الأربعاء، 31 ديسمبر 2008

عمر سليمان يستنجد بدحلان لأعمال تخريب في غزّة ... بقلم ابراهيم الامين

لم يكن حاكم مصر حسني مبارك في حاجة إلى قول ما قاله أمس، حتى يعرف العالم أن هدف الحرب الإسرائيلية هو فرض قواعد أمنية وسياسية وإنسانية مختلفة في قطاع غزة وعند حدوده مع مصر أو مع بقية فلسطين المحتلة، إذ إن ربطه فتح معبر رفح بتسليمه إلى عناصر أمنية تعمل تحت سلطة الرئيس محمود عباس، وبإشراف مراقبين دوليين، هو نفسه الكلام الذي كان يفترض بـ«حماس» وبقوى المقاومة القبول به على طاولة الحوار التي كانت الاستخبارات المصرية تعمل على جمعها بقصد التمديد لأبو مازن، وإنهاء مفاعيل الانتخابات التشريعية، وتحويل الحركة الإسلامية إلى فرقة صغيرة، إضافة إلى فرض حسابات مصر الإقليمية والدولية على الفلسطينيين. ومع ذلك، فإن وزير خارجية النظام هناك، أحمد أبو الغيظ، الذي أظهر مهارة فائقة في شرح تورّط حكومته بالعدوان على غزة، سارع إلى أنقرة وعرض على المسؤولين الأتراك ورقة تتضمن البنود نفسها: وقف لإطلاق النار مع تجديد للتهدئة من دون شروط، وإطلاق الحوار وفق قاعدة أن سلطة عباس هي المرجعية، وتولّيها أمن المعابر بضمانات دولية. لم ينتبه أبو الغيظ لماذا انتقلت مصر، خلال أيام قليلة، من موقع الجهة الراعية لتفاصيل الملف الفلسطيني، إلى مجرد طرف، علماً بأن رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» خالد مشعل، كان قد اجتمع برئيس الاستخبارات المصرية عمر سليمان على هامش أداء العمرة في السعودية، وقال له «في المنطقة دول إقليمية نافذة. لن أذكر لك سوريا، لأنك ستقول إن كلامي مرتبط بوجودنا هناك، ولكن هناك تركيا وإيران وإسرائيل. وللأسف لم تعد مصر لاعباً كبيراً، وإن السياسة التي تتبعونها أفقدتكم الدور الذي لم يكن أحد يرغب في أن يكون خارج مصر».لم يكن هذا الجواب مريحاً لرئيس الاستخبارات المصرية، الذي يسعى لأن يحصد علامات إيجابية من عواصم القرار لعلّ في ذلك ما يرفع رصيده كمرشح لخلافة حسني مبارك، ما زاد من غضبه على مشعل وعلى «حماس كلها»، وهو الذي يعرف أن إسرائيل تسير نحو الصدام، ثم كان له رأيه الداعم، لأن ما أصاب «صبيانه» في فريق 14 آذار اللبناني عندما عجزوا عن تحقيق وعدهم بنزع سلاح المقاومة بالحوار، أصابه هو، ووجد نفسه مؤيداً لعمل تأديبي تقوم به إسرائيل بغية جعل «حماس» تعود إليه رافعة الراية البيضاء. ولأن في إسرائيل من أقنعه بأن الأمر سهل ويحتاج إلى أيام فقط، سارع عمر سليمان إلى وضع الخطة البديلة
■ ما بعد إزاحة «حماس»فجأة دبت الحركة في المداخل الخاصة لمطار القاهرة. أول الواصلين كان محمد دحلان، رجل مصر الأول في غزة الذي فرّ بعدما أُحبط مشروعه للانقلاب على نتائج الانتخابات هناك، ولحق به عدد آخر من القيادات والكوادر الأمنية، سواء تلك التي وزعت على عدد من دول الخليج، أو تلك التي انتقلت إلى رام الله أو الأردن. وبرنامج العمل محصور في بند واحد: الاستعداد ومباشرة الخطوات الآيلة إلى السيطرة على الوضع في قطاع غزة عند انهيار «حماس». وبدل أن يظل الكلام نظرياً، قررت الجهات الأمنية في القاهرة توزيع هؤلاء بين القاهرة، حيث تجري الاتصالات، ومقر خاص في مدينة العريش لمتابعة الأحداث.دحلان، الذي وصل إلى القاهرة، أول من أمس، أجرى اتصالات مع مسؤولين في الاستخبارات العامة. تحدث عن اتصالات أجراها مع مسؤولين في الولايات المتحدة ومع بريطانيا وفرنسا، وهو رفض مقابلة الصحافيين، لكنه أبلغ من يهمه الأمر أن ما يجري في غزة اليوم سوف يكون مقدمة لحالة من الفوضى. وتوقع دحلان أن يخرج أبناء غزة في تظاهرات تطالب «حماس» بإلقاء السلاح ومغادرة القطاع
■ ودور عباس في الداخل :رغم أن المعلومات الواردة خلال الساعات الماضية من غزة تفيد بأن أجهزة الأمن اتخذت إجراءات لقمع حاسم، ولو بالرصاص، لأي محاولة انقلابية يقوم بها أنصار دحلان، فإن الامر لا يقتصر على هذه المجموعات، إذ إن الرئيس عباس كلّف مستشاره نمر حماد تنسيق الأوضاع على الأرض مع القيادات الإسرائيلية المعنية، والهدف هو منع اندلاع انتفاضة شعبية أو مسلحة في الضفة الغربية. وتولّى عناصر من الشرطة التابعة لسلطة عباس توقيف واعتقال متظاهرين بحجة أنهم يعدّون لأعمال أمنية تخريبية، علماً بأن إيهود باراك كان قد كلّف قائد قيادة المنطقة الوسطى في جيشه الاجتماع مع قادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية في مدينة جنين، حيث طالب الجنرال الإسرائيلي «بضرورة اتخاذ المزيد من الإجراءات الأمنية لمنع عناصر حماس من القيام بعمليات عسكرية». وسمع الجنرال الإسرائيلي في المقابل، وتحديداً من وزير الداخلية في سلطة رام الله عبد الرزاق اليحيى، أن لديه تعليمات واضحة بـ«إلقاء القبض على كل العناصر التي يمكن أن تثير الشغب من أئمة في المساجد وناشطين في المجموعات الطالبية وفي نقابات الأطباء والمهندسين والمعلمين».
■ مبارك وليفني وعباس : ومع أن في مصر من لا يريد التعليق على اتهام النظام هناك بالتواطؤ، إلا أن المتابعين يتحدثون عن تقارير دبلوماسية عن نتائج زيارة وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني والرئيس عباس إلى القاهرة عشية وغداة انطلاق العدوان. حتى إن دبلوماسيين أوروبيين ينقلون عن نظراء لهم في تل أبيب قولهم إن ليفني تحدثت صراحة أمام قياديين من حزبها عن نتائج زيارتها، وقالت إنها «تحدثت صراحة مع الرئيس مبارك والوزير أبو الغيط ورئيس الاستخبارات عمر سليمان عن قرار حاسم من إسرائيل بضرب حماس وعدم انتظار أي جهود، وأنها ترى في عملية جراحية كبيرة في غزة نموذجاً صالحاً للتعميم باتجاه لبنان، وتحديداً باتجاه حزب الله»، وأنها وضعت المصريين «في أجواء رغبتها في تكليف شاؤول موفاز مهمة وزير الدفاع إذا فازت برئاسة الحكومة، وأنها طلبت منه منذ الآن إعداد الخطط الخاصة بعملية حاسمة ضد حزب الله».أما مع الرئيس عباس، فإن مبارك شجّعه على السير في خطوات لمحاصرة «حماس» وتطويعها، وأبلغه أنه حصل على تأييد أميركي وأوروبي وروسي لتمديد ولايته. وشدد مبارك أمام عباس على أن «حماس صاحبة مصلحة في نسف التهدئة واستئناف المواجهات، لأن التوتر يبقيها مسيطرة على غزة».
■ الوساطة التركية وموقف «حماس»:
إلا أن كلّ الكلام الدبلوماسي لم يعد ينفع داخل الحلبة العربية نفسها. ويبدو أن الوساطة التركية ستكون الأساس بالنسبة إلى المرحلة المقبلة. وإلى جانب اجتماعه بالرئيس السوري بشار الأسد، اليوم، فإن رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان سيسمع من مشعل كلاماً واضحاً عما يجري. وبحسب ما هو مفترض، فإن مشعل سوف يؤكد لأردوغان عدم معارضة الحركة لأي وساطة تستهدف وقفاً فورياً للعدوان. لكنّ الشروط التي تجعل الهدوء يستمر «تتطلّب تهدئة من نوع مختلف، حيث لا مجال لبقاء الحصار تحت أي ظرف، وحيث لا يمكن أن تتوقف الصواريخ إذا لم تتوقف العمليات العسكرية والأمنية والاغتيالات، وحيث إن الأمر لا يتم في غزة فحسب، بل في الضفة أيضاً، وحيث إن أمن المعابر سيكون بيد الحكومة المنتخبة، لا بيد آخرين، والحوار الفلسطيني ـــــ الفلسطيني له ظروفه، لكنّه ليس شرطاً لوقف العدوان».وثمة من ينظر إلى موقف «حماس» هذا على أنه تصعيد في الهواء، لكنّ مشعل يعي حقيقة الوضع على الأرض. وعمليات الساعات الأولى التي أدّت إلى نتائج وحشية ومجازر سبّبت أذية للحركة، لكنّها لم تصب القيادات السياسية ولا القيادات العسكرية. وصدمة الساعات الأولى ذهبت، وثمة قدرة على إدارة المعركة، وثمة إمكانات وقدرات تكفي لأسبايع طويلة، وثمة تقديرات بأن خسائر إسرائيل ستزداد يوماً بعد يوم.المفيد في المشهد الإسرائيلي أن باراك الذي يتسلّق شجرة غزة، سيدرك خلال أيام حاجته إلى النزول، وهو يعرف أنه ليس في إسرائيل ولا في فلسطين ولا في العالم من يقدر على مساعدته، ولذلك قرّر أن يبقي السلّم معه منذ اللحظة الأولى.

اسرائيل تخطط لاحتلال أطراف المدن في القطاع واستخدام الوحدات الخاصة

في ضوء فشل الجيش الاسرائيلي في تحقيق الأهداف التي رسمت له، وبعد خمسة أيام من القصف الجوي العنيف والتدمير والتقتيل الذي ارتكبته اسرائيل، فان جنرالات الحرب يخططون لاستخدام أساليب ضغط جديدة على شعب القطاع والمقاومة هناك.
فقد أكدت مصادر مطلعة لـ (المنـــار) أن الجيش الاسرائيلي يسعى الى احتلال أطراف المدن في القطاع، والبقاء فيها مدة طويلة ، تنطلق منها الوحدات الخاصة لتنفيذ عمليات خطف واغتيال وتفجير في محاولة لتعزيز قوة الردع الاسرائيلية التي تهشمت.

بعد أن فعلوها في حرب تموز .. زعماء عرب يتصلون بأولمرت و يحثونه على عدم وقف العدوان على غزة

القدس - قالت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية ان رئيس الحكومة الاسرائيلية إيهود اولمرت رد على زعماء دول أجنبية اتصلوا به في الأيام الأخيرة للمطالبة بوقف اطلاق النار في غزة إن "زعماء عرب يحثوني على عدم وقف العملية العسكرية والاستمرار في توجيه الضربات العسكرية ضد حماس".
ونقلت "هآرتس" عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن أولمرت وضع شروطاً أمام حماس لاستئناف التهدئة وهي وقف إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، ووقف العمليات خاصة الأنفاق المفخخة وزرع العبوات الناسفة على طول الشريط الحدودي، ووقف تهريب الأسلحة الى قطاع غزة، وإنشاء نظام مراقبة للتأكد من تطبيق حماس لهذه الشروط.
وأضافت "هآرتس" أن أولمرت يعتبر أن العمليات العسكرية لم تستنفد بعد وأنه حتى لو وافق على هدنة لـ48 ساعة فإنه معنيّ بإنهاء سلسلة عمليات عسكرية في القطاع من أجل توجيه المزيد من الضربات لحماس وإضعافها ودفعها إلى طلب وقف إطلاق نار طويل الأمد بشروط جيدة بالنسبة لإسرائيل.
وذكرت الصحف الإسرائيلية الأربعاء أن الاجتماع الذي عقد الثلاثاء الذي ضمّ أولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني ووزير الدفاع ايهود باراك، رفض المبادرة الفرنسية بالشكل الذي طرحه وزير الخارجية برنارد كوشنير، لكن إسرائيل بلورت شروطاً لموافقتها على وقف العملية العسكرية في القطاع.
وكان كوشنير اتصل هاتفياً بباراك مرتين الثلاثاء، وطرح عليه المبادرة بخصوص الهدنة.
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن باراك وافق على التوصية أمام "الحكومة الأمنية" بقبول الهدنة شرط أن تتوقف الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة عن إطلاق الصواريخ باتجاه جنوب إسرائيل.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه لدى دخول القادة الثلاثة إلى اجتماع "المطبخ الصغير"، كانت مواقفهم مختلفة، إذ تحفظ أولمرت على المبادرة الفرنسية فيما أيّدها باراك، في حين قال مقرّبون من ليفني أنها لم تكن قد بلورت موقفاً قبل الاجتماع.
وانتقد أولمرت وليفني وزير الدفاع الاسرائيلي بحجة وقوفه وراء الأنباء التي تردّدت في وسائل الإعلام الإسرائيلية حول توصية قدمتها وزارة الدفاع الى أولمرت بالموافقة على هدنة.
وأضافت الصحيفة أن أولمرت قال خلال الاجتماع إنه لن يطرح موضوع الهدنة على طاولة بحث الحكومة المصغرة للشؤون السياسية والأمنية التي ستلتئم الاربعاء لبحث استمرار العمليات العسكرية في القطاع، وذلك بعد أن قال رئيس "الشاباك" يوفال ديسكين خلال الاجتماع إنه "لا توجد مشكلة إنسانية في القطاع".
وقرّرت "الحكومة المصغرة" أن تستمر إسرائيل في إجراء مباحثات مع زعماء دول بينها فرنسا وتركيا حول كل ما يتعلق بالحرب على غزة.
ونقلت "يديعوت أحرونوت" عن مقرّبين من باراك قولهم إنه خلال اليومين المقبلين ستدقق إسرائيل في مدى جدية نوايا حماس، وفي حال ساد الهدوء، سيبدأ الجانبان مفاوضات غير مباشرة حول اتفاق تهدئة، معتبرين أن خطوة كهذه "ستمنح إسرائيل نقاطا لصالحها في العالم".
وصادقت الحكومة الإسرائيلية الثلاثاء، من خلال محادثات هاتفية أجراها سكرتير الحكومة عوفيد يحزقيل مع الوزراء، على إصدار أوامر عسكرية لتجنيد 2500 جندي في الاحتياط إضافة إلى 6700 جندي احتياط تم تجنيدهم في مطلع الأسبوع الحالي وذلك استعدادا لاحتمال شن عملية برية في القطاع.

روبرت فيسك: الغرب يتحدث كما لو كانت الدبابات الفلسطينية في شوارع تل أبيب

شن الكاتب البريطاني البارز روبرت فيسك هجوما حادا على الدول الغربية، وخصوصا الولايات المتحدة وبريطانيا، بسبب موقفها الذي وصفه بالمنحاز دائما إلى جانب إسرائيل، حيث سخر من مساواة الغرب بين الفلسطينيين والإسرائيليين في المطالبة بضبط النفس، كما لو "كانت الدبابات الفلسطينية في شوارع تل أبيب". وحذر فيسك، في مقاله على صحيفة الإندبندنت البريطانية الاثنين 29 ديسمبر، من أن العدوان الإسرائيلي الحالي على قطاع غزة لن يحقق أهدافه المعلنة بـ"تغيير قواعد اللعبة" في الأراضي المحتلة. وقال فيسك: "ليس من الواضح عدد المدنيين بين قتلى غزة، لكن رد إدارة بوش، ناهيك عن رد الفعل الجبان من جوردن براون، يؤكد للعرب مجددا ما علموه طوال عقود: أنه مهما كافحوا ضد أعدائهم فإن الغرب سوف يتخذ جانب إسرائيل". وأضاف فيسك في مقاله الذي حمل عنوان "القادة يكذبون، والمدنيون يموتون، ودروس التاريخ يجري تجاهلها": "إن حمام الدم، كالعادة، كان خطأ العرب، الذين لا يفهمون سوى لغة القوة". وتابع الكاتب البريطاني ساخرا: "ودائما كان السيد بوش الأب أو السيد كلينتون أو السيد بوش الابن أو السيد بلير أو السيد براون يطالبون الجانبين بممارسة 'ضبط النفس'، كما لو كان الفلسطينيون والإسرائيليون يملكون طائرات إف18 ودبابات ميركافا ومدفعية أرضية". وأشار فيسك إلى أن صواريخ حماس لم تقتل سوى 20 إسرائيليا طوال ثماني سنوات، في حين أدت الغارة التي قام بها الطيران الإسرائيلي في يوم واحد إلى قتل حوالي 300 فلسطيني. وتابع فيسك: "لقد قالت (وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة) مادلين أولبرايت إن إسرائيل 'تحت الحصار' كما لو كانت الدبابات الفلسطينية في شوارع تل أبيب". وتعليقا على إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أن الهدف من الاعتداء الإسرائيلي هو "تغيير قواعد اللعبة" قال روبرت فيسك إن العملية الإسرائيلية لن تحقق هذا الهدف ولن تغير قواعد اللعبة. وأوضح فيسك أن مقتل عناصر حماس لن يؤدي إلى الاعتراف بإسرائيل أو التقارب مع السلطة الفلسطينية أو إلقاء السلاح أو الاستسلام أو أي من أهدافها الأخرى. ولفت فيسك إلى أنه في الوقت الذي كان الجيش الجمهوري الأيرلندي يقوم بإطلاق قذائف الهاون على أيرلندا الشمالية، وتقوم مجموعاته بعبور الحدود لمهاجمة نقاط الشرطة والبريطانيين البروتستانت، لم تقم بريطانيا بإطلاق سلاحها الجوي لضرب الجمهورية الأيرلندية. وتساءل الكاتب الصحفي: "هل قام سلاح الجو الملكي بقصف الكنائس وناقلات البترول ونقاط الشرطة ومهاجمة 300 مدني لتلقين الأيرلنديين درسا؟" وأجاب فيسك على التساؤل بقوله إن هذا لم يحدث "لأن العالم كان سيعتبر هذا سلوكا إجراميا". وختم فيسك مقاله بالقول: "الإسرائيليون يهددون بهجمات برية، وحماس تنتظر معركة أخرى، وسياسيونا الغربيون ينحنون في جحورهم الجبانة، وفي مكان ما في الشرق، في كهف.. أو في سرداب.. أو في جانب أحد الجبال.. ثمة رجل معروف يبتسم مرتديا عمامة".

اتفووو! ...... بقلم محمد عايش

ماذا يمكن أن نقول لوزير خارجية يعتبر دخول الفلسطينيين الى بلاده انتهاكاً لسيادتها، لكن القصف الاسرائيلي لأراضيها لا تعليق عليه؟.. اتفووو! ماذا نقول لوزير خارجية يستقوي على الضعفاء فيدين الضحايا الذين لا حول لهم ولا قوة، ويتجنب المساس بمشاعر السفاحين القتلة لئلا تتهاوى معنويات سكاكينهم؟.. اتفووو! ماذا نقول لوزير غرر بالفلسطينيين بأن طمأنهم بأن لا هجوم سيستهدفهم، فأرسلوا أطفالهم الى المدارس، ونساءهم الى الأسواق، وشيوخهم الى المساجد، فجاءتهم طائرات الاحتلال من حيث لا يعلمون، ومن حيث يعلم هذا الوزير الموزور؟؟.. اتفووو! ماذا نقول لمن يمنع الدواء عن المرضى، والطعام عن الجوعى، والحليب عن الأطفال، والمياه عن العطشى؟.. اتفووو! ماذا نقول لمن يمنع اسعاف جرحى ينزفون الدم، ويمنع الأطباء من علاجهم، ويمنع حتى البشر من التضامن معهم أو التفكير في التعاطف معهم، ويحتجز معونات يُفترض أن تنقذ ما يمكن انقاذه لو وصلت في الوقت المناسب؟.. اتفووو! ماذا نقول لمن يزود اسرائيل بالغاز بأسعار تفضيلية وشبه مجانية، ويمنع عن الفلسطينيين الوقود لتشغيل سيارات اسعافهم، والكهرباء التي يحتاجونها لتشغيل غرف الانعاش وانارة المستشفيات؟.. اتفووو! ماذا نقول لمن يتحالف مع الاحتلال العدواني التوسعي الذي يهدد بلاده، تماماً كما يهدد بقية أشقائه، ويدير ظهره لمبادرات العرب؟.. اتفووو! ماذا نقول لمن يسمع ويشاهد أنَّات الجرحى، وآهات الثكالى، وعويل الأطفال، وصيحات الأرامل والمعذبين، ودموع الشيوخ العاجزين.. فلا يتحرك فيه أي ساكن؟.. اتفووو! باختصار شديد: ماذا يمكن أن نقول لمعالي السيد أحمد أبو الغيط؟

هذه فرصة الانتفاضة الثالثة .... بقلم رشاد ابو شاور

من جديد، يضرب (رّب الجنود) بسعار ووحشيّة، هو الذي اعتاد أن لا يرتاح في (اليوم السابع)، ما دام ثمّة لحم ودم فلسطيني في متناول أنيابه ومخالبه.يهوه لا يُسبت، وجنرالاته يسرونه بإحراق لحم الفلسطينيين، الذي يطيب له تشممه. باراك المتباهي بقتل القادة الثلاثة في (فردان) ببيروت، وبأبي جهاد في (تونس)، والذي عانقه (قادة) فلسطينيّون، وصافحوه بحرارة، يجد في (غزّة) هو والجنرالات المهزومون على أرض لبنان، وبكل آلتهم العسكريّة، فرصة للثأر من هزيمة رجّت أسس التفوّق الذي اعتاد على امتلاكه جيش بنى لنفسه دولة، وارتبط مصير الدولة تلك بمدى قوّته، وتدنّي قوّة العرب الذين يواجهونه غالبا بضعفهم وتشتتهم.العدوان الوحشي على غزّة جاء بعد عمليّة الترويج للمبادرة (العربيّة) الخانعة، على صفحات صحف العدو،وصحف عربيّة ارتزاقيّة، مدفوعة الأجر كإعلانات، ترويجا لسلام رسمي تخلى حتّى عمّا أقرته (الشرعيّة) الدوليّة، وخاصة القرار 194 الذي ينص على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين.أن يرسل قادة جيش العدو ستّين طائرة حربيّة لتقصف مكاتب إسمنتيّة متواضعة، بصواريخ تدميريّة، وكأن غزّة تملك مطارات يُراد تدميرها كما حدث الأمر صبيحة 5 حزيران /يونيو 67 - فالهدف، من جديد إحداث (صدمة وترويع)، رغم فشل الصدمة والترويع في لبنان الذي فاجأتهم مقاومته، وأذلتهم، وأخزتهم...الحصار الشرس لم يدفع فلسطينيي القطاع لإعلان (التوبة) عن المقاومة، والتنازل عن الحقوق، و..أجزم أنّ الصدمة والترويع، بكل ما ألقته القاذفات الأمريكيّة - الصهيونيّة على رؤوس أهلنا، لن يدفع شعبنا للرضوخ، والانحناء والركوع عند أقدام أعدائه.مرارا وتكرارا كتبت منبها إلى أن الخلاف مع (حماس) ليس مبررا، أبدا، للعدوان على قطاع غزّة، ولا على حماس نفسها، بالتأكيد، لأنني أعرف، كما غيري من الوطنيين الصادقين، بأن أهداف العدوان ترمي إلى تدمير القضيّة الفلسطينيّة، والإجهاز على أي أمل بنهوض مقاوم، ولتسيّد المنتفعين من الاحتلال، والطامحين لسلطة ينصّبهم عليها أعداء شعبنا.التهدئة لم تجلب للفلسطينيين في القطاع الخبز والحليب والدواء وراحة البال، ومن توسّط ورعا تلك الهدنة - نظام كامب ديفيد - حكم إغلاق معبر رفح، وعصر المحاصرين، في تناغم مع عمليات القصف، والاغتيالات، التي أودت بعشرات الشهداء والجرحى، في ظل تلك التهدئة!بحسب الصحافة (الإسرائيليّة) فإن الإعداد لهذه الحرب التدميريّة قد بدأ قبل ستّة أشهر، و..أن (باراك) قد صادق عليها قبل شهر، أي أن تعليق التهدئة لم يكن السبب في هذه الحرب الوحشيّة على غزّة، والتي عنوانها اجتثاث (حماس)، وجوهرها أن يبقى للفلسطينيين جميعهم كشعب داخلاً وخارجا، خيار واحد: الاستسلام.. وأن يرضوا بأن يقودهم تابعون مُشترون فاسدون!تبرئة العدو من عدوانه، وتحميل حماس المسؤوليّة، يرقى إلى مستوى الخيانة وطنيّا، وقوميّا، وإنسانيّا، لأنه تبرئة لعدو جرائمه البشعة بدأت تهز ضمائر البشر في العالم كلّه!في هذه المعركة لا حياد، فهي تستهدفنا شعبا، وأمّة، ولهذا رأينا شرارة الانتفاضة الثالثة المرتجاة المنتظرة، تندلع في رام الله، والخليل، وقرى ومخيمات الضفّة، وفي عمق وطننا المحتل عام 48، تعضدها مخيماتنا في الأردن، سوريّة ولبنان، وفي الشتات، وبلاد المغتربات البعيدة.الدماء الفلسطينيّة الغزيرة في مدن وبلدات ومخيمات القطاع، تجيبها دماء فتياننا في الضفّة، وشعبنا بخبراته، لا تغيب عن ذاكرته مجازر: دير ياسين، قبيّة، الدوايمة، خان يونس، نحالين، صبرا وشاتيلا، ومجازر كثيرة، على هولها، لم تذهله عن طريقه وخياره، وإن أوجعته، فإنها ضاعفت من كراهيته وحقده على هذا العدو، وعلى المتخاذلين المتفرجين على جراحه ونزف دمه.يتحمّل العدو الصهوني الذي ما كان لمبادرة سلام تافهة أن تحرّك خلجة إنسانيّة في نفوس من يقودونه، وأن تزحزح فكرة مما بنيت عليه ثقافته العدوانيّة، كل ما يحدث على ارض فلسطين، من احتلال، ومن نهب ارض، ومن تقتيل لا يتوقّف، ومن هدم بيوت، وتغيير للطبيعة.. ويتحمّل معه بمشاركة مفضوحة عرب رسميّون أوزار هذه الجرائم، وفي المقدمة نظام كامب ديفيد الذي استقبل ليفني قبل ساعات من العدوان، والذي يشدد إغلاق (شريان) رفح، الذي هو وحده من ينقذ حياة مليون ونصف المليون فلسطيني.ويتحمّل وزر هذه الجريمة من يعانقون الصهاينة سرّا وعلنا، بحجّة (حوار الأديان)، ويحرّضون على إيران، خدمة لمخططات أمريكيّة - (إسرائيليّة)، ويضللون الأمّة بعيدا عن الأعداء الحقيقيين، ولا يهز ضمائرهم الموت العراقي اليومي في بلد أسهموا في تخريبه، واستباحته، وتدميره..أي عروبة وإسلام هذا؟!هؤلاء هم أنفسهم من رأيناهم في حرب تموّز /يوليو حين أماطوا الأقنعة عن وجوههم وانحازوا علنا للعدو الصهيوني، هم من يُسفرون عن وجوههم من جديد، وكل أمنياتهم أن تستسلم غزّة ليحذفوا ركنا من أركان المقاومة العربيّة الممتدّة من فلسطين إلى العراق إلى لبنان، والكامنة في نفوس ملايين العرب في أقطارهم التي يعيشون فيها غرباء، جوعى، مضطهدين، يتحكّم بحياتهم فاسدون طغاة جهلة.نذر انتفاضة ثالثة، والثالثة نابتة، بدأت من لحم ودم أهلنا في غزّة، وها هي من جديد الحجارة في شوارع مدن وقرى ومخيمات الضفّة...الانتفاضة الثالثة ستنهي (حقبة) وهم السلطة، والتنازع عليها، لتنطلق فلسطين بكل شعبها، من جديد، كانسة المعوّقات، بحيث تقف وجها لوجه مع الاحتلال، ومن يدعمونه، وفي المقدمة الانحياز الأمريكي، والتواطؤ والانحياز الرسمي العربي...صمود غزّة لا يتحقق في القطاع وحده، بل في نقل المعركة بضراوة إلى شوارع الضفّة، و..تصعيد الحالة الجماهيريّة العربيّة الشعبيّة، بخطاب شعبي عربي يفضح المنحازين للعدوان بلا استثناء.هذا الوضوح هو ما سمعناه في خطاب السيّد حسن نصر الله، يوم الأحد 28 الجاري، اليوم الأوّل لعاشوراء، بدعوته الجماهير في مصر للقيام بواجبها مهما كلّف الثمن، وفتح معبر رفح نهائيّا...الوضوح نفسه هو ما سمعناه من المناضل حامدين صبّاحي، النائب الناصري في مجلس الشعب المصري: فتح معبر رفح، وطرد السفير (الإسرائيلي)، ووقف تزويد العدو بالغاز المصري، وتجميد العمل باتفاقيّة كامب ديفيد تمهيدا لطرحها في استفتاء شعبي نزيه، و..سحب مبادرة السلام العربيّة.هذه ملامح خطاب عربي شعبي يضع النقاط على الحروف، فهناك تواطؤ رسمي معلن يجب تحميله مسؤولية استفراد العدو الصهيوني بأهلنا في غزّة...لا دبلوماسيّة، ولا كلام عن الأخوّة، فالأخوة اليوم امتحانها غزّة التي تختصر معركة وجود شعب فلسطين، وقضيّة فلسطين، وخيار المقاومة...الفرصة سانحة لانتفاضة ثالثة، تنهي أوهام السلام مع عدو مجرم، تحقق الوحدة الوطنيّة ميدانيا، تنهي حالة الترهل، وتطوي صفحة المفاوضات البائسة...انطلاقا من الوضوح الذي يرتقي إلى مستوى الدّم سمعنا الدكتور رمضان شلّح يعلن: إذا كان هناك من يتوهّم أنه سيدخل (غزّة) مع الدبابات الإسرائيليّة ليبسط هيمنته، فإننا نقول له بأننا سنقاتله.هذا الكلام لقائد الجهاد الإسلامي، المحذّر من حرب أهلية هي من بنود خطّة العدو الصهوني التي يعدها لغزّة، يأتي منبها ومنذرا، فمن رفضوا الانحياز سابقا، ليسوا محايدين عندما ينحاز طرف للاحتلال، مراهنا على (حكم) غزّة في ظلال دبابات الاحتلال، تماما كما فعل عملاء أمريكا في العراق!ما يحدث في غزّة، على هوله، يمكن أن يكون نقطة تحوّل عنوانها: الانتفاضة الثالثة...

اسرائيل تعترف بفشلها..... بقلم عبد الباري عطوان

ان تجتمع الحكومة الاسرائيلية لمناقشة المبادرة الاوروبية بوقف لاطلاق النار لمدة اربع وعشرين ساعة، ناهيك عن القبول بها، فهذا يعني اقرارا بعدم القدرة على تحقيق الاهداف المعلنة من العدوان الحالي على قطاع غزة، مثلما جاء على ألسنة كل من ايهود باراك وزير الدفاع وتسيبي ليفني وزيرة الخارجية، وابرزها القضاء على المقاومة، وتغيير الاوضاع بشكل نهائي في قطاع غزة، وهو نفس ما حدث في حرب تموز ضد لبنان.الاتحاد الاوروبي لم يتحرك لانقاذ الفلسطينيين، وانما لانقاذ نفسه، وأمنه، ومصالحه، ثم بعد ذلك انقاذ اسرائيل نفسها من نفسها، بعد ان ادرك قادته ان نتائج كارثية ستترتب على هذا العدوان على المديين القريب والبعيد، في وقت يواجه فيه العالم الغربي حروبا خاسرة في العراق وافغانستان، وانهيارا اقتصاديا شاملا، وتنبؤات بموجات من العنف والارهاب.فبعد اربعة ايام من القصف الوحشي، وتعاظم ارقام الضحايا من الابرياء، وانتشار صور الاطفال الشهداء على صدر الصفحات الاولى من الصحف، وعلى شاشات التلفزة العالمية، بات واضحا للعيان ان الخاسر الاكبر في هذه المواجهة غير المتكافئة هو اسرائيل وحلفاؤها من الزعماء العرب الذين شجعوها على هذا العدوان على امل التخلص من حركات المقاومة الاسلامية في قطاع غزة، وازالة عقبتها امام خطواتهم التطبيعية معها التي تتسارع بشكل مسبوق هذه الايام.الغارات الجوية الاسرائيلية لم ترعب فصائل المقاومة، ولم تدفعها لرفع الرايات البيضاء استسلاما، بل زادتها قوة وصلابة، فاطلاق الصواريخ لم يتوقف مطلقا، وزاد خطره عندما وصلت هذه الصواريخ الى بئر السبع وأسدود، وبدأت توقع ضحايا من القتلى والجرحى في صفوف الاسرائيليين.القيادة السياسية الاسرائيلية وجدت نفسها امام خيارين: الاول هو الاستمرار في الغارات الجوية وحدها، حتى بعد استنفاد مهامها، حيث لم يعد هناك ما يمكن ضربه من اهداف غير اكوام اللحم الفلسطيني، او الانتقال الى العمليات البرية، واعطاء الضوء الاخضر للدبابات المحتشدة على تخوم غزة لبدء عملية الاقتحام.'''التورط في حرب برية هو آخر شيء يريده جنرالات الجيش الاسرائيلي، لان هذا يعني خوض حرب عصابات طويلة الامد، ربما تترتب عليها خسائر بشرية ضخمة، وهزيمة ثانية في غضون عامين بعد الهزيمة الاولى في جنوب لبنان، الامر الذي سيدمر ما تبقى من معنويات وهيبة لدى المؤسسة العسكرية الاسرائيلية.صباح امس كان ايهود باراك يقول ان ما تم حتى الآن هو المرحلة الاولى من هذه الحرب، وان هناك مراحل اخرى عديدة قادمة، وان الحرب ستستمر حتى نهاية حركة 'حماس' وفصائل المقاومة الاخرى، واقتلاعها من جذورها، وبعد ذلك بساعتين سمعنا المتحدثين باسم الحكومة الاسرائيلية يتحدثون عن دراسة مبادرة وقف اطلاق النار، وبعد دقائق معدودة من هذا التراجع المهين، نطق الناطق باسم البيت الابيض بعد صمت طويل، وتحدث بدوره عن ضرورة وقف اطلاق النار.جميع هذه الاطراف، من اوروبية وامريكية وعربية لا تقيم اي اتصالات مع حركة 'حماس' باعتبارها حركة ' ارهابية'، الآن اصبحوا يطلبون وسطاء للتفاوض معها على وقف اطلاق النار، الا تدل هذه الحقيقة على تغير المعادلات السياسية بفضل الصمود على الأرض، والاصرار على المقاومة؟الهدنة في حال اقرارها، يجب ان تعني فتح المعابر بما فيها رفح وتدفق المساعدات الانسانية، ورفع الحصار الظالم، ودفن الشهداء، وعلاج الجرحى، ولذلك تبدو مطلوبة، لالتقاط الأنفاس، والانطلاق نحو التفاوض من أجل تحسين شروط أي تهدئة جديدة، تجبّ كل ما قبلها من وسطاء وبنود ظالمة مجحفة جاءت نتيجة تواطؤ ذوي القربى، وخداعهم الواضح والمتعمد للطرف الفلسطيني ولمصلحة الطرف الاسرائيلي.'''وباجراء جردة سريعة لوقائع الأيام الأربعة الماضية، والنظر إلى النتائج من منظور الربح والخسارة، يمكن تلخيص كل ذلك في النقاط التالية:أولا: استمرار حكومة 'حماس' وفصائل المقاومة الأخرى في قطاع غزة هو هزيمة للمشروع الاسرائيلي العربي الرامي إلى انهاء ظاهرة المقاومة.ثانيا: سلطة رام الله هي الخاسر الأكبر بكل المقاييس، فقد ظهرت بمظهر المتواطئ مع العدوان، وتعاملت مع أهل الضفة الغربية كسلطة قمعية، عندما التقت مع الحكومة الاسرائيلية على هدف منع المظاهرات تضامناً مع اشقائهم في قطاع غزة. والأهم من ذلك ان هذه السلطة كانت مهمشة عربياً ودولياً، لا أحد يتصل بها، ودون أن يكون لها أي دور فاعل في الحرب أو التهدئة.ثالثاً: تعرضت الحكومة المصرية إلى أكبر صفعتين في تاريخها الأولى من شعب مصر الوطني الشريف الذي تعاطف بملايينه مع اشقائه في قطاع غزة وخرج بالآلاف في مظاهرات غضب عارمة، والثانية من الشعوب العربية التي فضحت التواطؤ الرسمي المصري مع العدوان الاسرائيلي، عندما تدفقت في مسيرات احتجاج إلى سفارات النظام المصري في عواصمها.رابعا: خسر 'عرب الاعتدال' ما تبقى لديهم من مصداقية، عندما تلكأوا في عقد قمة طارئة لبحث الأوضاع في قطاع غزة، لاعطاء القوات الاسرائيلية المزيد من الوقت على أمل ان تنجز مهمتها، وتحقق آمالهم في 'سحق' ظاهرة المقاومة الشريفة، تماماً مثلما فعلوا أثناء الاجتياح الاسرائيلي لجنوب لبنان.'''ما نريد قوله هنا، انه سواء نجحت جهود الوساطة في وقف اطلاق النار أو تعثرت، فان الأيام الأربعة الماضية أكدت ان المنطقة العربية تغيرت، وشهدت 'صحوة' غير مسبوقة، حيث تحدت الشعوب سجانيها، ورفعت صوتها عالياً ضد مشاريعهم الاستسلامية، وخطواتهم المتسارعة نحو تحويل اسرائيل إلى صديق يمكن التعويل عليه للعب دور الشرطي، أو 'الفتوة' في مواجهة العدو الجديد ايران.الرئيس المصري حسني مبارك بشّرنا يوم أمس بأنه لن يسمح باعادة فتح معبر رفح إلا بعد عودة قوات السلطة والمراقبين الأوروبيين، مؤكداً على عدم استفادته من الوقائع الجديدة التي فرضها الصمود الفلسطيني على الأرض في الأيام الأربعة الماضية، وربما فيما هو قادم من أيام.تصريحات الرئيس مبارك هذه تكشف الاستمرار في التواطؤ، والاصرار على اهانة الشعب المصري، وتقزيم دور مصر، هذا اذا بقي مثل هذا الدور في ظل سياساته هذه، الامر الذي يذكرنا بعناد الرئيس الراحل انور السادات في الاشهر الاخيرة من حكمه.قواعد اللعبة في المنطقة تغيرت فعلا، ولكن في غير مصلحة اسرائيل والغرب المنافق المتواطئ مع عدوانها الذي ساوى بين الجلاد والضحية بتبريره العدوان، وتبنيه للأدبيات الهمجية الاسرائيلية، وسد اذنيه وعينيه عن رؤية ضحايا النازية الاسرائيلية في مستشفيات قطاع غزة من الاطفال الابرياء.هذه المجزرة الاسرائيلية رسخت قيم المقاومة، وانهت عملية سلمية مضللة، ومهدت لصعود جيل جديد من الاستشهاديين، يتحرق شوقا للانتقام لاشقائه وآبائه الذين مزقت اشلاءهم الصواريخ الاسرائيلية.بقي ان نختم بالقول ان هذه الشعوب العربية والاسلامية الشريفة بزئيرها المزلزل في مظاهرات العزة والكرامة ضد العدوان، وشعاراتها المتحدية لتخاذل النظام الرسمي العربي وانحيازه الفاضح للمعتدين، ساهمت بدور كبير في حدوث هذا التغيير، وقلب كل المعادلات التي فرضها الاسرائيليون والامريكيون في شهر عسلهم الموبوء الذي اوشك على نهايته.

ليتنحى الرئيس! ....بقلم: أحمد فايز القدوة

ثلاثمائة وخمسين شهيداً في ثلاثة أيام والعدد في إرتفاع وهي حصيلة تستدعي إعلان تنحي الرئيس محمود عباس "أبو مازن" من منصبه بصفته رئيساً للشعب الفلسطيني لعجزه وتخبطه وفشله في إيجاد مخرج للنجاة من العدوان على قطاع غزة.
وهذه فرصة جيدة لإعلان التنحي في الوقت الذي يُقتل فيه المدنيون الفلسطينيون ولم نرى نتيجة للاتصالات التي قالوا إن "الرئاسة" قامت بها لإيقاف نزيف غزة!.
وقبل شهر يونيو2007 وما أنجر عنه من متغيرات بعد حسم "حماس" العسكري، والرئيس عباس يقف عاجزاً على ايجاد إتفاق ينهي الخلاف والاختلاف بين حركتي "فتح" و"حماس" ويجنبهما الانحدار نحو الهاوية بل ظل ممانعاً واضعاً للشروط، فرأيناه تارة يقف متحدثاً كقائد لحركة" فتح" وتارة متحدثاً بإسم الشعب الفلسطيني وهذا ما أفقده مصداقية الكلمة والمنطق خاصة في القرارات والمراسيم الرئاسية الكثيرة التي سبقت ولحقت استيلاء "حماس" على غزة.
والدعوة إلى تنحي الرئيس عباس ربما تجعل الساحة الفلسطينية في الوقت الراهن أكثر شجاعة وحكمة خاصة عبر تشكيل هيئة وطنية مستقلة تدير الصراع وتواجه التحديات التي تقع على عاتق الرئيس والتي لم يتخطاها لكونه جالساً فوق حفرة من الوعود والاتفاقات والاستحقاقات لملف التفاوض مع إسرائيل.
ويأتي تنحي "أبو مازن" في الوقت الحالي في مصلحة تجنب الخلاف في الثامن من يناير القادم بين "فتح" و"حماس" حول دستورية ولايته، إلا أن تنحيه لا يعني تسليم الرئاسة لـ"حماس" حسب ما هو مقرر في النظام الداخلي الفلسطيني بل تسليمه إلى جهة وطنية مستقلة تتمتع بالإجماع الوطني، وهناك شخصيات وطنية عديدة تتمتع بالاجماع.
ونتوقع أن ينال الرئيس عباس في حال إعلانه التنحي احترام الكثيرين ممن يدعون إلى إنهاء الصراع الداخلي وتغيير مجريات المرحلة السيئة التي اسستها الخلافات بين "فتح" و"حماس" والابحار في عالم حر على مقياس وقياس تل أبيب وواشنطن وطهران ودمشق.
وهذا التنحي يعتبر ضربة لكافة المشاريع التي تستهدف النيل من الشعب الفلسطيني لأنه سيكون قد وجه رسالة مفادها "فشل سياسة الضرب بيد من حديد لتقديم التنازلات"...
ولذلك فمجرد التلويح بنيته التنحي قد يجبر كثيرين ممن يحاولون تمرير مشاريعهم بالتفكير جيداً بوحدة المصير الفلسطيني، وهو ما يعتبر حلاً في وقت تتحالف فيه كافة القوى الإقليمية والدولية للإنهاء على قوة فلسطينية تدافع على ما تبقى من فلسطين!.
* صحافي وكاتب فلسطيني.
fayz1951@gmail.com

يديعوت أحرونوت.. السلطة الفلسطينية تلتزم الصمت.. وشعبية حماس تزداد

أبرزت "يديعوت أحرونوت" الصادرة صباح اليوم، الأربعاء، رفض إسرائيل لاقتراح "الهدنة الإنسانية"، كما أبرزت حقيقة أن هناك 200 ألف طالب في الجنوب تعطلت دراستهم، مع الإشارة إلى انضمام بئر السبع إلى مرمى صواريخ قطاع غزة.

وفي صدر صفحتها الرئيسية وتحت عنوان "الآن: بئر السبع"، في إشارة إلى وصول صواريخ "غراد" إلى المدينة للمرة الأولى، قالت إن جيش الاحتلال تمكن من تدمير المنصة التي أطلق منها الصاروخ. وتشير في العنوان ذاته إلى أن الفلسطينيين يقفون خلف حركة حماس، وأن هذه الحركة لا يمكن القضاء عليها.

كما أبرزت الصحيفة على صفحتها الأولى، مقدمتي مقالين، الأول لأليكس فيشمان تحت عنوان "ينتظرون توقف هطول الإمطار"، حيث كتب فيه أن أحدا لم يعرض وقف إطلاق نار حقيقي، وأن القيادة الأمنية الإسرائيلية لا تعتقد أن ذلك امر يمكن تحقيقه في الأيام القريبة، ولذلك فهي تستعد للعملية البرية.

وفي المقابل، وتحت عنوان "يجب وقف إطلاق النار الآن"، كتب عاموس عوز أنه لا يوجد لإسرائيل ما تكسبه من الهجوم على قطاع غزة، مشيرا إلى أن سكان قطاع غزة لن يثوروا ضد حركة حماس، وأنه لن يقوم في قطاع غزة سلطة مؤيدة لإسرائيل، وأن الهجوم البري على قطاع غزة من الممكن أن يؤدي إلى التورط والغرق في أوحال القطاع التي يعتبر الوحل اللبناني إلى جانبي لا يذكر.

وفي صفحتها الثالثة نشرت الصحيفة خريطة بالمواقع التي سقطت فيها صواريخ المقاومة الفلسطينية، يوم أمس الثلاثاء، والتي يدخل في نطاقها بئر السبع وكريات ملاخي وعسقلان وسديروت والمجلس الإقليمي شاعار هنيغيف ونتيفوت والمجلس الإقليمي أشكول.

كما أكدت الصحيفة أن أولمرت وباراك وليفني قد رفضوا الاقتراح الفرنسي بشأن "الهدنة الإنسانية، مع الإشارة إلى توجيه انتقادات إلى باراك بسبب موافقته الأولية على الاقتراح. ونقل عما يسمى بـ"المطبخ المصغر" أن "إسرائيل ليست على استعداد للاستجابة لأي توجه لوقف الحملة العسكرية أو الهدنة الإنسانية". وفي السياق ذاته أشارت الصحيفة إلى استدعاء المزيد من قوات الاحتياط، بناء على طلب باراك، حيث صادقت الحكومة بناء على استطلاع هاتفي مع الوزراء على استدعاء 2500 جندي احتياط.

وكتبت الصحيفة في صفحاتها الداخلية أن تنظيم "القاعدة" يطالب عناصره بالرد على إسرائيل، وأن السفارات الإسرائيلية في العالم تقع ضمن قائمة أهداف "القاعدة".

كما أشارت الصحيفة إلى تصريحات الوزير غالب مجادلة، والتي يطالب فيها حركة حماس بوقف إطلاق الصواريخ. ولفتت إلى أن مجادلة لم يحضر جلسة الحكومة الأخيرة، الأمر الذي أثار غضب رئيس الحكومة والوزراء الآخرين وأعضاء كنيست. وردا على ذلك قال مجادلة إنه ليس غاضبا بسبب قرار الحكومة الرد على إطلاق الصواريخ. كما لفتت الصحيفة إلى أن رئيس حزب العمل ووزير الأمن، إيهود باراك، قد بعث برسالة شديدة اللهجة لمجادلة بسبب تغيبه عن جلسة الحكومة.

كما أبرزت الصحيفة أيضا تقريرا لـ روني شاكيد، تناول فيه الوضع في قطاع غزة، مشيرا إلى أن شعبية حركة حماس قد ارتفعت بشكل ملحوظ في قطاع غزة. كما أشارت إلى أن من كان يعارض حماس في الأمس قد غير رأيه وبات من مؤيديها اليوم. وكتبت أن الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة والدمار الذي حصل في القطاع قد عزز من تأييد الشعب الفلسطيني لحركة حماس، مشيرة في هذا السياق إلى أن فلسطينيين كثيرين باتوا من أشد المدافعين عن الحركة، وطالبوا حماس بمواصلة المقاومة، كما أشارت إلى أن القوات الفلسطينية بدأت بالاستعداد للعملية البرية.

وفي سياق التقرير نقلت الصحيفة عن مصادر فلسطينية في القطاع قولها إن حماس لن تنكسر ولن ترفع العلم الأبيض، وأنها قادرة على توسيع مدى صواريخها لتصل إلى أطراف تل أبيب.

كما لفتت الصحيفة إلى تصريحات مصادر فلسطينية بشأن فشل إسرائيل من الوصول إلى قيادة حركة حماس، علاوة على أن القيادة تعمل في مواقع سرية، وتدير من خلالها عمليات إطلاق الصواريخ بعيدة المدى.

في المقابل، أشارت الصحيفة إلى أن السلطة الفلسطينية في رام الله تلتزم الصمت، وأن عناصر في السلطة يأملون أن تؤدي الحرب إلى القضاء على "سلطة حماس" في قطاع غزة. كما نقلت عن مصادر في سلطة رام الله قولها إنه "لن تأسف لحصول المزيد من الدمار في قطاع غزة إذا كان ذلك يؤدي إلى إبعاد حماس عن السلطة".

الثلاثاء، 30 ديسمبر 2008

الاسرائيليون يحتمون بالمخابيء




31.12.08 - 07:29
لا يقيس الكثيرون من سكان جنوب اسرائيل القتال الدائر في قطاع غزة المجاور لهم بالايام او الساعات لكن بعدد الثواني التي يضطرون الى قضائها اثناء الاحتماء من الصواريخ التي تطلقها حماس. وفي مدينة اشدود الساحلية قتل صاروخ امرأة يوم الاثنين بعد 40 ثانية بين اطلاق صافرات أقصى درجات التحذير وسقوط الصاروخ.
وتبعد اشدود 35 كيلومترا عن غزة ولم تمس صواريخ الاسلاميين الفلسطينيين المدينة قبل ان تشن اسرائيل حملتها الجوية على القطاع يوم السبت. وما زال الكثيرون من سكان المدينة البالغ عددهم 230 ألف نسمة لا يصدقون انهم الان تحت النيران.
وقال ايلي وهو سائق سيارة اجرة يبلغ من العمر 40 عاما "مازلنا في صدمة. لم أسمع طوال حياتي صافرة تشير الي أقصى درجات التحذير في اشدود."
وقتلت الصواريخ ..وبعضها مصنع محليا والاخر من انتاج مصانع وجرى تهريبه الي غزة.. أربعة اسرائيليين منذ بدء القتال. وتطلق حماس صواريخ أكثر قوة بمرور الايام ضمن استراتيجية اطلقت عليها "بقعة الزيت الحارقة".
وقتلت اسرائيل أكثر من 380 فلسطينيا في غزة منذ بدأت الهجمات يوم السبت وتشترط ان تتضمن اي هدنة جديدة في غزة انهاء اطلاق الصواريخ.
وقال حاييم روزن (13 عاما) انه يفكر دوما في المخابيء التي يجد فيها حماية اذا انطلقت صافرات الانذار مرة اخرى.
واضاف روزن اثناء فترة استراحة وهو يتجول بدراجته على الارصفة التي لا تزال مزدحمة بالمشاة "انه مثل أي يوم اخر... حتى الان كنا نعتقد ان الانذارات لن تسمع الا في عسقلان وحدها او الي الجنوب منها."
وفي عسقلان التي تبعد 20 كليومترا عن غزة تمنح صافرة أقصى درجات التحذير السكان 30 ثانية للعثور على مخبأ. ورغم ان السكان اكثر اعتيادا على صافرات الانذار لانهم عايشوا زخات من الصواريخ في السابق الا ان نمط حياتهم تغير.
فمراكز التسوق مغلقة في احيان كثيرة والبلدية والمصالح الحكومية تعمل من غرف محصنة او في مخابيء تحت الارض.
لكن التأثير ملموس اكثر في التجمعات الاسرائيلية السكانية الحدودية الصغيرة التي يمكن لسكانها ان يروا غزة من الفناء الخلفي لمنازلهم.
ويستمر التحذير في هذه التجمعات عشر ثوان فقط. واذا اطلق الفلسطينيون قذائف مورتر على ارتفاع منخفض فان هذه القذائف قد لا ترصدها اجهزة الرادار الاسرائيلية على الاطلاق.
وكثير من البلدات خاوية حيث تفضل النساء والاطفال البقاء مع الاصدقاء والاسر في مناطق بعيدة عن ذراع حماس.
وفضل نيتزان شاي (42 عاما) وهو عامل زراعي يعيش في كيبوتز نيريم الذي يبعد كيلومترين من غزة البقاء للعمل في الحقل بينما انتقلت الاسرة الى الشمال.
وقال شاي "الرجال خم في الاغلب من بقوا هنا.... وخصوصا الاكبر سنا الذين شهدوا حروبا من قبل ولا يهابون أي شيء."
اشدود (رويترز)

فلسطينيون في قطاع غزة يسيطرون على بث "إذاعة الجيش" في الجنوب ويبثون بيانات باللغة العربية

قالت مصادر إسرائيلية في إذاعة الجيش "غاليه تساهال"، إن فلسطينيين من قطاع غزة تمكنوا من السيطرة على بث محطة إذاعة الجيش في الجنوب، وقاموا ببث بيانات باللغة العربية.ونقل عن مراسل إذاعة الجيش، رامي شني، قوله إن "جهة غريبة سيطرت على موجة الإذاعة خلال البث في الجنوب". ورجح أن يكون المصدر هو قطاع غزة، حيث تم التحكم بالموجة 102.3 وحجب بثها، وبث بيانات باللغة العربية بدلا منها للمستمعين في المنطقة.وقال شني إن الحديث هو عن جهاز بث قديم يصل نطاق بثه إلى 10 كيلومترات، ولكنه بالإمكان أن يسيطر على بث إذاعة الجيش في الجنوب، لبث بيانات من قطاع غزة، والتي من الصعب فهمها.تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن الفلسطينيين تمكنوا في الأيام الأخيرة من السيطرة على موجات بث أخرى، من بينها "إذاعة الجنوب راديو داروم".

هاني الحسن يهاجم عباس ويقول: حماس ستنتصر على العدو وعباس لن يعود لغزة

أكد هاني الحسن القيادي البارز في حركة التحرير الفلسطيني (فتح) وأحد مؤسسي الحركة الذي لهم خلاف مع رئيس سلطة رام الله محمود عباس أن حركة ( حماس ) تسير في الطريق الصحيح مشيدا بمواقف الحركة الاسلامية وشادا على يدها ضد الاحتلال الاسرائيلي .

وقال الحسن في تصريحات صحفيه له، أن قوات الاحتلال الاسرائيلي تريد القضاء على المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس بغرض تسليم السلطة لعباس وسلطته برام الله لتعمل بنفس الكيفية التي تقوم بها بالضفة المحتلة .

وشدد الحسن على أن الوضع المأساوي في غزة لن ينتهي إلا إذا اعترفت حركة حماس بدولة الاحتلال كما فعل عباس، مشيرا ان هذا ضب من المستحيل، ومعبرا عن أمله بأن تستمر حركة حماس فس مواقفها النبيلة التي تسير عليها لغاية الان .

وأنهى القيادي في فتح تصريحاته بقوله أن المقاومة سنتنصر وان حركة حماس ستنتصر على العدو الصهيوني ولن يعةد عباس الى أرض غزة ليسيطر عليها ويضرب المقاومة، ملفتا الى ان المخط الصهيوني بان فشله منذ بدء العملية العسكرية على القطاع .

...وترجون من الله ما لا يرجون ..... بقلم سري سمور


أحببت دوما أن يكون المنطق والعقل هو ما يوسم به كل أو معظم ما أكتب،مع اعتقادي بأن العاطفة من المكونات الأساسية للإنسان،وعاطفة بلا عقل ومنطق لا تنفع المرء ،والعكس صحيح تماما...وبعاطفة الغضب والألم للمحرقة التي تجري في قطاع غزة،وبالمنطق والعقل الذي أصبح متعبا ومرهقا من توالي الأحداث وحجم الدمار،لكنه وبفضل الله ما زال يعمل أقول وعلى الله التوكل



إن الإسلام ودعوته في خطر وهذا الدين هو المستهدف من هذه الحملة،وقرينة ذلك أنهم يقصفون بيوت الله بصواريخ الطائرات الأمريكية المحملة بالقنابل التي حصلوا عليها من عصابة المحافظين الجدد في واشنطن؛ولأنهم يعرفون أن القضاء على الإسلام كعقيدة ودين أمر مستحيل-من تجاربهم منذ قرون طويلة- فقد قرروا أن يكون إسلامنا على مقاسهم ووفق أطماعهم ورغباتهم؛إسلام مظهر لا جوهر،يختلف في هدفه عمّا جاء به محمد صلوات الله عليه وسلامه،إسلام ننشغل فيه بالفروع ونغفل عن الأصول،وننخرط بوعي أو بلا وعي في جدالات عقيمة مذهبية أو فكرية تحرفنا عن الصراط المستقيم،وتتيح لهم تنفيذ مخططاتهم المعروفة!
وبالتوازي أو تاليا للهدف المذكور أولا بإيجاد إسلام على مقاسهم ،فهم يريدون وقد كادوا كيدهم وسعوا سعيهم أن يدخلوا في مراسيم تصفية القضية الفلسطينية تماما،وسط تواطؤ عربي وفلسطيني ،مع الأسف،وبغطاء ودعم أمريكي وغربي،فهم يسعون إلى حرق غزة واستئصال حركة حماس منها عسكريا وسياسيا ،وبعد ذلك وبسهولة سيقضون على جيوب وفصائل المقاومة الأخرى،لترتيب الوضع في القطاع كما رتب في الضفة الغربية،كي نذهب إلى حفل توقيع استسلام سيطلقون عليه «اتفاق سلام» يشطب حق اللاجئين في العودة،ويختزل القدس في أبو ديس أو رام الله أو غيرها ،ويبقي على الكتل الاستيطانية ،بل قد يستمرون بعد تصفية مقاومة غزة في التفاوض سنوات قبل أن يركلوا من يؤمن بإمكانية التعايش معهم بعيدا،وينتقلون لمرحلة تفريغ الأرض بشكل جماعي،وقد أمنوا على أنفسهم بعد أن تنطفئ جذوة المقاومة...هذا مكرهم وعند الله مكرهم،ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين،ولطالما خططوا وفشلوا،وأحيانا كثيرة خططوا ونفذوا ونجحوا،فليس نجاحهم من المسلمات كما يظن البعض،ويكتب كتّاب هنا وهناك عن ذلك،بحسن أو بسوء نية،وعوامل فشل المخطط كثيرة ومتعددة تحتاج إلى مراكمة وحكمة وتوظيف من قبل المقاومة.
وهنا أخص المجاهدين وقوى المقاومة،خاصة حركة حماس المطلوب رأسها من هذه المحرقة،أو استسلامها ،كما يعلنون،أخصهم بالقول:إياكم إياكم أن تعودوا لهدنة مذلة مهينة،وعليكم بالتوكل على الله والتوجه له بالدعاء «اللهم سدد الرمي وثبت الأقدام» ،وخذوا بالأسباب المادية كلها،وعليكم أن تعتبروا أنكم من الآن ستقودون الأمة التي تصرخ وتدعو لكم في كل مكان على سطح الأرض،فأنتم قادتها وطليعتها،وهنا –وبالمنطق- عليكم أن تدركوا أنكم أنتم القادرون على إحداث الاختراق واجتراح آليات الصراع في المرحلة الحالية والقادمة بشكل أساسي؛فالتظاهرات وحملات الدعم الشعبي دورها الآن معنوي أكثر منه مادي،فكل واحد منكم عليه أن يدرك أنه وإخوته في المعركة وحدهم،والأمر يعتمد على ما سيتحقق على الأرض هنا،أما الأمة فعاطفتها معكم وأكفها تدعو الله لكم،وقد ترسل لكم بعض المساعدات،ولكن أنتم وحدكم تقاتلون ،فالملايين التي تصرخ تضامنا معكم غير قادرة على أن تكون معكم في الميدان،ولهذا أرجو أن تركزوا في مهماتكم على الأرض ولا تشغلوا بالكم فيما هو خارج هذه الدائرة في هذه المرحلة...ومن جهة أخرى أذكركم أنه قبل ساعات من قيام الصحفي العراقي «منتظر الزيدي» فرج الله كربته،بقذف المجرم بوش بفردتي حذائه،كان هناك مهرجان انطلاقة حماس في مدينة غزة (14/12/2008م) حيث صرخ الأستاذ إسماعيل هنية :«سقطت يا بوش ولم تسقط حركتنا...» هل هذه صدفة؟لا والله،فالكون مسيّر بنواميس وضعها الله سبحانه وتعالى،ولا مجال للصدفة فيها،فاعلموا أن العالم يتغير وأن الزمن لم يعد زمنهم!
ولقوى الأمن والشرطة الغزاوية أقول أولا: رحم الله شهداءكم من قائدكم الشهيد اللواء «توفيق جبر» وحتى أصغر فرد أو عنصر ،فهذه الدماء طهارة للأمة بأسرها،وهي شهادة ستفاخرون بها حتى تقوم الساعة،والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم،ثانيا:أنا شخصيا وجهت لكم انتقادات أعرف أنها كانت أحيانا قاسية،ولكنها كانت منطقية ،ومن باب «الدين النصيحة» وليقيني التام بأنكم ستدرسون انتقاداتي بعقل مفتوح واع وذكي،ولثقتي بأن أحد أسباب نجاح حركة حماس هو أنها تراجع خطواتها وتصوّب أخطاءها وتراكم نجاحاتها وتحافظ عليها،وتستمع للنصائح وتعمل بالنافع منها،ولم يغب عن ذهني وأنا أنتقدكم أو أسدي لكم النصيحة بأنكم بشر تأكلون الطعام وتمشون في الأسواق ومن الطبيعي أن يكون هناك أخطاء،وهذا يقودني لأقول لكم يا أفراد وضباط وقيادة الشرطة:الشهداء يرحمهم الله ،والمباني يعاد بناؤها طال الزمان أو قصر،ولكنكم اليوم في خضم معركة كبيرة وأمام امتحان صعب،وقد زلزلتم زلزالا كبيرا؛فاليوم مطلوب منكم أكثر من أي وقت مضى حفظ الأمن،لأنه قد يكون من ضمن أهداف المحرقة الصهيونية إحداث حالة بلبلة وفلتان أمني في قطاع غزة؛فربما يراهنون على «صوملة» أو ما شابه ،وبالتأكيد هناك من يساعدهم على الأرض بشكل مباشر أو غير مباشر ؛فالحذر الحذر ،والحزم الحزم،ولا تأخذنكم رأفة ولا شفقة بمن يحاول أن يعيد الفوضى أو ينشر الفساد،وعليكم أيضا أن تضربوا بيد من حديد على يد كل تاجر يرفع الأسعار وديدنه الاحتكار،الوضع لا يحتمل أي خطأ مهما كان صغيرا فاضربوا وبكل قسوة على يد بل على رأس كل من يسعى للفوضى أو الفتنة أو يظن أن «الأوان» قد آن!
و لعناصر و كوادر حركة فتح في الضفة الغربية أقول:أعلم بأن كلامي غير مرحب به لديكم ،وأنني بت عندكم من المغضوب عليهم أو الضالين ،ولو وجد من بينكم من يسمع لقولي فهو إما ممن لا حول له ولا قوة في حركتكم،أو ممن يعتبر كلامي فقاعات هوائية أو دغدغة عواطف لا طائل منها،ورغم ذلك أذكركم بأنه كان هناك مستوى قيادي في حركتكم رفض ما ذهبت نحوه بعض مجاميعكم للمشاركة وبفاعلية في انتفاضة الأقصى؛والآن فإن الكل يؤكد بأنه لولا انخراطكم ومشاركتكم الفعالة في انتفاضة الأقصى لأصبحتم خارج التاريخ،وربما خارج الجغرافيا؛ومن المعيب بحقكم كأشخاص وكحركة لا تزال تفاخر بالبطولة والنضال والصمود ،وتتغنى بحصار بيروت،وترفع صور الشهداء الفتحاويين الذي سطروا ملاحم البطولة،من المعيب بل من العار والشنار أن تخرج أصوات تظهر التشفي بما يجري من محرقة،وأن تظهر في بعض المواقع الإلكترونية،التي أعلم أنكم عموما ترفضون ما يكتب بها ولكنكم لا ترفعون عنها الغطاء التنظيمي،مشاركات أو مقالات تشتم الشهداء،وتصفق وتفرك اليدين استعدادا لما يسميه كتبتها «عودة الشرعية» للقطاع،أو أن يصدر كلام مشابه على لسان هذا المسئول أو ذاك،وبصراحة عليكم أن تفكروا مليا بعيدا عن أي أحقاد:ماذا لو عادت سلطة فتح إلى غزة بعد تدميرها من الاحتلال؟تراهنون على أن الناس سينسون وسينشغلون بالمال السياسي،أو ستنطلي عليهم فكرة «ملء الفراغ»،ولكن هذا رهان خاسر،ومكسب مؤقت يتبعه خسران مبين؛ولقد رفض عرفات وبكلام صريح أن يكون «كرزاي فلسطين» ومن ناحية أخرى فإن طالبان لم تنتهي وكرزاي يحزم أمتعته مذعورا مخافة أن يلحق بنجيب الله،وأمر آخر لا بد من الإشارة إليه لأنه يتردد على لسان معظم قادتكم وهو قصة المحور الإيراني-السوري-القطري وهناك رفض مطلق منكم لأي تفكير بعيدا عن هذا الفرز،ولكي لا أضيع الوقت في نقاش لن تقتنعوا به؛فهل أنتم في محور سيحقق لحركتم ولشعبكم أدنى الحقوق؟ها هو عام 2008 يغادرنا بلا إقامة الدولة الموعودة،وبمحرقة في غزة،وبذل وهوان واستيطان وتهويد للقدس في الضفة،و سأفترض جدلا أن ما تقولونه عن المحور الإيراني وحلفائه –حسب تصنيفكم- صحيح وبأنهم شرّ من وطئ الحصى،فهل يا إخوة سعد صايل وخليل الوزير ستتحقق أمنيات الشعب ونستعيد القدس ونقيم الدولة المستقلة إذا أفقنا صباحا ووجدنا إيران وسوريا وقطر ومن حالفهم قد تبخروا؟ومن أين أتت فكرة أو معادلة «كسر حماس يساوي مجدا ونصرا لفتح»؟هذه معادلة ليست صحيحة،بل إن الإضرار بحماس ينعكس سلبا على فتح أكثر من أي فصيل آخر،فكروا فلن تخسروا شيئا بالتفكير،وأذكركم بأن هناك مستويات قيادية منكم قالت مرارا بأن حركة فتح تتعرض لمؤامرة دولية كبرى،وأنا أؤكد بأنه إذا لم يكن هناك رفض مطلق وصريح بالفعل لا بالقول لفكرة العودة إلى غزة على ظهر الدبابات الصهيونية فإن المؤامرة تكون قد تحققت ولا مجال للتراجع ،ولات حين مندم!
وعودة إلى المجاهدين القابضين على الجمر،الحاملين لهمّ الأمة،فإنني أتوجه إلى الله بالدعاء بأن ينصركم،وأتضرع له بأن يحفظكم أنا وملايين المسلمين،وأضيف لدعائي:اللهم إن يهزم وينكسر المجاهدون في غزة فلن تعبد في فلسطين أبدا!
إنكم اليوم أمام بدر جديدة ،وأمام حصار الأحزاب الجديد ،وثقوا بالله فلن يضيعكم،واعلموا بأنه يشرفني ويشرف الكثير مثلي أن نقبّل الأرض تحت أقدامكم،بل أفخر إذا سمحتم لي بأن ألمع بساطيركم العسكرية التي بخطواتها نخرج من الذلة إلى العزة،ومن الظلام إلى النور،ولا أقول هذا مجازا بل أعنيه حقا...سيروا والله معكم ولن يتركم أعمالكم ،وسيهديكم ويصلح بالكم ،فمن كان الله معه فما يضيره لو أن كل الناس ضده؟تذكروا حين تدفنون شهداءكم ،وحين تنظرون حولكم فلا تجدون إلا الموت والخراب والحصار قول الله تعالى:-
{وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً }النساء104
ترجون جنة عرضها السماوات والأرض،ترجون استعادة أرضكم التي نهبها لصوص قتلة لا يمتون لحضارتها وتاريخها بصلة،ترجون إقامة صلواتكم في مساجدكم آمنين،ترجون أن يكون دمكم جسرا تسير فوقه الأمة نحو الحرية والكرامة....وهم يرجون تحقيق مكاسب لأحزابهم القاتلة سواء لفني أو باراك أو أولمرت،ويرجون إقامة حكومة 17 أيار فلسطينية،ويرجون قتل الأطفال والنساء وهدم المساجد والجامعات...فاللهم إن هذا حالنا يغنيك عن مقالنا ،ففريق حق وإيمان لا باطل ولا نفاق فيه، وفريق ظلم وكفر لا عدل فيه ولا إيمان،...فاللهم نصرك الذي وعدت...اللهم نصرك الذي وعدت...اللهم نصرا كيوم بدر والأحزاب..اللهم نصرا كالذي ناله المجاهدون في لبنان...اللهم أنت ارحم بنا من أنفسنا...وكرمك وجودك لا يحيط به أحد من خلقك،فمنّ يا ربنا علينا بنصر مبين...اللهم آمين، وصلّ اللهم على سيدنا محمد وآله الأطهار وصحبه الأخيار.
،،،،،،،،،،،
سري عبد الفتاح سمور
قرية أم الشوف المدمرة قضاء مدينة حيفا المحتلة
حاليا:جنين-فلسطين المحتلة
(اليوم الرابع للمحرقة)-الثلاثاء 2 محرم الحرام 1429هـ - 30/12/2008م
بريد إلكتروني:-
sari_sammour@yahoo.com
s_sammour@hotmail.com
sari_sammour@maktoob.com

توقعات لمعركة غزة !! بقلم : د. عبد الستار قاسم

جحيم ينهمر على غزة، وسيستمر. ضحايا كثيرة ستسقط، والتضحيات الفلسطينية الجسام مطلوبة، وهي متوفرة بإرادة واعية وعقيدة صلبة. إسرائيل لا تبحث عن مجرد ليّ ذراع، وإنما تريد تدمير حماس تماما، وكل المقاومة الفلسطينية في القطاع. إسرائيل لا تبحث عن وقف إطلاق الصواريخ، وإنما تهدف إلى قلب الأوضاع في غزة لكي تعود غزة إلى بيت الطاعة المتمثل في المشروع الإسرائيلي الأمريكي لتصفية القضية الفلسطينية. لكن ماذا بيد إسرائيل أن تفعل؟ أرى التالي:أولا: من الناحية العسكرية، لدى إسرائيل الخيارات التالية:1- استعمال الطيران بكثافة، وهذا ما تقوم به الآن. سينجح الطيران بضرب أهداف كثيرة عسكرية ومدنية، وسيوقع الكثير من الضحايا، وهذا ما حصل حتى الآن. لكن الطيران مقيد بأمرين وهما: ا- المعلومات المتوفرة لدى أجهزة المخابرات حول المواقع ذات الأهمية الأمنية والعسكرية؛ ب- أن الطيران لا يحسم المعركة على الأرض. بالنسبة للنقطة الأولى، واضح أن إسرائيل تعاني من نقص في المعلومات من حيث أن الخسائر في صفوف المقاومين الفلسطينيين قليلة مقارنة بالخسائر التي تكبدتها أجهزة الشرطة والمدنيون. وبالنسبة للنقطة الثانية، يتوضح لإسرائيل الآن أن كثافة القصف الجوي لم تفلح في دفع المقاومة الفلسطينية نحو الاستسلام.2- تتمثل الخطوة العسكرية الثانية في اجتياحات برية هامشية على أطراف المدن. هذه الاجتياحات أيضا لا تحقق هدف تغيير الوضع القائم في غزة، وسبق لها أن فشلت على الرغم من الخسائر الكبيرة التي أوقعتها في الأرواح والممتلكات. من المحتمل أن تستعمل إسرائيل هذا التكتيك من أجل أن تستكشف قدرة المقاومة القتالية والتسليحية. إسرائيل تتخوف من أسلحة فتاكة قد تكون موجودة بيد المقاومة، وهي لا ترغب في تكرار فشل حرب عام 2006 ضد حزب الله. وفي كل الأحوال، اجتياحات من هذا القبيل لا تجدي نفعا إلا إيقاع خسائر كبيرة في الجانب الفلسطيني.3- أما الخيار الثالث فيتمثل بالاجتياح البري الشامل. لهذا الخيار محاذيره الكثيرة وهي:أ‌- القدرة العسكرية التكتيكية لأي جيش نظامي في قطاع غزة ضعيفة وذلك بسبب الازدحام السكني والسكاني، بينما القدرة التكتيكية للمقاومة عالية. الازدحام السكاني يعرقل حركة الجيش النظامي، بينما يساعد المقاوم على الكر والفر. هذا يعني أن خسائر الجيش الإسرائيلية ستكون مرتفعة، بينما الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين ستكون عالية. الخسائر في صفوف الجيش ستجلب استياء عاما لدى اليهود في فلسطين المحتلة/48، وستجلب الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين سطوة الإعلام العالمي بسبب التقارير الإعلامية التي ستملأ الشاشات حول أشلاء الأطفال ونحيب النساء. إسرائيل لا تريد هذه النتيجة، ولا تريد تلك.ب‌-إسرائيل لا تأمن ماذا بحوزة المقاومة من أسلحة. ماذا لو تبين أن لدى المقاومة أسلحة تفتك بالدبابات؟ وماذا لو تبين أن المقاومة مخندقة جيدا، ولا تستطيع معها إسرائيل أن تخرج من الفخ؟ إذا كانت المقاومة الفلسطينية مخندقة (وهي مخندقة بالفعل) وتملك أسلحة مضادة للدبابات، فإنه من المتوقع أن تكون خسائر إسرائيل كبيرة، ومن المتوقع أن يقع جنود إسرائيليون أسرى. وقوع أسرى سيقلب الطاولة على رأس إسرائيل ورؤوس أنظمة الإعوجاج العربي.ت‌- اجتياح قطاع غزة لا يضمن لإسرائيل هدوء القطاع على الرغم من أنه من الممكن السيطرة على مسألة إطلاق الصواريخ. بقيت إسرائيل في قطاع غزة حوالي 39 عاما، ولم تستطع القضاء على المقاومة، فهل ستستطيع القضاء عليها خلال عدة أشهر من الاحتلال؟ إسرائيل تعي تماما أن المقاومة الفلسطينية ليست مجرد عدد محدود من الأفراد، وهي مقاومة ممتدة في العمق السكاني.ث‌- وفيما إذا حصل الاجتياح وسقطت غزة، لمن ستسلم إسرائيل القطاع، وهل سيستطيع المستلم الجديد السيطرة على الأوضاع؟ج‌- إسرائيل تحسب أيضا الأضرار التي يمكن أن تنعكس على أنظمة الإعوجاج العربي والتي تسميها هي بأنظمة الاعتدال. تلقت هذه الأنظمة حتى الآن من الشتائم والسباب على طول الوطن العربي وعرضه ما يكفيها لعدة سنوات، فكيف يمكن أن تتطور المظاهرات العربية والاحتجاجات إذا حصل الاجتياح البري وبدأ سقوط المدنيين بكثافة مرعبة؟ إسرائيل حريصة على هذه الأنظمة العربية، وتعي تماما أن بقاء هذه الأنظمة يخدم مصالحها التكتيكية والاستراتيجية. لا شك بأن هذه الأنظمة تتصل بإسرائيل باستمرار وتطلب منها السرعة في إنجاز المهمة مع ضرورة التقليل من الخسائر في صفوف الفلسطينيين، وتؤكد لها ضرورة تجنب وضعها في المزيد من المواقف غير المشرفة.في النهاية أقول إن الخيار العسكري عبارة عن مغامرة، ولا يوجد ما يجعل إسرائيل متأكدة من الانتصار، وتغيير الأوضاع في القطاع وفق هواها. وواضح الآن أن قادة إسرائيل العسكريين والسياسيين منكبون على تقييم الأوضاع الميدانية، وهم متحسبون جدا من كل خطوة يقومون بها.ثانيا: على المستوى الشعبيتظن إسرائيل ومعها أنظمة عربية عدة أن القصف والقتل سيثوّر الشارع في قطاع غزة ضد حركة حماس، وسيتحرك من أجل إسقاطها. هذا كان هدف الحصار المستمر منذ حوالي ثمانية عشر شهرا. ظنت إسرائيل ومن معها من الأنظمة أن حماس ستسقط خلال فترة تمتد إلى ثلاثة أشهر على أبعد تقدير، لكن الأشهر مرت وحماس بقيت. ربما تطور الظن الآن إلى أن الناس سيتحركون تحت وطأة الخسائر الهائلة.مما لاحظت في الآونة الأخيرة، أستبعد أن يهب الناس في وجه حماس بسبب قاعدتها الشعبية الواسعة والمرتكزة على بعد "عقائدي". صحيح أن هناك أشخاصا مناهضين لحماس، ويكرهونها بشدة، ومنهم من يشعر بالارتياح للقصف الإسرائيلي، لكنني لا أرى أن لديهم قدرة على تحريك الشارع الغزي ضد حماس، ولا أرى أن لديهم قدرة على مواجهة مؤيدي حماس إن خرجوا إلى الشارع محتجين.الشارع العربي يشكل دعما قويا لحماس ولو بطريقة غير مباشرة. الشارع العربي يتظاهر الآن في دعم أهل غزة ومقاومة غزة، وبما أن حماس هي التي تشرف على القطاع، فإنها بصورة أو بأخرى تحقق الفائدة الكبيرة من الاحتجاجات العربية، وتجعل من إشرافها على القطاع أكثر قوة وأكثر قبولا. حركة الشارع العربي تشكل رادعا لإسرائيل لأنها حركة تهدد الأنظمة العربية، أو على الأقل تضعها في موااقف محرجة، وربما تجد إسرائيل نفسها تحت ضغط هذه الأنظمة للتخفيف من حملتها العسكرية أو لوقفها تماما.من الناحية الأخرى، ماذا عن المقاومة؟ أرى التالي:أولا: واضح أن الناس متماسكون في قطاع غزة على الرغم من الخسائر الهائلة التي يتكبدونها. يبدو الشارع الفلسطيني متكاتفا متضامنا، ومستعدا لامتصاص الصدمات والضربات. يبدو أن الناس في غزة قد تخلوا كثيرا عن الـ"أنا" ، وهم بتعاملون على مستوى "نحن" بحيث تمتد أيدي المساعدة بصورة متبادلة.ثانيا: هناك مؤشرات على أن استعداد المقاومة الفلسطينية في غزة جيد، أذكر منها:أ‌- استطاعت قناة الأقصى الفضائية الاستمرار في البث على الرغم من أن مبناها الرئيسي قد دمر.ب‌- الغالبية الساحقة من الشهداء من أفراد الشرطة والمدنيين، بينما الخسائر في صفوف المقاومين المحترفين قليلة جدا. هذا يدل على الاستعداد الكامن لدى المقاومة.ت‌- لا يلاحظ المراقب ظهورا عسكريا استعراضيا في شوارع غزة، وهذا سلوك جديد في تاريخ المقاومة الفلسطينية. ث‌- الكلام الكبير الاعتباطي حول قدرات المقاومة غير موجود، وهذا يشير إلى عمل صامت قد يخفي مفاجآت كبيرة.ماذا عن السلطة الفلسطينية؟تقديري أن السلطة الفلسطينية هي أكبر الخاسرين في هذه المعركة. إن تغير الواقع في غزة واستلمت السلطة الفلسطينية المسؤولية فإنها ستبقى في دائرة الاتهام الشديد لأنها اعتمدت على الاحتلال في إعادتها إلى غزة. وهي لن تكون أفضل حالا إن بقيت المقاومة صامدة على اعتبار أن أسهم المقاومة ستنال منها بعد استقرار الأحوال؛ فضلا عن أسهم الناس.إلى ماذا ستؤول الأمور؟ أرى التالي:المقاومة الفلسطينية ستصمد، وستظهر شراسة قتالية منقطعة النظير على الرغم من شحّ السلاح وتفوق العدو العسكري. كلما طال صمود المقاومة يتزايد الدعم لها على المستويات الشعبية، وربما على بعض المستويات الرسمية العربية. لاحظنا في اجتياحات سابقة أن المقاومين الفلسطينيين لا يتركون مواقعهم، وهذا أشد ما يخيف إسرائيل. الروح القتالية لدى المقاومة عالية جدا، وسنجد فلسطينيين يفجرون أنفسهم بالدبابات الصهيونية.تدرك المقاومة الفلسطينية أن هذه المعركة على أرض غزة هي معركة تاريخية فاصلة، والقضية الفلسطينية لا تحتمل هزيمة أو تراجعا، وإلا فإن الفلسطينيين سيفقدون دورهم الريادي في تحرير وطنهم.إسرائيل لا تحتمل حربا طويلة بسبب وضع الأنظمة العربية الهش، وهي تدرك أن أنظمة الإعوجاج العربي عبارة عن عبء كبير على كاهلها الآن، وأنها لا تستطيع الاستمرار في القتال الدامي إن طال أمد الصمود. الأنظمة العربية أشد رغبة في إنهاء المعارك من إسرائيل، لكنها ليست هي التي تقاتل على الأرض.صمود المقاومة الفلسطينية هو النصر بحد ذاته، وإذا تحقق فإن أوضاعا فلسطينية ستتغير، كما أن تعامل دول عربية كثيرة مع المقاومة الفلسطينية سيتغير.

هكذا تواطأ عمر سليمان على «حماس» .... بقلم ابراهيم الامين جريدة الاخبار

■ صنّف الحركة «عصابة» وطلب «تأديب» قادته

ا■ الزهّار خُدعَ وضباط الشرطة دفعوا الثمن

■ المقاومة في فلسطين تستعدّ لتوسيع المواجهة
«لا يتعلق الأمر بمحاولة إسقاط حماس في غزة، بل بإيجاد قواعد لعبة جديدة، وإلزام حماس الخضوع لاتفاق جديد لوقف النار في سبيل تحسين الواقع الأمني جنوبي البلاد». حتى اللحظة هذه هي الجملة الوحيدة المفيدة في كل الكلام الإسرائيلي عن أهداف الحملة الإجرامية المفتوحة ضد قطاع غزة
إبراهيم الأمينفي الرابع من تشرين الثاني الماضي، زار وفد من حركة «حماس» القاهرة والتقى برئيس الاستخبارات العسكرية المصرية اللواء عمر سليمان، وناقش معه الملف الخاص بالوضع في قطاع غزة والحوار الفلسطيني ـــــ الفلسطيني، إضافة إلى العلاقات بين الحركة والقيادة المصرية، وما يتصل بملف التهدئة مع إسرائيل.يعرف وفد «حماس» أن العلاقات ليست جيدة، وليست في أحسن أحوالها مع القاهرة، ولا سيما مع سليمان. وكان قد وصل إلى قيادة «حماس» كلام منقول عن لسان قيادات مصرية، وأبرزها سليمان نفسه، فيه لوم وانتقاد وعتب وأمور أخرى. لكنّ المفاجأة كانت في سماع وفد «حماس» كلاماً مباشراً وقاسياً على لسان سليمان الذي قال له «إن ما تقوم به قيادتكم خطير، وأنا أقول لكم إن أبو الوليد (خالد مشعل) سوف يدفع الثمن».سبق ذلك طلب تقدم به الجانب المصري المعني بملف غزة من جميع الفصائل الفلسطينية تجاوز موقف «حماس» بما خص الحوار. وعندما أعلنت «حماس» رسمياً قرارها عدم المشاركة في الحوار، راح سليمان يرفع من سقف الحملة عليها، وقال كلاماً وصل إلى المعنيين على دفعات وفيه: «إنهم عصابة يتصرفون كأنهم كل الدنيا. لقد أصابهم الغرور ومشعل يتصرف كأنه أكبر من مصر، وأكبر من العالم العربي، وهو يسعى إلى إقحام كل حماس في خطوات هدفها تجاوز المصالح الخاصة بالجميع. هذه عصابة تحتاج إلى تأديب، وعلى هؤلاء أن يدفعوا ثمن ما يقومون به، والأمر لن يقتصر على الموجودين في غزة، بل الموجودين في دمشق أيضاً».ويبدو أن الموقف المصري يتصل أكثر بخطوات تعود إلى فترة سابقة. حتى إن سليمان لم يكن يخفي رفضه لأي تعاون مع حركة «حماس» منذ فترة غير قصيرة، وهو حاول أن يطوّق الحركة ومن يناصرها في أكثر من مجال. بدأ بتعطيل كل محاولة لتنشيط العمل والدعم من خلال الحدود مع القطاع المحاصر. وعندما اقترب موعد البحث في التهدئة القائمة بين قوى المقاومة وإسرائيل، بدا سليمان في لقاءاته قليل الارتياح إلى سعي إسرائيل لتجديد هذه التهدئة وسريعاً. وهو عاد واستفاد لاحقاً مما سمّاه «شروط حماس» التعجيزية حيال تجديد التهدئة، وشنّ حملة قاسية عليها وعلى قيادتها. واتهم سليمان مشعل بأنه سعى إلى منع قيادة «حماس» في غزة من الذهاب نحو تسوية في ما خصّ الحوار وفي ما خصّ أموراً أخرى. وقال سليمان «إنّ مشعل دعا إلى لقاء مع قيادات الفصائل الفلسطينة وطلب منها عدم المشاركة في حوار القاهرة قبل تحقيق سلسلة من الشروط». ثم تحدث سليمان عن سعي مشعل إلى الإمساك بالقرار في «حماس» من كل جوانبه، وأنه يتصرف بالأموال ويصدر الأوامر، وأنه استمال رئيس الحكومة إسماعيل هنية إلى جانبه، وأنه يقود «حماس» في الضفة ويطلب إليها الضغط على قيادة الحركة في غزة لمنع إبرام أي اتفاق.ومع أن سليمان لم يكن يوماً مغرماً بـ«حماس»، إلا أنه كان يحرص على أشكال مختلفة للتواصل معها، سواء مباشرة أو من خلال شخصيات فلسطينية عامة، أو حتى من خلال قوى حليفة لـ«حماس» مثل حركة الجهاد الإسلامي. لكنّ سليمان قرر وقف أي نوع من الاتصال، مكرراً أمام من يزوره أن «على مشعل أن يعتذر منه ومن مصر، وقبل ذلك لن يحصل أي تواصل». كما كرّر سليمان معزوفته بشأن «رهن حماس قرارها للقرار الإيراني ـــــ السوري، حيث لا توجد حماسة لتوافق فلسطيني ـــــ فلسطيني الآن»، وأن «قيادة حماس ومجموعات أخرى تعمل وفق نظام مصالح لا تخص الشعب الفلسطيني. فهم يدعمون حزب الله في لبنان ضد الآخرين، وهم مستعدون لمنع حصول أي توافق أو هدوء حتى يتسلّم الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما منصبه، وحتى انتظار ما ستؤول إليه الانتخابات في إسرائيل».
■ إسقاط «حماس»: الحوار والحصار والحرب
مسلسل إسقاط «حماس» بدأ مبكراً. يوم نجحت في الانتخابات، كان هناك توجه لمقاطعتها ومحاصرتها وعزلها. كانوا يعتقدون أن في ذلك ما يضعف الحركة ويكشفها. وبعد فشل هذه التجربة، لجأ الجميع إلى الحصار المباشر، الذي كان يهدف إلى إظهار «حماس» غير قادرة على إدارة مدرسة، فكيف إدارة شؤون مليون ونصف مليون بشري؟ ثم فشلت هذه التجربة، فانتقل الجميع، أميركا وإسرائيل والعرب، إلى مرحلة الحوار. كان الأوروبيون قد نصحوا بالاحتواء من خلال الحوار. وهو الأمر الذي بدأ عادياً ثم تحول إلى حالة فرض شروط على «حماس» من خلال الحوار وبرنامجه، سواء في ما خصّ الحوار الفلسطيني ـــــ الداخلي، أو من خلال المفاوضات بشأن ملف التهدئة، أو حتى المفاوضات الخاصة بتبادل الأسرى والمعتقلين.وإزاء فشل هذه المحاولة، بدا أن الجميع أمام الحائط، وأنه ليس هناك سوى الحرب والعملية العسكرية لمواجهة الوضع وإسقاط «حماس»، وخصوصاً بعدما تعذّر إعادة فتح معركة أهلية داخلية في غزة، وهو الأمر الذي تطلّب في لحظة معينة أن يتوجه الجميع من خصوم «حماس» نحو إسرائيل لكي يشجّعوها على شنّ عملية عسكرية واسعة.
■ حسابات إسرائيل
لم يكن الإسرائيليون يحتاجون إلى إذن للقيام بالعمل العسكري الواسع. لكن ثمة اعتبارات عديدة كان لا بد من أخذها بالاعتبار، بينها ما يتصل بالوضع الإسرائيلي الداخلي ومعركة الانتخابات والمرحلة الانتقالية التي تعيشها الإدارة الأميركية، وصولاً إلى الملف الميداني الذي يخصّ جيش الاحتلال. وكانت إسرائيل تدرس الجانب المتصل بالوضع العربي، لأنه في حالة عدم توافر عناصر دعم وتغطية من قبل دول عربية بارزة، فإن تل أبيب سوف تكون مضطرة إلى صياغة الموقف بطريقة مختلفة.ولاحظت مصادر مطّلعة أن العمل جرى بقوة، منذ ثلاثة أسابيع على الأقل، على هذه النقطة، وكان العنوان الرئيسي للاتصالات هو مصر ومن خلفها محور الاعتدال العربي والجانب الفلسطيني نفسه، لجهة حجم استعداد حكومة الرئيس محمود عباس لتغطية العملية لناحية تحميل «حماس» المسؤولية من خلال رفض الهدنة ورفض الحوار.المقارنة بين ما جرى في لبنان عام 2006 وما يجري الآن كانت حاضرة في أذهان الجميع. وقتها، حمل العالم العربي على حزب الله واتهمه بـ«المغامرة غير المحسوبة»، بعدما اتخذت إسرائيل عملية الأسر ذريعة مباشرة لعدوانها، ومن ثم رفع هؤلاء العرب مستوى الخطاب المذهبي في محاولة لعزل حزب الله كقوة شعبية أو كامتداد لإيران، يضاف إلى ذلك وجود انقسام سياسي داخلي لبناني واستعداد من قوى لبنانية لملاقاة هذه الحملة. لكن ملف غزة و«حماس» كان يتطلب إجراءات أخرى، أبرزها الغطاء المصري ومشاركة قيادة أبو مازن، لأن في ذلك ما يعزّز الانقسام الفلسطيني حول الحركة الإسلامية، ويدفع قسماً من الفلسطينيين ومن العرب إلى تحميل «حماس» مسؤولية إيصال الأمور الى هذا الحد.ولكن إذا كان الفريق العربي، ولا سيما مصر ومعها السعودية والأردن، يريد التخلص من «حماس» نهائياً، فإن إسرائيل لا تقيس الأمور على هذا النحو، لأن «هدف إسقاط حكم حماس» يحتاج كما يقول الاسرائيليون الى عناصر لا يمكن حصرها بالدعم الكلامي والمواقف السياسية: أولاً، الى حرب طويلة الأمد، والى مواجهات ليس معروفاً المدى الذي تذهب إليه، وهو ما دفع إسرائيل مبكراً الى الاستفادة من أخطاء حرب لبنان بوضع هدف «متواضع» للعدوان قياساً بطموحاتها أو رغبات وطموحات الشركاء من العرب والغرب على حد سواء.ثم إن إسرائيل تريد ثانياً من عملية كهذه تحقيق سلسلة أهداف لا تتصل بالصراع المباشر مع الفلسطينيين؛ ففي جيش الاحتلال هناك الحاجة اليومية الى ما يسمّى «إعادة الاعتبار» للهيبة والقوة الردعية التي تعرّضت لضربة كبيرة بعد حرب لبنان. وربما لهذا السبب كان الفريق العسكري والامني بقيادة إيهود باراك من اتخذا القرار الأخير. كذلك تحتاج إسرائيل الى توجيه رسالة مباشرة الى سوريا وإيران تعويضاً عن غياب الأفق للقيام بعمل مباشر ضد هاتين الدولتين بهدف منعهما من استمرار الدعم لـ«حماس» في فلسطين وحزب الله في لبنان، عدا عن وجود هدف آخر في ذهن قيادات إسرائيل العسكرية والسياسية وحتى الأمنية، يتصل بأن يكون حزب الله يراقب ويشاهد ما جرى، وإشعاره بأن هذه الوحشية وهذه الدموية سوف تكونان معياراً في أي مواجهة مقبلة معه.
■ الحرب والتضليل ودور مصر؟
بعد قيام وزيرة خارجية إسرائيل تسيفي ليفني بزيارة الى القاهرة، كانت تصريحاتها واضحة حيال النية والقرار لدى إسرائيل بشن حرب حقيقية على غزة، وهو الأمر الذي كان حاضراً في كل مداولات المعنيين في المنطقة. ومن جهتها، كانت فصائل المقاومة في القطاع ولا سيما حركة «حماس»، تتصرف على أساس أن الجميع مقبل على مواجهة، وتفاوتت التقديرات بشأن حجم العدوان وطبيعته. ولكن الإجراءات الميدانية والحذر والتحسب كانت حاضرة بقوة، وأخليت جميع المواقع والمنازل والاماكن التي يلجأ إليها عادة قياديو الحركة من السياسيين ومن الجسم العسكري أيضاً، حتى حركة هؤلاء الميدانية تعرّضت لتدابير هدفها الحؤول دون تعريضها للضربة الاولى. وثمة اعتراف في قيادة «حماس» بأن التوقع كان يركز على تعرّض هؤلاء لضربة أولى بهدف تخريب وحدة القرار. ومع ذلك فإن الإجراءات شملت كل القطاعات، حتى قيادة الشرطة، التي تتمتع «حماس» بنفوذ كبير فيها، كانت تخضع ضمناً لهذه الإجراءات، ولكن ليس بالوتيرة نفسها باعتبار أن الشرطة هي جهاز شبه مدني ويعمل على متابعة ملفات يومية للناس تفترض حضوره وانتشاره في مقاره وفي جميع المناطق.ورغم هذا، فقد تلقت قيادة الشرطة أمراً بعدم إقامة حفل تخريج عدد من الضباط خشية التعرّض لعملية عسكرية إسرائيلية. وعندما عادت ليفني الى تل أبيب، بادر القيادي في «حماس» محمود الزهار الى الاتصال بمسؤول مصري رفيع عاتباً ومحتجاً على السماح لليفني بإعلان نية شن الحرب من على منبر رسمي مصري. ولكن الزهار سمع كلاماً مفاده أن ما قالته ليفني لا يعبّر بالضرورة عن واقع القرار في إسرائيل وأن هناك الكثير من التهديدات تطلق في سياق انتخابي. وعندما عقدت مشاورات لاحقة على مستوى قيادة «حماس»، كان هناك التفسير المباشر الذي يقول بأن المصريين أوصلوا رسالة واضحة الى الحركة الإسلامية بأن ليس هناك عملية وشيكة. وعندما أثير موضوع تخريج الضباط من جديد، جرت المزيد من المشاورات وجرى الوقوع في فخ بعض الإشارات الاضافية التي جاءت من إسرائيل، ولا سيما فتح المعابر، ما دفع إلى التعامل مع الأمور على أساس استبعاد عدوان وشيك. ومع ذلك، فإن الجسم السياسي القيادي كما الجسم العسكري بقي خاضعاً للإجراءات نفسها وسمح فقط بالاحتفال الخاص بالشرطة، الذي افتتح العدو هجومه المفاجئ على القطاع بضربه.حتى في إسرائيل نفسها، كان هناك من يخشى تسرّب المعلومات عن قرار العملية العسكرية، ونشرت صحافة إسرائيل أمس أنه نظراً إلى وجود خشية من تسرّب نبأ التصديق على العملية في المجلس الوزراي المصغر، اضطرت الحكومة الى اتخاذ إجراءات جديدة منها نفي وجود قرار وأن المجلس عرض الأمر فقط، ثم إعلان باراك نية إدخال مساعدات إنسانية والحديث عن اجتماع آخر سيعقد الأحد لبتّ الأمر.
■ الوزن النوعي ــ في غزة!
ومع بدء العملية، كان واضحاً أن إسرائيل تريد تكرار تجربة بداية الحرب في لبنان عام 2006، حيث انطلقت الطائرات في غارات مكثفة على نحو 42 هدفاً اختارتها الاستخبارات العسكرية تعتقد إسرائيل أنها المراكز الاساسية لقيادة التحكم والسيطرة ومخازن الصواريخ الطويلة المدى ومستودعات الذخيرة ومقار مفترضة للقيادات العسكرية والسياسية. ويبدو أن في إسرائيل من هو مقتنع بأن الغارات على غزة حققت أهدافها وأنه تم تدمير كل المواقع التي تخصّ عمليات إطلاق الصواريخ من القطاع، وهو موقف يشبه ما هو موجود حتى اللحظة في أذهان إسرائيل عن نتيجة عملية «الوزن النوعي» التي استهدفت حزب الله في اليوم الأول من الحرب عام 2006 حين تحدث الإسرائيليون عن تدمير كل مواقع ومنصات الصواريخ البعيدة المدى الخاصة بالحزب، حتى إن محرراً بارزاً مثل بن كسبيت كتب أمس أن الضربة الجوية كانت «دقيقة وفتاكة. إنه عمل نموذجي استخباري، وغرفة حرب مشتركة بين الشاباك والجيش الإسرائيلي للمرة الأولى. ومثلما حصل في حرب لبنان الثانية، حين أبيدت من الجو في غضون ثلاث وثلاثين دقيقة جميع صواريخ حزب الله البعيدة المدى، ففي غزة أبيدت من الجو في غضون ثلاث دقائق كل مواقع الإطلاق تحت الأرض التي أعدّتها حماس».إلا أن حقيقة الأمر سوف تظهر توالياً، باعتبار أن «حماس» استفادت كثيراً من الأعوام القليلة الماضية لتعزيز ترسانتها العسكرية على اختلاف أنواعها؛ ثمة إجراءات اتخذت وأخرى في سياق الإعداد لمرحلة أصعب من المواجهة، وهو أمر يحتمل ما يرد في ذهن الاسرائيليين: صواريخ من أنواع جديدة سوف تسقط على مناطق جديدة في إسرائيل، واستئناف ما كان مجمداً على صعيد العمليات الفدائية الاستشهادية في أي مكان يصل إليه عناصر «حماس». لكن الأهم من كل ذلك، هو أن الأمر قد لا يظل محصوراً في جبهة واحدة أو في مكان واحد أو مع جهة واحدة.
عدد الأثنين ٢٩ كانون الأول ٢٠٠٨

مراسلو العربية يعطون لاسرائيل احداثيات القصف ونتائجه ... اولا بأول



2008-12-30
عرب تايمز - خاص لاحظ مراقبو ما تبثه محطة العربية من غزة ان مراسليها يعطون احداثيات القصف الاسرائيلي اولا بأول مما يساعد القوات الاسرائيلية على اعادة التصويب فاذا كانت البناية المقصوفة في غزة خالية سارع مراسلو العربية الى الاشارة الى ذلك واذا كان الهدف غير مهم نبه المراسلون الى ذلك ... بل وحددت المحطة هدفا قالت انه قريب من مكاتبها ... وتسارع المحطة في الغالب الى تبرئة اسرائيل من الاتهامات التي غالبا ما تكال اليها من قبل مراسلي المحطات الاخرى ... فعندما اشارت محطة الجزيرة الى ان اسرائيل قصفت مسجدا سارعت العربية الى نفي ذلك والقول ان القصف لحق بمبنى قريب يعتقد انه محل للحدادة تستخدمه حماس وليس بالمسجد وعندما قصفت اسرائيل الجامعة الاسلامية سارعت العربية الى القول ان الجامعة تستخدم لتصنيع المتفجرات ... وهكذا ... ولاحظ المراقبون ان مراسلي المحطة في اسرائيل لا يقدمون احداثيات مشابهة للفلسطينيين فهم لا يشيرون بالتحديد الى الاماكن التي تصيبها الصواريخ الفلسطينية ويكتفون بالحديث عن عموميات القصف تماما كما كانت المحطة تفعل خلال الحرب على لبنان

أحمد جبريل :مصر على علم بموعد الغارات ,و يصف وزير خارجية مصر بــ " أبي الغائط " !

انتقد أحمد جبريل الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة الدور المصري في العدوان الحالي على غزة ، بسبب ما قال إنه خداع قامت به مصر واصفاً وزير خارجيتها أحمد أبو الغيط بـ " أبي الغائط " بدلاً من أبي الغيط . وفي برنامج يقدمه المذيع المصري عمرو ناصف في قناة المنار اللبنانية قال جبريل إن القاهرة لعبت دوراً في خداع الفلسطينيين بينما كانت إسرائيل تبيت العدوان مطالباً مصر بفتح المعابر مرة واحدة وإلى الأبد لجميع الفلسطينيين وليس للجثث والجرحى فقط . واستنكر جبريل صمت وزير الخارجية المصرية أحمد أبو الغيط في مؤتمر صحفي جمعه بنظيرته الإسرائيلية التي هددت بالعدوان على غزة وقال هل هذا أبو الغيط أم أبي الغائط وكررها أكثر من مرة . وشجب القيادي الفلسطيني الذي يتخذ تنظيمه من دمشق مركزاً له بشدة تصريحات بعض قيادات السلطة التابعة لــ " محمود عباس و زبانيته " الذين حملوا حركة حماس مسوؤلية الجرائم التي ترتكبها ووصف عباس بأنه كاذب "ذرف دموع التماسيح " وأنه يريد للعودة إلى غزة على ظهر دبابة إسرائيلية " ولم يحقق للشعب الفلسطيني شيئاً منذ أوسلو فالاستيطان تضاعف عشر مرات ولم يفرج عن الأسرى ،ولم يستطع أن يزيل الجدار العازل. وكان نمر حماد أحد مستشاري رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس حماس قال إن "حماس شريكة في الإجرام الإسرائيلي " بينما قال عباس إنه يبذل الجهد لحفظ الدم الفلسطيني مضيفاً " أحدهم يقول إنه إذا أبيدت غزة كلها لا مانع عنده " في إشارة إلى تصريح خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس يوم أمس بأن المقاومة ستصمد في وجه حرب الإبادة ولو أبيدت غزة كلها. وكشف جبريل عما دار مع الجانب المصري قائلاً إنهم ( المصريون) يعتبرون أن فك الحصار" شيء خطير لأنه يقوي حماس ونحن لنا مشكلة مع الاتجاهات العقائدية الإسلامية " مضيفاً أن" مصر تريد تأديبنا لأننا طالبنا بفتح معبر رفح كشرط للقدوم إلى القاهرة وما يجري هو بموافقتهم " وكانت صحيفة " القدس العربي" الصادرة في لندن نقلت عن قيادات فلسطينية رفيعة المستوى التقت اللواء سليمان مؤخراً، قولها إن الوزير سليمان قال لهم بأنّ "(رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد) مشعل وعصابته سيدفعون ثمن موقفهم الرافض لدعوة القاهرة للحوار". وأشارت القيادات، بحسب الصحيفة، إلى أن سليمان قال لعاموس جلعاد المبعوث الصهيوني الخاص الذي يبحث ملف الجندي الصهيوني الأسير جلعاد شاليط: "إنّ قيادة حماس أصابها الغرور،وهي تتعامل مع مصر بفوقية واشتراطات، وأنه لا بدّ من تأديب هذه القيادات،حتى تستفيق من أحلامها " . كما يعتقد سليمان، كما تشير المصادر الفلسطينية، أنّّ ما وصفه بـ "تأديب" قيادات حماس "لا ينبغي أن يقتصر على قطاع غزة فحسب، بل لا بدّ أن تشعر قيادات حماس في دمشق بأنها ليست بمنأى عن الخطر كذلك، وهو ما أبلغه صراحة إلى جلعاد، كما أوضحت. وفي إطار التحريض؛ قالت القيادات الفلسطينية للصحيفة أن الوزير سليمان لم يبد ممانعة في اجتياح إسرائيلي محسوب لقطاع غزة،يؤدي إلى إسقاط حكومة حماس، وعودة الشرعية إليها، حتى تنتهي معاناة قطاع غزة"، على حد قوله. عربياً أعلنت عشر دول عربية بينها سورية وقطر واليمن والسعودية موافقتهما على عقد قمة عربية استثنائية لبحث اتخاذ موقف موحد من العدوان على غزوة في حين تحفظت مصر والسلطة التابعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس على عقدها . فيما تواصلت تظاهرات الاحتجاج الشعبية العربية على العدوان في دمشق والخرطوم و القاهرة وبغداد وصنعاء وغيرها مطالبة الحكام العرب بالوقوف مع الشعب الفلسطيني . وفي بيروت رشق متظاهرون لبنانيون وفلسطينيون السفارة المصرية بالحجارة وقامت قوات الأمن بإطلاق الغاز المسيل على المتظاهرين لتفريقهم وإبعادهم عن مبنى السفارة. وقال سكان في مدينة رفح الحدودية إن قوات الأمن المصرية، التي انتشرت خلال الساعات السابقة للعدوان على امتداد الشريط الحدودي ورفعت الرايات الحمراء على مقارها ومواقعها، تراجعت مع بدء الغارات الجوية الإسرائيلية. وقال قيادي محلي في «حماس» في مدينة رفح لمراسل ـصحيفة الأخبار اللبنانية ، إن القوات المصرية كانت على علم بموعد الغارات الجوية، ورفعت هذه الرايات لإرشاد الطائرات الإسرائيلية وتنبيهها إلى أنها مواقع مصرية لا فلسطينية. وبينما كانت الطائرات الحربية تواصل غاراتها على غزة اليت اوقعت أكثر من 300 شهيد و 700 جريح ، تمكنت فصائل المقاومة من إطلاق عشرات الصواريخ المحلية الصنع، وصواريخ « غراد » الروسية الصنع، على بلدات وأهداف إسرائيلية متاخمة للقطاع ، في رسالة توحي بأن العدوان لن يحول دون إطلاق الصواريخ . وأقرت مصادر إسرائيلية بمقتل مستوطنة إسرائيلية، وإصابة آخرين، جراء سقوط صواريخ على تجمع «نتيفوت» في النقب الغربي، تبنت إطلاقها «كتائب القسام».

سبع عجائب من حرب غزة .....بقلم: د. فايز أبو شمالة


بعض الأشياء لا تصدق، ولا يدركها العقل البشري، ولا يعرف كي تحدث، وأحياناً يتوه في التفكير وهو يقف عاجزاً عن التفسير، لقد وقفت أمام بعض القصص، أنقلها للقارئ بالأسماء مندهشاً من أرض غزة، كيف يحدث هذا، ولماذا يحدث، وما الحكمة من ذلك؟
الأولى: كان الشرطي الفلسطيني "جمعان حنيدق" يقف وسط زملائه في مركز شرطة غزة عندما تعرضوا لقصف الطائرات الإسرائيلية صباح السبت 27 ديسمبر 2008، لم ير إلا ومضة ضوء الصاروخ الإسرائيلي، ليجد نفسه غارقاً بالدم وسط عشرات الجثث المحروقة، والأشلاء المقطعة، حسب نفسه ميتاً قبل أن يتحسس جسده، إنه يتحرك، وقف على قدميه، مشى بعيداً غير مصدق أنه لم يصب بأي أذي.
الثانية: بعد أن تسلم عمله الجديد في الجامعة الإسلامية، ذهب شرف أبو شمالة لتقديم استقالته من العمل في الشرطة، حاول زملاؤه على البوابة أن يستوقفوه لدقائق والتحدث معه، ولكنه أصر بأنه في عجلة من أمرة، دخل مسرعاً مقر الشرطة، فجاءت الطائرات الإسرائيلية ليحترق مع العشرات من أفراد الشرطة.
الثالثة: قبل ثلاثة سنوات كانت غزة بكاملها تحت الاحتلال الإسرائيلي، تمشط الطائرات الإسرائيلية شعرها كل صباح، وتحرث الدبابات الإسرائيلية شوارعها كل مساء، ويفتش الرصاص الإسرائيلي جسد غزة عن قطعة سلاح، ويغلق المستوطنون مدارسها، ويحرقون زرعها، اليوم تدخل غزة موسوعة "جينس للأرقام القياسية" إذ كيف تنجح مدينة محاصرة براً وبحراً وجواً في تطوير مقاومتها، وقدرتها على ضرب العمق الإسرائيلي، وفي زمن قياسي، ثلاث سنوات، لتفرض على عشرات ألاف الإسرائيليين إغلاق المدارس، وتغلق أكثر من ثمانين مصنعاً، وتمنع التجول على أسدود، وعسقلان، وهي تعيش على الكفاف، عجيبة.
الرابعة: "آنه موبو باسسيان" يهودية جاءت من رومانيا إلى أرض السمن والعسل، نامت الليلة مع أولادها، وجارتها الأثيوبية في الملجأ رقم 84 في مدينة أشدود، تقول: لصحيفة "يديعوت أحرونوت": هناك من ترك المدينة بعد مقتل ثلاثة إسرائيليين، وإصابة العشرات، ولكنني خفت أن تصيبنا القذيفة قبل أن نبتعد، ففضلت النوم في الملجأ، لم نكن نحسب أن القذائف ستصل إلى هنا، ولكنها وصلت، لقد خدعونا. يبدو أنها تقصد واحد من اثنين، الأول: رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عندما وصف الصواريخ بأنها: عبثية، والثاني: الكاتب "طارق الحميد" من صحيفة "الشرق الأوسط" الذي وصفها بصواريخ التنك.
الخامسة: ترك زملاؤه ينتظرون في مقر الشرطة في غزة، وخرج "زياد مخيمر" مسرعاً لإحضار طعام الإفطار لهم، وهو يؤكد أنه لن يتأخر عليهم، وقبل أن يدخل مقر الشرطة عائداً، فإذا بالصواريخ الإسرائيلية تحرق المكان بزملائه، رفض أن يتناول الإفطار وحيداً.
السادسة: أين "حماس"؟ أفتش في شوارع غزة عن "حماس" فلا أجد، أين "حماس"؟ أين ذهبت "حماس"، أين رجالها؟ أين سلاحها، أين قادتها؟ أحاول الاتصال ببعض من أعرف، لا أحد يرد، أحاول الحديث، وسؤال من أعرف أين "حماس"؟ أين "حماس"؟ لا رائحة، ولا شكل لـ"حماس"، ولا وجود لـ"حماس" في غزة، لقد عادت "حماس" مع قذائفها إلى اسدود، وعسقلان، وبيت دراس.
السابعة: انظر إلى حيث يندفع المئات من الفتية الفلسطينيين لتعرف المكان الذي تعرض للقصف الإسرائيلي، تراهم يركضون، يلهثون، يتسابقون، يحيطون بالمكان المقصوف قبل رجال الإسعاف ولسان حالهم يقول: لماذا تأخرنا قليلاً.

الاثنين، 29 ديسمبر 2008

لن يعود الخونة لغزة، ولن يبقى الخونة في الضفة بقلم : د. إبراهيم حمامي

قبل أسابيع قليلة وتحديداً يوم 11/11 الماضي صرح المجرم عبّاس أمام من جمعهم من غوغاء في محمية المقاطعة برام الله المحتلة "يا أهل غزة يا أهل الاباء والعزة والصمود والعزة صبراً آل ياسر، صبراً أهل غزة، ان موعدنا معكم قريب وقريب جداً"، وفي ذات الفترة وبحسب ما أٌعلن بالأمس اتخذ المجرم الآخر ايهود باراك قرار العدوان على غزة رسمياً بعد أن أعد له خلال فترة التهدئة وقبل ستة اشهر، وهي بالتأكيد ليست صدفة، فهؤلاء شركاء وأحباء واللقاءات بينهم لا تنتهي. كان عبّاس المتآمر يعلم جيداً أن الحملة والعدوان على غزة قادمة، بل أن التقارير تحدثت أنه استعجل العدوان قبل موعد رحيله لمزابل التاريخ غير مأسوف عليه بعد ايام قليلة، وهو بالتالي كان يُعد العدة للعودة على ظهر دبابة اسرائيلية، ويجهز مرتزقته من أشباه الرجال الذين نشر بعضهم في الخليل لدخول غزة. عبّاس وبعد فشل خطة دايتون التي أعدت لدحلان، وبعد فرض القانون في شهر يونيو/حزيران 2007، انقلب على القانون، وعطل التشريعي، وجمّد القانون الأساسي، وأعلن حالة الطواريء، وشكّل حكومة غير شرعية، واليوم وغزة تذبح وتدمر، لا يُعلن حالة الطواريء، ويكتفي ببيانات سخيفة مثله، لماذا؟ لأن ما يجري متفق عليه ومخطط له، ولأن لمساته الأخيرة وللأسف الشديد وضعت في القاهرة تجهيزاً لعدوان ثلاثي على غزة تشارك فيه زمرة عبّاس وسلطات الاحتلال ومصر الرسمية. "مستشارو" عبّاس فضحوا أنفسهم باكراً وغلبتهم عاطفتهم أو – نذالتهم - ليشمت نمر حمّاد على شاشات التلفاز والدماء ما زالت تسيل بعد أول غارة ويبريء الاحتلال، ليستلم منه الطيب عبد الرحيم و"يدعو" سكان القطاع إلى الصبر، معتبرا أن ما أسماها "الشرعية" ستعود إلى غزة. قائلاً في تصريحات لتلفزيون فلسطين "الأجندة الخارجية ستسقط، وستعود الشرعية إلى غزة"، واضاف عبد الرحيم "أقول لشعبنا الحبيب في قطاع غزة صبرا آل ياسر، فإن موعدنا إن شاء الله قريب مع إقامة دولتنا المستقلة، وأقول لشعبنا في غزة وهو يعلم تماما الواقع والظروف الصعبة التي يمر بها، إن هذه الظروف ستنتهي وإن هذا العدوان سيتوقف، وإن الشرعية ستعود إلى غزة، وكل الأجندات الخارجية ستسقط". مجرم آخر ظهر من جديد هو دحلان الغائب عن المشهد السياسي بعد أن لفظته غزة وتطهرت منه ومن أمثاله، ظهر في الساعات الأولى للعدوان ليقول أن على حماس استخلاص الدروس والعبر بعد الضربات الاسرائيلية، أي حقارة تلك وأي وضاعة، وهل يعتقد أنه سيعود لغزة بعد أن هرب منها ليصول ويجول من جديد؟ ذاب الثلج وبان المرج، وسقطت الأقنعة عن الوجوه الكالحة، وظهرت النوايا العلنية بعد أن كان التآمر والعمالة من تحت الطاولة ومن وراء الكواليس. اليوم تحديداً اكتملت فصول الخيانة، فقد أعلنت صحيفة جيروزاليم بوست أن مسؤولي السلطة أبلغوا الصحيفة استعدادهم لاستلام السلطة فور نجاح "اسرائيل" في القضاء على حماس، وأن مسؤولاً آخر أكد جاهزية "رجال" فتح لملأ الفراغ واستعادة السلطة. قد يقول قائل ان مصدرك عبري من الأعداء، نعم هذا صحيح لكن الصحيفة سبق وأثبتت مراراً أنها تعرف عن عبّاس ومن معه أكثر مما يعرفون عن أنفسهم، وكل محاولات النفي والانكار في السابق لأخبار نشرتها الصحيفة ثبت بعدها كذب رموز وعملاء أوسلو، والأهم أنهم كشفوا بأنفسهم عن نواياهم، ولم يصدر أي بيان رسمي من أي جهة لنفي لأو تكذيب الخبر ومصدره. لنفترض جدلاً أن الصحيفة كاذبة، اليكم ما يؤكد هذه الاستعدادات التي تضاف لما سبق من توثيق لكلام المجرم عبّاس وباقي عصابته، انه بيان صادر عن خلية العمل الميداني هذا نصه (كما هو بأخطائه المعهودة):

خلية العمل الميداني : بيان الفتح والنصر القريب اشتدي يا أزمة تنفرجى

فبعد أن أصبح الشعب رهينة لراية واحده ، تشبعه أهـانه وضربــا وتكسيرا تفتيتا وبترا ، تخويننا وتكفيرا ، قتلا وتدميرا يخرج علينا مخادع لعين ، خطب يـوم وقفه الكتيبة لــيوزع صكوك الغفران متجاهلا دم الحجاج وضرب وإجهاض الطالبــات الأمهـات واغتصــاب الجامعــات وتكميم الأفـواه فالشمعة ، الكوفية ، الصورة ، الكلمة ، الاغنيه ، الراية ، الذكرى ، اللون ، الضوء وحتى اللبس كـل شـيء في الكون أصبحوا يروه انه قد سخر ضدهم ، فحتكموا للهراوات وكعاب البنادق و الرصاص ليسيروا أهلهم كالخراف والنعاج و البعير ، ذبحوا كرامــه الشعب الذي لايموت ، وعندمـا بدأت تدق المسامير فى نعوشهم ، وترتجف شفاه وأرجـل قتلتهم نعق شيطانهم الأكبر بــأنه لان يتنازل عن مــاذا؟ هو يعرف ونحن يقنون انه تدمير غزه على من فيها ، فغربانهم بين البيوت و المنازل وعلى الزناد ضاغطون والجميع رهائن ودروع ، ويوم القصف للخمار الأسود باحثون ، وفى ثياب الحـريم يتدثرون ، ومن المقاومة متبرئون ، وبوجــوههم المكفهرة هلعا يهربون ، ويبكى الأطفال وتتراكض الشيوخ والأمهات ، ويصرخ الآباء بحثـا عن الأبنـــاء و الأحفاد ، وتمطر السماء غضبا على الأوغاد ، ويبقى ابن الفتح السجين بين قضبان الحقد الدفـين ، و يخرج علينا اللعين ، فلترحل أنت والمنبوذ و الطبال وأبناء العاهرة و الساديين لنبنى أشلاء أجســادنا التى مزقـتـها بخناجر الفرس و العلويين ونعيد رسم لوحة الوطن الجميل ، وثورة أعادت للشعب مجده التليد . ياسر أبو عمار والمجد ينهل من أطرافه شهدا ، وتشرق بوجهه الباسم شمس النهار الدائم ، ليضيء بنــوره حلكة الليل الغريب ، قافلة حادي الركب فيها مسير ، ومن حولها لؤلؤ ومرجان و الأهل والربع والعالم كله ، بيد بيضاء مباركه وكوفيه على الرؤوس خلدت وطنا ومسدسا و الزى العسكري كنت به الملاك الواثق وفى الوغى كان العلى الجبار حاميك وحافظك ، يا سيد الشهداء لك ننحني ونقبل ثراك وعلى العهد نقسم . ثوار الفتح و النصر يطرق بابكم وساعة الفجر قد أزفت بثباتكم وصبركم ، فلتترتفع قبضاتكم وتتشابك ،لكنس الرعاع و اللئام ناكري المعروف و الإرث والتـاريخ العظيم وبوصية قائدنا أبو مازن رمـز شرعيتنا الوحيد ، وابن المخيم دحلان صـــاحب القـول والفصل الحكيم ، أن تلتـزموا بخلق قرأننا الكريم ، وتعليمـات قيادتنـا الرشيدة .. أولا: ديننا هو دين الرحمة فلا قتل لأبرياء أو ممن قتلوا الأبرياء ثانينا: من خاف على نفسه وهو بريء ولم يقترف ذنبا بحق شعبه فليلتجأ إلى المخاتير والوجهاء الذين لم يتعاملوا مع حركة حماس. ثالثا: نهيب بالاخوه الشرفاء فى حركه حماس على العودة إلى العقل ، وإنهاء هذا الوضع الشاذ الذي يهلكنا جميعا. رابعا: الإخوة المخاتير والوجهاء أجيروا من أجاركم ولاتؤوا القتلة بينهم. خامسا: على أبناء حركة فتح الالتزام والانضباط الصارم وعدم التعامل بردات الفعل التعرض لمن غررت بهم حماس. سادسا:إعلان حاله النفير العام لكل الكوادر وعناصر الأجهزة الأمنية استعدادا للحظه النزول إلى الشوارع من رفح إلى بيت حانون لتطبيق القانون وحماية أهلنا . بسم الله الرحمن الرحيم "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين" صدق الله العظيم المجد والخلود لشهدائنا الأبرار الشفاء العاجل لجرحانا الحرية لأسرانا البواسل وإنها لثوره حتى النصر خليه العمل الميداني.

السذج يعتقدون أن العودة على ظهر دبابة هو العودة على ظهر دبابة!، أي أن يكون عبّاس مثلاً فوق أو داخل دبابة فعلياً، لكن السيناريو المقترح – والذي سيفشل بإذن الله – هو اخراج المؤامرة ليظهروا وكأنهم المخلصون، كيف؟ تشتد الهجمة على غزة، تعلن رام الله تعليق أو تجميد أو وقف المفاوضات، تصدر البيانات شديدة اللهجة، تتحرك اعلامياً للتباكي على غزة المدمرة، يتحرك معها أمثال الحاقد ابو الغيط، في ذات الوقت تستمر قوات الاحتلال في جرائمها وسيطرتها على القطاع. بعدها تعلن رام الله أنه لا عودة للمفاوضات والعملية السلمية إلا بالانسحاب الكامل من قطاع غزة، يستجيب الاحتلال، وتتسلم شرعيتهم الزائفة قطاع غزة، ليظهروا وكأنهم أبطال أنهوا الاحتلال والعدوان، واستعادوا وحرروا غزة. يعتقد هؤلاء أنهم سيعودون على ظهر الدبابات الاسرائيلية، ويعتقدون أنهم سينجسون غزة مرة أخرى، لكن هيهات هيهات! تعريف الخائن بسيط جداً "هو كل من تعامل وساعد العدو"، وقد حكمت محاكم رام الله على العديدين بالاعدام بتهمة "التخابر مع العدو"، ترى ما هي عقوبة من يتخابر ويُنسق ويلتقي ويتآمر وينفذ ويعانق ويقبل ويلعق أحذية العدو؟ انهم خونة وبالثلث ولا يوجد وصف آخر. لقد حاولنا وعلى مدار سنوات، وتجنبنا وصفهم بما هو فيهم، ومع ذلك اتهمنا بأننا نسب ونشتم ونجرح ونخون ونكفر، وهي الأفعال التي قاموا ويقومون بها يومياً، لكننا اليوم نقول وبوضوح وصراحة لا لبس فيها، داعين كل أحرار شعبنا وأمتنا أن يحذو حذونا في وصف هؤلاء بما هم عليه، لنقول: سيفشل العدوان ويندحر، ستنتصر ارادة شعبنا، لن نستسلم ولن نركع.... لن يعود الخونة لغزة، ولن يبقى الخونة في الضفة

د.إبراهيم حمّامي DrHamami@Hotmail.com

الإذعان محظور والهزيمة ممنوعة

كتب رشيد ثابت – من الأسهل على المرء أن يلوك حجارة الصوان ويمضغ الصخر ويبلعه ويستمرئه؛ على أن يسمع خبر استشهاد وإصابة المئات من رجال شرطة الحكومة الشرعية في غزة؛ في ساعة واحدة! هؤلاء ليسوا رجال شرطة عاديين من الذين يستخدمون لجلد الناس وقمعهم بأمر هذا النظام المستبد أو ذاك. هؤلاء ليسوا من مجاميع الفاشلين في التعليم الذين لم يصلحوا لشيء فتم تحويلهم لكلية الشرطة - كما يجري في كثير من البلاد العربية ولا نقول أن كل شرطي هو منحرف أو جاهل بالضرورة - بل هم صفوة الصفوة في المجتمع الفلسطيني. هؤلاء معظمهم - إن لم يكن كلهم - عناصر في كتائب الشهيد عز الدين القسام ويمارسون عملهم الأمني في النهار والرباط الجهادي في الليل. هؤلاء هم الذين لا مدخرات شخصية فَضُلَت عندهم؛ وهم الذين لم يبق من مصاغ زوجاتهم شيء؛ لأنهم أنفقوه جميعًا واستدانوا فوقه أثمان تعلمهم صناعة الموت؛ واحتراف الجهاد؛ وتنفيذ العمليات الفدائية والبطولية. وليس سرًّا أنَّ كثيرًا من الأنفاق التي استخدمت في العمل الأمني والعسكري قد حفرت بنفقة شخصية من أبطال العمليات أنفسهم! وهؤلاء الأبطال تم فرزهم - فوق عملهم الجهادي- على الأمن الداخلي؛ حيث اطلعوا بمهمة تطهير غزة مرتين: مرة حين كنسوا أيتام دايتون عنها؛ ومرة حين فككوا ما رعته تلك السائمة من شبكاتٍ للعملاء؛ وطاردوا الأوباش الذين رعوا تجارة المخدرات وزراعتها؛ ورعوا الجريمة في القطاع سابقًا كما يديرونها الآن في الضفة الجريحة.

هؤلاء الشرفاء تحملوا في سمعتهم الكثير من القدح والردح من متعيشة فتح وسلطتها ومنظمتها من أصحاب الأقلام وأهل الرأي الدائرين في فلكهم؛ واتُّهِمُوا بأنهم أدواتٌ للإمارة "الظلامية" و"الطالبانية" لحماس. ولعل من في قلبه من هؤلاء الآن مثقال ذرة من خلق - وهم دون شك قليلون جدًّا - يدركون أن ألفَ ألفِ منتظرٍ زيديٍّ لا يكفون وجوههم الخالية من الماء "قبلاتٍ" و"لثمًا" على الطريقة المنتظرية المعروفة!

ويزداد حنق المرء وتغلي الدماء في عروقه حين يرى نظرات الشماتة في أعين "أفيخاي درعي" و"باراك" و"آفي ديختر" - لا أدري لماذا الجزيرة مولعة بنقل صور هذه الخنازير وهي تنخر بالتهديدات ضد حماس والشعب الفلسطيني - ويقرأ ما يخطه القراء الصهاينة في صحفهم ومواقعهم وهم يحتفلون بهمجية ووحشية جيشهم؛ ويكشفون مرة جديدة عن طبيعتهم العدوانية الحيوانية والقذرة. ولا يكتمل المشهد المقرف إلا بوجوه عليها غبرة؛ ترهقها قترة؛ أولئك هم محمود عباس وأبو الغيط؛ وهما يفتعلان الحرص على غزة ودمائها بتمثيل كذاب ومكشوف! ويحثان حماس على إعلان الاستسلام والإذعان؛ ويكذبان مرة أخرى بالقول بأن معبر رفح مفتوح رغم تواتر الشهادات عن استمرار منع قوافل المساعدات المصرية الأهلية والقوافل العربية من المرور.

الكل ينتظر من حماس أن تستسلم: الكيان الذي يريد أن يحسم المعركة من الجو دون أن يُعَرِّضَ قواته على الأرض للخطر؛ وأبو الغيط الذي أعطاه الصهاينة شرف إطلاق العملية من بين يديه؛ وعملاء حزب المقاطعة الذين أنزلوا رايات حماس من رام الله وقمعوا مسيرتها في الخليل؛ و"خبيث" آخر أكد لجماهير غزة أن "الشرعية ستعود"؛ على اعتبار أن الشرعية في نظر هذا الوغد هي ليست إلا المومس السياسية الفلسطينية التي تصلي لشروط الرباعية في الغداة والعشي!

لكننا وسط حِمام الموت وحمَّام الدم المستباح في غزة نرفض أن يتم سفك وعينا وإراقة فهمنا أيضًا واغتصاب إرادتنا! فمعارك الشعوب التي تقاتل من أجل الحرية لم يُقَسْ نجاحها يومًا بمقدار الخسائر المادية اللاحقة بالعدو؛ وواهم من يظن أن جماهير معركة الحرية لن يقدموا أضعاف مضاعفة من الدماء والنزف المادي مقارنةً بخصمهم؛ ومن المحظور والممنوع السماح للتباكي الذئبي الكاذب من أيتام دايتون في أن يوجه مشروع المقاومة نحو الاستسلام! نكرر: إنه لمن المحرم والممنوع شرعًا وعُرفًا ونقلاً وعقلاً أن تستسلم غزة للعدوان! لن نسمح لآفي ديختر أن يختار لنا محمود عباس رئيسا ويعين سلطة 17 أيار الفلسطينية كما صرح على الجزيرة. لقد جرب الآخرون قبلنا الاستسلام واستخذوا للعدو حتى أصيبوا بأزمة هوية؛ وقدموا الإخلاص لمصالحهم المادية على أوطانهم؛ فماذا جنوا غير الخسران والخبال والسفال وظهور "آفي ديختر" على الجزيرة ليزين صورتهم في عيون العرب والمسلمين؟ غزة ستقاتل باسم الله وتحت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وسوف لن تعطي الدنية في دينها أبدا. وعمليًّا سيعني هذا أن تستمر الصواريخ في التساقط على الكيان بوتيرة مستمرة قابلة للحفاظ عليها؛ وكلما طال زمن الحملة ستطول أزمة العملاء والخونة وفضيحتهم؛ وستزيد حاجة الكيان للحسم على الأرض؛ وسيدفع عندها جنوده للمغامرة التي يخشى ويحاذر؛ ونسأل الله حينها أن يمنح المجاهدين من رقاب الصهاينة ودمائهم بلا حساب؛ وأهم من ذلك نسأله لهم الثبات عند اللقاء والنصر المؤزر؛ أو الموت على ما مات عليه حمزة ومصعب وكل ربِّيٍّ مجاهد مُخْلِصٍ مُخْلَصْ!

الحكمة البشرية لم توضع لتزيين المجالس المخملية بالكلم الجميل غير ذي الصلة بالواقع؛ وعليه فإن شعار "إذا لم يكن من الموت بدٌّ * * * فمن العجز أن تموت جبانًا" يجب أن يكون شعار المرحلة؛ ولا يجوز أن تعود غزة للموت تحت حصار خانق خلف معابر مغلقة؛ ويجب أن تنجلي هذه المعركة عن فتح معبر رفح فتحًا دائمًا دونَ قيدٍ أو شرط!

ونحن بهذا الكلام لا نوجه غزة ولا نملي عليها؛ فالله وحده يعلم أننا نراها قوتنا وعزنا ومجدنا؛ وهم سابقوا الدنيا كلها لإعلان التمسك برفض شروط الإذعان؛ والإصرار على القتال والنضال ضد الاحتلال؛ والتمايز عن فريق المجرمين والخائنين العرب. ونُشْهِدُ الله يا حماس - والله تعالى أعلم بالسرائر - أنكم أنتم الفرقة الأَوْلى بصفة الطائفة المنصورة؛ وأنكم عز الدين والدنيا؛ وأنكم صفوة البقية الباقية من أمة محمد صلى الله عليه وسلم؛ وأنكم المدافعون عن ثوابتنا وحقوقنا ورأس حربة جماعة المسلمين؛ فطبتم وطاب صمودكم وطاب جهادكم وطاب مسعاكم!

رشيد ثابت - كاتب فلسطيني في السويدكتب رشيد ثابت – من الأسهل على المرء أن يلوك حجارة الصوان ويمضغ الصخر ويبلعه ويستمرئه؛ على أن يسمع خبر استشهاد وإصابة المئات من رجال شرطة الحكومة الشرعية في غزة؛ في ساعة واحدة! هؤلاء ليسوا رجال شرطة عاديين من الذين يستخدمون لجلد الناس وقمعهم بأمر هذا النظام المستبد أو ذاك. هؤلاء ليسوا من مجاميع الفاشلين في التعليم الذين لم يصلحوا لشيء فتم تحويلهم لكلية الشرطة - كما يجري في كثير من البلاد العربية ولا نقول أن كل شرطي هو منحرف أو جاهل بالضرورة - بل هم صفوة الصفوة في المجتمع الفلسطيني. هؤلاء معظمهم - إن لم يكن كلهم - عناصر في كتائب الشهيد عز الدين القسام ويمارسون عملهم الأمني في النهار والرباط الجهادي في الليل. هؤلاء هم الذين لا مدخرات شخصية فَضُلَت عندهم؛ وهم الذين لم يبق من مصاغ زوجاتهم شيء؛ لأنهم أنفقوه جميعًا واستدانوا فوقه أثمان تعلمهم صناعة الموت؛ واحتراف الجهاد؛ وتنفيذ العمليات الفدائية والبطولية. وليس سرًّا أنَّ كثيرًا من الأنفاق التي استخدمت في العمل الأمني والعسكري قد حفرت بنفقة شخصية من أبطال العمليات أنفسهم! وهؤلاء الأبطال تم فرزهم - فوق عملهم الجهادي- على الأمن الداخلي؛ حيث اطلعوا بمهمة تطهير غزة مرتين: مرة حين كنسوا أيتام دايتون عنها؛ ومرة حين فككوا ما رعته تلك السائمة من شبكاتٍ للعملاء؛ وطاردوا الأوباش الذين رعوا تجارة المخدرات وزراعتها؛ ورعوا الجريمة في القطاع سابقًا كما يديرونها الآن في الضفة الجريحة.

هؤلاء الشرفاء تحملوا في سمعتهم الكثير من القدح والردح من متعيشة فتح وسلطتها ومنظمتها من أصحاب الأقلام وأهل الرأي الدائرين في فلكهم؛ واتُّهِمُوا بأنهم أدواتٌ للإمارة "الظلامية" و"الطالبانية" لحماس. ولعل من في قلبه من هؤلاء الآن مثقال ذرة من خلق - وهم دون شك قليلون جدًّا - يدركون أن ألفَ ألفِ منتظرٍ زيديٍّ لا يكفون وجوههم الخالية من الماء "قبلاتٍ" و"لثمًا" على الطريقة المنتظرية المعروفة!

ويزداد حنق المرء وتغلي الدماء في عروقه حين يرى نظرات الشماتة في أعين "أفيخاي درعي" و"باراك" و"آفي ديختر" - لا أدري لماذا الجزيرة مولعة بنقل صور هذه الخنازير وهي تنخر بالتهديدات ضد حماس والشعب الفلسطيني - ويقرأ ما يخطه القراء الصهاينة في صحفهم ومواقعهم وهم يحتفلون بهمجية ووحشية جيشهم؛ ويكشفون مرة جديدة عن طبيعتهم العدوانية الحيوانية والقذرة. ولا يكتمل المشهد المقرف إلا بوجوه عليها غبرة؛ ترهقها قترة؛ أولئك هم محمود عباس وأبو الغيط؛ وهما يفتعلان الحرص على غزة ودمائها بتمثيل كذاب ومكشوف! ويحثان حماس على إعلان الاستسلام والإذعان؛ ويكذبان مرة أخرى بالقول بأن معبر رفح مفتوح رغم تواتر الشهادات عن استمرار منع قوافل المساعدات المصرية الأهلية والقوافل العربية من المرور.

الكل ينتظر من حماس أن تستسلم: الكيان الذي يريد أن يحسم المعركة من الجو دون أن يُعَرِّضَ قواته على الأرض للخطر؛ وأبو الغيط الذي أعطاه الصهاينة شرف إطلاق العملية من بين يديه؛ وعملاء حزب المقاطعة الذين أنزلوا رايات حماس من رام الله وقمعوا مسيرتها في الخليل؛ و"خبيث" آخر أكد لجماهير غزة أن "الشرعية ستعود"؛ على اعتبار أن الشرعية في نظر هذا الوغد هي ليست إلا المومس السياسية الفلسطينية التي تصلي لشروط الرباعية في الغداة والعشي!

لكننا وسط حِمام الموت وحمَّام الدم المستباح في غزة نرفض أن يتم سفك وعينا وإراقة فهمنا أيضًا واغتصاب إرادتنا! فمعارك الشعوب التي تقاتل من أجل الحرية لم يُقَسْ نجاحها يومًا بمقدار الخسائر المادية اللاحقة بالعدو؛ وواهم من يظن أن جماهير معركة الحرية لن يقدموا أضعاف مضاعفة من الدماء والنزف المادي مقارنةً بخصمهم؛ ومن المحظور والممنوع السماح للتباكي الذئبي الكاذب من أيتام دايتون في أن يوجه مشروع المقاومة نحو الاستسلام! نكرر: إنه لمن المحرم والممنوع شرعًا وعُرفًا ونقلاً وعقلاً أن تستسلم غزة للعدوان! لن نسمح لآفي ديختر أن يختار لنا محمود عباس رئيسا ويعين سلطة 17 أيار الفلسطينية كما صرح على الجزيرة. لقد جرب الآخرون قبلنا الاستسلام واستخذوا للعدو حتى أصيبوا بأزمة هوية؛ وقدموا الإخلاص لمصالحهم المادية على أوطانهم؛ فماذا جنوا غير الخسران والخبال والسفال وظهور "آفي ديختر" على الجزيرة ليزين صورتهم في عيون العرب والمسلمين؟ غزة ستقاتل باسم الله وتحت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وسوف لن تعطي الدنية في دينها أبدا. وعمليًّا سيعني هذا أن تستمر الصواريخ في التساقط على الكيان بوتيرة مستمرة قابلة للحفاظ عليها؛ وكلما طال زمن الحملة ستطول أزمة العملاء والخونة وفضيحتهم؛ وستزيد حاجة الكيان للحسم على الأرض؛ وسيدفع عندها جنوده للمغامرة التي يخشى ويحاذر؛ ونسأل الله حينها أن يمنح المجاهدين من رقاب الصهاينة ودمائهم بلا حساب؛ وأهم من ذلك نسأله لهم الثبات عند اللقاء والنصر المؤزر؛ أو الموت على ما مات عليه حمزة ومصعب وكل ربِّيٍّ مجاهد مُخْلِصٍ مُخْلَصْ!

الحكمة البشرية لم توضع لتزيين المجالس المخملية بالكلم الجميل غير ذي الصلة بالواقع؛ وعليه فإن شعار "إذا لم يكن من الموت بدٌّ * * * فمن العجز أن تموت جبانًا" يجب أن يكون شعار المرحلة؛ ولا يجوز أن تعود غزة للموت تحت حصار خانق خلف معابر مغلقة؛ ويجب أن تنجلي هذه المعركة عن فتح معبر رفح فتحًا دائمًا دونَ قيدٍ أو شرط!

ونحن بهذا الكلام لا نوجه غزة ولا نملي عليها؛ فالله وحده يعلم أننا نراها قوتنا وعزنا ومجدنا؛ وهم سابقوا الدنيا كلها لإعلان التمسك برفض شروط الإذعان؛ والإصرار على القتال والنضال ضد الاحتلال؛ والتمايز عن فريق المجرمين والخائنين العرب. ونُشْهِدُ الله يا حماس - والله تعالى أعلم بالسرائر - أنكم أنتم الفرقة الأَوْلى بصفة الطائفة المنصورة؛ وأنكم عز الدين والدنيا؛ وأنكم صفوة البقية الباقية من أمة محمد صلى الله عليه وسلم؛ وأنكم المدافعون عن ثوابتنا وحقوقنا ورأس حربة جماعة المسلمين؛ فطبتم وطاب صمودكم وطاب جهادكم وطاب مسعاكم!

رشيد ثابت - كاتب فلسطيني في السويد

غزة تفضح عرب التواطؤ ..بقلم عبد الباري عطوان

ستواصل الطائرات الحربية الاسرائيلية ـ الامريكية الصنع تقطيع اوصال ابناء قطاع غزة بصواريخها الفتّاكة، وربما تقتحم الدبابات الحدود في محاولة لانجاز ما عجزت عنه الطائرات من الجو، ولكن الامر المؤكد ان ظاهرة المقاومة ستتكرس، وأن ثقافة الاستسلام ستنتكس وتلفظ ما تبقى فيها من انفاس.
اسرائيل دولة اقليمية عظمى تتربع على ترسانة عسكرية حافلة بأحدث الاسلحة والمعدات، من كافة الاشكال والانواع، وخصمها مجموعة مؤمنة مقاتلة تواجه الحصار من اقرب المقربين اليها، ناهيك عن مؤامراتهم وتواطئهم، فالمعركة لا يمكن ان تكون متكافئة، ولكن ما يطمئن المرء ان حروب العشرين عاما الماضية التي خاضتها الدولة الاعظم على مر التاريخ اثبتت ان الحسم العسكري ليس ضمانة لتحقيق الاهداف السياسية التي جاء من اجلها.
امريكا احتلت العراق بعد اسابيع معدودة، واطاحت بنظام 'طالبان' في افغانستان في ساعات او ايام، ودمرت اكثر من تسعين في المئة من البنى التحتية لتنظيم 'القاعدة'، وها هي تستجدي المفاوضات مع طالبان بعد سبع سنوات من الاحتلال، وها هو حميد كرزاي، رجلها في كابول، يتوسل الصلح ويعرض مغادرة السلطة في اي لحظة يقبله خصومه.
اسرائيل لن تكون افضل حالا من حاضنتها الامريكية، مع فارق بسيط واساسي، وهو انها لا تتعلم من التاريخ ودروسه، فقد فشلت في كسر شوكة منظمة التحرير الفلسطينية، واضطرت صاغرة للتفاوض معها، ومصافحة زعيمها الشهيد ياسر عرفات.
'''
صواريخ المقاومة 'العبثية'، حسب توصيف السيد محمود عباس، ربما تكون قد جرّت اسرائيل الى المصيدة الاخطر في تاريخها، باستفزازها ودفعها للعدوان على قطاع غزة، فقد نجحت من خلال هذا العمل في احياء الشارع العربي، وإحداث فرز واضح بينه وبين انظمته، واحــــراج كل حلفائها في الغرب في هذا الظرف الصعب، وهذه المرحلة الانتقالية التي يمر بها، حيث تأفل القوة الامريكية، وتبرز قوى عظمى بديلة، وينهار النظام الرأسمالي.
القوى العسكرية العظمى تستطيع ان تهزم جيوشا نظامية، وتطيح بأنظمة، ولكنها تقف عاجزة كليا امام حركات المقاومة، لسبب بسيط وهو ان استراتيجيتها، اي هذه الحركات، ليست هزيمة اعدائها، وانما منعهم من الانتصار سياسيا، واغراقهم في حروب استنزاف دموية، بشرية ومالية.
نأسف ونتألم للشهداء الذين سقطوا في قطاع غزة ضحية لهذا العدوان الاسرائيلي النازي، ولكن هؤلاء الابطال الشرفاء فضحوا اسرائيل، مثلما فضحوا الزعماء العرب المتواطئين معها، واظهروا للعالم مدى نازية هذه الدولة، وكيف اصبحت عبئا امنيا واخلاقيا على حلفائها الغربيين خاصة.
العدوان على قطاع غزة سينتهي في يوم ما، بعد ايام او حتى اسابيع، ولكن المتغيرات التي احدثها في المنطقة العربية، وربما العالم بأسره، ستستمر لعقود، فالعملية السلمية سقطت، والمراهنون عليها في السلطة الفلسطينية سقطوا ايضا، والاعتدال العربي تعرض لاكبر احراج في تاريخه، ومرحلة خداع الشعوب العربية بالمؤتمرات والتصريحات انتهت.
'''
الانسحاب الاسرائيلي سيتم في نهاية المطاف، ولكنه سيكون انسحاب المهزومين، والسيد محمود عباس لن يعود الى قطاع غزة، وان عاد فعلى ظهر دبابة اسرائيلية، وعلى جثامين الشهداء، ولذلك لن يجد من يقدفه بالزهور على طول شارع صلاح الدين، وانما بالبيض الفاسد وربما ما هو اكثر.
صمود اهل غزة وتضحياتهم ايقظا الضمير العربي المغيب، وبثا دماء الكرامة في شرايين الأمة المتيبسة، وعرَوا من يريدون نقل اسرائيل من خانة الاعداء الى خانة الاصدقاء، والتعويل عليها لتخليصهم من وهم الخطر الايراني المزعوم.
أهل غزة لا يريدون الصدقات، لأن من يقاتل نيابة عن الأمة والعقيدة لا يمكن ان يتسول كسرة خبز او حفنة من الحنطة، او علبة حليب لأطفاله الجوعى، فهذه الصدقات كانت جائزة اثناء الحصار، وقبل العدوان، اما الآن فهي عار على مقدميها، وخدعة مكشوفة للتطهر من ذنوب التقاعس عن نصرة المظلومين المجاهدين.
هذه الأنظمة التي تدعي العجز وقلة الحيلة، انظمة كاذبة، فمن يملك جيوشاً انفق عليها مئات المليارات من الدولارات، لا يمكن ان يكون عاجزاً، ومن يملك نفطاً وارصدة ضخمة يتوسل اليه الغرب لاستخدامها في انقاذ اقتصاداته المنهارة لا يمكن ان يكون عاجزاً، بل هو متواطئ مع كل الاهانات وعمليات الاذلال التي تتعرض لها هذه الأمة على ايدي الاسرائيليين والامريكيين.
حتى دول المغرب العربي، فقيرها وغنيها، تملك اوراق قوة تستطيع من خلالها تركيع اوروبا اذا ارادت. فالجزائرهي البديل الاستراتيجي للغاز الروسي، والنفط الليبي هو الأقرب الى اوروبا والأجود نوعية.
يكفي ان توقف هذه الدول تعاونها الأمني مع الحكومات الاوروبية، او تتوقف عن منع المهاجرين الافارقة من الانطلاق من شواطئها باتجاه اوروبا، وان تقول لهذه الحكومات الاوروبية، التي تعطي اسرائيل امتيازات الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي انها لن تستمر في التعاون في هذه الملفات طالما انها تنحاز للعدوان الاسرائيلي وتتواطأ معه.
'''
زمن البيانات انتهى، وزمن مؤتمرات عمرو موسى التحذيرية ولى الى غير رجعة، الوقت الراهن هو وقت العمل الجدي، وليس بيع الكلام الرخيص، فلحظة الحقيقة تنطلق الآن من الدماء الزكية الطاهرة لشهداء غزة.
اسرائيل تمارس الارهاب، ولكنها في الوقت نفسه تقدم اكبر خدمة لحركات المقاومة الاسلامية، والمتشددة منها على وجه الخصوص. ولا بد ان الشيخ اسامة بن لادن وحليفه الأوثق الملا عمر يفركان ايديهما فرحاً وهما يريان كيف تكافئ اسرائيل حلفاءها العرب، وتتجاوب مع مبادرتهم للسلام، والأهم من ذلك كيف تكافئ شريكها الفلسطيني.

الأحد، 28 ديسمبر 2008

بيان غزة ... بقلم د. عزمي بشارة

العدوان على قطاع غزة استمرار للحصار بوسائل أخرى، فالحصار عدوان والقصف عدوان. وعندما فشل الحصار التجويعي على القطاع في كسر إرادة أهلها، لم يعد ممكنا الاستمرار في إحكامه فترة طويلة، وأصبح محتما لمن يريد الاستمرار في نفس النهج لتحقيق نفس الهدف أن يقوم بعملية عسكرية.
كان واضحا أن هذا "الاستحقاق" سيحل مع نهاية مرحلة ما سميت زورا وبهتانا بالتهدئة. كانت التهدئة عدوانا مسكوتا عنه، كانت عدوانا يرد عليه بتهدئة، كانت حصارا تجويعيا دون رد. وكان واضحا أن العدوان سيحل مع المزاودة بين القوى السياسية الإسرائيلية في التنافس الدموي على كسب قلب الشارع الإسرائيلي المجروح الكرامة من لبنان.
كان واضحا أن من لم يأت إلى حوار القاهرة للاعتراف بانتصار الحصار وبنتائجه السياسية المستحقة سيدفع الثمن. كانت هذه هي الفرصة الأخيرة التي يلام عليها من لم يستغلها.
تماما كما أعذر من أنذر ياسر عرفات عندما لم يقبل بكامب ديفد، وكما أعذر من أنذر سوريا بعد الحرب على العراق، ومن أنذر حزب الله على طاولة الحوار التي سبقت يوليو/تموز 2006.
جرى التحضير للعدوان بعد تنسيق أمني سياسي مع قوى عربية وفلسطينية، أو إعلامها على الأقل، حسب نوع ومستوى العلاقة.
يتراوح موقف بعض القوى العربية من إسرائيل بين اعتبارها حليفا موضوعيا ضمنيا حاليا أو حليفا مستقبليا سافرا، وبين اعتبار النقاش معها مجرد سوء تفاهم، في حين تعتبر نفس هذه القوى الصراع مع قوى الممانعة والمقاومة صراعَ وجود.
لا تناقض بين تنسيق العدوان مع بعض العرب وبين إدانة العدوان الصادرة عنهم، بل قد تكون الإدانة نفسها منسقة. ويجري هذا فعلا بالصيغة التالية "نحن نتفهم العدوان ونحمل حركة حماس المسؤولية، وعليكم أيضا أن تتفهموا اضطرارنا للإدانة.. قد نطالبكم بوقف إطلاق النار، ولكن لا تأخذوا مطلبنا بجدية، ولكن حاولوا ان تنهوا الموضوع بسرعة وإلا فسنضطر إلى مطالبتكم بجدية".
من يعرقل عقد القمة يريد أن يأتيها بعدما تنهي إسرائيل المهمة، ومن يذهب إليها في ظل القصف الإسرائيلي الآن يعرف بعقل وغريزة السلطان أنه رغم التردي العربي فإنه ما زال الذي يقف مع إسرائيل يخسر عربيا.
عندما قرر جزء من النظام العربي الرسمي أن إسرائيل ليست عدوا، بل ربما هي حليف ممكن أيضا، صارت دوله تتحين الفرص للسلام المنفرد، وتدعم أية شهادة زور فلسطينية على نمط "عملية السلام"، وعلى نمط "لا نريد أن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين".. أصبحت مقاومة إسرائيل شعبية الطابع، وهي تحظى بدعم من جزء من النظام العربي الرسمي لأسباب بعضها تكتيكي وبعضها إستراتيجي.
من اتجه للتسوية منع المقاومة الشعبية من بلاده، ولكنه لم يستطع شن الحرب عليها في البلدان التي بقيت فيها مقاومة. وقد دامت المقاومة فقط في البلدان التي تضعف فيها الدولة المركزية ولا يمكنها منع المقاومة: السلطة الفلسطينية، لبنان، العراق.
ومن هنا يستعين هذا المحور العربي بإسرائيل مباشرة لضرب المقاومة. ففي العام 1982 صمت هذا المحور على العدوان على المقاومة وحاول أن يحصد نتائجه فيما بعد، وهذا ما جرى عند حصار المقاطعة. أما في يوليو/تموز 2006 وما يجري في ديسمبر/كانون الأول 2008، فقد كان التنسيق سافرا.. هذا هو الجديد.. فقط اللغة المستخدمة في وصف هؤلاء لم تعد واضحة وحاسمة، ولم تعد تسمي الأشياء بأسمائها.
العالم -بمعنى الرأي العام العالمي- مصطلح وهمي، والشرعية الدولية مصطلح عربي.. لو فشلت المقاومة اللبنانية في الدفاع عن ذاتها، لما نفعها مجلس أمن ولا برلمان أوروبي، ولانتقلت شماتة "المعتدلين" إلى التبجح وحصد نتائج انتصار إسرائيل الذي لم يأت.
انتهى موضوع الديمقراطية عربيا كأجندة غربية، لفظت مصداقيتها أنفاسها الأخيرة، فهي إما أن تكون عربية أو لا تكون: أميركا تتعامل مع كل عدو لإسرائيل بمن فيهم أعداء الاحتلال الإسرائيلي كأعدائها، حتى لو كانوا منتخبين ديمقراطيا. أما حلفاء إسرائيل فهم حلفاؤها حتى لو كانوا دكتاتوريات.
حصار السلطة الفلسطينية المنتخبة وعدم منحها فرصة، وتفضيل شروط وإملاءات إسرائيل على انتخابات ديمقراطية وعلى إرادة الشعوب، فضحت قذارة الحديث الأوروبي عن الأخلاق في السياسة، فأوروبا هي الأقل أخلاقا خارج أراضيها.
"العالم" لا يتضامن مع ضحية لأنها ضحية، هذا ما يقوم به بعض النشطاء الأخلاقيين الصادقين.. ولا "شرعية دولية" تُعِينُ مهزوما، أو تهرع لتأخذ بيده على إحقاق حقوقه، أو على تنفيذ القانون الدولي. "العالم" يتضامن مع ضحية تقاوم لأنها على حق وتريد أن تنتصر.. والشرعية لمن لديه القوة أن يفرضها.
الأساس هو الصمود على الأرض، الأساس هو قلب حسابات العدوان بحيث يدفع المعتدي ثمنا. هذا ما سيفرض نفسه على القمة العربية، وهذا ما سيفرض نفسه على الهيئات الدولية.
التضامن المسمى إنسانيا مع الضحية لا يدعو للحقوق بل للإغاثة، ولا معنى للتضامن السياسي المطلوب عربيا، إذا لم يدعم صمود المقاومة. والإغاثة عمل مهم ولكنها ليست هي التضامن.
خطأ الحديث عن تضامن فلسطيني، أو تضامن الضفة أو الشتات مع غزة.. هذه نفس القضية، ونفس المعركة ويجب أن تخاض. ولا أحد يسدي لأحد معروفا هنا.
حتى الأعداء يعالجون الجرحى في الحروب، وحتى الأعداء يسمحون بدخول قوافل الأدوية والغذاء.. هذا ليس عملا تضامنيا، ولا هو أضعف الإيمان.
يجب ألا يتحول التضامن العربي الانفعالي إلى تنفيس عربي، فبعده تستفرد إسرائيل بنفَسها الطويل بالشعب على الأرض. ومن أجل ذلك يجب وضعُ أهدافٍ سياسية له، أهمها أن تخسر إسرائيل المعركة سياسيا، وذلك بإضعاف ومحاصرة التيار الذي يؤيد أي تسوية معها.. وهذا نضال تصعيدي حتى تحقيق الهدف، حتى يحصل تراجع بعد آخر لإسرائيل والقوى المتعاونة معها على الساحة العربية.
يمكن إفشال العدوان.