الثلاثاء، 29 يوليو 2014

على اسرائيل القضاء على حماس نهائيا...بقلم: بن كسبيت

في العالم الطبيعي، كان خالد مشعل سينهي دوره التاريخي هذه الايام تماما، ويصعد بعصف الى السماء، بهذه الطريقة أو تلك. مشكلة بنيامين نتنياهو هي أنه سبق أن جرب تصفية مشعل مرة واحدة. وهو لا يمكنه أن يسمح لنفسه بان يفشل مرة ثانية. مرة ثالثة، مصيبة. مشعل خطير لشعبه، للمنطقة، لنفسه. أسياده من قطر، عليهم هم أيضا أن يفهموا بانه توجد حدود لكل خدعة وجهودهم بان يكونوا مقبولين في الغرب بينما يشعلون الشرق، يمكن أن تكلفهم ثمنا باهظا.

أخمن أن هذه الافكار ترد على خيال كل أنواع أصحاب القرار في اسرائيل. لخلق معادلة بين أمن سكان غلاف غزة، مثلا، وأمن سكان الدوحة. يخيل لي أن هذا سيحل المشكلة. المشكلة هي أنه ليس هناك من يتخذ مثل هذا القرار. قواعد الفكر السياسي السليم ملزمة.

المجلس الوزاري يجتمع بينما تكتب هذه السطور، والسؤال الذي يحوم فوقه هو “ماذا بعد”. يوم الجمعة، في خطوة دراماتيكية، صوت المجلس بالاجماع ضد اقتراح كيري. كانت محاولة لفرض التعتيم على هذا القرار، لعدم احراج كيري، ولكنه تسرب (القناة 10).

لقد كسب وزير الخارجية الامريكي هذا الحرج باستقامة. فجون كيري هو حرج متدحرج، مع مزايا كرة ثلج. كلما تدحرجت اكثر، ازداد الحرج. الرجل مليء بالنية الطيبة، ولكن مع النية الطيبة لا يوجد هنا شيء كثير يفعله المرء. في الشرق الاوسط هناك حاجة الى مزايا مختلفة تماما. نظرت أمس الى عصبة وزراء الخارجية الاوروبيين الذين اجتمعوا مع كيري اياه في باريس في محاولة لبلورة حل. عصبة محترمة، بربطات عنق وبدلات رسمية، حضارية، لاناس ليس لديهم أي ذرة فهم عما يدور الحديث.

في داخلهم يعرفون بانه يوجد هنا صراع حضارات. في داخلهم يعرفون ان حماس لا تريد كسر الحصار عن غزة، فلو كانت تريد كسر الحصار عن غزة، لكفت عن الترويج لابادة اسرائيل وكفت عن حفر الانفاق وانتاج الصواريخ. هذا كل شيء. رغم أنهم يعرفون هذا، فهم اسرى السلامة السياسية، الاغلبية التلقائية التي في الامم المتحدة للدول الاسلامية، الاقليات الاسلامية المتضخمة عندهم في أوطانهم، والمال العربي. حل من هذه العصبة لن يكون.

لو كان لاسرائيل رئيس وزراء مع خط ائتمان دولي سخي، كذاك الذي قال “نعم” لمبادرة السلام العربية (مع تحفظات)، كذاك الذي حاول أن يبني أبو مازن بدلا من ان يهدمه، عرض اقتراح سلام سخي وشجاع، ولم يحاول تسويف كل مفاوضات محتملة، لكان ينبغي له أن يقف اليوم امام العالم ليقول الامور التالية:

أولا، ترفض اسرائيل وتتجاهل كل محاولة من قطر وتركيا التدخل في الاتصالات السياسية مع حماس. قطر ستكون مدعوة حين تكف عن تمويل الارهاب واشعال نار الكراهية والجنون في الشرق الاوسط من خلال “الجزيرة”. اما تركيا فستكون اكثر من مدعوة، حين يكون لها رئيس وزراء سوي وليس مصابا باللاسامية.

ثانيا، اسرائيل لا تعتزم وقف الحملة في غزة قبل أن تطهر وتفجر كل الانفاق التي كانت معدة لزرع القتل والدمار بين بلداتنا، وليس لاسرائيل أن نية لوقف الحملة في غزة قبل أن يقدم قادة حماس الحساب على جرائمهم، وقبل أن يعثر ويدمر كل الصواريخ بعيدة المدى والمشغلين الذين ينتجونها. هذا هو ما كانت كل دولة اخرى أن تفعله لو كانت مكاننا. حقيقة أننا يهود محوطون في الشرق الاوسط لا تعني تردي فرصنا في الدفاع عن أنفسنا.

ولما كان هذا ليس هو وضع الامور، جلس امس المجلس الوزاري في محاولة لبلورة رد على ما سيأتي. وقف النار الانساني تمدد بأربع ساعات. وقد سبق للامم المتحدة أن توجهت بطلب لتمديده حتى اليوم في الثامنة مساء. وبهذه الطريقة، يحاول الاوروبيون سرقة وقف نار مستمر. هذا نهج تعلموه منا. هكذا بنينا المستوطنات. دونم هنا، عنزة هناك، والى أن يفهم الآخرون ما يحصل هنا، يكون الاوان قد فات. هذا الوضع ملائم جدا لنتنياهو. فهو يعرف بانه لا يوجد أي احتمال في أن يتمكن من انهاء العملية قبل تدمير الانفاق. في الوضع الحالي، يواصل الجيش الاسرائيلي عمله ضد الانفاق، وبالتالي فان كل شيء، ظاهرا، هو على ما يرام.

هل سيمدد المجلس الوزاري وقف النار الانساني؟ على هذا، اقدر، سيكون جدال عسير. أفيغدور ليبرمان، الرمز اليمين للحدث الحالي، سيعارض. أقدر بان هذه المرة لن يتمتع اهرنوفيتش بحرية التصويت وسينضم اليه. جلعاد اردان؟ سؤال جيد. أردان هو صقر مع رأس مفتوح يسأل أسئلة جيدة في المجلس الوزاري. فمن جهة تجده ملتزما ببيبي، ومن جهة اخرى بالمصوتين له. أردان هو صوت طائش. نفتالي بينيت؟ الحظوة في موضوع الانفاق تعود له، وبكاملها. لقد كان بينيت حقا هو أول من لاحظها. وهو اليوم يندفع مع ليبرمان في مطالبتهما مواصلة العملية. واذا كان أردان معهما فسيكون لهم أربعة من ثماني اصوات. ماذا سيفعل بوغي؟ معضلة غير بسيطة.

السؤال الذي ينبغي لرئيس الوزراء ان يطرحه على نفسه هو كيف يمنع حملة اخرى في غزة، بعد سنة. منذ الان كان الوضع صعبا، فقد سكب الجيش الاسرائيلي حتى الان دماء 40 قتيلا، من أفضل ابنائنا، مقاتلين يأسرون القلب والروح، واحدا واحدا، ممن ضحوا بأنفسهم بسبب قصور الاهمال، غض النظر والخداع الذاتي الذي امتد لسنين. في أثناء هذه الحملة اطلقت حماس النار على مروحيات وطائرات سلاح الجو ثمانية صواريخ كتف مضادة للطائرات. الصواريخ اخطأت هدفها، ولا سيما بفضل مهنية مخلولة من المستخدمين. من قال ان هذا ما سيحصل في المرة التالية؟

عنوان مقال زميلي وصديقي ناحوم برنياع يوم الجمعة كان “كيف الخروج من هذا؟” أقدر جدا برنياع، الذي كان هو نفسه مقاتل مشاة، ويوجد دوما في الخط الاول، ولكني أختلف معه على صياغة السؤال. “كيف الخروج من هذا” هذا سؤال ينبغي لحماس ان تسأله، من اللحظة الاولى، ليس نحن. ووقف النار، هم الذين ينبغي أن يطلبوه. في اللحظة الاولى. ليس نحن. القواعد في منطقتنا تغيرت. فنحن نتعامل مع متوحشين بشريين مغسولي العقول يفقدون عقولهم حتى الجنون هم ومحيطهم بفكر القتل والموت. السبيل الوحيد للقتال ضد هذه القوى هو الاستخدام ضدهم لكامل الشدة، دفعة واحدة، وبكل القوة. لو كان الجيش الاسرائيلي دخل في اليوم الاول الى غزة بكل قوته واندفع الى اشتباك سريع في الداخل، لكنا الان بعد الحدث. صحيح، كان هذا سيكلف خسائر غير سهلة، ولكن هذا ضروري. عندما سنعد القتلى في نهاية الحملة، سنصل الى الاستنتاج باننا دفعنا ثمنا باهظا أكثر مقابل بضاعة اقل بكثير.

الى أن تفهم حماس بان اسرائيل جدية ومستعدة لان تضحي كي تبيدها، فانها لن تضع سلاحها. لا يحتمل أن تطلق المنظمة النار على تل أبيب بالصواريخ، على اساس يومي، على مطارنا الدولي الوحيد، على أساس يومي، جعلت بلدات الجنوب عندنا كيس ضربات، أطلقت النار على المفاعل في ديمونا وتواصل التهديد والوعيد للعالم بأسره، تجبرنا على أن نطلب وقف النار. ان الضعفاء في محيطنا، لن تكون لهم قائمة.

معاريف الاسبوع 27/7/2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق