الثلاثاء، 29 يوليو 2014

من غزة إلى أبو مازن ... فريح أبو مدين

لا أعرف من أين أبدأ بالكتابة إليك ولكن دعني أُذكرك ببداية الأحداث وتصاعدها أثناء انتفاضة الأقصى حين أطلق احد الزوارق النار على مقربة من مقر الرئيس أبو عمار وكانت الرسالة واضحة مما حذا بنا أن نقترح على الرئيس أن يغير إقامته بعيداً عن شاطئ البحر واقترحنا عليه مبنى بلدية غزة في ميدان فلسطين ولقد أصغى للاقتراح، ولكنه كان يزمع أمر آخر بعد أن استشعر الخطر، وذلك بالانتقال إلى الضفة الغربية، حيث قال الخطر على الضفة أكثر بكثير من الخطر على غزة وطلب من الارتباط ترتيب أمر انتقاله إلى الضفة، وهذا ما كان حيث حوصر واغتيل ودفع بذلك حياته ثمنا للمقاومة بغض النظر عن شكلها في ذلك الوقت.

السيد الرئيس أسوق هذه القصة لأن الحرب على غزة وفلسطين الآن أخطر ألف مرة من تلك الأيام ونحن نعلم مدى جهدك واتصالاتك وتنقلاتك شرقاً وغرباً مع الجميع عرباً وعجماً، ولكن دعني يا سيادة الرئيس أقول لك أن الخطوة العظمى المنتظرة منك في بداية الحرب وكانت النذر واضحة أنها ستكون حرب دامية أن تنتقل فوراً مع حكومتك الوحدوية ومع بعض المخلصين إلى غزة عن طريق مصر لتكون مقر قيادتك وليأتي لك من يريد أن يراك ومن يريد الاتصال بك في مركز الأحداث.

كنا ننتظر منك ذلك وأن تترك خلفك هناك المرجفين والمتخاذلين الذين وضعوا ميزان الحرب على غزة كالتالي إن انتصار غزة هو هزيمة للمقاطعة وأنت تعرفهم ونعلم أنك لا توافقهم.

لقد طارت وضاعت تلك الفرصة وأنت تعلم أن شرعية الدم والمقاومة وكل الشرعيات تُمنح الآن من غزة لا من غيرها. ما علينا من ذلك ولكن لم تفت الفرصة يا سيادة الرئيس بأن تقفز إلى الميدان بخطوات أوسع بعد أن أعلن نتنياهو الحرب المفتوحة ضد غزة، ها أنت تسير نحو الثمانين ولم يبق في العمر الكثير وبعد تجربتك الواسعة لعشرون عاما مع اسرائيل حيث توقفت على ما اعتقد مسيرة إيمانك بالسلام بالاستيطان وضياع القدس والسيطرة على كل لتر ماء وبقاء الشيكل ميزان للاقتصاد والتداول لدفع الرواتب نظير الجلوس على طاولة التفاوض وإعطاء الفرصة كاملة للاستيطان.

سيادة الرئيس سبق وان كتبت لك رسالة مفتوحة منذ بضع سنوات منوهاً لك: انك أهم شخص يستطيع قلب الطاولة في الشرق والآن قد واتتك الفرصة الآن نابعةً من دم ودموع وشموخ غزة لتقدم على ما سيطير صواب اسرائيل وأمريكا وغيرهم ألا وهو حل  أجهزة الأمن ومن ثم حل السلطة وأنت تعلم قدر حرصهم على السلطة حاملة أعباء الاحتلال مقابل حفنة مساعدات خلقت حولك فئة منتفعة تحاكي حكومة فيشي في فرنسا أثناء الاحتلال الألماني فدعك من الجنرال بيتان وغيره وتولى أمر منظمة التحرير كممثل وحيد وشرعي للشعب الفلسطيني وأعيدها للحياة بعناصر شابة جديدة وقُدها من أي مكان حتى ولو كانت فنزويلا.

السيد الرئيس انتهى عصر الدبلوماسية وإعطاء السلام الوهمي فرصة وأطلق شعبنا في الضفة كما يشاء دون قيود السلطة وضوابطها وحين إذ سيكون لك الصوت العالي والكلمة المسموعة وختاماً سيادة الرئيس إن حكمة السن والمسؤولية ليست دائما هي الصائبة، فدع أجيال الشباب تقود المعترك والمعارك فلا يفل الحديد إلا الحديد.

سيادة الرئيس اقطفها حُصرم وأقدم عليها لتكون مع الخالدين

متمنياً لك دوام الصحة

أخوكم فريح أبو مدين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق