الأربعاء، 27 مارس 2013
صحيفة "ها آرتس" : إسرائيل تستعد للحرب على حزب الله بعد انهيار الجيش السوري وتحوله إلى عصابة مسلحة وفقدانه القدرة على تأمين غطاء لوجستي للحزب
نقلت صحيفة "ها آرتس" عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن تدريبات الجيش الإسرائيلي تتمحور حاليا على احتمال اندلاع مواجهة عسكرية على الجبهة الشمالية مع لبنان. وقالت الصحيفة ، نقلا عن مصادرها، إن تغييرا أدخل مؤخرا على مهمة القوات المدرعة التي كانت ترابط في مرتفعات الجولان السورية المحتلة ، والتي أعدت أساسا لمواجهات قوات مدرعة. وبحسب مصادر الصحيفة ، فإن الأمر يعود إلى أن الجيش السوري أصبح ضعيفا جدا ولم يعد يشكل أي تهديد لإسرائيل (بعد تفكك قواته البرية وتشتتها في معظم أنحاء سوريا ، وتدمير أكثر من ثلثها في المدن والأرياف السورية، وسيطرة الجماعات الإسلامية المسلحة التابعة للأخوان المسلمين على امتداد خط وقف إطلاق النار وتشكيلها حاجزا فاصلا بين الجيش السوري وإسرائيل). ونقلت الصحيفة عن ضابط في الجيش الإسرائيلي قوله" إن العدو(السوري) لم يعد جيشا كما عرفناه، بل مجرد عصابة مسلحة". وطبقا لمصادر الصحيفة، فإن استعدادات الجيش الإسرائيلي بات تنطلق من "تعريف جديد للتهديد الحقيقي المتمثل حاليا في حزب الله (...) ولهذا فإن الفرق المدرعة التي كانت مخصصة لمواجهة مع سوريا ، انخرطت مؤخرا في التدرب على سيناريوهات مختلفة استعدادا للحرب مع لبنان".
على صعيد متصل، نقلت الصحيفة عن قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، الجنرال يائير غولان، قوله في مقابلة مع صحيفة"إسرائيل هايوم" إن "من الضروري الآن العمل (إسرائيليا) على إزالة الهالة التي تشكلت حول حزب الله ، والتأكيد على وجود إمكانية لهزيمته في الحرب المقبلة"، لافتا إلى أن تهديد حزب الله " يجب التعامل معه على أنه تهديد جدي وطبيعي، رغم وجود ميل للنظر إليه بصورة خيالية تفتقد للحدود العقلانية (...) فهو يستطيع أن يشوش على عمل الجيش الإسرائيلي، لكنه لا يستطيع إيقاف تقدمه". وطبقا للصحيفة، فإن قيادة المنطقة الشمالية باتت تعتقد أن الرد على تهديد حزب الله في الحرب المقبلة يجب أن يتركز على التوليف بين مستويين هما "التوغل البري في عمق الأراضي اللبنانية لعدد من الفرق العسكرية ، واستخدام كثيف من قبل سلاح الجو".
لكن الجنرال غولان يؤكد، بالمقابل، على أن حزب الله يعمل على إيجاد توازن استراتيجي مقابل إسرائيل"من خلال التزود بصواريخ بر ـ بحر للقضاء على تفوقنا البحري ، وصواريخ أرض ـ جو للقضاء على تفوقنا الجوي ، مع عدم نفي سعيه للتزود بسلاح كيميائي يلغي القدرة الإسرائيلية الاستراتيجية العليا"، في إشارة غير مباشرة للسلاح النووي لدى إسرائيل. ويشير غولان إلى أن حزب الله" منخرط على صعيد يومي في تعظيم قوته العسكرية ، فقد استثمر خلال لعمين الماضيين في وسائل قتالية كما ونوعا، بما في ذلك أجهزة القتال الليلي وصواريخ الدفاع الجوي". وأضاف القول" إن حزب الله عدو مرير لا يمكن التصالح معه ، وما نقوم به حاليا هول محاولة لردعه ، علما بأن الردع قد يكون أحيانا نافعا جدا، وأقل نفعا في الأحيان الأخرى". وختم بالقول" إنه(حزب الله) يواجه ضغطا نتيجة تفكك سوريا ، وهذ الضغط بات واضحا جدا ، لاسيما بعد أن أصبح مئات الآلاف من اللاجئين السنة السوريين يحيطون به على الأراضي اللبنانية ، فضلا عن تمركز عناصر من الجهاد العالمي( القاعدة ومشتقاتها) في لبنان، وهؤلاء يشكلون عدوا للشيعة وحزب الله، ويمكن أن يلعبوا دورا مهما في قتاله من الخلف ومشاغلته في أي مواجهة له مع إسرائيل(...) فالإسلام السياسي السني يعتبر الشيعة عدوه الأساسي وليس إسرائيل". لكن غولان يستدرك بالقول"رغم وجود تقدير بأن عدم الاستقرار في لبنان سيزداد عمقا مع الأيام القادمة، لكن حزب الله سينجح في مواجهة ذلك بمساعدة إيران".
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق