قد يصدّق الناس او لا يصدّقون ان من يقود احدى اهم فرق المقاتلين في شمال مالي هو اياد غالي والذي كان عضو في الجبهة الشعبية القيادة العامة وحارب ضد الاحتلال الاسرائيلي في جنوب لبنان ، وبعدها انتقل ليصبح من انصار ومؤيدي معمر القذافي ...
ومن الصعب جدا قراءة خارطة القتال في مالي لانها معقدة لدرجة لا يمكن قياسها في بلد تصل مساحته نحو 40 مرة ضعف مساحة فلسطين التاريخية . ومن جماعات القاعدة التي يقودها الاعور " لانه فقد عينه في افغانستان " الى حركة ازواد العربية التي يقودها الطارقي بلال الى نحو 8 الاف من مغاوير القذافي الذين هربوا بسياراتهم واسلحتهم بعد سقوط طرابلس الى عسكريين متمردين من الجيش تحت سيطرتهم قواعد طيران واسلحة متطورة الى انصار الدين الذين يضمون تحت راياتهم عربا وامازيغيين وطوارق وموريتانيين وسودانيين ونيجر ومغاربة وتوانسة وليبيين .
وقد كانت مالي تسمى ايام الانتداب الفرنسي السودان الفرنسية ولكنها انفصلت عن السنغال و السودان لاحقا ومثل باقي دول افريقيا ظلّت دولة هائلة المساحة وفقيرة تعتمد على الرعي والزراعة، لكنها غنية باليورانيوم الذي تحتاجه فرنسا والذهب والمعادن ونهرين هادرين يشقان صدر الصحراء هناك .
ومع بدء الهجوم الذي تشنه فرنسا على مالي تبدو الصورة قاتمة جدا ، وصعبة ، ويشقى المحللون في ملاحقة الاحداث والاسماء وحتى اسماء المدن التي لا يحفظها العرب مثلما يحفظون اسماء مدن امريكا واوروربا وان كانت اصعب لفظا واوحش نطقا . فالعاصمة باماكو واللغة الفرنسية التي تنافس اللغة الاصلية هي اللغة البامبارية كما ان الفرد يعيش هناك على دولار واحد يوميا !!!!
ولا تزال القصة في اولها ، ولكن رب ضارة نافعة ... فقد نسي العالم ان هناك قارة اسمها افريقيا ونسيت الامم المتحدة الظلم الذي يقع على القارة السوداء، ولولا عدد من لاعبي كرة السلة السود في القنوات الامريكية وقناة ناشونال جيوغرافي التي تبث لنا عن حيوانات الغابون ونمور النيجر لشطبنا قارة افريقيا من الذاكرة .
لا اريد ان اقول ان القذافي يموت وهو ميت من فرنسا .. ولكنني ساقول : لكم يسعدني ما يحدث في مالي ، لان الانسان الحر يرفض ان يموت بصمت .... وقد تسيل الدماء في مالي وقد يموت الالاف في المعارك ولكن عشرات الالاف كانوا يموتون شهريا من الجوع والمرض والخوف والاغتصاب والسطو والذبح بالسيوف القصيرة يحملها بارونات الحرب ولصوص العصر وتجار السلاح هناك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق