الثلاثاء، 21 مايو 2013
عين إسرائيل على حزب الله والأسد خارج حساباتها
يبقى حزب الله اللبناني هدفًا للتحركات الإسرائيلية، فيما لا ترى أهمية لنظام بشار الأسد، الذي طالما يردد في إعلامه أن الرد على ضرباتها آتٍ في المكان والزمان المناسبين. وعندما ضربت إسرائيل ضربتها الأخيرة في دمشق، كانت موجهة لحزب الله، ولم تكن بحال من الأحوال موجهة للأسد، الذي التقط الأمر ووجه وزير إعلامه عمران الزعبي بعدم استفزاز إسرائيل أثناء تصريحاته في المؤتمر الصحافي.
كما حاولت إسرائيل الوقوف بوجه روسيا ومنعها من إتمام صفقة أسلحة لسوريا، إلا أن زيارة بنيامين نتنياهو إلى روسيا باءت بالفشل. فنتنياهو الذي طار بعد عودته من الصين إلى منتجع سوتشي على البحر الأسود للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كان هدفه من الزيارة منع الروس من إيصال صواريخ S300 لنظام الأسد كي لا تصل إلى حزب الله.
وقال اليكسي بوشكوف، رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي: "طلب منّا السوريون أن نرسل إليهم صواريخ يدافعون فيها عن أنفسهم من الضربات الجوية كما فعل حلف شمال الأطلسي في ليبيا، أو يدافعون بها ضد إقامة منطقة حظر طيران فوق أراضيهم". وعلق على أن ارسال صواريخ S300 هو رسالة للغرب ألا يفكروا بإقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا، وألا يتدخلوا عسكريًا في الشأن السوري. ولم يذكر أبدًا أن النظام السوري يريد صواريخ يدافع بها عن سوريا ضد الضربات العسكرية الإسرائيلية القادمة، رغم إعلان الإسرائيليين بأنهم يحضرون لضربة عسكرية على سوريا في حال وصلتها الأسلحة الجديدة.
المنطقة إلى حرب
نقلت القناة الإسرائيلية الثانية في تقرير لها قول نتنياهو لبوتين: "إن تم تزويد الأسد بتلك الصواريخ فسنرد على ذلك، وقد تذهب المنطقة إلى حرب".
وبالرغم من أن إسرائيل رفضت وصف مهمة نتنياهو بالفاشلة، لكنّ مسؤولين إسرائيليين اعترفوا بأن المقابلة كان يمكن أن تكون أفضل من ذلك بكثير، وبأن بوتين ونتنياهو لم يصلا إلى اتفاق بشأن صفقة الأسلحة السورية.
وهدد نتنياهو أن إسرائيل ستفعل كل ما يلزم لحماية مواطنيها، كما اتهم وزير السياحة الإسرائيلي عوزي لانداو روسيا بزعزعة أمن الشرق الأوسط، وقال: "أي شخص يقدم الأسلحة للإرهابيين يقف مع الإرهاب"، في إشارة إلى حزب الله.
كما حذر مسؤول إسرائيلي الأسد من هجمات جديدة عليه، وحذّره من الرد أيضًا، وإلا سيسقط نظامه أسرع ما يمكنه أن يتخيل.
ويبدو أن إسرائيل عازمة على ضرب صواريخ S300 إن وصلت إلى سوريا، ومن الواضح أن زيارة مدير المخابرات الأميركية المركزية جون برينان إلى إسرائيل ولقاءَه مسؤولين إسرائيليين تصب في الإطار نفسه، وتتضمن مناقشة ردة فعلها في حال وصلت الصواريخ إلى أيدي النظام السوري.
خط أحمر
وكانت القناة الإسرائيلية الثانية كشفت عن صور لمخازن أسلحة استهدفتها الطائرات العسكرية الإسرائيلية في مطار دمشق الدولي، وأكدت أن المخزن المستهدف احتوى على صواريخ كان من المفترض أن ينقلها نظام الأسد إلى حزب الله في لبنان.
والتقطت صور الأقمار الصناعية التي بثتها القناة الثانية في إسرائيل في شباط (فبراير) الماضي، وتُظهر مطار دمشق الدولي قبل استهدافه وبعد الغارة الإسرائيلية التي دمرت مخازن الأسلحة المفترضة.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول إسرائيلي قوله إن تل أبيب تدرس إمكانية توجيه ضربات عسكرية إضافية إلى سوريا، بغية الحدّ من انتقال الأسلحة المتطورة إلى مقاتلي حزب الله. وأشار إلى أن إسرائيل مصممة على منع انتقال الأسلحة إلى حزب الله لما سيسببه ذلك من زعزعة لاستقرار المنطقة.
وهكذا، طبول الحرب تقرع، وهي أقرب مما نتخيل، لكنها منوطة بترقب إسرائيل عن كثب ما يحدث في منطقة القصير، وهي تشاهد حزب الله يضعف، ويوجه ضرباته ويوزعها في أكثر من اتجاه. لكن من المتوقع أن يكون الأسد حريصاً على بقائه في السلطة، و يؤجل صفقة السلاح كي لا يقع في فخ الغضب الإسرائيلي.
ضغط روسي
من جانبها، تضغط روسيا عبر ارسالها العديد من السفن الحربية للقيام بدوريات في المياه القريبة من قاعدتها البحرية في طرطوس. وباتت روسيا تمتلك اليوم حوالي 11 سفينة في شرق المتوسط، موزعة على ثلاث مجموعات.
يعد هذا التجمع الضخم للسفن الروسية الأكبر منذ الحرب الباردة، حيث تنشر موسكو المزيد من السفن حول قبرص ولبنان وتركيا، ترتبط بمركز خدمة طرطوس. وتعد روسيا نشر سفنها في المتوسط خلقًا لتوازن جديد مع الأسطول الأميركي السادس، وهذا ما بدأ يجذب اهتمام واشنطن في الأشهر الثلاثة الأخيرة.
وبغض النظر إن كانت هذه السفن كما يقول الأميركيون استعراضًا للعضلات وللقوة وللحفاظ على مصالحهم والتزامهم بها، فإن ما يقوله محلل أوروبي جدير بالتفكير، "فالروس يمدون أرجلهم في المتوسط، ويريدون للآخرين أن يعلموا أنهم رجال بحرية هذه المنطقة. أما الحجة الروسية، غير المقنعة، فهي أن السفن هذه وسيلة لإخلاء الرعايا الروس من سوريا إن لزم الأمر، وأن قاعدة طرطوس عبارة عن زوج من الأرصفة يعمل بهما 50 موظفاً، وهي موطئ قدم في المتوسط لا أكثر، وعبارة عن محطة خدمة.
لكن تبدو الحقيقة الوحيدة أن روسيا تنوي الاحتفاظ بطرطوس باعتبارها القاعدة العسكرية الوحيدة لها خارج أراضي الاتحاد السوفياتي السابق، وأنها على استعداد فعلي للدخول في حرب من أجلها، وهو ما أعلنته لجميع الأطراف بمن فيهم إسرائيل.
والأميركيون يعلمون أن روسيا ستوسع قاعدة طرطوس، وقد اتفقت مع الأسد على ذلك.
وأما سبب الاهتمام الأميركي المتزايد بالقاعدة فليس لأنها تهدد مصالحها، بل لأنها تصلح ورقة تفاوض مع الروس، كالإبقاء على القاعدة في عهدتهم مقابل تخليهم عن الأسد.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق