الجمعة، 31 مايو 2013

مخاوف غربية من الصواريخ الروسية واحتمال ضربة إسرائيلية -

نصر المجالي
يثير موضوع تسليح روسيا للنظام السوري، قلق الدول الغربية وخاصة المعارضة للرئيس بشار الأسد. ودعا وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الكرملين إلى إقناع الأسد بالرحيل، أو على الأقل وقف القتال كونها حليفه الأقوى والأكثر نفوذاً.

عمّان: في وقت يُنظر إلى وصول منظومة الصواريخ الروسية إلى سوريا على أنه مصدر قلق كبير للدول الغربية ودول المنطقة التي تعارض نظام الرئيس بشّار الأسد، وسط تخوفات من توجيه ضربة إسرائيلية لسوريا، دعا وزير الدفاع الإسرائيلي السابق ايهود باراك "الكرملين الذي لديه النفوذ اللازم، إلى إقناع الأسد بالرحيل، أو وقف القتال على الأقل".
وأشار باراك إلى أن الروس "استثمروا الكثير" في المجالات السياسية والعسكرية "في عائلة الأسد خلال العقود الأربعة الماضية".
مفتاح سوريا في موسكووتعهدت روسيا بتسليم منظومة الصواريخ (إس-300) للحكومة السورية رغم اعتراضات الغرب قائلة إن هذه الخطوة ستساعد على استقرار التوازن الإقليمي.
وعلى غير عادة، فقد كتب باراك مقالاً في صحيفة (ديلي تلغراف) اللندنية تحت عنوان "الثمن سيكون مرتفعا، لكن مفتاح سوريا عند بوتين في موسكو" وفيه أعرب عن قناعته بأنه "لا توجد حلول سهلة للتعامل مع سوريا"، قبل أن يمضي لتعديد خيارات التعامل مع الأزمة ومنها الحل العسكري.
ورأى باراك أن "القيادة الروسية تعي جيدا أن نظام الأسد زائل في نهاية المطاف."
ويخلص ايهود باراك إلى أنه "يجب إقناع روسيا بقيادة الجهد الدولي بشأن سوريا"، باعتبارها "قوة دولية مهمة" و"يجب أن تؤخذ مصالحها ووجهات نظرها بعين الاعتبار بجدية. "لكن وزير الدفاع يرى في الوقت الراهن أن "أفضل فرصة لقرار ناجع بشأن الأزمة السورية هو مبادرة دبلوماسية تقودها روسيا."
أما "ثمن استعداد روسيا للقيادة"، فيرى باراك أنه سيكون في صورة إثارة قضايا من قبيل الجدار الصاروخي في أوروبا بالإضافة إلى قضايا تجارية وأخرى متعلقة بالطاقة.
ويقول باراك: "لكن ينبغي ألاًّ يردعنا كل هذا عن الدخول في هذا الحوار" مع روسيا.
الصواريخ وصعوبة الحظر ويقول مراقبون إن هذه الصواريخ الروسية المتقدمة، ستجعل من الصعب على الدول الغربية فرض منطقة حظر طيران في المجال الجوي السوري، وقد تستخدم كذلك في إسقاط طائرات في عمق المجال الجوي في دول مجاورة مثل إسرائيل أو تركيا.
موسكو الحليف القوي للأسد، أصبحت أكثر تحدياً على ما يبدو بعد أن وافق الاتحاد الأوروبي على عدم تجديد حظر الأسلحة في وقت سابق من هذا الأسبوع، والذي ينتهي في الأول من حزيران (يونيو) ليفسح المجال أمام احتمال تسليح المعارضين السوريين.
وقال الرئيس السوري بشّار الأسد في المقابلة التي أجرتها معه قناة (المنار) التلفزيونية التابعة لحزب الله اللبناني، عن تسليم منظومة صواريخ إس- 300 للدفاع الجوي "بالنسبة لروسيا العقود غير مرتبطة بالأزمة.. نحن نتفاوض معهم على أنواع مختلفة من الأسلحه منذ سنوات، وروسيا ملتزمة مع سوريا بتنفيذ هذه العقود."
وقال مصدر قريب من وزارة الدفاع الروسية دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل إن "الصواريخ" لم تصل إلى سوريا بعد، لكن "إجراءات معينة أو بنود في العقد جرى تنفيذها."
وأضاف المصدر أن موسكو كان لديها في البداية هواجس بشأن تنفيذ الصفقة التي أبرمت عام 2010 بسبب الحرب في سوريا، لكنها قررت المضي قدماً بعد أن تحرك حلف شمال الأطلسي لنشر صواريخ باتريوت الخاصة به في تركيا قرب الحدود السورية.
وتابع قائلا "أجلناها لفترة من الزمن لكننا لم نجد حسن نوايا من قبل (حلف الأطلسي) لذلك قررنا تنفيذ العقد."
مخاوف من ضربة إسرائيلية ومع دعوات الولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل لروسيا إلى عدم تسليم الصواريخ، اهتمت الصحف البريطانية الصادرة اليوم الجمعة بهذا الموضوع، ولعل أبرز تعليق هو ما نشرته صحيفة (الغارديان) تحت عنوان "مزاعم وصول الصواريخ يعزز المخاوف من ضربة إسرائيلية لسوريا"، وذلك بعد تصريح الرئيس السوري بأن سوريا تسلّمت أول شحنة من صواريخ إس-300 الروسية المتطورة المضادة للطائرات.
وأفادت الغارديان بأن حالة من "الاضطراب" سادت عواصم غربية بشأن مدى صحة مزاعم الأسد، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن محللين يرون أن من الممكن أن بعض مكونات النظام الصاروخي وصلت بالفعل، لكن النظام غير جاهز للعمل بعد.
وقالت الصحيفة: ومع ذلك فقد "ألمحت شخصيات إسرائيلية بارزة إلى أن إسرائيل قد تشن الآن هجوما استباقيا بهدف تدمير نظام اس-300 الذي تعتبره تهديدا لوجودها"، بحسب الغارديان.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن "هذا التحرك سيغير بالتأكيد الديناميكية بأكملها. هذا (التحرك) في المقام الأول نتيجة للقرار المتهور للاتحاد الأوروبي برفع الحظر على السلاح."
وختمت الغارديان: "لا أعرف إذا كانت شحنة الصواريخ نتيجة مباشرة للقرار، ولكنه بالتأكيد منح الروس ذريعة للقيام بما كانوا يريدونه في المقام الأول"، بحسب المسؤول الذي لم تكشف الغارديان هويته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق