السبت، 12 يوليو 2014

"حرب برية بأسلوب آخر"

تحت عنوان "دخول بري بأسوب آخر" كتب المحلل العسكري لـ"يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، مساء أمس الجمعة، إنه مع حلول السبت فقد اكتمل حشد قوات الاحتلال البرية في محيط قطاع غزة تمهيدا للمرحلة الأولى من الحملة البرية.
وكتب أن الوحدات العسكرية الأخيرة تصل إلى مناطق خافية عن العيان، وتمنع الشرطة العسكرية مراقبتها، وذلك بالاستفادة من الحرب العدوانية السابقة على قطاع غزة "عامود السحاب" حيث كان تجميع القوات البرية كثيفا وبادية للعيان بناء على رغبة وزير الأمن في حينه إيهود باراك.
وأشار إلى أن باراك يدعم مدرسة "القتال القائم على المؤثرات"، وأن هذا كان أسلوب عمله في لبنان، بيد أنه في "عامود السحاب" كان بإمكان الغزيين مشاهدة آلاف الجنود بالعين المجردة موزعين في المنطقة، وبالتالي كان من السهل توجيه الصواريخ وقذائف الهاون باتجاههم، ما أدى في حينه إلى إيقاع إصابات في صفوفهم.
أما اليوم، بحسب بن يشاي، فإن الغزيين لا يرون حجم القوات التي تنتظر الأوامر بالتحرك، الأمر الذي قد يحصل في كل لحظة، وقد لا يحصل أيضا.
ويتابع أنه حتى اللحظة فعلى ما يبدو سيتم إدخال قوات برية إلى قطاع غزة. وبحسبه فمن الواضح أنه "لن يكون هناك عودة إلى قطاع غزة لإثبات وجود مثلما حصل في حملة الرصاص المصبوب". وأشار في هذا السياق إلى أن رئيس أركان الجيش بني غنتس كان قد فحص جاهزية القوات والمخططات المنوي تنفيذها، وأنه صادق عليها قبل عشرة أيام. ويعقب المحلل بالقول إنه "يوجد قوات، وهناك مهمات صادق عليها غنتس، وستحصل مفاجآت لحركة حماس".
ويستدرك بن يشاي بالقول إنه يجب عدم الوقوع في الأوهام، فالحديث ليس عن نزهة أو جولة صباحية. ويشير في الوقت نفسه إلى أنه تم الإعداد للحملة بشكل جيد ولمدة طويلة، وأن سامي تورجمان، القائد العسكري لما يسمى بـ"منطقة الجنوب"، قد صادق شخصيا قبل عدة شهور على مخطط الهجوم لكل واحدة من قادة الفرق القتالية التي ستشارك في الحملة، مضيفا أنه شعبة جمع المعلومات الاستخبارية، التي تكمن في المنطقة، يفترض أن ترفع من قدراتها في مواجهة ما يوجد لدى حركة حماس، بحيث يمكن الافتراض بأن تكون المخاطر التي قد تواجهها القوات المتوغلة في قطاع غزة في حدود المعقول، وتمنع التورط في عمليات لا داعي لها.
إلى ذلك، يتابع الكاتب أنه في حين تواصل المدفعية قصف أهداف في قطاع غزة، ويواصل الجيش قصف آلاف الأهداف بأسلحة موجهة ودقيقة منذ الثلاثاء، يطرح التساؤل: "لماذا إذا تواصل حركة حماس إطلاق الصواريخ بدون توقف، وإنما بتصعيد متواصل؟".
وردا على ذلك، يدعي بن يشاي أنه بدلا من أن يتركز الجيش في تتبع منصات إطلاق الصواريخ، (رغم أن التقارير الإسرائيلية تشير إلى قصف منصات صواريخ – عــ48ـرب)، فإنه يركز هجماته على أهداف تمس بالقدرة العسكرية لحركة حماس باعتبار أن تلك الضربات ستكون موجعة أكثر، بما يعني التأثير على المدى البعيد على قدرة حماس على بناء منظومة صاروخية جديدة.
كما يدعي المحلل العسكري أنه علاوة على ذلك، فإنه نظرا لأن الأنفاق التي تقوم حماس بحفرها من أجل نقل قواتها ونقل أطنان المواد المتفجرة إلى المستوطنات المحيطة بالقطاع، فإن هجمات الجيش تهدف إلى تدمير هذه القدرات.
وكتب أيضا أن المجلس الوزاري الإسرائيلي الأمني والجيش يدركان جيدا ما أسماه بت"الحقيقة الإستراتيجية التي تعمل لصالح إسرائيل"، وهي أنه خلافا للسابق لا يوجد لحركة حماس "كفيل" سياسي (مثل إيران أو مصر أو قطر أو تركيا) يعمل على إصلاح قدراتها الصاروخية وقدراتها على حفر الأنفاق، والتي سيقوم الجيش بتدميرها سواء عن طريق الجو أم عن طريق البر.
وينهي بن يشاي بالقول "من الصواب الآن السؤال عن توقيت العملية البرية، وليس هل ستكون هناك عملية برية"، مشيرا إلى أن التطورات على الأرض في الساعات والأيام القريبة هي التي تحدد متى سيتخذ هذا القرار. بحسبه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق