في مقالة مشتركة يصف الجنرال المتقاعد جيمس كارترايت واللواء (احتياط) عاموس يادلين احتمالا نظريا لأن تتوصل الولايات المتحدة واسرائيل في نهاية السنة الحالية الى استنتاج انه تم استنفاد جميع الامكانات الاخرى وان ايران مصممة على الاستمرار في التقدم نحو صنع سلاح ذري. ويقولان ان هذا "واحد من عدة سيناريوهات محتملة. وبازاء طائفة الاحتمالات الممكنة الاخرى يفترض ان يبقى استعمال القوة العسكرية على البرنامج الذري آخر مخرج فقط ومع ذلك يجب ان يبقى الخيار العسكري صادقا ومعدا للاستعمال وقت الحاجة. ان السيناريو الوارد هنا على سبيل المثال يرمي فقط الى حث واغناء نقاش آخر بشأن التأثيرات المحتملة لخيارات الهجوم المختلفة".
ان كارترايت وهو جنرال ذو اربعة نجوم اعتزل الخدمة العسكرية الفاعلة قبل نحو من سنتين، هو طيار حربي سابق قضى جزءا كبيرا من خدمته طيارا في سلاح المارينز. وكان في آخر عمل له نائبا لرئيس مقرات هيئة القيادة المشتركة. ويعمل يادلين الذي كان رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الماضي، ورئيس مقر عمل سلاح الجو في السابق والذي شارك طيارا حربيا في الهجوم على المفاعل الذري العراقي في 1981، يعمل اليوم رئيس معهد بحوث الامن القومي في جامعة تل ابيب. وتنشر المقالة بصورة متوازية في موقع المعهد الاسرائيلي وفي موقع معهد واشنطن لابحاث الشرق الأدنى.
على حسب السيناريو المتخيل، يتلقى "رئيس وزراء اسرائيل" في نهاية 2013، "مكالمة هاتفية من البيت الابيض تفصل استنتاجات التقدير الاستخباري الامريكي المُحدّث وهي ان العقوبات الدولية والتفاوض مع ايران لم تقنع الى الآن النظام في ايران بوقف السباق الذري. وقد رفضت طهران في الماضي اقتراحا امريكيا سخيا كان يمكنها من تخصيب اليورانيوم في مقابل رقابة ذرية وثيقة وما زال البرنامج يتقدم بلا توقف، وبعد ان اتفقا على اللقاء في واشنطن في غضون اسبوع للتباحث في دفع الاستراتيجية الى الأمام، عقد رئيس الوزراء والرئيس الامريكي لقاءا مشتركا مع مستشاري أمنيهما القوميين".
تصف المقالة اللقاء المتخيل: "ذكر الفريق الامريكي ان الولايات المتحدة شبعت حروبا وأُثقلت بالديون وان الادارة تصرف امورها بيدين مقيدتين من جهة سياسية. وبازاء حقيقة ان القوات الامريكية قد انسحبت من العراق في الآونة الاخيرة فقط وستنهي نشاطها العملي في افغانستان الى نهاية 2014، يأمل كثيرون ان يساعد توجيه الموارد الجديد على اخراج الدولة من الازمة الاقتصادية وتعجيل انتعاشها الاقتصادي".
"برغم ذلك، عاد الرئيس ورئيس الوزراء ومستشارو الدولتين وأكدوا ان ايران الذرية هي تهديد غير مقبول لأمن اسرائيل والولايات المتحدة القومي، وعاد الرئيس وأعلن التزامه في 2012 بسياسة المنع (منع احراز الهدف الذري الايراني). وبعد ذلك يستعرض كل زعيم الخطوط الحمراء التي قد تجاوزها النظام في طهران منذ 2004 بتخصيب مادة ذرية ونقض قرارات مجلس الامن الذي قام به جزءا من سباق احراز السلاح الذري. ويشتمل النقاش ايضا على حقيقة ان خمس جولات تفاوض دبلوماسي قد فشلت".
"في ضوء هذه المخاوف، يتفق الزعيمان على انه حان الوقت لاستلال خطط الدرج لهجوم عسكري على منشآت ايران الذرية، بيد انه يثور آنذاك سؤال (في حال أصبحت هذه العملية ضرورية) أي دولة تطلق الهجوم، الولايات المتحدة أم اسرائيل؟".
ويعرض يادلين وكارترايت عدة تقديرات مركزية لبحث هذا السؤال. ويتوصلان في جملة ما يتوصلان اليه الى استنتاج ان نافذة زمن العملية العسكرية الاسرائيلية أقل كثيرا من نافذة الولايات المتحدة. لكن الهجوم الامريكي اذا كان آخر مخرج بعد استنفاد جهود الدبلوماسية والعقوبات، سيحظى بقدر أكبر من الشرعية الدولية، وسيكون الهجوم الامريكي ايضا أكثر فاعلية من جهة عسكرية من هجوم اسرائيلي، وتستطيع الولايات المتحدة في حال احتيج الى هجوم آخر للقضاء على قدرات ذرية اخرى ان تفعل ذلك بسهولة أكبر كثيرا من اسرائيل.
يقول كارترايت ويادلين ان "لقدرات الولايات المتحدة العسكرية التي هي أكبر – ويشمل ذلك قاذفة الشبح من طراز بي2، وقدرة على الامداد بالوقود في الجو، وطائرات صغيرة بلا طيارين متقدمة وقنابل تخترق الملاجيء تحت الارض وزنها 13.6 طن – احتمالا أكبر لاحداث ضرر بالاهداف الايرانية. ومع ذلك ليس للولايات المتحدة تجربة عملياتية للهجوم على هذه المنشآت بخلاف اسرائيل التي نفذت عمليات مشابهة بنجاح في المفاعل الذري العراقي في 1981 والمفاعل الذري في سوريا في 2007".
ويضيفان ان كل عملية اسرائيلية تقتضي اجتياز المجال الجوي لدولة اخرى واحدة على الأقل (الاردن أو السعودية أو العراق أو سوريا). وفي مقابل ذلك يمكن ان ينفذ هجوم امريكي مباشرة من قواعد عسكرية أو من حاملات طائرات امريكية من الخليج الفارسي أو من مكان آخر.
ويوصي كلاهما بهجوم جراحي امريكي على منشآت ايران الذرية في حال تقرر انه لا خيار سوى العمل العسكري – لكنهما لا يوصيان بمعركة جوية كاملة مع المنظومة العسكرية الايرانية الكاملة. ويعارضان ايضا توجه استعمال واسع لقوات برية ("أحذية عسكرية على الارض"). وذلك بذريعة ان الهجوم المحدود سيُمكن ايران ايضا من ان ترد كما يبدو بصورة محدودة ولا تجر المنطقة الى حرب. ويريان ان هجوما اسرائيليا على ايران سيثير قدرا أكبر من الانتقاد في العالم العربي من هجوم امريكي لكنهما يعتقدان انه ينبغي عدم المبالغة بقوة الرد العربي المتوقع لأن الرأي العام السني يبتعد أصلا عن ايران بسبب تأييدها لنظام الاسد في الحرب الاهلية الدامية في سوريا.
ويعرض يادلين وكارترايت في اضطرار ايضا دعاوى تفضل هجوما اسرائيليا على هجوم امريكي فهما يذكران ان حجة اسرائيل الاخلاقية لضرب المنشآت الذرية أقوى من حجة الامريكيين (لأن اسرائيل هي التي يهدد الايرانيون بالقضاء عليها). ويذكران الى ذلك ان الولايات المتحدة غير معنية بحرب اخرى لدولة مسلمة بعد المعارك في افغانستان والعراق.
على حسب السيناريو المتخيل يخلص الطرفان الى استنتاج ان هجوما تقوده امريكا سيكون اجراءا أشد فاعلية من هجوم اسرائيلي. ومع ذلك يثير كارترايت ويادلين تحفظات ايضا: "ان بت أمر أي دولة يحسن ان تهاجم أوسع من مسألة القدرات العسكرية. ليس الهجوم على منشآت ايران الذرية سوى خطوة تكتيكية في الطريق الى الهدف الاستراتيجي وهو وقف سباق النظام الايراني لاحراز السلاح الذري الى الأبد. ويجب ان يكون كل هجوم مصحوبا بالضرورة بتفاوض في صفقة دبلوماسية تمنع طهران من أن تبني من جديد برنامجها الذري أو تحرز قدرة تخترق طريقا في المستقبل".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق