قال: يا أبي سأتطوع لله في قوات النخبة
فهل تأذن لي؟
قلت له: اذهب يا بني على بركة الله
منذ تلك اللحظة
علمت أن صغيري شهيد
في الهدنة الكاذبة يوم الجمعة حضر إلى البيت
وأعددنا طعام العذاء المعهود
كما يفعل كل أهل غزة
يوم الجمعة
فور أن خرق الصهاينة الهدنة
قال: أنا ذاهب يا أبي
قالت أمه: فخذ معك هذه الدجاجة المطهوة
تأكلها ورفاق حربك
قال: لا أستطيع وغير مسموح لنا بحمل أي شيء
حتى لا ترصد ما نحمله الطائرات
قبل يدي
وقبل جبين أمه
وغادر
كان موقع صغيري أمام الخط الأول
في المسافة صفر من حدود هدنة 1948
كانا اثنين فقط
فهم لا يرسلون إلى أخطر المواقع
إلا أقل عدد من الأفراد
كانت مهمتهما رصد قوات العدو
والتبليغ عن اختراقها
والاشتباك معها إذا اقتضى المر
دخلت فرقة صهيونية متسللة
فرصدها صغيري ورفيقه
وإبلغا القيادة
ثم اقتضى الأمر الاشتباك معها
لا أعرف كم قتل ابني من الصهاينة
لكني أعرف أن الفرقة الصهيونية احتاجت ان تستدعي مساعدة الطائرات
فجاءت الأباتشي
في الليل
وحصدت الأرض بنيرانها
وغادر ابني ورفيقه إلى ربهما
كان اسم رفيقه
وليد درابيه
رحمهما الله
ورحم كل الشهداء
الحمد لله رب العالمين
وإنا لله وإنا إليه راجعون
وعاشت فلسطين عربية حرة
هنا غزة
أنا غزة
هنا كرامة العرب تقاتل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق