الخميس، 30 مايو 2013

دمروا صواريخ S-300 قبل فوات الأوان

اثبتت التجربة التاريخية أن إسرائيل تدفع ثمنا باهظا مقابل تسليمها أو تجاهلها وصول منظومات أسلحة نوعية ومتطورة لجيرانها ورغم أن صواريخ S-300 لا تشكل تهديدا حقيقيا لكن يجب على إسرائيل أن تعالج أمرها قبل فوات الأوان حسب تعبير المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت احرونوت" روني بن يشاي الذي تطرق اليوم الخميس لتصريحات الرئيس السوري حول تسلم بلاده الدفعة الأولى من الصواريخ الروسية.

ويمكن اعتبار صواريخ S-300 وصواريخ ساحل بحر من طراز "ياخنوت" أسلحة يوم القيامة لكن نقلها إلى سوريا ونصبها على الأراضي السورية تلك العملية التي بدأت فعلا حسب قول الرئيس السوري تحد من حرية عمل أسلحة الجو والبحرية الإسرائيلية في حال اضطرت للعمل في المنطقة الشمالية نتيجة اشتعال الأوضاع لأي سبب ونتيجة لذلك قد يتكبد العمق المدني والعسكري خسائر كبيرة نتيجة تلقيه مئات الصواريخ والقذائف الصاروخية.

وكذلك اثبتت التجربة بان لكل منظومة تكنولوجية متطورة ردا تكنولوجيا أو عمليا يحيدها ويمكننا الافتراض بان الجيش الإسرائيلي وسلاح الجو والصناعات العسكرية قد يجدون وخلال فترة قصير حلولا لهذه القضية ويمتلكون مثل هذه القدرات وإيجاد حلول للمشاكل والتحديات التي تفرضها منظومة الصواريخ S-300 بشرط أن تشرع ألان وفورا كافة الأجهزة المعنية من المخابرات وقسم التخطيط وكل الأشخاص من وزير الجيش ورئيس الأركان حتى أخر شخص لمواجهة هذا الخطر وتحديد المسؤوليات وتقسيم المهام.

وفي باب العبرة والدرس نستذكر العديد من الحوادث التي تذكرنا بأوضاع مشابهة لهذه الحالة مثل إغراق السفينة الحربية "احي- ايلات " عام 1967 بواسطة صواريخ بحر- بحر روسية الصنع أطلقها المصريون كما يجب تذكر عشرات السنين التي استغرقتها المؤسسة الأمنية حتى أدركت ضرورة تطوير منظومة لاعتراض صواريخ الكاتيوشا وأيضا يجب أن لا ننسى الثمن الكبير الذي دفعه سلاح الجو خلال حرب أكتوبر عام 1973 فقط لان إسرائيل تسامحت مع نشر المصريين بطاريات صواريخ مضادة للطائرات من إنتاج سوفيتي وتقديمها نحو خط القناة وكانت الخطوة المصرية خرقا فاضحا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي انهي حرب الاستنزاف قبل 43 عاما حينها خضعت اسرائيل للضغوط الأمريكية منعت سلاحها الجوي من تدمير بطاريات الصواريخ التي استقدمها المصريين حتى بعد استخدامها من قبل الجيش المصري لنصب كمين جوي استهدف طائرة الشحن والتجسس من طراز "ستارتوكروز " التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي ونجح الكمين المصري في اسقاط الطائرة الإسرائيلية التي كانت تحلق في عمق المنطقة الواقعة تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي لكن إسرائيل واصلت سياسة التغاضي والتسليم والتعايش مع حقيقة مظلة الصواريخ التي يقيمها المصريون فوق قناة السويس ومنطقة العبور المتوقعة غربي القناة والنتيجة معروفة حيث فقد سلاح الجو خلال الحرب عشرات الطائرات والطيارين حين حاول مهاجمة رؤوس الجسور التي أقامها الجيش المصري واستخدمها لنقل قواته الى الضفة الغربية للقناة تلك القوات التي أبادت وذبحت القوات الإسرائيلية المرابطة في خنادق خط بارليف وقوات المدرعات الإسرائيلية.

ورغم أن قائد سلاح الجو الحالي الجنرال امير اشل كان فترة حرب أكتوبر على مقاعد الدراسة في إحدى المدارس الابتدائية تبقى الصدمة التي عاشها سلاح الجو حية وحاضرة ولا زالت أثارها وتبعاتها تؤرق بشكل كبير ليس فقط أصحاب البزات الزرقاء"الطيارين" بل هيئة الأركان بكافة تشكيلاتها ورئيس الحكومة ووزير الجيش وما حدث عام 1973 نتيجة صواريخ SA-6, SA-4, SA-3 -SA-2 يمكن ان حديث مجددا بعد عدة أشهر مع صواريخ S-300 و SA-17 ومع صواريخ "ياخونت" المحدثة لذلك يتوجب على من يقيم في الكرملين ان يفهموا فحوى ومضمون أقوال وزير الجيش يعلون ومستشار الأمن القومي فيما تعلق بقضية صواريخ S-300 وان يدركوا معنى قول "يعلون " إسرائيل تعرف ماذا يتوجب عليها فعله" تصريحا وضحه مستشار الأمن القومي حين ابلغ دبلوماسيين غربيين بان إسرائيل ستهاجم هذه الصواريخ قبل إن تدخل الخدمة الفعلية ما يشير إلى نية إسرائيل تنفيذ عملية كما إنها تقدم للروس مخرجا يحفظ ماء الوجه إذا أرادوا الخروج من العقدة السورية .

واختتم بن يشاي تحليله بطرح عدة أسئلة اعتبرها لا زالت مفتوحة لكنها تجيب على السؤال الكبير المتعلق بمدى خطورة الصواريخ الروسية مقترحا متابعة عدة أمور من شانها أن تحدد مدى خطورة المنظومة الروسية وهي:

1- نوع الرادار والصواريخ التي ستحصل عليها سوريا فعليا حيث يوجد لمنظومة S-300 عدة أنواع من الرادارات والصواريخ بعضها متقدم أكثر من الأخر وبالتالي يشكل خطرا اكبر لذلك يجب مراقبة الروس بالعدسة المكبرة لمعرفة ماذا يعطون الأسد بالضبط.

2- هل ستنتقل هذه المنظومات إلى حزب الله ؟ وهنا تعتقد الأوساط الأمنية الإسرائيلية بكل ثقة بان حزب الله لن يحصل على منظومات متقدمة مثل S-300 لأنها معقدة جدا وكبيرة جدا ولا يمكن أن يسمح الروس من الناحية السياسية لنظام الأسد بنقلها لطرف "غير سياسي" تمنع الأمم المتحدة الدول بيعه أسلحة لكن قد يقوم النظام السوري بنشر هذه الصواريخ أقصى جنوب المنطقة العلوية ما يشكل خطرا على الطائرات الإسرائيلية العاملة في سماء لبنان.

3- إن حقيقة قيام رجال الجيش السوري بالتدرب على تشغيل هذه المنظومات في روسيا ووصل عدة مكونات من مكونات منظومة الصواريخ إلى سوريا لا يمكنها إن تحول هذه المنظومة إلى ناشطة وفاعلة تشكل خطرا على الطائرات الإسرائيلية لذلك يتوجب على الروس أولا إرسال كافة مكونات المنظومة الصاروخية وان تصل هذه المكونات مقصدها النهائي سليمة وان يكون مشغلي هذه المنظومة مدربين جيدا وان يتم نصب المنظومة في أماكن مخصصة لها حيث يتم تشغيلها والتأكد من عدم وجود أية مشاكل تحول دون عملها بشكل ناجع وحتى تصل هذه المنظومة إلى المرحلة التي تخولها العمل الناجع والفعال فهي تشكل بالنسبة لإسرائيل فرصة أكثر منها تهديدا وهذا الوضع قد يستمر عدة أشهر إن لم يكن سنوات.

4- كمية الصواريخ المرافقة للمنظومة تعتبر امراً حاسما وتحدد مباشرة مدى ونوعية الخطر الذي تشكله المنظومة .

5- أخيرا الروس معروفون بطريقتهم الخلاقة بعقد وتنفيذ صفقات السلاح على قاعدة " الأمور تجري ووسائل الإعلام تبث التقارير " لكن فعليا قد تكون الأمر مختلفة قليلا أو مختلفة بالمطلق حيث هناك مصلحة روسية بعد إثارة غضب الغرب لدرجة تتجاوز خطوطا معينة حتى لا يقدم الغرب على تسليح المعارضة السورية علما بان الروس يرغبون بعقد مؤتمر حنيف وفقا لشروطهم.

لكل هذا يتوجب علينا الانتظار لمعرفة ماذا نقل والى اين نقل من تسلمه قبل ان نقرر بان منظومة الصواريخ الروسية تحولت الى تهديد لا يمكن لاسرائيل احتماله.

واختتم بن يشاي قائلا " فيما يتعلق بالمنظومات الروسية الاخرى تبقى حالة S-300 هي الملحة والمستعجلة الواجب التعامل معها بسرعة وتجهيز الردود " اللينة والقاسية" المناسبة لهذه المنظومة ومنظومات الاسلحة كاسرة التوازن الاخرى التي تشق طريقها من روسيا الى سوريا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق