الأربعاء، 9 يوليو 2014

حرب قد تستمر لاسبوعين والهدف منها رأس كتائب القسام

كتب رئيس التحرير د.ناصر اللحام - يبدو ان قيادة اسرائيل قررت تحويل العلوم السياسية الى لعبة قمار عسكري ، واستندت في لعبتها الى تقارير الاستخبارات الاسرائيلي التي اوحت لها قبل العدوان ان حصار غزة وانقطاعها عن العالم الخارجي أفرغ جعبتها من الصواريخ طويلة المدى . وان ما تملكه من صواريخ طويلة المدى ومتوسطة المدى لن يتجاوز 180 صاروخا . وان سلاح الطيران سيدمر مئة صاروخ منها وهي على منصات الاطلاق قبل انطلاقها ، وان القبة الحديدة تتكفل باسقاط اكثر من خمسين صاروخا اخر وان الجبهة الداخلية الاسرائيلية يمكن ان تتحمل عشرة او عشرين صاروخا تبقى لدى المقاومة .

ولكن وفي ال24 ساعة الاولى من المعركة تراجعت المخابرات الاسرائيلية عن تقديراتها الاولى واعترفت بأن مخازن المقاومة ربما تملك اربعة اضعاف الكمية المتوقعة . وان لديها اكثر من 400 صاروخ طويل المدى ، وعدد مضاعف من الصواريخ متوسطة المدى ، ما صدم الهيئات العسكرية والسياسة الاسرائيلية ، فرأينا المقاومة تستخدم من الساعات الاولى للمعركة صواريخ تصل حيفا وتل ابيب وهيرتسيليا ، وحين سقط احد الصواريخ فوق مدينة الخضيرة ( مدينة يهودية جرى بناؤها عام 1935 ) كتب احد الصحافيين الاسرائيليين المعروفين على تويتر يسخر من حكومته : لو ان حماس بذلت جهدا اكثر لوصلت صواريخها الى العاصمة اللبنانية بيروت !!

اما القبة الحديدة التي نشرها نتانياهو بشكل كبير في جميع المدن والمستوطنات الاسرائيلية ، فلم تنجح في اسقاط 98% من الصواريخ كما قالت اسرائيل ، ونجح رجال المنصات في غزة في تمويه كمبيوتراتها بشكل بدائي عن طريق اطلاق الصواريخ على شكل اصابع كف اليد فارتبك الكمبيوتر الامريكي وشلت قدراته امام غزة . ومن اصل 65 صاروخا لم تمسك القبة الحديدة سوى 12 صاروخا . اي ان نسبة نجاح القبة الحديديه لم تتجاوز 1/6 الكمية فقط .

سياسيا وعسكريا واستخباريا قررت اسرائيل ، كسر شوكة الذراع العسكري لحماس ، وان رأس قادة كتائب عز الدين القسام هو المطلوب في هذه الحرب ، تماما مثلما استهدفت رأس كتائب شهداء الاقصى في العام 2002 حين اجتاحت مدن الضفة الغربية . وتعلن اسرائيل ( على الاقل على حد زعمها ) انها لا تريد اسقاط حكم حماس في غزة وانما تريد تحطيم جهازها العسكري وبالحد الادنى تجريدها من الصواريخ لتبقى حماس قوة سلطة تحكم قطاع غزة وليست قوة صاروخية ضد اسرائيل . وهو ما يؤكد ان كتائب المقاومة الفلسطينية هي الذخر الاستراتيجي للشعب الفلسطيني وهي جيش الدفاع الفلسطيني الحقيقي الذي يدافع عن شرف الامة وشرف فلسطين وكرامة القدس .

اتوقع ان تستمر هذه الحرب ما بين عشرة ايام الى اسبوعين ... يا نار كوني بردا وسلاما على غزة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق