الاثنين، 5 أكتوبر 2009

هارتس :"السلطة كوكيل ثانوي لجيش الاحتلال والشاباك والإدارة المدنية"

عميرة هاس - هآرتس

عباس اكد عمليا ان حماس تمثل القيادة الوطنية
"السلطة كوكيل ثانوي لجيش الاحتلال والشاباك والإدارة المدنية"


قالت صحيفة هارتس الاسرائيلية انه في مكالمة هاتفية واحدة الى مندوب م.ت.ف في جنيف أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن استخفافه بالعمل الشعبي، وبعدم ثقته بقوتها المتراكمة ومكانة الحركات الجماهيرية في سياقات التغيير.


وقالت الصحفية الاسرائيلية عميرة هس انه" على مدى تسعة اشهر عمل الالاف – الفلسطينيين، مؤيديهم في الخارج، نشطاء اسرائيليين ضد الاحتلال – كي لا يدفن هجوم الجيش الاسرائيلي في سلة المهملات التي تلقي فيها الشعوب المحتلة ما لا يتدبر مع مفهوم تفوقها بفضل تقريرغولدستون".

واضافت انه حتى " في اسرائيل بدأوا يتلعثمون بعض الشيء عن الحاجة لفحص ذاتي للهجوم على غزة ولكن بعد لحظة قصيرة من وصول القنصل الامريكي العام لزيارة الرئيس عباس يوم الخميس، امر زعيم منظمة التحرير الفلسطينية ممثله في مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة، بأن يطلب من نظرائه تأجيل التصويت على تبني استنتاجات التقرير الى شهر اذار.


وتابعت انه " ضغط امريكي كبير واستئناف مفاوضات السلام هما التفسير لهذه التعليمات" مشيرة الى ان الناطقين الفلسطينيين تلووا في نهاية الاسبوع بين الروايات المختلفة كي يسوغوا الخطوة، وشرحوا بأن الحديث لا يدور عن الغاء بل تأجيل لستة اشهر".

وتساءلت هس "هل في غضون ستة اشهر سيتبنى ممثلو الولايات المتحدة واوروبا في جنيف التقرير؟ هل في الاشهر التالية ستطيع اسرائيل القانون الدولي، وتعتقل ابنائها في المستوطنات وتعلن عن مفاوضات فورية على تفكيكها واقامة دولة في المناطق؟ هل هذا ما كان يعرضه للخطر تبني التقرير؟ واضح ان لا.


وزادت " الكثير من السخافة السياسية وقصر النظر كشفت عنه هذه المكالمة، عشية احتفال النصر لدى حماس على شرف تحرير السجينات" .

واكدت انه "في هذا اليوم بالذات رفع عباس هو غزة الى العناوين الرئيسة في سياق انهزامية م.ت.ف، وسياق البصق في وجه ضحايا الهجوم – هكذا شعروا في غزة وليس فيها فقط" مشيرة الى ان. عباس أكد عمليا، بأن حماس هي التي تمثل القيادة الوطنية، وزودها بالذخيرة الحية في ان طريقها – طريق الكفاح المسلح – يحقق الانجازات التي لا تحققها المفاوضات".


وتابعت " لا يدور الحديث عن كبوة منفردة، بل عن نمط عمل وتفكير – منذ أعدت قيادة م.ت.ف مع النرويجيين السذج والمحامين الاسرائيليين الخبيرين اتفاق اوسلو" موضحة انه استخفاف وانعدام اهتمام بالمعرفة وبالتجربة التي جمعها الكفاح الشعبي الطويل لسكان المناطق المحتلة أدى " الى الاخطاء الاولى (غياب قول صريح في ان الهدف هو اقامة دولة في حدود معينة، التنازل عن حظر البناء في المستوطنات، نسيان السجناء، التوقيع على مناطق ج وما شابه).

وقالت انها " نزعة التنازل العضال التي دوما من انتاج الرغبة في "التقدم" وبالنسبة لـ م.ت.ف وفتح فان التقدم هو في واقع الامر وجود السلطة – التي تعمل اكثر من اي وقت مضى كوكيل فرعي للجيش الاسرائيلي، المخابرات الاسرائيلية والادارة المدنية".


وقالت " هذه قيادة اقتنعت بان الكفاح المسلح – وبالتأكيد في ظروف التفوق العسكري الاسرائيلي – لا يمكنه ان يؤدي الى الاستقلال (وبالفعل، الاثار المحملة بالمصائب للانتفاضة الثانية تثبت صحة هذا الموقف)، وتؤمن بالمفاوضات كطريق استراتيجي لتحقيق الدولة والانخراط في العالم الذي تصممه الولايات المتحدة".

وتابعت " غير انه في مثل هذا العالم يوجد منفعة شخصية لنزعة التنازل العضال هذه، وهو امتيازات للقيادة وللدوائر الفورية المحيطة بها والاجر الشخصي يقرر التكتيك".
وتساءلت "فهل حقا الخيار هو فقط بين المفاوضات وبين مسرح الكفاح المسلح (بين هنود وجيش ذو سلاح فوق متطور)، كما تعرضه القيادة الفلسطينية؟ الاجابة "لا. الخيار الحقيقي هو بين المفاوضات كجزء من كفاح شعبي، منصوص عليه في اللغة الثقافية العالمية للمساواة والحقوق – وبين مفاوضات الشراكة التجارية، حين يكون الصغير يشكر بخضوع الكبير على سخائه" حسب هيس .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق