كابول- من مارك بستيان
بعد ثماني سنوات على سقوط نظام طالبان اثر تدخل عسكري أميركي واسع، امتد تمرد هذه الحركة الأصولية ليشمل جميع أنحاء أفغانستان تقريبا، ما آثار المخاوف من هزيمة محتملة للدول الغربية في هذا البلد.
فبعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 شن الاميركيون في السابع من تشرين الاول/اكتوبر هجومهم على نظام طالبان الذي كان يؤوي تنظيم القاعدة مدبر هذه الاعتداءات ليطردوا هذا النظام الاصولي من الحكم في بضعة اسابيع.
ويرى معهد الأبحاث اللندنية "المجلس الدولي حول الامن والتنمية" ان حركة طالبان التي أصيبت بالضعف الشديد مطلع 2002 اصبح لها اليوم "وجود قوي في افغانستان كلها تقريبا" حتى في مناطق شمال وغرب البلاد التي كانت تنعم بالهدوء حتى الآن.
واضاف المعهد ان الغموض السياسي، مع عدم معرفة نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في 20 اب/اغسطس حتى الان، يزيد الوضع تفاقما.
وفي الوقت الذي بلغ فيه العنف مستويات قياسية حذر الجنرال الأميركي ستانلي ماكريستال قائد القوات الدولية في افغانستان من "خطورة الوضع".
كما اعتبرت الباحثة الفرنسية في المركز الفرنسي للدراسات والأبحاث السياسية مريم ابو الذهب ان "طالبان في موضع قوة".
من جانبه اوضح السناتور الأفغاني ارسلان رحماني الذي يسعى الى التفاوض مع طالبان ان هؤلاء الباشتون "الاسلاميين القوميين" المتحدرين من الجنوب والذين يرفضون الاحتلال الاجنبي ما زالوا على ولائهم لمجلس شورى طالبان الذي يضم قادة هذه الحركة والموجود حاليا في باكستان حيث يترأسه القائد الاعلى للحركة الملا عمر.
وأوضحت مريم ابو الذهب ان "معظم عناصر قاعدة طالبان في الجنوب لا يتلقون اجرا، فهم مدفوعون بما تمثله طالبان: مسلمون وافغان يضحون بحياتهم في سبيل حرية أفغانستان. ففي الجنوب تتسم حركة التمرد بالطابع المحلي المحض، انها مقاومة لوجود القوات الأجنبية".
اضافة الى ذلك فان المال يمكن ايضا ان يكون دافعا قويا في هذا البلد الذي يعد خامس افقر بلد في العالم. واستنادا الى مصادر عسكرية غربية فان حركة طالبان تدفع ما بين ثمانية و12 دولارا في اليوم لهؤلاء المتمردين في حين ان الراتب المتوسط في البلاد لا يصل الى 100 دولار شهريا.
ويسهم الاستياء من القوات الاجنبية، التي تقتل مدنيين، واستشراء الفساد الاداري المزمن وتجاوزات المسؤولين الرسميين المحليين، في دفع المزيد من الرجال الى الانضمام لحركة التمرد.
اما بالنسبة لزعيم الحرب الباشتوني قلب الدين حكمتيار وحركته الحزب الاسلامي فيبدو ان "الاميركيين يريدون دمجهم في المجال السياسي بعد انضمام عدد من اعضاء هذا الحزب الاسلامي بالفعل الى الحكومة" وفقا للباحثة الفرنسية.
تبقى القاعدة التي كان القضاء عليها الهدف المعلن للتدخل الأميركي في أفغانستان.
ورغم ما اصاب هذا التنظيم من ضعف فما زالت لديه قاعدة في المناطق القبلية الباكستانية الحدودية مع أفغانستان.
ويرى الجنرال ماكريستال انه "رغم ان معظم المقاتلين المتمردين من الأفغان الا ان هناك مقاتلين اجانب، شيشان او عرب، مرتبطين بهذه الحركة يشاهدون بانتظام في البلاد" حيث يوفرون "تمويلا وتدريبا دوليين".
وتشير ابو الذهب ايضا الى وجود المزيد من "المقاتلين الناطقين بالتركية من الاذريين والاوزبك والترك" لا سيما في الشمال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق