الأحد، 10 أغسطس 2014

ما ينبغي أن يكون في الشأن الفلسطيني ...عبد الرحمن يوسف

تحتاج القضية الفلسطينية في هذه اللحظة الفارقة الدعم الحقيقي من سائر الدول والشعوب العربية وأحرار العالم لكي تخرج بمكاسب حقيقية من هذه المعركة الأسطورية الرائعة.
ما الذي ينبغي أن يفعله العرب (شعوبا وحكومات وحركات مقاومة) في هذه اللحظة؟ ما الذي ينبغي أن يفعله أحرار العالم لدعم صمود غزة؟
هناك أربعة أشياء لا بد منها:
أولا: فتح جبهة جنوب لبنان، وهذا القرار للأسف قد يكون صعبا، والسبب في ذلك تورط حزب الله في الحرب في سوريا.
لقد خسر العربُ حزبَ الله كحركة مقاومة، وذلك بعد أن تحَوَّلَ إلى كتيبة في جيش بشار الأسد، أو فيلقا إيرانيا يؤدي دوره المرسوم لصالح الجمهورية الإيرانية، بدلا من أداء دوره في مقاومة إسرائيل.
ولكن.. لو أراد أحد في حزب الله أن يراجع نفسه فها هي الطريق، وتصحيح المسار ممكن، والبندقية ما زالت في يد الجنود، وصدور الإسرائيليين أولى بالرصاص لمن كان في قلبه مثقال ذرة من انتماء لهذه الأمة.
ثانيا: لا بد من تظاهرات كبيرة في الضفة الغربية، ولا بد كذلك من تحرك الناس على الحدود الأردنية الإسرائيلية.
هذا التحرك سوف يربك الجميع، وسوف يشتت الجهود العسكرية والشرطة المدنية والأجهزة الاستخباراتية للعدو الصهيوني على أكثر من جبهة.
إن فتح جبهة داخلية داخل الكيان الصهيوني في وقت يتعرض فيه الجيش الإسرائيلي لهزيمة مذلة سوف يكون له أبلغ الأثر، وسوف يساعد على انتزاع الحقوق الفلسطينية في هذه المرحلة.
ثالثا: آن للدولة الفلسطينية أن تتحرك خارج الإطار المرسوم لها من عدوها، لا بد من تحرك ديبلوماسي فلسطيني فعال في اتجاهين، الاتجاه الأول بإعلان الدولة الفلسطينية واستغلال دعم دول أمريكا الجنوبية، ولتذهب جامعة الدول العربية إلى الجحيم، فغالبية هذه الأنظمة ليست أكثر من كلاب حراسة لإسرائيل.
الاتجاه الثاني: يكون بالتوقيع فورا على اتفاقية المحكمة الجنائية الدولية، والبدء بالتحرك لمحاسبة إسرائيل على جرائمها الوضيعة ضد الإنسانية في قطاع غزة، والتوقيع على تلك الاتفاقية متاح للدولة الفلسطينية الآن.
من نافلة القول أن نقول إن عدم التوقيع على تلك الاتفاقية يعتبر خيانة صريحة لدماء الشهداء الفلسطينيين الذين ارتكبت في حقهم المجازر، ويفقد السلطة أهليتها السياسية لتمثيل الفلسطينيين إلى الأبد.
رابعا: وهنا يأتي دور أحرار العالم في كل بقاع الأرض، فلا بد من بدء حملة عالمية لتوعية الرأي العام العالمي بحق غزة بمطار وميناء، ولا بد من توضيح حقيقة الحصار المفروض على أهل غزة.
إن الرأي العام العالمي يقف بجوار الفلسطينيين الآن، وأقل ما يمكن أن يفعله العرب شعوبا وحكومات ومجتمعا مدنيا أن يروجوا لمطالب أهل غزة لكي يساندوا الجندي المقاوم والمفاوض الفلسطيني.
إن حق التنقل حق من بدهيات حقوق الإنسان، ولا يمكن أن يظل مليونا شخص تحت رحمة الاحتلال الصهيوني، وتحت رحمة ذوي القربى من الصهاينة العرب.
الوضع عسكريا على الأرض في صالح الفلسطينيين، والرأي العام في غالبية عظمى من دول العالم في صالح القضية، ومطالب أهل غزة كلها منطقية، بل هي أقل من الحد الأدنى للحياة الإنسانية.
ولو أدى كلٌّ دوره فمن الممكن أن نحقق أكثر مما تطلبه المقاومة اليوم، من الممكن تركيع هؤلاء الصهاينة، ولكن هل سيؤدي أحد دوره؟
الثابت أن الذي أدى دوره بكفاءة وفداء هو الجندي المقاوم، وهذا الجندي ليس معه سوى أقل القليل، ولكن معه دعاء ملايين الصادقين من العرب والمسلمين، والدعم المعنوي من سائر أحرار العالم.
هذا ما ينبغي أن يكون، أما ما هو كائن فالمسؤول عنه الدولة الصهيونية، وصهاينة العرب، والنظام العالمي الذي يبرر قتل الأبرياء صباح مساء.
يا أهل غزة.. رفعتم رؤوسنا، والنصر قريب جدا بإذن الله تعالى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق