرجل في القضية الوطنية ناصحا ومرشدا!!

وانها لماساة ان يصل شعبنا الى الدرك الاسفل من عدم المبالاة والوقوف موقف المتفرج من خزي هؤلاء , ان العار يملؤنا مرارة واحباطا ونحن نرى عبثهم ,,, كيف تسلل هؤلاء الى هرم الزعامة في بلادنا وما هو مصير قضيتنا ,,, وعندما نستمع الى احاديث هؤلاء ونشهدهم على الفضائيات وصفحات المجلات والصحف لا نملك الا ان نقول كان الله في عون شعبنا وعليه العوض ,,, فالسادة اباطرة المنطقة السوداء في رام الله انصاف متعلمين و جهلة الا ما رحم ربي ,,, واللعبة المفضلة لمجموعة من الاصدقاء اصحاب فكر وثقافة ومعرفة هي ان يقولوا بمجرد مشاهدة اساطين السلطة ما يودون قوله بدقة واحيانا بدقة متناهية ,,, انها ذات العبارات والجمل والصياغات وذات الكليشيه ,وخارج االمحفوظ الصم الذي يجترونه ويكررونه حتى في منامهم واحلامهم فحدث عن جهلهم ولا حرج ,,, وان اكبر اساءة لشعبنا وقضيتنا وتشهيرا بنا , ان يتناوب هؤاء الحديث عن قضيتنا ومأساتنا, وزعامتنا , وان يوزعوا التهم يمنة ويسرى باستخاف وعدم مسؤولية او حرص على شعبهم المهان والمدمر والمشتت,,,,لم يبقي لنا هؤلاء الجهلة ومنذ احداث الاردن وعبثهم فيه مرورا بحربهم في لبنان وموقفهم من احتلال الكويت و تصرفاتهم الطائشة العابثة وغير المسؤولة داخل الوطن والتى لا مجال لتعدادها , لم يبقوا لنا صديقا او معينا او مشفقا وهم يتابعون نهجهم , نهج استعداء وكراهية اخوتنا وابناء امتنا واصدقاء قضيتنا ,,,

,البارحةشاهدت على قناتهم الفضائية مارشال الحرب والمفوض السياسي عدنان الضميري, وانا لا ادري المقصود بالسياسي!! ,وقد بدا يتحدث كمحلل, لا يشق له عنان, باستخفاف وجهل وعدم مسؤولية عن (قطر العظمى) في موضع اللمز والهمز والسخرية وانا اود ان اقول له وامري على الله : نعم ان قطر عظيمة واميرها عظيم وشعبها عظيم ,لم تسرق قطر لقمة اطفالنا ولم تقتل او تعتقل ابنائنا ولم تسجن او تعذب اهلنا ,,, بل قدمت لنا دعما واسنادا وتمويلا ووقفت الى جانبنا دون منة او استعلاء ,,,, وهاجم الرجل محطة الجزيرة من فضائيته التي يعشش فيها الجهل والتخلف والبؤس ,,,ذات المحطة التي تصدح صباح مساء لسيده وولي نعمته بطل الحرب والسلام, وهز الكتف بحنيةوما شاكلها من وضاعة وانحطاط يندى له جبين مثقفي وعلماء وفلاسفة فلسطين الكبيرة, والتي تذكرنا بمضافة ابو محمود في ستينيات القرن الماضي مع فارق اذكره شهاد ة للتاريخ ان ابومحمود كان له مضمون وقيمة ومغزي ومعنى تفتقره محطة الرداحين الجهلة ,,,, اما عبد ربه هذا فيلسوف زمانه واكبر منظري العصر ومفكريه فحدث عنه ولاحرج فالرجل اب الوطنية و شيخ محبي المحتل وابو الرداحين اشفق عليه عندما تنتفخ اوداجه وتبرز شاتما متهما غاضبا ,,,,فقد شتم الرجل واتهم و ارغى وازبد وعربد و لم يبقى الا ان يحمل (مسترالف , او ميكي ماوس ) خيبة نهجهم وفشلهم وانحطاط منطقهم ورؤيتهم ,,, عبد ربه هذا لا نعرف من يمثل وبطولاته وصولاته وجولاته ولاا لجهة التى تسنده وتفرضه علينا ويضحكني قول صديقي الخليلى صباح اليوم عندما سالته عن وزن هذا الرجل وثقله الشعبي وبطولاته فقال لي , لا شيء سوى ان اولادنا عمنا قد استظرفوه فهو لين معهم مطيع , وضحكنا وتحدثنا عن موسم الدبس والزيتون لنخرج بعيدا عن اسوء ظواهر مجتمعنا وتاريخنا لنجد انفسنا ثانية مع بطل السلام الذي ما برح يتحدث عن امارة الظلاميين ومع انني اختلف معهم في كثير من الامور والقضايا التي تخص حرية الانسان وكرامته ورغم علاتهم فانني اشهد الله ان عباس هو الظلامي والضلالي الاول لا على مستوى وطننا بل وعلى مستوى العالمين العربي والاسلامي ,,,, اذ لا مثيل لغي الرجل وكذبه وافترائه وعناده وجهله ,,,ان ظاهرة عباس ظاهرة عجيبة ومدمرة وانها تخيط كفن القضية وتعد لوأدها تماما , لا يجب ان يترك هذا الرجل ويجب ايقافه عند حده ومحاسبته وفقا للقانون ,,, نحن اليوم في شباك هؤلاء وفي ورطة كبيرة وما يمكن ان نقوله لاهلنا في الداخل انتفضوا ولاتترددوا في الدفاع عن وطنكم وكرامتكم , واغسلوا عنكم عار هؤلاء

منقول عن تعليقات احد المواطنين غي موقع ايلاف

الثلاثاء، 13 أكتوبر 2009

واشنطن تعارض اتفاق المصالحة بين فتح وحماس

قالت صحيفة هآارتس في عددها الصادر اليوم, ان الولايات المتحدة بعثت برسالة الى مصر مفادها انها لا تؤيد اجراء اتفاق مصالحة بين حركتي فتح وحماس لان من شأنه أن يقوض المفاوضات مع اسرائيل .والتقى جورج ميتشل ، المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط مساء السبت في القاهرة مع رئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان وقال ان الولايات المتحدة لن تدعم اتفاق لا يتماشى مع مبادئ اللجنة الرباعية.

وقال كبار مسؤولي الادارة الاميركية لصحيفة هآرتس ان ميتشيل أوضح للمصريين يوم السبت ان الولايات المتحدة تتوقع من اي حكومة فلسطينية جديدة بان تلتزم بشروط اللجنة الرباعية التي تتضمن الاعتراف بدولة إسرائيل ، والاعتراف بالاتفاقات السابقة ونبذ ما اسماه الارهاب.

وقال ميتشل أيضا ان جوانب معينة من الاتفاق الحالي كانت سيئة التوقيت كما من شأنه أن يقوض استئناف المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين.

وقال مسؤول بالادارة الامريكية ان الولايات المتحدة سوف تستمر في معارضة تلك الجوانب من الاتفاق في أي وقت وان وجهات النظر الأمريكية قد تم توضيحها للمصريين عدة مرات.

يشار الى ان اتفاق المصالحة صاغته مصر بناءا على اقتراحات الفصائل ومن المتوقع ان توقع عليه في 20/10 وتأجيل الاحتفال بالتوقيع بعد عيد الاضحى

وتلقت السلطة نسخة من مسودة الاتفاق مساء الاحد ، وأعلنت فتح ان موقفها ايجابي من تلك المسودة .

الأحد، 11 أكتوبر 2009

يحاربون من اجل كل سائح / بقلم: يونتان غور / يديعوت -11/10/2009

يجري فحص الجوازات في ظاهر الارض الموعودة للديوتي فري جماعة صغيرة من الجنود بملابس عسكرية يفحصون بتعب هوياتنا. ليست هذه هي الطريقة المثلى لبدء جولة سياحية، لكن كل شيء نسبي في الحياة. عندما يكون الهدف جنين، فيجب ان نعترف بأن الامر كان يمكن ان يكون اسوأ. الى ما قبل زمن غير بعيد كان التعاون السياحي بين حاكم جنين موسى قدورة ورئيس المجلس الاقليمي جلبوع، داني عتار، لا يبدو أقل دحوضا من فتح خط جنين لالعال الى طهران. فبعد كل شيء هذه جنين نفسها التي اصبح مخيم اللاجئين فيها اسما مرادفا للانتفاضة الثانية وعملية السور الواقي. لكن الرياح التي تهب اليوم من المدينة الفلسطينية مختلفة تماما – فالهدوء الامني الذي يسود المنطقة منذ سنتين جعل المشروع التبجحي حقيقة قائمة.

رؤيا جلبوع وقدورة ان يجتذبا الى المنطقة متنزهين من العالم كله يشترون رزما سياحية مشتركة ويقضون بضعة ايام عن جانبي جدار الفصل الذي يشق مرج ابن عامر. سيضطر الاسرائيليون، في المستقبل القريب على الاقل، الى الاكتفاء بالجانب الاسرائيلي من الخط الاخضر. بافتتاح المشروع الذي تم أمس اختيرت جماعة سياح من منطقة فرانكفورت في المانيا، انهوا رحلة "ملكة الجلبوع" وهي مستعدة الان لسياحة خارجية من نوع آخر.

لا يستطيع الصحفيون الاسرائيليون الذين يصعدون الحافلة الفلسطينية التي تأتي لنقل المشاركين في الجولة من حاجز الجلمة فيصعدون معهم الا يطلقوا عدة نكت ذات صبغة قاتمة عن غاية الرحلة. تنقبض وجوه أناس المجلس الاقليمي الجلبوع وكأنهم لا يفهمون. يفضلون الحديث عن الفلافل في سوق جنين "انه الالذ في العالم"، يعدون، ويعطون المتشككين منا تعزيزا للزعم المتبجح: "الان فقط افتتحوا فرعا في رام الله ايضا".

قبل أن ننطلق لننتقل الى الجانب الثاني من الخط الاخضر يصعد عتار الى الحافلة. "السلام الاقتصادي الذي يتحدثون عنه كثيرا يجب ان يبدأ من مشروعات كهذه"، يقول "تم فعل كل شيء لدفع هذه المشروعات قدما لان هذا هو تصورنا. توجد ها هنا فرصة عظيمة وأؤمل ان أراكم راضين في المساء". قال ولم يفصل أيؤمل ان يرانا عائدين أم يؤمل ان نكون راضين.

في الطريق الى نقطة بدء الجولة، الى مكاتب حاكم جنين، تمتد أمامنا الحقول الزراعية للمنطقة التي تشتمل على عشرات الدفيئات. يبين عبدالله بركات، المدير العام للمنطقة الفلسطينية والمرشد السياحي مدة الجولة، بلغة انجليزية ضعيفة ان المنطقة هي "سلة ثمار" الضفة الغربية. بعد بضع دقائق ينضم الينا صحبة شرطية كبيرة لا تتركنا لحظة حتى نهاية الجولة. يصحبنا افراد الشرطة الفلسطينيون في سيارة فوكس فاكن غولف، وهو شيء يجعلنا نتذكر بسخرية سيارات سكودا عند شرطة اسرائيل. سفوا التراب.

في المكان الذي سار فيه المسيح

بعد سفر غير طويل وصلنا مكاتب الحاكم. وقف الحركة رجال شرطة فلسطينيون يرتدون دروعا واقية ويحملون بنادق كلاشنيكوف مع أمشاط عند المدخل. يعملون هنا ساعات اضافية لمنح الضيوف احساسا بالأمن. يبدو ان هذا هو السبب الذي جعل شرطيين بملابس زرقاء ينضمون الينا يذكرون بشرطة اسرائيل، مع تعريف مكتوب بالعربية وبالانجليزية "شرطة السياحة".

تستقبلنا في غرفة الحاكم صور ياسر عرفات التي تملأ كل فراغ في الحائط. علقت بينها بخجل ايضا صورة لابي مازن. يبدأ حاكم جنين قدورة خطبة عن الاقتصاد، والامن، والتربية والصحة في جنين ويطيل بحكايات عن زيارة قام بها الى المانيا قبل عدة سنين. بعد دقائق طويلة جدا – يبدو ان سنوات الاحتلال تركت مع كل ذلك ميراثا عند الساسة الفلسطينيين – ينهي قدورة وتعطى اشارة بدء الجولة التاريخية اخر الامر.

اول محطة في الجولة هي الكنيسة في قرية بورقين بجوار جنين. نمر في الطريق بمقاطعة المدينة التي دمرها الجيش الاسرائيلي في عملية السور الواقي وتبنى الان من جديد. تمر الحافلة بظاهر مخيم اللاجئين في جنين، "مخيم اللاجئين الوحيد في جنين"، يجهل بركات في التأكيد. الجدران مزينة ها هنا بصورة كثيرة لشبان مسلحين بما يبدو اسلحة معيارية للجيش الاسرائيلي.

من الواضح للاسرائيليين في الحافلة ان الحديث عن شهداء او عن اولئك الذين يحلمون بأن يصبحوا كذلك في يوم ما. يصعب على السائحات الالمانيات، في مقابلة ذلك ان يفهمن الدراما المصغرة التي تحدثها الصور عند الجانب الاسرائيلي من الحافلة. عندما نبين لهن، يحاول مرشد الجماعة الالمانية ان يضائل الحرج ويتنبأ بأن تحل في القريب دعايات كوكا كولا محل صور المسلحين. فبعد كل شيء الرأسمالية تنتصر دائما.

ونقطة اخرى تمر الجولة قربها هي مسرح جوليانو مار. "انه ممثل اسرائيلي أقام المكان ويساعد الناس في أن ينسوا ما حدث هنا"، يقول بركات. "انه يعاني من الجنود الاسرائيليين الذين لا يريدون ان يعمل ها هنا". الاحياء الغربية من المدينة متطورة بالقياس بمعسكر اللاجئين. فالبناء اقل اكتظاظا والطريق يتلوى في واد تنمو في منحدراته أزهار بيضاء. البيوت مبنية من صخر مقدسي، اي تلك البيوت التي تم الانتهاء منها. ما يزال جزء كبير منها يعرض نحو الخارج اسمنتا مكشوفا.

كانت قرية بورقين في الماضي ما اعتيد ان يسمى "قرية معادية"، لكنها اليوم توحي بالمنظر الطبيعي في الاساس. أزقتها ضيقة تتسع لمركب خاص. يستقبلنا نايف ابو رياض في كنيسة القرية ويتحدث بفخر عن انها الرابعة التي بنيت في العالم. يؤمل الفلسطينيون في جنين ان تصبح محطة لازمة للحجاج المسيحيين الذين يأتون الارض المقدسة. ذكر المكان، كما يقول ابو رياض في العهد الجديد. مر المسيح من هنا في طريقه من الناصرة الى القدس وشفى برص القرية الذين ادخلوا بئر ماء وجدت في المكان الذي اقيمت فيه الكنيسة بعد ذلك. بل انه توجد ساحة جميلة وحانوت اشياء تذكارية بأسلوب شرقي القدس مع عدم وجود قمصان تحمل شعار الجيش الاسرائيلي.

الشوارع في بورقين هادئة واكثرها خال. يقف الباعة في الحوانيت القليلة عند المدخل وينتظرون مشترين لا يأتون. تنظر من نوافذ البيوت رؤوس تحاول ان تفهم من هم الغرباء الذين يخلون بالسكينة. عند مدخل احدى الحوانيت يجلس عادل صباح، ينظر في نقطة عارضة في الزقاق، وفي خلفية المشهد انغام أغان شرقية بالعبرية. ليس واضحا ما الذي يبيعه، فالحانون مليئة بخليط من المنتوجات الكهربائية، وعشرات أقراص افلام اسرائيلية غير معروفة وساعة واحدة كبيرة معلقة فوق رأسه. "توجد عليها صورة لصدام حسين"، يقول مفتخرا "انا وضعت الصورة على الساعة".

ينهض صباح ويدخل الحانوت، ويخرج منها وفي يده صور مطوية تحمل صورة الطاغية الميت. "عندي كثير من صوره، أحببته، انه شخص جيد يجب احترامه"، يبين حبه لصدام حسين الذي لم يضعف مع السنين. "اذا أتاني اشخاص وطلبوا مني صوره فانني اعطيهم، يمكن وضع ذلك على الساعات وعلى الحيطان، انني اشتاق اليه".

عند مدخل الحانون المجاورة يقف المالك ويختار دجاجتين من القفص. يتقدم بهما الى مكان ويذبحهما ويشويهما على الجمر. كل ذلك في مكان واحد – القفص، والذبح والشواء والبيع. يقول "الحمد لله، انا راض ما وجد عمل، يأتي الناس ويشترون كل شيء، لدينا حياة هادئة حسنة".

قد تكون المحطة الاتية في الجولة متنزها جديا ذات يوم. الحديث عن حوض قديم استعمل لنقل الماء الى المدينة قبل 2500 سنة. اكثره اليوم مسدود لكن ذلك لا يضر بحماسة المرشدين الفلسطينيين. من هناك نمضي الى معصرة عصرية يعتاش منها 700 عائلة زراعية. تبدي السائحات الالمانيات اهتماما خاصا بحانون منتوجات المكان التي تعرض زيت زيتون، وصابونا وزعترا، وبندورة مجففة وغير ذلك. الاسعار الباهظة لا تصدهن ولا بيان الاسرائيليين انه يمكن حتى في تل ابيب شراء زيت زيتون ارخص اذا عرف اين يبحث. لكن هذا هو الجميل في الشرق الاوسط: فقبل ان يوجد السياح توجد اشراك السياح.

موسيقى عربية للتسخين

نعود الى الحافلة. يشغل السائق موسيقى عربية كي ندخل في الجو. المحطة المقبلة فندق حداد. وهذه ضيعة ضخمة بناها رجل الاعمال ابراهيم حداد على قمة جبل بجوار مستوطنة كديم التي اخليت بالانفصال. نمر في الطريق الى الفندق بغابات صنوبر غرسها كما يبين فلسطينيون الكيرن كيميت الاسرائيلية. يقوم على قمة جبل حداد – عدا دارته الضخمة وبيوت ابنائه الثلاثة – فندق مذهل يفترض ان يفتتح في السبت القادم. انه نظيف ومجهز (بل توجد مكيفات هواء، ومعدات نادرة جدا في السلطة الفلسطينية)، وان أعوز شيء من الانتباه الى التفصيلات الصغيرة. للتمثيل على ذلك يكفي ان نذكر انبوب البلاستيك الاسود الذي يظهر من النافورة في مركز اللوبي. يشتمل الفندق ايضا على بركة ومتنزه تسلية مع معدات يشتهي المرء معها ان يدور معها.

جمع حداد ثروته من اعمال التعدين. وهو يفخر فخرا خاصا بمنصة مساحتها دونمان ونصف بناها من اجل جبري ليفي في العاب هبوعيل في سنة 96. "يوجد لونا بارك ايضا في طولكرم ورام الله" يقول، "لكن لا يوجد شيء كهذا. انفقت الكثير ها هنا، منذ سبع سنين وانا ابني المكان، وانا اضيف رويدا رويدا اشياء اخرى".

حداد لا يبني حقا المشروع المشترك لقدورة وجلبوع. "انا أؤمن بالسياحة الداخلية"، يقول. "ذات مرة كان الناس يخرجون من الضفة الى اسرائيل، لانه لم يوجد في الضفة شيء ووجد في اسرائيل كل شيء، لكنه من الواضح لي الان ان الوضع لن يعود الى ما كان عليه في الثمانينيات. لن يفتحوا المعابر الى اسرائيل كما كانت ويصعب الخروج الى الخارج، فليأتوا اذن الى جنين. اريد ان يعلموا ان الامر ليس فوضى ومخيم لاجئين فقط. ففي العيد الاخير أتى أناس الى هنا من الضفة كلها. كانت المنطقة كلها مزدحمة".

س. هل الاسرائيليون مدعوون؟

ج. "اهلا وسهلا من جهتي، لكن كل اسرائيلي يدخل منطقة جنين يحتاج الى اذن خاص".

يتم الحديث مع حداد حول مائدة مليئة بكل لذيذ مع باذنجان ممتاز وكنافة تبلغ حد الكمال. "كنت ذا علاقة جيدة بالناس من المستوطنات في المنطقة"، يقول "لكنه ساعدني جدا أن اجلوهم لان من لم يعرفني شخصيا لم يجرأ على الاتيان الى هنا. جنين الان هي اكثر الامكنة حرية في الضفة. لا يوجد مستوطنون، وفي مثلث جنين، طولكرم، نابلس لا يوجد حاجز واحد".

عند النزول، في طريق العودة من فندق حداد، ينكشف منظر رائع يمتد من جنين المنبسطة في أسفل حتى مرج بن عامر في اقصى الافق. يحاول بركات ان يصرف انتباه المسافرين ايضا الى حاجز الجلمة والى جدار الفصل الذي اقتطع كما زعم اراضي قريته في الجانب الفلسطيني من جبال الجلبوع.

المحطة الاتية والاخيرة في رحلتنا السياحية الخاطفة هي سوق جنين. فهنا بخلاف المعصرة المخصصة كل بضاعتها للسياح، الاسعار مضحكة والبضاعة فاخرة. لكن الالمانيات خاصة لا يؤثر فيهن ذلك ويبقين المحافظ في جيوبهن.

برغم ذلك، الجماعة تشكل جهة جذب منعشة في روتين اليوم الشاحب شيئا ما للباعة في هذا المكان. "ليست الحياة ها هنا سهلة"، يقول البائع الجوال علي الذي يقف قرب عربة الجوافة، "ليت السياح يأتون، حتى الاسرائيليين، سيكون عندنا مصدر رزق آخر". لكن مارتينا بيبر احدى السائحات الالمانيات في الجولة متشككة شيئا ما. لقد استمتعت حقا شخصيا، لكنها ليست على ثقة من ان جنين تستطيع ان تصبح هدفا مثيرا للسياح من اوروبا. "كل شيء ها هنا جديد بالنسبة الي وكثيف جدا"، تقول. "هذا لطيف لجولة، لكنني لست على ثقة من انه يوجد ما يفعل ها هنا اكثر من يوم واحد. قد يكون هذا مجالا يتطور اكثر بعد ذلك".

"هذا في الاساس جديد جدا بالنسبة الي"، تنضم الى الحديث هايكه تسيمرمان، "يصعب علي ان اقول هل استطيع ان اوصي السياح بجنين ليأتوا الى هنا على نحو خاص، لكنني على اية حال استمتعت كثيرا".

الجمعة، 9 أكتوبر 2009

تشريح الانتصار / بقلم: ناحوم برنيع / يديعوت 9/10/2009

في فرقة يهودا والسامرة في بيت ايل قاموا بالتدرب مرتين على مراسيم تغيير القادة. نوعام تيفون مغادر، نيتسان آلون يدخل للمنصب. قبل سنة وشهر كنت هناك بما بدى بنظرة للوراء علامة فارقة في التاريخ المتعرج والمشبع بالدماء في علاقات اسرائيل – فلسطين. قادة اجهزة الامن الفلسطينية جاؤوا الى قائد الفرقة تيفون والى رئيس الادارة المدنية بولي مردخاي. هم عرفوا ان صحفيا سيشارك في اللقاء وينشر مضمونه. ورغم ذلك قالوا امورا مفاجئة بصراحة استثنائية. في خلفية هذا الحدث كانت عملية سيطرة حماس على غزة وتهديدها بالسيطرة على الضفة ايضا. قادة الاجهزة شعروا ان حياتهم وحياة عائلاتهم في خطر. وعندما يكون السيف موضوعا فوق الرقاب تفتح الافواه.

"ليس هناك خصام بيننا" قال قائد الامن العام الفلسطيني ابو الفتح فيما قاله "لدينا عدو مشترك".

"نحن في معركة صعبة جدا" قال رئيس الاستخبارات العسكرية ماجد فراج. "قررنا خوض الكفاح حتى النهاية. كل شيء مكشوف وكل شيء على الطاولة. حماس هي العدو ونحن قررنا الخروج في حرب ضدها. من يريد قتلك عليك ان تسارع الى قتله".

والمزيد المزيد.

رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن ورئيس الحكومة فياض قاموا بعد نشر المقال بشطف قادة الاجهزة الامنية. حماس ستستغل هذه الكلمات في دعايتها، قالوا محذرين. هي ستعتبركم متعاونين خونة. وبالفعل ابتهجت حماس ليوم او يومين الا انها لم تستطع تغيير صيرورة العملية.


الرسم البياني الذي اعد في فرقة يهودا والسامرة في الجيش الاسرائيلي يجسد الانقلاب الذي حصل. في 2002 قتل في العمليات التي خرجت من الضفة 260 يهوديا في اسرائيل و 150 في يهودا والسامرة. في 2008 قتل اربعة في اسرائيل ولم يقتل اي واحد في يهودا والسامرة، وفي 2009 لم يقتل اي واحد في اسرائيل بينما قتل طفل واحد في مستوطنة بات – عين، في يهودا والسامرة. الاعداد لا تقل اهمية عندما يتعلق الامر بالفلسطينيين: في 2007 قتل 76 وفي 2009 قتل 15. هذا يعتبر انتصارا ضمن المفهوم العسكري وليس هناك اسم اخر للمسألة.


كيف حدث الانقلاب؟ في هذا الاسبوع انتقلت لمحادثة خلفية مع ضابط كبير في الجيش الاسرائيلي كان مشاركا في العملية منذ صيف 2007. "المهمة الاولى كانت معالجة الارهاب" قال. "المال الذي يأتي من الخارج، قادة الخلايا، الانتحاريون. في الشارع الفلسطيني سيطرت العصابات.

نقطة ضعف التنظيمات الارهابية كانت خبراء المتفجرات. اخذنا الـ 200 مطلوبا في يهودا والسامرة ووضعنا علامة على 15 مطلوبا يعتبرون خبراء في المتفجرات. قتلنا اغلبيتهم واعتقلنا الاخرين الامر الذي ضمن النجاح كان التعاون بين الجيش الاسرائيلي والشاباك. النجاج في مواجهة الارهاب يقوم على ثلاثة امور: التفوق الاستخباري وحرية التحرك الميدانية والسيطرة على الغلاف. في صيف 2007 كانت لدينا استخبارات جيدة وحرية تحرك متوسطة وجدار مليء بالثغرات. وحينئذ برز امر: حماس احتلت غزة".


قائد المنطقة غادي شميني وقائد فرقة تيفون ورئيس الادارة المدنية مردخاي ادركوا ان قواعد اللعبة قد تغيرت. "قمنا باعادة صياغة للعدو. سابقا تحدثنا عن التنظيمات الارهابية اما الان فقد اصبحنا نتحدث عن حماس. كانت لديهم دولة داخل دولة وقد توجهنا لهدمها. اكتشفنا ان لديهم مجمعات تجارية واسطبلات ومخابز وعيادات ومباني سكنية. من خلال المبالغ التي تأتيهم يقومون بتغذية الارهاب .


قمنا ببلورة بنية تحتية قانونية لمصادرة املاكهم وقمنا باعتقال الاشخاص. السلطة الفلسطينية تغيرت امام ناظرينا. اقيمت حكومة فياض وكان واضحا انهم يريدون مقاتلة حماس. بدأنا في الالتقاء مع قادة الاجهزة. القرار كان اننا سنتحدث معهم فقط حول امور العمل – وليس حول حق العودة او عملية السلام. وضعنا على رأس جدول الاعمال القانون والنظام في المدن ومكافحة حماس. قلنا اننا سنعمل معهم مباشرة من دون وسطاء وقد فوجئنا من شدة استعداديتهم للتعاون.


"الانعطافة الثالثة كانت تعميق التدخل الامريكي. وهذا ايضا حدث اثر الفشل في غزة. الامريكيون أعدوا اربعة كتائب من الجنود الذين ينصاعون لقائدهم وليس للحمولة. كان هنا دمج نادر للمصالح ونحن شخصناه. الشاباك بدوره قام بخطوة رائعة – اتفاق المطلوبين. الاتفاق كان مخصصا لمطلوبي التنظيم فقط. هذا لائم ايضا خط ابو مازن – نقل الحرب ضد العدو من اسرائيل لحماس والقضاء على حكم العصابات. هم سلموا سلاحهم وكان ودخلوا السجن لفترة قصيرة ومن ثم حصلوا على العفو. اكثر من مائة مطلوب وقعوا على الاتفاق. 95 منهم التزموا به اما الاخرين فقد ضربناهم.


يتوجب ادراك عمق التغيير: عرفات زار مخيم جنين للاجئين مرة واحدة في حياته فقاموا بحرق منصة الخطابة المعدة له. كونداليزا رايس زارت مخيم اللاجئين عشية انهاء منصبها ولم تكن هناك اية مشكلة. تعلمنا الدرس الذي تعلمه الامريكيون من قتالهم في العراق. يأخذون مكانا واحدا كجنين مثلا ويقومون بتحطيم الارهاب به ومن ثم يقومون بجلب شرطة قوية ليغادروا الى مكان اخر. توجهنا الى جنين لانه كان هناك جدار ولم يكن هناك مستوطنون. الامر فشل في المرة الاولى. فياض قال سنجرب مرة اخرى فجربنا مرة اخرى ونجح الامر. كانت هناك حاجة للكثير من الصبر.


"بعد ذلك توجب اعطاء الناس املا وشعورا بأن الامور طبيعية. العمل على المستوى الاقتصادي. فياض شرع في سلسلة خطوات هامة من دون تنسيق معنا. هو أعطى مصدر رزق فوري لالاف الناس والان عندما اصبحت الازمة العالمية في مرحلة الانتهاء يتوجب التركز على الاستثمارات طويلة المدى. في نابلس بورصة، في ذروة الازمة انخفضت بنسبة 20 في المائة فقط اي اقل من البورصات الاخرى في العالم. الان هي في حالة صعود وهناك ارتفاع متصاعد في شراء السيارات: بعد ان ازلنا لهم الحواجز واصبح لديهم مكان يسافرون اليه.

"المفترق كان حادثة قلقيلية. كانت هناك خلية لحماس ادخلت سيارات متفجرة لاسرائيل ثلاث مرات لم ننجح في القبض عليها ولذلك اضطرننا لتسليم المدينة. الفلسطينيون هاجموا وفقدوا جنديين ولكنهم قضوا على الخلية. هم دفنوا جنودهم كأبطال وحذروا على حماس نصب بيت للعزاء.


"في عملية غزة كان الاختبار الاكبر: القرار كان تهدئة الامور. بدلا من اغلاق المحاور قمنا بفتحها. ايضا عندما وصلنا في غزة الى الف قتيل، كانت الضفة هادئة. مباريات كرة القدم الفلسطينية استمرت كالمعتاد. كانت هناك مظاهرات صغيرة تم تفريقها على يد الاجهزة الامنية الفلسطينية وعندما انتهت العملية قلنا من الواجب تحويل التسهيلات الى سياسة دائمة. الانجاز الاكبر هنا هو ان المعتدلين انتصروا على المتطرفين. في اماكن اخرى ينتصر التطرف. ولكن ليس في الضفة. وهذا حدث من دون ضجيج ومن دون اوسمة".

شعور الانجاز كبير جدا، حيث انهم عندما سألوا اللواء شميني وقائد الفرقة تيفون عما سيحدث ان قاموا باطلاق سراح كبار المخربين في صفقة شليت، ردوا من دون تلعثم، سنتغلب على ذلك.


المصيبة في هذه الحكاية الرائعة هي ان كل ما انجز فيها هش وقابل للتغير. ليست لدى حماس الان قدرة ميدانية على الشروع في انتفاضة حقيقية ولكن انتفاضة صغيرة تكفي لزعزعة الامن مرة اخرى بين نهر الاردن والبحر الابيض. من دون عملية سياسية لن تصمد المسألة وهذا ما يدركه الجيش الاسرائيلي – اجل الجيش الاسرائيلي قبل اي طرف اخر.


عيد ومناسبة


الدراما الحقيقية في القدس في هذا الاسبوع لم تحدث على الارض التي كانت هادئة جدا وانما في المداولات اليومية التي اجرتها قيادة الشرطة مع الشاباك والنيابة العامة في الدولة. السؤال المطروح كان، هل سيتم فتح جبل الهيكل (اي الحرم) لليهود ام لا يتوجب فتحه. المنظمات اليمينية ضغطت لفتح جبل الهيكل وهددت بالتوجه الى محكمة العدل العليا. الشاباك بدوره ايد فتح ابواب جبل الهيكل وقال انه لا يوجد اي تقدير امني بحدوث اضطرابات محتملة في اسرائيل والمناطق. مواصلة اغلاق جبل الهيكل امام اليهود ستفهم على انها جبن وخضوع لاملاءات الشيخ رائد صلاح المحرض الاكبر. من المحظور اعطاؤه هذه الجائزة ومن المحظور المس بالردع.

قائد منطقة داود في الشرطة قال ليس هناك امر ملح فلدي عشرات آلاف اليهود في منطقة المبكى ولماذا نحدق ارواحهم بالخطر ولذلك يتوجب الانتظار حتى يوم الاحد. قائد اللواء اهارون فرانكو والمفتش العام دودي كوهين سارا في اخر المطاف في اعقابه. انا اعتقد ان نتنياهو اذا ما كان قد اشرك في المشاورات قد فضل الانتظار. قضية النفق في عام 1996 كانت احد الاحداث الاولى التي شهدها كرئيس للوزراء. هذا الامر بدأ على هذا النحو تقريبا وانتهى بعشرات القتلى وارتباك سياسي لم ينتعش منه. ومن اكتوى بالماء الذي يغلي يحذر في المياه الباردة.

يبدو انهم كانوا على حق: الخطورة كانت كبيرة والثمن محتمل. على فرض ان صلاة الجمعة في جبل الهيكل ستنتهي بهدوء فان الاختبار الاكبر سيكون في يوم الاحد . جبل الهيكل سيفتح امام الزوار من ابناء كل الديانات والشرطة ستضطر لايجاد وسيلة لاخراج الحرس الذين وضعهم هناك الشيخ رائد صلاح من جبل الهيكل. هي ستفعل ذلك بالتنسيق مع الاوقاف الاسلامية كما حدث الامر مرات عديدة في الماضي. الاوقاف لا تريد اليهود فوق جبل الهيكل الا انها ترغب بمسلمي الشيخ رائد صلاح بدرجة اقل.

الوضع الراهن فوق جبل الهيكل يتضمن زيارات اليهود والسياح وهذا الوضع الراهن يجب ان يفرض.

هناك اطراف ارادت رؤية القتلى في القدس في هذا الاسبوع. اولا حركة الشيخ رائد من ام الفحم من الصعب فهم تعامل المحاكم مع هذه الثلة المحرضة على سفك الدماء بلباقة وأدب. كان من الاصح الزامهم بالبقاء في ام الفحم على الاقل بهذه الخطوة.

ثانيا اليمين اليهودي المتطرف الذي ستتيح له موجة العنف القول، "لقد قلنا لهم – ليس هناك من يمكن التفاوض معه" وثالثا اليسار اليهودي الراديكالي الذي ستمكنه موجة العنف من القول، "لقد قلنا لكم – ان لم تتفاوضوا فان هذا ما سيحدث". وهناك اطراف اخرى في السلطة الفلسطينية ووزراء في حكومة اسرائيل لا يرغبون بالاضطرابات الدموية الا انهم معنيون جدا بالتوتر حول جبل الهيكل. هذه ليست صخرة وجودهم فقط: هذه ايضا ذريعتهم في مواجهة الانتقادات حول النزعة التفريطية السياسية.

ألم تعطي الشيخ صلاح جائزة، سألت اللواء فرانكو.

"انا لست في هذه اللعبة، لم نخشى اعتقال وابعاد ثلاثة من قادة الحركة الاسلامية. يتوجب اتاحة المجال لهذا الاسبوع حتى ينتهي".

"الدخول الى جبل الهيكل ينطوي على العنف" قال فرانكو. "ليست لدي مشكلة في استخدام القوة ولكن معنى ذلك هو تحويل القدس ومحيطها الى ارض معركة وامكانية لحدوث اصابات. من المحظور ان تسقط قطرة دم واحدة".

الطرف الذي بدأ الجلبة وفقا لفرانكو كان نشطاء اليمين الذين يتجوعون لاشهار انفسهم. البيان الذي نشروه في مواقع الانترنت التابعة لهم والذي دعى جموع اليهود للتوجه الى جبل الهيكل، تمخض عن صرخة انقاذ للاقصى من احتمالية سيطرة اليهود عليه.

فرانكو يأسف لانه قال في معرض الرد على السؤال بأن العرب جاحدون وناكرون للمعروف. هو ليس استاذا للعرب وسيدا عليهم. هو في اخر المطاف يريد اجتياز عيد العرش اليهودي بسلام