ودعا بيريز الى العمل ضدّ المحاولات الإيرانية لتطوير صواريخ بعيدة المدى قادرة على حمل رؤوس نووية. وأثنى على الموقف الأوروبي بفرض عقوبات اقتصادية، مشيراً الى أن هناك خيارات أخرى على الطاولة، إن لم يستجيبوا. ودعا الاتحاد الاوروبي الى رفع الصوت عالياً في مواضيع حقوق الانسان بوجه النظام الايراني. وتشجيع الشعب هناك للكفاح من أجل الحرية.
وبالنسبة إلى القضية الفلسطينية، رأى بيريز أنه خلال فترة قصيرة ستُشكَّل حكومة جديدة في اسرائيل، وبذلك تتوافر فرصة لتجديد المفاوضات وتحقيق الدولتين، مشيراً إلى أنه لا يوجد حل آخر، وأنه يعرف رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن منذ سنوات، وأنه «شريك حقيقي للسلام»، وأن «إسرائيل تعيش في محيط هائج، ويجب عليها أن تدافع عن نفسها، وأن تجلب الهدوء إلى هذا البحر». وأكد أن «لعملية السلام بداية متفقاً عليها وحلاً متفقاً عليه، هو دولتان لشعبين: دولة عربية ــ فلسطين، ودول يهودية ــ إسرائيل، تعيشان بسلام وأمن وتعاون اقتصادي».
وكان لرئيس أركان الجيش الاسرائيلي بني غانتس، موقفه من التحديات والتغيرات التي تشهدها الجبهات المختلفة المحيطة بالدولة العبرية، خلال كلمة مطولة أمام مؤتمر هرتسيليا السنوي. ورأى أن سمة «عدم الاستقرار» هي ما يميز منطقة الشرق الأوسط في ضوء ما يجري في سوريا ومصر والوضع الحساس في الأردن وبفعل تسلح حزب الله والواقع الأمني في قطاع غزة، لافتاً الى ضرورة عدم تجاهل تداعيات عملية «عمود السحاب» في المنطقة وتحديداً ما يتعلق بالحراك الشعبي الفلسطيني في الضفة الغربية التي تصاعدت في الفترات الأخيرة.
وفي الوقت الذي رفض غانتس التطرق الى الموضوع الايراني، وصف الوضع في سوريا بأنه «عديم الاستقرار وخطر بمستوى فوق العادة». وشدد على أن لدى الجيش السوري قدرات استراتيجية هائلة ويمكن أن تتدحرج الى المنظمات الارهابية».
من جهة ثانية، استبعد غانتس نشوب حرب ضدّ اسرائيل في الفترة القريبة، مؤكداً أن احتمال «تدهور الاوضاع مرتفع جداً»، مضيفاً: «لا يمر أسبوع، وتقريباً لا يمر يوم واحد لا اتعامل فيه مع موضوع هو بالنسبة إليكم لا شيء، لكن من المحتمل أن يتطور الى حدث استراتيجي واسع النطاق، هذا هو الواقع الذي نعيش فيه».
الى جانب هذا الواقع الاستراتيجي، لفت غانتس الى أنّ «تحديات المستقبل باتت أكثر تعقيداً من الماضي، رغم أنها أحياناً ليست بنفس مستوى الصعوبة»، وخصوصاً أنه لا مفر أمام الجيش الا القتال داخل المناطق المبنية، وكمثال على ذلك قدم نموذج عملية «عمود السحاب». ورأى بنظرة الى المستقبل أنه «سيُطلب من الجيش تفعيل قدرات نارية اكبر، وذات نطاق اكبر الى جانب الحرب الاعلامية»، مؤكداً أن التهديدات لا تختفي، لكنّ القائمين عليها تغيروا فقط، وسنواجههم في صيغتهم الجديدة. ونتيجة ذلك التطور الذي شهدته التهديدات، أكد أنه «قبل كل شيء، سنبدأ بتطوير قدرات الاستخبارات الخاصة بنا وتقويتها، فهي ضرورية للساعات الروتينية ولساعات الطوارئ، في ساعات الحرب ولدى الاستخدام الصحيح للقوة».
الى ذلك، أوضح غانتس أنّه لتثبيت قدرات الجيش يجب تعزيز القدرة الهجومية من الجو والبر والبحر، بقدرات هجومية كبيرة وواسعة النطاق وبشكلٍ ملاصق الى حدٍّ كبير لقواتنا. وقال: «وعلينا أن نعزز المناورات الميدانية، لأننا قد نقوم بمواجهة قوات عسكرية، ولأنه اذا ما أردنا التوصل الى حد بعيد المدى فإنه لا يُمكننا الاكتفاء بالمنظومة النارية فقط، بل بالدخول الى داخل الأنفاق في غزة وإلى داخل الغابات في لبنان، لأن العدو هناك. هذه ليست عبارة عن لعبة فــــيديو، هذا الأمر يتطلب الوجود الميداني، ويجب علينا أن نُعدّ قواتنا لهذا الأمر. نحن بحاجة الى المناورات المرنة الآمنة والمحمية، التي يُمكنها الحصول على المعلومات الاستخبارية، وأن تلائم نفسها للوضع الجديد»، أوضح غانتس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق