الاثنين، 1 يونيو 2009

«قلاقل» قلقيلية ....د. إبراهيم حمامي


ليسوا بلحديين

هل تذكرون يوم وصفنا هؤلاء باللحديين (تحت عنوان بتاريخ)؟ هل تذكرون كيف قامت قيامتهم وشحذوا حناجرهم للهجوم الشخصي المركز ، وكان إصرارنا أنهم لحديون وأكثر (بتاريخ)؟ اليوم وبعد أن سقطت آخر أقنعتهم نقول أننا ربما ظلمنا لحد عندما شبهنا أوباش شعبنا به ، لأنهم فاقوه خسة ونذالة ، وباتوا هم مضرب المثل ومرجعه ، ولم يعد في التاريخ القديم أو الحديث ما يمكن تشبيههم به ، إنهم أقذر من عرفت البشرية.

ثوار «فتح»

وما دمنا نتحدث عن كيف قامت قيامتهم يومها ، نستذكر فوعة أخرى لهم ، بل لنقل مسرحية من ضمن المسرحيات المقرفة باسم حركة «فتح» ، و«فتح» من هؤلاء الأوغاد براء ، يثورون ويزمجرون من أجل منصب أو راتب ، يغوصون في وحل العمالة ثم يستشرفون ، ولا أجد أفضل مما كتبه الأستاذ رشيد ثابت حين قال «رأينا قادة وعناصر فتح يثورون حين مس عبّاس بنصيبهم من الكعكة وأوضح أنه بصدد الانقلاب عليهم بتفصيل مؤتمر حركي على مقاسه ومقاس عصابته في فتح ؛ ورأينا هذه العناصر والقيادات تثور لأن صاحب الكيس وخازن أموال «دايتون» سلام فيّاض قرر أن يتخفف من حمله الثقيل في مداراة الحزب الذي أخذ دوره في التضاؤل والانحسار ، وشكل حكومته العميلة «على كيفه» ودون الرجوع إليهم ؛ لكننا لم نسمع قيادياً واحداً في فتح يعترض على عرض «أحمد قريع» السخي للمستوطنين الصهاينة بالتحول إلى «مواطنين فلسطينيين» - الحديث هنا عن مستوطني الأرض المحتلة عام 1967 - ولا عن التنازل المتكرر لمحمود عبّاس عن حق العودة ؛ ولم نسمع أحداً منهم يستنكر ظهور تقارير تتحدث عن استعداد سلطة العملاء للتنازل عن السيادة على الحرم القدسي الشريف ضمن إطار «الانحلال الدائم»».

ثمن الحوار

حماس اليوم تدفع ثمن تراخيها وتراجعها عن مواقفها من أجل إنجاح الحوار ، وشعارها ليس عيباً أن نتنازل من أجل الوحدة وإنهاء الانقسام ، وحماس قبل غيرها تعرف أنه لا أمل مع من باعوا أنفسهم للشيطان ، وأن الوصول لحل معهم مستحيل ، وأن قرارهم ليس بيدهم ، وبأنهم مشرذمون مذمومون ، ومع ذلك قبلت أن تُسقط ضمانها الأوحد وهو إطلاق سراح المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية المزدوجة الاحتلال ، وبدلاً من ذلك زاد عدد المعتقلين في مسالخ عبّاس من 400 إلى قرابة الألف ، واليوم بدأت مرحلة جديدة من الملاحقة والمطاردة والتصفية حماية للمستوطنين الذين يجوبون الضفة الغربية فساداً واعتداء ، فهل قبلت حماس بهذا الثمن لحوار لا أمل فيه؟ وهل قبلت بأن تخذل أهلنا في الضفة وتتركهم لمصيرهم الأسود تحت الاحتلالين؟.

لا اعتذار

الدم الفلسطيني خط أحمر ، لا للاقتتال والفتنة ، أليست هذه هي الشعارات التي تبجحوا بها قبل وبعد جرائمهم في غزة وللرد على تطهير قطاع غزة منهم ، رغم أن الدماء الفلسطينية سُكبت وبغزارة بسببهم وعلى أياديهم أينما حلوا وحيثما ذهبوا ، ليس بالعشرات لكن بمئات الآلاف من الضحايا والجرحى ، في الأردن وفي لبنان وفي فلسطين ، واليوم حين تسفك المزيد من الدماء إرضاءً لأسيادهم في تل أبيب يخرج ربيبهم ليقول لن نعتذر ، ويضيف كبيرهم وكوهينهم سنضرب بيد من حديد الخارجين عن القانون ، لكن أي قانون يتحدث عنه؟ ترانا لا نرى إلا قانونهم الأوحد الذي أقره الكنيست ويلتزمون به صباح مساء ، إنهم العملاء بكل وضوح وجلاء.

تكفير وتخوين

كلما تحدثنا وكشفنا وفضحناهم نعقوا باسطوانتهم المقيتة ، تخوين تكفير إقصاء ، وقد سبق وتحديناهم جميعاً ، صغيرهم وحقيرهم (لا كبير لديهم لنقول كبيرهم) ، وقلنا اثبتوا ولو لمرة واحدة أننا كفّرنا أو خوّنا! بل زدناهم أنكم من يبتدع تعبيرات الإقصاء والتخوين وعلى ألسنة من تسمونهم قيادات وهم أتباع ، سمعناها مراراً وتكراراً : متطرفون ، خارجون عن القانون ، إرهابيون ، متسترون بالدين ، انقلابيون ، دمويون ، قتلة ، شيعة وغيرها ، وهو الأمر الذي لا يحتمل إلا تفسير واحد ، أنكم تهربون للأمام للتغطية على روائحكم التي فاحت عفونتها في كل مكان.

عملاء عملاء

من غرائب القصص الإخبارية التي نسمعها بين فينة وأخرى ، أحكام قضائية إن صحت تسميتها بذلك في الضفة الغربية ، أحكام من محاكم خاضعة لعبّاس ومجرميه ، تحكم بالإعدام والأشغال الشاقة المؤبدة على أشخاص متهمون بالتخابر أو الاتصال أو العمالة للاحتلال ، وآخرها خبر هذا اليوم يقول : حكمت محكمة بداية رام الله بإيقاع عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة ، على أحد الأشخاص بعد إدانته بارتكاب جريمة الخيانة ، حيث أدانت المدعو (ح. أ) بتهمة الخيانة خلافاً لأحكام المادتين 111 و112 لقانون العقوبات رقم 16 لسنة 1960 ، ولسنا بصدد الحديث عن المحاكم والأحكام ، لكننا نتساءل إذا كان رب البيت يتصل ويتخابر ويقبل ويعانق ويحتضن مجرمي الاحتلال ليل نهار ، وأمام العدسات ، وفي منازلهم ، يتناول طعامهم ويشيد بطبخ نسائهم وزوجاتهم ، يلتقط الصور التذكارية ، إذا كان الوزراء والخفراء يمارسون التخابر و«التنسيق» ، وإذا كان الاحتلال يأمر فيصدع هؤلاء ، لماذا يعتبر كل ذلك وطنية ومصلحة وشرف ، ويعاقب الصغار ممن يقتفون أثر زعماء الغفلة في التنسيق والعمالة؟ لماذا لا يحاسب الكبار قبل الصغار؟ لماذا لا تصدر بحقهم الأحكام فتنصب لهم المشانق أو يطلق عليهم الرصاص؟

لستم عملاء ولا خونة

هذه المرة سجلوها واكتبوها واحصوها عدد وعدة ، إنكم لستم عملاء أو خونة ، ما تفعلونه فاق ذلك بكثير ، العميل يقبض ثمن عمالته ، والخائن يفعل فعلته لأسباب كثيرة منها أنه أسقط أو أن هناك ما يخشى من افتضاحه ، أو لعقد نفسية وكراهة لمجتمعه ، أنتم تفعلون ما تفعلون وتجملوه بعبارات الوطنية والمصلحة العليا ، تمارسون العهر الوطني ليل نهار وتتنافخون شرفاً ، تخونون في وضح النهار باسم الثوابت الوطنية ، ومرة أخرى اقتبس من الكاتب رشيد ثابت ما يلي : «في فلسطين صارت الخيانة وجهة نظر وطنية معتبرة ؛ فمن في غير فلسطين سمى الدس والتجسس على أبطال المقاومة «تنسيقاً أمنياً»؟ ومن غير بعض الفلسطينيين سمى التنازل عن بلاده والاعتراف بدولة الغصب «جزءً من برنامج منظمته للتحرير» ؛ وقاتل إخوانه واحترب معهم ليلتزموا به؟! وأين في غير فلسطين تدافع العشائر والعائلات عن أبنائها العملاء والمجرمين وتقيم من أجلهم المعارك والمقاتل - والأمثلة أكثر من أن تحصى - وتنكص عن الدفاع عنهم حين يكونون من أبطال المقاومة والجهاد؟! وأين في غير فلسطين يذهب نصف طلاب جامعتها الأبرز لإعادة انتخاب ممثلي حزب الدوريات المشتركة مع العدو وحزب إعادة اعتقال الأسرى المحررين وتحت شعارات وطنية؟».

مثقفون .. إعلاميون

يحاول البعض أن يمسك العصا من المنتصف بدعوى المهنية ، ويعتقد هذا البعض أنه لو ساوى بين الأطراف وحملها ذات المسؤولية فقد «عداه العيب» ، يرى الحقيقة ويشهد الواقعة ثم «يخرجها» إعلامياً ، وذات الشيء تفعله المنابر الإعلامية ، تزيد وتنقص على هواها كي تكون «حيادية» ، لا ندري من أين خرجت تلك المدرسة وكيف تطورت حتى باتت شاهد زور ، ولم نعرف الإعلام يوماً إلا ناقلاً للحقيقة كما هي دون رتوش أو تجميل ، وهؤلاء المثقفون الإعلاميون «المحايدون» هم شركاء فيما يجري لأنهم يمارسون السلبية التي تزيد من جريمة المجرم ، وتشجعه على ممارسة أفعاله ، لم لا وفي نهاية المطاف سيكون كالضحية في نظر هؤلاء «المنحازون للباطل» بحجة «المهنية».

يا نبض الضفة

الضفة تحت احتلالين مريرين ، يتنافس الاحتلالان على من يكون أكثر دموية ، يتفوقون على بعضهما في الاختطاف والاعتقال والقتل ، الضفة تأن وما من مجيب ، ولفصائل ما يسمى بمنظمة التحرير الفلسطينية والتي بشكلها الحالي لا نعترف بها ولا بوحدانيتها ولا بشرعيتها ، إلى اليسار الفلسطيني المطارد في الضفة والمعتقلة قياداته ، هل تذكرون حين كنتم تنشدون؟ ربما نسيتم بعد أن بتم شهود زور في لجنة تنفيذية لمنظمة فاقدة للوطنية ، ربما طمست حصصكم في المنظمة ورواتبها على ذاكرتكم ، نذكركم بهذا النشيد لأحمد قعبور عله يحرك خلايا نائمة في ذاكرتكم :

الضفة أطفالي سبعة ... أصغرهم يرضع تاريخاً
أوسطهم اسمه جيفارا ... أكبرهم ثائر في الضفة
يا كل العالم فلتعلم أطفالي يُتْمٌ ... زرعوا الحقل وروداً حمراء
في سواعدهم حصدوا الخيرا ... اطفالي ، وامراتي وانا…
أصرخ…
نصرخ….
فليمسي وطني حرا ... فليرحل محتلي فليرحل…
فليمسي وطني حرا ... فليرحل محتلي
وطني مسبيٌ لكن الطلقة ... وحجارة أطفال الضفة
كطلقة …
كالمدفع …..
هل تسمع؟
لينا كانت طفلة تصنع غدها…
لينا سقطت ، لكن دمها كان يغني… كان يغني… كان يغني.
للجسد المصلوب الغاضب ... للقدس ويافا وأريحا
للجسد المصلوب الغاضب ... للقدس ويافا وأريحا
للشجر الواقف في غزة ... للبحر الميت في الأردن
للجسد المصلوب الغاضب….
يا نبض الضفة لا تهدأ ... أعلنها ثورة
حطم قيدك إجعل لحمك ... جسر العودة…
فليمسي وطني حرا ... فليرحل محتلي فليرحل…
فليمسي وطني حرا ... فليرحل محتلي

كلنا شركاء

نعم كلنا شركاء ، شركاء بصمتنا ، شركاء بإقرارنا ، شركاء بالحيادية المزعومة ، شركاء بمشاركتنا في المؤسسات اللاوطنية ، شركاء بخوفنا من تسمية الأمور بمسمياتها ، شركاء بخداعنا لأنفسنا ونحن نتحاور مع مجرمين قتلة عملاء ، شركاء لعدم وقوفنا في وجه الظلم والظلاّم ، شركاء بإدارة وجهنا وعيوننا عن الحقائق ، شركاء بمراقبة ما يحدث وكأنه لا يخصنا ، شركاء ونحن نشهد ضياع حقوقنا باسم المصلحة العليا ، شركاء بهز رؤوسنا إما بالموافقة أو بالرفض ، شركاء بكل شيء من رؤوسنا حتى أخمص أقدامنا ، وان أراد أياً منا أن يعرف من المسؤول الحقيقي عما جرى ويجري ، فالأمر أهون مما تظنون ، لينظر كل منا إلى المرآة وسيعرف من المسؤول!

لا نامت أعين الجبناء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق