لم يظهر فلسطيني واحد ناقم حتى الآن علي الأقل فيما شاهدنا علي شاشات التلفزة حالة الرضا والدعم للمقاومة والكراهية و الدعاء علي إسرائيل والخونة العرب هي السائدة ، كما أن جرعة الأيمان والصبر والرضا عند الناس غير مسبوقة ، لاسيما من الأمهات اللائي ينجبن هؤلاء الأبطال من شباب ورجال المقاومة الذين يهزون عروش الكيان الأسرائيلي وأنصاره من الغربيين والعرب ، أرجو أن تتابعوا حالة هذا الشعب وأن تقفوا عند المعاني الأنسانية الجميلة التى هي السند الرئيسي للمقاومة والتى هي درس للشعوب التى تريد أن تتحرر من حصار الأنظمة الفاسدة وأن تخلص بلادها من هؤلاء المختطفين الذين ينهبون خيراتها ويسرقون حاضرها ومستقبلها ، إن الظهير الشعبي هو السند الرئيسي للتحرر وحينما تصبح الشعوب العربية مثل شعب غزة فإن العرب سوف يعودون لقيادة العالم من جديد
-لم يقف كثير من الناس عند حالات الرضا والصبر هذه كثيرا لأنهم شاهدوها فى مجمل الأحداث لكن لو قام أي من الزملاء وجمع هذه اللقطات إلي جوار بعضها البعض لأمهات فقدن فلذات أكبادهن أو رجال فقدوا كامل عائلاتهن أو تلك العجوز التى تحمد الله أن وجدت زوجها شهيدا تحت الأنقاض أو تلك الأم التى تحتضن رضيعها وتودعه بدموعها وهي صابرة محتسبة أو الذي يقول إن أبي فى التسعين وقد قضي شهيدا وخالي جاوز المائة وقد قضي شهيدا ، أو التى فقدت ولدها الوحيد أو التى تقول لا نريد منكم شيئا أيها العرب يا من خذلتمونا نحن لا نريد سوي من إخواننا فى الضفة وأراضي فلسطين 48 أن يقفوا معنا ، أو الجرحي الذين يرفضون الذهاب للعلاج فى مصر بعدما ثبت أن أجهزة الأستخبارات المصرية التى تعمل مع العدو الصهيوني تعتقل بعض الجرحي أو تعذبهم بغية الحصول علي معلومات عن الأنفاق وصواريخ المقاومة وأماكن انطلاقها ، وأن الذين خرجوا هم بعض العجائز والمصابين المدنيين العاديين ، أما بقية الجرحي فإنهم يرفضون الذهاب للعلاج مع نظام يدعم الصهاينة ويشدد عليهم الحصار .
-عشرات أو مئات ظهروا علي شاشات التلفزة من رجال ونساء وأطفال وكبار وصغار وقد فقد كل منهم جزاء من عائلته أو عائلته بأكملها وهو يحمد الله ويشكره علي كل حال ، حالة من الصبر والثبات والرضا والأحتساب عند الله فى وقت الشدة وفقدان الأحبة وفلذات الأكباد لا تجدها إلا عند الذين صبروا علي أذي الأعداء وعلي تواطؤ الأخوة والجيران
-لم يجد الصهاينة ما يقومون به أمام تماسك الشعب وقوة المقاومة ومفاجآتها وتدريبها واستعدادها العالي والمنقطع النظير سوي كثافة النيران وتدمير أحياء كاملة علي رؤوس أهلها فى حرب وحشية عبثية اعتقادا منهم أن هذا يمكن أن يؤلب الشعب علي المقاومة ويؤدي إلي انقسام يجبر المقاومة علي الرضوخ لمطالب إسرائيل بوقف القتال دون ثمن ، لكن الشعب الذي علم العالم معني الصمود والصبر طوال ثماني سنوات من الحصار يعلم العالم درسا جديدا فى معني التضحية والصبر وثمن الحرية
-لا يمكن لأي حركة من حركات المقاومة أن تنجح دون ظهير شعبي قوي يحمي ظهرها ويقوي عزمها ويعينها علي كفاحها وجهادها ضد أعدائها ، وهذا ما نجحت فيه حركة المقاومة الأسلامية حماس وحركات المقاومة العاملة معها فى قطاع غزة ، فالقطاع المحاصر منذ ثماني سنوات بدا وكأنه علي قلب رجل واحد فى مواجهته غير المتكافئة مع الكيان الصهيوني ولعل ذلك هو سر صمود القطاع حتى الآن طيلة ما يقرب من ثلاثة أسابيع من القتال مع واحدة من أكبر دول العالم تقدما فى السلاح والتكنولوجيا لكن ذلك كله انهار أمام صمود الشعب الفلسطيني وتماسكه فى قطاع غزة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق