اكد الرئيس السوري بشار الأسد ثقته بالانتصار على الحرب العالمية التي تستهدف بلاده. واشار الى انه "لو لم يكن لدينا الثقة بالانتصار لما كان لدينا القدرة على الصمود والقدرة على أن نستمر في هذه المعركة بعد سنتين من هجوم دولي عالمي، ليس عدواناً ثلاثياً كما حصل عام 1956 وإنما حرب عالمية على سوريا والنهج المقاوم ، ولذلك فان ثقتنا بالنصر أكيدة" ، واضاف: "أنا أؤكد لهم بان سوريا ستبقى كما كانت ، بل أكثر من قبل داعمة للمقاومة والمقاومين في كامل العالم العربي".
وقال الأسد في لقاء تلفزيوني مع قناة المنار "المعركة هي معركة وطن وليس معركة كرسي. لا أحد يقاتل ويستشهد من أجل كرسي".
واشار الاسد في مقابلة مع قناة "المنار" الى ان "ما يحصل الآن ليس إنتقالا من الدفاع إلى الهجوم ، إنما إنقلاب موازين القوى لمصلحة القوات المسلحة". واضاف: "لا شكّ أن تطور الأحداث ساعد السوريين على فهم حقيقة الأمور ، وهذا ساعد القوات المسلّحة أكثر للقيام بواجباتها وإنجازاتها" .
واكد ان "أول سبب لانقلاب الموازين انقلاب الحاضنة، كان هناك حاضنة في بعض المناطق للمسلحين، ليس عن قلة وطنية إنّما عن قلة معرفة. هناك الكثير من القصص عن أشخاص خضعوا للمجموعات الأرهابية، وظنّوا أنها ثورة ضد السلبيات الموجودة، إنقلبت هذه الحاضنة".
واعلن الرئيس السوري بشار الاسد، انه لن يتردد في ترشيح نفسه الى الانتخابات الرئاسية المقبلة العام 2014، اذا وجد ان الشعب يرغب بذلك، مؤكدا في الوقت نفسه ثقته "بالنصر" في "الحرب التي تشن على سوريا" منذ اكثر من سنتين.
وقال ردا على سؤال حول احتمال ترشحه: "عندما يأتي التوقيت واشعر ان هناك حاجة للترشيح، (وهو امر) يحدده التواصل مع الشعب، فلن اتردد".
واضاف "لن تكون هناك رغبة الا رغبة الشعب السوري (...). عندما يأتي التوقيت، واشعر ان هناك حاجة للترشيح - هذه الحاجة يحددها تواصلي مع المواطنين، وشعوري بانهم يرغبون بهذا الترشيح- فلن اتردد. اما اذا شعرت بان الشعب السوري لا يريده، (..) لن اترشح".
من جهة ثانية، أقر الاسد للمرة الاولى، بمشاركة مقاتلين من حزب الله اللبناني، الى جانب قوات النظام في المعارك في سوريا، الا انه قال: ان الهدف من هذه المشاركة ليس "الدفاع عن الدولة السورية" انما محاربة اسرائيل وحماية "المقاومة".
وقال: "اذا كان يريد حزب الله ان يدافع عن سوريا او المقاومة، ويريد ان يرسل مقاتلين للقيام بذلك، كم سيرسل بضع مئات؟ الف؟ الفين؟ نحن نتحدث عن عشرات الالوف من الارهابيين ان لم يكن اكثر من ذلك... ومئات الالوف من الجيش السوري. هذا العدد الذي يمكنه ان يساهم فيه الحزب، مقارنة بعدد الارهابيين، والجيش، ومقارنة بالمساحة السورية، لا يحمي نظاما ولا دولة".
وتساءل "اذا قيل انه يدافع عن الدولة السورية، لماذا اليوم وليس قبل ذلك؟ لماذا لم نر حزب الله في دمشق او حلب؟ المعركة الاكبر هي في دمشق، وفي حلب، وليس في القصير.
ثم اضاف: "هذا كله مربوط بعملية خنق المقاومة. ليس له علاقة بالدفاع عن الدولة السورية. كل ما يحصل في القصير مرتبط بموضوع اسرائيل. (...) انها المعركة القديمة الجديدة. ليس المهم القصير كمدينة انما المهم الحدود، المطلوب خنق المقاومة برا وبحرا".
وبشأن الرد على أي خرق اسرائيلي، قال:"أبلغنا كل الجهات التي إتصلت معنا العربية والأجنبية وأغلبها أجنبية بأننا سنردّ في المرة القادمة. طبعاً حصل هناك أكثر من ردّ ومحاولات خرق إسرائيلية، وتمّ الرد عليها بشكل مباشر ، لكن الردّ المؤقت ليس له قيمة، يعني يكون ردّا طابعه سياسي. نحن إذا أردنا أن نردّ على إسرائيل يجب أن يكون الردّ إستراتيجي". اضاف "أبلغنا الدول الأخرى بأننا سنردّ على الضربة بضربة. طبعاً من الصعب تحديد الآن أي نوع من الوسائل ستستخدم من الناحية العسكرية، هذا متروك للقيادة العسكرية. ولكن نحن نضع إحتمالات عدة".
ولفت الاسد الى ان "هناك ضغطا شعبيا واضحا باتجاه فتح جبهة الجولان للمقاومة وهناك حماس حتّى عربي"، واضاف: "أتتنا وفود عربية تقول: أين يُسجّل الشباب ؟ يريدون أن يأتوا يقاتلوا إسرائيل". واشار الى ان "عملية المقاومة ليست عملية بسيطة، ليست هي فقط فتح جبهة بالمعنى الجغرافي بل هي قضية عقائدية سياسية إجتماعية وبالمحصلة تكون قضية عسكرية".
وردا على سؤال بشأن صواريخ اس-300 وعن وصلها الى سوريا، قال: "لا نعلن عن الموضوع العسكري عادة، ما الذي يأتينا ، أو ما هو الموجود لدينا، ولكن بالنسبة لروسيا، العقود غير مرتبطة بالأزمة، نحن نتفاوض معهم على أنواع مختلفة من الأسلحة منذ سنوات، وروسيا ملتزمة مع سوريا بتنفيذ هذه العقود. وأريد أن أقول لا زيارة (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو ولا الأزمة نفسها ولا ظروفها أثّرت على توريد السلاح، فكل ما إتفقنا به مع روسيا سيتمّ ، وتمّ جزء منه في الفترة الماضية، ونحن والروس مستمرون بتنفيذ هذه العقود".
الاسد اعتبر ان مبدأ المؤتمر الذي سمي جنيف-2 "صحيح"، متسائلا "لكن ما هي التفاصيل؟ هل هناك شروط ستوضع قبل المؤتمر مثلاً". واعلن انه "لو وضعوا شروطا ربّما نرفض هذه الشروط فلا نذهب. ولكن مبدأ المؤتمر وصيغة اللقاء هي صيغة جيّدة ، وهذا ما نقصده بالمبدأ". وقال: "عندما نذهب إلى هذا المؤتمر، يجب أن نعرف بشكل واضح جزءا من الذين سيجلسون على هذه الطاولة. ما هو موقع المعارضة السورية الوطنية؟ ما هو موقع المعارضة والأحزاب الأخرى الموجودة في سوريا وغيرها من الأسئلة. ولكن المعارضة الخارجية نعرف أننا نذهب لكي نفاوض الدول التي تقف خلفها وليس لكي نفاوضها. عندما نفاوض العبد بالمظهر فنحن نفاوض السيد بالمضمون . هذه هي الحقيقة ، ونحن نعرف، ويجب أن لا نختبئ خلف أصابعنا".
واذ اشار الى "انهم يقولون يريدون حكومة إنتقالية لا دور للرئيس فيها"، قال "طبعاً الرئيس لا يرأس حكومة، في سوريا نحن في نظام رئاسي ، الرئيس في رئاسة الجمهورية ، وهو لا يرأس الحكومة، هناك رئيس للحكومة. هم يريدون حكومة بصلاحيات واسعة، الدستور السوري يعطي الحكومة صلاحيات كاملة ، والرئيس هو القائد العام للجيش والقوات المسلحة. وهو رئيس مجلس القضاء الأعلى. اما باقي المؤسسات فكلّها تتبع بشكل مباشر إلى الحكومة. أما تغيير صلاحيات الرئيس، فهذا يخضع للدستور، فالرئيس لا يستطيع أن يتنازل عن صلاحياته. هو لا يملك الدستور، الدستور بحاجة لاستفتاء شعبي".
واعلن ان "هذه الأشياء عندما يريدون طرحها، تطرح في المؤتمر ، وعندما نتفق على شيء إذا إتفقنا، نعود ونطرحها باستفتاء ، ونرى ما هو رأي الشعب السوري وعندها نسير، ولكن أن يطلبوا مسبقاً تعديل الدستور فهذا الشيء لا يقوم به لا الرئيس ولا الحكومة. ونحن غير قادرين عليه ، ولا يحق لنا دستورياً القيام بهذا العمل".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق