الأحد، 10 أغسطس 2014
الاستخبارات: حماس تنتقل إلى استراتيجية قذائف الهاون
يقدرون في شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" مؤخراً تغييراً في ميل الذراع العسكري لحركة حماس للانتقال الى استخدام متزايد لقذائف الهاون بدلاً من المقذوفات الصاروخية التي تنجح منظومة القبة الحديدية في اعتراضها.
وحسب الاستخبارات من ناحية حماس، هذا سلاح أكثر نجاعة بكثير، فضد قذائف الهاون التي أوقعت 11 قتيلاً وعشرات المصابين الإسرائيليين في اثناء حملة "الجرف الصامد" يكاد لا يكون حل دفاعي حقاً، وفي الغالب أيضاً لا يوجد ضدها ردع. على حد قولهم
وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرنوت" اليوم الاحد، ان حماس تركز وتصعد نار قذائف الهاون بهدف استنزاف سكان غلاف غزة الذين بدأوا يظهرون مؤشرات انكسار اولى، وأحد الادلة على ذلك هو أزمة الثقة التي نشبت بينهم وبين القيادة العسكرية – السياسية.
الجيش الإسرائيلي يفشل في تقدير مسار المواجهة أمام حركة حماس
وأوضحت الصحيفة أن تصريحات رئيس أركان جيش الاحتلال قبل يومين، كشفت أن الجنرال "بني غانتس" فشل في تقدير مسار المواجهة أمام حركة حماس، فهو لم يفعل ذلك قبل القتال، ولم يفعل ذلك في اثنائه وعلى ما يبدو أيضا لا يعرف الأن.
وصرح غانتس الاربعاء الماضي في رسالة متفائلة لسكان الجنوب: أنه "يوجد هنا صيف حار، الخريف سيأتي بعده، والمطر سيشطف غبار الدبابات، الحقول ستخضر والجنوب الاحمر بالمعنى الايجابي للكلمة، شقائق النعمان، الزهور والاستقرار، سيكون هنا، وسيكون هنا لسنوات طويلة جدا الى الامام".
وتساءلت الصحيفة هل كانت للجنرال أسباب وجيهة للتفكير بان النار لن تستأنف صباح يوم الجمعة الماضية عقب انتهاء التهدئة؟ وهل على الاطلاق فهم بان أقواله في التلفزيون قد تندرج أيضاً في تقويم الوضع لدى حماس وتؤثر على استراتيجية المساومة لديها في المفاوضات في القاهرة؟.
فأجاب الصحيفة: أن هذا التصريح قد يكون ممكنا أن يعزوه الى رغبة غانتس الشخصية الذي قد يكون نسي للحظة مكانته كرئيس للأركان، فقد عبر عن مشاعر الجمهور التواق الى بعض الهدوء بعد شهر من القتال وفي ذروة الاجازة الكبرى، ولكنه كان من المفضل لو أنه تحدث بشكل مختلف، (فالعدو) يفحص بدقة ما يقول.
وقالت الصحيفة أنه ليس واضحاً بأي وهم اخطأ قادة جهاز الامن عندما قرروا السماح لسكان غلاف غزة للعودة الى بيوتهم الاسبوع الماضي. وبالاخذ بالاعتبار بأن استمرار وقف النار الهش كان في حينه مشكوكا، فان خطاب غانتس يبدو في نظرة الى الوراء متسرعا بعض الشيء وبالأساس يعكس رغبة الجمهور الاسرائيلي في العودة الى الحياة الطبيعية ومع تطلع سكان الجنوب للعودة الى بيوتهم بسلام.
وأضافت: من يعرف غانتس يعرف جيدا بان هذا هو ضابط مجرب ومتوازن لا يسارع الى اعلانات متهورة، وتوجد قاعدة عسكرية معروفة تقول ان الاجمال يترك الى النهاية، ولهذا ليس واضحا ما الذي دفعه لان يجمل القتال بهذه السرعة ويناشد السكان العودة الى منازلهم، بينما تقدير الوضع في الجيش الاسرائيلي كان يعترف بان حماس قد تجري مفاوضات في القاهرة في ظل استئناف النار على اسرائيل، وذاك التقدير يتحدث عن امكانية حرب استنزاف ضد اسرائيل، ولا سيما ضد سكان الجنوب من خلال السلاح الابسط والارخص الموجود تقريبا بلا قيد في أيدي حماس: قذائف الهاون.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق