الاثنين، 1 يونيو 2009
وصارت الخيانة وجهة نظر وطنية معتبرة! .....بقلم: رشيد ثابت
لم يكد "أوباما" أن يُلْقِمَ العظمَ في فم قائد الجناح السياسي لحزب "دايتون" حتى ردت قطعان العملاء التحية بأحسن منها. ففي لقائهما الأخير؛ أشاد الرئيس الأمريكي أمام الرئيس الفلسطيني بالتقدم الكبير الذي حققته قواته في "المجال الأمني" وضمن التزامات الجانب الفلسطيني في إطار خطة "قارعة الطريق"؛ فانعكست رعدة الفخار التي سرت في جنبات "عباس" بسبب الإطراء – انعكست على الميدان رغبة في المزيد من الإخلاص والإبداع في الإنجاز أمام السيد الأمريكي؛ فأقدم جلاوزة السلطة "الوطنية" على قتل الشهيدين محمد السمان ومحمد ياسين من كتائب القسام (بعد نشاط استخباري دام لعدة أسابيع كما "فَخِرَ" أحد قادة السلطة وهو يصرح ليديعوت الصهيونية).
محمد السمان – قائد القسام في قلقيلية – قضى على يد جنود فرعون بعد أكثر من سبعة أعوام أمضاها مطاردًا من قبل قوات الاحتلال؛ وهي مدة زمنية تفوق عمر الانقسام والانتخابات وكل التطورات السياسية الأخيرة التي يمكن أن يتحجج بها محامو الفرعون – بخصوص اختلاف "الإخوة" - لتبرير جريمة كهذه. وإذا كانت الأعوام السبعة ليست طويلة بما يكفي فإن أربعة عشر عامًا قضاها عبدالمجيد دودين مطاردًا من الصهاينة؛ وختمها بالارتقاء إلى العلا شهيدًا في الخليل بمساعدة "كلابهم" ومنذ بضعة أيام - هذه الأربعة عشر عاما تؤكد أن استهداف مجاهدي القسام وأبطال المقاومة هي عقيدة فريق الخيانة والاستخذاء ومنهجها ديدنها؛ وهي عقيدة لا دخل لها بالحراك السياسي في الشعب الفلسطيني. إن هذه الاغتيالات التي تمت بالاشتراك مع رفاق السلاح في جيش الدفاع – في حالة "دودين" تبجح أحد الهالكين من ضباط السلطة بأنهم على وشك "قطف رأس كبيرة من حماس" وقبل حدوث الاغتيال الصهيوني بأيام – هذه الاغتيالات لا تأتي إلا منسجمة مع واقع الفريق الفلسطيني الخائن؛ فرئيس "الشاباك" يؤكد أن جهازه يفحص ملفات عناصر هذه القوات اللحدية قبل أن يزاولوا المهنة (ربما للتأكد من أن أخلاقهم "حميدة") وقائد جيش الاحتلال يؤكد أن الآلاف منهم شاركوا قواته في الحرب على غزة؛ والأجهزة العميلة على أية حال تتحدث بعلو صوتها عن عقيدتها الأمنية في "محاربة الارهاب" وتجنب الصدام مع الصهاينة تحت أي ظرف وفي أي سياق (ومن ذلك إعادة سبعين صهيونيا "فقط" دخلوا مناطق نفوذ السلطة "بالخطأ" في عدة شهور مضت؛ وذلك كتغطية على عمل الوحدات الصهيونية الخاصة ولتأمين انسحابها من مهامها في عقر دار السلطة وبشكل آمن)
ليس العجيب أن تنتج فلسطين فئة خائنة عميلة؛ فكل الأمم التي خضعت للاحتلال أفرزت مثل هذه المجاميع الساقطة (حكومة جنوب فييتنام ، وحركيو الجزائر ، وميليشيا "يعقوب المصري" التي خدمت نابليون ، ثم طبقة الساسة والمثقفين المخملية التي خدمت البريطانيين في مصر ، ومن بلغوا الإيطاليين عن "عمر المختار" في ليبيا ، ولحد اللبناني وآخرون) لكن المثير للحنق أنه فقط في فلسطين جرت فلسفة الخيانة وتأطيرها والتأصيل لمشروعيتها المنطقية والسياسية بوقاحة عز نظيرها؛ وتقديم مفاعيلها على أنها عين الحكمة السياسية وذؤابة الإخلاص "للمشروع الوطني"! للأسف هناك فئة من شعب فلسطين ممن تمر باستهداف عناصر المقاومة دون أن تسمي الخيانة باسمها. هذه الفئة هي ربما مستعدة لرفع صور "حسن نصر الله" مرة أخرى في حرب تموز القادمة كما رفعتها في الحرب المنصرمة (ولم لا ما دام هذا الموقف الشكلي لا يكلفها شيئا) لكنها تصل لعند الواقع الفلسطيني وتتعايش مع الوثنية السياسية التي تتنقع فيها دون أن يرف لها جفن. لماذا لا يشبه قتل القساميين في أعين هؤلاء – وبمشاركة قوات صهيونية – لماذا لا يشبه أدوار وصنيع لحد وجنوده؟ وكيف لا توحي أوجه الشبه بين سعار كلاب "دايتون" ضد رجال المقاومة وهجوم الصهاينة عليهم (قام لحديو فلسطين باعتقال أبي الشهيد محمد السمان وإخوانه الأربعة واجبار أبيه على التحدث له في مكان حصاره بواسطة مكبرات الصوت لحثه على الاستسلام وكما يفعل الصهاينة تماما في الأوضاع المشابهة) أقول كيف لا تقطع هذه الصور بأن السلطة وأجهزتها الأمنية قد أصبحوا رمز العمالة الآكد والأوضح في فلسطين؟
لقد رأينا قادة وعناصر فتح يثورون حين مس عباس بنصيبهم من الكعكة وأوضح أنه بصدد الانقلاب عليهم بتفصيل مؤتمر حركي على مقاسه ومقاس عصابته في فتح؛ ورأينا هذه العناصر والقيادات تثور لأن صاحب الكيس وخازن أموال "دايتون" سلام فياض قرر أن يتخفف من حمله الثقيل في مداراة الحزب الذي أخذ دوره في التضاؤل والانحسار ، وشكل حكومته العميلة "على كيفه" ودون الرجوع إليهم؛ لكننا لم نسمع قياديا واحدا في فتح يعترض على عرض "أحمد قريع" السخي للمستوطنين الصهاينة بالتحول إلى "مواطنين فلسطينيين" – الحديث هنا عن مستوطني الأرض المحتلة عام 1967 – ولا عن التنازل المتكرر لمحمود عباس عن حق العودة؛ ولم نسمع أحدا منهم يستنكر ظهور تقارير تتحدث عن استعداد سلطة العملاء للتنازل عن السيادة على الحرم القدسي الشريف ضمن إطار "الانحلال الدائم"!
بكل أسف فإن فئة من الشعب الفلسطيني ترزح تحت وثنية سياسية حادة تجعلها في نفس موقع طوائف المشروع الأمريكي في المنطقة – شيعة المالكي والحكيم في العراق وجمهور فريق 14 آذار في لبنان – ولا أعتقد أنه يمكن لنا نقلا أو عقلا أن نشم رائحة النصر الناجز على الصهاينة طالما بقيت هذه المجاميع تدين بجاهلية التعصب القبلي لفتح؛ وإن سرقت وخانت وتشبعت بالرذيلة الوطنية - بصرف النظر عن احتجاجها الركيك لذلك بتاريخ "أول رصاصة" ومقتضيات "المشروع الوطني". في فلسطين صارت الخيانة وجهة نظر وطنية معتبرة؛ فمن في غير فلسطين سمى الدس والتجسس على أبطال المقاومة "تنسيقا أمنيا"؟ ومن غير بعض الفلسطينيين سمى التنازل عن بلاده والاعتراف بدولة الغصب "جزءاً من برنامج منظمته للتحرير"؛ وقاتل إخوانه واحترب معهم ليلتزموا به؟! وأين في غير فلسطين تدافع العشائر والعائلات عن أبنائها العملاء والمجرمين وتقيم من أجلهم المعارك والمقاتل – والأمثلة أكثر من أن تحصى - وتنكص عن الدفاع عنهم حين يكونون من أبطال المقاومة والجهاد؟! وأين في غير فلسطين يذهب نصف طلاب جامعتها الأبرز لإعادة انتخاب ممثلي حزب الدوريات المشتركة مع العدو وحزب إعادة اعتقال الأسرى المحررين وتحت شعارات وطنية؟!
لكن في غمرة هذه الكآبة برز الأمل من أحداث ذات فجر هذا اليوم الأسود؛ فالسلطة الخائنة التي قتلت المُجَاهِدَيْن – نسأل الله أن يرينا في قاتلهما قرارًا وتخطيطًا وتنفيذًا يوما مرًّا أسودَ حالك السواد – قد كشفت عن وهن وهوان وهزال شديد. المئات من جنود "دايتون" تداعوا من قلقيلية وجنين وطولكرم ورام الله لقتال جيش قسامي مكون من عنصرين اثنين فقط؛ وقادة الأجهزة العميلة بلغ الاضطراب بهم حد أن شكلوا "غرفة عمليات" لإدارة الحرب العالمية الثالثة على مطاردين اثنين محاصرين في بلدة صغيرة معزولة يطوقها الجدار الصهيوني والحواجز العسكرية بالكامل؛ وقوات الصهاينة ترفدهم على بعد مائتي متر منهم فقط (هذا بخلاف أفراد القوات الصهيونية الخاصة المختلطين ببساطير لحد في موقع المعركة)! إن هذا الحشد الكثيف لمواجهة بطلين اثنين وهذا الاضطراب في معالجة الأمر يكشف أن عرش "المزبلة" التي يعتليها عباس أبعد ما يكون عن الثبات والاستقرار؛ وأن القوم يعيشون رهاب السقوط والهزيمة لحظة بلحظة!
إن صورة الفزع التي ضربت أركان السلطة لوقوع مواجهة مع مجاهدين اثنين فقط يجب أن تشحذ همم فصائل المقاومة الفلسطينية وتشحنهم بالمزيد من الهمة للتفكير في وسائل إبداعية وخلاقة للتعامل مع هذا الفريق؛ وطريقة الإعداد لطي صفحته حين تتوفر الظروف السياسية والميدانية الملائمة - تحديدًا في حال حصول تطورات إقليمية من قبيل الحروب التي قد تندلع على أية جبهة - ووفق الأسلحة التي تلائم واقع الضفة المحاصرة والخاضعة لاحتلالين؛ والتي لن تشبه بحال وسائل وآليات الحسم ضد الخونة كما استعملت في غزة.
رحم الله الشهيدين السمان وياسين؛ وتقبلهما في الفردوس الأعلى بإذن الله. أما قتلتهم – على مستوى القرار والتخطيط والتنفيذ – فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يرينا فيهم عجائب قدرته؛ ويسلكهم حيث سلك العملاء والمجرمين؛ وليس لدينا على أية حال أدنى شك في مصير الخونة وسنن الله فيهم؛ وعلى الباغي ستدور الدوائر إن شاء الله تحقيقًا لا تعليقًا!
محمد السمان – قائد القسام في قلقيلية – قضى على يد جنود فرعون بعد أكثر من سبعة أعوام أمضاها مطاردًا من قبل قوات الاحتلال؛ وهي مدة زمنية تفوق عمر الانقسام والانتخابات وكل التطورات السياسية الأخيرة التي يمكن أن يتحجج بها محامو الفرعون – بخصوص اختلاف "الإخوة" - لتبرير جريمة كهذه. وإذا كانت الأعوام السبعة ليست طويلة بما يكفي فإن أربعة عشر عامًا قضاها عبدالمجيد دودين مطاردًا من الصهاينة؛ وختمها بالارتقاء إلى العلا شهيدًا في الخليل بمساعدة "كلابهم" ومنذ بضعة أيام - هذه الأربعة عشر عاما تؤكد أن استهداف مجاهدي القسام وأبطال المقاومة هي عقيدة فريق الخيانة والاستخذاء ومنهجها ديدنها؛ وهي عقيدة لا دخل لها بالحراك السياسي في الشعب الفلسطيني. إن هذه الاغتيالات التي تمت بالاشتراك مع رفاق السلاح في جيش الدفاع – في حالة "دودين" تبجح أحد الهالكين من ضباط السلطة بأنهم على وشك "قطف رأس كبيرة من حماس" وقبل حدوث الاغتيال الصهيوني بأيام – هذه الاغتيالات لا تأتي إلا منسجمة مع واقع الفريق الفلسطيني الخائن؛ فرئيس "الشاباك" يؤكد أن جهازه يفحص ملفات عناصر هذه القوات اللحدية قبل أن يزاولوا المهنة (ربما للتأكد من أن أخلاقهم "حميدة") وقائد جيش الاحتلال يؤكد أن الآلاف منهم شاركوا قواته في الحرب على غزة؛ والأجهزة العميلة على أية حال تتحدث بعلو صوتها عن عقيدتها الأمنية في "محاربة الارهاب" وتجنب الصدام مع الصهاينة تحت أي ظرف وفي أي سياق (ومن ذلك إعادة سبعين صهيونيا "فقط" دخلوا مناطق نفوذ السلطة "بالخطأ" في عدة شهور مضت؛ وذلك كتغطية على عمل الوحدات الصهيونية الخاصة ولتأمين انسحابها من مهامها في عقر دار السلطة وبشكل آمن)
ليس العجيب أن تنتج فلسطين فئة خائنة عميلة؛ فكل الأمم التي خضعت للاحتلال أفرزت مثل هذه المجاميع الساقطة (حكومة جنوب فييتنام ، وحركيو الجزائر ، وميليشيا "يعقوب المصري" التي خدمت نابليون ، ثم طبقة الساسة والمثقفين المخملية التي خدمت البريطانيين في مصر ، ومن بلغوا الإيطاليين عن "عمر المختار" في ليبيا ، ولحد اللبناني وآخرون) لكن المثير للحنق أنه فقط في فلسطين جرت فلسفة الخيانة وتأطيرها والتأصيل لمشروعيتها المنطقية والسياسية بوقاحة عز نظيرها؛ وتقديم مفاعيلها على أنها عين الحكمة السياسية وذؤابة الإخلاص "للمشروع الوطني"! للأسف هناك فئة من شعب فلسطين ممن تمر باستهداف عناصر المقاومة دون أن تسمي الخيانة باسمها. هذه الفئة هي ربما مستعدة لرفع صور "حسن نصر الله" مرة أخرى في حرب تموز القادمة كما رفعتها في الحرب المنصرمة (ولم لا ما دام هذا الموقف الشكلي لا يكلفها شيئا) لكنها تصل لعند الواقع الفلسطيني وتتعايش مع الوثنية السياسية التي تتنقع فيها دون أن يرف لها جفن. لماذا لا يشبه قتل القساميين في أعين هؤلاء – وبمشاركة قوات صهيونية – لماذا لا يشبه أدوار وصنيع لحد وجنوده؟ وكيف لا توحي أوجه الشبه بين سعار كلاب "دايتون" ضد رجال المقاومة وهجوم الصهاينة عليهم (قام لحديو فلسطين باعتقال أبي الشهيد محمد السمان وإخوانه الأربعة واجبار أبيه على التحدث له في مكان حصاره بواسطة مكبرات الصوت لحثه على الاستسلام وكما يفعل الصهاينة تماما في الأوضاع المشابهة) أقول كيف لا تقطع هذه الصور بأن السلطة وأجهزتها الأمنية قد أصبحوا رمز العمالة الآكد والأوضح في فلسطين؟
لقد رأينا قادة وعناصر فتح يثورون حين مس عباس بنصيبهم من الكعكة وأوضح أنه بصدد الانقلاب عليهم بتفصيل مؤتمر حركي على مقاسه ومقاس عصابته في فتح؛ ورأينا هذه العناصر والقيادات تثور لأن صاحب الكيس وخازن أموال "دايتون" سلام فياض قرر أن يتخفف من حمله الثقيل في مداراة الحزب الذي أخذ دوره في التضاؤل والانحسار ، وشكل حكومته العميلة "على كيفه" ودون الرجوع إليهم؛ لكننا لم نسمع قياديا واحدا في فتح يعترض على عرض "أحمد قريع" السخي للمستوطنين الصهاينة بالتحول إلى "مواطنين فلسطينيين" – الحديث هنا عن مستوطني الأرض المحتلة عام 1967 – ولا عن التنازل المتكرر لمحمود عباس عن حق العودة؛ ولم نسمع أحدا منهم يستنكر ظهور تقارير تتحدث عن استعداد سلطة العملاء للتنازل عن السيادة على الحرم القدسي الشريف ضمن إطار "الانحلال الدائم"!
بكل أسف فإن فئة من الشعب الفلسطيني ترزح تحت وثنية سياسية حادة تجعلها في نفس موقع طوائف المشروع الأمريكي في المنطقة – شيعة المالكي والحكيم في العراق وجمهور فريق 14 آذار في لبنان – ولا أعتقد أنه يمكن لنا نقلا أو عقلا أن نشم رائحة النصر الناجز على الصهاينة طالما بقيت هذه المجاميع تدين بجاهلية التعصب القبلي لفتح؛ وإن سرقت وخانت وتشبعت بالرذيلة الوطنية - بصرف النظر عن احتجاجها الركيك لذلك بتاريخ "أول رصاصة" ومقتضيات "المشروع الوطني". في فلسطين صارت الخيانة وجهة نظر وطنية معتبرة؛ فمن في غير فلسطين سمى الدس والتجسس على أبطال المقاومة "تنسيقا أمنيا"؟ ومن غير بعض الفلسطينيين سمى التنازل عن بلاده والاعتراف بدولة الغصب "جزءاً من برنامج منظمته للتحرير"؛ وقاتل إخوانه واحترب معهم ليلتزموا به؟! وأين في غير فلسطين تدافع العشائر والعائلات عن أبنائها العملاء والمجرمين وتقيم من أجلهم المعارك والمقاتل – والأمثلة أكثر من أن تحصى - وتنكص عن الدفاع عنهم حين يكونون من أبطال المقاومة والجهاد؟! وأين في غير فلسطين يذهب نصف طلاب جامعتها الأبرز لإعادة انتخاب ممثلي حزب الدوريات المشتركة مع العدو وحزب إعادة اعتقال الأسرى المحررين وتحت شعارات وطنية؟!
لكن في غمرة هذه الكآبة برز الأمل من أحداث ذات فجر هذا اليوم الأسود؛ فالسلطة الخائنة التي قتلت المُجَاهِدَيْن – نسأل الله أن يرينا في قاتلهما قرارًا وتخطيطًا وتنفيذًا يوما مرًّا أسودَ حالك السواد – قد كشفت عن وهن وهوان وهزال شديد. المئات من جنود "دايتون" تداعوا من قلقيلية وجنين وطولكرم ورام الله لقتال جيش قسامي مكون من عنصرين اثنين فقط؛ وقادة الأجهزة العميلة بلغ الاضطراب بهم حد أن شكلوا "غرفة عمليات" لإدارة الحرب العالمية الثالثة على مطاردين اثنين محاصرين في بلدة صغيرة معزولة يطوقها الجدار الصهيوني والحواجز العسكرية بالكامل؛ وقوات الصهاينة ترفدهم على بعد مائتي متر منهم فقط (هذا بخلاف أفراد القوات الصهيونية الخاصة المختلطين ببساطير لحد في موقع المعركة)! إن هذا الحشد الكثيف لمواجهة بطلين اثنين وهذا الاضطراب في معالجة الأمر يكشف أن عرش "المزبلة" التي يعتليها عباس أبعد ما يكون عن الثبات والاستقرار؛ وأن القوم يعيشون رهاب السقوط والهزيمة لحظة بلحظة!
إن صورة الفزع التي ضربت أركان السلطة لوقوع مواجهة مع مجاهدين اثنين فقط يجب أن تشحذ همم فصائل المقاومة الفلسطينية وتشحنهم بالمزيد من الهمة للتفكير في وسائل إبداعية وخلاقة للتعامل مع هذا الفريق؛ وطريقة الإعداد لطي صفحته حين تتوفر الظروف السياسية والميدانية الملائمة - تحديدًا في حال حصول تطورات إقليمية من قبيل الحروب التي قد تندلع على أية جبهة - ووفق الأسلحة التي تلائم واقع الضفة المحاصرة والخاضعة لاحتلالين؛ والتي لن تشبه بحال وسائل وآليات الحسم ضد الخونة كما استعملت في غزة.
رحم الله الشهيدين السمان وياسين؛ وتقبلهما في الفردوس الأعلى بإذن الله. أما قتلتهم – على مستوى القرار والتخطيط والتنفيذ – فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يرينا فيهم عجائب قدرته؛ ويسلكهم حيث سلك العملاء والمجرمين؛ وليس لدينا على أية حال أدنى شك في مصير الخونة وسنن الله فيهم؛ وعلى الباغي ستدور الدوائر إن شاء الله تحقيقًا لا تعليقًا!
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق