«الراي» إلتقت إثنين من القادة الميدانيين في «حزب الله» الذين يقودون المجموعات المقاتلة ويديرون سير المعارك على الجبهات... ابو ذر وابو ميثم الثمار، اللذان رسما وبـ «التفاصيل» صورة المشهد الميداني في البلدة، وتحدّثا عن الموجة الاولى من الهجوم وعن حصيلة المعارك حتى يوم امس.
عرض قائد المجموعة المقاتلة في القصير الحاج ابو ذر ما جرى على مدى اسبوع، في حديثه الى «الراي»، فقال: «الموجة الاولى من المقاتلين الذين دخلوا الى القصير اشتبكوا مع خط الدفاع الاول المحصّن للمسلحين، وعلى رأسهم جبهة النصرة وقوات الفاروق».
ورأى ابو ذر، العائد للتو من تفقّد قواته، «ان الاندفاع الاول كان ضرورياً لخرق الجبهة، وهو يسمى عادة التقدم الجبهوي بغية إحتلال الارض لإختراق البلدة»، مشيراً الى «ان عملية الاختراق جرت على ثلاث جبهات، الغربية، الجنوبية والشرقية، وتُرك الحي الشمالي من البلدة، الذي تموْضع فيه مقاتلو الطرف الآخر».
ولفت الى «ان الهجوم الرئيسي أردناه من الشرق لأنه الخاصرة الضعيفة للبلدة، وهو الامر الذي مكننا من الوصول الى وسطها في الساعات الاولى، بعدما شكلنا قوة اختراقية فاجأت المسلحين»، كاشفاً عن ان «مقاتلينا بقوا على اطراف الخط المندفع لأن الهدف من احتلال نقطة وسطية مفاجأة الطرف الآخر والاشتباك معه».
وأكد ابو ذر، الذي لم يتنكر لوجود مصاعب بقدر ما يُظهر من تصميم على حسم الموقف، «وجود خنادق كثيرة في بلدة القصير تمتدّ لمئات الامتار تحت الارض»، موضحاً ان «حزب الله قام بإشعال الدواليب ورميها داخل الانفاق والخنادق، ومتابعة الدخان المتصاعد من طرفها الآخر، حيث كانت قواتنا المهاجمة تصطدم مع القوة الخارجة من تلك الأنفاق».
وكشف القائد عيْنه عن ان «عملية حفر الخنادق كانت متبعة بطريقة تعوّد عليها حزب الله ورآها من قبل من قوات مقاوِمة (صديقة خارج سورية وعدوة داخل سورية)، إذ انه اسلوب متبع لقوات تدرّبت مع حزب الله، يتفق معها على تحرير فلسطين ويتقاتلان في سورية».
ولفت الحاج ابو ذر، الذي كان يتحدث والى جانبه القائد الميداني ابو ميثم الثمار، الى ان «دفاع المسلحين إعتمد على القنص وتفخيخ البيوت، ووضع عبوات مموهة»، مشيراً الى ان «المسلحين استخدموا المجموعة الاجنبية كرأس حربة في الدفاع».
وبعدما اخذ ابو ميثم الثمار الكلام، تحدث عن ان «588 مسلحاً سُحبوا جثثاً من ارض المعركة، وهم في حوزة القوات الخاصة السورية»، لافتاً الى «ان بين هؤلاء مقاتلين لبنانيين وآخرين من جنسيات عدة، اوروبية وعربية، ومن كازخستان ايضاً»، كاشفاً عن انه «ألقي القبض على مقاتل شيشاني اليوم (امس) وعلى مقاتل من الجنسية عينها كان غائباً عن الوعي»، معتبراً انه «من الصعب عادة إلقاء القبض على شيشانيين وهم احياء لأنهم طالبي شهادة».
الحاج ابو ذر، يدخل على الخط من جديد، ليشير الى ان «41 مقاتلاً من جبهة النصرة إستسلموا وإقتادتهم القوات الخاصة الى معسكراتها».
ماذا بعد دخول الهجوم على القصير اسبوعه الثاني؟... أجاب الحاج ابو ذر ان «اسلوب القتال اليوم إختلف عن الاسلوب الذي اعتمد في خطة الاختراق الاولى». وقال: «حزب الله يلجأ اليوم الى التقدم المدروس للحد من الخسائر، وسيستمر كذلك في الايام والاسابيع المقبلة لأن الحزب لا يبحث عن انتصار سريع ومكلف».
وأشار الى «ان القوات الخاصة السورية اشتبكت ليل السبت - الاحد مع مجموعة كبيرة من المسلحين آتية من بلدة عرسال اللبنانية وقضت عليها»، لافتاً الى ان «من غير المستبعد حصول انهيار سريع في جبهة المسلحين، غير ان الحزب لا يعول كثيراً على هذا الامر»، ملاحظاً انه «في الساعات الـ 24 الماضية برز نقص في الذخائر لدى المسلحين على مستوى القذائف والاسلحة المتوسطة، ما جعلهم يعتمدون على نيران القنص ولم تعد هناك نيران حاصدة».
وأقر الحاج ابو ذر بأنه «في بعض الجبهات نُواجَه بمقاومة شرسة، لكن في بعضها الآخر نلاحظ تضعضعاً في صفوف المسلحين وعمليات هروب»، مشيراً الى ان «الهجوم على مطار الضبعة اصبح في مرحلة متقدمة لأنه نقطة الارتكاز التي بالاستيلاء عليها تمنع عمليات الامداد الى القصير».
وتحدث عن ان «القوات السورية تعمل مع حزب الله على تحصين المناطق التي تتقدم اليها نهاراً، إذ تبدأ ورشة العمل ليلاً عبر رفع السواتر الترابية ونصب شوادر عالية حاجبة للرؤية عن القنّاصة، كي لا تعاق الحركة نهاراً».
ولفت الى ان قواته من وحدات النخبة المدرّبة للعيش في ظروف قاسية تحمل معها معلبات جبنة من نوع «بيكون» وسردين وفول، لكنها تأكل ايضاً وجبات ساخنة ليلاً «لأن السرايا المقاتلة تستلم الدعم اللوجستي والذخائر والغذاء عند استراحة المحارب».
وأعلن القائد الميداني ان هجوماً سيبدأ في الساعات المقبلة على بلدتي العرجون والضبعة، ممهداً بقصف صاروخي ضد تحصينات المسلحين الموجودين داخل هاتين القريتين، وهما مدخل الى ريف القصير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق