الثلاثاء، 29 يوليو 2014
المتاجرة الكلامية بفلسطين تصل ذروة الوقاحة: حزب الله يستثني حماس من قائمة المدعوين الى يوم القدس
بيروت ــ ثائر غندور
27 يوليو
كُتب الكثير عن الرسائل التي وجهها الأمين لعام لحزب الله، حسن نصرالله، للمقاومة في قطاع غزة، في خطابه بمناسبة يوم "القدس العالمي"، أول من أمس الجمعة. رأى البعض أن نصرالله تجاوز الخلافات مع حركة "حماس"، فيما أشار آخرون إلى أن الخطاب يُشكل مفصلاً عسكرياً في العدوان المستمر على غزة.
لكن ما يُثير العديد من الأسئلة، هو غياب قيادات حركة "حماس" عن حضور مهرجان "يوم القدس" الذي ألقى خلاله نصرالله خطابه المذكور. فعند التدقيق في الشخصيات الجالسة في الصفوف الأمامية، يتبيّن أن أي من مسؤولي الحركة لم يحضر، لا من أعضاء المكتب السياسي ولا من قياداتهم في لبنان، علماً بأن ممثل الحركة في لبنان علي بركة موجود في بيروت.
عند سؤال مصادر فلسطينيّة قريبة من حزب الله عن هذا الأمر، تكشف المصادر لـ"العربي الجديد" أن حزب الله لم يوجّه دعوة لحركة "حماس" للمشاركة في الاحتفال. من جهتها، لم تنفِ مصادر الحركة هذا الأمر، لكنها لم ترغب بالتعليق.
يفتح عدم توجيه الدعوة، الكثير من الأسئلة حول العلاقة بين الطرفين، خصوصاً أن بعض المؤشرات قبل العدوان على غزة، أشارت إلى إمكانية حصول تطور إيجابي في العلاقة، لا سيما أن الحركة أبقت على مكاتبها في الضاحية الجنوبية لبيروت، عقر دار حزب الله.
هذه الحادثة، مضافاً إليها تأخر اتصال نصرالله برئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، حتى اليوم الرابع عشر من الحرب، تطرح أسئلة كثيرة عن مدى ترجمة حزب الله لالتزامه اللفظي في دعم المقاومة.
كما يُفسّر عدم توجيه الدعوة، الفارق في الحديث بين نصرالله ومشعل من جهة، ونصرالله والأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" رمضان شلّح من جهة ثانية. فبحسب البيان الذي وزعته العلاقات الإعلامية في حزب الله، فإن نصرالله أكّد لمشعل: "وقوف حزب الله والمقاومة اللبنانية إلى جانب انتفاضة ومقاومة الشعب الفلسطيني قلباً وقالباً وإرادة وأملاً ومصيراً، وتأييدها حول رؤيتها للموقف وشروطها المحقة لإنهاء المعركة القائمة". في المقابل، جدد نصرالله لشلّح: "موقف حزب الله والمقاومة الإسلامية في لبنان إلى جانب المقاومة في غزة، وتضامنها وتأييدها واستعدادها للتعاون وللتكامل بما يخدم تحقيق أهدافها وإفشال أهداف العدوان".
عند توزيع بيان "الاتصال" من قبل العلاقات الإعلامية للحزب، لم تُثر أي شكوك. لكن عندما لا يوجه حزب الله الدعوة لـ"حماس" لحضور "يوم القدس"، يظهر الفارق بين الاتصالين؛ فنصرالله لم يُبلغ مشعل استعداده لـ"التعاون"، بل أبلغ شلّح بذلك.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق