الأربعاء، 31 ديسمبر 2008

ليتنحى الرئيس! ....بقلم: أحمد فايز القدوة

ثلاثمائة وخمسين شهيداً في ثلاثة أيام والعدد في إرتفاع وهي حصيلة تستدعي إعلان تنحي الرئيس محمود عباس "أبو مازن" من منصبه بصفته رئيساً للشعب الفلسطيني لعجزه وتخبطه وفشله في إيجاد مخرج للنجاة من العدوان على قطاع غزة.
وهذه فرصة جيدة لإعلان التنحي في الوقت الذي يُقتل فيه المدنيون الفلسطينيون ولم نرى نتيجة للاتصالات التي قالوا إن "الرئاسة" قامت بها لإيقاف نزيف غزة!.
وقبل شهر يونيو2007 وما أنجر عنه من متغيرات بعد حسم "حماس" العسكري، والرئيس عباس يقف عاجزاً على ايجاد إتفاق ينهي الخلاف والاختلاف بين حركتي "فتح" و"حماس" ويجنبهما الانحدار نحو الهاوية بل ظل ممانعاً واضعاً للشروط، فرأيناه تارة يقف متحدثاً كقائد لحركة" فتح" وتارة متحدثاً بإسم الشعب الفلسطيني وهذا ما أفقده مصداقية الكلمة والمنطق خاصة في القرارات والمراسيم الرئاسية الكثيرة التي سبقت ولحقت استيلاء "حماس" على غزة.
والدعوة إلى تنحي الرئيس عباس ربما تجعل الساحة الفلسطينية في الوقت الراهن أكثر شجاعة وحكمة خاصة عبر تشكيل هيئة وطنية مستقلة تدير الصراع وتواجه التحديات التي تقع على عاتق الرئيس والتي لم يتخطاها لكونه جالساً فوق حفرة من الوعود والاتفاقات والاستحقاقات لملف التفاوض مع إسرائيل.
ويأتي تنحي "أبو مازن" في الوقت الحالي في مصلحة تجنب الخلاف في الثامن من يناير القادم بين "فتح" و"حماس" حول دستورية ولايته، إلا أن تنحيه لا يعني تسليم الرئاسة لـ"حماس" حسب ما هو مقرر في النظام الداخلي الفلسطيني بل تسليمه إلى جهة وطنية مستقلة تتمتع بالإجماع الوطني، وهناك شخصيات وطنية عديدة تتمتع بالاجماع.
ونتوقع أن ينال الرئيس عباس في حال إعلانه التنحي احترام الكثيرين ممن يدعون إلى إنهاء الصراع الداخلي وتغيير مجريات المرحلة السيئة التي اسستها الخلافات بين "فتح" و"حماس" والابحار في عالم حر على مقياس وقياس تل أبيب وواشنطن وطهران ودمشق.
وهذا التنحي يعتبر ضربة لكافة المشاريع التي تستهدف النيل من الشعب الفلسطيني لأنه سيكون قد وجه رسالة مفادها "فشل سياسة الضرب بيد من حديد لتقديم التنازلات"...
ولذلك فمجرد التلويح بنيته التنحي قد يجبر كثيرين ممن يحاولون تمرير مشاريعهم بالتفكير جيداً بوحدة المصير الفلسطيني، وهو ما يعتبر حلاً في وقت تتحالف فيه كافة القوى الإقليمية والدولية للإنهاء على قوة فلسطينية تدافع على ما تبقى من فلسطين!.
* صحافي وكاتب فلسطيني.
fayz1951@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق