الجمعة، 5 يونيو 2009
هكذا ساهمت قناة الجزيرة في قتل شهداء قلقيلية! ....حمزة عمر
صباح جريمة اغتيال القائدين القساميين كانت جيفارا البديري مراسلة القناة في الضفة الغربية تعلن وعبر تقرير بث طوال نهار يوم الجريمة اشتراك مكتب القناة في رام الله في قتل المجاهدين، واليوم تلحق بها شرين أبو عاقلة في التأكيد على وظيفة هذا المكتب المشبوهة.شرين أبو عاقلة تعلن في تقريرها أن لديها رواية واحدة فقط، هي رواية "أجهزة السلطة" [رواية الأجهزة العميلة]، هكذا بكل بساطة، وتمر هذه المخالفة المنهجية لأصول قناة الجزيرة عبر شاشة القناة طوال نهار اليوم 4-6، دون أن يتضمن تقرير شرين إفادة من مصدر في حماس، وبدلاً من الاستدراك على هذا الخلل فإن إدارة تحرير الأخبار تفتح بثاً مباشراً لشرين لتقدم تقريراً حياً قالت فيه بالحرف الواحد: "الرواية التي تتوفر لدينا هنا:هي رواية الأمن الفلسطيني وحسب"، هكذا وبكل بساطة لم تعد قناة الجزيرة: قناة الرأي والرأي والآخر، بل قناة: [الرأي الواحد وحسب] بحسب تعبير شرين.والغريب أن تقديم الخبر في القناة اشتمل على تصريحات عدنان الضميري الناطق باسم الأجهزة العميلة، ثم بتقرير شرين أبو عاقلة الذي تضمن تصريحات أخرى للضميري!!! ثم تأكيداً من شرين على افتقادها لأية رواية أخرى غير رواية "الأمن"، ثم أردفت القناة ببيان أكدت صدوره عن كتائب الأقصى تبارك الجهة التي أصدرته جريمة الأجهزة العميلة (في محاولة لصرف الإدراك عن جوهر الحدث في كونه مواجهة بين مقاومين وعملاء للاحتلال فكان لا بد من فتح دكانة "بياناتية" لكتائب الأقصى واستخدامها ضد حماس، على الرغم من كون دكاكين هذه الوكالة قد سلمت أسلحتها وأخذت عفواً من الاحتلال وانضمت للأجهزة العميلة، فهل هي قادرة على نفي صفة المقاومة عن المجموعة المجاهدة التي استهدفتها الأجهزة العميلة؟!) ثم نشرت قناة الجزيرة هذا الإجرام الصادر عن دكانة الأقصى المصطنعة في شريطها الإخباري المتحرك أسفل الشاشة، ولم تفعل القناة على صعيد الرأي الآخر أكثر من نقل تصريحات للناطق باسم حماس فوزي برهوم يشير فيها إلى التأثير السلبي لهذه الأحداث على الحوار، وهي تصريحات منقولة بصوت المذيع وليست مسجلة أو مباشرة بصوت الناطق باسم حماس ولم تتضمن كذلك رواية حماس حول الأحداث!قناة الجزيرة كذلك لم تبث المؤتمر الصحفي الذي عقده أبو عبيدة الناطق باسم القسام لا في القناة الإخبارية ولا في الجزيرة مباشر والتي كانت تبث ندوة معادة كانت قد بثتها يوم أمس! والأكثر إثارة للدهشة في أداء قناة (الرأي الواحد وحسب) أنها لم تشر في النشرات التالية لمؤتمر القسام والبيان الذي أذيع فيه، رغم حضور شعار القناة على المنصة أمام أبي عبيدة إلى جانب بقية القنوات، ومع ذلك أعادت نشر ما صدر عن إحدى دكاكين كتائب الأقصى (المصطنعة على عجل)! ولم تنشر تصريحات القسام في شريطها المتحرك كما فعلت مع ما صدر عن دكانة كتائب الأقصى المصطنعة!أما في نشرة (هذا المساء) فقد فتحت القناة بثاً مباشراً مع مراسلتهم شرين أبو عاقلة (صاحبة الرواية الواحدة وحسب!) من مكان الحدث، لتعيد سرد رواية السلطة، بل وقدمتها على أنها ما حصل بالفعل، ولم تشر في هذه المحادثة إلى رواية حماس، كما لم تفعل المذيعة، ولم يبث شيء من تصريحات القسام!وبهذه تكثف الجزيرة طوال ساعات النهار وحتى نشرات المساء رواية السلطة! مغفلة الرواية الأخرى، مقدمة الخبر والتقرير وكأنها ناطقة باسم الأجهزة العميلة دون إشارة منها في كثير من الأحيان إلى أن هذه رواية السلطة! هل نقول كلاماً عاماً مرسلاً، أم نبين بالتفصيل الشديد مكان الخلل؟أما جيفارا البديري وفي تغطيتها لحادث حصار واغتيال الشهيدين القساميين محمد السمان ومحمد ياسين فقد بدأت تقريرها بهذه الفقرة: "إلى ثكنة عسكرية تحولت مدينة قلقيلية بعد ليلة دامية تنذر بتفجر الخلافات الداخلية عقب اشتباك مسلح هو الأول من نوعه في الضفة الغربية."ثم قالت: "الأجهزة الأمنية التي تم استدعاؤها من المدن القريبة وعطلتها قوات الاحتلال لساعات" [مع مط للألف وضغط على مخرج التاء]، ألا يظهر أن هذه الجملة التي أدرجتها جيفارا في التقرير بنص جازم متكلفة ومقحمة في التقرير؟ فماذا أرادت منها جيفارا إلا منح الأجهزة العميلة بعداً وطنياً، أو تبرئة ساحتها من تهمة التنسيق مع الاحتلال؟ أو نفياً لما اتهمت به تلك الأجهزة العميلة من اشتراكها مع قوات الاحتلال في الجريمة، وتسهيل قوات الاحتلال لتلك المهمة كما أفاد المواطنون من مدن شمال الضفة؟ ولماذا أقحمت جيفارا هذه الجملة على نحو جازم، ولم تشر إلى الرواية الأخرى التي تشير إلى تنسيق الأجهزة العميلة مع الاحتلال في تنفيذ الجريمة؟ثم أكملت جيفارا: "انتشرت في كل الشوارع والأحياء وفرضت حظراً للتجوال، كل ذلك عقب مقتل ثلاثة من عناصرها في اشتباك مسلح مع قائد كتائب القسام في شمالي الضفة الغربية محمد السمان ومساعده المطلوبين لإسرائيل، الاشتباك الذي استخدمت فيه الأعيرة الثقيلة أدى إلى مقتل القياديين في القسام وصاحب البناية التي تحصنا فيها في حي كفار سابا".هكذا وبكل بساطة وفي قناة: (الرأي الواحد وحسب!) تسرد جيفارا قصة الحادث بلسانها هي! وتقول أن استدعاء قوات الأجهزة العميلة من مدن شمال الضفة والحصار لمجموعة القسام ثم قتل الشهيدين جاء بعد مقتل ثلاثة من عناصر الأجهزة الأمنية! هكذا بكل بساطة! تجعل رواية الأجهزة العميلة مدخلاً لتقريرها ساردة القصة بلسانها على أنها ما وقع بالفعل، دون إشارة إلى أن هذه رواية أحد الأطراف!ثم استمرت جيفارا في نسج الأكذوبة قائلة إن الاشتباك استخدمت فيه الأعيرة الثقيلة، مما لا يفهم منه إلا أن الطرفين قد استخدما الأعيرة الثقيلة بالفعل، بينما الطرف القسامي كان مطارداً ومحاصراً ولائذاً ببيت لأحد المواطنين مما لا يمكنه من حمل أكثر من سلاح رشاش خفيف!ثم مضت تقول: "وفي محاولة لمحاصرة الأزمة التقى رئيس الحكومة الفلسطينية ووزير داخليته بكافة قادة الأجهزة الأمنية في المدينة وسط التأكيد على فرض القانون حسب وصفه."هنا تتحول مراسلة الجزيرة إلى ناطق باسم جكومة دايتون وأجهزته العميلة فتجزم أن زيارة فياض ووزير داخليته لقادة الأجهزة الأمنية كانت بهدف محاصرة الأزمة دون أن تنسب هذا التفسير لمصدر في السلطة بل هذا تفسيرها هي! وهو تفسير موغل في الغباء! فتطويق الأزمة لا يقتصر على زيارة قادة الأجهزة العميلة التي نفذت الجريمة، بل يلزمه زيارة لكل الفعاليات والشخصيات والهيئات المختلفة في البلد.وبعد أن أشارت إلى زيارة فياض ووزير داخليته لقادة الأجهزة العميلة بهدف (محاصرة الأزمة على حد وصفها) قالت؛ محاولة إبراز صورة مناقضة: "لكن كتائب القسام طلبت من كافة منتسبيها في الضفة الغربية بعدم الانصياع والتسليم لقوات الاحتلال ولما وصفتها بالأجهزة الأمنية العميلة لها، اما قادتها السياسيون فأكدوا على إعادة النظر في كل الحوار الفلسطيني".ودعونا نلاحظ استخدام كلمة (لكن) هنا في مقابل سعي فياض ووزير داخليته لحصار الأزمة، فبينما يسعى فياض لذلك فإن كتائب القسام وقيادة حماس تصعدان من الأزمة!ثم وبما يظهر أنه تنسيق كامل بين مكتب الجزيرة وخدعة أمنية غبية تمثلت في اختراع دكانة جديدة لكتائب الأقصى قالت جيفارا: "وعليه تداعت الحركة إلى دعوة أنصارها في قطاع غزة للخروج بمسيرات للتنديد وسط تبادل للاتهامات بشأن المسؤولية عنه، فكتائب شهداء الأقصى الجناح المسلح لحركة فتح اتهمت الحكومة المقالة باعتقال عدد من أنصارها في غزة، بينما اتهمت حماس السلطة الفلسطينية باعتقال كوادرها في الضفة الغربية."وهكذا تتساوى جريمة قتل المقاومين في الضفة باعتقال (مزعوم) لمن يراد أن يقال عنهم (مقاومون) في غزة! ودون تبين أو تثبت من حقيقة مزاعم ما صدر عن هذه الدكانة الأمنية! وهكذا يساوى بين حادثة قتل واضحة صارخة بينة! وحادثة اعتقال مزعومة لم تسأل حماس من طرف المراسلة عن حقيقة صحتها! وكل ذلك بهدف القول: إذا كانت السلطة تقتل مقاومين من حماس في الضفة، فإن حماس تعتقل مقاومين من فتح في غزة! وهكذا تعاد الحياة وعن طريق قناة الجزيرة لكتائب الأقصى التي قبرت ودفنت بعدما عفى عنها الاحتلال وسلمت أسلحتها للأجهزة العميلة وانخرطت فيها! وهكذا تصبح دكاكين الأقصى المختلفة والمتنازعة والمتباينة فصيلاً واحداً يؤخذ ما ينسب له بجدية وكل ذلك بقدرة قناة الجزيرة!دعونا نعيد تنظيم رواية جيفارا: قامت مجموعة مطاردة من كتائب القسام تبحث عن مكان آمن تلوذ إليه بلفت انتباه دورية للشرطة العميلة وأطلقت النار عليها وقتلت ثلاثة من عناصرها مما اضطر الأجهزة العميلة لحشد قواتها من مدن الشمال، وقد أعاقها الاحتلال لساعات [مع مط الألف والضغط على مخرج التاء] ومع ذلك بقيت مجموعة القسام المكونة من عنصرين تنتظر في مكانها لساعات حتى وصلت قوات الأجهزة العميلة وحاصرت مجموعة القسام وقتلت عنصريها بعد اشتباك بالأسلحة الثقيلة [أي أحمق يصدق هذه الرواية فضلاً عن أن يرددها]، ولم يكن هذا الحادث بين مقاومة وجهة عميلة خاصة وأن حماس في القطاع اعتقلت عناصر من كتائب الأقصى المقاومة [كل هذا حتى الآن رواية جيفارا]، وعلى الرغم من أن سلام فياض ووزير داخليته زارا قادة الأجهزة العميلة بهدف محاصرة الأزمة فإن حماس وبشقيها العسكري والسياسي صعدت من الأزمة!هكذا تحدثت جيفارا البديري عن حادثة اغتيال القادئين القساميين محمد السمان ومحمد ياسين على أيدي الأجهزة العميلة، أما شرين أبو عاقلة فقد حسمت الموقف دون أن يرف لها جفن قائلة: " الرواية التي تتوفر لدينا هنا:هي رواية الأمن الفلسطيني وحسب"، وهكذا تعاطت الجزيرة مع الحدث! وهكذا صارت الجزيرة: (قناة الرأي الواحد وحسب!)
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق