السبت، 6 يونيو 2009

كتائب «كيث دايتون» لتحرير فلسطين .... د. فايز أبو شمالة


لن أتهم سلطة رام الله بملاحقة، وتصفية رجال المقاومة في مدينة «قلقيلية»، ولن أصفهم كغيري بالعملاء للدولة العبرية، فهذا الحكم اتركه للتاريخ، وللحقائق والمستندات والوثائق التي تدلل على ذلك، ولمئات الكتاب والمفكرين الفلسطينيين والعرب الذي استدلوا على جوهر سلطة رام الله من خلال الممارسة والفعل، ولكنني سأناقش بصفتي عضو المجلس الوطني الفلسطيني بيان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الذي دافع عن سلطة رام الله، واتهم حماس بافتعال المواجهة في مدينة قلقيلة، ويستنكر البيان على كتاب الرأي لدى الأمة العربية والفلسطينيين وعيهم بالقضية، لتقول فيهم: «وتستنكر اللجنة التنفيذية قيام أبواق إعلامية معروفة بعملية تهييج وتحريض هوجاء انطلاقا من هذا الاعتداء على قوات الأمن الوطني، وسعي تلك الأبواق لقلب الحقائق، وذلك في إطار سياسة استمرت طويلا للتعبئة ضد مشروعنا الوطني، ومؤسساتنا الوطنية التي أقامها شعبنا، ويحميها بدمه وعرقه وجهده، بينما سعي الاحتلال طوال سنوات لتدميرها وتعطيل نموها ودورها».
إن صح ذلك البيان فلا بد من سؤال أعضاء اللجنة التنفيذية الأسئلة التالية:

أولاً: أين هو مشروعكم الوطني الذي تتحدثون عنه، وقد ضيعتم ما تبقى من فلسطين؟ هل هو مشروع التغطية على «عبّاس» وعلى العصابة التي تلتف حوله؟ أم هو مشروع تهيئة الأجواء لحكومة سلام فيّاض كي تحارب رجال المقاومة، وتقتل الانتماء المخلص لفلسطين؟

ثانياً: عن أي مؤسسات وطنية تتحدثون، وهل صارت كتائب الجنرال الأمريكي «كيث دايتون» لتصفية المقاومة الفلسطينية أحدى المؤسسات الوطنية المطلوب حمايتها بدم الشباب الباحث عن وظيفة؟ والذي يفتش عن مصدر رزق بعد أن ضيقتم عليه سبل الحياة الكريمة؟ أم صارت كتائب «كيث دايتون» المعادل الموضوعي، أو البديل الإسرائيلي لكتائب شهداء الأقصى، وكتائب عز الدين القسام، وسرايا الجهاد، وكتائب أبو علي مصطفى؟


ثالثاً: كيف، ومتى سعى الاحتلال لتدمير وتعطيل نموكم، ودور مؤسساتكم التي استجلبها عن عمد؟ وعودها على الارتزاق؟ ألم يقدم لكم الاحتلال السلاح، والعربات المصفحة؟ ألم يقدم لكم الاحتلال التصاريح للتنقل بين غزة والضفة الغربية، ألم ينسق معكم الاحتلال زمان ومكان اقتحامه لمدن الضفة الغربية؟ ألم يوصِ الاحتلال بتقديم المال لكم من الدول المانحة؟ الاحتلال صديقكم يا أعضاء اللجنة التنفيذية، والاحتلال عدو الشهيد «ياسر عرفات» الذي رفض ما تقومون فيه من تغطيه على تصفية المقاومة، فقاموا بتصفيته كي تبقوا أنتم!.


رابعاً: من أين تتلقون رواتبكم، ومكافئاتكم المالية، وبدل سفركم، والأموال الممنوحة لكم يا أعضاء اللجنة التنفيذية، وهل من مصدر تمويل لكم مغاير لحكومة «سلام فيّاض»؟ وما هو مصدر مال حكومة «فيّاض»؟ فكيف تسمون أنفسكم اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي تتلقى أموالها من حكومة «فيّاض» الذي اشترطته إسرائيل في هذا الموقع؟
إن صح بيانكم يا أعضاء اللجنة التنفيذية فلا يمثل روح شعب اغتصبتم دمه، وجراحه، وعذاب أسراه لتصيروا أنتم بشخوصكم، ودوركم ممثلي منظمة التحرير، أنتم يا أولئك قد أمسيتم اللجنة التنفيذية لمنظمة التمرير لتصفية القضية، أو التبرير لذبح المقاومة، أو التزوير للتاريخ الفلسطيني المقاوم، بيانكم كلام تافه لمجوعة فقدت قيمتها، وكلامك مهمل لزمرة تهاوت، بيانكم قزمٌ صادر عن أفراد يرتفع شأنهم حين نتناول بيانهم بالتعليق، ونقدمه للقارئ العربي الذي أصدر حكمه عليكم من زمن، وقد أيقن أن أقوالكم تعبد الطريق للمستوطنين، وأفعالكم تتلاقى مع المحتلين، ولا علاقة لكم من قريب أو بعيد مع شعب فلسطين.


وأنزل الله السكينة على روحك يا قائد روابط القرى، يا مصطفى دودين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق