الثلاثاء، 16 يونيو 2009

عفواً .. حماس ليست فتح / ياسين عز الدين

المختصر / يدور لغط كبير حول موقف حماس من العمليات التي يقوم بها أفراد وفصائل في قطاع غزة، وهنالك محاولات لتلبيس الأمور، وتصوير حركة حماس كأنها تقوم بدور فتح في قطاع غزة وتمنع الفصائل من مقاومة الاحتلال.ويردد البعض مزاعم فتح والسلطة واليهود بأن حماس منعت اطلاق الصواريخ، وأن حماس تركت المقاومة، وغير ذلك من المغالطات التي لها أهداف كثيرة نلخصها بالآتي:
1- تريد السلطة تصوير الأمور وكأن حماس ليست أفضل منها، وأن ما تقوم به السلطة من محاربة للمقاومة تقوم به حماس في قطاع غزة، وكأنها تقول "فش حد أحسن من حد".... "وكلنا عملاء"....
2- بعض الفصائل من أصحاب الأهواء يرددون هذا الكلام نكاية في حماس ولتسجيل نقاط عليها، ظناً منهم أن هذا سيكسبهم بعض الاتباع والمؤيدين على حساب حماس.
3- يريد اليهود دعم جماعتهم من فتح والسلطة من خلال تشويه صورة حماس، وكأنها تقوم بدور فتح في حماية أمنهم، وأن مصير الشعب الفلسطيني هو السهر على أمن المغتصبين الصهاينة.وهنا لا بد من توضيح الحقائق، فحماس لها برنامجها المقاوم الخاص، وهي لا تلزم أحداً به، حتى وإن خالفها، وهي إن أرادت عمل هدنة شاورت الجميع وأخذت قراراً بإجماع جميع الفصائل.
رؤية حماس للمقاومة:
حماس لا تتعامل مع المقاومة على أنها تنفيذ عمليات دون الاهتمام بالنتيجة، هي تريد الإعداد الجيد وتطوير العمل المقاوم ورفع مستواه، وما تقوم به في غزة اليوم يندرج تحت بند الإعداد والاستعداد للمعركة والحرب القادمة، وهي ليست بصدد القيام بعمليات اليوم تبدد جهودها من أجل بناء جهاز عسكري قوي وفي تقليص الفجوة بينها وبين جيش الاحتلال.وعلى مؤيدي الحركة أن يدركوا هذه القضية، وأن يساهموا ويدعموا الحركة بدل الانسياق وراء المزايدين الذين ينتقدون قرار الحركة مهما كان، فقبل حرب الفرقان كانوا يزايدون ويقولون أين هي العمليات وأين هو سلاح حماس؟ وعندما اندلعت الحرب باتوا يقولون حماس تسرعت في دخول الحرب (وكأنه اختيار منها) ولم تعد للمعركة جيداً.يجب أن ندرك أن المقاومة يجب أن تخضع للوضع الميداني وللتخطيط السليم، وأن لا يدخل فيها عامل المزايدة أو العاطفة، فهي أمور إن دخلت العمل المقاوم أفسدته وخربته.
أما في الضفة الغربية فلا يوجد قرار لدى الحركة بأي تقييد لعمل جناحها العسكري بأي شكل كان، وعلى رأسها العمليات الاستشهادية، ومن يقول غير ذلك فهو إما جاهل أو مغرض.المقاومة في الضفة الغربية تخضع للاعتبارات الميدانية وأمن المقاومين بالدرجة الأولى والثانية والثالثة، وقد توقف بعض الخلايا نشاطها لاعتبارات ميدانية تراها، وما نراه من نزول في مستوى عمليات حماس منذ عام 2004م سببه ميداني فقط، ولا يوجد قرار سياسي كما يزعم الزاعمون. مع ذلك فبعد تصفية آخر مجموعات الجهاد الإسلامي عام 2006م فحركة حماس هي التنظيم المسلح الوحيد تقريباً العامل في الضفة الغربية خلال السنوات الثلاث الأخيرة (فضلاً عن العمليات الشعبية التي يقوم بها أفراد)، وبالأمس فقط أعلن الصهاينة عن القبض على مجموعة لحماس من السموع في الخليل قامت بعمليات اطلاق نار في جبل الخليل في شهر نيسان (4) من العام الحالي (أي أقل من شهرين).والواقع أن عمليات حماس لم تتوقف في الضفة الغربية خلال السنوات الأخيرة، وإن خفت حدتها لأسباب ميدانية، وهي لا تعلن عن عملياتها لأسباب واعتبارات أمنية بحتة، ومثلما قلنا العمل المقاوم لا يجب أن يخضع لاعتبارات العاطفة وردود الفعل.وقد توجهت بسؤال لأبي عبيدة في المقابلة المنشورة في شبكة فلسطين للحوار عن سبب عدم إعلان الكتائب عن عملياتها في الضفة وخاصة لتلك المجموعات التي كشفت وفيها اعترافات ولوائح اتهام، فقال أنه حتى إذا كانت هنالك اعترافات ولوائح اتهام فإن تبني حماس لهذه العمليات يخضع لاعتبارات أمنية، وهو دليل على حرص حماس الشديد على أمن مجموعاتها العسكرية.مقاومة الآخرينكما قلنا حماس لها فلسفتها وسياستها في العمل العسكري، مع ذلك فهي لا تمنع الآخرين من العمل حسب ما يرون، وإن كان في عملهم هذا تهور أو عدم نضج، وأحياناً يتسبب بردات فعل صهيونية عنيفة، إلا أن حماس سياستها واضحة في عدم منع أي مجاهد أو مقاوم من العمل، وذلك للاعتبارات الآتية:
1- الصهاينة من خلال ردات الفعل العنيفة يريدون تحويل حماس إلى السلطة رقم 2 (أي نسخة إسلامية عن فتح) من خلال إلزامها بحراسة حدود غزة، وهذا لن يكون، وحماس لن تنجر إلى اللعبة الصهيونية، وما دام الصهاينة يرفضون دفع ثمن التهدئة فليتحملوا النتائج هم.
2- لكي لا تعطي للسلطة في الضفة المبرر لمطاردة المقاومين ولإلباس الحق بالباطل.
3- حماس لا تحتكر القرار الفلسطيني، وقرار المقاومة هو حق لجميع الشعب الفلسطيني، ومن كان يظن في نفسه خيراً وقدرة على الجهاد فأهلاً وسهلاً به والميدان مفتوح وليرينا إنجازاته.
4- لأن منع مجموعة واحدة كفيل بانطلاق بكائيات ومزايدات لا معنى لها من الفصائل، وسيبدأ الجميع بتعليق فشله على شماعة منع حماس للعمل المقاوم.5- مكافحة العمليات غير المخطط لها جيداً، والتحرك غير المدروس لا يتم من خلال القوة والإكراه بل من خلال الإقناع والحوار، والناس ستنفض من حول هذه المجموعات إذا تكرر فشلها، فلا أحد يحب أن يقتل في سبيل عملية لا يتأذى منها اليهود.مع الإشارة إلى أن السبب الأول والثالث هي الأسباب الأساسية لعدم منع حماس لمن أراد المقاومة من الفصائل الأخرى.المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق