وصباح أمس كشف الوزير سلفان شالوم النقاب في مقابلة مع صوت الجيش عن أنه يوم الاربعاء الماضي، بعد وقت قصير من الانتخابات اجتمع وزراء "التسعة"، المحفل السياسي – الامني الاعلى لحكومة نتنياهو المنصرفة، لبحث على خلفية الوضع في سوريا. وجاء النشر بعد أن أعلنت محافل ايرانية في نهاية الاسبوع بانها سترى في كل هجوم على ارض سوريا هجوما على ايران نفسها، وعلى خلفية المنشورات عن نشر بطارية باتريوت لحلف الناتو على الاراضي التركية، قبل الحدود السورية، ونشر بطارية قبة حديدية في حيفا، لاول مرة منذ زمن بعيد.
أما النشر عن أنه على خلفية الوضع قدم وزير الدفاع موعد عودته من المؤتمر في دافوس فقد كان مغلوطا، ولكن جملة التقارير الاخيرة تدل بالفعل على توتر عال جدا في الشمال. وتركز انتباه وسائل الاعلام العالمية امس بشكل خاص على التخوف الكبير في اسرائيل من سقوط السلاح الكيميائي في ايادٍ غير مسؤولة. وبالنسبة للسلاح الكيميائي: فلدى الجيش السوري ما لا يقل عن ألف طن من مواد القتال الكيميائي. يكفي ان يسقط 1 في المائة فقط من هذه الكمية في ايدي محافل تنتمي الى منظمات الجهاد العالمي (ويشق طريقه بعد ذلك الى خارج سوريا) ليخلق تهديدا ارهابيا غير مسبوق.
لقد بدأت سوريا تتزود بمواد القتال الكيميائي في اثناء الثمانينيات من القرن الماضي. وتزودت أولا بغاز الخردل وأنتجت أو اشترت غاز سارين. وفي نهاية التسعينيات وصلت معلومات مقلقة جدا (ومصداقة) عن التزود بمادة تسمى VX . وهذه المادة هي في واقع الامر خليط من مادتين مختلفتين خلطهما يخلق رد فعل كيميائي فتاك.
حتى الان سقط فقط مخزن سلاح كيميائي واحد في ايدي جيش المعارضة السورية ولم يتم اي استخدام للمواد التي وجدت فيه. والتخوف هو أيضا من أن تتمكن محافل اخرى من نقل هذه المواد الى جماعات ارهابية. ومع ذلك ففي المرات العديدة التي بدا فيها أن جيش الاسد يفكر باستخدام السلاح الكيميائي تراجع عن نيته. وعلم أمس من سوريا انه وقعت معارك شديدة على مقربة من قاعدة كهذه في منطقة مدينة حلب.
يبدو أن قسما من منشورات أمس كانت تستهدف ايضا البث لسوريا ولحزب الله بان اسرائيل لن تسلم بنقل سلاح استراتيجي الى لبنان، ولكن ليس واضحا اذا كانت الرسالة "استوعبت". وفي الجيش الاسرائيلي يخشون منذ زمن بعيد من أن تتدحرج الحرب الاهلية في سوريا الى حرب تضم اسرائيل ايضا. ومهما يكن من أمر، من المهم أن نفهم بان الموضوع لا يقلق اسرائيل وحدها: فللولايات المتحدة ايضا توجد مصلحة هائلة في منع نقل السلاح الكيميائي السوري الى محافل مثل حزب الله أو الجهاد العالمي. ولدى الجيش الامريكي أغلب الظن خطط عسكرية لكيفية منع ذلك، ولكن مشكوك فيه أن يتمكن من تحقيقها، ولا سيما في التوقيت الحالي الذي يتغير فيه الكثير من المناصب في الادارة الامريكية في واشنطن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق