الاثنين، 1 يونيو 2009

هل حقا أصبحت "فتح" جيش من موظفي الرواتب عند فياض؟؟

حوار مع: د. إبراهيم الحمامي
هل حقا أصبحت "فتح" جيش من موظفي الرواتب عند فياض؟؟
لندن – فلسطين الآن – خاص – اعتبر محلل وكاتب سياسي فلسطيني أن الذي تمر به حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) جزء من الانقسام الحاصل فيها منذ أكثر من عقدين من الزمان، مشددا على أن الخلافات الحالية على مؤتمرها السادس وحكومة فياض ليست وليدة الساعة وليست بجديدة .

الحركة الأكثر انقساما
وقال د. إبراهيم الحمامي في تصريح خاص بـشبكة فلسطين الآن: "فتح أكثر حركة وطنية فلسطينية شهدت انشقاقات وانقسامات وكانت على مدار أعوامها الماضية، خاصة أثناء وجودها في لبنان، لكن ما يحدث الآن هو انشقاق داخل التيار نفسه الذي كان في السابق تيار أوسلو الذي كان مصر على نهج معين يعادي ويخالف حتى الميثاق الداخلي داخل حركة فتح" .

إليكم نص الحوار بالكامل :
هل فتح على شفا حفرة من الانقسام الى تكتلات وفصائل صغيرة ؟؟؟
أخي الكريم هذا الخلاف ليس وليد الساعة بل إن الحركة تعودت على هذه الخلافات منذ فترة طويلة، أكثر حركة وطنية فلسطينية شهدت انشقاقات وانقسامات كانت حركة فتح على مدار أعوامها الماضية، خاصة أثناء وجودها في لبنان، لكن ما يحدث الآن هو انشقاق داخل التيار نفسه الذي كان في السابق تيار أوسلو نفسه الذي كان مصر على نهج معين يعادي ويخالف حتى الميثاق الداخلي داخل حركة فتح، الآن هناك انقسام في داخله ربما على محاصصة أو على عضوية لجنة مركزية أو مجلس ثوري، وهذا التخبط ظهر للعيان بشكل واضح من خلال حرب بيانات مستعرة بين جميع الأطراف حتى من داخل الصف الواحد وتناقضات شديدة في التصريحات حتى الذين ليس لديهم خلافات بشكل واسع هناك تناقضات بينهم، أول أمس كان هناك تصريحين لحسين الشيخ يؤكد أن المؤتمر العام لحركة فتح سيعقد في بيت لحم في الأول من يوليو! وتصريح آخر في نفس اليوم وفي ذات الموضوع لأحمد قريع يقول أنه لم يحدد بعد المكان ولكن الموعد تم الاتفاق عليه في الأول من يوليو، هذا التخبط الغير طبيعي داخل حركة فتح التي باتت مشرذمة ومفتتة بشكل غير مسبوق هناك تمرد واضح من خلال التصريحات والبيانات والاعتراض حتى على محاولة الاستفراد بالقرار الفتحاوي المستمر منذ سنوات لكن الآن عندما وصلت الأمور إلى المؤتمر العام السادس لحركة فتح المتأخر انعقاده منذ عشرين سنة هناك بوادر لتحرك مضاد في اتجاهات أخرى مضادة لما يحاول البعض فرضه على حركة فتح..

هل هذا إشارة إلى انشقاق حقيقي يصبح واضح للعيان ؟؟

المشكلة الحقيقية لأي تيار يحاول أن ينأى بنفسه عما يجري هو مشكلة مادّية، لأن حركة فتح تحولت إلى جيش من الموظفين المعتمدين بالكامل على الرواتب وحتى خارجها ومكاتبها بالخارج التي تعتمد على الرواتب التي يتحكم بها سلام فياض عن طريق مكتب محمود عباس وغيره الذي يقود حركة فتح نحو الهاوية منذ فترة طويلة، إذاً المشكلة المادية ستكون عائق كبير في وجه من يريد التحرك ضد ما يحاولون فرضه على حركة فتح، أيضاً الصعوبة اللوجستية لا يوجد الآن تواجد معين لحركة فتح كما كان في لبنان سابقاً، فهي موجودة في كل الدول وكل الأماكن وحتى الدول المقربة جداً من حركة فتح والداعمة لها بشكل كبير رفضوا أن يعقد هذا المؤتمر على أرضها وهذا ما قد يكون فيه صعوبة حقيقة أن تنشأ حركة جديدة تحت مسمى جديد من داخل حركة فتح.

هل هذا هو سبب تمسك عباس بفياض، السبب المادي؟

حقيقة محمود عباس من ضمن أهدافه هو تدمير حركة فتح، منذ أن جاء واستلم تقاليد السلطة والمنظمة وحركة فتح كان من أهدافه تدمير حركة فتح لإنهائها والقضاء عليها لذلك وجدنا هناك خطوات كبيرة أولاً إبعاد كل العناصر العسكرية السابقة من حركة فتح عبر إحالتهم إلى التقاعد في بداية استلامهم في الـ 2004 و 2005، وإنهاء الحقبة العرفاتية بالكامل، مستشاري عرفات بالعشرات تم تنحيتهم، ثم بعد ذلك الموظفين الذين وظفوا الذين يسمونها تفريغات 2005 قطعت الرواتب عن معظمهم ثم القضاء حتى على الأجهزة الأمنية بشكلها التقليدي الذي كان إباء ياسر عرفات من خلال تسليمها إلى أشخاص آخرين أكثر شراسة وأكثر خضوعاً ورضوخاً لإملاءات الاحتلال وآخر هذه الأمور هو تحويل الجانب المادي بالكامل إلى خارج حركة فتح، حكومة فياض وإن تم تطعيمها ببعض الوجوه الفتحاوية التي لا تحل ولا تربط، هي حقيقة تقف في وجه حركة فتح وحركة فتح تعارضها، تمسك بالزمام المالي، منظمة التحرير الفلسطينية بالكامل تحولت إلى يد فياض من خلال تفعيل قانون كان قد أصدره ياسر عرفات في السابق لأن منظمة التحرير تتبع للسلطة، وبالتالي هذا الذي يحدث الآن يثبت شيء واحد أن محمود عباس ليس من مصلحته أن تبقى حركة فتح حركة موحدة أو قوية في الحراك الوطني، ولكن أن تتحول إلى وكيل حصري للمحتل وهذا ما استطاع أن يفرضه في الداخل ويحاول أن يفرضه في الخارج على حركة فتح.

كل حكومة تشكل في رام الله يتم إسناد حقيبة المالية ورئاسة الحكومة لفياض؟

كان هناك ضغط واضح جداً عندما أعلن فياض أنه يريد الاستقالة وأنه لن يمدد لنفسه بعد نهاية شهر معين وهو شهر مارس الماضي ليعطي فرصة للحوار كما أسماه كان هناك ضغط مباشر بأن توقفت المساعدات عن السلطة الفلسطينية وتوقفت الدول المانحة عن إرسال الأموال وتحدثوا عن أزمة مالية خانقة داخل السلطة وكان هناك مطلب واضح أنه لن يتم تسليم المساعدات إلاّ بوجود شخص معروف وموثوق به وهنا يتحدثون عن سلام فياض وليس لدى محمود عباس أي خيار لو غير سلام فياض من وزارة المالية أو رئاسة الوزراء فستتوقف هذه المساعدات وهذه المعاونات بالكامل وهناك أحاديث تتحدث عن تهديد محمود عباس بالاستقالة بسبب الأزمة المالية الخانقة، وفي موضوع الأزمة المالية ووزارة المالية قد تكون هذه الأمور صحيحة أن هناك أزمة مالية خانقة للضغط على السلطة لتقديم مزيد من التنازلات، أو أن تكون أزمة مفتعلة من داخل هؤلاء الناس لمحاولة تمرير بعض القرارات سواء داخل حركة فتح أو داخل السلطة للقول أننا لا بد أن نلتزم التزامات معينة حتى نستطيع تمرير ذلك، تماماً عندما حدث قبل أوسلو عندما قطعت رواتب كل العاملين في منظمة التحرير الفلسطينية لأشهر طويلة وقيل أننا نتعرض لضغوط مالية حتى يتم الموافقة لتمرير أوسلو في عهد ياسر عرفات.

لماذا فتح تم تهميشها بهذا الشكل رغم ما قدمته للاحتلال، ..... ؟

لكل دوره، الهدف كان هو تدمير حركة فتح واستطاع عباس بشكل كبير أن يدمرها، الآن حركة فتح مهمشة ومنبوذة لا تستطيع أن تصدر البيانات لا تستطيع أن تفرض لا حكومة ولا وزراء ولا أموال ولا مالية ولا قرارات إطلاقاً حتى فيما يخص في الوضع الداخلي، يخرج عباس في مؤتمر ويخرج القليل من جماعته الذين حوله ويعلن عن مؤتمر في المكان الفلاني بالتاريخ الفلاني وبالعدد الفلاني ويصفق له الجميع ولا يستطيع أحد أن يعترض عليه وفي الشأن الفلسطيني العام لا الكتلة البرلمانية لها تأثر ولا الموجودين لهم تأثر، فياض يفعل ما يشاء محمود عباس يؤيده، وبالتالي انتهى دور معين لفئة معينة وحركة وطنية معينة تم القضاء عليها في الداخل وهمشت وتحولت إلى وكيل حصري للمحتل وتتحدث باسمه وتضرب بسيفه حتى في حوارات القاهرة، المفاوضات التي تحدث في القاهرة حقيقة ليست بين طرف فلسطيني وفلسطيني ولكن بين طرف فلسطيني يتبنى المقاومة وحق الشعب الفلسطيني وثوابته وحقوقه، وطرف آخر هو صهيوني برداء عربي يأتي بشروط الرباعية ويأتي بشرط الاعتراف بالاحتلال ويأتي بشرط إطلاق سراح شاليط، يأتي بكل هذه الأمور ويشارك بالحصار ويشارك به بشكل مباشر ليس معنوياً فقط ولكن حتى على الأرض من خلال تصريحات قادة العدو، ومن خلال ما شوهد وإلقاء القبض على هذه المجموعات التي كانت تتجسس لصالح الاحتلال ثم يتحدثون بعد ذلك عن حوار فلسطيني وعن هذا الأمر، حقيقة انتهى دورهم كحركة وطنية! الدور الذي يمارسونه الآن هذه القيادة المختطفة لحركة فتح هو دور الوكيل الحصري للاحتلال.

مجموعات فرسان الليل أصدرت بيان بالأمس ؟؟.. ؟!

أخي الكريم لا أريد التعليق على بيانات تصدر من هنا أو هناك ولا نعرف حتى مصدرها، أن أتساءل هنا، الذي يتساءلون الآن ويتحدثون عن خيانة واضحة ألم تكن هناك خيانة واضحة منذ اوسلو وحتى اليوم ولم يصدروا بها أي بيان على الإطلاق ألم يتم محاسبة شخص بعينه ولم يتم محاسبة هذه القيادات التي يعطونها الولاء ويصفقون لها ويهللون لها في كل مناسبة، عندما يتم محاكمة بعض الناس بتهمة التخابر مع الاحتلال ويحكم عليهم بالإعدام في الضفة الغربية، وهذا تعامل كامل مع الاحتلال ولا نقاش في المجال القانوني، ولكن عندما يكون هناك تنسيق أمني ومشاركة مع الاحتلال وتقبيل ورعاية وعناق ولقاء واجتماع واتفاق ماذا يسمى هذا الأمر، فلماذا هذه الازدواجية في المعايير عندما تكون الأمور في داخل حركة فتح هي حلالاً مطلق أما عندما تكون خارج حركة فتح يتم توجيه كل عبارات الخيانة وعمالة وإلى آخره، وأكرر هذا ليس دفاعاً لا عن سلام فياض ولا عن غيره ولكن يجب تنظيف البيت الفتحاوي قبل كل شيء وقبل الحديث عن غيره.

هل إذا ما اعتبرنا البيان صحيح وحقيقي هل هذه المجموعة تتلقى دعم من قبل حركة فتح المناهضة ... ؟

دون معرفة حقيقة هذا البيان ومن وراءه ومن خلفه وماهيتهم... أي شخص يمكن أن يصدر بيان باسم شهداء الأقصى من أي جهاز كمبيوتر وهناك دكاكين كثيرة لشهداء الأقصى خاصة في الضفة الغربية وقطاع غزة، شهداء الأقصى الحقيقية التي انطلقت عبيات والكرمي وغيرهم هذه انتهت تماماً وتم ملاحقة عناصرها وقتلهم ومطاردتهم ودكهم في السجون من قبل السلطة قبل الاحتلال، وبالتالي من تبقى من هؤلاء الذين شاهدناهم في أخذ الخاوات وفي الفلتان الأمني لا يمثلوا حقيقة لا كتائب شهداء الأقصى ولا حركة فتح وبالتالي لا يمكن الحكم من الذي أصدر البيان ومن خلفه ومن يدعمه حتى نعرف تماماً هذه الأمور.

من سيقضي على الآخر فتح أم فياض؟

إن تحدثنا عن قيادات حركة فتح والمختطفة لحركة فتح فلا فرق بينهم، عباس وفياض هم في نفس الصف الموالي للاحتلال، ولكن إن تحدثت عن العناصر في حركة فتح التي تحاول إعادتها إلى الصف الوطني بعد أن تم حرف بوصلتها بالكامل لصالح الاحتلال، فبالتأكيد لن يصح إلاّ الصحيح ولن ينتصر إلاّ صاحب الحق وهو الشعب الفلسطيني وقواه الحرة بما فيهم القوى الحية والشريفة داخل حركة فتح.

هل نقول أن بعضهم سيأكل بعض؟

ليس بهذا الشكل المباشر ولكن أعتقد أن مشروع الولاء للاحتلال سيسقط، وسيبقى حق الشعب الفلسطيني هو المنتصر من خلال قواه الوطنية بما فيها شرفاء حركة فتح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق