الخميس، 7 أغسطس 2014
داعش يقترب من أربيل: الآلاف يفرون وبارزاني يدعو للثبات -
يقترب مسلحو الدولة الإسلامية من مدينة أربيل عاصمة اقليم كردستان العراق الشمالي بعد سيطرتهم على مدن مهمة هي مخمور وتلكيف وبعشيقة والقوش، حيث معظم السكان من المسيحيين والأكراد، ما سبب موجة نزوح جديدة للآلاف، فيما دعا بارزاني المواطنين إلى الثبات والهدوء.. في وقت حثت الأمم المتحدة الرئيس معصوم على التعجيل بتكليف مرشح لتشكيل الحكومة الجديدة.
لندن: استطاع مسلحو الدولة الاسلامية "داعش" السيطرة على قضاء مخمور بمحافظة نينوى، والذي تسكنه غالبية كردية، وعلى مدينة الحمدانية وبلدات تلكيف وقرقوش والقوش التي يقطنها المسيحيون، حيث أصبح المسلحون على بعد حوالي 50 كيلومترًا من أربيل عاصمة اقليم كردستان العراق.
وجاءت السيطرة على مخمور اثر قتال شرس بين قوات البيشمركة الكردية ومسلحي داعش، لكن هذه القوات انسحبت من تلكيف وقرقوش من دون قتال. كما جاءت السيطرة على الحمدانية التي لجأت اليها غالبية مسيحيي نينوى وأقلياتها بعد العاشر من حزيران الماضي، اثر السيطرة على الموصل لتشكل خطراً كبيراً على محافظتي أربيل ودهوك في نفس الوقت لأنها تتداخل مع حدود المحافظتين على حد سواء مما يزيد تعقيدات معركة الأكراد مع التنظيم.
الآلاف من المسيحيين في رحلة فرار جديدة
وأعلن بطريرك بابل للكلدان في العراق والعالم لويس ساكو إن مئة الف مسيحي فروا بملابسهم باتجاه مدن اقليم كردستان، بعد هجوم جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية الذين احتلوا الخميس الكنائس وانزلوا الصلبان وحرقوا 1500 مخطوطة.
وقال ساكو وهو أبرز رجل دين مسيحي في العراق لوكالة الصحافة الفرنسية إن "نحو مئة ألف مسيحي نزحوا بملابسهم وبعضهم سيرا على الاقدام للوصول إلى مدن أربيل ودهوك والسليمانية الكردية" محذرا من انهم يواجهون خطر الموت في حال عدم تامين الطعام والمأوى لهم.
وأضاف أن "مسلحي داعش قاموا خلال ليلة امس بالهجوم على معظم قرى سهل نينوى وقصفها بقذائف الهاون واستولوا على بعضها وفرضوا سلطتهم عليها مما ارعب سكانها ودفعهم الى مغادرتها".
وتابع أن "هذا النزوح الجماعي يضم اشخاصا كبار السن ومرضى واطفال وحوامل. هؤلاء الاشخاص معظمهم في العراء". وقال "انها كارثة انسانية. كنائسهم احتلت، وانزلت صلبانها وتم احراق نحو 1500 مخطوطة". واطلق رجل الدين البارز نداء استغاثة للامم المتحدة ومجلس الامن والاتحاد الاوروبي، بعد عجز حكومتي اقليم كردستان وبغداد التصدي لعناصر الدولة الاسلامية.
وقال إن الحكومة المركزيّة وحكومة اقليم كردستان عاجزتان حاليًا على فرض النظام والامان والدفاع عن المواطنين". واضاف "انهما تحتاجان الى التعاون والدعم الدوليّ والتجهيزات العسكرية المتطورة". وأشار إلى أن "هناك نوع من الفراغ تستغله داعش لفرض هيمنتها. والموقف يسير من سيء إلى أسوأ".
وأضاف "نناشد بألم وحزن جميع ذوي الارادة الحسنة والامم المتحدة ومجلس الامن والاتحاد والاوروبي والمنظمات الانسانية التحرك من اجل مساعدة هؤلاء الأشخاص المعرضين لخطر الموت وانقاذ حياتهم". وتابع "نأمل أن الوقت لم يفت بعد امام الابادة الجماعيّة".
وفي وقت سابق، أعلن رجل دين مسيحي عراقي أن مسلحي الدولة الاسلامية سيطروا الخميس على مناطق المسيحيين في محافظة الموصل واجبروا عشرات آلاف منهم على الفرار. وقال يوسف توما، رئيس اساقفة كركوك والسليمانية، في تصريحات صحافية "إنها كارثة، الوضع مأساوي، ونحن نناشد مجلس الأمن التدخل الفوري"، مضيفاً أن "عشرات الآلاف من السكان المذعورين هربوا والوضع مأساوي ولا يمكن أن يوصف".
وقال رجل الدين إن "مدن تكليف وقره قوش وبرطلة وكرمليس خلت بشكل نهائي من سكانها المسيحيين، وأن النازحين يسلكون الطرق ويستقلون مركبات للوصول الى نقطة التفتيش في اربيل للدخول اليها". وأكد أن "هذه المدن هي الآن بيد المسلحين وخلت من سكانها الاصليين ويتوجه عدد منهم الى اربيل سيرًا على الاقدام". واضاف: "لدينا الآن اربعة قتلى هم سيدة وطفلان وحارس امني قتلوا في قصف بمدافع الهاون".
بارزاني يدعو للهدوء
وإثر ذلك دعا رئيس حكومة كردستان نجيرفان بارزاني مواطني الاقليم إلى الهدوء والثبات، مؤكدًا أن قوات البيشمركة تحقق تقدمًا في حربها ضد تنظيم داعش. وقال بارزاني في كلمة إلى المواطنين: " نطمئن شعب كردستان البطل أن قوات البيشمركة في تقدم مستمر على كافة الجبهات، في سنجار و جلولاء ومخمور".
وأضاف أن "حكومة الاقليم و ايمانًا منها بقوات البيشمركة، تتعهد لشعب كردستان أنها لن تسمح للارهابيين بتدنيس ارض كردستان وايقاف تطور الحياة فيها". ودعا بارزاني مواطني الاقليم إلى الاطمئنان والاستمرار في حياتهم الطبيعية، من دون قلق في ظل حماية قوات البيشمركة". وشدد بالقول: "نعاهدكم بأن نضرب الارهابيين بيد من حديد، ونبعد هذا الخطر عن كردستان والمنطقة، ويجب علينا جميعًا أن ندعم البيشمركة ونساندها".
وقضاء مخمور مركز قضاء يبعد عن مدينة أربيل بنحو 55 كيلومتراً.. وتتبع القضاء أربع نواحٍ هي: قراج وكنديناوة والكوير وملا قرة. يقع قضاء مخمور بين ثلاث محافظات مهمة في العراق هي نينوى وأربيل وكركوك.
وتعتبر منطقة مخمور خصبة زراعياً، حيث تنتج الشعير والقمح وتعمل أكثرية الناس في الزراعة والثروة الحيوانية. وغالبية سكان قضاء مخمور من الأكراد إضافة إلى العرب. وتشتهر بإنتاج النفط والكمأة وقد كانت في الاصل تابعة لمحافظة أربيل إلا أنه قبل عام 2003 بعدة سنوات تم الحاقها إدارياً بمحافظة نينوى.
أما مدينة تلكيف فهي بلدة عراقية ومركز قضاء في محافظة نينوى في شمال غرب العراق وتبعد عن مدينة الموصل حوالي 18 كلم شمال شرق شرقها وتشغل ارضاً منخفضة محاطاً بالهضاب، معنى إسم تلكيف باللغة الكلدانية الآرامية هو تل كيبا أي تل الحجارة. وسكان تلكيف اغلبيتهم من الكلدان ويتبعون الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، وكذلك يتواجد الاشوريون فيها.
دعوة أممية لتشكيل الحكومة
واليوم، دعت بعثة الأمم المتحدة في العراق الرئيس فؤاد معصوم إلى أداء مسؤولياته الدستورية وتكليف رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة، موكدة أن العراق لا يتحمل في هذا الوقت الحرج أي تأخير دستوري في هذا الشأن.
وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف في بيان اليوم: "إنني أحث فخامة رئيس الجمهورية فؤاد معصوم لأداء مسؤولياته الدستورية بتكليف رئيس الوزراء المُكلف بتشكيل حكومة جديدة تحظى بموافقة برلمانية واسعة ودعم من جميع المكونات العراقية".
وأضاف أنّ "هذا الامر أساسي لجمع شمل البلاد وتأمين حلول ناجعة ومستدامة للتحديات الخطيرة التي تواجه البلاد".. وقال إن " الالتزام بالدستور فقط والحفاظ على العملية الديمقراطية يمكن من خلاله معالجة الأزمة الراهنة التي تهدد الحياة وضمان سيادة واستقلال العراق ".
وأشار إلى أنّه "في هذا الوقت الحرج لا يمكن للعراق تحمل أي تأخير غير دستوري في تسمية رئيس الوزراء، أو الانخراط في عملية طويلة الأناة لتشكيل الحكومة"، داعيًا "القادة السياسيين في العراق للارتقاء إلى مستوى التحديات التي تواجه الأمة، والإيفاء بمسؤولياتهم كممثلين للشعب العراقي".
وكان الرئيس معصوم اعتبر امس أن الاثنين المقبل اليوم الاخير لتسمية المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة. وقال مقرر مجلس النواب نيازي معمار اوغلو إن رئيس الجمهورية فؤاد معصوم بعث بخطاب رسمي إلى مجلس النواب يرجئ فيه تسمية الكتلة الاكبر إلى يوم الاثنين المقبل.
وأضاف في تصريح صحافي أن الرئيس معصوم اوضح في خطابه أن ايام عيد الفطر الثلاثة لا تدخل في المدة الدستورية لتكليف المرشح بتشكيل الحكومة الجديدة التي تنتهي اليوم الخميس، وبالتالي ستكون نهاية المدة الدستورية لتحديد الكتلة الاكبر والمرشح منها لتشكيل الحكومة المقبلة، يوم الاثنين المقبل.
ولن يناقش مجلس النواب خلال جلسته اليوم ترشيح من سيشكل الحكومة حيث أنها تتضمن ثلاث فقرات وتخلو من تسمية الكتلة الاكبر. ويتضمن جدول اعمال الجلسة مناقشة النظام الداخلي للبرلمان وتعديله والتصويت عليه، والفقرة الثانية الموافقة على استقالة النائب سركون لازار، اما الفقرة الثالثة فتتضمن قراءة تقرير اللجنة الخاصة المكلفة بمتابعة ملف النازحين.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق