السبت، 30 مارس 2013

سوريا وغزو العراق : بدء الحملة الأميركية

قبيل أربعين يوماً من بدء غزو العراق، رسم وزير الخارجية الأميركي كولن باول خريطة طريق الغازي الجديد للمنطقة: «النجاح في العراق قد يعيد ترتيب هذه المنطقة جذرياً بطريقة إيجابية تخدم أكثر المصالح الأميركية»


محمد سيد رصاص


في اليوم التالي لإعلان الرئيس جورج بوش على ظهر بارجة حربية أميركية أنّ «المهمة قد أُنجزت» في العراق، وصل وزير الخارجية كولن باول إلى دمشق في يوم الجمعة 2 أيار 2003، وقد أعلن في المطار عند وصوله قائلاً: «سأوضح للرئيس بشار الأسد جلياً كيف تنظر الولايات المتحدة إلى تبدل الوضع في المنطقة مع رحيل نظام صدام حسين». وعند سؤاله عن عواقب تواجهها سوريا في حال عدم تجاوبها مع واشنطن، أجاب: «هذه قرارات سنتخذها بعد أن نرى الأداء وهل سيتغيرون أو لا» («السفير»، 3 أيار 2003). وعند عودة باول إلى واشنطن أوضح أكثر ما جرى في دمشق: «ما قلته للرئيس الأسد هو أننا سنراقب ونقيس الأداء خلال فترة من الزمن لنرى ما إذا كانت سوريا مستعدة الآن للتحرك في اتجاه جديد في ضوء الظروف المتغيرة... لم تعد هناك أوهام في ذهنه (أي الرئيس الأسد) بشأن ما نتوقعه من سوريا... وأضاف باول في سلسلة مقابلات تلفزيونية بواشنطن أنه أبلغ الرئيس السوري قائلاً: إنك تستطيع أن تكون جزءاً من مستقبل إيجابي، أو أن تبقى في الماضي مع السياسات التي تتبعها... الخيار لك» («السفير»، 5 أيار 2003).
كان هذا تحولاً مفصلياً في العلاقات الأميركية ــ السورية لم يحصل مثيل له منذ بداية الغطاء الأميركي للدخول العسكري السوري إلى لبنان. وكان من الواضح في هذا التحول الآتي من طرف واشنطن أنها تريد تدفيع دمشق، الرافضة لغزو العراق واحتلاله، أول فاتورة إقليمية كثمن للمتغيرات الجديدة الناتجة من سقوط بغداد وتحوّل الولايات المتحدة إلى «قوة إقليمية مباشرة» في المنطقة. قيل آنذاك، في العالم الشفوي للسياسة السورية، إن باول قدم ثلاثة وثلاثين مطلباً، كان من بينها ما يتعلق بالوضع الداخلي السوري، إلا أنّ ما طفا على السطح الإعلامي، وعند الرسميين الأميركيين، كان ثلاثة مطالب تتعلق بالعراق وفلسطين ولبنان ،من دون أن تصل الأمور آنذاك للمطالبة بانسحاب سوري، لكن بالتركيز على وقف تزويد حزب الله بالسلاح. (جريدة «الحياة»، 4 أيار2003).
ملاقاة الرياح الغربية
في دمشق، ساد شعور عند الكثير من المعارضين في صيف وخريف 2003 بأنه يمكن تجاوز الجمود الذي أصاب تحركات المعارضة، إثر اعتقالات أيلول 2001، بحكم المتغيرات الجديدة في الأجواء الجديدة الدولية ــ الاقليمية التي أعقبت الغزو الأميركي للعراق. في تلك الفترة بدأت تفسيرات ذلك عند بعض المعارضين بالظهور استناداً إلى المعطى الدولي. في 2 تشرين الأول 2003 قدم الدكتور برهان غليون أول تنظير لذلك، وفي موقع «أخبار الشرق»، من خلال الكلام الآتي الذي يفسر فيه «المحلي» بـ«الدولي»: «النظام السوري، مثله مثل جميع الأنظمة الشمولية التي عرفتها الكرة الأرضية خلال القرن العشرين، قد فقد جميع شروط بقائه التاريخية، وفي مقدمها ظروف الاستقطاب الدولي... وهو اليوم في طريق مسدود دائماً»، وذلك في مقال تحت عنوان: «الإصلاح مجرد سوء تفاهم». وقد كان غليون في تلك الفترة يمارس نفوذاً متعاظماً على رياض الترك، الذي قال قبيل أيام، من جولة خارجية في القارتين الأوروبية والأميركية استغرقت شهرين، إنه عبر احتلال الولايات المتحدة للعراق «أزاحوا نظاماً كريهاً ونقل الأمريكان المجتمع العراقي من الناقص إلى الصفر» (جريدة «النهار»، 28 أيلول2003). وقد عاد الترك من تلك الرحلة ليقول «إن هناك رياحاً غربية ستهبّ على دمشق وعلينا أن نلاقيها ببرنامج سياسي مناسب»، في أحاديث شفوية مع كاتب هذه السطور، ومع العديد غيره.
بعد خمسة أشهر من زيارة باول لدمشق، انتقلت واشنطن إلى خطوة تصعيدية جديدة مع سوريا: موافقة مجلس النواب الأميركي على قانون «محاسبة سوريا واستعادة السيادة اللبنانية»، في يوم 15 تشرين الأول 2003. كان مشروع القانون قد قدم للكونغرس بمجلسيه في الأسبوع الذي جرت فيه الغارة الإسرائيلية على منطقة عين الصاحب قرب دمشق في يوم 3 تشرين الأول، التي عُدَّت تطوراً نوعياً عسكرياً خلال تسع وعشرين سنة من عمر اتفاقية فك الاشتباك السورية ــ الإسرائيلية الموقعة في 31 أيار 1974. في تلك الأيام من خريف عام 2003، كان من الواضح عبر «قانون محاسبة سوريا» أنّ واشنطن تريد تدفيع دمشق ثمن معارضتها للأميركيين بشأن العراق المغزو والمحتل في مكان جغرافي محدد هو بلاد الأرز، وليس في النطاق الجغرافي السوري. في تلك الفترة بدأت بوادر تقارب أميركي ــ فرنسي، بعد خصومة بين باريس وواشنطن بسبب غزو العراق، كان محورها (نزع الوجود السوري من لبنان)، تتوجت بلقاء النورماندي (6-7 حزيران 2004) بين بوش وشيراك، الذي ولد به عملياً القرار 1559، قبل أن يتبناه مجلس الأمن الدولي في 2 أيلول 2004. لا يمكن تفسير المعارضة اللبنانية للوجود السوري (لقاء وليد جنبلاط مع قوى قرنة شهوان ثم اقتراب فريق الرئيس رفيق الحريري منهما في اللقاء الثالث)، من خلال قوة دفع محلية، لكن أساساً عبر رياح دولية أطلقها القرار 1559. عملياً، كانت هذه القوى اللبنانية المحلية، مدفوعة بتلك الرياح الدولية، قد استطاعت إنشاء المناخات (وخاصة في ظرف ما بعد اغتيال الرئيس الحريري) التي أجبرت السوريين على الخروج العسكري من لبنان في 26 نيسان 2005. منذ منتصف أيار، وبدفع من حسابات عند معارضين سوريين بأن «الرياح الغربية» ستمتد من بيروت إلى دمشق، جرت محاولات أدت إلى كتابة ثلاث مسودات لتحالف عريض، أثمرت في يوم 16 تشرين الأول 2005 قيام «إعلان دمشق»، في مناخات من أزمة أميركية ــ سورية كبرى، قبيل خمسة أيام من صدور (تقرير ميليس)، وهو أمر لا يمكن من دونه تفسير نقل مركب التحالف الجديد للمعارضين السوريين من «الطرح الإصلاحي» إلى «الطرح التغييري».
لم تكن واشنطن على هذا النغم السوري المعارض: قبيل ثلاثة أيام من ولادة ذلك التحالف السوري الجديد، قالت جولييت وور، مديرة الشؤون العامة في السفارة الأميركية ببيروت، الكلمات الآتية: «الولايات المتحدة لا تسعى إلى تغيير النظام في سوريا، بل إلى تغيير تصرفاته» (جريدة «السفير»، عدد الجمعة 14 تشرين الأول2005)، محددة تلك التصرفات في ثلاثة أمكنة بالتوالي: العراق، فلسطين (علاقاته مع «حماس» و«الجهاد»)، ولبنان. اصطدم «إعلان دمشق» بالحائط، إلا أنّ هذا لم يوقف القوى الفاعلة فيه عن الاستمرار في نفس النهج الذي تجسد ثانية في «إعلان بيروت - دمشق» (منشور في «السفير»، عدد 12 أيار 2006)، المكتوب في بيروت والمرسل إلى دمشق «معلباً» لتوقيعه، الذي عند مقارنته بقرار مجلس الأمن رقم1680، الصادر بعد خمسة أيام في 17 أيار إثر سعي حثيث من المندوب الأميركي جون بولتون، لا يمكن إلا أن يلفت النظر فيه تشابه مطالباته مع القرار1680بشأن العلاقات السورية ــ اللبنانية.
تبدل المشهد بين دمشق وواشنطن في ضوء نتائج حرب تموز 2006: أصبحت واشنطن لأول مرة منذ سقوط بغداد في يوم 9 نيسان 2003 بموقف دفاعي. إثر ذلك، حصل تقارب أميركي مع دمشق بالوكالة عبر باريس نيكولا ساركوزي منذ صيف 2007، وتكثفت التقاربات التركية والقطرية مع العاصمة السورية. منذ مجيء باراك أوباما إلى البيت الأبيض في الشهر الأول من عام 2009، أصبحت هذه التقاربات الأميركية مباشرة وليست بالوكالة: كانت المطالبات الثلاث التي ذكرتها (جولييت وور) هي مضمون الطلبات الأميركية من دمشق، معطوفاً عليها طلب أميركي بابتعاد العاصمة السورية عن طهران. لم تستجب السلطة السورية للطلبات الأميركية، وقد كانت دمشق بذلك مدفوعة بقوة علامات مكاسب (محور طهران – دمشق – حزب الله – حركة حماس) في محطات 14 حزيران 2007 بغزة، و7 أيار 2008 ببيروت وبنشوء حكومة لنوري المالكي في25 تشرين ثاني2010 أقرب لطهران من قربها لواشنطن، ثم حكومة لبنانية هي أقرب لطهران ودمشق بعيداً عن واشنطن منذ سقوط حكومة الرئيس سعد الحريري عام 2011.
انقلاب العواصم الأربع
من هذا المشهد، يمكننا تفسير كيف تحولت العواصم الأربع المتقاربة من دمشق منذ عام 2007 وحتى الشهر الأول من عام 2011: باريس وأنقرة والدوحة وواشنطن، إلى العواصم الأكثر تشدداً ضد السلطة السورية في الفترة التي أعقبت نشوب الأزمة السورية. ومن الواضح أن هذا المحور يريد عبر الحطب السوري المشتعل تحقيق أجندات اقليمية عبر إعادة «ترتيب هذه المنطقة جذرياً بطريقة ايجابية تخدم أكثر المصالح الأميركية»، وفق تعبير الوزير باول في عام 2003، ولكن في عام 2013 ليس عبر «البوابة البغدادية» وإنما من خلال «البوابة الدمشقية» لضرب «محور طهران – بغداد – دمشق – حزب الله» في عموده الفقري السوري، وتطبيقاً لـ«نظرية أحجار الدومينو»، التي رأينا كيف حصلت في الهند الصينية بربيع 1975، ثم كيف تحققت بخريف 1989 في «الكتلة السوفياتية»، ثم في الاتحاد السوفياتي بالأسبوع الأخير من عام1991.
من دون ذلك لا يمكن تفسير تدويل وأقلمة الأزمة السورية ونشوء محور «موسكو – «البريكس» – طهران – بغداد – حزب الله ضد وفي مواجهة المحور «الأميركي – الأوروبي – التركي – الخليجي» على الأرض السورية التي أصبحت ميداناً مشتعلاً للصراع بين هذين المحورين، ليس على سوريا، بل عبرها، ومن خلالها، كصراع على مجمل إقليم الشرق الأوسط الذي وصفه الجنرال ديغول بأنه «قلب
العالم».

انعكاس على لبنان

في بيروت حصلت ترجمة فورية لتبدل العلاقة الأميركية – السورية عند معارضين لبنانيين للوجود السوري في لبنان. بعد أسبوع من زيارة كولن باول لدمشق كتب سمير قصير: «في ماضٍ ليس ببعيد، كان التفكير في احتمال انتهاء الهيمنة السورية يعدّ ضرباً من الوهم. اليوم أضحى الاعتقاد أنّ هذه الهيمنة ستظل قائمة إلى ما لا نهاية وهماً بدوره. لا لأنّ باول ورايس وساترفيلد لوّحوا ويلوحون بضرورة الانسحاب السوري؛ بل لأن التأقلم الذي نصح به باول الحكم السوري، بما يعنيه من استجابة للتطلعات الأميركية، يفضي إلى تعديل جوهري في سياسته، وصولاً إلى حد تغيير النظام القائم جلده سعياً للديمومة.
وسواء غيّر النظام السوري جلده أو لم يغيّر فإن قدرته على الاحتفاظ بغنيمته اللبنانية الموروثة صارت موضع شك في ظل انقلاب استراتيجي يضيره تمدد أي قوة اقليمية خارج حدودها»
.

الجمعة، 29 مارس 2013

هآرتس: تل أبيب تفكر في إقامة ميليشيات عميلة لها من السوريين في الجولان المحتل

كشف ألوف بن محرر الشئون العسكرية في صحيفة هاآرتس، أن قائد المنطقة الشمالية ينوي إنشاء منطقة حزام أمني في الجولان، وهي المنطقة التي ستسيطر عليها بعض الميليشيات السورية الموالية لإسرائيل، والشبيهة بما كان يعرف سابقا بجيش لبنان الجنوبي.

وزعم بن في مقال له نشره موقع الصحيفة اليوم أن التغيرات الحاصلة في سوريا الآن تفتح الباب نحو طرح هذه الفكرة بخاصة أن هناك الكثير من السوريين سواء في الجولان أو بقية المناطق التي يسيطر عليها الثوار الإسلاميين ضجوا من السياسات التي ينتهجها الإسلاميون العرب، ممن يحاربون مع الثوار السوريين الآن، بخاصة أن الكثير من هؤلاء الإسلاميين يفرضون على السكان السوريين الحياة وفقا للشريعة الإسلامية المتشددة.

بالاضافة إلى تطبيق الحدود الإسلامية التي لم يعتد عليها السوريون، وهو ما سيولد أجواء من الكراهية تسهم في تكوين هذه الميليشيات السورية المعارضة، وهي الميليشيات التي ستتعاون مع إسرائيل في النهاية.

وقال بن نصا "إن إنشاء منطقة حزام أمني في الجولان تسيطر عليه ميليشيات سوريا موالية لإسرائيل بات في نزر القادة العسكريين شبيه بما كان يعرف سابقا بجيش لبنان الجنوبي الذي كان يسيطر على الحزام الأمني الذي اقامته إسرائيل في الجنوب اللبناني حتى الانسحاب الأحادي الجانب الذي قام به الجيش الإسرائيلي من هنا. لكن خطوة كهذه من الممكن أن تستفز الرئيس السوري بشار الاسد ، ونتنياهو حتى الآن لا يزال حذرا ويمتنع عن استفزازه، إلا أن كل الأمور واردة الآن في ظل التطورات الحاصلة في سوريا".

هآرتس: تل أبيب تفكر في إقامة ميليشيات عميلة لها من السوريين في الجولان المحتل

كشف ألوف بن محرر الشئون العسكرية في صحيفة هاآرتس، أن قائد المنطقة الشمالية ينوي إنشاء منطقة حزام أمني في الجولان، وهي المنطقة التي ستسيطر عليها بعض الميليشيات السورية الموالية لإسرائيل، والشبيهة بما كان يعرف سابقا بجيش لبنان الجنوبي.

وزعم بن في مقال له نشره موقع الصحيفة اليوم أن التغيرات الحاصلة في سوريا الآن تفتح الباب نحو طرح هذه الفكرة بخاصة أن هناك الكثير من السوريين سواء في الجولان أو بقية المناطق التي يسيطر عليها الثوار الإسلاميين ضجوا من السياسات التي ينتهجها الإسلاميون العرب، ممن يحاربون مع الثوار السوريين الآن، بخاصة أن الكثير من هؤلاء الإسلاميين يفرضون على السكان السوريين الحياة وفقا للشريعة الإسلامية المتشددة.

بالاضافة إلى تطبيق الحدود الإسلامية التي لم يعتد عليها السوريون، وهو ما سيولد أجواء من الكراهية تسهم في تكوين هذه الميليشيات السورية المعارضة، وهي الميليشيات التي ستتعاون مع إسرائيل في النهاية.

وقال بن نصا "إن إنشاء منطقة حزام أمني في الجولان تسيطر عليه ميليشيات سوريا موالية لإسرائيل بات في نزر القادة العسكريين شبيه بما كان يعرف سابقا بجيش لبنان الجنوبي الذي كان يسيطر على الحزام الأمني الذي اقامته إسرائيل في الجنوب اللبناني حتى الانسحاب الأحادي الجانب الذي قام به الجيش الإسرائيلي من هنا. لكن خطوة كهذه من الممكن أن تستفز الرئيس السوري بشار الاسد ، ونتنياهو حتى الآن لا يزال حذرا ويمتنع عن استفزازه، إلا أن كل الأمور واردة الآن في ظل التطورات الحاصلة في سوريا".

هآرتس: تل أبيب تفكر في إقامة ميليشيات عميلة لها من السوريين في الجولان المحتل

كشف ألوف بن محرر الشئون العسكرية في صحيفة هاآرتس، أن قائد المنطقة الشمالية ينوي إنشاء منطقة حزام أمني في الجولان، وهي المنطقة التي ستسيطر عليها بعض الميليشيات السورية الموالية لإسرائيل، والشبيهة بما كان يعرف سابقا بجيش لبنان الجنوبي.

وزعم بن في مقال له نشره موقع الصحيفة اليوم أن التغيرات الحاصلة في سوريا الآن تفتح الباب نحو طرح هذه الفكرة بخاصة أن هناك الكثير من السوريين سواء في الجولان أو بقية المناطق التي يسيطر عليها الثوار الإسلاميين ضجوا من السياسات التي ينتهجها الإسلاميون العرب، ممن يحاربون مع الثوار السوريين الآن، بخاصة أن الكثير من هؤلاء الإسلاميين يفرضون على السكان السوريين الحياة وفقا للشريعة الإسلامية المتشددة.

بالاضافة إلى تطبيق الحدود الإسلامية التي لم يعتد عليها السوريون، وهو ما سيولد أجواء من الكراهية تسهم في تكوين هذه الميليشيات السورية المعارضة، وهي الميليشيات التي ستتعاون مع إسرائيل في النهاية.

وقال بن نصا "إن إنشاء منطقة حزام أمني في الجولان تسيطر عليه ميليشيات سوريا موالية لإسرائيل بات في نزر القادة العسكريين شبيه بما كان يعرف سابقا بجيش لبنان الجنوبي الذي كان يسيطر على الحزام الأمني الذي اقامته إسرائيل في الجنوب اللبناني حتى الانسحاب الأحادي الجانب الذي قام به الجيش الإسرائيلي من هنا. لكن خطوة كهذه من الممكن أن تستفز الرئيس السوري بشار الاسد ، ونتنياهو حتى الآن لا يزال حذرا ويمتنع عن استفزازه، إلا أن كل الأمور واردة الآن في ظل التطورات الحاصلة في سوريا".

بعد سقوط الحدود بيد المعارضة السورية، اسرائيل تسحب جيشها من هناك وتوجهه لمناطق التماس مع حزب الله!!! الان حزب الله تحت مرمى النار من اسرائيل ومن الجيش السوري "الحر


حزب الله سيطق 10 أضعاف صواريخ 2006 : إسرائيل تتوقع حرباً قريبة ضد حزب الله ..وخبير عسكري يؤكد انها انتقامية

تشير بعض التقارير الاعلامية الى ان إسرائيل تستعد لحرب مقبلة على الجبهة الشمالية مع حركة "حزب الله"، حيث تم نقل فرق عسكرية من الجبهة السورية كانت مخصصة لمواجهة الجيش السوري.

وافادت مصادر بان الجيش الاسرائيلي بدأ بالتدرب على المواجهة القادمة مع "حزب الله"، وذلك بمنطقة قرية المغار الفلسطينية في الجليل الاسفل داخل "الخط الاخضر"، حيث دفع الجيش بالدبابات والمعدات الثقيلة والجنود الى القرية. واشارت الى ان القرية شبيهة بالقرى اللبنانية الواقعة بجنوب البلاد.

وافادت مصادر امنية بان الجيش الاسرائيلي قرر تغيير توزيع قواته على الجبهة الشمالية، وذلك استنادا الى تطورات الوضع في سورية، حيث قتل 13 الفا من العسكريين السوريين وانشق نحو 40 الفا عن الجيش الحكومي.

وقال الجنرال ابيب كوخافي رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ان سلاح المشاة السوري تفكك، واصبحت الجاهزية ضعيفة جدا. وقالت المصادر الامنية ان الجيش الاسرائيلي غير المهام المنوطة بالكثير من الوحدات القتالية مع تركيز الاهتمام على الجبهة اللبنانية.

وحسبما نقلت المصادر عن الجنرال ايتان لافي، فان الجيش يستعد لحرب العصابات والصعوبات التي سيواجهها في الحرب في مناطق مأهولة بالسكان، وفي مناطق جبلية. وقالت المصادر الإسرائيلية أيضا إن تفكك سورية دفع بالجيش الإسرائيلي إلى تغيير استعداداته للمواجهة القادمة مع "حزب الله"، آخذا بعين الاعتبار حصول الحركة على أسلحة غير تقليدية من دمشق، وأيضا مواجهة طائرات بدون طيار.

خبير: اسرائيل تعد حربا انتقامية منذ عام 2006

وتعليقا على الموضوع قال العميد المتقاعد امين حطيط الكاتب والباحث في الشؤون الاستراتيجية ان اسرائيل حتى هذه اللحظة تهول بالحرب، ولكننا نعلم ان اسرائيل ككيان عسكري يكون دائما في حرب او الاعداد الى الحرب، ومنذ عام 2006 تعد اسرائيل حربا انتقامية لهزيمتها".

في السياق ذاته توقع قائد الجبهة الداخلية التابعة للجيش الإسرائيلي اللواء أيال آيزنبرغ أنه في حال نشوب حرب جديدة بين إسرائيل وحزب الله فإن الأخير سيطلق عشرة أضعاف الصواريخ التي أطلقها في حرب لبنان الثانية وخاصة باتجاه وسط إسرائيل.

وقال آيزنبرغ في مقابلة نشرتها صحيفة "هآرتس" إن "حزب الله قادر اليوم على ان يطلق قذائف صاروخية باتجاه وسط البلاد بحجم يوازي عشرة أضعاف ذلك وستكون رؤوس الصواريخ أثقل وأدق أيضا".

وأضاف أن الوضع "لن يكون سهلا في الحرب التالية، سيكون ذلك شيئا مختلفا، فقد تخلى أعداؤنا عن التوجه نحو الحسم الذي كان يهديهم في حروب الماضي وتبنوا في السنوات الأخيرة التوجه نحو الاستنزاف، وأنت ترى مسارا مذهلا للتسلح بقذائف صاروخية وصواريخ كل الهدف منها إصابة الجبهة الداخلية في دولة اسرائيل. وهذا تغير دراماتيكي".

وتابع آيزنبرغ أن حزب الله ما زال يرى ان إطلاق القذائف الصاروخية على الجبهة الداخلية الإسرائيلية نجاح نسبي "فهذه أخف نفقة بالنسبة إليه، وهذه أسلحة بسيطة تُحدث أثرا كبيرا نسبيا بكلفة ضئيلة.. إنه يشتري بوليصة تأمين بسعر منخفض".

وأردف "كان حزب الله قبل العام 2006 قادرا على إطلاق 500 رأس صاروخي على غوش دان (أي وسط إسرائيل) ولم يحدث ذلك لأن سلاح الجو الإسرائيلي دمر صواريخ فجر الإيرانية في أولى ليالي الحرب بعملية نوعية وقُصفت صواريخ أطول مدى وهي الزلزال في الأيام التي تلت ذلك".

وتابع "معنى هذه المعطيات الجافة انه إذا نشبت حرب مع حزب الله فان غوش دان ستقع تحت رشقات صاروخية كثيفة، وحزب الله يملك قرابة 5 آلاف رأس صاروخي تبلغ أوزانها بين 300 كغم الى 880 كغم، وأُقدر ان تكون الأيام الأولى صعبة جدا، وأنا أستعد لسيناريو يُطلق فيه على الجبهة الداخلية أكثر من ألف صاروخ وقذيفة صاروخية كل يوم قتال".

لكن آيزنبرغ اعتبر أن اسرائيل لا تبحث عن مواجهة عسكرية كهذه "ولن تكون هذه الحرب مجدية على الطرف الثاني أيضا، فإسرائيل تعرف كيف تُحدث ضررا كبيرا بأعدائها أكبر بدرجات مئوية مضاعفة مما يستطيعون إحداثه لنا" بواسطة سلاح أكثر تدميرا ودقة يملكه سلاح الجو الإسرائيلي.

وأضاف "سيضطر العدو الى ان يختار ما إذا كان يريد ان يرى أنقاضا حينما يخرج من الملاجئ الحصينة بعد انتهاء الحرب والمشكلة هي ان الطرفين في النهاية سيخرجان جريحين من هذا الحدث وإن كنا نستطيع إعادة بناء أنفسنا بسرعة أكبر".

وتطرق آيزنبرغ إلى الأوضاع في سوريا وبشكل خاص إلى السلاح الكيميائي لديها وقال إنه "لا يرى حربا كيميائية مدبرة ضدنا. هل يمكن ان يصل سلاح كيميائي ما الى أيد غير صحيحة ويُستعمل؟ هذا مؤكد. وهل يوجد احتمال ما لهجوم إرهابي غير تقليدي في المستقبل؟ نعم بلا شك. لن يهزم هذا دولة اسرائيل فنحن نعلم كيف نعالج هذا النوع من الأحداث ونحن مستعدون له".

إيران النووية قادمة... تصنّع قنبلتها أو تشتريها من كوريا الشمالية >>>أشرف أبو جلالة


لا بد أن عزيمة إيران لا تلين، حين يتعلق الأمر بتحقيقها حلمها النووي. فهي مصممة على أن تصبح قوة نووية إقليمية، مهما كلف ذلك، سواء فصّلت قنبلتها بنفسها تحت أنظار الغرب المتردد، أم اشترتها جاهزة من مصانع كوريا الشمالية.

القاهرة: يبدو أن المحاولات الدبلوماسية المتواصلة والدؤوبة  لمنع إيران من تصنيع أسلحة نووية لم تنفع، ولا العقوبات والتخريب السيبراني والتهديد بالقيام بعمل عسكري أيضًا، بعد أن تجاوزت طهران الخطوط الحمراء في مساعيها للوصول إلى المراحل الأخيرة لتصنيع قنبلة نووية. فإيران عازمة على أن تكون قوة نووية، وإن لم تستطع بناء القنبلة بنفسها فأمامها خيار أسهل لكن أخطر، يتمثل في شراء أسلحة نووية من كوريا الشمالية.
تصنعها أو تشتريها
حين يتعلق الأمر بتصنيع أسلحة دمار شامل، يجد النظام الإيراني نفسه في مأزق حقيقي. ونظرًا لأن أجهزة الطرد المركزي تخضع في الوقت الراهن لرقابة شديدة من جانب مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يتعين على إيران أن تقوم بطرد هؤلاء المراقبين لتخرق بذلك معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ذلك إن كانت ترغب بالفعل في زيادة تخصيب مخزونها الحالي من غاز سادس فلوريد اليورانيوم منخفض التخصيب، إلى مواد ترقى إلى أن تكون مكونات لأسلحة نووية.
في هذا السياق، تنقل صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية عن أموس يالدين، رئيس معهد الدراسات الوطنية التابع لجامعة تل أبيب، قوله إن الأمر سيستغرق 4 إلى 6 أشهر لإنتاج قدر كاف من اليورانيوم المخصب لتصنيع قنبلة.
ستواجه إيران أثناء ذلك احتمال التعرض لهجوم عسكري من جانب أميركا وإسرائيل، اللذين سبق أن أكدا مرارًا وتكرارًا أنهما لن يسمحا لإيران بإنتاج وقود انشطاري لتصنيع أسلحة. لكن السؤال المثير هو الذي طرحته الصحيفة: ماذا لو قامت إيران بشراء رأس أو رأسين نوويين من كوريا الشمالية؟
بين ليلة وضحاها
تلفت الصحيفة إلى أن إيران تتعاون مع كوريا الشمالية في تصميم الصواريخ منذ أكثر من 10 أعوام، وتؤكد أن الرؤوس الكورية يمكن أن تصل إلى إيران على متن طائرة تحط في طهران في منتصف الليل، ويتم تركيبها بشكل مباشر على صواريخ إيرانية جاهزة للاطلاق مع ساعات الصباح الأولى، فلا يتسع الوقت للغرب ليرد بشكل رادع.
وأضافت الصحيفة أن بمقدور إيران التخلي عن معاهدة عدم انتشار السلاح النووي وأن تتباهى بأسلحتها النووية، مثلما فعلت كوريا الشمالية على مدار سبعة أعوام من دون أن تتعرض لأي هجوم عسكري من جانب الولايات المتحدة، ومثل هذا الأمر الواقع سيمنح إيران قدرة كوريا الشمالية  نفسها على الانتقام النووي.
ولا تشكك الصحيفة بامتلاك كوريا الشمالية رؤوسًا نووية، فهي تمتلك كل الوسائل التي تعينها على إنتاج 3 إلى 6 قنابل نووية سنويًا.
نذير شؤم
سبق لكوريا الشمالية أن أظهرت بالفعل رغبتها في الاشتراك بمشروع انتشار الأسلحة النووية من خلال بيعها مفاعلا نوويا لسوريا، هو المفاعل الذي دمرته إسرائيل في العام 2007، فضلًا عن حاجة كوريا الشمالية الماسة إلى الأموال، خصوصًا أن إيران تمتلك المليارات من عائدات النفط، على الرغم من العقوبات المفروضة عليها.
ومن المؤشرات التي تنذر بالشؤم، وتدل على أن الصفقة التي قد تشتري إيران بموجبها رؤوسًا حربية نووية من كوريا الشمالية تشهد تقدمًا هي ما ذكرته تقارير صحافية بريطانية وإسرائيلية بخصوص وجود عالم الفيزياء الإيراني محسن فخري زاده في كوريا الشمالية، أثناء إجرائها ثالث اختباراتها النووية الشهر الماضي.

نواب أردنيون يفتحون النارعلى الدور القطري ، ويطالبون نظام الهاشميين الصهاينة بوقف "الدعارة" في مخيمات اللاجئين ونقلها إلى داخل سوريا

عمّان ـ (يو بي اي): شنّ عدد من البرلمانيين الأردنيين، اليوم الأربعاء، هجوماً حاداً على الدور القطري في الأزمة السورية، وطالبوا حكومة بلادهم بوقف "الدعارة" في مخيم الزعتري للاجئين السوريين ونقل المخيم الى داخل الأراضي السورية.
وطالب عدد من أعضاء مجلس النواب الأردني، في مداخلات لهم خلال جلسة للبرلمان خُصّصت لمناقشة تأثيرات الأزمة السورية سياسياً واقتصادياً وصحياً واجتماعياً على الأردن، بنقل مخيمات اللاجئين السوريين المتواجدة على أراضي بلادهم إلى الأراضي السورية، وشن بعضهم هجوماً حاداً على قطر، متسائلين عن دورها في ما وصفوه بـ"الحرب على سوريا".

ووصف النائب محمد شديفات الوضع الأمني في مخيم الزعتري، بأنه "خارج عن السيطرة الأمنية"، مشيراً إلى انتشار العصابات والسوق السوداء في المخيم.

ودعا النائب عدنان الفرجات الحكومة إلى اقتطاع أراضٍ من سوريا لإقامة مخيمات للاجئين السوريين فيها،في حين طالب النائب يوسف القرنة الحكومة بـ "التوجه إلى الأمم المتحدة لنقل مخيمات اللاجئين السوريين إلى مناطق آمنة داخل سوريا".

بدوره، شدّد النائب عبدالكريم الدغمي على ضرورة إغلاق المنافذ غير االشرعية الموجودة على الحدود الأردنية ـ السورية، منتقداً الدور القطري في ما قال إنها "الحرب على سوريا".

وقال الدغمي "نحن لا نريد إغلاق حدودنا مع سوريا، وإنما نريد إغلاق حدودنا غير الشرعية"، وأضاف أن "الحكومة تمنح الفلسطينيين بطاقات خضراء بحجة عدم تفريغ الأراضي الفلسطينية"، متسائلاً "هل نريد تفريغ الأرض السورية من أبنائها؟".

من جهته، شنّ النائب مصطفى ياغي هجوماً على قطر باعتبارها "مشاركة في المؤامرة على الدولة السورية وشعبها".

وسأل النائب بسام المناصير، رئيس لجنة الشؤون العربية والخارجية في البرلمان الحكومة، عن دور أردني محتمل بإقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية بالتوافق مع روسيا.

أما النائب "اليساري" جميل النمري (المرتبط بالمخابرات الأردنية والمدافع عن توجهات واشنطن والحلف الأطلسي في سوريا / "الحقيقة")، فدعا إلى إقامة منطقة عازلة بين الأردن وسوريا على الأراضي السورية تحت إدارة الأمم المتحدة

من جهتها، تحدّثت النائب ميسر سردية، عن وجود "زواج متعة" في مخيم الزعتري، مؤكدة وجود السلاح أيضاً، وتساءلت عن عدد "دُور الدعارة في المفرق، ومَن يديرها من السوريين".

وطالب رئيس كتلة الوسط الإسلامي في البرلمان النائب محمد الحاج بـ"تخصيص منطقة عازلة داخل الحدود السورية"، مشدداً على ضرورة وقف "الهجرة غير الشرعية إلى الأردن"، وطالب الحكومة بـ "عدم التورّط بأي حرب مقبلة على سوريا".

وكان رئيس الحكومة الأردنية عبدالله النسور، أعلن في بداية جلسة مجلس النواب اليوم، أن بلاده على وشك التوجّه إلى الأمم المتحدة لشرح معاناتها جرّاء استقبال اللاجئين السوريين.

وقال "سوف نعلن في الأمم المتحدة ما لحق ببلادنا نتيجة تدفق اللاجئين السوريين، فنحن أكبر المتضررين نتيجة الأزمة السورية"، معتبراً أن استمرار لجوء السوريين الى الأراضي الأردنية وصل إلى "كارثة إنسانية كبيرة، أكبر كثيراً من أن يتحملها الأردن" .

وحذّر النسور من استمرار الأزمة السورية، قائلاً إن هذا "ينذر بانتشار التطرف الذي يهدّد سوريا ووحدتها ويؤثر على المنطقة برمتها

لماذا يخفي جيش الاحتلال مدى فعالية منظومة القبة الحديدية ؟


 سارع الجيش الاسرائيلي أثناء العدوان على غزة بمدح فعالية منظومة الصواريخ الاعتراضية "القبة الحديدية"، وبعد انتهاء العدوان تحدث قادة الجيش والمحللون العسكريون عن هذه المنظومة كثيرا خاصة في ظل تأكيدهم على نجاحها بنسبة 84%.

موقع صحيفة "هأرتس" العبرية نشر اليوم الجمعة بعض التفاصيل التي تشير إلى عكس ما ذهب اليه قادة الجيش ومدى فعالية هذه المنظومة والتي تكلف خزينة اسرائيل لكل صاروخ 100 الف دولار، بعد ان هدأت آلة الحرب وتم التوصل الى هدنة مع حركة حماس برعاية مصرية، وبدأت أعمال الترميم وازالة أثار القصف الصاروخي من قطاع غزة على المدن الاسرائيلية والبلدات المحيطة بقطاع غزة.

ومن المعطيات التي نشرها الموقع حول ثلاث مدن اسرائيلية "ريشون ليتسيون، بئر السبع، اسدود"، ظهرت نتائج معاكسة لما قاله قادة الجيش والمحللين عن فعالية هذه المنظومة، فقد قدمت مطالبة باصابة 746 مبنى في مدينة اسدود و 516 مبنى في بئر السبع و 246 مبنى في مدينة ريشون ليتسيون، بما مجموعه فقط في هذه المدن الثلاث 2098 مبنى تعرض لأضرار مادية نتيجة للقصف الصاروخ من قطاع غزة، يضاف الى ذلك 1027 سيارة تعرضت الى أضرار.

هذا ما يؤكد حسب الموقع ان ما نشره الجيش عن فعالية هذه المنظومة ليس واقعيا وقد تصل فعالية هذه المنظومة الى 10% فقط وليس كما أدعى الجيش 84%.

ولعل ما نشره اليوم موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" عن النقاش والبحث الواسع في الأوساط العسكرية حول تقليص ميزانية الجيش للعام القادم والذي قد يتراوح بين 3 الى 6 مليار شيقل يؤكد ما نشره موقع "هأرتس"، خاصة ان أحد الخيارات التي بحثت ولا زالت تبحث في هذه الاوساط الاستغناء عن منظومة "القبة الحديدية".

كوريا الشمالية على أتم الاستعداد لمهاجمة اهداف امريكية

وضعت كوريا الشمالية وحداتها الصاروخية في حالة استعداد اليوم الجمعة لمهاجمة قواعد عسكرية أمريكية في كوريا الجنوبية والمحيط الهادي وذلك بعد ان قامت قاذفتان امريكيتان من طراز ستيلث بطلعتين فوق شبه الجزيرة الكورية في استعراض نادر للقوة.

وقال وكالة الانباء الكورية المركزية الرسمية إن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج اون وقع الاوامر في اجتماع عند منتصف الليل مع كبار القاعدة العسكريين وقرر انه قد حان الوقت لتسوية الحسابات مع الامبرياليين الامريكيين في ضوء الوضع السائد.

وتمتلك بيونجيانج ترسانة من صواريخ سكود قصيرة المدى جرى اختبارها وتعود للحقبة السوفيتية يمكنها ضرب كوريا الجنوبية لكنها لم تختبر بعد صواريخها طويلة المدي من طراز نودونج وموسودان التي يمكن أن تصل إلى القواعد الامريكية في المحيط الهادي.

وأمس الخميس نفذت الولايات المتحدة طلعتين جويتين تدريبيتين بطائرتين من طراز بي2 سبيرت القاذفة في سماء كوريا الجنوبية ردا على سلسلة من تهديدات الشمال. 
قال الجيش الأمريكي إن الطائرتين انطلقتا من الولايات المتحدة وعادتا فيما بدا أنه أول تدريب من نوعه يهدف إلى اظهار قدرة الولايات المتحدة على توجيه ضربات جوية دقيقة طويلة المدى "بسرعة ووقتما تشاء".

وجاءت الأنباء عن رد فعل كيم بسرعة غير معتادة.
وقالت وكالة الأنباء الكورية إنه "وقع في النهاية رسميا خطة الاستعدادات التقنية للصواريخ الاستراتيجية لجيش الشعب الكوري وأمره بإتخاذ وضع الاستعداد لاطلاق النار بما يمكنه في أي وقت من ضرب اراضي الولايات المتحدة وقواعدها العسكرية ومسارح العمليات في المحيط الهادي بما في ذلك هاواي وجوام والقواعد الموجودة في كوريا الجنوبية."

ودعت الصين اليوم الجمعة إلى تهدتة التوتر بعدما وضعت بيونجيانح وحداتها الصاروخية في حالة تأهب وذلك خلال مؤتمر صحفي يومي للمتحدث باسم وزارة الخارجية في بكين.

قالت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية انها تم رصد حشود اضافية وتحركات لمركبات في مواقع الصواريخ طويلة ومتوسطة المدى في كوريا الشمالية مما يشير إلى احتمال تجهيزها للاطلاق.

ونقلت يونهاب عن مصدر عسكري قوله "رصدت زيادة حادة في تحركات المركبات والجنود مؤخرا في مواقع الصواريخ المتوسطة والطويلة المدى في كوريا الشمالية."

ويطلق الشمال حفنة من التهديدات يوميا منذ بداية الشهر حينما بدأت واشنطن وسول مناورات عسكرية روتينية.

وقالت الدولتان إن المناورات ذات طابع دفاعي وإنه لم يقع أي حادث خلال عقود أجريت خلالها المناورات بأشكال مختلفة.

ووضع الشمال جيشه في أعلى درجات التأهب لمحاربة ما وصفه بقوات عدائية تجري مناورات حرب. وأصدر الزعيم الكوري الشمالي الشاب فيما سبق "أوامر نهائية" للجيش بشن حرب ثورية ضد الجنوب.

وأمس الخميس قال وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل للصحفيين "يجب أن تعي كوريا الشمالية أن ما تفعله خطير للغاية."

وأضاف "يجب أن نوضح اننا نتعامل بمنتهى الجدية مع هذه الاستفزازات من جانب الشمال وسوف نرد عليها."

"رويترز"

إيران تتهم قطر "بتصعيد سفك الدماء" بعد فتحها سفارة للمعارضة السورية

اتهمت إيران قطر يوم الجمعة "بتصعيد سفك الدماء" في سوريا لسماحها لائتلاف المعارضة السورية بفتح أول سفارة له في الدوحة.

وافتتح زعيم المعارضة السورية معاذ الخطيب السفارة في قطر يوم الاربعاء. وكانت جامعة الدول العربية قد اعترفت بالائتلاف الوطني السوري المعارض كممثل وحيد لسوريا.

ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن حسين أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني قوله "من مصلحة قطر أن تكف عن الإجراءات المتسرعة وتصعيد سفك الدماء ضد الشعب السوري."

وقال "الشعب السوري الواعي والمقاوم لن يسمح إطلاقا للآخرين أن يتخذوا القرار بشأن مصير بلاده."

12 الف زيجة في عام واحد ..مصر: انتقادات حقوقية لزواج مصريين بسوريات مقابل 500 جنيه


انتقد المجلس القومي للمرأة بمصر، قيام عدد من المصريين بالزواج من سوريات لاجئات هربن من بلادهن بسبب الأوضاع المتأزمة فيها ولجوئهن إلى مصر، معتبراً الزواج بهن "استغلالاً لظروفهن السيئة."

ونقل موقع التلفزيون المصري عن وكالة الشرق الأوسط أن المجلس القومي للمرأة وجه خطابين إلى وزير الداخلية، محمد إبراهيم ووزير العدل أحمد مكي، طالب خلاله مساندة الوزارتين لوقف ظاهرة زواج المصريين من اللاجئات السوريات, وعدم استغلال ظروفهن المعيشية السيئة.
وألقى التقرير الضوء على أن عدد هذه الزيجات بلغ 12 ألف حالة زواج خلال عام واحد.

ونقل التقرير البيان الصادر عن المجلس، الجمعة، والذي جاء فيه مطالبة الاتحاد العالمي للمرأة المصرية بأوروبا الرئيس المصري، محمد مرسي، بالتدخل الفوري لوقف زواج السوريات الموجودات كضيوف بمصر من الشباب المصري مقابل 500 جنيه (نحو 73.5 دولاراً) للزوجة.
وبين التقرير أن هذه الظاهرة تنتشر في بمدن 6 أكتوبر، والقاهرة الجديدة والعاشر من رمضان ومحافظات الإسكندرية, والدقهلية بالإضافة إلى الغربية وقنا.

عمليات لإضعاف النظام من الداخل وإنهاك إيران: تخريب سوريا من الداخل سياسة أميركية غير معلنة


مسؤول أميركي لمعارض سوري: وكالة المخابرات المركزية هي التي نفذت عملية "مكتب الأمن القومي"، والمعارضون السوريون يأتون إلينا طلبا للمال أو القصف!؟
باريس ، محمد بلوط ("السفير"):الجزء الأوسع من استراتيجية واشنطن في سوريا للاستخبارات الأميركية. لم تبلور الإدارة الأميركية الجديدة استراتيجية واضحة وهجومية ضد النظام السوري بما يكفي لإرضاء طموح الصقور في وزارة الخارجية وحسم الموقف لمصلحة الخيار العسكري، الذي دعت إليه وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون و«المجموعة السورية» المحيطة بها
لم تنتظر الاستخبارات الأميركية مع ذلك منذ بداية «الثورة» السورية، ارتسام خط سياسي أميركي في التعاطي، يرجّح كفة احد الخيارين على الآخر، العسكري والسياسي، بيد أنها ملكت أجندتها الأولى التي تحولت منذ أشهر إلى عنوان عريض يفرض نفسه على التعاطي الأميركي مع سوريا، ويفيض عنه ليصبح أيضاً احد حجج الأوروبيين لتسليح المعارضة علناً، ورفع الحظر الأوروبي، وهو جاري سراً بأي حال
التسليح لا بد منه كي تزداد فرص السلام في سوريا. أو الجانب الآخر من الحجة نفسها: التسليح والتدريب في المعسكرات التركية والأردنية، لفرض جناح معتدل داخل «كتائب الثورة» السورية، وفي صفوف المقاتلين، وعزل الجماعات «الجهادية»، وتحجيم دورها في سوريا ما بعد الرئيس السوري بشار الأسد
وينقل قطب سوري معارض عن مسؤول أميركي بارز، اشرف طويلا على الملف السوري، قوله إن حضور الاستخبارات الأميركية في سوريا يعوّض عن غياب الدعم الواضح لخيار الحل العسكري كما ينبغي أن تكون عليه سياسة واشنطن تجاه النظام السوري
ونقل المعارض السوري عن المسؤول الأميركي قوله إن الاستخبارات الأميركية هي التي نظمت عملية تفجير مكتب الأمن القومي في دمشق. وكانت العملية التي وقعت في 18 تموز الماضي أدت إلى قطع رأس الأجهزة الأمنية السورية، وتدمير جزء كبير من خلية الأزمة التي تساند الأسد. وقتل خلال العملية قائد الاستخبارات العسكرية(الصحيح : نائب وزير الدفاع) آصف شوكت، ووزير الدفاع داوود راجحة، ورئيس مكتب الأمن القومي هشام بختيار، ورئيس الأركان (الصحيح : مساعد نائب رئيس الجمهورية) حسن توركماني. وفي 22 تموز، بعد أربعة أيام، اغتيل المشرف الأساسي على البرنامج الصاروخي السوري الدكتور نبيل زغيبومنذ بداية الحراك اغتيل عدد كبير من الضباط السوريين والطيارين والعاملين في برامج دفاعية أساسية، لا علاقة لها بالقتال الدائر على الجبهات السورية
وقال المسؤول الأميركي للمعارض السوري إن عمليات نوعية تخطط لها الاستخبارات الأميركية في سوريا، لتحطيم النظام وأركانه شبيهة بتلك التي استهدفت القضاء على خلية الأزمة. ويفكر الأميركيون أن ضرب النظام على رأسه، واغتيال الرئيس بشار الأسد، سيؤدي إلى وضع حد سريع للصراع وانهيار المنظومة الأمنية السورية التي يعتقدون بأن هرمها في يد الرئيس. ويقول المعارض السوري إن الأميركيين لا يقدرون الأخطار الناجمة عن تلك العمليات التي ستؤدي إلى زعزعة مؤسسات لا بد من بقائها لإدارة ما بعد الأسد، خصوصاً الجيش السوري
وقال المعارض السوري إن الأميركيين، الذين التقاهم، لا يبدون فهماً كبيراً للوضع في سوريا، كما انه على العكس مما يقولون، لا يظهرون أنهم استوعبوا دروس العراق كما يكررون، سواء في علاقتهم بالمعارضة السورية أو في اعتبار بعض العاملين في الخارجية التفاهم مع روسيا خياراً تكتيكياً
وعزا المعارض مواقف الصقور «البدائية» إلى قرب بعضهم من مراكز الأبحاث التي يمولها اللوبي الصهيوني في العاصمة الأميركية. وقال إن فكرة التدخل النوعي في سوريا الذي تحققه الاستخبارات الأميركية عبر التدريب والاغتيالات تشق طريقها. ويبدي الرئيس الأميركي باراك أوباما، ومعه فريق محدود حول وزير الخارجية جون كيري، مقاومة فريق من المستشارين في الخارجية، يريدون تدخلاً نوعياً إذا لم يكن شاملاً، ولا يؤدي إلى حرب شاملة. ويعرف «فريق الصقور» أن الرئيس الأميركي كان قد قاد حملته الانتخابية تحت شعارات تقليص الانتشار العسكري الأميركي، والانسحاب من أفغانستان، وأن الرأي العام الأميركي لا يؤيد تدخلاً عسكرياً جديداً، لا سيما في سوريا. وقال مسؤول أميركي بارز إن التدخل النوعي سيساعد على مواصلة قضم الأرض، من الشمال حتى دمشق وانهيار النظام
ورغم أن الأميركيين يكررون أن الحل السياسي لا يزال الخيار الأفضل، إلا أن التفاهم مع الروس يعاني من عدم الحسم في قضية بقاء أو تنحي الأسد خلال العملية الانتقاليةوكان الاجتماع الروسي - الأميركي، في لندن مطلع آذار الحالي، قد أحرز بعض التقدم. وقال خبير في الشؤون الروسية إن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ومساعد وزير الخارجية الأميركي ويليام بيرنز قد أعادا الاتفاق على تنفيذ «بيان جنيف» والذهاب إلى مجلس الأمن الدولي لتحويله إلى قرار ملزم، لكن اجتماعاً كان مقرراً في 15 الشهر الحالي بين وزراء خارجية الخمسة الكبار في نيويورك، يتناول أفغانستان أيضاً، الغي بسبب عودة الأميركيين إلى المطالبة بتنحي الاسد
ويقول المعارض السوري إن الأميركيين يعرفون أن الحسم العسكري ضد الجيش السوري عمل مستحيل، كما أن هزيمة المعارضة المسلحة ليست في متناول النظام. أما الانشقاقات فلم تطل أياً من عناصر الدائرة الأولى في الجيش والأمن والنظام، ولا توجد رهانات على حدوث انشقاقات من هذا النوع، مع استمرار صعود الإسلاميين في المعارضة المسلحة، الذي يقوّي عصبية الجيش السوري ولحمته
ويراهن الأميركيون في التدخل النوعي على تحطيم النظام السوري وإضعافه، لجلبه إلى طاولة التنازلات والتفاوض بشروطهم. ويقول معارض سوري إن إطالة أمد الصراع، يخدم مصالح الولايات المتحدة، ومصالح حليفها الإسرائيلي، بتدمير الجيش السوري، وإضعاف الموقع السوري الاستراتيجي وإخراجه من معادلة الصراع نهائياً، كائناً ما كان النظام المقبل الذي سيحكم فوق الركام السوري. كما أن استمرار تدمير الموقع السوري، سيحيل دمشق عبئاً على الحليف الإيراني المحاصر بالعقوبات، وهو ما تريده واشنطن. كما أن تدمير الموقع السوري، يحيله من دون فائدة تذكر لطهران، التي اندفعت التي التحالف معه عندما كان قوياً ومفيداً، ولن تتمسك به عندما يفقد فائدته، ويصبح ضعيفاً، بعد تدمير مؤسساته وتحطيم موارده الوطنية
وتحدث المسؤول الأميركي عن علاقته بالمعارضة السورية. وقال نستقبل في واشنطن نوعين من المعارضين، فالبعض يأتي ويقول لنا اقصفونا (سوريا) والبعض الآخر يطالب بمساعدات مادية".
ويتوقف الرهان الأميركي، بحسب المعارض السوري كما لمس في واشنطن عند حدين، قد تضطر فيهما واشنطن، تحت ضغط عامل الأمن الإسرائيلي إلى التدخل أو تعديل سياستها: انتشار الصراع خارج سوريا، وخروج الوضع عن السيطرة في مناطق المعارضة، إذا ما استمر النظام في المقاومة. وقال المعارض إن الأميركيين يراقبون أيضاً خروج مناطق في الشمال السوري وفي الوسط وأماكن أخرى عن سيطرة النظام والمعارضة، ويراهنون على وقف انهيارها بتقوية «الائتلاف الوطني السوري» المعارض عسكرياً، وهو رهان قد لا يتحقق قبل سحق ما تبقى من العمران والاجتماع السوريين.
"السفير"

موقع"ديبكا فايل" الإسرائيلي: بندر بن سلطان يشرف بنفسه على نقل السلاح الثقيل إلى حلب من أجل السيطرة على مطار حلب وحرمان الروس من آخر مهبط لهم


 نقل موقع"ديبكا فايل" المقرب من المخابرات العسكرية الإسرائيلية "أمان" عن مصادره قولها إن المسلحين في حلب حصلوا على أول دفعة من السلاح الثقيل عن طريق كرواتيا، وهي راجمات صواريخ"كي 579" عيار 220 مم ، التي يبلغ مداها حتى 70 كم، والتي لا يتوفر حتى للجيش السوري مثلها.
وبحسب مصادر الموقع، فإن الأمير السعودي بندر بن سلطان، الذي يشرف بنفسه على الجسر البري لتزويد المسلحين بالسلاح،وعلى العمليات العسكرية في حلب ومحيطها، يسعى من خلال تزويد المسلحين في حلب بالسلاح الثقيل للسيطرة على مطار حلب الدولي الذي يستخدمه الروس والإيرانيون لتزويد النظام السوري بالسلاح وقع الغيار بعد أن فقد النظام سيطرته على مطار دمشق الدولي وأصبح عاجزا عن حماية الطائرات التي تهبط فيه. وهو ما دفع أبناء الأقليات الشيعية والعلوية إلى الفرار من حلب ومن القرى المحيطة بها باتجاه الساحل السوري.
وقالت مصادر الموقع إن مطار حلب / النيرب أصبح المنفذ الوحيد لتزويد الجيش السوري بالعتاد بعد أن فقد النظام سيطرته على مطار دمشق، وبعد أن توقف الروس عن استخدام ميناء طرطوس نتيجة لعدم أمانه، وتحويل قطعهم البحرية إلى ميناء بيروت للتزود من خللاه بالمؤن الغذائية ومياه الشرب.
وطبقا لمصادر الموقع، فإن عملية نقل الراجمات الثقيلة إلى المسلحين في حلب تمت بالتنسيق بين بندر بن سلطان ومدير المخابرات التركية حقان فيدان، حيث اتفق الطرفان على تشغيل طريق بري من منطقة البلقان( كروانيا ، صربيا ..) إلى حلب تحت حماية الجيش التركي. وقد فاجأ الاتفاق التركي ـ السعودي القمة العربية في الدوحة، ما دعا مندوبي السعودية وقطر إلى تبادل الشتائم واللكمات في الغرف المغلقة، حيث اتهم السعوديون القطريين بأنهم يحاولون فرض هيمنة الأخوان المسلمين على الساحة السورية وإيصالهم إلى السلطة بما في ذلك الجماعات المرتبطة بـ"القاعدة".
وبحسب الموقع، فإن الاتفاق على فتح طريق البلقان ـ حلب أمام السلاح الثقيل، جرى بين السعوديين والمخابرات والجيش التركي ردا على تحالف وتواطؤ أردوغان مع القطريين!!؟

الأربعاء، 27 مارس 2013

جنون عرب أميركا >>>ابراهيم الأمين

فجأة صار العرب رجالاً. استفاقوا على انّ لديهم قدرات عسكرية يمكن استخدامها. لكن اين؟ في أرض عربية. وبوجه من؟ بوجه شعب عربي. وحجة هؤلاء الذين يعيشون على ثروات وقدرات ليست لهم، أنّ في سوريا عمليات قتل وموت، وقرر هؤلاء ان المجرم هو قسم من الشعب السوري، وانه تجب مقاتلته بكل ما هو متوافر بيد هؤلاء، من مال وعلاقات وسلاح... وارهابيين يريدون التخلص من عبئهم في بلدانهم الاصلية، وغالبية هؤلاء هم من دول الخليج الاميركي نفسه.
فجأة صار العرب رجالا، وبدل ان تفضحهم صورة الموت المستمر في بلد اسمه فلسطين، قرروا، على طريقة الاحتفالات الكبيرة، بث اعلى قدر من الغبار، باسم المصالحة الفلسطينية، وان يعقدوا القمم والاجتماعات وتشكيل الوفود واللجان لضمان المصالحة الفلسطينية. وبمعزل عن العنوان والهدف الذي له اسم واحد وهو وقف المقاومة وتشريع الاحتلال، فان هؤلاء يعتقدون ان هذا الغبار يكفي لتغطية جريمتهم الكبرى في سوريا.
فجأة، انكشف العرب عن بكرة ابيهم. لم يعد هناك كبير في العالم العربي. الحكم في مصر منشغل باسترضاء كل دول العالم بحثاً عن ديون مقابل ما تبقى من قطاع عام. وفي الجزائر تهديد يومي بإدراجها ضمن قائمة الدول التي تريد ربيعا عربيا عاجلا. وفي السودان ايغال في جريمة تقسيم بلد الفقراء. ولا داعي إلى الحديث عن تونس وليبيا واليمن حيث باتت دولاً لانتاج المجموعات الارهابية المقاتلة خارج الحدود، بينما ينهش تكفيريون جسد الناس هناك. وفي المشرق، ثمة نشاط لا يتوقف لجعل العراق يدفع الاثمان عدة مرات، مرة لأن هؤلاء العرب انفسهم دعموا جنون صدام ضد اهل بلده وضد الجوار، ومرة لانهم وافقوا على استدعاء الاميركي والغربي لاستبدال ديكتاتورية بفوضى، ومرة لانهم اجبروا الاحتلال الاميركي على الفرار بجلده وتولي مجموعة من خارج حظيرة الخليج الاميركي الحكم. اما في لبنان، فها هي المقاولات غب الطلب. تستقيل الحكومة وتعرض خدمات الفوضى والحرب الاهلية كرمى لعيون ناهبي الثروات العربية. فيما يقال للاردن انك امام خيارين: اما الحرب الاهلية واما الانضواء في الجبهة العالمية ضد الحكم في سوريا. اما فلسطين، فلا بأس في المزيد من الاهمال... فليس فيها مأساة تستدعي العمل.
هكذا، تُترك مؤسسة الجامعة العربية، لأن تكون تحت سيطرة مجانين الخليج. فتتحول قطر، بين لحظة واخرى، من دولة قادرة على لعب دور المساعد، ما يمنحها حق الوقوف الى جانب الكبار، الى مجموعة تعاني مرض الانتفاخ، فتظن نفسها قائدة الامة العربية.
هكذا، ومن دون خجل او وازع، يريدون اقناع العالم بأن قضية سوريا تشكل رأس الاولويات. وان فلسطين لم تصل بعد الى مستوى يتطلب منهم شحذ السكين بوجه اسرائيل. ويريد هؤلاء اقناعنا بأنهم فعلاً اهل لنصرة شعب وهم الذين ينكّلون بشعوبهم وتتولى عائلات تافهة، من الجد الى الحفيد، سرقة ونهب ثروات تخص امة بكاملها. وصار لديهم كتبة صغار، تافهون، يعملون لديهم على شكل رقيق متعلم. وهم يكتفون بذلك لكي يطلقوا على انفسهم صفة القادة المنقذين لشعوب تستغيث بهم ليل نهار.
وجد خليج اميركا ان فلسطين لا تستأهل اكثر من بضعة ملايين من الدولارات وجهود للمصالحة. وهم طبعا لا يسمعون بأن هناك انتفاضة سلمية مستمرة منذ عامين واكثر في البحرين، وبالتأكيد ليس لديهم احتجاجات لتوزيع عادل للثروة بعيدا عن حصرية العائلات الحاكمة. وهم لا يشعرون بأي ضغط حقيقي سوى ما يجري في سوريا. لقد استفاقوا على وجود حكم ديكتاتوري. وقرروا ان من يموت في سوريا هم منتفضون احرار على النظام. وهم يعرفون، وحدهم يعرفون، أن بشار الاسد ليس معه سوى افراد من عائلته، وان من يقاتل معه انما مرتزقة من ايران وحزب الله وروسيا.... جنون هؤلاء وعماهم، اوصلاهم الى حدود اعتبار شيخ فاقد للاهلية العقلية مثل يوسف القرضاوي، مفتيا عاما لكل مسلمي العالم شاء من شاء وابى من ابى، وان العلامة محمد سعيد البوطي مرتدّ يحلّ قتله.
هكذا، وخلال وقت قصير جدا، صار الجميع شريكا في الجريمة الكبرى، ويبدو مرة جديدة، ان هؤلاء واثقون بأنهم الاقوى، وان احدا لن يقدر على مقاومتهم، وهم واثقون ايضا ان جيوش اميركا والغرب مستنفرة لحمايتهم ليل نهار، لا يريدون التعلم من التجارب البعيدة او القريبة. وكل ما يشغل بالهم، عقدة صارت شخصية جدا جدا، واكثر ما يقلقهم، كيف ان اولادهم والعاملين في منازلهم، ينظرون اليهم كل وقت، ويفضحون عريهم وهم يقفون امام شاشات التلفزة.. ينتظرون خبرا واحدا: اعلان سقوط بشار الاسد!

معركة المدن الخمس >>>سمير الحسن


في متابعة دقيقة ومتواصلة لتطورات الاحداث السورية، بات من الملموس أنّ المرحلة السابقة انتهت بفشل المعارضة والحلف الغربي ـ العربي. توقع الحلف سقوط النظام السوري في غضون أسابيع، أو أشهر قليلة على غرار النتائج التي وصلت إليها الأحداث في كل من مصر وتونس وليبيا. اعتقد الحلف أن انطلاق الأحداث من درعا (منذ عامين) سيمتد بسرعة في سوريا، وستكون الجماهير السورية على أهبة الاستعداد للنزول إلى الشارع، والضغط لإسقاط النظام المتمثل في رئاسة بشار الأسد. دعت التظاهرات الأولى إلى رحيل الأسد، ولم يكن بحسبان التحالف المعارض للنظام أن يصمد هذا الأخير، وأن يظل جيشه متماسكاً لفترات طويلة، وافترض أنّ الجيش السوري جيش نظامي لن يستطيع خوض حرب الشوارع، ومواجهة أنواع تقليدية ومستجدة من حروب العصابات. لكن المرحلة الأولى انتهت، ولم يسقط الأسد، ولم يتفكك النظام، لا بل تمكن من توسيع سيطرته، ومنع سقوط أي من المدن الرئيسية، دون إغفال أنه لم يستطع القضاء على الحركة المسلحة المعارضة لنظامه، والمتمثلة في الجيش الحر، وقوى آخرى كجبهة النصرة، والإخوان المسلمين.
هذه المرحلة من درعا، وشهدت ثلاث جولات بدأت بالتظاهرات والاحتجاجات، وترافقت مع ضخ إعلامي مركز اتصف بالكثير من التضخيم والقليل من الحقائق، ولم تلبث أن اندلعت الجولة الثانية من هذه المرحلة. وتمثلت في تحويل المواجهة إلى العمل المسلح الاحترافي، ومحاولات إقامة مناطق عازلة على الحدود المحيطة بسوريا، وما استمر منها بقوة هو المناطق التي دعمتها السلطات التركية، والتي تمثل الجبهة الأصعب. أما الجولة الثالثة، فكانت محاولة تصعيدية كبرى للمعارضة في محاولة منها لاقتحام حلب، والسيطرة عليها، واختراق العاصمة دمشق، لكن المحاولات لم تفلح، إذ لم تستطع المعارضة السيطرة على حلب، واقتصرت على تقاسم السيطرة على عدد من الاحياء الداخلية، بينما فشلت في الاقتراب من دمشق. لم يشعر النظام بضعف كبير يفرض عليه التنازل لحلول طرحت من الخارج، فرفضها، مما جعل الوضع السوري مستعصياً على الحل، ولم تنجح كل محاولات اخضاع النظام، بمساعدة الدعم الشرقي الذي تلقاه سياسياً ودبلوماسياً من قبل دول كبرى كروسيا والصين وإيران، وقوى يحسب لها حساب في ميزان القوى الاستراتيجي في المنطقة كحزب الله. رفض النظام العروض التي طرحت عليه، بداية برحيل الأسد، ثم بمحاورة أطياف المعارضة المختلفة، والبحث في تداول السلطة معها، مما أدخل سوريا في المرحلة الثانية من المواجهة، بعدما صعّد تحالف الدول الغربية ـ العربية موقفه، وضخ المزيد من المسلحين والمال والسلاح الأكثر تطوراً من السابق، مما جعل المعركة تستعر بوتيرة أعلى وأشد عنفاً.
نقاط على حروف المرحلة السابقة
بموازاة هذه التطورات الميدانية، استمر الحراك السياسي الخارجي والداخلي، وارتفعت أخيراً مؤشرات الحديث عن قرب التسوية في سوريا، لكن وتيرة المعارك ترتفع، ويحاول كل من طرفي المعارضة والنظام تحسين وضعه الميداني. وهذا يطرح تساؤلات عديدة عن قوة كل طرف، ومقدرته على الحسم، أو إمكانية تحصيل مكاسب جديدة، وتغيّر فعلي في الخريطة العسكرية. وتشي الوقائع بشيء من العقم في أداء الطرفين، ويبدو أحياناً أنها تصل إلى حدود العجز، فالمراوحة في الكر والفر ليست تكتيكاً بقدر ما تعني تبريراً لم يعد مقنعاً بعد انقضاء عامين على الأزمة.
المجموعات المسلحة تحاول الاستفادة من الانتشار الواسع للجيش لتحقيق مكاسب في مناطق نائية لا تقدم ولا تؤخر بالمعنى الفعلي والحاسم، مع محاولات استعراضية داخل المدن، لكن لبضعة أيام أو ساعات مع تكلفة باهظة جداً. يجري ذلك في ظل الإخفاق في توحيد فصائلها السياسية المعارضة، وتشكيل قيادة مركزية لقيادة المعركة وحسمها، فاستمرار المعارضة كمجموعات متنافرة، مشرذمة تعتمد على المبادرة الفردية، لن يمكنها من انجاز أكثر مما تحقق، بل سيتحول لاحقاً الى عبء ومشكلة. في المقابل لم يتطور أداء الجيش. ولا شك أن القيادة السورية ارتكبت أخطاء جسيمة طيلة العامين المنصرمين مما أطال الأحداث، وأدخل البلد في مزيد من الدمار والقتل والتهجير.
صحيح أن تماسك المؤسسة العسكرية يسجل لها، وهي لجمت اندفاع المسلحين وأنهت الجولة الاولى بصمود كبير للنظام، وهذا جعل الحكم في سوريا يرفض كل محاولات التسوية، بل خرج من المرحلة الأولى منتصراً، لكن هذا لم يعد كافياً، فمعركة دمشق الثالثة تؤكد وجود شوائب وثغر لم يعد ممكناً تبريرها أو حجبها. بالرغم من أن عامل تماسك المؤسسة العسكرية سيعطيها فرصاً أخرى لإحداث تطور نوعي لاستدراك الأخطاء السابقة، وهذا ممكن، فالمقدرة على إعادة هيكلة الجيش في الواقع الميداني، ووفق شروط متغيراته، هو من شروط الجيوش القوية.
لقد بنى ستالين جيشه العظيم إبان الحرب العالمية الثانية، وكذلك الفيتكونغ، ولم يكن جوكوف وهوشي منه معروفين قبل الحرب، بل مغمورين.
إن عدم تقدير الموقف واستثمار المعلومات أوقع قيادة الجيش في سقطات مكلفة. فقد شبهت اندفاعة النظام الأولى باندفاعة الفيل الأعمى، فاجتاح ودمر، لكنه افتقد في المرحلة الأولى الوحدات المحترفة لخوض حروب شوارع، ولم يثبت مواقعه في المناطق الكثيرة التي أعاد السيطرة عليها.
من بداية الأزمة، كانت المعركة مفتوحة على كل الاحتمالات، أو على الأقل مبهمة، وتطورت على نحو دراماتيكي: حدود مشرعة، توافد مسلحين، أموال، سلاح، اعلام مركز، مع مدن ثائرة. حركة دائرية كاملة، يصعب مواجهتها بالطرق المتبعة، وآليات العمل السابقة، هذه المعطيات تفرض عدم التسرع وتشتت الجيش، إنما التريث والمناورة والاكتفاء بالاختبارات النارية لحين إنضاج الصورة ومعرفة قوة الخصم. لقد استعجل النظام الأمر، وحاول اخماد الاحتجاجات في كل المدن ففشل. نعم لقد نجح في لجمها، وعدم السماح بسقوط المدن الرئيسية، وطرد المتحركين إلى الأرياف، لكن بتكلفة باهظة جداً أثرت في أدائه لاستكمال مهمته، مما أتاح للمقاتلين الوصول إلى عقره داره، العاصمة.
هذه الثغر كانت ناتجة عن عوامل عديدة منها: تشابك الأذرع العسكرية، عدم تنسيق الحركة والنار، ضعف الأجهزة الأمنية، أو فرق الاستطلاع، تشتت الجيش. فتشتّت الجيش أوجد ثغراً تحولت إلى مواقع، كبرت كبقع الزيت، فالنجاحات السريعة تترك جيوباً مزعجة، لا بل تكون أحياناً قاتلة (داريا مثلاً)، كان أن الغوطة الشرقية أصبحت منطلقاً لشن عمليات واسعة.
في مواجهات كهذه يفترض أنّ كل شيء محسوب، وخاصة أن سوريا تحت مجهر كل استخبارات العالم. لذا يمكن الاستفادة من كل ثغرة. فهتلر، مثلاً، نجح في اختراق كل مدن الاتحاد السوفياتي، لكن هذا كان مقتله، بينما كان ستالين المتحصن في الكرملين يُعدّ لهجومه الكاسح على برلين، فالأطراف تبقى أجزاءً وهي بكل الحالات أطراف.
كما أنّ معركة تفتناز استمرت تسعة أشهر، وهي مدة طويلة، باهظة الثمن لمنطقة ريفية ـــ نائية، لا قيمة استراتيجية لها، وهي عبارة عن مهبط صغير للطائرات المروحية يمكن استبداله بأي مكان آخر، والانسحاب إلى داخل مدينة ادلب والسيطرة عليه بالنار.
أو معركة حارم التي ليست سوى قلعة أثرية، لا تقدم ولا تؤخر، كما الأتارب وبنش، مناطق تقع على الحدود السورية ـــ التركية ومن السهولة تحويلها إلى مناطق تماس، أو كما يقال مشاع، بدلاً من استنزاف الجيش في تلك المناطق النائية.
بالتأكيد لقد صمد الجيش ومعه نظامه، ومنع السقوط الحتمي، الذي كان مقرراً إلى أبعد حدّ، في النصف الثاني من كانون الأول 2012. استطاع الجيش احتواء الهجمات وتثبيت المدن الرئيسية، وبناء خطوط تماس داخل العديد منها، لكن هذا لم ولن يحسم المعركة، وسيكون لاستمرار المراوحة تداعيات خطيرة.

بدخول الأزمة السورية عامها الثالث، تكون قد انتهت الجولة الأولى، وبدأ الإعداد للجولة الثانية، بعد وجبات ساخنة عدة. في الجولة الأولى، سقطت أوهام التسويات والمفاوضات والتنازلات، وخرج النظام من الجولة الأولى صامداً وثابتاً في مكانه، لهذا بدأت الاستعدادات لجولات عنف أشد. ولم يعد أمام كلا الطرفين سوى الحسم.
لكن الحسم يتطلب آليات أخرى، وعلى الجيش إعادة النظر في هيكليتة وفي كيفية إدارة المعركة. فتشتت الجيش عبر استراتيجية الشجرة التي تمد أغصانها على نحو عام ثم تنكفئ لم يكن مجدياً، لهذا سيكون من الأولويات إعادة التجميع لبدء المعركة من الثبات، والبداية من المدن الخمس.
فالعاصمة دمشق تمثل قاعدة النظام، ومنطلقاً لإدارة المعركة العسكرية والسياسية، وريفها الدرع الواقية لتجميع وتحشيد العسكر. وحمص المحافظة الوسطى، المتداخلة مع عدة محافظات، والمفتوحة على لبنان.
وحماه عاصمة الإخوان المسلمين، وهي متصلة بحمص، إضافة إلى حلب عاصمة الصناعة والاقتصاد المرتبطة بالنظام. ودرعا المتاخمة للأردن المتواطئ مع النظام السوري والمساند له لاستئصال «الإخوان المسلمين».

يقال إنّ معركة المدن الخمس ستبدأ قريباً، وتتضمن الخطة تأمين كامل الريف الدمشقي مع السيطرة على طريق دمشق ـ حمص ـ دمشق ـ حلب، دمشق ـ حماه، وطريق حمص حماه، وتنظيف المناطق المتاخمة للحدود اللبنانية، كذلك إعادة السيطرة على كامل مدينة حلب.
وفي المرحلة الثانية من الصراع، وبغض النظر عن أخطاء الطرفين، وما آلت إليه نتيجة المعارك، يحاول كلا الطرفين الاستفادة من تجارب المرحلة الأولى، فكل منهما حقق نسبة معينة من النضج العسكري خلال عامين من القتال. وتبقى الأرجحية للنظام الذي استطاع أن يحافظ على جيشه متماسكاً، وأثبت مقدرة في إعادة التجميع والتحشيد والتعبئة، مركزاً على تجربة طويلة، ودينامية عالية في استيعاب الدروس. ومن المعلومات المتوافرة أن النظام قد بدأ تنظيم صفوفه منذ تشرين الثاني المنصرم، استعداداً لحسم خمس مدن حسماً كاملاً قبل نهاية العام الجاري، مدركاً الأخطاء السابقة، ومستدركاً لها. وفي حال نجاح النظام فسيُعاد ترتيب الوضع الاقتصادي والمعيشي، على أن تستكمل بقية المدن لاحقاً بعد تثبيت وضع المحافظات الأساسي بهدوء، فتصبح عمليات الجيش انطلاقاً من الثبات أكثر ضمانة، وأقل تكلفة.
في المقابل تشير المعلومات أيضاً إلى استعدادات كبيرة للمعارضة، وحشد أكثر من سبعين ألف مقاتل في محاولة منها لحسم معركة دمشق.
وكلا الطرفين يعتمد على مطابخ عسكرية وأمنية ودعم لوجستي، لهذا يرجح أن تكون المرحلة الثانية هي المرحلة الأخيرة الحاسمة. هذه المعركة ستمتد إلى نهاية العام، والمنتصر فيها سيفرض شروطه، ويحكم سوريا في انتخابات 2014.
* كاتب لبناني

صحيفة "ها آرتس" : إسرائيل تستعد للحرب على حزب الله بعد انهيار الجيش السوري وتحوله إلى عصابة مسلحة وفقدانه القدرة على تأمين غطاء لوجستي للحزب


نقلت صحيفة "ها آرتس" عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن تدريبات الجيش الإسرائيلي تتمحور حاليا على احتمال اندلاع مواجهة عسكرية على الجبهة الشمالية مع لبنان. وقالت الصحيفة ، نقلا عن مصادرها، إن تغييرا أدخل مؤخرا على مهمة القوات المدرعة التي كانت ترابط في مرتفعات الجولان السورية المحتلة ، والتي أعدت أساسا لمواجهات قوات مدرعة. وبحسب مصادر الصحيفة ، فإن الأمر يعود إلى أن الجيش السوري أصبح ضعيفا جدا ولم يعد يشكل أي تهديد لإسرائيل (بعد تفكك قواته البرية وتشتتها في معظم أنحاء سوريا ، وتدمير أكثر من ثلثها في المدن والأرياف السورية، وسيطرة الجماعات الإسلامية المسلحة التابعة للأخوان المسلمين على امتداد خط وقف إطلاق النار وتشكيلها حاجزا فاصلا بين الجيش السوري وإسرائيل). ونقلت الصحيفة عن ضابط في الجيش الإسرائيلي قوله" إن العدو(السوري) لم يعد جيشا كما عرفناه، بل مجرد عصابة مسلحة". وطبقا لمصادر الصحيفة، فإن استعدادات الجيش الإسرائيلي بات تنطلق من "تعريف جديد للتهديد الحقيقي المتمثل حاليا في حزب الله (...) ولهذا فإن الفرق المدرعة التي كانت مخصصة لمواجهة مع سوريا ، انخرطت مؤخرا في التدرب على سيناريوهات مختلفة استعدادا للحرب مع لبنان".
على صعيد متصل، نقلت الصحيفة عن قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، الجنرال يائير غولان، قوله في مقابلة مع صحيفة"إسرائيل هايوم" إن "من الضروري الآن العمل (إسرائيليا) على إزالة الهالة التي تشكلت حول حزب الله ، والتأكيد على وجود إمكانية لهزيمته في الحرب المقبلة"، لافتا إلى أن تهديد حزب الله " يجب التعامل معه على أنه تهديد جدي وطبيعي، رغم وجود ميل للنظر إليه بصورة خيالية تفتقد للحدود العقلانية (...) فهو يستطيع أن يشوش على عمل الجيش الإسرائيلي، لكنه لا يستطيع إيقاف تقدمه". وطبقا للصحيفة، فإن قيادة المنطقة الشمالية باتت تعتقد أن الرد على تهديد حزب الله في الحرب المقبلة يجب أن يتركز على التوليف بين مستويين هما "التوغل البري في عمق الأراضي اللبنانية لعدد من الفرق العسكرية ، واستخدام كثيف من قبل سلاح الجو".
لكن الجنرال غولان يؤكد، بالمقابل، على أن حزب الله يعمل على إيجاد توازن استراتيجي مقابل إسرائيل"من خلال التزود بصواريخ بر ـ بحر للقضاء على تفوقنا البحري ، وصواريخ أرض ـ جو للقضاء على تفوقنا الجوي ، مع عدم نفي سعيه للتزود بسلاح كيميائي يلغي القدرة الإسرائيلية الاستراتيجية العليا"، في إشارة غير مباشرة للسلاح النووي لدى إسرائيل. ويشير غولان إلى أن حزب الله" منخرط على صعيد يومي في تعظيم قوته العسكرية ، فقد استثمر خلال لعمين الماضيين في وسائل قتالية كما ونوعا، بما في ذلك أجهزة القتال الليلي وصواريخ الدفاع الجوي". وأضاف القول" إن حزب الله عدو مرير لا يمكن التصالح معه ، وما نقوم به حاليا هول محاولة لردعه ، علما بأن الردع قد يكون أحيانا نافعا جدا، وأقل نفعا في الأحيان الأخرى". وختم بالقول" إنه(حزب الله) يواجه ضغطا نتيجة تفكك سوريا ، وهذ الضغط بات واضحا جدا ، لاسيما بعد أن أصبح مئات الآلاف من اللاجئين السنة السوريين يحيطون به على الأراضي اللبنانية ، فضلا عن تمركز عناصر من الجهاد العالمي( القاعدة ومشتقاتها) في لبنان، وهؤلاء يشكلون عدوا للشيعة وحزب الله، ويمكن أن يلعبوا دورا مهما في قتاله من الخلف ومشاغلته في أي مواجهة له مع إسرائيل(...) فالإسلام السياسي السني يعتبر الشيعة عدوه الأساسي وليس إسرائيل". لكن غولان يستدرك بالقول"رغم وجود تقدير بأن عدم الاستقرار في لبنان سيزداد عمقا مع الأيام القادمة، لكن حزب الله سينجح في مواجهة ذلك بمساعدة إيران".

عمان بعد زيارة أوباما: نصف انقلاب على الأسد ...ناهض حتر

في المؤتمر الصحافي المشترك في عمان (الجمعة 22 آذار الجاري)، كرر الرئيس باراك أوباما، مراراً، موقفه الداعي إلى تنحّي الرئيس بشار الأسد، بل إنه ذكّر الملك عبد الله الثاني بأنه كان السبّاق، في 2011، إلى طرح هذا الموقف؛ إلا أن الملك تجاهل الأمر، وألحّ على الصعوبات التي تواجهها المملكة، جراء التدفق المتنامي للاجئين السوريين. أوباما الذي طلب الاستمرار في فتح الحدود الأردنية، أمامهم، تعهّد بـ 200 مليون دولار لدعم هذه العملية. لكن، هناك مساعدات لم يتم الإعلان عنها لتمويل تدريب وتسليح المقاتلين «المعتدلين» التابعين للمعارضة السورية.
حملت زيارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، للأردن، رسالتين: «طبّعوا مع نتنياهو، وحاصروا الأسد». في الرسالة الأولى، الأقلّ أهمية، جادل الأردنيون، وزير الخارجية، جون كيري، في أولوية وقف الاستيطان قبل التطبيع؛ فمن وجهة النظر الأردنية، يحول استمرار الاستيطان في الضفة الغربية دون حل الدولتين، ويرتّب على الفلسطينيين خسارة مشروعهم، ويحمّل أعباءه الديموغرافية والسياسية للأردن.
على كل حال، ففي ضوء تجديد الدعم الأميركي المطلق للاحتلال الإسرائيلي وسياساته إزاء الضفة والفلسطينيين، فلا يوجد ما يفعله الجانب الأردني مع الإسرائيليين، اللهمّ إلا التنسيق بشأن سوريا. وهو ما أرادته واشنطن، بالضبط، من تطبيع العلاقات بين تل أبيب وأنقرة.
الرسالة الثانية، إذاً، هي الأهم. وإذا كان أوباما لم يستطع انتزاع موقف سياسي أردني بضرورة تنحي الأسد، فإن التفاهمات الأخرى بشأن سوريا كانت قد بدأت، سراً، قبل زيارة أوباما التي قصدت، أساساً، إبلاغ الملك الأردني الاعتراف بإصلاحاته السياسية، مقابل تعزيز الترتيبات الخاصة بتدريب وتسليح مقاتلين سوريين من المعارضة «غير الإرهابية»، وكذلك البحث عن صيغ ميدانية للتدخل الإنساني في جنوب سوريا.
الصيغة العامة التي طرحها أوباما حول الشأن السوري بالغة الغموض؛ إنه يخشى أن «تتحول سوريا إلى ملجأ للإرهابيين الذين يستغلون الفوضى في هذا البلد»، وهذه المقاربة إما كاذبة أو ساذجة؛ (1) ذلك أن تدريب المعارضين السوريين وتسليحهم ليسا سوى عملية تصب في الفوضى السورية، وليس العكس؛ فلن يكون بإمكان أولئك المعارضين، لا الآن ولا في المستقبل، تحقيق انتصار على الجيش العربي السوري وحلفائه الإقليميين والدوليين، إلا إذا حدث تدخل عسكري خارجي واسع النطاق من الواضح أنه ليس مطروحاً على الأجندة الأميركية في المدى المنظور، (2) إن التداخل العَقَدي والميداني بين المقاتلين التابعين للجيش الحر والإخوان المسلمين المعتبرين «معتدلين»، ومقاتلي «جبهة النصرة» التكفيرية الإرهابية، أكبر وأعقد من أن تنجح أي عملية جراحية تستهدف الفصل بين الطرفين. وفي الواقع، فإن «جبهة النصرة» هي الأقوى بين أجنحة الجماعات المسلحة السورية، تنظيماً وتدريباً ومالاً وانتحاريين. وهي تتمتع، فوق ذلك، بالقدرة العَقَدية على اجتذاب عناصر التمرد الطائفي المذهبي. ولكل ذلك، لا يستطيع أحد أن يضمن عدم انضمام المقاتلين المدربين في تركيا والأردن إلى مقاتلي «النصرة». واشنطن، في الواقع، تدعم الإرهابيين. والحق أنها تغطّيهم، اليوم، سياسياً؛ فهي لم تدن قيامهم، الأسبوع الفائت، باستخدام السلاح الكيماوي ضد المدنيين في حي يسيطر عليه الجيش العربي السوري، كما أنها لم تدن التفجير الإرهابي الأخير في مسجد الإيمان في دمشق، والذي راح ضحيته العلامة محمد سعيد رمضان البوطي و49 من المصلين معه. وأخيراً، فإنه من غير المفهوم كيف يمكن أن يؤدي تسليح المعارضين السوريين لهزيمة الجيش النظامي «إلى الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية»، كما يقول الأميركيون.
لاحظ الجانب الأردني، بوضوح، أنه ليس لدى الإدارة الأميركية، استراتيجية متكاملة حول سوريا، سوى تكتيكات مرحلية هدفها تحسين شروط التفاوض مع الروس الذين يصرّون، بعكس الأميركيين، على حلّ في ظل الأسد؛ فماذا إذا عُقدَت الصفقة الأميركية ـــ الروسية، وتُركَت عمان لمصيرها؟
إن تسليح المقاتلين السوريين وتدريبهم على الأراضي الأردنية، سوف يقود البلد، شاء أو أبى، إلى التورّط في تسهيلات مقصودة أو غير مقصودة للقوى الإرهابية التي ستتوسع باتجاه الأردن، في حالتي انتصار النظام السوري أو هزيمته، كما أن المزيد من العمليات القتالية في جنوب سوريا، سوف يؤدي إلى تحمل المملكة، أعباء المزيد من اللاجئين (الحاليين بحدود المليون والمحتملين بحدود المليونين). وهو عبء ديموغرافي وسياسي واقتصادي وأمني لا ينفع معه مئتا مليون دولار. أما فكرة التدخل الإنساني في جنوب سوريا، فهي بلا معنى من دون التورّط في الحرب. وهذا مستبعد. وتظل أسوأ نتيجة لنصف الانقلاب الأردني على دمشق، تتمثّل في خسارة تطوير العلاقات الاقتصادية مع العراق وروسيا.

تخصيص الفترة الصباحية للمصلين اليهود ..الرويضي: الاحتلال بدأ بتطبيق التقسيم الزماني للمسجد الأقصى


حذر مستشار ديوان الرئاسة لشؤون القدس أحمد الرويضي، من بدء سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بالتقسيم الزمني للمسجد الأقصى المبارك.
وذكّر الرويضي في تصريحات له بتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل الانتخابات، والتي طالب فيها بتقسيم المسجد الأقصى بشكل زماني يتبعه تقسيم مكاني على غرار ما حصل للحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل.
وأشار إلى أن شرطة الاحتلال بدأت فعليا بالتقسيم الزماني من خلال إعطاء الضوء الأخضر للجمعيات الاستيطانية للوصول إلى المسجد الأقصى واستباحة باحاته ومرافقه بأعداد كبيرة خاصة في الفترة الصباحية، وتشديد الإجراءات على المواطنين والتضييق عليهم لدى دخولهم إلى الأقصى.
وأوضح أن محاولة تسلل ثلاثة من المتطرفين اليهود إلى المسجد الأقصى عبر أسطح المنازل قبل عدة أيام، لن تكون الأخيرة وستتكرر في الأيام المقبلة بعد أخذ الغطاء من حكومة الاحتلال.
وأضاف الرويضي: 'اليوم ترجمت شرطة الاحتلال هذا الأمر من خلال محاولة نائب رئيس الكنيست الإسرائيلية موشيه فيجلن اقتحام الأقصى المبارك.
وأكد أن أفضل الآليات الممكنة لمواجهة هذا الخطر تكمن في دعم

وار بني غازي اغتصبوا امراتين بريطانيتين مسلمتين ..هيئة إغاثية: اختطاف متضامنين في ليبيا ضمن قافلة "مرمرة- غزة"


قالت مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية (IHH) إن خمسة من المتضامنين ضمن قافلة "مرمرة" البرية التي كانت في طريقها لقطاع غزة تم اختطافهم، مساء أمس، في ليبيا قبل أن يفرج عن أربعة منهم صباح اليوم الأربعاء.
وقال رئيس فرع مؤسسة (IHH) في قطاع غزة محمد كايا، لوكالة الاناضول التركية إن "خمسة باكستانيين يحملون الجنسيات البريطانية بينهم ثلاثة رجال وامرأتان، كانوا ضمن قافلة مافي مرمرة البرية اختطفوا مساء الثلاثاء في بنغازي أثناء محاولتهم مغادرة البلاد بعد منع السلطات المصرية للقافلة من دخول أراضيها وأفرج عن 4 منهم صباح اليوم وبقيت امرأة مختطفة حتى اللحظة".
وكشف كايا أن "المختطفين اغتصبوا المرأتين قبل أن يفرجوا عن إحداهما صباح اليوم".
وانطلقت قافلة "مافي مرمرة" التي تضم 25 ناشطًا من جنسيات مختلفة، في الـ25 من الشهر الماضي، من بريطانيا محمّلة بمساعدات طبيّة و11 سيارة إسعاف، إلى أهالي قطاع غزّة بهدف كسر الحصار المفروض على القطاع منذ نحو 6 سنوات، وانتقلت منها إلى فرنسا ثم إسبانيا فالمغرب حيث انتظرت خمسة أيّام قبل أن تدخل الجزائر فتونس، حتى علقت على الحدود التونسية الليبية منتصف الشهر الجاري لعدة أيام قبل أن يتم السماح لها بدخول ليبيا.
وبعد مرورها من ليبيا ووصولها للحدود المصرية، منعت السلطات المصرية القافلة من دخول أراضيها، "لعدم وجود تنسيق مسبق مع وزارة الخارجية، وعدم الحصول على تأشيرات لها قبل الوصول إلى بوابة المنفذ المصري بالسلوم على الحدود مع ليبيا"، نهاية الأسبوع الماضي، بحسب مصادر أمنية مسؤولة بالحدود المصرية، وهو ما نفاه نشطاء من منظمي القافلة.
وتتكون قافلة "مافي مرمرة" من بعض الذين شاركوا في سفينة أسطول الحرية "مافي مرمرة" التي انطلقت من تركيا إلى قطاع غزة، في مايو/أيار 2010، وتعرّضت لهجوم من جانب الجيش الإسرائيلي أسفر عن مقتل تسعة من المتضامنين الأتراك.

الاثنين، 25 مارس 2013

ما وراء المصالحة التركيّة الإسرائيليّة

يبقى الرهان على نتائج المصالحة الأخيرة التي إن انعكست نتائجها على سير الأمور في المنطقة، فحينها سيعرف الجميع أن كل الأحاديث عن أردوغان ودوره الإقليمي باتت حقيقة عملية، ستدخل تركيا والمنطقة في نفق مظلم.

كان الأسبوع الماضي حافلاً بالأحداث المثيرة التي انعكست وستنعكس بنتائجها على الوضع السوري أولاً والمنطقة عموماً. فبعد يومين من انتخاب غسان هيتو، الكردي القومية والأميركي الجنسية، في إسطنبول رئيساً لـ «الحكومة السورية المؤقتة»، كنتاج للتنسيق التركي ـــ القطري ـــ الأميركي، جاء إعلان زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان بوقف العمل المسلح ضد تركيا ليثبت العلاقة الاستراتيجية والتكتيكية بين الحدثين.
فالجميع يعرف أن مسلحي الكردستاني الذين دعاهم أوجلان لمغادرة تركيا، تحت ضمانات رسمية من رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، سيتوجهون إلى سوريا لدعم الميليشيات الكردية السورية التي تسيطر على المنطقة الكردية في سوريا.
أردوغان استعجل المصالحة والتحالف مع أوجلان لتحقيق المزيد من أهدافه في سوريا والمنطقة، وخصوصاً بعدما وصلت الأمور في سوريا إلى طريق مسدود بالنسبة إلى الحسابات التركية التي أثارت ردود فعل الشارع القومي التركي، الذي لم يجد أي مبرر منطقي للمصالحة بين أردوغان وأوجلان، كما هو لم يجد أي سبب منطقي لسياسات أردوغان في سوريا. وأراد أردوغان ووزير خارجيته، أحمد داوود أوغلو، أن يتجاوزا كل هذه الحسابات المعقدة عبر المزيد من التحالف مع واشنطن، التي اشترطت عليه، خلال زيارة وزير الخارجية جون كيري الأخيرة إلى أنقرة، أن يتصالح مع تل أبيب.
وربما لهذا السبب تراجع أردوغان، بداية الأسبوع الماضي، عن أقواله السابقة في ما يتعلق الصهيونية. وقال إنه لم يقصد ما قاله، وإنه ليس ضد اليهود أو الصهيونية، بل هو ضد سياسات إسرائيل في ما يتعلق بحقوق الشعب الفلسطيني.
وكان تراجع أردوغان هذا كافياً بالنسبة إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما ليقنع من خلاله رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو كي يتصل بأردوغان ويعتذر منه لما قام به الجيش الإسرائيلي ضد سفينة «مافي مرمرة» في 31 أيار 2010، على أن يستمر النقاش بين الطرفين في ما يخص التعويضات التي تطالب بها أنقرة لمتضرري العدوان الإسرائيلي. واكتفى نتنياهو بوعود كلامية في ما يتعلق برفع الحصار عن غزة، وهو المطلب الثالث الذي كانت أنقرة تطالب به كشروط أساسية للمصالحة مع إسرائيل.
هذه المعطيات ليست وحدها السبب الأساسي في اعتذار إسرائيل من تركيا، إذ لا تنكر أنقرة حاجتها الماسة إلى دعم اللوبي اليهودي في أميركا، الذي هدد بعرقلة زيارة أردوغان إلى واشنطن نهاية الشهر الجاري إذا لم تجرِ المصالحة مع تل أبيب. ومن المتوقع أن ترسَّخ المصالحة بزيارة مفاجئة لنتنياهو إلى تركيا قريباً جداً، وقبل زيارة أردوغان إلى أميركا.
كذلك يعرف الجميع أن الحسابات الإسرائيلية في ما يتعلق بتقاسم الثروات الغازية شرق الأبيض المتوسط قبالة السواحل القبرصية تتفق مع حسابات أنقرة، التي تتحكم في مصائر القبارصة الأتراك، في مقابل تنسيق وتعاون إسرائيلي مباشر وواسع مع القبارصة اليونانيين، وخصوصاً في هذه المرحلة التي هم فيها بحاجة ماسة فيها إلى مساعدات مالية عاجلة لمنع الإفلاس الرسمي، حالهم حال اليونان التي أنقذها الاتحاد الأوروبي مقابل التنازل عن إرادتها في موضوع قبرص، التي سيسعى الغرب إلى معالجتها على ضوء التطورات في سوريا ولبنان لما لهاتين الدولتين من علاقة مباشرة بالغاز الطبيعي الموجود حول الجزيرة القبرصية.
وبات واضحاً أن النظام في سوريا سيواجه خلال الأيام القليلة المقبلة المزيد من الضغوط السياسية والعسكرية عربياً وإقليمياً ودولياً، كنتاج للتحالف التركي- الإسرائيلي – الأميركي بتوابعه القطرية والسعودية، إن كان على نحو مباشر أو غير مباشر، وضمن العوامل النفسية التي ستزيد من معنويات المعارضة السورية، السياسية منها والمسلحة.
وسيسعى أردوغان إلى ضم أكراد سوريا إليها ضمن الصفقة التي أبرمها مع عبد الله أوجلان، الذي لا يعرف أحد بنود اتفاقه مع أردوغان مقابل إعلانه عن وقف العمل المسلح ضد تركيا.وتتحدث وسائل الإعلام التركية عن سيناريوهات مثيرة في هذا المجال، بما فيها اتفاق أنقرة مع واشنطن على رسم خارطة المنطقة من جديد، كما رسمها البريطانيون والفرنسيون في سايكس بيكو عام 1917، على أن يكون للأكراد كيان مستقل إقليمياً عبر الكيانات الفدرالية في كل من العراق وسوريا وإيران وتركيا.
ويخطط أردوغان لأن يكون حاميها الإسلامي العثماني لاحقاً، وهو ما أشار إليه أوجلان في رسالته بمناسبة عيد النورز حيث تحدث عن الإخاء العثماني الإسلامي منذ ألف سنة.
وترشح الكثير من السيناريوهات إيران لمرحلة ساخنة خلال الانتخابات الرئاسية في حزيران، وقد تشمل هذه المرة كل المناطق الإيرانية من عربستان إلى أذربيجان ثم كردستان إيران. ويتوقع البعض لهذه السيناريوهات والحسابات التركية أن تلتقي مع الحسابات الإسرائيلية، وخاصة في موضوع سوريا وإيران وحزب الله، التي كانت جميعاً السبب الرئيس في القبول المتبادل بين أردوغان ونتنياهو للاعتذار.
ويبقى الرهان على نتائج هذه المصالحة، التي إن انعكست نتائجها على سير الأمور في المنطقة، فحينها سيعرف الجميع أن كل الأحاديث عن أردوغان ودوره الإقليمي باتت حقيقة عملية، ستدخل تركيا والمنطقة في نفق مظلم لن يكون دعاء إخوان «الربيع العربي» كافياً لإخراجهم منها.
المصدر:
جريدة الأخبار اللبنانية

رئيس الوزراء الإسرائيلي يطلب من نظيره التركي التدخل لدى المعارضة السورية المسلحة من أجل السيطرة على الحدود السورية ـ اللبنانية

منقول عن موقع سوري


طلبت الحكومة الإسرائيلية من نظيرتها التركية ، وجهات غربية أخرى، يوم أمس التدخل لدى المعارضة السورية المسلحة الخاضعة لوصايتها من أجل أن تقوم هذه الأخيرة بالسيطرة على الحدود السورية ـ اللبنانية، بما في ذلك المعابر الشرعية وغير الشرعية. وقال مصدر في حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم لـلموقع إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، وخلال اتصاله بنظيره التركي أول أمس للاعتذار على جريمة سفينة"مرمرة" نزولا عند نصيحة الرئيس الأميركي، طلب من رجب طيب أردوغان التدخل لدى جماعة الأخوان المسلمين السورية وبقية المجموعات المعارضة الأخرى من أجل السيطرة على المعابر مع لبنان لمنع حزب الله من استخدامها في استقدام أسلحة وذخائر من سوريا أو من إيران عبر المطارات السورية.
وبحسب المصدر، فإن الطلب الإسرائيلي لم يكن الأول من نوعه، فقد وجهته الحكومة الإسرائيلية لعدد من الدول الغربية التي تتمتع بوصاية على مسلحي"الجيش الحر"، لاسيما الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، التي تزوده بالسلاح والتدريب والدعم الاستخباري. وتوقع المصدر أن تبدأ معركة السيطرة على المعابر السورية ـ اللبنانية، بما في ذلك النقاط الحدودية الرسمية، خلال أيام قليلة. ولفت المصدر إلى أن كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة التركية وصلت إلى لبنان خلال الأيام الأخيرة من أجل فتح جبهة في شمال لبنان بالتعاون بين "الجيش الحر" و المسلحين الأصوليين والسلفيين اللبنانيين والفلسطينيين بهدف السيطرة الكاملة على شمال لبنان والمناطق الشمالية الشرقية من أراضيه، المحاذية لمحافظة حمص السورية. وطبقا للمصدر، فإن المخابرات التركية طلبت فعلا من"الجيش الحر" يوم أمس تشكيل وحدة عسكرية خاصة مهمتها السيطرة على المعابر مع لبنان تكون بمثابة"حرس حدود"، بدلا من لواء "حرس الحدود" الحالي الخاضع للحكومة السورية.
وتعتقد إسرائيل أن أكبر خدمة تقدمها لها المعارضة السورية، باستثناء قلب النظام، هي السيطرة على المعابر مع لبنان وقطع طريق امدادات حزب الله من السلاح القادم من إيران عبر الأراضي السورية إلى مخازن الحزب في البقاع اللبناني الشمالي.
يشار في هذا السياق إلى "الجيش الحر" ، وبحسب ما قالته قناة"العربية"، كان أعلن قبل أيام أنه عثر في منطقة جنوب غرب حمص على أحد المعابر السرية التي يستخدمها حزب الله منذ سنوات طويلة لتمرير الصواريخ القادمة من إيران إلى مخازنه في بعلبك، وإنه يعمل على إغلاقها.