قبل أسابيع قليلة وتحديداً يوم 11/11 الماضي صرح المجرم عبّاس أمام من جمعهم من غوغاء في محمية المقاطعة برام الله المحتلة "يا أهل غزة يا أهل الاباء والعزة والصمود والعزة صبراً آل ياسر، صبراً أهل غزة، ان موعدنا معكم قريب وقريب جداً"، وفي ذات الفترة وبحسب ما أٌعلن بالأمس اتخذ المجرم الآخر ايهود باراك قرار العدوان على غزة رسمياً بعد أن أعد له خلال فترة التهدئة وقبل ستة اشهر، وهي بالتأكيد ليست صدفة، فهؤلاء شركاء وأحباء واللقاءات بينهم لا تنتهي. كان عبّاس المتآمر يعلم جيداً أن الحملة والعدوان على غزة قادمة، بل أن التقارير تحدثت أنه استعجل العدوان قبل موعد رحيله لمزابل التاريخ غير مأسوف عليه بعد ايام قليلة، وهو بالتالي كان يُعد العدة للعودة على ظهر دبابة اسرائيلية، ويجهز مرتزقته من أشباه الرجال الذين نشر بعضهم في الخليل لدخول غزة. عبّاس وبعد فشل خطة دايتون التي أعدت لدحلان، وبعد فرض القانون في شهر يونيو/حزيران 2007، انقلب على القانون، وعطل التشريعي، وجمّد القانون الأساسي، وأعلن حالة الطواريء، وشكّل حكومة غير شرعية، واليوم وغزة تذبح وتدمر، لا يُعلن حالة الطواريء، ويكتفي ببيانات سخيفة مثله، لماذا؟ لأن ما يجري متفق عليه ومخطط له، ولأن لمساته الأخيرة وللأسف الشديد وضعت في القاهرة تجهيزاً لعدوان ثلاثي على غزة تشارك فيه زمرة عبّاس وسلطات الاحتلال ومصر الرسمية. "مستشارو" عبّاس فضحوا أنفسهم باكراً وغلبتهم عاطفتهم أو – نذالتهم - ليشمت نمر حمّاد على شاشات التلفاز والدماء ما زالت تسيل بعد أول غارة ويبريء الاحتلال، ليستلم منه الطيب عبد الرحيم و"يدعو" سكان القطاع إلى الصبر، معتبرا أن ما أسماها "الشرعية" ستعود إلى غزة. قائلاً في تصريحات لتلفزيون فلسطين "الأجندة الخارجية ستسقط، وستعود الشرعية إلى غزة"، واضاف عبد الرحيم "أقول لشعبنا الحبيب في قطاع غزة صبرا آل ياسر، فإن موعدنا إن شاء الله قريب مع إقامة دولتنا المستقلة، وأقول لشعبنا في غزة وهو يعلم تماما الواقع والظروف الصعبة التي يمر بها، إن هذه الظروف ستنتهي وإن هذا العدوان سيتوقف، وإن الشرعية ستعود إلى غزة، وكل الأجندات الخارجية ستسقط". مجرم آخر ظهر من جديد هو دحلان الغائب عن المشهد السياسي بعد أن لفظته غزة وتطهرت منه ومن أمثاله، ظهر في الساعات الأولى للعدوان ليقول أن على حماس استخلاص الدروس والعبر بعد الضربات الاسرائيلية، أي حقارة تلك وأي وضاعة، وهل يعتقد أنه سيعود لغزة بعد أن هرب منها ليصول ويجول من جديد؟ ذاب الثلج وبان المرج، وسقطت الأقنعة عن الوجوه الكالحة، وظهرت النوايا العلنية بعد أن كان التآمر والعمالة من تحت الطاولة ومن وراء الكواليس. اليوم تحديداً اكتملت فصول الخيانة، فقد أعلنت صحيفة جيروزاليم بوست أن مسؤولي السلطة أبلغوا الصحيفة استعدادهم لاستلام السلطة فور نجاح "اسرائيل" في القضاء على حماس، وأن مسؤولاً آخر أكد جاهزية "رجال" فتح لملأ الفراغ واستعادة السلطة. قد يقول قائل ان مصدرك عبري من الأعداء، نعم هذا صحيح لكن الصحيفة سبق وأثبتت مراراً أنها تعرف عن عبّاس ومن معه أكثر مما يعرفون عن أنفسهم، وكل محاولات النفي والانكار في السابق لأخبار نشرتها الصحيفة ثبت بعدها كذب رموز وعملاء أوسلو، والأهم أنهم كشفوا بأنفسهم عن نواياهم، ولم يصدر أي بيان رسمي من أي جهة لنفي لأو تكذيب الخبر ومصدره. لنفترض جدلاً أن الصحيفة كاذبة، اليكم ما يؤكد هذه الاستعدادات التي تضاف لما سبق من توثيق لكلام المجرم عبّاس وباقي عصابته، انه بيان صادر عن خلية العمل الميداني هذا نصه (كما هو بأخطائه المعهودة):
خلية العمل الميداني : بيان الفتح والنصر القريب اشتدي يا أزمة تنفرجى
فبعد أن أصبح الشعب رهينة لراية واحده ، تشبعه أهـانه وضربــا وتكسيرا تفتيتا وبترا ، تخويننا وتكفيرا ، قتلا وتدميرا يخرج علينا مخادع لعين ، خطب يـوم وقفه الكتيبة لــيوزع صكوك الغفران متجاهلا دم الحجاج وضرب وإجهاض الطالبــات الأمهـات واغتصــاب الجامعــات وتكميم الأفـواه فالشمعة ، الكوفية ، الصورة ، الكلمة ، الاغنيه ، الراية ، الذكرى ، اللون ، الضوء وحتى اللبس كـل شـيء في الكون أصبحوا يروه انه قد سخر ضدهم ، فحتكموا للهراوات وكعاب البنادق و الرصاص ليسيروا أهلهم كالخراف والنعاج و البعير ، ذبحوا كرامــه الشعب الذي لايموت ، وعندمـا بدأت تدق المسامير فى نعوشهم ، وترتجف شفاه وأرجـل قتلتهم نعق شيطانهم الأكبر بــأنه لان يتنازل عن مــاذا؟ هو يعرف ونحن يقنون انه تدمير غزه على من فيها ، فغربانهم بين البيوت و المنازل وعلى الزناد ضاغطون والجميع رهائن ودروع ، ويوم القصف للخمار الأسود باحثون ، وفى ثياب الحـريم يتدثرون ، ومن المقاومة متبرئون ، وبوجــوههم المكفهرة هلعا يهربون ، ويبكى الأطفال وتتراكض الشيوخ والأمهات ، ويصرخ الآباء بحثـا عن الأبنـــاء و الأحفاد ، وتمطر السماء غضبا على الأوغاد ، ويبقى ابن الفتح السجين بين قضبان الحقد الدفـين ، و يخرج علينا اللعين ، فلترحل أنت والمنبوذ و الطبال وأبناء العاهرة و الساديين لنبنى أشلاء أجســادنا التى مزقـتـها بخناجر الفرس و العلويين ونعيد رسم لوحة الوطن الجميل ، وثورة أعادت للشعب مجده التليد . ياسر أبو عمار والمجد ينهل من أطرافه شهدا ، وتشرق بوجهه الباسم شمس النهار الدائم ، ليضيء بنــوره حلكة الليل الغريب ، قافلة حادي الركب فيها مسير ، ومن حولها لؤلؤ ومرجان و الأهل والربع والعالم كله ، بيد بيضاء مباركه وكوفيه على الرؤوس خلدت وطنا ومسدسا و الزى العسكري كنت به الملاك الواثق وفى الوغى كان العلى الجبار حاميك وحافظك ، يا سيد الشهداء لك ننحني ونقبل ثراك وعلى العهد نقسم . ثوار الفتح و النصر يطرق بابكم وساعة الفجر قد أزفت بثباتكم وصبركم ، فلتترتفع قبضاتكم وتتشابك ،لكنس الرعاع و اللئام ناكري المعروف و الإرث والتـاريخ العظيم وبوصية قائدنا أبو مازن رمـز شرعيتنا الوحيد ، وابن المخيم دحلان صـــاحب القـول والفصل الحكيم ، أن تلتـزموا بخلق قرأننا الكريم ، وتعليمـات قيادتنـا الرشيدة .. أولا: ديننا هو دين الرحمة فلا قتل لأبرياء أو ممن قتلوا الأبرياء ثانينا: من خاف على نفسه وهو بريء ولم يقترف ذنبا بحق شعبه فليلتجأ إلى المخاتير والوجهاء الذين لم يتعاملوا مع حركة حماس. ثالثا: نهيب بالاخوه الشرفاء فى حركه حماس على العودة إلى العقل ، وإنهاء هذا الوضع الشاذ الذي يهلكنا جميعا. رابعا: الإخوة المخاتير والوجهاء أجيروا من أجاركم ولاتؤوا القتلة بينهم. خامسا: على أبناء حركة فتح الالتزام والانضباط الصارم وعدم التعامل بردات الفعل التعرض لمن غررت بهم حماس. سادسا:إعلان حاله النفير العام لكل الكوادر وعناصر الأجهزة الأمنية استعدادا للحظه النزول إلى الشوارع من رفح إلى بيت حانون لتطبيق القانون وحماية أهلنا . بسم الله الرحمن الرحيم "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين" صدق الله العظيم المجد والخلود لشهدائنا الأبرار الشفاء العاجل لجرحانا الحرية لأسرانا البواسل وإنها لثوره حتى النصر خليه العمل الميداني.
السذج يعتقدون أن العودة على ظهر دبابة هو العودة على ظهر دبابة!، أي أن يكون عبّاس مثلاً فوق أو داخل دبابة فعلياً، لكن السيناريو المقترح – والذي سيفشل بإذن الله – هو اخراج المؤامرة ليظهروا وكأنهم المخلصون، كيف؟ تشتد الهجمة على غزة، تعلن رام الله تعليق أو تجميد أو وقف المفاوضات، تصدر البيانات شديدة اللهجة، تتحرك اعلامياً للتباكي على غزة المدمرة، يتحرك معها أمثال الحاقد ابو الغيط، في ذات الوقت تستمر قوات الاحتلال في جرائمها وسيطرتها على القطاع. بعدها تعلن رام الله أنه لا عودة للمفاوضات والعملية السلمية إلا بالانسحاب الكامل من قطاع غزة، يستجيب الاحتلال، وتتسلم شرعيتهم الزائفة قطاع غزة، ليظهروا وكأنهم أبطال أنهوا الاحتلال والعدوان، واستعادوا وحرروا غزة. يعتقد هؤلاء أنهم سيعودون على ظهر الدبابات الاسرائيلية، ويعتقدون أنهم سينجسون غزة مرة أخرى، لكن هيهات هيهات! تعريف الخائن بسيط جداً "هو كل من تعامل وساعد العدو"، وقد حكمت محاكم رام الله على العديدين بالاعدام بتهمة "التخابر مع العدو"، ترى ما هي عقوبة من يتخابر ويُنسق ويلتقي ويتآمر وينفذ ويعانق ويقبل ويلعق أحذية العدو؟ انهم خونة وبالثلث ولا يوجد وصف آخر. لقد حاولنا وعلى مدار سنوات، وتجنبنا وصفهم بما هو فيهم، ومع ذلك اتهمنا بأننا نسب ونشتم ونجرح ونخون ونكفر، وهي الأفعال التي قاموا ويقومون بها يومياً، لكننا اليوم نقول وبوضوح وصراحة لا لبس فيها، داعين كل أحرار شعبنا وأمتنا أن يحذو حذونا في وصف هؤلاء بما هم عليه، لنقول: سيفشل العدوان ويندحر، ستنتصر ارادة شعبنا، لن نستسلم ولن نركع.... لن يعود الخونة لغزة، ولن يبقى الخونة في الضفة
د.إبراهيم حمّامي DrHamami@Hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق