الجمهورية الإسلامية في إيران لم تغفل عينها عن التحركات اليهودية لإشعال إيران من الخارج، وإشغالها من الداخل، ولم تنم على أذنها عن الدور الأمريكي، والبريطاني، وأحسب أن إيران ستخرج من محنتها أكثر قوة، ووحدة، وعزماً، وصلابةً.
الاثنين، 22 يونيو 2009
ستخرج إيران أقوى ....د. فايز أبو شمالة
لمن أراد أن يضع إصبعه على مجريات الحدث في إيران، ويحدد موقفاً صائباً مما يدور هنالك، عليه أن يتابع، ويدقق في كيفية قراءة الإسرائيليين لمستجدات الواقع على الساحة الإيرانية، ليدرك أن الحرب اليهودية على إيران قد بدأت من زمن انكسار التأثير الإسرائيلي على السياسة الإيرانية، وازدادت الحرب شراسة على الجمهورية الإسلامية مع توالي الدعم العسكري الإيراني لحزب الله، ولحركة حماس، وتأثير ذلك على الصراع في المنطقة، ولقد برزت الشهوة الإسرائيلية بجلاء أثناء الحملة الانتخابية عندما حاول اليهود التنظير للمرشح «مير حسين موسوي» بشكل مخادع، وذلك بالتحذير من فشل الرئيس الإيراني «أحمدي نجاد» في الانتخابات، وخطورة فوز خصمه المقرب من الغرب، وما قد يسببه ذلك من تعثر السياسة الإسرائيلية في استقطاب الدعم الغربي ضد إيران. وهذه فرية تنفيها التصريحات الرسمية الصادرة بعد انتهاء الانتخابات، ومنها ما قاله رئيس الدولة العبرية «شمعون بيرس» في اجتماع للمؤسسات اليهودية في القدس: «إنني أتمنى أن تختفي القيادة الإيرانية الحالية قبل أن يختفي اليورانيوم المخصب في إيران، إن حربنا على التطور النووي الإيراني يجب أن تكون من الخارج، ومن الداخل ضد هذه الحكومة الإيرانية الفاشلة، ويجب أن يعطى الجيل الشاب في الشعب الإيراني الحرية للتعبير عن رأيه»، وأضاف أمام الرئيس الملدوفي: «إنه لشيء مثير، وجدير بالاحترام أن ترى شعباً يخرج إلى الشوارع، ويخاطر بنفسه من أجل الحرية».
وزير الحرب السابق «شاؤول موفاز» وهو من أصل إيراني، قال في برنامج لكل المتكلمين في القناة الثانية: «لا خلاف حول قدرة إيران على اجتياز الخط التكنولوجي، وفي كل يوم هي تتقدم للنووي، إيران قوة صاروخية عظمى، وإذا امتلكت النووي فإن هنالك خطراً على وجود (إسرائيل)، الشعب الإيراني مرتبط بالغرب، وهو يسعى ليكون كبقية الشعوب بعيداً عن سلطة القمع، والخوف التي تتحكم في مصيره».
قبل عشرين عاماً تآمرت قوى خارجية على الصين، وكان هدفها الحيلولة دون نهوض الشعب الصيني بالشكل الذي هو عليه اليوم، وتم التحريض عندما راح يتجمع في ميدان «تينانمين» الصحفيون، والعمال، والطلاب مطالبين بالديمقراطية، وحرية الرأي، ونجحوا مع الدعم الأمريكي والغربي في تحريك ملايين الصينيين الجياع، وسط تطبيل الإعلام الغربي لحرية الرأي، ونشر تعاليم الديمقراطية، ولكن الصين الحالمة بغدٍ متحررٍ أفضل، عرفت الهدف من وراء تلك التجمعات في ساحة «تينانمين»، وتعاملت مع المشاغبين الذين تحركهم القوى الخارجية بما يحفظ بلاد الصين، التي نجحت في اجتياز الاختبار الداخلي الصعب، وأفلتت من جحيم المؤامرة، لتصير بعد عشرين عاماً القوة الاقتصادية المرهوبة عالمياً.
الجمهورية الإسلامية في إيران لم تغفل عينها عن التحركات اليهودية لإشعال إيران من الخارج، وإشغالها من الداخل، ولم تنم على أذنها عن الدور الأمريكي، والبريطاني، وأحسب أن إيران ستخرج من محنتها أكثر قوة، ووحدة، وعزماً، وصلابةً.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق