الخميس، 30 مايو 2013

اسرائيل: سنضرب الصواريخ التي تزودها روسيا للاسد../ وزير الخارجية السوري: سنرد فورا اذا هاجمت اسرائيل مرة اخرى../هآرتس

في استعراض أجراه مستشار الامن القومي، اللواء احتياط يعقوب عميدرور، لـ 27 سفيرا للاتحاد الاوروبي في اسرائيل يوم الخميس الماضي وضع الخط الاحمر لاسرائيل بالنسبة لمنظومات صواريخ إس300 التي تعتزم روسيا تزويدها لسوريا.
 وأشار دبلوماسيان اوروبيان حضرا الاستعراض ولم يرغبا في ذكر اسميهما، كون الحدث كان مغلقا، الى أن عميدرور شدد على ان اسرائيل ستعمل "على منع صواريخ اس300 من ان تصبح تنفيذية" على الارض السورية. يحتمل ان يكون هذا ما قصده وزير الدفاع موشيه بوغي يعلون حين قال يوم الثلاثاء انه اذا زودت الصواريخ الى سوريا "فستعرف اسرائيل ما تفعله".
 وأشار الدبلوماسيون انه حسب استعراض عميدرور، تُقدر اسرائيل بأن آجلا أم عاجلا ستزود روسيا منظومات الصواريخ المتطورة الى سوريا لاسباب لا تتعلق على الاطلاق باسرائيل بل بالخصومة بينها وبين الولايات المتحدة، بريطانيا وفرنسا، في الموضوع السوري. وقال أحد الدبلوماسيين "فهمنا من عميدرور بأن حكومة اسرائيل تعتقد انه لن يكون ممكنا منع تزويد سوريا بالصواريخ ولهذا فانها ستعمل ضدها بعد التزويد ولكن قبل ان تتحول الى تنفيذية".
 وتعتبر منظومة صواريخ اس300 احدى منظومات الدفاع الجوي الأكثر تقدما في العالم. ففضلا عن الرادار المتطور في المنظومة والقادر على تشخيص ومتابعة أهداف عديدة على مسافات طويلة بشكل خاص، فان الصواريخ المضادة للطائرات نفسها ذات مدى 200 كم.
 الفترة الزمنية اللازمة لجعل المنظومة تنفيذية كفيلة بأن تستغرق بين 3 و6 أشهر وقسم من التأهيل للطواقم السورية كفيل بأن يتم في روسيا، ولكن لغرض استيعاب المنظومة وجعلها تنفيذية يجب تنفيذ جزء من العملية في سوريا نفسها.
 ومع ان رئيس الوزراء طلب من الوزراء عدم الحديث في موضوع منظومات صواريخ اس300 علنا، إلا أنه في الاحاديث المغلقة مع الدبلوماسيين ووزراء الخارجية ينقل رسائل قلقة تتعلق بالمسألة في محاولة لممارسة ضغط اللحظة الاخيرة على روسيا.
 وقال نتنياهو في حديث مع وزراء خارجية اوروبيين زاروا اسرائيل في الاسابيع الاخيرة انه "اذا زودت الصواريخ وتحولت الى تنفيذية، فان كل المجال الجوي لاسرائيل سيصبح منطقة حظر طيران. تزويد الصواريخ هو تحد أمني ذو مغزى لاسرائيل ونحن لا يمكننا أن نقف جانبا".
 وأشار موظف اسرائيلي كبير ودبلوماسي اوروبي ضالعان في المسألة الى انه رغم ان نتنياهو لم يقل هذا بشكل صريح، إلا انه ألمح في حديث مع وزراء الخارجية بأن محاولاته اقناع الرئيس الروسي فلادمير بوتين بعدم تزويد الصواريخ المتطورة الى سوريا لم تعطِ نتائج ايجابية. وأشارت صحيفة "الغارديان" البريطانية الى ان وفدا من رجال الاستخبارات الاسرائيليين سافروا يوم الثلاثاء الى موسكو لاجراء مزيد من المحادثات مع كبار مسؤولي الحكومة الروسية في هذا الشأن.
 وفي الاستعراض للسفراء الاوروبيين حاول عميدرور ايضاح سياسة اسرائيل في مزيد من المسائل المتعلقة بالحرب الاهلية في سوريا ونفى نشرا في وسائل الاعلام الدولية جاء فيه ان اسرائيل معنية بأن يبقى بشار الاسد في الحكم في الدولة.
 وقال عميدرور للسفراء الاوروبيين: "نحن غير معنيين بالتدخل أو التأثير على الوضع داخل سوريا. ولن نعمل إلا عندما يستدعي الامر الحفاظ على أمننا ولهذا فسنمنع في المستقبل ايضا نقل السلاح المتطور الى حزب الله".
 وحسب أحد الدبلوماسيين الذي كان حاضرا في الاستعراض، أجمل عميدرور القول بأنه بالنسبة لاسرائيل المسألة الاستراتيجية هي اضعاف حزب الله وايران والسياسة تتقرر وفقا لزاوية النظر هذه.
 سوريا تهدد
 والى ذلك صرح وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس بأن كل هجوم اسرائيلي آخر في اراضي بلاده "سيُرد عليه بشكل فوري". ففي مقابلة أجرتها معه شبكة الميادين التلفزيونية اللبنانية قال المعلم انه ليس لدمشق "شروط مسبقة" لعقد مؤتمر دولي في جنيف على مستقبل سوريا، ولكنها تنتظر مزيدا من التفاصيل بالنسبة اليها. وعلى حد قوله فان دمشق لم تقرر بعد تركيبة الوفد الذي سيشارك في المؤتمر، وقال "سنأتي مع نوايا طيبة، دون شروط مسبقة وانطلاقا من الأمل بالوصول الى اتفاق".
 وقال المعلم ان بشار الاسد سيبقى في منصبه حتى الانتخابات في 2014 وكفيل بأن يطلب ثقة الجمهور لولاية اخرى. وقال ان كل اتفاق يتحقق اذا ما تحقق في مؤتمر جنيف سيُطرح على استفتاء شعبي في سوريا.
 وقال المستشار النمساوي، فيرنر فايمن ونائبه ميخائيل شبندلغر هذا الاسبوع انه اذا سلحت بريطانيا الثوار في سوريا فان 300 من رجال قوة السلام من الامم المتحدة المرابطين في الجولان سيعودون الى بلادهم. ومن شأن سحب القوات ان يعمق الازمة في الشرق الاوسط ويخلق فراغا في المنطقة الاستراتيجية بين سوريا واسرائيل. وشددت فيينا على أنه لم يُتخذ بعد قرار في هذا الشأن، كونه لم ينقل بعد أي سلاح لمعارضي الاسد. هذا ولم ينجح وزراء الاتحاد الاوروبي أول امس في بلورة اجماع لتمديد حظر السلاح على سوريا، فيما تؤيد بريطانيا وفرنسا تسليح الثوار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق