رغم نفي الحكومة الإسرائيلية رسميا ، كعادتها في مثل هذه الأحوال، الوقوف وراء اغتيال القيادي في الجناح العسكري وعضو "المجلس الجهادي" لحزب الله "حسان اللقيس" الليلة الماضية، إلا أن التعليقات والتلميحات والتسريبات التي حفلت بها وسائل الإعلام الإسرائيلية منذ الصباح، كانت كلها تكاد تقول للمريب خذوني!
ب الله إلى "جماعات تكفيرية سنية" كلما كانت تريد تبرئة ساحتها. وقال خبراء معنيون بحزب الله للقنوات الإسرائيلية" اللقيس لم يكن معروفا حتى لقيادات في حزب الله نفسه، وحتى بالنسبة لمن كان يعرفه من الحزب، لم يكن يعرف شيئا عن طبيعة عمله. وباستثاء حسن نصر الله وحفنة من حلقته الضيقة لم يسمع أحد في حياته باللقيس. لكن إسرائيل تعرفه منذ حوالي 25 عاما وترصده على مدار الساعة منذ سنوات، فهو "العقل التكنولوجي لحزب الله وقائد الدفاع الجوي فيه". وألمح خبراء عديدون إلى أن عملية اغتيال اللقيس"تشبه ، ليس من حيث التكنيك، ولكن من حيث الجهات التي شاركت فيها، عملية اغتيال عماد مغنية في دمشق"، في إشارة إلى أن أكثر من جهة استخبارية دولية وإقليمية ربما تكون ساعدت في تنفيذ العملية، بما في ذلك جهاز أمني لبناني محلي أو بعض العاملين فيه ممن لهم"ثأر تكنولوجي معه" أو يؤدون خدمة لجهة استخبارية خارجية على طريقة "مفتاح باليد"و"مقاولة من الباطن". ومن المعلوم في الحلقات الاستخبارية والسياسية الضيقة أن مغنية اغتيل من قبل أربعة أجهزة استخبارات هي الأميركية والإسرائيلية والسعودية والأردنية، فضلا عن اثنين من حراس خالد مشعل، كان جرى تجنيدهم من قبل الموساد والمخابرات الأردنية بعد إطلاق سراحهما من سجون إسرائيل. وأكد أن اللقيس كان ضالعاً ومطلعاً على كل الأسرار العملياتية لـ«حزب الله»، من المشتريات وتطوير وسائل قتالية متقدمة، مرورا باستخدام منظومات اتصال سرية وصولا إلى الخطط العملياتية، وبالتالي، فإن مقتله يحرم الحزب من «بؤرة خبرة»، ومن شخص «راكم تجربة وعلاقات متنوعة مع أجهزة الاستخبارات السورية والإيرانية خدمت حزب الله طوال ثلاثة عقود تقريبا".
ورأى أنه "إذا كان الأمر فعلا يتعلق بعمل إسرائيلي، فمن الجائز أن ذلك محاولة لاستغلال الفوضى الكبيرة في لبنان ـ انعكاسا للحرب الأهلية الفتاكة في سوريا ـ لضرب حزب الله. واللقيس هو العنوان في الطرف الثاني لمساعي تهريب منظومات سلاح متطورة من سوريا إلى حزب الله، التي أعلنت إسرائيل في الماضي عن أنها تعمل على إحباطها".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق