وأعلنت فصائل فلسطينية في قطاع غزة أنها قصفت مدنا ومستوطنات إسرائيلية، صباح الجمعة بعد انتهاء التهدئة، من بينها سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
ولم تعلن كتائب القسام، أنها أطلقت أي صواريخ على الاحتلال الإسرائيلي.
وواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي شن غاراته على مختلف أنحاء قطاع غزة، وأسفرت الغارات المتتالية عن استشهاد 5 مدنيين فلسطينيين وجرج 25 آخرين، وفق مصادر طبية فلسطينية.
ويرى تيسير محيسن، الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، في عدم إطلاق الجناح المسلح لحركة حماس، "مناورة سياسية، ورسائل إلى إسرائيل والوسيط المصري".
وتابع: "حركة حماس تركت المجال أمام الفصائل الأخرى، ولم تقم بقصف المستوطنات كي تفسح مجالا أمام التفاوض، وإيصال رسالة أنها لا تريد الحرب لأجل الحرب، وأنها تهدف من وراء هذا القصف انتزاع حقوق الشعب الفلسطيني، وتوفير حياة كريمة لسكان قطاع غزة".
وشدد محيسن، على أن حركة حماس، أرادت إرسال العديد من الرسائل من بينها، أنها "جاهزة لإكمال واستمرار التفاوض، وعدم الدخول في مواجهة شاملة وكبيرة مع (إسرائيل)".
واستدرك: "حماس تتعامل مع الواقع بحكمة، وقراءة سياسية متأنية، فهي تدرك أن أي رد منها سيقابله رد إسرائيلي أعنف، كما أنها تستغل موقف الدول الأوروبية والعربية، التي تسعى في الوقت الحالي لإيقاف الحرب، لهذا لم تقصف وآثرت إيصال رسائل عبر الفصائل الأخرى".
وانتهت في الساعة الثامنة (05:00 تغ) من صباح الجمعة، تهدئة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، استمرت لـ"72" ساعة من دون الإعلان عن تمديدها.
ومنذ أسبوع تقريباً، ترعى مصر مفاوضات غير مباشرة بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، غير أن المفاوضات لم تنجح في التوصل لأي اتفاق.
وبحسب متحدثة باسم خارجية الاحتلال الإسرائيلي أميرة أورون، فإن استئناف المفاوضات وعودة الوفد الإسرائيلي للقاهرة، "مرهون بوقف إطلاق النار في قطاع غزة".
ويقول فايز أبو شمالة، المحلل السياسي، إنّ حركة حماس، تحارب (إسرائيل) "ميدانيا، وسياسيا".
وتابع:" هي تركت المجال للفصائل الأخرى، وأصابت المدن الإسرائيلية بالشلل، وحققت ما تريد، وفي ذات الوقت أوصلت رسائل إلى كافة الأطراف، بأنها معنية بعدم جر الأمور نحو الهاوية، لإدراكها بأن (إسرائيل) سترد بقسوة في حال قصفت هي المدن الإسرائيلية، فـ(إسرائيل) تعتبر أن معركتها مع حركة حماس".
وأكد أبو شمالة، أن عدم قصف "القسام"، قد يكون ضمن خطة أخرى، تم وضعها للتعامل مع الواقع الميداني بعد التهدئة المؤقتة.
واستدرك: "قد نشهد عمليات نوعية للقسام، بعيدا عن القصف والأنفاق، صحيح أن القسام أرادت أن تناور سياسيا، لكنها تدرك تماما أنه كلما طال الوقت فعليها أن تُجير إسرائيل على دفع الثمن والقبول بشروط المقاومة".
ويرى هاني البسوس، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية بغزة، بعدم قصف كتائب القسام لمدن ومواقع إسرائيلية مناورة سياسية تدل على الحكمة، والقراءة الصحيحة للواقع كما يقول.
وأضاف البسوس:" المقاومة في قطاع غزة، وتحديدا حركة حماس، تعي جيدا أن صمود الفلسطينيين، هو سر نجاح المقاومة، لهذا فهي تحاول أن تدير المعركة وفق رؤية حكيمة، وقراءة صحيحة، فهي أعطت الحرية للفصائل بأن يقوموا بقصف المدن، وهذا القصف تسبب بما تقوم به هي، إذ لجأ المستوطنون إلى الملاجئ، وتحدثت تقارير إسرائيلية عن شلل في المدن، وبالتالي، حركة حماس تفسح المجال أمام التفاوض، والبحث عن أساليب أخرى بإمكانها أن تدفع (إسرائيل) نحو طاولة المفاوضات مجددا والقبول بشروط المقاومة".
وكانت كتائب القسام، طالبت، مساء الخميس 7-8-2014، الوفد الفلسطيني المشارك في مفاوضات التهدئة في القاهرة، "بالانسحاب" من المفاوضات في حال لم يحصل على "موافقة مبدئية" على مطالب الشعب الفلسطيني المتعلقة برفع الحصار ووقف العدوان وإنشاء ميناء بحري.
وهددت الكتائب في خطاب متلفز شديد اللهجة تلاه الناطق باسم القسام أبو عبيدة، باستدراج الاحتلال إلى حرب استنزاف، وقتل آلاف الجنود وأسر المئات في حال لم تقبل (إسرائيل) بشروط المقاومة الفلسطينية.
وقال أبو عبيدة "سنضع الاحتلال أمام خيارات كلها صعبة فإما أن ندخله بحرب استنزاف طويلة نشل فيها الحياة بمدنه الكبرى ونعطل خلالها الحركة في مطار بن غوريون على مدار أشهر طويلة ونكبده دمار وخسائر كبيرة في اقتصاده، أو نستدرجه للحرب البرية الواسعة التي سنجعلها نهاية لجيشه المهزوم".
وأضاف: "إذا لم يتم الموافقة المبدئية على مطالبنا وأهمها الميناء البحري فعلي الوفد المفاوض الانسحاب من المفاوضات وإنهاء هذه الألعوبة، والمقاومة قادرة على فرض شروطها وشروط شعبها".
وشدد أبو عبيدة، على أن المطالب التي طرحتها المقاومة والشعب الفلسطيني "لا تحتاج إلى مفاوضات لأنها حقوق إنسانية أساسية تكفلها كل القوانين والأعراف".
وشنّ الاحتلال الإسرائيلي عدوانا عسكرياً واسعاً على قطاع غزة، في 8 يوليو/ تموز 2014، بدعوى العمل على وقف إطلاق الصواريخ من غزة، باتجاه المدن والمستوطنات الإسرائيلية، وتدمير أنفاق المقاومة الفلسطينية الممتدة إلى داخل الأراضي المحتلة .
وتسببت هذه الحرب في سقوط 1898 شهيداً فلسطينيًا، فيما أصيب نحو 10 آلاف آخرين، فضلا عن تدمير وتضرر 38080 منزلا سكنيًا ومقرات حكومية في قطاع غزة، حسب أرقام رسمية فلسطينية.
ووفقًا لبيانات رسمية إسرائيلية، قُتل 64 عسكريًا و 3 مستوطنين إسرائيليين، وأصيب حوالي 1008، بينهم 651 عسكرياً و357 مستوطنا. بينما تؤكد كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، إنها قتلت 161 عسكريا، وأسرت آخر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق