السبت، 26 يوليو 2014

قائد «القسام».. الرجل الأكثر غموضا >>>الفلسطينيون يلقبونه بوزير الدفاع.. وإسرائيل برأس الأفعى

رام الله: كفاح زبون 
في يناير (كانون الثاني) 2011، توفيت والدة القائد العام لكتائب القسام، محمد الضيف «أبو خالد» الرجل الأكثر غموضا على الإطلاق من بين الفلسطينيين، وحضرت كل قيادة حماس جنازة والدته، إلا أبو خالد، الوحيد الذي لم يعرف آنذاك هل حضر أم لا؟
قال مقربون من حماس لـ«الشرق الأوسط» إنه حضر ولم يعرفه أحد. وقال آخرون إنه جاء لمدة خمس دقائق فقط ومن ثم غادر، وروى البعض أنه تخفى بزي عجوز وودع والدته ومضى.
لا أحد يعرف على وجه الدقة كيف ودع الضيف والدته، إلا حلقة ضيقة للغاية على رأس كتائب القسام، وهي الحلقة نفسها التي تعرف صورته الحقيقية.
ومنذ نحو عقدين، لم يظهر الضيف في أماكن عامة، أو كما يقول من سألتهم «الشرق الأوسط»: «لو نظرنا إليه ما عرفناه».
وحتى الإسرائيليون الذين يسعون وراءه لا يملكون صورة له. ويعد الضيف منذ منتصف التسعينات أحد أهم المطلوبين لإسرائيل التي تلقبه برأس الأفعى، وبعد الانتفاضة الثانية أصبح المطلوب رقم واحد.
ولم تتوقف محاولات إسرائيل لاعتقال أو قتل رأس الأفعى أبدا.
وفي 1996 طلب شيمعون بيريس الذي كان رئيسا للوزراء آنذاك، من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اعتقال الضيف. أبدى عرفات استغرابه من الاسم، وكأنه لا يعرفه، وتبين فيما بعد أن عرفات كان يحميه. ظلت إسرائيل تسعى وراء الضيف وحاولت اغتياله أكثر من مرة وأصابته في مرتين قبل أن يختفي تماما.
واليوم يملك الرجل الذي يحب الفلسطينيون أن يلقبوه بوزير الدفاع، مفاتيح الحرب والسلام في غزة أكثر من أي مسؤول آخر في السلطة وحماس وحتى في إسرائيل، إلى الحد الذي تساءل معه صحافيون إسرائيليون عن متى يقرر الضيف إنهاء المعركة.
فمن هو محمد الضيف اسمه الحقيقي: محمد دياب إبراهيم المصري، وشهرته الضيف.
ولِد عام 1965 لأسرة فلسطينية لاجئة من بلدة القبيبة واستقرت في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة. نشأ محمد في أسرة فقيرة للغاية، واضطر لترك الدراسة مؤقتا لإعانة أسرته، وقد عمل مع والده في «الغزل والتنجيد» ومن ثم أنشأ مزرعة صغيرة للدواجن وعمل سائقا قبل أن يصبح مطاردا لإسرائيل.
يقول رفاقه في الحي الذي نشأ فيه إنه كان وديعا وصاحب دعابة وخفة ظل وطيب القلب ويميل إلى الانطواء. انضم الضيف لحركة حماس في نهاية عام 1987 عبر علاقته بالمساجد. عاد إلى دراسته وتلقى تعليمه في الجامعة الإسلامية في غزة وتخرج منها 1988 بعد أن حصل على درجة البكالوريوس في العلوم.
أثناء ذلك أنشأ الضيف فرقة «العائدون» الفنية الإسلامية، وكانت تعنى بشؤون المسرح، وعرف عن الضيف ولعه بالتمثيل؛ فقد أدى عدة ادوار مسرحية ومن بينها شخصيات تاريخية.
وكان الضيف مسؤولا عن اللجنة الفنية خلال نشاطه في مجلس طلاب الجامعة الإسلامية.
اعتقلته إسرائيل عام 1989 وقضى 16 شهرا في سجون الاحتلال موقوفا دون محاكمة بتهمة العمل في الجهاز العسكري للحركة. بعد خروج الضيف من السجن، بدأ مع آخرين في تأسيس القسام. وخلال التسعينات أشرف وشارك في عمليات لا تحصى ضد إسرائيل.
اعتقلته السلطة الفلسطينية في شهر مايو (أيار) من عام 2000 بطلب من إسرائيل، وكانت علاقته بالسلطة متقدمة وجيدة وجرى اعتقاله ضمن تفاهمات.
في 2002 تسلم قيادة القسام بعد اغتيال قائدها العام صلاح شحادة. تعرض لأول محاولة اغتيال في 2001، لكنه نجا.
وبعد سنة واحدة جرت محاولة ثانية عندما أطلقت مروحية أباتشي صاروخين نحو مركبة الضيف، وأصاب أحدهما الضيف بجروح، وعالجه في مكان غير معروف، قائد حماس عبد العزيز الرنتيسي (الذي اغتيل سنة 2004) وكان طبيبا.
في 2003، حاولت طائرة إسرائيلية اغتيال الضيف وبعض قادة حماس في منزل في مدينة غزة لكن الصاروخ أصاب الطابق الخطأ. بعد ثلاث سنوات في 2006 أصاب صاروخ شديد الانفجار منزلا كان الضيف يجتمع فيه مع قادة القسام، ومرة ثانية نجا الضيف لكن إسرائيل قالت إنه أصيب بجروح بالغة.
ويعتقد مسؤولون إسرائيليون أن الضيف أصبح مقعدا على كرسي، وفقد إحدى عينيه لكن لم تعطي حماس أي إشارة إلى أن ذلك صحيح أو لا. خرج الضيف في تسجيلات في السنوات الماضية مرتين فقط، كان مثل الشبح مع صورة معتمة ونصفه ظاهر فقط. وبخلاف ذلك لم يظهر الضيف على الملأ أبدا.
ولا يوجد أحد في غزة يجرؤ أن يسأل عن الضيف، على الأقل قبل أعوام عندما اتضح أن أحد الفلسطينيين يراقب منزل أنسبائه اختطف وخضع لتحقيق قاس، وثبت أنه متعاون ثم أعدم على الفور.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق