السبت، 6 يونيو 2009
إن اشتّت الطمي، وإن ما اشتّت الطمي"..!!...بقلم: محمد أبو علان
جلسنا نتبادل أطراف الحديث عما جرى في مدنية قلقيلية التي شهدت مواجهات بين أجهزة الأمن الفلسطينية وعناصر من حركة "حماس" راح ضحيتها تسعة فلسطينيين، وكان بين الجالسين أحد كبار السن الذي اختصر حوارنا بقصة تراثية لها الكثير من الدلائل والتعبيرات وقال:"يحكى أن رجلاً ذهب لزيارة وتفقد أحوال ابنتين له متزوجات في مكان بعيد، زار الأولى وسألها عن أحوالها وأحوال أسرتها، قالت إن استمر توقف الأمطار كما هي عليه الحال فلن نجد ما نأكله، بعدها تابع المسير وزار ابنته الثانية وكرر نفس السؤال عليها، فردت بالقول إن أمطرت الدنيا وغابت الشمس سيتلف مشروع الفخار لزوجي، وبعدها لن نجد مصدر رزق نأكل منه، عاد الرجل مغموم البال والحال لزوجته التي بادرتة بالاستفسار عن حال بناتها، فرد الزوج إن اشتّت الطمي، وإن ما اشتّت الطمي".
وعلى هذا المثل الشعبي يمكننا قياس ومقارنة حالتنا الفلسطينية، ففي حالة السلم وحالة الحرب يدفع الشعب الفلسطيني الثمن دون نتائج على الأرض، فوقعنا معاهدات سلام أملاً في قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، فكانت النتيجة مزيداً من القتل والاستيطان ومصادرة الأراضي والحواجز والإغلاقات.
فشل السلام فذهبنا للحرب وكانت الانتفاضة الفلسطينية الثانية، شهدت هذه الانتفاضة مجازر غير مسبوقة بشتى ألوان وأنواع الأسلحة الإسرائيلية، حتى توجت المجازر الإسرائيلية باغتيال الرئيس الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات، ولم يكفي الواقع الفلسطيني هذه المجازر حتى تحولت الانتفاضة الثانية لحالة فلتان أمني منظم دفع المواطن الفلسطيني البسيط ثمنه بحياته وماله وعرضه.
بعدها عدنا لممارسة الحياة الديمقراطية وكانت الانتخابات التشريعية الثانية، تغنى العالم بقدراتنا على ممارسة الحياة الديمقراطية حتى اعتقدنا بأننا على طريق الخلاص، ما هي إلا أسابيع معدودة حتى اختلط الحابل بالنابل، فبدء الحصار السياسي والاقتصادي على الشعب الفلسطيني، وبدأ المواطن يئن تحت وطأة انقطاع الرواتب وضيق الحال الاقتصادي وفقدان كوب الحليب وحبة الدواء حتى وصل بنا الحال إلى لعن الديمقراطية إن كانت هذه هي نتائجها.
وترافق الحصار مع الاقتتال، فكان في غزة ما كان من قتل ودمار وبارود، حرب كان فيها القاتل والمقتول واحد، وعاد المواطن من جديد ليدفع ثمن صراع على كراسي وسلطة لا وجود لها إلا في أذهان المتقاتلين، قتل المواطن وسلم القادة واستمر المسير في دولتين إحداها دولة الضفة وثانيها دولة غزة، والكل بات يدعي أنه من سيجلب الأمن والآمان وأنه في طريقه لإسقاط الآخر، والنتيجة لا هذا سقط ولا ذاك نجح وبقي الوطن والمواطن هما الضحية.
وكلما حاول المواطن منا التفاؤل بتصريح هنا وجولة حوار هناك ينقلب تفاؤله هذا لمزيداً من التشاؤم وفقدان الأمل، والرسالة هذه المرّة جاءت من قلقيلية، رجال أمن فلسطينيين مدججون بالسلاح أمام مسلحين من حركة "حماس" لا تنقصهم الذخيرة ولا القنابل اليدوية، معركة الخاسر فيها طرفي المواجهة المباشرين عناصر أجهزة الأمن الفلسطينية وعناصر "حماس"، والرابح فيها طرفان أولهما الاحتلال وثانيهم دعاة الفتنة والتوتير من الطرفين، وأصحاب التصريحات النارية من السياسيين المحصنين في بروجهم العاجية على حساب المواطن البسيط إن كان عنصر أمن أو كان عنصراً تنظيمياً واللذان باتا وقوداً لسلطات لا سلطة لها على شيء، فهم الذين يدفعون الثمن لصالح هؤلاء السياسيين الحريصين كل الحرص فقط على حياتهم وامتيازتهم ولا شي غير ذلك.
وبعد أن قال السياسيون كلمتهم وواقعنا الحالي هي نتيجتها، جاء دور المواطن البسيط ليقول كلمته بطريقة حضارية وسليمة لتغير واقع الانقسام وسوء الحال، وأن يخرج من حالة اللطم وندب الحظ في كل الأحوال والأزمنة.
* كاتب فلسطيني يقيم في الضفة الغربية. - moh_abuallan@hotmail.com
وعلى هذا المثل الشعبي يمكننا قياس ومقارنة حالتنا الفلسطينية، ففي حالة السلم وحالة الحرب يدفع الشعب الفلسطيني الثمن دون نتائج على الأرض، فوقعنا معاهدات سلام أملاً في قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، فكانت النتيجة مزيداً من القتل والاستيطان ومصادرة الأراضي والحواجز والإغلاقات.
فشل السلام فذهبنا للحرب وكانت الانتفاضة الفلسطينية الثانية، شهدت هذه الانتفاضة مجازر غير مسبوقة بشتى ألوان وأنواع الأسلحة الإسرائيلية، حتى توجت المجازر الإسرائيلية باغتيال الرئيس الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات، ولم يكفي الواقع الفلسطيني هذه المجازر حتى تحولت الانتفاضة الثانية لحالة فلتان أمني منظم دفع المواطن الفلسطيني البسيط ثمنه بحياته وماله وعرضه.
بعدها عدنا لممارسة الحياة الديمقراطية وكانت الانتخابات التشريعية الثانية، تغنى العالم بقدراتنا على ممارسة الحياة الديمقراطية حتى اعتقدنا بأننا على طريق الخلاص، ما هي إلا أسابيع معدودة حتى اختلط الحابل بالنابل، فبدء الحصار السياسي والاقتصادي على الشعب الفلسطيني، وبدأ المواطن يئن تحت وطأة انقطاع الرواتب وضيق الحال الاقتصادي وفقدان كوب الحليب وحبة الدواء حتى وصل بنا الحال إلى لعن الديمقراطية إن كانت هذه هي نتائجها.
وترافق الحصار مع الاقتتال، فكان في غزة ما كان من قتل ودمار وبارود، حرب كان فيها القاتل والمقتول واحد، وعاد المواطن من جديد ليدفع ثمن صراع على كراسي وسلطة لا وجود لها إلا في أذهان المتقاتلين، قتل المواطن وسلم القادة واستمر المسير في دولتين إحداها دولة الضفة وثانيها دولة غزة، والكل بات يدعي أنه من سيجلب الأمن والآمان وأنه في طريقه لإسقاط الآخر، والنتيجة لا هذا سقط ولا ذاك نجح وبقي الوطن والمواطن هما الضحية.
وكلما حاول المواطن منا التفاؤل بتصريح هنا وجولة حوار هناك ينقلب تفاؤله هذا لمزيداً من التشاؤم وفقدان الأمل، والرسالة هذه المرّة جاءت من قلقيلية، رجال أمن فلسطينيين مدججون بالسلاح أمام مسلحين من حركة "حماس" لا تنقصهم الذخيرة ولا القنابل اليدوية، معركة الخاسر فيها طرفي المواجهة المباشرين عناصر أجهزة الأمن الفلسطينية وعناصر "حماس"، والرابح فيها طرفان أولهما الاحتلال وثانيهم دعاة الفتنة والتوتير من الطرفين، وأصحاب التصريحات النارية من السياسيين المحصنين في بروجهم العاجية على حساب المواطن البسيط إن كان عنصر أمن أو كان عنصراً تنظيمياً واللذان باتا وقوداً لسلطات لا سلطة لها على شيء، فهم الذين يدفعون الثمن لصالح هؤلاء السياسيين الحريصين كل الحرص فقط على حياتهم وامتيازتهم ولا شي غير ذلك.
وبعد أن قال السياسيون كلمتهم وواقعنا الحالي هي نتيجتها، جاء دور المواطن البسيط ليقول كلمته بطريقة حضارية وسليمة لتغير واقع الانقسام وسوء الحال، وأن يخرج من حالة اللطم وندب الحظ في كل الأحوال والأزمنة.
* كاتب فلسطيني يقيم في الضفة الغربية. - moh_abuallan@hotmail.com
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق